القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ومن هذا الباب قوله سبحانه : { ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين. الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون. الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير. ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون. ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم } . قال غير واحد من السلف: " معناه : لئلا يحتج اليهود عليكم بالموافقة في القبلة ، فيقولون : قد وافقونا في قبلتنا ، فيوشك أن يوافقونا في ديننا ، فقطع الله بمخالفتهم في القبلة هذه الحجة ، إذ الحجة : اسم لكل ما يحتج به من حق وباطل ، { إلا الذين ظلموا منهم } وهم قريش ، فإنهم يقولون : عادوا إلى قبلتنا ، فيوشك أن يعودوا إلى ديننا " . فبين سبحانه أن من حكمة نسخ القبلة وتغييرها مخالفة الناس الكافرين في قبلتهم ، ليكون ذلك أقطع لما يطمعون فيه من الباطل ، ومعلوم أن هذا المعنى ثابت في كل مخالفة وموافقة ، فإن الكافر إذا اتبع في شيء من أمره كان له من الحجة مثل ما كان أو قريب مما كان لليهود من الحجة في القبلة . وقال سبحانه : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات } وهم : اليهود والنصارى ، الذين افترقوا على أكثر من سبعين فرقة ، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن متابعتهم في نفس التفرق والاختلاف ، مع أنه صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة مع أن قوله : لا تكن مثل فلان ، قد يعم مماثلته بطريق اللفظ أو المعنى ، وإن لم يعم دل على أن جنس مخالفتهم وترك مشابهتهم أمر مشروع ، ودل على أنه كلما بعد الرجل عن مشابهتهم فيما لم يشرع لنا كان أبعد عن الوقوع في نفس المشابهة المنهي عنها ، وهذه مصلحة جليلة ".
الشيخ : أنت تقرأ بالخطية الآن ؟ القارئ : لا لا المطبوعة . الشيخ : طيب خلها ها طلع اللي الفقرة الآن نعم . القارئ : " ومن هذا الباب قوله سبحانه : (( وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ )) قال غير واحد من السلف : معناه : لئلا يحتج اليهود عليكم بالموافقة في القبلة ، فيقولون : قد وافقونا في قبلتنا ، فيوشك أن يوافقونا في ديننا، فقطع الله بمخالفتهم في القبلة هذه الحجة ، إذ الحجة : اسم لكل ما " الشيخ : إذ ، أعد القارئ : " إذ الحجة اسم لكل ما " الشيخ : ليش تقطع الهمزة ؟ إذ الحجة اسم القارئ : " اذ الحجة اسم لكل ما يُحتج به من حق وباطل ، (( إلا الذين ظلموا منهم )) وهم قريش ، فإنهم يقولون : عادوا إلى قبلتنا، فيوشك أن يعودوا إلى ديننا " . الطالب : ... الشيخ : نعم . الطالب : ... . الشيخ : إي ما يخالف بس خليه يستكمل الأدلة . القارئ : " فبين سبحانه أن من حكمة نسخ القبلة وتغييرها مخالفة الناس الكافرين في قبلتهم ، ليكون ذلك أقطع لما يطمعون فيه من الباطل ، ومعلوم أن هذا المعنى ثابت في كل مخالفة وموافقة ، فإن الكافر إذا اتُبع في شيء من أمره كان له في الحجة مثل ما كان" . الشيخ : من الحجة كان له من الحجة . القارئ : " كان له من الحجة مثل ما كان أو قريبٍ " الشيخ : أو قريبٌ القارئ : " أو قريبٌ مما كان لليهود من الحجة في القبلة . وقال سبحانه : (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات )) وهم : اليهود والنصارى ، الذين افترقوا على أكثر من سبعين فرقة ، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن متابعتهم في نفس التفرق والاختلاف ، مع أنه صلى الله عليه وسلم قد أخبر ( أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة ) مع أن قوله : لا تكن مثل فلان ، قد يعم مماثلته بطريق اللفظ أو المعنى، وإن لم يعم دل على أن جنس مخالفتهم وترك مشابهتهم أمر مشروع ، ودل على أنه كلما بعُد الرجل عن مشابهتهم فيما لم يُشرع " الشيخ : ودل على أن القارئ : " ودل على أنه كلما بعُد الرجل عن مشابهتهم فيما لم يُشرع لنا كان أبعد عن الوقوع في نفس المشابهة المنهي عنها ، وهذه مصلحة جليلة ". الشيخ : طيب مراد الشيخ رحمه الله في سياق هذه الآيات أن مشابهتهم تقتضي أن يفرحوا بذلك وأن يعدوا ذلك من موافقتهم وأنهم يتوصلون بهذه المشابهة إلى الحجة علينا ويقولون إنهم إذا شابهونا في كذا فسوف يشابهوننا في الدين ولهذا قال : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) هذا كل كلامه رحمه الله يدور على ذلك وعلى أن المشابهة كما أنها قد تكون سبباً لكون الإنسان يشابههم في العقيدة والعمل والعبادة فهم أيضاً يحتجون بها يقولون شابهتمونا في هذا فشابهونا في هذا فيكون هذا حجة لهم علينا مع أنهم هم إنما اتبعوا أهواءهم فيما هم عليه إذ أنهم بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ملزمون بأن يتبعوه ولكنهم بقوا على أهوائهم .
