تفسير سورة الروم-10a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << و لقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجآءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين >>
ومن فوائدها تحذير المخالفين له لقوله (( فانتقمنا من الذين أجرموا )) ومن فوائد الآية أيضا رحمة الله عباده بإرسال الرسل إذ لولا هذه الرسالة ما عرف الناس كيف يعبدون الله عز وجل بل ولا عرفوا ما عرفوا من تفاصيل أسمائه وصفاته كما سبق فالرسل رحمة عظيمة للخلق كما قال تعالى ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن الإنتقام من المكذبين كان بسبب فعلهم لقوله (( فانتقمنا من الذين أجرموا )) أي لإجرامهم ومن فوائدها أن الرسالات السابقة خاصة ورسالة النبي عامة لقوله إلى قومه ويبينه الحديث الثابت في الصحيحين ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) ومن فوائد الآية أن الله تعالى ما أرسل الرسل إلا ببينات تشهد بصدقهم وبشرائع بينة لا توجب لبسا على المتبعين من أين تؤخذ ؟ (( فجاءوهم بالبينات )) أى بالآيات البينات الدالة على صدقهم وبالشرائع البينات الواضحة التي لا تقتضي لبسا على المبتدع قال أهل العلم وآيات البينات على حسب عصرهم ففي عهد موسى انتشر السحر وكثر فأعطاه الله تعالى من الآيات ما تبطل السحر وليست بسحر أعطاه الله تعالى اليد وأعطاه العصا قالوا وفي عهد عيسى تقدم الطب فأعطاه الله من الآيات ما لا يمكن للطب أن يقوم به وهو إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى وإخراجهم من قبورهم هذا ما يمكن أن يقوم به الطب أبدا الميت لا يحيا بالطب وقالوا أيضا إن الأبرص لا يمكن شفاؤه بالطب الأكمه من هو ؟ قالوا أنه هو الذي خلق بلا عين هذا يمكن فيما سبق من العصور ما يمكن أن يوضع له العين لكن الآن إذا وجد مكان العين يمكن أن يوضع له عين بالطب لكن إذا لم يوجد مثل أن خلقه الله عز وجل بدون أن يخلق له مكان للعين ما يمكن أن يوضع له عين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا إن البلاغة بلغت أعلى ذروتها فكان من أعظم آيات الرسول عليه الصلاة والسلام هذا القرآن الذي أعجز البلغاء والفصحاء فتحدى الله به كل الجن و الإنس (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ...)) لا انفرادا ولا تعاونا ولهذا قال (( ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )) .
الطالب :.... يقولون الآن ما هي البلاغة وما هي أوجه البلاغة ....
الشيخ : أقول يمكن أن يكون صحيحا أن القرآن في كل عصر يكون معجزة بما يناسب العصر لأنه نازل إلى جميع الخلق إلى يوم القيامة القرآن معجز في كل معنى لكن في ذلك الوقت أشد ما فيه البلاغة طيب وفيه أيضا إثبات فعل الانتقام لله عز جل فانتقمنا وفيه أيضا إثبات العظمة لقوله (( فانتقمنا )) (( وأرسلنا )) فإن هذا للتعظيم وليس للتعدد فإجماع المسلمين إنما هو للتعظيم ومن فوائد الآية الكريمة أن الله أوجب على نفسه نصر المؤمنين لقوله (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين )) ومنها أن هذا النصر لا بد أن يكون لأنه أتى بصيغة التعظيم (( وكان حقا علينا )) ولم يقل علي بل قال علينا إشارة إلى أن هذا الحق لا بد أن يكون لأن الله تعالى أعظم من كل شيء وفيه أيضا دليل على أن غير المؤمنين لا ينصرون لقوله (( حقا علينا نصر المؤمنين )) فإذا أورد إنسان علينا ما حصل من الانتصارات الخاطفة للكفار فما هو الجواب ؟ أن هذا استدراج من الله عز وجل حتى يتم النصر للمؤمنين في النهاية أي نعم وقد يكون من مصلحتهم لأنه انتصار نصر لأنفسهم على أنفسهم ثم إنه لا يدوم هذا النصر أبدا العاقبة لا بد أن تكون للمؤمنين نعم وقال بعض أهل العلم إن النصر نوعان نصر بالحجة والبرهان ونصر بالسيف والسنان فأما النصر بالحجة والبرهان فهو مضمون وثابت ولا فيه استثناء لأن الحجة والبرهان مع المؤمنين على كل حال حتى لو هزموا عسكريا فإن الحجة والبرهان معهم غالبون بحجتهم وبرهانهم وهذا لا استثناء فيه والثاني النصر بالنصر العسكري يعني بالسيف والسنان وهو الآن بالطائرة والقنابل وما أشبهها هذا قد يحصل نصر لغير المؤمنين امتحانا للمؤمنين واستدراجا للكافرين نعم ثم قال عز وجل .
الطالب :ذكرت أمس هل يؤخذ منها أن الرسول خاتم الأنبياء ؟
الشيخ : أي نعم ما تقولون هل يؤخذ منها أن الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء ؟ من قبلك رسلا
الطالب :ما يلزم
الشيخ :يعني ما يلزم أن يكون بعده أحد ؟ إي معلوم من هذه الآية إلى قومهم أي هذه تدل على أن رسالتهم خاصة لكن هل تدل على أنه المنتهى ؟
الطالب :.... قد يستدلون بهذه الاية (( ينزل الملائكة من أمره على من يشاء من عباده )) ....
