تفسير سورة الروم-08b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة السؤال حول بيع السلم
فلا يمكن خلف يعرفه السلم معروف عجيب هذا كثر السلم أني أعطي شخص دراهم نقضا لسلعة مؤجلة عكس الشراء إلى أجل أعطيك مثلا عشرة آلاف ريال على أن تعطيني بعد سنة مائة كيس أو سيارة وصفها كذا وكذا هذا ما فيه شيء لأن الصحابة كانوا يفعلونه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يسلفون في الثمار السنة والسنتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من أسلم في شيء فليسلم في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم ) ووجه أنه ما فيه شيء لأن هناك ربح مضمون لأحد الطرفين ما فيه مضمون لأحد الطرفين أولا إذا أعطيتك مثلا عشرة آلاف ريال لسيارة إلى أجل ما ندري أينا هل أنا اللي أربح ولا أنت صح لأن عند انتهاء الأجل يمكن أشري السيارة بستة آلاف ريال ويمكن ما أجدها إلا بخمسة عشر ألف ريال أي نعم وهذا لا بد أن يقع ما أدراك أن تكون الأسعار إلى سنة لا تختلف نعم
سؤال
الطالب :....
الشيخ : ما يخالف إذا احتاج فلوس ييجي لواحد تعالى أعطنا فلوس شيئا مؤجل وإلا يشتري مواد اللي يحتاج بثمن مؤجل أكثر من النقض .
الطالب :.....
الشيخ : لا ،لا هذا إذا اشترى السلعة بعينها يريدها بعينها لا يتورق التورق ما بيريد السلعة ولهذا سمي تورقا مأخوذ من أين ؟ من الورق يعني هو لا يريد إلا الفضة المتورقة نعم راح ما نكمل الآية ؟ نكمل الآية نكمل الآن حديث وبقي باب في الفقه إن شاء الله خير إن شاء الله ولهذا قال الفقهاء لو أسلم في ثمن بستان معين ما صح لأنه صار محله الآن البستان ما صار في الذمة أما إن صار في الذمة فهذا ما فيه شيء لا بد من شروط نعم لا ما تصح ولا ثمنها
الشيخ : ما يخالف إذا احتاج فلوس ييجي لواحد تعالى أعطنا فلوس شيئا مؤجل وإلا يشتري مواد اللي يحتاج بثمن مؤجل أكثر من النقض .
الطالب :.....
الشيخ : لا ،لا هذا إذا اشترى السلعة بعينها يريدها بعينها لا يتورق التورق ما بيريد السلعة ولهذا سمي تورقا مأخوذ من أين ؟ من الورق يعني هو لا يريد إلا الفضة المتورقة نعم راح ما نكمل الآية ؟ نكمل الآية نكمل الآن حديث وبقي باب في الفقه إن شاء الله خير إن شاء الله ولهذا قال الفقهاء لو أسلم في ثمن بستان معين ما صح لأنه صار محله الآن البستان ما صار في الذمة أما إن صار في الذمة فهذا ما فيه شيء لا بد من شروط نعم لا ما تصح ولا ثمنها
سؤال
الطالب :....
الشيخ : ما تجب لأنه يبيع عليه أشياء بدون قبض ثمنها .
الطالب :....
الشيخ : هذا يجوز معناه أنه حضره وهو مثلا امتنع يتفقون معه على أننا اشترينا منك كذا وكذا سيارات بكذا وكذا دراهم نعم وهو مثلاما سلم الدراهم
الشيخ : ما تجب لأنه يبيع عليه أشياء بدون قبض ثمنها .
الطالب :....
الشيخ : هذا يجوز معناه أنه حضره وهو مثلا امتنع يتفقون معه على أننا اشترينا منك كذا وكذا سيارات بكذا وكذا دراهم نعم وهو مثلاما سلم الدراهم
سؤال
الطالب :....
الشيخ : أبدا ولهذا أحيانا الدولة يكون مماطلتها أكثر من مماطلة الناس .
الطالب :....
الشيخ : ما يصح هذا إلا لو كانت السيارات وقال حضرها مثلا على ما أنه اتفق وياهم حضر السيارات ثم أوقعوا العقد على أعيانها حينئذ يصح لأنه يكون بيع عين في بيع.
الطالب : لأنه وقع العقد على أوصافه.
الشيخ : لا على أوصاف لا يصح لأن المبيع الموصوف غير المعين محله الذمة ما محله العين ولهذا يكون العقد اللي وقع عليه بين الرجل والحكومة عقد على شيء في ذمة بشيء في ذمة ما فيه شيء معين .
الطالب :....
الشيخ :ما يخالف إذا حضر السلعة هذه السلعة الآن وأبيعها عليكم بكذا وصار العقد بعد التحديد ما يخالف ما يخالف إذا صار أنه معناه التأمين بمعنى أنه حضر وبعد التحضير يجرى عليه العقد فهذا لا بأس به فإنه يكون بيع عين بدليل وهذا جائز .
الطالب :....
الشيخ : إذا عمدوه متى يجعلون التعاقد معه .
الطالب : إذا عمدوه يقولون له مثلا بعد عشرة أيام تستلم الزيادة فإذا سلم الزيادة يأخذها.
الشيخ : ما الذي يعتبرونه عقدا هل عند حضورها ولا قبل ؟إن كان قبله فإنه لا يصح متى يعقدون هل معناه يقول حضر هنا وإذا حضرت أنا أشتريها منك بكذا وكذا ؟ إذا حضرت نعطيك الثمن إذن العقد قبل التحضير وهذا نص العلماء عليه أنه لا يجوز لأن هذا بيع دين بدين فلا يحل المحذور لأنه ما وقع العقد على شيء معين الآن كله في الذمة .
الشيخ : أبدا ولهذا أحيانا الدولة يكون مماطلتها أكثر من مماطلة الناس .
الطالب :....
الشيخ : ما يصح هذا إلا لو كانت السيارات وقال حضرها مثلا على ما أنه اتفق وياهم حضر السيارات ثم أوقعوا العقد على أعيانها حينئذ يصح لأنه يكون بيع عين في بيع.
الطالب : لأنه وقع العقد على أوصافه.
