تفسير سورة الروم-09b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير الآية السابقة .
يعني ليذيقكم نعمة صادرة من هذه الرحمة ولتجري الفلك السفن بها بأمره وبإرادته ولتبتغوا من فضله تطلبوا من فضله الرزق بالتجارة في البحر ولعلكم تشكرون قوله (( ولتجري الفلك )) يقول السفن بها ، بها الضمير يعود على الرياح فالله تعالى يرسل الرياح لتسير بها المياه في أجواء السماء والسحاب ويرسل الرياح لتسير بها السفن في البحار وكل من السحاب ومن السفن يحمل نعما كثيرة السفن ماذا تحمل ؟ تحمل الأرزاق والأناسي والحيوان وغيرها والسحب تحمل الماء الذي هو مادة الحياة (( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون )) ففي الرياح إذن فائدتان تسيير السحب في أجواء السماء وتسيير السفن في أجواء البحار وقوله (( الفلك )) واحد ولا جماعة ؟ تصلح لهذا ولهذا الفلك تصلح للجمع وللمفرد ولا لا ؟
الطالب :في القرآن موجود
الشيخ : في القرآن موجود هات مثالا لها للمفرد ؟
الطالب :هذه للجماعة أي للجماعة أصلها يا شيخ .... والفلك التي في البحر هذا مفرد ويصنع الفلك .....
الشيخ :على كل حال المثال الذي ذكره أيضا (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة )) هذا جمع ولا مفرد ؟ جمع الفلك وجرين ما قال في الفلك وجرى .
الطالب : مفرد يا شيخ في الفلك المشحون
الشيخ : نعم (( وترى الفلك فيه مواخر )) أيضا جمع على كل حال الفلك للمفرد والجمع نعم ذكر الفقهاء كلمة ذكرتها لكم سابقا فقالوا إن الأحدب ينوي الركوع بقلبه ما هو قائم حتى يركع بقلبه قال بعض الفقهاء فهو شبيه في اللغة العربية فهو شبيه بالفلك في اللغة العربية يعني هذا الأحدب شبيه بالفلك في اللغة العربية ما يعرف إلا بالنية نعم فالفلك صالح للمفرد و للجماعة ولا يعرف إلا بالنية أو القرينة هذه المسكين اللي أحدب في حال الركوع ما الذي يعلمنا أنه راكع أو غير راكع ؟ فكوعه وقيامه سواء هذا يمكن أن يستدل بها على ما ذكر عن الكسائي يقول إن الإنسان إذا أتقن شيئا من العلم أمكنه أن يفهم غيره من العلوم وذكروا قصة أنه كان هو وأبو موسى عند الرشيد أحد خلفاء بني العباس وأنه تناظروا في مسألة فقال له أبو يوسف يقول للكسائي ما رأيك لو سها الإنسان في سجود السهو ؟ هذا نحو كذلك يعلمك حكم هذه المسألة قال نعم إذا سها في سجود السهو فإنه لا يسجد قال أين قاعدة نحوك قال عندنا قاعدة النحو أن المصغر لا يصغر فاستدل أن سجود السهو صلاة مصغرة فإذا سها فيه .... هذا واقع أو غير واقع الله أعلم ذكروها نعم يقول (( الله الذي يرسل الرياح )) ولتجري الفلك بأمره قال بإرادته والصحيح بأمره من الأمر الذي هو بالقول وليس المراد بالإرادة فقط لأن الفلك ما تعلم عما يريد الله عز وجل لكنها إنما تأتمر بأمره القولي وقد قال الله تعالى (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فكل مراد الله إن لم يقترن بالقول فإنه لا يقع وكيف تحدث الكائنات بمجرد إرادة لا يعلم بها إلا الله فلا بد من القول فالصواب أن المراد بأمره أمره القولي لقوله تعالى (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) ولا يمنع ذلك أن يكون هذا الجريان بأمره بأسباب محسوسة معلومة لنا لأن المقدر في الأسباب هو الله عز وجل فهو سبحانه يخلق ويسخر ولكن بأسباب (( ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله )) كل هذا مما خلقه الله عز وجل لهذه الحكم العظيمة ولتبتغوا تطلبوا من فضله الرزق بالتجارة في البحر وهو كذلك وكم من أناس كانت تجارتهم في البحار ينقلون الأرزاق من جهة إلى جهة بواسطة هذه السفن لولا هذه السفن لكان من المتعذر أن تنتقل الأرزاق من الجهة التي خلف البحر إلى جهة أخرى لكن الله عز وجل جعل هذه السفن لأجل أن تنقل هذه الأرزاق والنعم ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون هذه النعم يا أهل مكة فتوحدونه ولعلكم تشكرون لعل هذه معناها التعريض تشكرون الشكر هو القيام بطاعة المنعم ويكون باللسان وبالقلب وبالجوارح وهو القيام بطاعة الله فأما الشكر بالقلب فأن يؤمن الإنسان بأن هذه النعمة من الله عز وجل هو الذي أمده بها وهو الذي يسرها له وهو الذي جلبها إليه هذا بالقلب والشكر باللسان أن يحمد الله عليها فإن هذا من شكر النعمة وأن يتحدث بها اعترافا لله بالفضل لا اقتصارا بها على غيره وأما الشكر بالجوارح بأن يقوم لله تعالى بالعمل البدني من صلاة وزكاة وصيام وحج وغيره ولهذا يقول الشاعر " أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا " يدي الجوارح ولساني القول والضمير المحجب القلب ما هي الواسطة بين الحمد والشكر ؟ أو النسبة بين الحمد والشكر نقول الحمد أعم من حيث السبب والشكر أعم من حيث التعلق لأن الحمد يكون باللسان ويكون على النعم وعلى كمال صفات المحمود أفهمتم يعني أنه يحمد المحمود على نعمه والإحسان على إحسانه وعلى كمال صفاته وأما المتعلق فإنه يتعلق باللسان خاصة الحمد يكون باللسان فقط وربما يكون بالقلب أيضا أن يعتقد الإنسان كمال هذا المحمود ولكن لا يكون محمودا لغة إلا باللسان وأما الشكر فهو أخص من الحمد باعتبار سببه وأعم باعتبار متعلقه كيف أخص باعتبار سببه ؟ لأن سببه النعمة فقط الإنعام على الشاكر هذه السببية نعم وإلا لو كان الإنسان المحمود من أكل الناس وهو ما عطف شيء هل تشكرون ولا لا ؟ لا تشكروه الشكر يكون على النعم وأخص من حيث السبب ويكون بالقلب واللسان والجوارح فهو له متعلق أعم إذن النسبة بينهما العموم والخصوص الوجهي نعم ولعلكم تشكرون طيب الشكر قلنا هو القيام بطاعة المنعم صح هذا بالمعنى العام لكن شكر النعمة الخاصة يكون بالقيام بوظيفتها من الطاعة شكر النعمة الخاصة يكون بالقيام بوظيفتها الخاصة مثلا شكر الإنسان ربه على العلم يكون بماذا؟ يكون بالعمل به وبتعليمه هذا شكر خاص لنعمة خاصة شكر الإنسان ربه على السكن يكون بطاعته في هذا المسكن وألا يكون فيه مثلا إسراف ولا تبذير وما أشبه ذلك فالشكر هنا له معنيان المعنى العام هو القيام بطاعة المنعم والمعنى الخاص هو شكر الله تعالى القيام بطاعة الله تعالى فيما يتعلق بهذه النعمة الخاصة وكل نعمة لها شكر خاص (( ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ))
الطالب :في القرآن موجود
الشيخ : في القرآن موجود هات مثالا لها للمفرد ؟
الطالب :هذه للجماعة أي للجماعة أصلها يا شيخ .... والفلك التي في البحر هذا مفرد ويصنع الفلك .....
الشيخ :على كل حال المثال الذي ذكره أيضا (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة )) هذا جمع ولا مفرد ؟ جمع الفلك وجرين ما قال في الفلك وجرى .