الشيخ : هذا كفر الكلام على هذه الآية هل تدل على ختم الرسالة للرسول صلى الله عليه وسلم لقوله (( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم )) أو لا تدل ؟ الوجه الذي ذكره عبد الله يقول قد تدل على أن الرسول مرسل إلى الناس عامة والعموم هذا يشمل العموم الوقت والمكان والأمم وهذا يستلزم ألا يوجد رسول بعده لو وجد رسول بعد انتقى العموم إلى الناس كافة صار معناه أن الرسول اللي بعده يكون رسولا إلى هؤلاء الناس دون محمد عليه الصلاة والسلام .
الطالب :ما فيه دليل عللى إن أرسل إلى الناس كافة ....
الشيخ : لا فيه دليل كيف لأنه إذا لم يكن آخرهم فالذي يأتي من بعده صار أرسل إلى بعض الناس وهم الذين تأخروا طيب على كل حال أخذها فيه شيء من الغموض والأمر في هذا واضح والغريب أن بعض الناس على سبيل الافتراض أنكر نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم وقال أننا لو قلنا بنزوله لكان ذلك تكذيبا للقرآن (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) ماذا تقولون ؟
الطالب :.... علمه للساعة هذا يدل على نزوله والشيء الثاني يا شيخ ينكرون مجىء المهدي .
الشيخ : لا ندخل في هذه المسائل أقول هل استدلالهم بالآية الكريمة صحيح ولا لا ؟ غير صحيح لأن عيسى ما ينزل مشرعا وإنما ينزل تابعا للرسول صلى الله عليه وسلم ولا ينشئ ولا شيئا من الشريعة حتى كسر الصليب وقتل الخنزير هذا أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام فأقره يعني يقال إنه يأتي بذلك ولا يقبل من إنسان ما فيه جزية بعد نزول عيسى ما فيه أخذ جزية ولا عهد ما فيه إلا الإسلام فيقال إن هذا ليس شرعا جديدا ناسخا لشرع الرسول عليه الصلاة والسلام بل هو شرع مقرر من الرسول صلى الله عليه وسلم أليس كذلك ؟ الرسول أخبر بأنه سيفعل هذا مقررا له فهو لم ينزل على أنه رسول بشرع جديد بل على أنه تابع للرسول عليه الصلاة والسلام ولعل هذا والله أعلم ليتحقق ما أخبر الله به بالفعل (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لماآتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )) هذا خبر من الله عز وجل لكن هل نحن علمنا هذا بأن نبي من الأنبياء تابع رسول فعلا ؟ لا لكن نزول عيسى ومتابعته لرسالة الرسول عليه الصلاة والسلام تكون هذه حق اليقين لأن الآية آية آل عمران فيها علم اليقين فإذا وجد ذلك بالفعل صار حق اليقين فهذا من الحكمة في نزوله صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان وأيضا عندنا أحاديث واضحة صحيحة صريحة متلقاة بالقبول عند أهل العلم فكيف ينكر ذلك ولكن والعياذ بالله بعض الناس يأتي بقاعدة من أفسد القواعد وأبطل القواعد وهي أن العقيدة لا تثبت بأخبار الآحاد ولو كان الخبر صحيحا نعم وهذا في الحقيقة مذلة ممن قاله لأننا نقول له أنت تثبت من الأحكام العملية تثبت الحكم العملي بدليل لا يصل إلى درجة الصحة تثبته بدليل يصل إلى درجة الحسن وربما يكون إلى درجة الحسن عندك أنت وعند غيرك لا يصل إلى درجة الحسن وإثبات الحكم العملي مستلزم للعقيدة لأن تنفيذه مقتضى الإيمان ولأن الإنسان لا يعمل بهذا إلا بعد أن يعتقد أنه من شريعة الله وإلا لما عمل به فهناك عقيدة سابقة أن هذا من حكم الله ومن شريعة الله وأنه مقرب إلى الله وأنه عبادة لله ثم العمل به ثم ما هذا إذا أخذنا بذلك لازم أن ننكر أشياء كثيرة مما يتعلق بالأمور العلمية لأن الشرع كما تعلمون إما أمور علمية أو أمور عملية والصواب بلا شك أنه لا فرق بينهما وأن ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يجب الإيمان به عقيدة وعملا وإذا شئت مزيد إيضاح فاقرأ ما كتبه ابن القيم رحمه الله في آخر الصواعق المرسلة فإنه تكلم على هذه المسألة كلاما شافيا .
الطالب : هل يصل إلى التواتر ؟
الشيخ : والله ما أدري هل يصل إلى التواتر ولا لا .
الطالب :.... إذا تواتر ؟
الشيخ : إذا تواتر إذا يفيد العلم اليقيني ولا أحد يجتهد .
الطالب : نزول عيسى بن مريم .... هل الله تعالى يلزمه الطواف في ....
الشيخ :الظاهر والله أعلم أن القرآن والسنة متواصلة إلى ذلك الوقت والعجيب أن بعضهم ذكر من شبه نزوله قال أن لغة عيسى سريانية ولغة الرسول صلى الله عليه وسلم عربية كيف يحكم بشريعته وهو سرياني هذه شبه هذه ويش الجواب ؟ نقول نعم الجواب بالتقديم وبالمعنى أولا فيه الآن ناس لا يتكلمون اللغة العربية وهم ملتزمون بأحكا الإسلام قائمين به على أكمل وجه ولغتهم غير اللغة العربية والثاني أن الله على كل شيء قدير يمكن يكون لسانه عربيا إذا كان بالممارسة والمخالطة ينقلب لسان الإنسان من سرياني إلى عربي فكيف بقدرة الله سبحان الله العظيم الإنسان إذا اشتهى شيئا أتى بشبه لا تنطلي على أحد قال تعالى (( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين )) أخذنا فوائدها ؟ ايش فيها ؟
الطالب :أن الله حق عليه نصر المؤمنين وغير المؤمنين لا بد أنه لا ينصرون وفيها أيضا ........أحيانا وهو الشيخ :فيها فائدة أيضا من فوائد الآية أيضا أن على الله حقا أوجبه على نفسه لقوله تعالى (( وكان حقا علينا )) فإذا قلنا هل يجب على الله شيء ؟ نقول أما بعقولنا لا يجب على الله شيء وأما أن يوجب هو على نفسه شيئا فهذا واقع ومن فوائدها أيضا فضيلة الإيمان وأنه سبب للنصر (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ))
الطالب :.... يقولون الآن ما هي البلاغة وما هي أوجه البلاغة ....