الشيخ : لا على أوصاف لا يصح لأن المبيع الموصوف غير المعين محله الذمة ما محله العين ولهذا يكون العقد اللي وقع عليه بين الرجل والحكومة عقد على شيء في ذمة بشيء في ذمة ما فيه شيء معين .
الطالب :....
الشيخ :ما يخالف إذا حضر السلعة هذه السلعة الآن وأبيعها عليكم بكذا وصار العقد بعد التحديد ما يخالف ما يخالف إذا صار أنه معناه التأمين بمعنى أنه حضر وبعد التحضير يجرى عليه العقد فهذا لا بأس به فإنه يكون بيع عين بدليل وهذا جائز .
الطالب :....
الشيخ : إذا عمدوه متى يجعلون التعاقد معه .
الطالب : إذا عمدوه يقولون له مثلا بعد عشرة أيام تستلم الزيادة فإذا سلم الزيادة يأخذها.
الشيخ : ما الذي يعتبرونه عقدا هل عند حضورها ولا قبل ؟إن كان قبله فإنه لا يصح متى يعقدون هل معناه يقول حضر هنا وإذا حضرت أنا أشتريها منك بكذا وكذا ؟ إذا حضرت نعطيك الثمن إذن العقد قبل التحضير وهذا نص العلماء عليه أنه لا يجوز لأن هذا بيع دين بدين فلا يحل المحذور لأنه ما وقع العقد على شيء معين الآن كله في الذمة .
سؤال
الطالب :....
الشيخ : ما اشترى شيء معلوم أنت تدري الآن لو أبيع عليك الصاع بصاعين والصاعين بنفس قيمة الصاع ما فيه محذور ما هي محرم لأننا نتقيد بما ورد به النص اللي ورد به الناص إما أن تكون السلعة مؤجلة وإما أن يكون الثمن مؤجلا وأما أن يكون من الطرفين لا هذا ولا هذا ما يجوز وهذا متفق عليه عند الفقهاء أدنى طالب علم إذا قرأ في أول الروض المربع ولهذا قالوا من صور بيع في الستر ايش من صورها ؟ بيع دين بعين بشرط الحضور وقبض أحد العوضين
الشيخ : ما اشترى شيء معلوم أنت تدري الآن لو أبيع عليك الصاع بصاعين والصاعين بنفس قيمة الصاع ما فيه محذور ما هي محرم لأننا نتقيد بما ورد به النص اللي ورد به الناص إما أن تكون السلعة مؤجلة وإما أن يكون الثمن مؤجلا وأما أن يكون من الطرفين لا هذا ولا هذا ما يجوز وهذا متفق عليه عند الفقهاء أدنى طالب علم إذا قرأ في أول الروض المربع ولهذا قالوا من صور بيع في الستر ايش من صورها ؟ بيع دين بعين بشرط الحضور وقبض أحد العوضين
تتمة فوائد قوله تعالى : << الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم .......... >>
الفوائد من فوائد الآية الكريمة قلنا الاستدلال أنه ينبغي سلوك الأجلى والأوضح في الاستدلال .... ومن فوائد الآية الكريمة عجز هذه الآلهة عن فعل شيء يختص بالربوبية لقوله (( هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء )) لأن هذا الاستفهام كما قررنا بمعنى النفي ومن فوائدها ثبوت التلازم بين التوحيدين توحيد الربوبية وتوحيد الإلوهية وأن من أقر بتوحيد الربوبية لزمه أن يقر بتوحيد الألوهية أفهمتم وهذا المعنى قرره الله تعالى في عدة آيات من فوائد الآية الكريمة تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص نعم من أين يؤخذ ؟ من قوله (( سبحانه )) ومن فوائدها أن المشركين بالله عز وجل قد وقعوا في تنقص الله لقوله سبحانه وتعالى (( عما يشركون )) ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن الله تعالى يجمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات النفي في قوله (( سبحانه )) والإثبات في قوله (( تعالى عما يشركون )) ومن فوائد الآية الكريمة أيضا قوة الإقناع في أسلوب القرآن لأن مثل هذا التحدي (( هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء )) هذا أقوى ما يكون في الإقناع كل منهم سيكون جوابه لا إذن لماذا تعبدونها مع الله هل يستفاد من هذه الآية استنباط أقسام التوحيد الثلاثة ؟ الربوبية موجودة والإلوهية موجودة كيف ذلك ؟ إلزام الإقرار بالربوبية للإقرار بالإلوهية ثم إن قوله (( هل من شركائكم )) المقصود إبطال إلوهيتهم نعم والأسماء والصفات موجودة في قوله (( سبحانه وتعالى عما يشركون )) والله أعلم
قال الله تعالى : << ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون >>
(( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس )) ظهر بمعنى بان واتضح وقوله (( الفساد )) ضد الصلاح وهو من كل شيء بحسبه ففساد الزروع بيبسها وتلفها بالعواصف والأمطار المغرقة والبرد المتلف وكذلك فساد المواشي بهلاكها ومرضها وفساد الثمار بنقصها وما أشبه ذلك المهم الفساد في كل شيء بحسبه وهل الفساد هنا يراد به الفساد الحسي أو يشمل الفساد الحسي والمعنوي ؟ الصحيح أنه يشمل الفساد الحسي والمعنوي الحسي ما ذكرنا أمثلته قبل والمعنوي هو كثر المعاصي والفسوق وانتشارها بين الناس وعدم المبالاة بها حتى يصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا فإن هذا من أعظم الفساد قال الله تعالى (( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) قال العلماء لا تفسدوها بالمعاصي نعم وقوله ،(( في البر والبحر )) يقول المؤلف البر القفار أي الفيافي الخارجة عن المدن والسكان هذا البر وقيل المراد بالبر ما ليس ببحر فيشمل المدن والأمصار والقفار وغيرها وقوله بقحط المطر وقلة النبات والبحر أي البلاد التي على الأنهار لقلة مائها فمشى المؤلف رحمه الله على أن المراد بالبر نعم ما سوى العمران والمراد بالبحر العمران الذي على شواطئ البحار وبهذا قال كثير من المفسرين ولكن الصواب أن المراد بالبر ما سوى البحر والمراد بالبحر الماء لأن ما ذكرناه هنا أعم مما ذكره المؤلف وغيره وهو الأظهر أيضا فإن البحر إذا أطلق في القرآن ايش يراد به ؟ يراد به الماء ففساد البر كما قال المؤلف بالقحط وقلة النبات وفساد النبات أيضا بعد وجودهما ولهذا أرسل الله على آل فرعون أرسل الله عليهم الجراد والقمل والضفادع والدم أربع آفات الجراد نعم يفسد الزروع بعد خروجه ويأكله القمل يفسد الحبوب إذا حصد وأرسل جاءه القمل وهو السوس الذي يتلفه والضفادع بماذا ؟ بالماء امتلأت مياههم ضفادع حتى إن الإنسان ما يستطيع أن يشرب من الماء والعياذ بالله الماء من الضفادع والدم الصحيح أن المراد به النزيف وإن كان بعض العلماء يقولون أن المراد بالدم أن الماء يكون عند آل فرعون كالدم والصواب أنه النزيف لأن الله ذكر إفساد الماء بماذا ؟ بالضفادع فكان القوت من أوله إلى آخره وغايته وهو الدم لأن الدم يكون من القوت فصارت الأقوات والعياذ بالله لا تنفعهم لا قبل دخولها أجوافهم ولا بعد الدخول .