سؤال: ما معنى قول المصنف: مع أن قوله : لا تكن مثل فلان ، قد يعم مماثلته بطريق اللفظ أو المعنى ، وإن لم يعم دل على أن جنس مخالفتهم وترك مشابهتهم أمر مشروع.؟
السائل : معنى قوله : " ... قد يعم مماثلته بطريق اللفظ أو المعنى " وش معنى... . الشيخ : إي المعنى لا تكن مثله قد يكون المراد مثله أي في كل شيء مثله في كل شيء فتكون المماثلة عامة وهذا مقتضى دلالة اللفظ وقد يكون المراد لا تكن مثله في المعنى فيشمل أدنى مماثلة لأنه إذا قصد المماثلة بالمعنى صارت مماثلته في أي جزء مما يختص به صارت مماثلة فمراده والله أعلم باللفظ والمعنى العموم والخصوص نعم .
سؤال: يقرر شيخ الإسلام أن جنس مخالفة الكفار شيء مأمور به مع أنه يوجد ما أمرنا به ما يوافقهم ؟
السائل : شيخ يذكر شيخ الإسلام بأن جنس مخالفتهم شيء مأمور به بل أن كل يعني ما فيه مخالفة لليهود والنصارى مأمور به وقد تقدم الكلام فهمت منه بأنه هناك من الأشياء التي فيها شبه بهم وهو مأمور بها في الدين . الشيخ : لا مراده رحمه الله فيما لم يرد الاتفاق فما ورد فيه الاتفاق فهذا أمر لنا ولهم لكن ما كان من خصائصهم فإن جنس المخالفة أمر مطلوب وسيذكر المؤلف أمثلة تبين هذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام حين قدم المدينة يسدل شعر رأسه والعرب كانوا يفرقون شعر الرأس فلما قدم المدينة سدل كما يفعل اليهود ثم بعد ذلك فرق لأنه كان بالأول كان العرب مشركين وموافقة اليهود أهل الكتاب أهون من موافقة المشركين فلما فُتحت مكة وصار العرب مسلمين مؤمنين عدل عن ذلك وصار يخالف اليهود فكان يفرق ثلاثة أخذنا .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقال سبحانه لموسى وهارون : { فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون } وقال سبحانه : { وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين } ، وقال تعالى : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم } إلى غير ذلك من الآيات . وما هم عليه من الهدي والعمل هو من سبيل غير المؤمنين ، بل ومن سبيل المفسدين والذين لا يعلمون ، وما يقدر عدم اندراجه في العموم ، فالنهي ثابت عن جنسه ، فيكون مفارقة الجنس بالكلية أقرب إلى ترك المنهي ومقاربته مظنة وقوع المنهي عنه "
القارئ : " وقال سبحانه لموسى وهارون : (( فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون )) وقال سبحانه : (( وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين )) ، وقال تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم )) إلى غير ذلك من الآيات . وما هم عليه من الهدى والعمل هو من سبيل غير المؤمنين ، بل ومن سبيل المفسدين والذين لا يعلمون ، وما يُقدر عدم اندراجه في العموم ، فالنهي ثابت عن جنسه ، فيكون مفارقة الجنس بالكلية أقرب إلى ترك المنهي ومقاربته في مظنة وقوع المنهي عنه " . الشيخ : عندك مقاربته ولا مفارقته ؟ القارئ : نعم الشيخ : مقاربته القارئ : الأخيرة ؟ الشيخ : إي نعم، وما يقدر . القارئ : " وما يقدر عدم اندراجه في العموم ، فالنهي ثابت عن جنسه ، فيكون مفارقة الجنس بالكلية أقرب إلى ترك المنهي ومقاربته في مظنة وقوع المنهي عنه " . الشيخ : يعني مثلا لو أن إنسانا قال في شيء معين إن هذا ليس فيه مخالفة ولا يقتضي أن نخالفهم فيه نقول عندنا نهي عام وهو جنس المخالفة فما يندرج تحت الجنس فإننا مأمورون به سواء نُص عليه بعينه أو لم ينص ما دام المقصود للشرع هو أن نخالف هؤلاء الكفار فكل ما يندرج تحت ذلك وإن لم يُذكر بعينه فإنه ثابت نعم .
سؤال: ما علة عدول النبي صلى الله عليه وسلم عن سدل شعره إلى فرقه.؟
السائل : تقدم ... أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره ... اليهود أول ما قدم المدينة. الشيخ : نعم . السائل : فلما قوي الإسلام ترك ذلك الشيخ : سيأتينا في كلام الشيخ أنه لما أسلمت قريش عدل إلى طريقها ويحتمل أن يكون هذا وهذا يكون علتين .
السائل : هل يستفاد من الآية أن مشابهة الكفار المشركين ... من مشابهة أهل الكتاب؟. الشيخ : لا بالعكس مشابهة أهل الكتاب أهون . السائل : قوله تعالى : (( لئلا يكون للناس عليكم حجة )) قال هم أهل الكتاب. الشيخ : طيب لأن أهل الكتاب سيقولون لماذا يتناقض محمد كان بالأمس يتبعنا في القبلة وفي اليوم عدل عن متابعتنا فيحتجون على محمد يقول الآن إما أن يكون قولك الأول عملك الأول هو الحق فلماذا تعدل عنه ؟ أو يكون باطل فلماذا تلبس به فيحتجون . السائل : قوله : (( إلا الذين ظلموا )) . الشيخ : نعم (( إلا الذين ظلموا منهم )) لأن الذين ظلموا يشبهون ويحتجون بذلك وأما أهل الحق والعدل فيقولون هذا دليل على أنه رسول الله حقاً لأنه لو كان غير رسول لم يفعل ما يحتج به عليه أو ما يحتج به عليه أهل الظلم نعم .