الشيخ : أقول يمكن أن يكون صحيحا أن القرآن في كل عصر يكون معجزة بما يناسب العصر لأنه نازل إلى جميع الخلق إلى يوم القيامة القرآن معجز في كل معنى لكن في ذلك الوقت أشد ما فيه البلاغة طيب وفيه أيضا إثبات فعل الانتقام لله عز جل فانتقمنا وفيه أيضا إثبات العظمة لقوله (( فانتقمنا )) (( وأرسلنا )) فإن هذا للتعظيم وليس للتعدد فإجماع المسلمين إنما هو للتعظيم ومن فوائد الآية الكريمة أن الله أوجب على نفسه نصر المؤمنين لقوله (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين )) ومنها أن هذا النصر لا بد أن يكون لأنه أتى بصيغة التعظيم (( وكان حقا علينا )) ولم يقل علي بل قال علينا إشارة إلى أن هذا الحق لا بد أن يكون لأن الله تعالى أعظم من كل شيء وفيه أيضا دليل على أن غير المؤمنين لا ينصرون لقوله (( حقا علينا نصر المؤمنين )) فإذا أورد إنسان علينا ما حصل من الانتصارات الخاطفة للكفار فما هو الجواب ؟ أن هذا استدراج من الله عز وجل حتى يتم النصر للمؤمنين في النهاية أي نعم وقد يكون من مصلحتهم لأنه انتصار نصر لأنفسهم على أنفسهم ثم إنه لا يدوم هذا النصر أبدا العاقبة لا بد أن تكون للمؤمنين نعم وقال بعض أهل العلم إن النصر نوعان نصر بالحجة والبرهان ونصر بالسيف والسنان فأما النصر بالحجة والبرهان فهو مضمون وثابت ولا فيه استثناء لأن الحجة والبرهان مع المؤمنين على كل حال حتى لو هزموا عسكريا فإن الحجة والبرهان معهم غالبون بحجتهم وبرهانهم وهذا لا استثناء فيه والثاني النصر بالنصر العسكري يعني بالسيف والسنان وهو الآن بالطائرة والقنابل وما أشبهها هذا قد يحصل نصر لغير المؤمنين امتحانا للمؤمنين واستدراجا للكافرين نعم ثم قال عز وجل .
الطالب :ذكرت أمس هل يؤخذ منها أن الرسول خاتم الأنبياء ؟
الشيخ : أي نعم ما تقولون هل يؤخذ منها أن الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء ؟ من قبلك رسلا
الطالب :ما يلزم
الشيخ :يعني ما يلزم أن يكون بعده أحد ؟ إي معلوم من هذه الآية إلى قومهم أي هذه تدل على أن رسالتهم خاصة لكن هل تدل على أنه المنتهى ؟
الطالب :.... قد يستدلون بهذه الاية (( ينزل الملائكة من أمره على من يشاء من عباده )) ....
الشيخ : هذا كفر الكلام على هذه الآية هل تدل على ختم الرسالة للرسول صلى الله عليه وسلم لقوله (( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم )) أو لا تدل ؟ الوجه الذي ذكره عبد الله يقول قد تدل على أن الرسول مرسل إلى الناس عامة والعموم هذا يشمل العموم الوقت والمكان والأمم وهذا يستلزم ألا يوجد رسول بعده لو وجد رسول بعد انتقى العموم إلى الناس كافة صار معناه أن الرسول اللي بعده يكون رسولا إلى هؤلاء الناس دون محمد عليه الصلاة والسلام .
الطالب :ما فيه دليل عللى إن أرسل إلى الناس كافة ....
الشيخ : لا فيه دليل كيف لأنه إذا لم يكن آخرهم فالذي يأتي من بعده صار أرسل إلى بعض الناس وهم الذين تأخروا طيب على كل حال أخذها فيه شيء من الغموض والأمر في هذا واضح والغريب أن بعض الناس على سبيل الافتراض أنكر نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم وقال أننا لو قلنا بنزوله لكان ذلك تكذيبا للقرآن (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) ماذا تقولون ؟
الطالب :.... علمه للساعة هذا يدل على نزوله والشيء الثاني يا شيخ ينكرون مجىء المهدي .