الطالب : القمل يا شيخ القمل ؟
الشيخ : لا ، لا القمل ما يكون من السوس في القوت تجدونه عند الخيش هذي عبارة عن دودة تكون في الحبوب فتفسدها وتأكلها نعم المهم هذا من الفساد في البر الفساد في البحر بماذا ؟ قال العلماء يكون بموت الحيتان وفسادها وكذلك تغير المياه وعدم إضرارها كالعادة هذا من الفساد في البحر وقوله (( بما كسبت أيدي الناس )) بما كسبت الباء للسببية و ما يحتمل أن تكون مصدرية ويحتمل أن تكون موصولة إذا كانت موصولة فلا بد لنا من عائد محذوف والتقدير بما كسبته أيدي الناس وإن كانت مصدرية ما تحتاج إلى عائد ويكون المعنى بكسب أيدي الناس وقوله (( بما كسبت أيدي الناس )) قال المؤلف من المعاصي وأيدي الناس جمع يد والمراد ما كسبوا وهذا من أساليب اللغة العربية أن يعبر باليد عن صاحب اليد وليس المراد ما كسبته اليد فقط لأن المعاصي ما تكون بالأيدي فقط تكون باليد وبالرجل وبالعين وباللسان وبالأذن جميع الحواس كل الحواس يمكن للإنسان أن يعمل بها المعصية فيكون المراد بالأيدي هنا الأنفس لا اليد التي هي عضو من أعضاء البدن .
الطالب : يكون هذا مجاز يا شيخ ؟
الشيخ : لا ما هو مجاز لأنها بسياقها دالة على أن المراد ما كسبوه فلا تكون مجازا أما قوله تعالى (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم ....ٌ )) فالمراد بأيديهم الأعضاء فالكلمة في سياقها حقيقة في معناها ولهذا لو أراد أحد أن يصرف قوله (( أن تقطع أيديهم )) إلى أن المعنى أو تقطع أبدانهم ما استطاع كما أنه لو أراد أن يجعل بما كسبت أيدي الناس بما كسبت اليد نفسها فقط دون بقية الأعضاء ما استطاع وهذا هو وجه قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه لا مجاز في القرآن ولا في اللغة العربية لأنه إذا كانت الكلمة قد تعين معناها بسياقها صارت بمقتضى هذا السياق حقيقة في هذا المعنى وحينئذ ما نحتاج إلى تأويل وقوله (( الناس )) تقدم لنا مرارا وتكرارا أن أصلها أناس لكنها حذفت الهمزة للتخفيف كما هي في قوله شر وخير وأصلها أشر وأخير وكما هي في قوله الله فإن أصله الإله نعم هكذا قيل في الله وفي النفس في هذا شيء قال (( لنذيقهم بالياء والنون بعض الذي عملوا )) لنذيقهم اللام هنا للتعليل وما هو المعلل ؟ المعلل متعلق بهذه اللام واللام متعلقة بماذا ؟ بظهر هذا هو المعلل ظهر لكذا أي لأجل أن يذيقهم وفيها قراءتنا سبعيتان وهي لنذيقهم مضاف فيها الفعل لله عز وجل أو ليذيقهم مضافا فيها الفعل إلى ضمير الغائب ومع ذلك فإن هذا الغائب يعود إلى من ؟يعود إلى الله سبحانه وتعالى وقوله (( ليذيقهم )) يعبر دائما بالإذاقة عن الإدراك لأن الذوق هو أعلى أنواع الإدراك الحسي فإن الإنسان يسمع بالشيء ثم يراه ثم يذوقه أقول لك عندي تفاح إدراكك للتفاح الآن بالسماع ثم أخرجه وأريك إياه يكون بالرؤيا أيهما أقوى ؟ الرؤيا أقوى من السماع ثم أعطيكها فتأكلها ايش يصير هذا ؟ بالذوق الذوق وهذا أعلى ما يكون لأني لو قلت عندي تفاحة ولا شفتها أنت يحتمل أن قولي هذا كذب وإذا أريتك إياها ولكن ما ذقتها يحتمل أن يكون نباتا آخر يشبه التفاحة ويحتمل أن تكون من التفاح الصناعي الذي يصنعونه من البلاستيك وتشاهده تقول تفاح حقيقي فإذ ذقتها صارت حق اليقين ولهذا يعبر الله عز وجل دائما عن الإصابة بالإصابة لأنها أعلى أنواع الإدراك وقوله (( بعض الذي عملوا )) أي عقوبتهم لأن الذي عملوا غير الفساد الظاهر في البر والبحر ولكن الفساد هو عقوبته لكن يقول قائل لماذا عبر عن العقوبة بالفعل ؟ نقول عبر عن العقوبة بالفعل بعض الذي عملوا لسببين السبب الأول أو لوجهين الوجه الأول بيان سبب هذه العقوبة الوجه الثاني أن هذه العقوبة بقدر العمل تماما ولذلك عبر عنها بالعمل إشارة إلى أنها بقدر ليس بها ظلم وهذا كثير في القرآن يعبر الله تعالى عن العقوبة بالفعل من أجل هذين الوجهين الوجه الأول بيان أن سبب العقوبة هذا العمل والثاني أن العقوبة بقدر العمل وقوله (( بعض الذي عملوا )) يعني لا كله أي نعم لا كل لأن الله يقول (( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ... )) وقال (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) وهذا حق لو أن الله تعالى أخذ الناس بقدر ذنوبهم ما ترك عليها من دابة كان كل الناس يموتون ولا يبقون ولكنه سبحانه وتعالى يصيبهم ببعض ذنوبهم ببعض الذنوب فقط الحكمة قال (( ليذيقهم بعض الذي علموا لعلهم يرجعون )) يتوبون ولعل هنا للتعليل وكلما جاءت لعل في كلام الله فإنها للتعليل نعم أو توقع الشيء إن كان من المتوقع أي لأجل أن يرجعوا إلى الله عز وجل وهذه من حكم الله أن الله تعالى يبتلي العباد بالضراء لأجل أن يرجعوا إلى الله وكم من إنسان صارت عقوبته بالضراء سببا لرجوعه إلى ربه بل إنها أحيانا تكون سببا مباشرا (( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين )) هذا هو الرجوع لكنهم والعياذ بالله إذا نجوا عادوا إلى كفرهم لعلهم يرجعون