سؤال: لو تتبعنا في النصوص وجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم يخالف أهل الكتاب ابتداء وأحيانا يوافقهم ثم يخالفهم مثل صيام عاشوراء ومخالطة الحائض ؟
السائل : شيخ بارك الله فيك إذا تتبعنا النصوص الشيخ : إيش ؟ السائل : إذا تتبعنا النصوص الواردة في السنة خاصة بهذا الموضوع وجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأحيان يخالف أهل الكتاب ابتداءً وبعض الأحيان يعمل كما ذكرنا قضية المشطة هذا يعني مثلا مسألة الحائض خالفهم مباشرة ومسألة صيام عاشوراء وبعض الأحيان يشابههم . الشيخ : مثل إيش ؟ السائل : مثلا لو أخذنا مسألة الحائض كان اليهود لا يجامعونها أصلاً في البيوت فسن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فخالفهم ابتداء وأما بالنسبة مثلاً لقضية الامتشاط . الشيخ : أصلاً ما ورد فيه نهي عن مخالطة الحائض الحائض ما فيه نهي عن مخالطتها . السائل : الحكمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأحيان يخالفهم ابتداء وبعض الأحيان يعني.. الشيخ : هو حسب ما تقتضيه الأحوال تعرف زمن التشريع يختلف باختلاف الأحوال نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " قال سبحانه : { وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون } إلى قوله : { ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك } ومتابعتهم في هديهم : هي من اتباع ما يهوونه ، أو مظنة لاتباع ما يهوونه ، وتركها معونة على ترك ذلك ، وحسم لمادة متابعتهم فيما يهوونه .
واعلم أن الذي في كتاب الله من النهي عن مشابهة الأمم الكافرة وقصصهم التي فيها عبرة لنا بترك ما فعلوه كثيرا ، مثل قوله لما ذكر ما فعله بأهل الكتاب من المثلات : { فاعتبروا يا أولي الأبصار } وقوله : { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } وأمثال ذلك ، ومنه ما يدل على مقصودنا ، ومنه ما فيه إشارة وتتميم للمقصود ثم متى كان المقصود بيان أن مخالفتهم في عامة أمورهم أصلح لنا ؛ فجميع الآيات دالة على ذلك وإن كان المقصود أن مخالفتهم واجبة علينا ، فهذا إنما يدل عليه بعض الآيات دون بعض ، ونحن ذكرنا ما يدل على أن مخالفتهم مشروعة في الجملة ، إذ كان هو المقصود هنا . وأما تمييز دلالة الوجوب ، أو الواجب عن غيرها وتمييز الواجب عن غيره ، فليس هو المقصود هنا ."
القارئ : " قال سبحانه : (( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون )) إلى قوله : (( ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك )) ومتابعتهم في هديهم : هي من اتباع ما يهوونه ، أو مظنة لاتباع ما يهوونه ، وتركها معونة على ترك ذلك ، وحسم لمادة متابعتهم فيما يهوونه . واعلم أن ما في كتاب الله من النهي عن مشابهة الأمم الكافرة وقصصهم التي فيها عبرة لنا بترك " . الشيخ : أنا عندي " واعلم أن الذي في كتاب الله " هكذا عندك ؟ القارئ : عندي "أن في كتاب الله" تصحيح يا شيخ الشيخ : هاه الطالب : أقول تصحيح ولا ؟ الشيخ : لا نسخة ها كيف ؟ الطالب : آخر الجملة مرفوع لا يصلح أن يكون خبر أن الشيخ : واعلم أن الذي في كتاب الله من النهي كثير . الطالب : لو قلنا بدون الذي لا بد أن يكون مصوبة الشيخ : كيف ؟ الطالب : أن في كتاب الله من النهي كثير الشيخ : لا هو ما عنده أن عندك أن؟ القارئ : في نعم الشيخ : اقرأ . القارئ : " واعلم أن في كتاب الله من النهي عن مشابهة الأمم الكافرة وقصصهم التي فيها عبرة لنا بترك ما فعلون كثير، مثل قوله لما ذكر ما فعله بأهل الكتاب من المثُلات : (( فاعتبروا يا أولي الأبصار )) وقوله : (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) وأمثال ذلك ، ومنه ما يدل على مقصودنا ، ومنه ما فيه إشارة وتتميم للمقصود ثم متى كان المقصود بيان أن مخالفتهم في عامة أمورهم أصلح لنا ، فجميع الآيات دالة على ذلك وإن كان المقصود أن مخالفتهم واجبة علينا ، فهذا إنما يدل عليه بعض الآيات دون بعض ، ونحن ذكرنا ما يدل على أن مخالفتهم مشروعة في الجملة ، إذ كان هو المقصود هنا . وأما تمييز دلالة الوجوب ، أو الواجب عن غيرها وتمييز " . الشيخ : وأما . القارئ : وأما تمييز دلالة الوجوب ، أو الواجب. الشيخ : الوجوب عن غيرها وتمييز الواجب عن غيرها . القارئ : وأما . الشيخ :" وأما تمييز دلالة الوجوب عن غيرها وتمييز الواجب من غيره " نعم . الطالب : ... الشيخ : لا اللي عندنا أحسن . القارئ : " وتمييز الواجب عن غيره " . الشيخ : إي نعم وتمييز الواجب من غيره . القارئ : " وأما تمييز دلالة الوجوب عن غيرها وتمييز الواجب من غيره فليس هو الغرض هنا وسنذكر إن شاء الله أن مشابهتهم في أعيادهم من الأمور المحرمة " . الشيخ : نقف على هذا .