الطالب : مفرد يا شيخ في الفلك المشحون
الشيخ : نعم (( وترى الفلك فيه مواخر )) أيضا جمع على كل حال الفلك للمفرد والجمع نعم ذكر الفقهاء كلمة ذكرتها لكم سابقا فقالوا إن الأحدب ينوي الركوع بقلبه ما هو قائم حتى يركع بقلبه قال بعض الفقهاء فهو شبيه في اللغة العربية فهو شبيه بالفلك في اللغة العربية يعني هذا الأحدب شبيه بالفلك في اللغة العربية ما يعرف إلا بالنية نعم فالفلك صالح للمفرد و للجماعة ولا يعرف إلا بالنية أو القرينة هذه المسكين اللي أحدب في حال الركوع ما الذي يعلمنا أنه راكع أو غير راكع ؟ فكوعه وقيامه سواء هذا يمكن أن يستدل بها على ما ذكر عن الكسائي يقول إن الإنسان إذا أتقن شيئا من العلم أمكنه أن يفهم غيره من العلوم وذكروا قصة أنه كان هو وأبو موسى عند الرشيد أحد خلفاء بني العباس وأنه تناظروا في مسألة فقال له أبو يوسف يقول للكسائي ما رأيك لو سها الإنسان في سجود السهو ؟ هذا نحو كذلك يعلمك حكم هذه المسألة قال نعم إذا سها في سجود السهو فإنه لا يسجد قال أين قاعدة نحوك قال عندنا قاعدة النحو أن المصغر لا يصغر فاستدل أن سجود السهو صلاة مصغرة فإذا سها فيه .... هذا واقع أو غير واقع الله أعلم ذكروها نعم يقول (( الله الذي يرسل الرياح )) ولتجري الفلك بأمره قال بإرادته والصحيح بأمره من الأمر الذي هو بالقول وليس المراد بالإرادة فقط لأن الفلك ما تعلم عما يريد الله عز وجل لكنها إنما تأتمر بأمره القولي وقد قال الله تعالى (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فكل مراد الله إن لم يقترن بالقول فإنه لا يقع وكيف تحدث الكائنات بمجرد إرادة لا يعلم بها إلا الله فلا بد من القول فالصواب أن المراد بأمره أمره القولي لقوله تعالى (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) ولا يمنع ذلك أن يكون هذا الجريان بأمره بأسباب محسوسة معلومة لنا لأن المقدر في الأسباب هو الله عز وجل فهو سبحانه يخلق ويسخر ولكن بأسباب (( ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله )) كل هذا مما خلقه الله عز وجل لهذه الحكم العظيمة ولتبتغوا تطلبوا من فضله الرزق بالتجارة في البحر وهو كذلك وكم من أناس كانت تجارتهم في البحار ينقلون الأرزاق من جهة إلى جهة بواسطة هذه السفن لولا هذه السفن لكان من المتعذر أن تنتقل الأرزاق من الجهة التي خلف البحر إلى جهة أخرى لكن الله عز وجل جعل هذه السفن لأجل أن تنقل هذه الأرزاق والنعم ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون هذه النعم يا أهل مكة فتوحدونه ولعلكم تشكرون لعل هذه معناها التعريض تشكرون الشكر هو القيام بطاعة المنعم ويكون باللسان وبالقلب وبالجوارح وهو القيام بطاعة الله فأما الشكر بالقلب فأن يؤمن الإنسان بأن هذه النعمة من الله عز وجل هو الذي أمده بها وهو الذي يسرها له وهو الذي جلبها إليه هذا بالقلب والشكر باللسان أن يحمد الله عليها فإن هذا من شكر النعمة وأن يتحدث بها اعترافا لله بالفضل لا اقتصارا بها على غيره وأما الشكر بالجوارح بأن يقوم لله تعالى بالعمل البدني من صلاة وزكاة وصيام وحج وغيره ولهذا يقول الشاعر " أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا " يدي الجوارح ولساني القول والضمير المحجب القلب ما هي الواسطة بين الحمد والشكر ؟ أو النسبة بين الحمد والشكر نقول الحمد أعم من حيث السبب والشكر أعم من حيث التعلق لأن الحمد يكون باللسان ويكون على النعم وعلى كمال صفات المحمود أفهمتم يعني أنه يحمد المحمود على نعمه والإحسان على إحسانه وعلى كمال صفاته وأما المتعلق فإنه يتعلق باللسان خاصة الحمد يكون باللسان فقط وربما يكون بالقلب أيضا أن يعتقد الإنسان كمال هذا المحمود ولكن لا يكون محمودا لغة إلا باللسان وأما الشكر فهو أخص من الحمد باعتبار سببه وأعم باعتبار متعلقه كيف أخص باعتبار سببه ؟ لأن سببه النعمة فقط الإنعام على الشاكر هذه السببية نعم وإلا لو كان الإنسان المحمود من أكل الناس وهو ما عطف شيء هل تشكرون ولا لا ؟ لا تشكروه الشكر يكون على النعم وأخص من حيث السبب ويكون بالقلب واللسان والجوارح فهو له متعلق أعم إذن النسبة بينهما العموم والخصوص الوجهي نعم ولعلكم تشكرون طيب الشكر قلنا هو القيام بطاعة المنعم صح هذا بالمعنى العام لكن شكر النعمة الخاصة يكون بالقيام بوظيفتها من الطاعة شكر النعمة الخاصة يكون بالقيام بوظيفتها الخاصة مثلا شكر الإنسان ربه على العلم يكون بماذا؟ يكون بالعمل به وبتعليمه هذا شكر خاص لنعمة خاصة شكر الإنسان ربه على السكن يكون بطاعته في هذا المسكن وألا يكون فيه مثلا إسراف ولا تبذير وما أشبه ذلك فالشكر هنا له معنيان المعنى العام هو القيام بطاعة المنعم والمعنى الخاص هو شكر الله تعالى القيام بطاعة الله تعالى فيما يتعلق بهذه النعمة الخاصة وكل نعمة لها شكر خاص (( ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ))
تفسير قول الله تعالى : << و لقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجآءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين >>
(( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا ... )) إلى آخره اللام في قوله ولقد موطئه للقسم يعني أنها جواب لقسم محذوف والتقدير والله لقد وبهذا نعرف أن الجملة هنا مؤكدة بثلاثة أمور وهي القسم واللام وقد (( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم )) من المشهور المعروف عند أهل العلم أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه لأنه مرسل وهذا الصنف من الناس هو أعلى أنواع الأصناف من بني آدم من أعلى الأنواع ويليهم الأنبياء ثم الصديقون ثم الشهداء ثم الصالحون فأعلى أجناس البشر الرسل عليهم الصلاة والسلام لأنهم جمعوا بين الاختصاص بالرسالة والعبادة (( والله أعلم حيث يجعل رسالته )) ما يعطي الرسالة إلا لمن هو أهل لها فأحق الناس بالرسالة بلا شك هم هؤلاء الأعيان الذين أرسلهم الله عز وجل ولا يمكن أن يكون أحد من الناس أحق منهم بها وبهذا نعرف ضلال بل وكفر من قالوا أن علي بن أبي طالب أحق بالرسالة من محمد صلى الله عليه وسلم نعم لأنهم في ذلك طعنوا في الله عز وجل ونسبوه إلى ما لا يليق به لأنه إذا كان أعطى الرسالة لمحمد وعلي أولى بها فهو إما جاهل بالأحقية وإما غير مريد بإعطاء الحق أهله وكلا الأمرين بالنسبة إلى الله محال وممتنع وأي أحد يصف الله بهذا أو بما يستلزم هذا فإنه كافر بلا شك إذن الرسل عليهم الصلاة والسلام هم أشرف الخلق أشرف أصناف الخلق وهم أحق الناس بالرسالة بلا شك ولا أحد أحق منهم ويوجد والعياذ بالله بعض الناس من الفلاسفة يرون أن الرسل من آخر مراتب الخلق ويقولون إن الولي أفضل من النبي و النبي أفضل من الرسول لأن الولي خاص الخاصة ولي على اسمه والنبي له مزية في الوحي والرسول بمنزلة الخادم الذي في البيت يرسل ليشتري الحوائج شوف والعياذ بالله الضلال ويقولون فيما يقولون " مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي " والعياذ بالله مقام النبوة في برزخ فويق الرسول يعني فوق الرسول شوية وبالنسبة للولي دون الولي دون الولي بعيد عن الولي وعلى هذا تكون رتبة الولاية عندهم أعلى شيء وهذا لا شك أنه كفر بل نقول إن مقام الرسالة فوق كل شيء ثم النبوة ثم الولاية لأن الرسول جامع بين الرسالة والنبوة والولاية أليس كذلك ؟ والنبي له النبوة والولاية والولي له الولاية دون النبوة والرسالة ومعلوم أن من اتصف أنه كلما ازدادت صفة الكمال في شخص كان أكمل من غيره نعم (( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم)) والقوم هم الطائفة الذين ينتسب إليهم الإنسان لأن بهم قوامه فهو يقوم بهم وهم به يقومون وقوله إلى قومهم لأنه ما من رسول أرسل سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ورسالته خاصة كما ثبت في لحديث الصحيح حديث جابر ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) إلى قومه فجاءوهم الفاعل للرسل والمفعول للقوم فحاؤوهم بالبينات بالحجج الواضحات على صدقهم في رسالتهم إليهم فكذبوهم قوله (( بالبينات )) هل المراد البيان المعلوم أنها الواضحات لكن هل المراد بالبيات هنا ما يبين صدق رسالتهم فيكون المراد بها المعجزات التي أيدوا بها أو المراد بالبينات أي بالشرائع البينات الظاهرة التي كل ما استقرأها عرف أنها من عند الله أو المراد الأمران ؟ المراد الأمران فالرسل أتوا بالآيات البينات التي تؤيدهم وتدل على صدقهم وأتوا أيضا بالبينات بالشرائع البينة الظاهرة التي يعلم أنها من عند الله عز وجل نعم فالباء إذن في قوله (( بالبينات )) تكون للمصاحبة يعني أرسلوا رسالة مصحوبة بالبينات نعم أو للاختصاص على القول بأن المراد بالبينات الشرائع وهذا من حكمة الله عز وجل ورحمته أن الله ما أرسل رسولا إلا أيده بآية من حكمته ورحمته لأنه لو جاء الرسول بدون آية إلى الناس وقال أنا رسول الله بدون آية يقبلون ولا لا ؟ من طبيعة البشر ألا يقبل حتى يعرف كما أنه لو جاء واحد من الناس وقال ترى أنا عالم عندي علم من الشرع والتفسير يقول أي شيء تطلبونه من التفسير يأتيكم تطيعونه ولا لا ؟ أبدا لا يطيعونه حتى يمتحنوه ويسألونه نعم كيف نعرف بالذي يدعي بالذي يوحى إليه ؟ لا يقبل إلا إذا جاء بآية فهذا من حكمة الله من رحمته أيضا بألا يعاقب أحد بذنب بدون حجة لأنه لو أرسل الرسل بدون آيات وكذبهم الأمم نعم لكانوا معذورين بالتكذيب لعدم وجود الآية وقد لا يعذرون لأنهم يجب عليهم أن يستسلموا لكن من رحمته أن جعل الآيات معهم ليطمئن الناس إليهم ويؤمنوا بهم عن اقتناع وقوله (( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم )) من قبلك رسلا ربما يستفاد من كلمة من قبلك إلى أنه لا رسول بعده وهذا سنذكره إن شاء الله تعالى في الفوائد ونناقش هذه الفائدة فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا فانتقمنا الانتقام هو الأخذ بالعقوبة الانتقام هو الأخذ بالعقوبة وهذا من فعل الله وليس من أسماءه ولهذا الحديث الذي فيه ولله الأسماء الحسنى وهي مدرجة ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها أن من أسمائه المنتقم وليس من أسمائه من هو أوصافه وأفعاله ولهذا ما جاء مطلقا قال (( إنا من المجرمين منتقمون )) فهو فعل وقوله (( فانتقمنا من الذين أجرموا )) ما هو الإجرام ؟ الإجرام فعل الجرم والجرم كل ما يكون سببا في الإثم هو جرم هنا الكفر وكل من الآيات الكريمة (( فانتقمنا من الذين أجرموا ))أن من لم يجرم لم ينتقم منه ولهذا قال (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين )) كان حقا علينا نصر ، نصر ويش إعرابها ؟ اسم كان أين خبرها ؟ حقا نعم (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين )) هذا أحسن ما يكون في إعراب الآية وأوجه ما يكون وأسهل ما يكون وإلا ففيه أوجه أخرى قوله (( وكان حقا علينا )) الحق بمعنى الشيء الثابت اللازم نصر المؤمنين بما يجب الإيمان به من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره فأوجب الله عز وجل على نفسه أن ينصر المؤمنين أوجب كان حقا علينا ضمان من الله عز وجل نصر المؤمنين بماذا نصر المؤمنين ؟ نصر المؤمنين أي منعهم من أعدائهم وذلك بأن نجعل لهم من النصر الحسي والمعنوي حتى تكون العاقبة لهم وهذا كقوله تعالى (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )) فإن قال قائل هذا الحق الذي التزم الله به قد يشكل علينا أن الله تعالى يخذل المؤمنين أحيانا كما في أحد مثلا فإن النصر في أحد لمن ؟ لقريش أتباعهم فما هو الجواب عن هذه الآية ؟ نقول إن الجواب أن نصر قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم ليس نصرا دائما كانت العاقبة فيه لهم بل إن هذا في الحقيقة من نصر المؤمنين عليهم وإذا شئت أن يتبين لك ذلك فاقرأ ما أعل الله به هذه العزوة في سورة آل عمران من جملة ما ذكر من الحكم (( ويمحق الكافرين )) يمحق الكافرين إذن فهو نصر لجلبهم لأنهم لو هزموا في هذا المقام ما قاموا ولا حاربوا لكن إذا صار لهم شيء من النصر فإن ذلك يغريهم بالقتال حتى تكون العاقبة للمؤمنين ويبيدهم الله عز وجل ومنها أيضا نصر المؤمنين على أنفسهم لأنهم ما أتاهم ما أتاهم في أحد إلا بسبب مخالفتهم كما قال تعالى (( وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون )) فهم هنا يعرفون قدر المعصية وأنه يفوت بها من المحبوب .... الحاصل أن هذه الآية على بابها أن الله تعالى ينصر المؤمنين حقا عليه أوجبه هو بنفسه على نفسه كما في قوله (( كتب ربكم على نفسه الرحمة ))