الطالب : القمل يا شيخ القمل ؟
الشيخ : لا ، لا القمل ما يكون من السوس في القوت تجدونه عند الخيش هذي عبارة عن دودة تكون في الحبوب فتفسدها وتأكلها نعم المهم هذا من الفساد في البر الفساد في البحر بماذا ؟ قال العلماء يكون بموت الحيتان وفسادها وكذلك تغير المياه وعدم إضرارها كالعادة هذا من الفساد في البحر وقوله (( بما كسبت أيدي الناس )) بما كسبت الباء للسببية و ما يحتمل أن تكون مصدرية ويحتمل أن تكون موصولة إذا كانت موصولة فلا بد لنا من عائد محذوف والتقدير بما كسبته أيدي الناس وإن كانت مصدرية ما تحتاج إلى عائد ويكون المعنى بكسب أيدي الناس وقوله (( بما كسبت أيدي الناس )) قال المؤلف من المعاصي وأيدي الناس جمع يد والمراد ما كسبوا وهذا من أساليب اللغة العربية أن يعبر باليد عن صاحب اليد وليس المراد ما كسبته اليد فقط لأن المعاصي ما تكون بالأيدي فقط تكون باليد وبالرجل وبالعين وباللسان وبالأذن جميع الحواس كل الحواس يمكن للإنسان أن يعمل بها المعصية فيكون المراد بالأيدي هنا الأنفس لا اليد التي هي عضو من أعضاء البدن .
الطالب : يكون هذا مجاز يا شيخ ؟
الشيخ : لا ما هو مجاز لأنها بسياقها دالة على أن المراد ما كسبوه فلا تكون مجازا أما قوله تعالى (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم ....ٌ )) فالمراد بأيديهم الأعضاء فالكلمة في سياقها حقيقة في معناها ولهذا لو أراد أحد أن يصرف قوله (( أن تقطع أيديهم )) إلى أن المعنى أو تقطع أبدانهم ما استطاع كما أنه لو أراد أن يجعل بما كسبت أيدي الناس بما كسبت اليد نفسها فقط دون بقية الأعضاء ما استطاع وهذا هو وجه قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه لا مجاز في القرآن ولا في اللغة العربية لأنه إذا كانت الكلمة قد تعين معناها بسياقها صارت بمقتضى هذا السياق حقيقة في هذا المعنى وحينئذ ما نحتاج إلى تأويل وقوله (( الناس )) تقدم لنا مرارا وتكرارا أن أصلها أناس لكنها حذفت الهمزة للتخفيف كما هي في قوله شر وخير وأصلها أشر وأخير وكما هي في قوله الله فإن أصله الإله نعم هكذا قيل في الله وفي النفس في هذا شيء قال (( لنذيقهم بالياء والنون بعض الذي عملوا )) لنذيقهم اللام هنا للتعليل وما هو المعلل ؟ المعلل متعلق بهذه اللام واللام متعلقة بماذا ؟ بظهر هذا هو المعلل ظهر لكذا أي لأجل أن يذيقهم وفيها قراءتنا سبعيتان وهي لنذيقهم مضاف فيها الفعل لله عز وجل أو ليذيقهم مضافا فيها الفعل إلى ضمير الغائب ومع ذلك فإن هذا الغائب يعود إلى من ؟يعود إلى الله سبحانه وتعالى وقوله (( ليذيقهم )) يعبر دائما بالإذاقة عن الإدراك لأن الذوق هو أعلى أنواع الإدراك الحسي فإن الإنسان يسمع بالشيء ثم يراه ثم يذوقه أقول لك عندي تفاح إدراكك للتفاح الآن بالسماع ثم أخرجه وأريك إياه يكون بالرؤيا أيهما أقوى ؟ الرؤيا أقوى من السماع ثم أعطيكها فتأكلها ايش يصير هذا ؟ بالذوق الذوق وهذا أعلى ما يكون لأني لو قلت عندي تفاحة ولا شفتها أنت يحتمل أن قولي هذا كذب وإذا أريتك إياها ولكن ما ذقتها يحتمل أن يكون نباتا آخر يشبه التفاحة ويحتمل أن تكون من التفاح الصناعي الذي يصنعونه من البلاستيك وتشاهده تقول تفاح حقيقي فإذ ذقتها صارت حق اليقين ولهذا يعبر الله عز وجل دائما عن الإصابة بالإصابة لأنها أعلى أنواع الإدراك وقوله (( بعض الذي عملوا )) أي عقوبتهم لأن الذي عملوا غير الفساد الظاهر في البر والبحر ولكن الفساد هو عقوبته لكن يقول قائل لماذا عبر عن العقوبة بالفعل ؟ نقول عبر عن العقوبة بالفعل بعض الذي عملوا لسببين السبب الأول أو لوجهين الوجه الأول بيان سبب هذه العقوبة الوجه الثاني أن هذه العقوبة بقدر العمل تماما ولذلك عبر عنها بالعمل إشارة إلى أنها بقدر ليس بها ظلم وهذا كثير في القرآن يعبر الله تعالى عن العقوبة بالفعل من أجل هذين الوجهين الوجه الأول بيان أن سبب العقوبة هذا العمل والثاني أن العقوبة بقدر العمل وقوله (( بعض الذي عملوا )) يعني لا كله أي نعم لا كل لأن الله يقول (( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ... )) وقال (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) وهذا حق لو أن الله تعالى أخذ الناس بقدر ذنوبهم ما ترك عليها من دابة كان كل الناس يموتون ولا يبقون ولكنه سبحانه وتعالى يصيبهم ببعض ذنوبهم ببعض الذنوب فقط الحكمة قال (( ليذيقهم بعض الذي علموا لعلهم يرجعون )) يتوبون ولعل هنا للتعليل وكلما جاءت لعل في كلام الله فإنها للتعليل نعم أو توقع الشيء إن كان من المتوقع أي لأجل أن يرجعوا إلى الله عز وجل وهذه من حكم الله أن الله تعالى يبتلي العباد بالضراء لأجل أن يرجعوا إلى الله وكم من إنسان صارت عقوبته بالضراء سببا لرجوعه إلى ربه بل إنها أحيانا تكون سببا مباشرا (( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين )) هذا هو الرجوع لكنهم والعياذ بالله إذا نجوا عادوا إلى كفرهم لعلهم يرجعون