الشيخ : لا ندخل في هذه المسائل أقول هل استدلالهم بالآية الكريمة صحيح ولا لا ؟ غير صحيح لأن عيسى ما ينزل مشرعا وإنما ينزل تابعا للرسول صلى الله عليه وسلم ولا ينشئ ولا شيئا من الشريعة حتى كسر الصليب وقتل الخنزير هذا أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام فأقره يعني يقال إنه يأتي بذلك ولا يقبل من إنسان ما فيه جزية بعد نزول عيسى ما فيه أخذ جزية ولا عهد ما فيه إلا الإسلام فيقال إن هذا ليس شرعا جديدا ناسخا لشرع الرسول عليه الصلاة والسلام بل هو شرع مقرر من الرسول صلى الله عليه وسلم أليس كذلك ؟ الرسول أخبر بأنه سيفعل هذا مقررا له فهو لم ينزل على أنه رسول بشرع جديد بل على أنه تابع للرسول عليه الصلاة والسلام ولعل هذا والله أعلم ليتحقق ما أخبر الله به بالفعل (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لماآتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )) هذا خبر من الله عز وجل لكن هل نحن علمنا هذا بأن نبي من الأنبياء تابع رسول فعلا ؟ لا لكن نزول عيسى ومتابعته لرسالة الرسول عليه الصلاة والسلام تكون هذه حق اليقين لأن الآية آية آل عمران فيها علم اليقين فإذا وجد ذلك بالفعل صار حق اليقين فهذا من الحكمة في نزوله صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان وأيضا عندنا أحاديث واضحة صحيحة صريحة متلقاة بالقبول عند أهل العلم فكيف ينكر ذلك ولكن والعياذ بالله بعض الناس يأتي بقاعدة من أفسد القواعد وأبطل القواعد وهي أن العقيدة لا تثبت بأخبار الآحاد ولو كان الخبر صحيحا نعم وهذا في الحقيقة مذلة ممن قاله لأننا نقول له أنت تثبت من الأحكام العملية تثبت الحكم العملي بدليل لا يصل إلى درجة الصحة تثبته بدليل يصل إلى درجة الحسن وربما يكون إلى درجة الحسن عندك أنت وعند غيرك لا يصل إلى درجة الحسن وإثبات الحكم العملي مستلزم للعقيدة لأن تنفيذه مقتضى الإيمان ولأن الإنسان لا يعمل بهذا إلا بعد أن يعتقد أنه من شريعة الله وإلا لما عمل به فهناك عقيدة سابقة أن هذا من حكم الله ومن شريعة الله وأنه مقرب إلى الله وأنه عبادة لله ثم العمل به ثم ما هذا إذا أخذنا بذلك لازم أن ننكر أشياء كثيرة مما يتعلق بالأمور العلمية لأن الشرع كما تعلمون إما أمور علمية أو أمور عملية والصواب بلا شك أنه لا فرق بينهما وأن ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يجب الإيمان به عقيدة وعملا وإذا شئت مزيد إيضاح فاقرأ ما كتبه ابن القيم رحمه الله في آخر الصواعق المرسلة فإنه تكلم على هذه المسألة كلاما شافيا .
الطالب : هل يصل إلى التواتر ؟
الشيخ : والله ما أدري هل يصل إلى التواتر ولا لا .
الطالب :.... إذا تواتر ؟
الشيخ : إذا تواتر إذا يفيد العلم اليقيني ولا أحد يجتهد .
الطالب : نزول عيسى بن مريم .... هل الله تعالى يلزمه الطواف في ....
الشيخ :الظاهر والله أعلم أن القرآن والسنة متواصلة إلى ذلك الوقت والعجيب أن بعضهم ذكر من شبه نزوله قال أن لغة عيسى سريانية ولغة الرسول صلى الله عليه وسلم عربية كيف يحكم بشريعته وهو سرياني هذه شبه هذه ويش الجواب ؟ نقول نعم الجواب بالتقديم وبالمعنى أولا فيه الآن ناس لا يتكلمون اللغة العربية وهم ملتزمون بأحكا الإسلام قائمين به على أكمل وجه ولغتهم غير اللغة العربية والثاني أن الله على كل شيء قدير يمكن يكون لسانه عربيا إذا كان بالممارسة والمخالطة ينقلب لسان الإنسان من سرياني إلى عربي فكيف بقدرة الله سبحان الله العظيم الإنسان إذا اشتهى شيئا أتى بشبه لا تنطلي على أحد قال تعالى (( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين )) أخذنا فوائدها ؟ ايش فيها ؟
الطالب :أن الله حق عليه نصر المؤمنين وغير المؤمنين لا بد أنه لا ينصرون وفيها أيضا ........أحيانا وهو الشيخ :فيها فائدة أيضا من فوائد الآية أيضا أن على الله حقا أوجبه على نفسه لقوله تعالى (( وكان حقا علينا )) فإذا قلنا هل يجب على الله شيء ؟ نقول أما بعقولنا لا يجب على الله شيء وأما أن يوجب هو على نفسه شيئا فهذا واقع ومن فوائدها أيضا فضيلة الإيمان وأنه سبب للنصر (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ))
1 - تتمة الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << و لقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجآءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين >> أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : << الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السمآء كيف يشآء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذآ أصاب به من يشىء من عباده إذا هم يستبشرون >>
ثم قال (( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا)) قال المؤلف يزعجه لأنه مأخوذ من أثار الطير إذا أزعجه الله الذي يرسل الرياح يعني يبعثها كيف شاء سبحانه وتعالى فتثير سحابا قال المؤلف فتزعجه كإثارة الصيد فإن إثارة الصيد من مكانه يعني إزعاجه حتى يقوم وقوله سحابا السحاب هو المعروف هو الغيم (( فيبسطه في السماء كيف يشاء )) من قلة وكثرة يبسطه البسط معناه النشر كيف يشاء هذا تعود على كيفية هذا النشر قد يكون واسعا وقد يكون قليلا وقد يكون كثيفا وقد يكون خفيفا ولهذا قال (( ويجعله كسفا )) بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة بفتح السين يعني كسفا وسكونها يعني كسفا وقد قال الله تعالى (( وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم )) كسفا والكسف معناه القطع وكأن المؤلف رحمه الله يريد أن يبين أن السحاب قد يكون واسعا منتشرا مبسوطا وقد يكو قليلا قطعا متفرقة وقال بعض المفسرين معنى كونه كسفا أنه قطع متراكبة نعم بعضها فوق بعض حتى يسود ويدلهم ويحصل فيه الرعد والبرق وهذا أولى المراد بالكسف يعني القطع المتراكبة التي يركب بعضها بعضا حتى تدلهم وتسود وهذا في الغالب أكثر مطرا يقول (( ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله )) فترى الخطاب لكل من يتأتى خطابه لأن هذه الرؤية ليست خاصة بالرسول صلى الله عليه سلم وقوله (( الودق )) يعني المطر يعني حبات المطر تسمى ودقا يخرج من خلاله أي وسطه وقيل من بينه من بين هذا السحاب وقوله (( فترى الودق )) إذا قال قائل نحن لا نرها بأعيننا المجردة ما نرى أن المطر يتخلل هذا السحاب فيقال إنه خبر صدق فيكون ايش ؟ يكون كالمشاهد ما دام الله تعالى أخبر به فإننا كأنما نشاهده بأعيينا ثم إنه في الوقت الحاضر وجدت الآلات القوية التي يستطيع الإنسان أن يرى كيف يخرج هذا المطر هذه النقط من خلال السحاب وقوله (( فإذا أصاب به " بالودق " من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون )) هذه جملة شرطية فإذا أصاب به إذا هم تدل على أن هؤلاء الذين أصيبوا بالمطر أنهم في غاية الاشتياق إليه ولهذا بمجرد ما يصيبهم يحصل الاستبشار وقولنا بمجرد ليس نتيجة عن ترتب جواب الشرط على فعل الشرط ولكنه نتيجة لذلك وزيادة أمر آخر وهو الإتيان بإذا الفجائية التي تدل على المفاجأة والسرعة إذا إذا تفيد الشرط وفعل الشرط هو أصاب وجواب الشرط جملة هم يستبشرون المصدرة بإذا الفجائية قلنا أن هذا التعبير يدل على أن هؤلاء في غاية ما يكون من الاشتياق إلى نزول الغيث وجه ذلك استبشارهم بمجرد الإصابة وليس استبشارا عاديا كترتب الجواب على الفعل على فعل الشرط ولكنه أبلغ لأنه أتى بإذا الفجائية الدالة على المبادرة بوجود ذلك الشيء وقوله (( يستبشرون )) قال المؤلف يفرحون بالمطر وهو أشد من مجرد الفرح الاستبشار أشد من مجرد الفرح بل و يستبشر بنفسه وربما يهنئ غيره ويبشره ولهذا في المطر في أيام الموسم موسم المطر تجد الناس إذا رأى بعضهم بعضا لاسيما الذين يأتون من البراري يقول بشرك بما نزل مطر وأنه كثير حسب ما يكون فالاستبشار هنا أبلغ من مجرد الفرح لكن المؤلف رحمه الله هم كما يفسره للتقريب وقوله (( فإذا أصاب به من يشاء من عباده )) من يشاء لا ما يشاء الناس فالذي ينزل الغيث هو الله عز وجل وليس أحد يستطيع أن ينزله وأما ما ذكر من أنهم الآن يسلطون مواد كيماوية على السحاب فينزل المطر فإننا نقول إن صح هذا الأمر فمن الذي خلق هذا المطر ؟ الله سبحانه وتعالى والذي أوجد هذا السحاب هو الله سبحانه وتعالى وكونهم يتوصلون إلى أسباب يتبخر بها هذا السحاب حتى ينزل مطرا هذا لا ينافي أن الله عز وجل هو الذي ينزل الغيث ثم إن الآية ينزل الغيث أبلغ من ينزل المطر إذ إن المطر قد ينزل ولا يكون غيثا كما ثبت في صحيح مسلم (( ليس السنة ألا تمطروا إنما السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض )) السنة ايش معناها ؟ الجدب والقحط مو بس أنه ما ينزل المطر السنة الحقيقية أن يأتي ولا يحصل نبات قوله (( فإذا أصاب به من يشاء من عباده )) المراد بالعباد هنا جمع عبد وهي العبودية الخاصة ولا العامة ؟ العامة لماذا ؟ لأن المطر ينزل على المؤمنين وعلى الكافرين نعم بل ربما يكون نزوله على الكافرين أكثر وأغدق وأشد استمرارا امتحانا له لتعجل لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا كما قال الله تعالى (( ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها )) أي بهذه الطيبات (( فاليوم تجزون عذاب الهون ... )) إلى آخره
2 - تفسير قول الله تعالى : << الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السمآء كيف يشآء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذآ أصاب به من يشىء من عباده إذا هم يستبشرون >> أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : << و إن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين >>
ثم قال الله تعالى (( وإن كانوا )) قال المؤلف وقد كانوا قد قدر إن بقد وتبع في ذلك البغوي والمؤلف في الجلالين مأخوذ من البغوي يعني كأنه مختصر له لأنك إذا تأملت تفسيره رحمه الله وجدت أنه هو تفسير البغوي بعينه لكن البغوي مبسوط وهذا مختصر هو قال إن قد ولا أحد من أهل النحو قال بهذا القول إلا أن يقوله على سبيل التفسير فقط والصواب الذي لا شك فيه هو أن إن هنا مخففة من الثقيلة كما في قوله تعالى (( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )) وعلى هذا فنقول إن أصلها إن فخففت واسمها أين هو ؟ ضمير الشأن محذوف والتقدير وإنهم وقد سبق لنا أن القول الصحيح من أقوال النحويين أن ضمير الشان لا يقدر مفردا مذكرا وإنما يقدر بحسب السياق فهو ضمير مقدر بحسب السياق إن كان السياق يقتضي التأنيث فهو مؤنث يقتضي التذكير فهو مذكر يقتضي الجمع فهو مجموع يقتضي التثنية فهو مثنى إذن أصله وإنهم كانوا لكن خففت إن فحذف اسمها على أنه ضمير الشأن (( وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم )) من قبل أن ينزل عليهم ايش ؟ المطر من أين نعرف أنه المطر هل سبق التحدث عن تنزيل المطر ؟ الجواب نعم في قوله (( فترى الودق يخرج من خلاله )) فإن الودق إذا خرج من خلال السحاب أين يذهب ؟ ينزل إلى الأرض وقوله (( من قبل أن ينزل عليهم )) يعبر الله عز وجل عن نزول المطر بالإنزال والتنزيل وذلك لأن المطر أحيانا يأتي دفعة واحدة بكثرة وغزارة فيكون إنزالا وأحيانا يأتي بالتدريج ضعيفا متقطعا فيسمى تنزيلا لأن التنزيل معناه إنزال الشيء شيئا فشيئا (( من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين )) .