2 - تفسير قول الله تعالى : << و لقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجآءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين >> أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << من كفر فعليه كفره و من عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون >>
.... قال (( من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون )) من فوائد هذه الآية الجمع بين الترغيب والترهيب الترهيب في قوله (( من كفر فعليه كفره )) والترغيب في قوله (( ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون )) طيب ومن فوائدها أن شؤم الكافر لا يتعداه إلى غيره لقوله (( من كفر فعليه كفره )) وتقديم الخبر يدل على الحصر ومن فوائد الآية أنه لا يتم الثواب إلا بأمرين بالإيمان والعمل الصالح المبني على أمرين وهما الإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم لقوله (( ومن عمل صالحا )) ومن فوائدها أن الحزم والكياسة في العمل الصالح لقوله (( فلأنفسهم يمهدون )) يعني إذا فعلوا ذلك استراحوا في المستقبل إذ أنهم وطئوا لأنفسهم منزلا هو خير المنازل وقد ذكرنا فعليه كفره أى جمع بينها وبين قوله صلى الله عليه وسلم ( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عل بها إلى يوم القيامة ) وقوله تعالى (( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم )) وقوله (( وليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم )) ويش ذكرنا الجمع .
الطالب :هذه الأعمال السيئة هم من أعمالهم أنفسهم
الشيخ :عني هم السبب
نعم لأنهم هم السبب
الطالب :لإضلال هؤلاء
الشيخ :نعم طيب
الطالب :هذه الأعمال السيئة هم من أعمالهم أنفسهم
الشيخ :عني هم السبب
نعم لأنهم هم السبب
الطالب :لإضلال هؤلاء
الشيخ :نعم طيب
3 - الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << من كفر فعليه كفره و من عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون >> أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << ليجزي الذين ءامنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين >>
ثم قال تعالى (( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين )) يستفاد من هذه الآية إثبات العلل في أفعال الله لقوله (( ليجزي الذين آمنوا )) وقد انقسم الناس في هذا إلى ثلاثة أقسام قسم أنكروا العلل في أفعال الله وفي شرعه وقالوا أنه سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ويحكم بما شاء بدون أي علة أو حكمة مثل الجبرية وقسم آخر أثبتوا العلل في أفعال الله وقالوا إن الله تعالى لا يفعل إلا لحكمة ولا يشرع إلا لحكمة ولكنهم جعلوا تلك العلل موجبة وقالوا يجب عليه أن يفعل كذا لكذا وهؤلاء المعتزلة وقسم ثالث توسطوا وقالوا أفعال الله تعالى لحكمة وشرائعه لحكمة لكن ليست هذه الحكمة موجبة بل الذي أوجب على نفسه الحكمة هو الله والحكمة من مقتضى اسمه الحكيم فتكون واجبة ليست بإيجاب أحد ولكنها بمقتضى كونه حكيما هو الذي أوجبها على نفسه وهذا القول هو الصحيح وإذا قلنا به فإننا لا يمكن أن نعترض على أي حكم من أحكام الله كونيا كان أو قدريا لأننا نعلم أن الذي أوجب أن تقترن أفعاله وشرائعه بالحكم من هو ؟ الله لا نحن فلا نقول إن الله يجب عليه فعل الأصلح ولا فعل الصلاح إيجابا مستقلا عن إرادته وهذا القول هو الحق إذن نأخذ منه أن جميع أفعال الله وأحكام الله كلها معللة بالحكمة بمقتضى اسمه الحكيم من فوائد الآية الكريمة أن الجزاء ليس واجبا على الله لقوله (( ليحزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله )) لكنه أوجبه على نفسه نعم في قوله (( كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم )) أوجبه هو سبحانه وتعالى على نفسه ولهذا قال الشاعر " ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا عمل لديه ضائع إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع "وابن القيم رحمه الله نظم معنى هذين البيتين لكنه علل فقال " ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشان إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله والفضل للمنان " نعم فقيد المطلق في البيتين السابقين أنه هو الذي أوجب ذلك تفضلا منه سبحانه وتعالى ومن فوائد الآية الكريمة إثبات المحبة لله من أين تؤخذ ؟ لا يحب الكافرين بس هذا نفي كيف نأخذ منه ذلك ؟ لأنه إذا انتفت محبته عن الكافرين لزمت محبته للمؤمنين فإن لم يكن لم يكن فرق بين المؤمنين وبين الكافرين لو كانت المحبة منتفية لهؤلاء وهؤلاء ما كان بينهم فرق أليس كذلك ؟ ولهذا استدل أهل العلم على إثبات رؤية الله سبحانه وتعالى بقوله (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) قالوا فلما حجب هؤلاء في حال الصحب دل على أنه لا يحجب الآخرون في مقام الرضا واضح ؟ طيب إذن نأخذ من هذه الآية إثبات المحبة وهي كما سبق الكلام عليه صفة ثابتة لله على وجه الحقيقة وليست بمعنى الثواب ولا إرادة الثواب وإنما ذلك من لازمها ومقتضاها إذا أحب قوما أثابهم ولا يثيبهم إلا بإرادة (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) ومن فوائد الآية الكريمة الحث على الإيمان والعمل الصالح ولا لا الله ما قال آمنوا واعملوا لكن ذكر الجزاء يستلزم الحث على الفعل وهذا أحد الطرق التي يستدل بها على أن الشيء مأمور به لا تظن أن الشيء المأمور به هو الذي جاء بصيغة افعل بل الأمر يستفاد من عدة أمور فإذا ورد الترغيب في شيء فهو مأمور به نعم إذا يستفاد من هذا ايش ؟ الحث على الإيمان والعمل الصالح ويستفاد من الآية الكريمة أيضا ذم الكفر من أين يؤخذ ؟ من قوله (( إنه لا يحب الكافرين )) فإذا نفى الله المحبة عن هؤلاء فإنه يقتضي ذم عملهم ومنها أن الحكم إذا علق بمشتق وهذه فائدة أصولية إذا علق الحكم بمشتق فهو دليل على أنه علة الحكم مثلا لا يحب الكافرين لماذا ؟ لكفرهم فالحكم هنا علق على وصف نعم فيقال لا يحبهم لكفرهم إذا فالكفر علة انتفاء المحبة كما لو قال (( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا )) ما هي علة المحبة ؟ القتال وهكذا جميع حكم المعلق بمشتق فإنه يدل على علية ذلك الشيء نعم ثم قال تعالى يستفاد أيضا من الآية فائدة وهي اعتبار اللازم بمعنى أنه إذا لزم من الشيء كذا وكذا فإنه يثبت هذا اللازم تبعا لثبوت الملزوم فمثلا لاحظوا في المؤمنين (( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) ما قال إنه يحب ولا يحب الكافرين قال (( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله )) المقابل (( إنه لا يحب الكافرين )) ايش يلزم منه ؟ ألا يجزيهم من فضله وإنما يعاملهم بماذا ؟ بعدله فعقاب الكافرين مأخوذ من لازم انتفاء المحبة ودلالة التلازم هذه مفيدة جدا لطالب العلم دلالة التلازم يلزم من كذا وكذا كذا وكذا لكن لا بد من شرطين الشرط الأول أن يكون اللازم صحيحا فإن كان اللازم فاسدا فإنه لا يثبت اللازم حتى لو ادعى الإنسان أنه لازم فليس بلازم الشرط الثاني أن يكون ذلك في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم أما الشرط الأول أن يكون التلازم صحيحا فإننا نحترز به عما إذا كان التلازم غير صحيح مثلا أهل التعطيل الذين أنكروا الصفات أو بعضها ما شبهتهم في الإنكار قالوا إنه يلزم التمثيل فهل هذا اللازم صحيح ؟ ليس بصحيح ولذلك ما نقول إنه يلزم من إثبات الصفات التمثيل لأنه ليس بلازم طيب في كلام الله وكلام رسوله إذا كان اللازم صحيحا فهو حق ويكون النص دالا عليه لكن في كلام غيره لا يكون اللازم قولا مصاحب القول الملزوم ولهذا العلماء عندهم ترجمة في هذه المسألة هل لازم القول قول أو ليس بقول نعم ؟ منهم من قال إن لازم القول ليس بقول ومنهم من قال إن لازم القول قول والصحيح أن لازم القول في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قول لكن بشرط أن يكون اللازم صحيحا لماذا يكون قولا ؟ لان الله عز وجل يعلم ما يترتب على كلامه من اللوازم وإذا لم ينفها الله دل ذلك على ثبوتها لكن الإنسان البشر هل يعلم ما يلزم على قوله ؟ أحيانا يقول الإنسان قولا يظنه صوابا ويكون هذا القول يلزم منه أمور فاسدا فيلزم منه لزوما حقيقيا ثابتا أمورا فاسدة لو نبه القائل لها ماذا يصنع ؟ لرجع عن قوله فلذلك نقول إن لازم القول في كتاب الله وسنة رسوله ليس بقول صحيح أنه يستدل به على بطلان القول ولكن ما يقال إنه قول فلان فالحاصل أن هذه المسألة ينبغي التنبه لها وإنما نقول بذلك لأن الإنسان بشر لا يفيق لما يستلزمه كلامه من اللوازم الصحيحة أو اللوازم الباطلة الآن نشوف كثيرا ما يأمر الإنسان بشيء أو ينهى عن شيء في أولاده ثم إذا فعلوه لزم علم أنه يستلزم مفسدة فيرجع عنه هذا اللازم هل كان عالما به من قبل ؟ لو كان عالما ما أمرهم وكثيرا ما ينهاهم عن شيء ثم إذا تركوه رأى في ذلك مفسدة تلزم مفسدة ما كان يعلم بها حينها فتجده يرجع
الطالب :....
الشيخ :لا لازم القول في كتاب الله وسنة رسوله قول لكن بشرط أن يكون التلازم صحيحا أما في غيره فليس كذلك ليس بقول نعم
الطالب :....
الشيخ :لا لازم القول في كتاب الله وسنة رسوله قول لكن بشرط أن يكون التلازم صحيحا أما في غيره فليس كذلك ليس بقول نعم
4 - الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << ليجزي الذين ءامنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين >> أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << و من ءاياته أن يرسل الرياح مبشرات و ليذيقكم من رحمته و لتجري الفلك بأمره و لتبتغوا من فضله و لعلكم تشكرون >>
ثم قال تعالى (( ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )) من فوائد هذه الآية الكريمة أن هناك علامات ودلالات على وجود الخالق وعلى علمه وقدرته وحكمته ولا لا هذه الآيات التي تعرف الله بها لعباده هذه من نعمة الله عليهم أن الله تعالى يريهم آياته ليقوموا بشكره ويعترفوا بفضله من فوائد هذه الآية التي نحن فيها زيادة على الثلاث آيات التي ذكرنا من آياته ثبوت الرحمة لقوله (( أن يرسل الرياح مبشرات )) هذه الرياح لو اجتمع الخلق كلهم على أن ينفخقوا بجميع وسائل النفخ هل يستطيعون أن يغطوا بهذا النفخ بلدا واحدا ؟ ما يستطيعون والرب جلت قدرته يغمر ما شاء أن يغمر بهذه الريح التي قد تقلع الأشجار وتهدم الديار أليس هذا دليل على قدرة الله العظيمة ؟ نعم وكونها مبشرات فيه إثبات الرحمة ومن فوائد الآية الكريمة نعمة الله سبحانه وتعالى على عباده بالفلك التي تجرى بأمره لولا أن الله سبحانه وتعالى يسر من الأسباب ما يكون فيه ذلك ما عرف الناس كيف يتعدون من بر إلى بر بواسطة البحر ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن ظهور الآيات للإنسان سبب لشكر نعمة الله عليه من أين نأخذها ؟ من قوله (( ولعلكم تشكرون )) ومن فوائدها إثبات العلل والحكم في أفعال الله في قوله ولعل لأنها للتعليل
5 - الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << و من ءاياته أن يرسل الرياح مبشرات و ليذيقكم من رحمته و لتجري الفلك بأمره و لتبتغوا من فضله و لعلكم تشكرون >> أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << و لقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجآءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين >>
ثم قال تعالى (( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات ... )) إلى آخره يستفاد من هذه الآية الكريمة تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم وتحذير المخالفين له ولا لا ؟ تسليته بمن سبقه من الرسل فقد كذبوا وأوذوا فإذا علم أن أحدا شاركه في ذلك هان عليه الأمر ولا لا لأن كل إنسان يتسلى بما أصاب غيره بمثله ولهذا قال الله تعالى (( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون ))
اضيفت في - 2007-08-13