7 - قال الله تعالى : << ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين >>
قال الله تعالى قل لكفار مكة (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين )) الخطاب في قوله قل للرسول عليه الصلاة والسلام ويحتمل أن يكون له ولكل من دعا إلى شريعته وجعلناك للاتعاظ والاعتبار وقوله (( سيروا في الأرض )) السير معناه المشي وفي الأرض في بمعنى على لأن على الأرض وليس المراد في داخلها وقيل إن في للظرفية وأن الظرف يختلف بحسب المظروف وبحسب الظرف أيضا يعني مثلا إذا قلنا الماء في الكوب صار في جوف الكوب كوب ماء الكامل أو الطافية مثلا أو القدر فهنا صار الماء في جوفه وإذا قلنا الكتابة في الورق اختلفت وإذا قلنا الوجه في المرآة اختلفت فيرى بعض العلماء أن في هنا للظرفية ولكن ظرف كل شيء بحسبه والسير المأمور به هنا لا أحد يتصور أن المراد أن احفروا لكم خندقا في الأرض وادخلوا فيه ما أحد يتصور هذا فهنا وجهان في كلمة في الوجه الأول أن تجعل بمعنى على سيروا على الأرض أي على ظهرها الوجه الثاني أن تجعل في للظرفية ويقال إن الظرفية في كل مكان بحسبه طيب هذا تفسير في تفسير (( سيروا في الأرض )) هل المراد السير بالأقدام أو السير بالعقول بالتفكير ؟ نعم يشمل السير بالأبدان بأن يذهب الإنسان إلى مساكن القوم ليتعظ ويعتبر أو السير بالقلوب بأن يقرأ تواريخهم وأحداثهم حتى يعتبر بهم وكم من سير بالقلب صار أعظم من السير بالقدم ولكن السير بالقدم لأجل التفرج والنزهة هذا محرم كما يفعله بعض الناس الآن يذهبون إلى ديار ثمود من أجل التفرج والنزهة والاطلاع على ما لهم من قوة سابقة مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا وأنتم باكون فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوها ) نعم أين الذين يذهبون إلى ديار ثمود وهم يبكون الرسول صلى الله عليه وسلم لما مر بها في ذهابه إلى تبوك مشى مسرعا وقنع رأسه نزلها عليه الصلاة والسلام وأسرع نعم وعلى هذا فنقول إذا سرت في أرض هؤلاء المعاقبين فسر سير متعظ معتبر نعم كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل )) فانظروا نظر اعتبار وتفكر ولا نظر عين ؟ على حسب ما قلنا في السير إن كان سيرا بالقدم فهو نظر بالعين إن كان سيرا بالقلب فهو نظر بعين البصيرة التفكر والتأمل ويمكن أن نقول أيضا إن حتى إذا فسرنا السير هنا بالسير الحسي على الأقدام فإنه لا بد أن يكون مقرونا بالنظر بعين البصيرة والاعتبار إذ النظر بالعين المجردة لا يفيد شيئا (( فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل )) ايش محل كيف من الإعراب ؟ محلها النصب خبر كان مقدما وعاقبة اسمها والجملة معلقة عن العمل معلقة لكلمة انظروا نعم معلقة الجملة معلقة في تأويل الاسم المفرد والتقدير فانظروا حالهم كيف كانت وقوله (( كيف كان عاقبة الذين من قبل ) عاقبة هنا مصدر ولهذا نكر الفعل نعم إذا لنا عقبى الذين من قبل كان أكثرهم من حرف جر مقابل اسم المجرور اسم مرفوع بمن لأن فيه ضمة ظاهرة في آخره .
الطالب :....
الشيخ : مبنية على ضم بقطع الإضافة لا ونوى معناه حذف المضاف ونوى معناه فيبنى على الضم نعم لأنهم يقولون في قبل وبعد إن وجد المضاف لفظا فهي معربة غير منونة وإن حذف لفظا ومعنى فهي معربة منونة هذان حالان متقابلان إذا وجد المضاف إليه فهي معربة غير منونة تقول أتيت من قبل زيد ومن بعده نعم وإذا حذف المضاف لفظا ومعنى فهي معربة منونة طيب وإذا حذف المضاف إليه ونوى لفظه فهي معربة غير منونة كما لو وجد لفظ معربة غير منونة وإذا حذف المضاف إليه ونوى معناه فهي مبني على الضم أي نعم لها أربع حالات (( كان أكثرهم مشركين ))كأن الإنسان يتوقع بأن عاقبة الذين من قبلهم أهلكوا وأتلفوا وما أشبه ذلك ولكن البيان جاء على غير المتوقع ماذا تتوقعون أنتم لما قال الله عز وجل (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل))
الطالب :....