الطالب :....
الشيخ : لا أنزل لا باعتبار الكثرة والتصغير بعد أيام يأتي ثم يأتي أيضا بقليل أحيانا يأتي قليل أحيانا تشوف المطر يومين أو ثلاثة ولكنه قليل والحال يأتي كما أنتم تشاهدون سحب عظيمة كأنها أفواه القرب وقوله (( وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبل لمبلسين )) كلمة من قبله اختلف فيها أهل العلم فقال بعضهم كما قال المؤلف إنها تأكيد كقوله تعالى (( فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم )) (( لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم )) كرر الفعل توكيدا هذا قول وهو الذي مشى عليه المؤلف وعليه أكثر المفسرين أن قوله (( من قبله )) أي من قبل أن ينزل عليهم فكأنه قال وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبل أن ينزل عليهم لمبلسين فيكون تكرارها للتوكيد وقال بعض المفسرين إنها كررت للتأسيس لا للتوكيد ومعلوم أنه إذا دار الكلام بين أن يكون توكيد وبين أن يكون تأسيسا فالأصل التأسيس لأن الأصل عدم التوكيد لأن التوكيد تكرار والأصل عدم التكرار فيرى بعض المفسرين أنها ليست للتوكيد وأنها للتأسيس تعرفون خذوا بالكم من الفرق ترتيب العلماء رحمهم الله الفرق بين التوكيد والتأسيس أن التوكيد معناه أن هذا هو الأول والتأسيس معناه أن هذا غير الأول وأنه كلام مستقل على القول بأنه تأسيس ما معناه قال بعضهم من قبله أي من قبل الاستبشار وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبل الاستبشار لمبلسين فذكر الله لهم حالين قبل الاستبشار وبعده وهذا ما مشى عليه أبو السعود وهو جيد ولا فيه إشكال من حيث التصور والمعنى نقول المعنى وإن كانوا من قبل إنزال المطر من قبل ذلك الاستبشار لمبلسين فنبههم الله على حالهم قبل الاستبشار وهو الإبلاس وعلى حالهم بعد ذلك نعم وقال بعضهم من قبله أي من قبل أن ينزل عليهم من قبله أي من قبل ذلك القبل فيجعلون الضمير في قوله (( من قبل )) ليس عائدا إلى المطر ولا عائدا إلى الاستبشار وإنما يجعلونه عائدا إلى القبل فالمعنى على هذا وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبل ذلك القبل لمبلسين فيكون فائدتها أن الإبلاس مستمر معهم من قديم الزمان فيأتي موسم فييأسون ولا يأتي مطر نعم فيأتي موسم لا يأتي فيه المطر فيبلسون ثم يأتي موسم آخر فيبسلون ثم يأتي موسم آخر فيبلسون وهكذا ومعلوم أنه إذا تكررت مواسم ولم يأتي مطر كان أشد في الإبلاس فيكون المعنى أن هذا الاستبشار أنه أتى بعد يأس مرتين فأكثر وهذا أيضا ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره فصار لدينا في قوله (( من قبله)) كم قولا ؟ ثلاثة أقولا القول الأول أنهاتوكيد والثاني أن الضمير يعود على الاستبشار والثالث أن الضمير يعود على القبل أي وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبل ذلك القبل أيضا لمبلسين أما قوله (( لمبلسين )) فهي بالنصب خبرا لكان وين كان ؟ وإن كانوا واقترنت اللام بها من أجل إن نعم والاقتران هنا واجب ولا جائز ؟ لا جائزا ولا واجب طيب ما هو سبب الوجوب ؟
الطالب :....
الشيخ : وما هو وجه الجواز ؟
الطالب :....
الشيخ : من أين تعرف ذلك ؟
الطالب :.... وربما استغني عنها ببدل ....