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وسنذكر إن شاء الله أن مشابهتهم في أعيادهم من الأمور المحرمة ، فإنه هو المسألة المقصودة بعينها ، وسائر المسائل إنما جلبها تقرير القاعدة الكلية العظيمة المنفعة . وقال الله عز وجل : { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون. وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم. كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون. ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم. وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم. يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير } بين الله سبحانه وتعالى - في هذه الآيات - أخلاق المنافقين وصفاتهم ، وأخلاق المؤمنين وصفاتهم - وكلا الفريقين مظهر للإسلام ووعد المنافقين المظهرين للإسلام مع هذه الأخلاق ، والكافرين المظهرين للكفر نار جهنم ، وأمر نبيه بجهاد الطائفتين . ومنذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ، وهاجر إلى المدينة ، صار الناس ثلاثة أصناف : مؤمن ، ومنافق ، وكافر .فأما الكافر - وهو المظهر للكفر - فأمره بين، وإنما الغرض هنا متعلق بصفات - المنافقين، المذكورة في الكتاب والسنة، فإنها هي التي تخاف على أهل القبلة، فوصف الله سبحانه المنافقين بأن بعضهم من بعض، وقال في المؤمنين: {بعضهم أولياء بعض }، وذلك، لأن المنافقين تشابهت قلوبهم، وأعمالهم، وهم - مع ذلك: {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى} فليست قلوبهم متوادة متوالية، إلا ما دام الغرض الذي يؤمونه مشتركاً بينهم، ثم يتخلى بعضهم عن بعض، بخلاف المؤمن، فإنه يحب المؤمن، وينصره بظهر الغيب، وإن تناءت بهم الديار، وتباعد الزمان. "
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب * اقتضاء الصراط المستقيم * : " وسنذكر إن شاء الله أن مشابهتهم في أعيادهم من الأمور المحرمة ، فإنه هو المسألة المقصودة بعينها ، وسائر المسائل إنما " . الشيخ : إيش ؟ الطالب : المقصودة هنا الشيخ : ما هي بعندنا ... حذفها لا يضر القارئ : " وسائر المسائل إنما جلبها تقرير القاعدة الكلية العظيمة المنفعة . وقال الله عز وجل " . الشيخ : قال الله ما فيها واو قال الله أحسن ها إي نعم أحسن . القارئ : " قال الله عز وجل : (( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون. وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم. كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون. ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم. وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم. يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير )) بين الله سبحانه وتعالى - في هذه الآيات - أخلاق المنافقين وصفاتهم ، وأخلاق المؤمنين وصفاتهم - وكلا الفريقين مظهر للإسلام ووعد المنافقين المظهرين للإسلام مع هذه الأخلاق ، والكافرين المظهرين للكفر نار جهنم ، وأمر نبيه بجهاد الطائفتين . ومنذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ، وهاجر إلى المدينة ، صار الناس ثلاثة أصناف : مؤمن ، ومنافق ، وكافر . فأما الكافر - وهو المظهر للكفر - فأمره بين، وإنما الغرض هنا متعلق بصفات - المنافقين، المذكورة في الكتاب والسنة، فإنها هي التي تخاف على أهل القبلة، فوصف الله سبحانه المنافقين بأن بعضهم من بعض، وقال في المؤمنين : (( بعضهم أولياء بعض )) وذلك، لأن المنافقين تشابهت قلوبهم، وأعمالهم، وهم - مع ذلك : (( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )) فليست قلوبهم متوادة متوالية، إلا ما دام الغرض الذي يؤمونه مشتركاً بينهم، ثم يتخلى بعضهم عن بعض، بخلاف المؤمن، فإنه يحب المؤمن، وينصره بظهر الغيب، وإن تناءت بهم الديار، وتباعد الزمان " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم وهذا فرق ظاهر بين المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض لكن لا ولاية لبعضهم على بعض بل هم أعداء بالقلوب إلا للغرض الذي يتفقون عليه ثم إن المنافقين لا ينصر بعضهم بعضا والمؤمنون أولياء ينصر بعضهم بعضا في غيبته وحضوره وهذا فرق بين وعلى هذا فإنه يجب على الإنسان أن ينظر في نفسه هل هو ناصر لأخيه غيبا ومشهدا أو هو لا ينصره إلا في مشهده ثم يأكل لحمه في عيبته إن كان كذلك فهو مشبه للمنافقين وبعيد من المؤمنين لأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض يدافع بعضهم عن بعض ويعذر بعضهم بعضا ويلتمس له العذر ولا يحب أن يناله شيء وأما المنافقون فهم بالعكس ففتش قلبك هل أنت من هؤلاء أو من هؤلاء هل أن ولي لأخيك تناصره وتود ألا يمسه سوء أو بالعكس نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ثم وصف سبحانه، كل واحدة من الطائفتين، بأعمالهم في أنفسهم، وفي غيرهم، وكلمات الله جوامع، وذلك: أنه لما كانت أعمال المرء المتعلقة بدينه قسمين :-
أحدهما: أن يعمل ويترك .