الشيخ :لا تتوقعون أهلكناهم ودمرناهم وما أشبه ذلك لأن هذه عاقبتهم لكن جاء الأمر على خلاف المتوقع كان أكثرهم مشركين جاء مبينا لسبب هذه العاقبة لأنها هي الحال التي عليها هؤلاء المكذبون وهو الشرك يعني فأنتم الآن مشركون وهم كانوا مشركين فدمروا فمعنى ذلك أن عاقبتكم أنتم ستكون مثلهم مآلها التدمير والهلاك وهذا من بلاغة القرآن أن الله تعالى ذكر سبب هلاك أولئك القوم الذي كان عليه الآن هؤلاء المخاطبون هؤلاء المخاطبون الآن مشركون كانوا على الشرك إلى الآن ما وجدوا العاقبة لكن إذا علموا أن سبب عاقبة هؤلاء هو الشرك فلا شك إذا كان لهم عقول أن ينتهوا عن الشرك كان أكثرهم مشركين يقول فأهلكوا بإشراكهم ومساكنهم ومنازلهم خاوية قوله تعالى (( كان أكثرهم مشركين )) طيب والبعض الآخر ؟ ظاهر الآية الكريمة أن البعض الآخر وهو الأقل لم يكن مشركا وها هنا إشكال هل أهلك الموحدون مع المشركين ؟ مع أن الله تعالى ذكر في آيات كثيرة في الأمم السابقة (( فأنجيناه والذين معه )) (( وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم )) نعم فظاهره أن المؤمنين لم يهلكوا أن نقول (( كان أكثرهم مشركين )) باعتبار القادة والرؤساء الذين يعرفون أنهم على شرك أما العامة الذين لا يدرون فهم تابعون وراضون وإن لم يكن عندهم شرك لكن هم يظنون أن هذا هو الحق فأي الاحتمالين أولى أو احتمال ثالث أن يقال إن الله تعالى أمرنا أن ننظر كيف كان عاقبة السابقين وإذا نظرنا وجدنا أن أكثرهم مشرك فأهلك وأن المؤمن نجا فيكون في هذا تحذير من الشرك وترغيب في الإيمان والتوحيد فها هنا ثلاثة إحتملات الاحتمال الأول أن الجميع أهلك وهذا يشكل عليه آيات كثيرة في أن الله تعالى أنجى المؤمنين هذا واحد الوجه الثاني أن المراد بأكثرهم مشركين الذين يعرفون أنهم على شرك دون الغوغاء والعامة الذين لا يدرون ما هم عليه وإنما هم أتباع كل ناعق الوجه الثالث أن يقال العاقبة حميدة وذميمة والله يقول (( كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين )) ونحن نعلم أن من حكمة الله عز وجل أن يجازي المشرك على شركه والمؤمن على إيمانه وحينئذ يكون في الآية ترغيب في الإيمان والتوحيد وترهيب عن الشرك والكفر فأي الاحتمالات أولى الظاهر أن الأخير أولى يعني ينظروا كيف كان عاقبة السابقين وأن من كان مشركا منهم أخذ بشركه ومن كان مؤمنا نجي بإيمانه من أجل أن يؤمنوا هم ومن أجل أن يثبت المؤمنين من هذه الأمة على إيمانهم وقال المؤلف فأهلكوا بإشراكهم ومساكنهم ومنازلهم خاوية نعم هذا هو الواضح فقوم صالح مثلا صالح والذين معه نجوا ولا ما نجوا ؟ نجوا وقومهم أخذتهم الرجفة والصيحة فأصبحوا في دارهم جاثمين فتلك مساكنهم خاوية منهم قوم ثمود لما ظلموا تجدها الآن خاوية ولم تسكن فيما نعلم بعده ما سكنت إلى الآن
الطالب :....
الشيخ : مبنية على ضم بقطع الإضافة لا ونوى معناه حذف المضاف ونوى معناه فيبنى على الضم نعم لأنهم يقولون في قبل وبعد إن وجد المضاف لفظا فهي معربة غير منونة وإن حذف لفظا ومعنى فهي معربة منونة هذان حالان متقابلان إذا وجد المضاف إليه فهي معربة غير منونة تقول أتيت من قبل زيد ومن بعده نعم وإذا حذف المضاف لفظا ومعنى فهي معربة منونة طيب وإذا حذف المضاف إليه ونوى لفظه فهي معربة غير منونة كما لو وجد لفظ معربة غير منونة وإذا حذف المضاف إليه ونوى معناه فهي مبني على الضم أي نعم لها أربع حالات (( كان أكثرهم مشركين ))كأن الإنسان يتوقع بأن عاقبة الذين من قبلهم أهلكوا وأتلفوا وما أشبه ذلك ولكن البيان جاء على غير المتوقع ماذا تتوقعون أنتم لما قال الله عز وجل (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل))
الطالب :....