الشيخ : وأنت ما تقول في هذه الحجة ؟ طيب الآن لو أسقطناها ألا تشتبه إن المخففة بإن النافية ؟ يعني لو كانت وما كانوا من قبل أن ينزل عليهم مبلسين لا تشببه يعني يستبشرون مع أنهم ما أبلسوا ولا أيسوا ربما يقع هذا يعني يستبشرون وإن كان ما وقع عندهم يأس من قبل فالظاهر الوجوب لا للعلة الذي ذكر محمد لأن محمد ظن أنه يجب الاقتران مطلقا نعم ولكنه يجب لأنه قد تشتبه بإن النافية أما إذا لم تشتبه وهو ما يجب الاقتران هل هناك شاهد من الإعراب لذلك ؟ أي نعم قول الشاعر " وإن مالك كانت كرام المعالي " ويعتقد أنه من بني مالك يقول " وإن مالك كانت كرام المعالي " هنا لا يمكن أن تشتبه إن بما لماذا ؟ لأنه لا يمكن أن يفتخر بقوم يسلب عنهم كرام المعالي لو تقول أنا مثلا من قبيلة هذه القبيلة ما كانت كرام المعالي يصلح ؟ لا يصلح الحاصل أن اللام هنا للتوكيد ويسميها بعض العلماء لام الفرق اللام الفارقة وهذا أدق في التعبير وهي مع كونها فارقة ماذا تفيد ؟ تفيد التوكيد وإنما سموها اللام الفارقة لأنها تفرق بين إن النافية وبين إن المخففة طيب إذا قال قائل هل يمكن أن تقترن بإن اللام مع كون إن بمعنى النفي ؟ فالجواب لا وهذا هو السر بأنها فارقة لا يمكن أن تقترن بها اللام لأن اللام تفيد التوكيد والإثبات والنفي بخلاف ذلك النفي يفيد النفي قال مبلسين يقول آيسين من إنزاله والإبلاس مثل القنوط أشد اليأس ومنه سمي إبليس أعوذ بالله منه لأنه مبلس آيس من رحمة الله (( إن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين )) آيسين من نزوله
الطالب :....
الشيخ : لا أنزل لا باعتبار الكثرة والتصغير بعد أيام يأتي ثم يأتي أيضا بقليل أحيانا يأتي قليل أحيانا تشوف المطر يومين أو ثلاثة ولكنه قليل والحال يأتي كما أنتم تشاهدون سحب عظيمة كأنها أفواه القرب وقوله (( وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبل لمبلسين )) كلمة من قبله اختلف فيها أهل العلم فقال بعضهم كما قال المؤلف إنها تأكيد كقوله تعالى (( فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم )) (( لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم )) كرر الفعل توكيدا هذا قول وهو الذي مشى عليه المؤلف وعليه أكثر المفسرين أن قوله (( من قبله )) أي من قبل أن ينزل عليهم فكأنه قال وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبل أن ينزل عليهم لمبلسين فيكون تكرارها للتوكيد وقال بعض المفسرين إنها كررت للتأسيس لا للتوكيد ومعلوم أنه إذا دار الكلام بين أن يكون توكيد وبين أن يكون تأسيسا فالأصل التأسيس لأن الأصل عدم التوكيد لأن التوكيد تكرار والأصل عدم التكرار فيرى بعض المفسرين أنها ليست للتوكيد وأنها للتأسيس تعرفون خذوا بالكم من الفرق ترتيب العلماء رحمهم الله الفرق بين التوكيد والتأسيس أن التوكيد معناه أن هذا هو الأول والتأسيس معناه أن هذا غير الأول وأنه كلام مستقل على القول بأنه تأسيس ما معناه قال بعضهم من قبله أي من قبل الاستبشار وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبل الاستبشار لمبلسين فذكر الله لهم حالين قبل الاستبشار وبعده وهذا ما مشى عليه أبو السعود وهو جيد ولا فيه إشكال من حيث التصور والمعنى نقول المعنى وإن كانوا من قبل إنزال المطر من قبل ذلك الاستبشار لمبلسين فنبههم الله على حالهم قبل الاستبشار وهو الإبلاس وعلى حالهم بعد ذلك نعم وقال بعضهم من قبله أي من قبل أن ينزل عليهم من قبله أي من قبل ذلك القبل فيجعلون الضمير في قوله (( من قبل )) ليس عائدا إلى المطر ولا عائدا إلى الاستبشار وإنما يجعلونه عائدا إلى القبل فالمعنى على هذا وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبل ذلك القبل لمبلسين فيكون فائدتها أن الإبلاس مستمر معهم من قديم الزمان فيأتي موسم فييأسون ولا يأتي مطر نعم فيأتي موسم لا يأتي فيه المطر فيبلسون ثم يأتي موسم آخر فيبسلون ثم يأتي موسم آخر فيبلسون وهكذا ومعلوم أنه إذا تكررت مواسم ولم يأتي مطر كان أشد في الإبلاس فيكون المعنى أن هذا الاستبشار أنه أتى بعد يأس مرتين فأكثر وهذا أيضا ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره فصار لدينا في قوله (( من قبله)) كم قولا ؟ ثلاثة أقولا القول الأول أنهاتوكيد والثاني أن الضمير يعود على الاستبشار والثالث أن الضمير يعود على القبل أي وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبل ذلك القبل أيضا لمبلسين أما قوله (( لمبلسين )) فهي بالنصب خبرا لكان وين كان ؟ وإن كانوا واقترنت اللام بها من أجل إن نعم والاقتران هنا واجب ولا جائز ؟ لا جائزا ولا واجب طيب ما هو سبب الوجوب ؟
الطالب :....
الشيخ : وما هو وجه الجواز ؟
الطالب :....
الشيخ : من أين تعرف ذلك ؟
الطالب :.... وربما استغني عنها ببدل ....