والثاني: أن يأمر غيره بالفعل والترك. ثم فعله: إما أن يختص هو بنفعه أو ينفع به غيره، فصارت الأقسام ثلاثة ليس لها رابع. أحدها: ما يقوم بالعامل ولا يتعلق بغيره، كالصلاة مثلاً. والثاني: ما يعمله لنفع غيره، كالزكاة. والثالث: ما يأمر غيره أن يفعله، فيكون الغير هو العامل، وحظه هو الأمر به. فقال سبحانه في صفة المنافقين: {يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف} وبإزائه في صفة المؤمنين: {يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر }.والمعروف: اسم جامع لكل ما يحبه الله، من الإيمان والعمل الصالح .
والمنكر: اسم جامع لكل ما نهى الله عنه ."
القارئ : " ثم وصف سبحانه، كل واحدة من الطائفتين، بأعمالهم في أنفسهم، وفي غيرهم، وكلمات الله جوامع، وذلك : أنه لما كانت أعمال المرء المتعلقة بدينه قسمين : أحدهما : أن يعمل ويترك . والثاني : أن يأمر غيره بالفعل والترك. ثم فعله : إما أن يختص هو بنفعه أو ينفع به غيره، فصارت الأقسام ثلاثة ليس لها رابع. أحدها : ما يقوم بالعامل ولا يتعلق بغيره، كالصلاة مثلاً. والثاني : ما يعمله لنفع غيره، كالزكاة. والثالث : ما يأمر غيره أن يفعله، فيكون الغير هو العامل، وحظه هو الأمر به. فقال سبحانه في صفة المنافقين : (( يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف )) وبإزائه في صفة المؤمنين : (( يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )). والمعروف : اسم جامع لكل ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح . والمنكر : اسم جامع لكل ما نهى الله عنه " . الشيخ : هذا تعريف جيد للمعروف والمنكر يعني لبس المعروف ما عرفه الناس وألفوه لأن الناس قد يعرفون ويألفون ما هو من أعظم المنكرات وليس المنكر أيضا كل ما أنكروه لأن من الناس من ينكر المعروف والعمل الصالح فالضابط والمرجع هو ما عرف في الشرع فما عرف في الشرع وأقر وأمر به فهو معروف وما أنكر في الشرع ولم يرض به فهو منكر سواء رضيه الناس أم لم يرضوه وهذا الضابط من شيخ الإسلام رحمه الله قد لا تجده في كلام غيره إذن المعروف ما أمر الله به ورسوله والمنكر إيش ؟ ما نهى عنه ورسوله وليس المعروف ما عُرف بين الناس ولا المنكر ما أنكر بينهم نعم .
سؤال:شخص ظلمه أخوه في الله فغضب عليه حتى تمنى أن يوقع الله به فهل هذا مشروع؟.
السائل : شيخ بارك الله فيكم لو أن رجلا ظلمه أخوه في الله فغضب حتى إنه تمنى لو أوقع الله به علما بأن أخاه هذا يعني على جانب من الخير وملتزم إلا في هذه المسألة ما ظلمه إلا في هذه المسألة . الشيخ :(( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل )) وهذه من طبيعة البشر لكن قد يكون الإنسان قوي الإيمان ويصبر ويعفو عن أخيه ولا يتمنى له الشر ولا السوء وقد يقول الإنسان أنا أريد أن آخذ بحقي فلي أن أدعو عليه بمثل ما ظلمني ولي أن أتمنى له الشر بقدر مظلمتي إي نعم .
السائل : ما هو المعروف الذي أمر الله به ؟ الشيخ : إيش ؟ السائل : ما المعروف الذي أمر الله به . الشيخ : كل ما أمر الله به فهو معروف وكل ما نهى الله عنه فهو منكر .
سؤال:ما المقصود بالمعروف في حديث طاعة ولاة الأمور في المعروف.؟
السائل : هل من هذا أيضا : ( إنما الطاعة بالمعروف ) حديث النبي صلى الله عليه وسلم الشيخ : إيش؟ السائل : حديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنما الطاعة في المعروف ) طاعة أولياء الأمور ما المقصود بالمعروف ؟ الشيخ : يعني ما أمر الله به ، أما ما نهى الله عنه فليس بمعروف . السائل : ولا يلزمنا أن نطيعهم إلا فيما أمر الله به فقط . الشيخ : إي نعم ولكن الله أمرنا بطاعتهم في غير المعصية . السائل :والمكروه هل يدخل في هذا . الشيخ : يدخل في هذا نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ثم ققال: {ويقبضون أيديهم} قال مجاهد : (( يقبضونها عن الإنفاق في سبيل الله )). وقال قتادة : (( يقبضون أيديهم عن كل خير )). فـ مجاهد اشار إلى النفع بالمال، و قتادة أشار إلى النفع بالمال والبدن. وقبض اليد:عبارة عن الإمساك، كما في قوله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط }. وفي قوله: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء }. وهي حقيقة عرفية، ظاهرة من اللفظ، أو هي مجاز مشهور. "
القارئ : " ثم قال : (( ويقبضون أيديهم )) قال مجاهد : " يقبضونها عن الإنفاق في سبيل الله ". وقال قتادة : " يقبضون أيديهم عن كل خير ". فـمجاهد أشار إلى النفع بالمال، وقتادةُ أشار إلى النفع بالمال والبدن. وقبض اليد : عبارة عن الإمساك، كما في قوله تعالى : (( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط )). وفي قوله : (( وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء )) وهي حقيقة عُرفية، ظاهرة من اللفظ، أو هي مجاز مشهور " . الشيخ : طيب عندكم وهي؟ . القارئ : أو هي . الشيخ : كل النسخ الطالب : وهي . الشيخ : يعني معناه البسط هل معناه البسط حقيقة أو البسط يعني الإنفاق ؟ (( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط )) المعنى لا تمسك عن الإنفاق ولا تُبذر تبسطها كل البسط هذه هي الحقيقة العُرفية في هذا المعنى فهمتم؟ لكن لو نظرنا إلى الحقيقة الظاهرة من اللفظ لكان بسط اليد يعني مدها وقبضها يعني صمها أن تلم أصابعك فهل هذا هو المراد أو المراد الأول لأنه حقيقة عرفية أنه إذا قال فلان بسط يده في الإنفاق يعني صارت يده رخية لا يمسك نعم فيه احتمالان وكلاهما صحيح ولهذا في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يد الله ملأى سحاء ) يعني لا يستقر فيها الإنفاق ينفق دائماً إذن يقبضون أيدهم ضدها؟ الطالب : يبسطونها الشيخ : ضدها إيش ؟ يبسطونا ومعنى قبضها أي يقبضونها عن الإنفاق من المال أو بالعبارة الثانية أعم وهي يقبضونها عن كل خير وهذا قول قتادة وهو أعم نعم .