الشيخ :لا تتوقعون أهلكناهم ودمرناهم وما أشبه ذلك لأن هذه عاقبتهم لكن جاء الأمر على خلاف المتوقع كان أكثرهم مشركين جاء مبينا لسبب هذه العاقبة لأنها هي الحال التي عليها هؤلاء المكذبون وهو الشرك يعني فأنتم الآن مشركون وهم كانوا مشركين فدمروا فمعنى ذلك أن عاقبتكم أنتم ستكون مثلهم مآلها التدمير والهلاك وهذا من بلاغة القرآن أن الله تعالى ذكر سبب هلاك أولئك القوم الذي كان عليه الآن هؤلاء المخاطبون هؤلاء المخاطبون الآن مشركون كانوا على الشرك إلى الآن ما وجدوا العاقبة لكن إذا علموا أن سبب عاقبة هؤلاء هو الشرك فلا شك إذا كان لهم عقول أن ينتهوا عن الشرك كان أكثرهم مشركين يقول فأهلكوا بإشراكهم ومساكنهم ومنازلهم خاوية قوله تعالى (( كان أكثرهم مشركين )) طيب والبعض الآخر ؟ ظاهر الآية الكريمة أن البعض الآخر وهو الأقل لم يكن مشركا وها هنا إشكال هل أهلك الموحدون مع المشركين ؟ مع أن الله تعالى ذكر في آيات كثيرة في الأمم السابقة (( فأنجيناه والذين معه )) (( وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم )) نعم فظاهره أن المؤمنين لم يهلكوا أن نقول (( كان أكثرهم مشركين )) باعتبار القادة والرؤساء الذين يعرفون أنهم على شرك أما العامة الذين لا يدرون فهم تابعون وراضون وإن لم يكن عندهم شرك لكن هم يظنون أن هذا هو الحق فأي الاحتمالين أولى أو احتمال ثالث أن يقال إن الله تعالى أمرنا أن ننظر كيف كان عاقبة السابقين وإذا نظرنا وجدنا أن أكثرهم مشرك فأهلك وأن المؤمن نجا فيكون في هذا تحذير من الشرك وترغيب في الإيمان والتوحيد فها هنا ثلاثة إحتملات الاحتمال الأول أن الجميع أهلك وهذا يشكل عليه آيات كثيرة في أن الله تعالى أنجى المؤمنين هذا واحد الوجه الثاني أن المراد بأكثرهم مشركين الذين يعرفون أنهم على شرك دون الغوغاء والعامة الذين لا يدرون ما هم عليه وإنما هم أتباع كل ناعق الوجه الثالث أن يقال العاقبة حميدة وذميمة والله يقول (( كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين )) ونحن نعلم أن من حكمة الله عز وجل أن يجازي المشرك على شركه والمؤمن على إيمانه وحينئذ يكون في الآية ترغيب في الإيمان والتوحيد وترهيب عن الشرك والكفر فأي الاحتمالات أولى الظاهر أن الأخير أولى يعني ينظروا كيف كان عاقبة السابقين وأن من كان مشركا منهم أخذ بشركه ومن كان مؤمنا نجي بإيمانه من أجل أن يؤمنوا هم ومن أجل أن يثبت المؤمنين من هذه الأمة على إيمانهم وقال المؤلف فأهلكوا بإشراكهم ومساكنهم ومنازلهم خاوية نعم هذا هو الواضح فقوم صالح مثلا صالح والذين معه نجوا ولا ما نجوا ؟ نجوا وقومهم أخذتهم الرجفة والصيحة فأصبحوا في دارهم جاثمين فتلك مساكنهم خاوية منهم قوم ثمود لما ظلموا تجدها الآن خاوية ولم تسكن فيما نعلم بعده ما سكنت إلى الآن
8 - قال الله تعالى : << قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يومٌ لا مرد له من الله يومئذٍ يصدعون >>
ثم قال تعالى (( فأقم وجهك للدين القيم )) دين الإسلام أقم الخطاب لمن ؟ للرسول صلى الله عليه وسلم أو لكل من يتوجه إليه الخطاب وقد سبق توجيه القول الأول إذا جعلنا الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام فإما أن يكون المراد به الرسول نفسه وتكون أمته تبعا له وإما أن يراد به الرسول والأمة لكن خوطب به الرسول لأنه زعيمهم وإمامهم وقوله (( فأقم وجهك للدين القيم )) ما المراد بالوجه هل المراد الاتجاه أو المراد الوجه الحسي الذي في الرأس ؟ نعم الظاهر المراد الاتجاه لأن الوجه يراد به الجهة كما قال تعالى (( ولله المشرك والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله )) لأنه سبق لنا أن فيها قولين للمفسرين قول أن المراد بالوجه هو وجه الله الحقيقي وقول أن المراد به الجهة ولا شك أن الوجه يراد به الجهة وقوله (( للدين القيم ))
الطالب :....
الشيخ :لا إذا قلنا أن المراد بالوجه الجهة شملنا به الوجه الحسي بما يطلب منه الاتجاه للقبلة وقوله (( للدين القيم )) ما المراد بالدين هنا ؟ المراد بالدين العمل وقد سبق لنا أن الدين في القرآن يراد به العمل والجزاء فقوله تعالى (( مالك يوم الدين )) (( وما أدرك ما يوم الدين )) المراد بالدين الجزء وأما (( ورضيت لكم الإسلام دينا )) ( وإن الدين عند الله الإسلام )) فالمراد به العمل كما في هذه الآية وقوله القيم ايش ضده ؟ المعوج كما قال تعالى (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )).
الطالب : (( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما ))
الشيخ : نعم الكتاب قيم لكن نريد الدين (( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما )) يعني قيم فدين الإسلام دين مستقيم ليس فيه اعوجاج لا بالنسبة لمعاملة الله عز وجل وهي العبادة ولا بالنسبة لمعاملة المخلوق ولهذا تجد في المعاملات حرم الكذب والغش والخديعة وما أشبه ذلك وحرم الجور والظلم وتحريم تقتيل الأولاد وما أشبه ذلك كل هذا خلاف الاستقامة وفي العبادات حرم الشرك والابتداع لما في ذلك من انحراف عن الصراط المستقيم نعم .
الطالب :....