الشيخ : وأنت ما تقول في هذه الحجة ؟ طيب الآن لو أسقطناها ألا تشتبه إن المخففة بإن النافية ؟ يعني لو كانت وما كانوا من قبل أن ينزل عليهم مبلسين لا تشببه يعني يستبشرون مع أنهم ما أبلسوا ولا أيسوا ربما يقع هذا يعني يستبشرون وإن كان ما وقع عندهم يأس من قبل فالظاهر الوجوب لا للعلة الذي ذكر محمد لأن محمد ظن أنه يجب الاقتران مطلقا نعم ولكنه يجب لأنه قد تشتبه بإن النافية أما إذا لم تشتبه وهو ما يجب الاقتران هل هناك شاهد من الإعراب لذلك ؟ أي نعم قول الشاعر " وإن مالك كانت كرام المعالي " ويعتقد أنه من بني مالك يقول " وإن مالك كانت كرام المعالي " هنا لا يمكن أن تشتبه إن بما لماذا ؟ لأنه لا يمكن أن يفتخر بقوم يسلب عنهم كرام المعالي لو تقول أنا مثلا من قبيلة هذه القبيلة ما كانت كرام المعالي يصلح ؟ لا يصلح الحاصل أن اللام هنا للتوكيد ويسميها بعض العلماء لام الفرق اللام الفارقة وهذا أدق في التعبير وهي مع كونها فارقة ماذا تفيد ؟ تفيد التوكيد وإنما سموها اللام الفارقة لأنها تفرق بين إن النافية وبين إن المخففة طيب إذا قال قائل هل يمكن أن تقترن بإن اللام مع كون إن بمعنى النفي ؟ فالجواب لا وهذا هو السر بأنها فارقة لا يمكن أن تقترن بها اللام لأن اللام تفيد التوكيد والإثبات والنفي بخلاف ذلك النفي يفيد النفي قال مبلسين يقول آيسين من إنزاله والإبلاس مثل القنوط أشد اليأس ومنه سمي إبليس أعوذ بالله منه لأنه مبلس آيس من رحمة الله (( إن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين )) آيسين من نزوله
تفسير قول الله تعالى : << فانظر إلى ءاثار رحمت الله كيف يحي الأرض بعد موتهآ إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيئ قدير >>
فانظر إلى أثر رحمة الله فانظر الخطاب لمن ؟ للإنسان لا للرسول الخطاب للإنسان لم يتأتى خطابه الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره لأنه قال في الأول (( فترى الودق يخرج من خلاله )) ثم قال هنا فانظر أي انظر أيها الإنسان إلى أثر رحمة الله وفي قراءة يقول المؤلف آثار رحمة الله شوف الرسم العثماني من فوائد التزامه أنه لا يتغير بتغير القراءات آثار على مقتضى القواعد الرسم العصرية كيف تكتب ؟ بألف بين الثاء والراء لكنها على قواعد المصحف العثماني يكتب فيها ألف ؟ لا أثر ثاء وراء فتصلح آثار وتصلح أثر نعم وقوله (( إلى آثار )) (( وإلى أثر )) لا فرق بينهما في الجملة من حيث المعنى لأن آثار مضاف فيفيد العموم وأثر مضاف فيفيد العموم لأن المفرد إذا أضيف أفاد العموم فأثر وآثار من حيث الجملة لا فرق بينهما لأن آثار رحمة الله بمعنى أثر لكن الفرق بينهما من حيث المعنى الخاص أن أثر يشمل الجنس باعتباره شيئا واحدا وأما آثار فتشمل الجنس باعتباره أنواعا نعم كيف باعتباره أنواعا ؟ مثل أثر المطر يخرج به الزرع ويخرج به الشجر ويخرج به شيء صغير وشيء كبير نعم وشيء له أشجار مفتحة وشيء له أشجار دقيقة كالعيدان فلهذا يعتر هذه آثارا باعتبار أنواعها ثم أيضا الآثار تختلف من أرض إلى أرض هذه الأرض تنبت كذا وهذه الأرض تنبت كذا هذه ينبت فيها الكلأ وهذه لا ينبت وهكذا فهي آثار باعتبار الأنواع أما باعتبار الجنس وأن كله حصل بسبب المطر فهو شيء واحد وهذا هو الفرق الخاص بين أثر وآثار ، آثار رحمة الله أي نعمته بالمطر وقد سبق لنا أن الرحمة في مثل هذا يصح أن تكون اسما للمخلوق ويصح أن تكون من صفات الله فإن كان المراد الأثر المباشر فالمراد بالرحمة المطر لأن هذا النبات نبت بماذا؟ بالمطر وإن كان المراد السبب غير المباشر فالمراد بالرحمة صفة الله يعني لكون الله جل وعلا رحيما فهذه من آثار رحمته أن ينزل المطر وتنبت به الأرض ويزول به القحط نعم فالآية صالحة لهذا ولهذا قال (( كيف يحيي الأرض بعد موتها )) كيف يحيي الأرض بعد موتها هذا مما يرجح أن المراد بالرحمة الصفة رحمة الله كيف يحيي هو أي بالرحمة سبحانه وتعالى يحيي الأرض يجعلها حية بعد موتها قال المؤلف أي يبسها فحياة كل شيء بحسبه فالأرض اليابسة اللي ما فيها خضار تسمى ميتا ما فيها شيء حي فإذا نزل عليها المطر وحى النبات سميت حية يحيي الأرض بعد موتها وهذا دليل على قدرة الرب عز وجل وعلى رحمته نعم لأنه من يقدر على أن يخلق النواة والحب في باطن الأرض حتى يخرج منه هذا النبات النامي أحد يقدر على هذا ؟ ما أحد يقدر لهذا قد حاء في الحديث الصحيح القدسي ( فليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة ) ما يستطيعون ما يستطيع أحد أن يخلق هذا (( إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون )) كيف يحيي الأرض بعد موتها كيف يعني انظر إلى الكيفية والقدرة كيف هذه الأرض اللى كانت غبراء كأنها محترقة أصبحت الآن روضة خضراء قال الله عز وجل (( إن ذلك )) أي يبسها بأن تنبت (( إن ذلك لمحيي الموتى )) إن ذلك المشار إليه.
اضيفت في - 2007-08-13