السائل : إشارة الشيخ إلى المجاز المشهور مع أن الشيخ . الشيخ : نعم . السائل : أقول : قول الشيخ :" أو هي مجاز مشهور " . الشيخ : إي نعم يعني بناء على هذا القول بناء على القول بالمجاز لكن هو يرى أنها حقيقة عرفية بمعنى أنه يرى أن اللغة العربية تعبر عن الإمساك والإنفاق بالقبض والبسط .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وبإزاء قبض أيديهم قوله في المؤمنين: {ويؤتون الزكاة} فإن الزكاة - وإن كانت قد صارت حقيقة عرفية، في الزكاة المفروضة - فإنها اسم لكل نفع للخلق: من نفع بدني، أو مالي، فالوجهان هنا كالوجهين في قبض اليد. ثم قال: {نسوا الله فنسيهم }. ونسيان الله ترك ذكره. وبإزاء ذلك في صفة المؤمنين: {ويقيمون الصلاة }. فإن الصلاة - أيضاً تعم الصلاة المفروضة، والتطوع، وقد يدخل فيها كل ذكر الله: إما لفظاً وإما معنى، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (( ما دمت تذكر الله فأنت في صلاة وإن كنت في السوق )) وقال معاذ بن جبل: (( مدارسة العلم تسبيح )). "
القارئ : " وبإزاء قبض أيديهم قوله في المؤمنين: (( ويؤتون الزكاة )) فإن الزكاة - وإن كانت قد صارت حقيقة عرفية، في الزكاة المفروضة - فإنها اسم لكل نفع للخلق " . الطالب : شرعية الشيخ : نعم الطالب : حقيقة شرعية الشيخ : إي عندكم عرفية؟ أنا عندي عرفية لكن شرعية الظاهر أحسن خليها نسخة . الطالب : لكن يا شيخ المخطوطات ما فيها شرعية يعني هذه من محمد الفقي رحمه الله فهل يا شيخ تضاف على أنها نسخ . الشيخ : المخطوطات ويش عندكم ؟ الطالب : المخطوطات كلها عرفية . الشيخ : كلها ؟ الطالب : ... . الشيخ : متى طبعت ؟ الطالب : ألف أربع مئة وسبعة يقول حقيقة شرعية . الشيخ : شرعية ألف وأربع مئة وسبعة. على كل حال هي حقيقة عرفية شرعية الآن الزكاة في العرف عندما تقول الزكاة لا يعرفون أنها النماء والزيادة يعرفون الزكاة رأسا بأنها الشرعية إي نعم القارئ : " فإنها اسم لكل نفع للخلق : من نفع بدني، أو مالي، فالوجهان هنا كالوجهين في قبض اليد. ثم قال : (( نسوا الله فنسيهم )) ونسيان الله ترك ذكره. وبإزاء ذلك في صفة المؤمنين: (( ويقيمون الصلاة )). فإن الصلاة - أيضاً تعم الصلاة المفروضة، والتطوع، وقد يدخل فيها كل ذكر الله: " . الشيخ :"كل ذكر لله" نسخة . القارئ : " وقد يدخل فيها كل ذكر الله : إما لفظاً وإما معنى، قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( ما دمت تذكر الله فأنت في صلاة وإن كنت في السوق ) وقال معاذ بن جبل : ( مدارسة العلم تسبيح ) " . الشيخ : قوله تعالى : (( نسوا الله فنسيهم )) أي تركوا ذكره ولم يقوموا بأمره فنسيهم أي تركهم وليس النسيان الذي هو ذهول القلب عن شيء معلوم من قبل فإن هذا ممتنع على الله عز وجل غاية الامتناع قال موسى صلى الله عليه وسلم لفرعون : (( علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى )) سبحانه وتعالى لكن ينسى بمعنى الترك والترك يسمى نسياناً ومنه قوله تعالى على أحد التفسيرين : (( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما )) فإن أحد القولين في الآية نسي أي : ترك ((ولم نجد له عزما)) أي : قوة على ترك ما نهيناه عنه وهذا هو الأقرب وإن كان بعض العلماء يقول : النسيان هنا الذهول وأنه لقوة وسوسة الشيطان له ومقاسمته إياه نسي وأنه في الأمم السابقة كانوا يؤاخذون بالنسيان ولهذا عاقبه الله عليه على كل حال النسيان كلما جاء في حق الله فهو بمعنى الترك طيب ثم قال : (( نسوا الله فنسيهم )) قال في المؤمنين بإزاء ذلك : (( يقيمون الصلاة )) الصلاة ذكر لله عز وجل من أول ما تدخل فيها إلى أن تسلم منها أول ما تدخل فيها تقول : الله أكبر هذا أعظم ذكر ولهذا قال : (( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ )) قال العلماء : معنى (( ولذكر الله أكبر )) أي ولذكر الله الذي تتضمنه هذه الصلاة أكبر يعني ما في الصلاة من ذكر الله أكبر وعلى هذا يكون إقامتهم للصلاة ذكر لله عز وجل في إزاء قوله في المنافقين : ((نسوا الله فنسيهم )) فالصلاة أيضا تعم الصلاة المفروضة والتطوع وقد يدخل فيها كل ذكر لله تعالى إما لفظاً وإما معنى نعم . الطالب : ثم ذكر ما . الشيخ : انتهى الوقت . الطالب : في قوله معنى ، ذكر الله معنى الشيخ : احفظها عندك إلى غد إن شاء الله.