الشيخ : إن الدين عند الله الإسلام هذا يشمل العقيدة ويشمل الأعمال الظاهرة مثل ما قلنا في السابق أن الإسلام إذا قرن بالإيمان صار الإسلام الأعمال الظاهرة والإيمان الأعمال الباطنة وإذا أفرد عنها فهما في معنى واحد (( من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله )) وهو يوم القيامة (( يومئذ يصدعون )) قوله (( من قبل )) متعلق بأقم يعني أقمه من قبل هذا اليوم نعم وقوله (( من قبل أن يأتي يوم )) نكر للتعظيم لأن هذا اليوم كما وصفه الله تعالى في قوله ب((يوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين )) وقوله (( لا مرد له )) مرد هذا مصدر ميم أي لا رد له يعني ما يمكن أن يرد هذا جوابه لأن الله تعالى قضى به وقوله (( من الله )) متعلق بصفة لقوله يوم هذه صفة متعلق بصفة يوم يعني من قبل أن يأتي يوم من الله يعني هذا اليوم من الله لا من غيره ويحتمل أن يكون متعلق يأتي أن يأتي من الله يوم والأول أبلغ أن يكون صفة ليوم لأن كونه من الله يدل على عظمته وأنه لا يمكن أن يرد هذا اليوم وقوله (( من قبل أن يأتي يوم )) إذا قال قائل هذه الآية خوطب بها الناس في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ومعلوم أن القيامة ما تقوم في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فكيف قال (( من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله )) الجواب على هذا أن نقول إن الموت واقع حتى في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ومن مات قامت قيامته وانقطع عمله فلا فرق بين يموت في ذلك الوقت وبين من يموت وهو آخر الناس موتا بالنسبة لانقطاع العمل كل منهم انقطع عمله فكأنه أآى فكأن من يموت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كأنه بلغ يوم القيامة ولهذا يقول العلماء إن موت الإنسان قيامة بالنسبة إليه وهي قيامة صغرى بالنسبة إلى عموم الناس لأن العمل انقطع انتهى وقوله (( لا مرد له من الله )) تفيد بأن هذا أمر لا بد أن يقع وهو كذلك لأن يوم القيامة هو الذي من أجله خلق الناس خلق الناس لعبادة الناس وجزائها يكون يوم القيامة قال (( يومئذ يصدعون )) قال فيه إدغام الثاء في الأصل في الصاد ومعناه يتفرقون بعد الحساب إلى الجنة والنار (( يومئذ )) إذ منونة والتنوين هنا عوض عن جملة يعني يوم إذ يأتي يصدعون ويقول المؤلف فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد ويش معنى إدغام التاء في الأصل في الصاد ؟ أصلها يتصدعون فقوله إدغام التاء في الأصل أي باعتبار الأصل يعني أن الصاد التي أدغمت في أختها أصلها تاء فأدغمت بها بعد قلبها صادا ومعنى يصدعون يتفرقون .
الطالب :....
الشيخ : أصلها يتصدعون ومعنى التصدع التفرق ومنه تصدع الأرض يعني تصدعها تتفرق أجزائها فتنفجر فهم يومئذ.
الطالب :....
الشيخ :لا إذا قلنا أن المراد بالوجه الجهة شملنا به الوجه الحسي بما يطلب منه الاتجاه للقبلة وقوله (( للدين القيم )) ما المراد بالدين هنا ؟ المراد بالدين العمل وقد سبق لنا أن الدين في القرآن يراد به العمل والجزاء فقوله تعالى (( مالك يوم الدين )) (( وما أدرك ما يوم الدين )) المراد بالدين الجزء وأما (( ورضيت لكم الإسلام دينا )) ( وإن الدين عند الله الإسلام )) فالمراد به العمل كما في هذه الآية وقوله القيم ايش ضده ؟ المعوج كما قال تعالى (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )).
الطالب : (( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما ))
الشيخ : نعم الكتاب قيم لكن نريد الدين (( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما )) يعني قيم فدين الإسلام دين مستقيم ليس فيه اعوجاج لا بالنسبة لمعاملة الله عز وجل وهي العبادة ولا بالنسبة لمعاملة المخلوق ولهذا تجد في المعاملات حرم الكذب والغش والخديعة وما أشبه ذلك وحرم الجور والظلم وتحريم تقتيل الأولاد وما أشبه ذلك كل هذا خلاف الاستقامة وفي العبادات حرم الشرك والابتداع لما في ذلك من انحراف عن الصراط المستقيم نعم .
الطالب :....
الشيخ : إن الدين عند الله الإسلام هذا يشمل العقيدة ويشمل الأعمال الظاهرة مثل ما قلنا في السابق أن الإسلام إذا قرن بالإيمان صار الإسلام الأعمال الظاهرة والإيمان الأعمال الباطنة وإذا أفرد عنها فهما في معنى واحد (( من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله )) وهو يوم القيامة (( يومئذ يصدعون )) قوله (( من قبل )) متعلق بأقم يعني أقمه من قبل هذا اليوم نعم وقوله (( من قبل أن يأتي يوم )) نكر للتعظيم لأن هذا اليوم كما وصفه الله تعالى في قوله ب((يوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين )) وقوله (( لا مرد له )) مرد هذا مصدر ميم أي لا رد له يعني ما يمكن أن يرد هذا جوابه لأن الله تعالى قضى به وقوله (( من الله )) متعلق بصفة لقوله يوم هذه صفة متعلق بصفة يوم يعني من قبل أن يأتي يوم من الله يعني هذا اليوم من الله لا من غيره ويحتمل أن يكون متعلق يأتي أن يأتي من الله يوم والأول أبلغ أن يكون صفة ليوم لأن كونه من الله يدل على عظمته وأنه لا يمكن أن يرد هذا اليوم وقوله (( من قبل أن يأتي يوم )) إذا قال قائل هذه الآية خوطب بها الناس في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ومعلوم أن القيامة ما تقوم في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فكيف قال (( من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله )) الجواب على هذا أن نقول إن الموت واقع حتى في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ومن مات قامت قيامته وانقطع عمله فلا فرق بين يموت في ذلك الوقت وبين من يموت وهو آخر الناس موتا بالنسبة لانقطاع العمل كل منهم انقطع عمله فكأنه أآى فكأن من يموت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كأنه بلغ يوم القيامة ولهذا يقول العلماء إن موت الإنسان قيامة بالنسبة إليه وهي قيامة صغرى بالنسبة إلى عموم الناس لأن العمل انقطع انتهى وقوله (( لا مرد له من الله )) تفيد بأن هذا أمر لا بد أن يقع وهو كذلك لأن يوم القيامة هو الذي من أجله خلق الناس خلق الناس لعبادة الناس وجزائها يكون يوم القيامة قال (( يومئذ يصدعون )) قال فيه إدغام الثاء في الأصل في الصاد ومعناه يتفرقون بعد الحساب إلى الجنة والنار (( يومئذ )) إذ منونة والتنوين هنا عوض عن جملة يعني يوم إذ يأتي يصدعون ويقول المؤلف فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد ويش معنى إدغام التاء في الأصل في الصاد ؟ أصلها يتصدعون فقوله إدغام التاء في الأصل أي باعتبار الأصل يعني أن الصاد التي أدغمت في أختها أصلها تاء فأدغمت بها بعد قلبها صادا ومعنى يصدعون يتفرقون .
الطالب :....
الشيخ : أصلها يتصدعون ومعنى التصدع التفرق ومنه تصدع الأرض يعني تصدعها تتفرق أجزائها فتنفجر فهم يومئذ.
اضيفت في - 2007-08-13