الشيخ : هذا الذي توكل على الله هو المحق الأول اعتمد على أمور مادية محضة وهذا وإن أعين فإنه لا يثاب ولهذا نجد الآن الكفار يعتمدون على الأسباب التي جعلها الله أسباباً وينتفعون بذلك لكنهم لا يثابون على ذلك ولا تقربهم إلى الله . الطالب : قول النبي صلى الله عليه وسلم ... . الشيخ : نعم نعم إي نعم هذا صحيح لأن لم يتوكل ليس مضمونا له الحصول على المقصود ومن توكل حقا فهو مضمون له . الطالب : يستفيد الذي يتوكل على الله الضمان. الشيخ : الضمان، ما فيه سؤال يا جماعة نحن ما كملنا الآية ولا كان ما نتكلم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ثم ذكر ما وعد الله به المنافقين، والكفار: من النار، ومن اللعنة ومن العذاب المقيم، وبإزائه ما وعد المؤمنين: من الجنة والرضوان، ومن الرحمة. ثم في ترتيب الكلمات وألفاظها، أسرار كثيرة، ليس هذا موضعها، وإنما الغرض تمهيد قاعدة لما سنذكره إن شاء الله. وقد قيل: إن قوله: {ولهم عذاب مقيم} إشارة إلى ما هو لازم لهم في الدنيا والآخرة، من الآلام النفسية: غماً وحزناً ،وقسوة وظلمة قلب وجهلاً، فإن للكفر والمعاصي من الآلام العاجلة الدائمة ما الله به عليم، "
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب * اقتضاء الصراط المستقيم * : " ثم ذكر ما وعد الله به المنافقين، والكفار : من النار، ومن اللعنة ومن العذاب المقيم " . الشيخ : كيف ؟ الطالب : الإخوان عندهم إضافة يا شيخ . الشيخ : ... قبلها ولا ؟ الطالب : لا. قبلها . الشيخ : قبلها ثم ذكر ما وعد، نعم ثم ذكر ابدأ من جديد . القارئ : " ثم ذكر ما وعد الله به المنافقين، والكفار : من النار، ومن اللعنة ومن " . الطالب : في الآخرة الشيخ : في الآخرة نعم ما أشار إليها في الحاشية ؟ القارئ : إلا أشار . الشيخ : طيب ماشي . القارئ : " ومن اللعنة ومن العذاب المقيم وبإزائه ما وعد المؤمنين: من الجنة والرضوان، ومن الرحمة. ثم في ترتيب الكلمات وألفاظها، أسرار كثيرة، ليس هذا موضعها، وإنما الغرض تمهيد قاعدة لما سنذكره إن شاء الله " . الشيخ : الله يغفر له الشيخ رحمه الله دائما يقول ليس هذا موضعها نعم فإما أن يكون قد كتبها فيما سبق أو أنه يريد أن يتكلم عليها منفردة لكن نحن الفقراء إلى هذا العلم يفوتنا هذا الشيء والظاهر أن قوله : " أسرار كثيرة " أن فيها أشياء كثيرة ما هي يعني فائدتان ولا ثلاثة ولا أربعة لكن نشكو إلى الله هو يشبه من بعض الوجوه من ؟ ابن حجر في * فتح الباري * . الطالب : تقدم وسيأتي . الشيخ : وسيأتي ولا وتقدم رحمهما الله جزاهما الله خيرا ، نعم . القارئ : " ثم في ترتيب الكلمات وألفاظها، أسرار كثيرة، ليس هذا موضعها، وإنما الغرض تمهيد قاعدة لما سنذكره إن شاء الله وقد قيل : إن قوله : (( ولهم عذاب مقيم )) إشارة إلى ما هو لازم لهم في الدنيا والآخرة، من الآلام النفسية: غماً وحزناً ، وقسوة وظلمة قلب وجهلاً، فإن للكفر والمعاصي من الآلام العاجلة الدائمة ما الله به عليم " . الشيخ : الله أكبر هذا صحيح يعني الإنسان العاصي مهما بلغت النعمة عنده في الدنيا فإنه في غم شديد لا شك لأنه يذكر زوال هذه النعم أو أن يزول هو عنها ولهذا قال بعض السلف : " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف " يعني ما نحن فيه من نعيم القلب وسرور النفس وهذا هو مقتضى قوله تعالى : (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً )) فأطيب الناس عيشا في الدنيا هم ذوو الإيمان والعمل الصالح اللهم اجعلنا منهم . الطالب : آمين ، آمين
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ولهذا تجد غالب هؤلاء لا يطيبون عيشهم إلا بما يزيل العقل ، ويلهي القلب ومن تناول مسكر ، أو رؤية ملهٍ ، أو سماع مطرب ، ونحو ذلك وبإزاء ذلك قوله في المؤمنين : { أولئك سيرحمهم الله } فإن الله يعجل للمؤمنين من الرحمة في قلوبهم ، وغيرها بما يجدونه من حلاوة الإيمان ويذوقونه من طعمه ، وانشراح صدورهم للإسلام ، إلى غير ذلك من السرور بالإيمان ، والعلم ، والعمل الصالح بما لا يمكن وصفه "
القارئ : " ولهذا تجد غالب هؤلاء لا يطيبون عيشهم إلا بما يزيل العقل ، ويلهي القلب ومن تناول " الشيخ : من القارئ : " من تناول مسكر ، أو رؤية ملهٍ ، أو سماعٍ مطرب ، ونحو ذلك " الشيخ : سماع مطرب القارئ : أو سماعِ مطرب الشيخ : نعم القارئ : " أو سماعِ مطرب ونحو ذلك وبإزاء ذلك قوله في المؤمنين : (( أولئك سيرحمهم الله )) فإن الله يُعجل للمؤمنين من الرحمة في قلوبهم ، وغيرها بما يجدونه من حلاوة الإيمان ويذوقونه من طعمه ، وانشراح صدورهم للإسلام ، إلى غير ذلك من السرور بالإيمان ، والعلم ، والعمل الصالح بما لا يُمكن وصفه " . الشيخ : نعم وهذا يؤخذ من قوله : (( أولئك سيرحمهم الله )) والسين تفيد التحقيق والقرب وأول رحمة لهم ما يحصل من انشراح الصدر للإسلام ونور القلب بالعلم والإيمان وغير ذلك مما يؤمله الإنسان من ربه عز وجل وما حصل له من النعمة العظيمة في الإيمان والعمل الصالح نعم . الطالب : العلم النافع الشيخ : نعم الطالب : العلم النافع الشيخ : ما عندنا اسم النافع ما هي موجودة . القارئ : أشار إليها في الحاشية . الشيخ : طيب .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقال سبحانه في تمام خبر المنافقين : { كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوةً وأكثر أموالًا وأولادًا } وهذه الكاف قد قيل : إنها رفع خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : أنتم كالذين من قبلكم . وقيل : إنها نصب بفعل محذوف تقديره : فعلتم كالذين من قبلكم ، كما قال النمر بن تولب: " كاليوم مطلوبا ولا طالبا "
أي : لم أر كاليوم ، والتشبيه - على هذين القولين - في أعمال الذين من قبل ، وقيل : إن التشبيه في العذاب ثم قيل : العامل محذوف ، أي : لعنهم وعذبهم كما لعن الذين من قبلكم ، وقيل - وهو أجود - : بل العامل ما تقدم ، أي : وعد الله المنافقين كوعد الذين من قبلكم ، ولعنهم كلعن الذين من قبلكم ، ولهم عذاب مقيم كالذين من قبلكم أو محلها نصب ، ويجوز أن يكون رفعا ، أي : عذاب كعذاب الذين من قبلكم .
وحقيقة الأمر على هذا القول : أن الكاف تناولها عاملان ناصبان ، أو ناصب ورافع ، من جنس قولهم : أكرمت وأكرمني زيد ، والنحويون لهم فيما إذا لم يختلف العامل ، كقولك أكرمت وأعطيت زيدا - قولان : أحدهما : وهو قول سيبويه وأصحابه : أن العامل في الاسم هو أحدهما وأن الآخر حذف معموله؛ لأنه لا يرى اجتماع عاملين على معمول واحد .
والثاني: قول الفراء وغيره من الكوفيين: أن الفعلين عملا في هذا الاسم، وهو يرى أن العاملين يعملان في المعمول الواحد."
القارئ : " وقال سبحانه في تمام خبر المنافقين : (( كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوةً وأكثر أموالًا وأولادًا )) وهذه الكاف قد قيل : إنها رفع خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : أنتم كالذين من قبلكم . وقيل : إنها نصب بفعل محذوف تقديره : فعلتم كالذين من قبلكم ، كما قال النمر بن تولب : كاليوم مطلوبا ولا طالبا أي : لم أر كاليوم ، والتشبيه - على هذين القولين - في أعمال الذين من قبل ، وقيل : إن التشبيه في العذاب ثم قيل : العامل محذوف ، أي : لعنهم وعذبهم كما لعن الذين من قبلكم ، وقيل - وهو أجود - : بل العامل ما تقدم ، أي : وعد الله المنافقين كوعد الذين من قبلكم ، ولعنهم كلعن الذين من قبلكم ، ولهم عذاب مقيم كالذين من قبلكم أو محلها نصب ، ويجوز أن يكون رفعا ، أي : عذاب كعذاب الذين من قبلكم . وحقيقة الأمر على هذا القول : أن الكاف تناولها عاملان ناصبان ، أو ناصب ورافع ، من جنس قولهم : أكرمت وأكرمني زيد ، والنحويون" الشيخ : إيش، إيش القارئ : " والنحْويون لهم فيما إذا لم يختلف العامل ، كقولك أكرمت وأعطيت زيداً - قولان : أحدهما : وهو قول سيبويه وأصحابه : أن العامل في الاسم هو أحدهما وأن الآخر حُذف معموله، لأنه لا يرى اجتماع عاملين على معمول واحد " .