التعليق على قول المصنف: " والنحويون لهم فيما إذا لم يختلف العامل ، كقولك أكرمت وأعطيت زيدا قولان أحدهما: وهو قول سيبويه وأصحابه - أن العامل في الاسم هو أحدهما، وأن الآخر حذف معموله، لأنه لا يرى اجتماع عاملين على معمول واحد. والثاني: قول الفراء وغيره من الكوفيين: أن الفعلين عملا في هذا الاسم وهو يرى أن العاملين يعملان في المعمول الواحد. "
القارئ : " من قبلكم ، وقيل - وهو أجود - : بل العامل ما تقدم ، أي : وعد الله المنافقين كوعد الذين من قبلكم ، ولعنهم كلعن الذين من قبلكم ، ولهم عذاب مقيم كالذين من قبلكم أو محلها نصب ، ويجوز أن يكون رفعا ، أي : عذاب كعذاب الذين من قبلكم . وحقيقة الأمر على هذا القول : أن الكاف تناولها عاملان ناصبان ، أو ناصب ورافع ، من جنس قولهم : أكرمت وأكرمني زيد ، والنحويون" الشيخ : إيش إيش؟ القارئ : " والنحْويون لهم فيما إذا لم يختلف العامل ، كقولك أكرمت وأعطيت زيدا - قولان : أحدهما : وهو قول سيبويه وأصحابه : أن العامل في الاسم هو أحدهما وأن الآخر حذف معموله، لأنه لا يرى اجتماع عاملين على معمول واحد . والثاني : قول الفراء وغيره من الكوفيين : أن الفعلين عملا في هذا الاسم وهو يرى أن العاملين يعملان في المعمول الواحد " . الشيخ : أيهما أصح ؟ القارئ : الأول . الشيخ : الثاني لدينا قاعدة في اختلاف النحويين وهي أن نتبع الأسهل ما لم يأباه المعنى وهنا لا يأباه المعنى إذا قلت قدمت وأكرمت زيداً ما المانع أن يعمل قدمت وأكرمت في زيد لأن التقديم والإكرام كلاهما وقعا عليه أما أن أقول لا أكرمت زيدا هي العامل وحذف من الأول المفعول وأصله قدمته وأكرمت زيدا من قال هذا ؟ الأصل عدم الحذف ثم لو جاء السياق بهذا الأسلوب لكان ركيكاً قدمته وأكرمت زيدا هذا ركيك فأنا أرى رأي الكوفيين في هذا أنه أي المفعول مفعول للفعلين جميعاً ولا بأس أن يجي عامل ثالث مثل قدمت وأكرمت وأعطيت وأهديت وهات . الطالب : وهبت . الشيخ : وهبت . الطالب : وأوصيت . الشيخ : يكون معمول للعاملات كلها ويش المانع ؟ الطالب : شيخ الرفع والنصب الشيخ : نعم الطالب : الرفع والنصب الشيخ : الرفع والنصب هذا ينظر فيه لكن إذا أمكن ولهذا قلنا ما لم يأباه المعنى فإن أباه فلا يمكن طيب .
الشيخ : في هذا البحث الذي بحثه الشيخ رحمه الله دليل على أن الرجل متبحر في العلوم كلها رحمه الله وهو كذلك من قرأ كتبه علم أن الرجل متبحر في العلوم وقد بحث ابن القيم رحمه الله في كتابه * بدائع الفوائد * وهو كتاب قيم يصلح لطالب العلم أربعة أجزاء في مجلدين * بدائع الفوائد * بحث على السر في حمد ومدح الحروف واحدة ثلاثة لكن اختلف الترتيب بينها فاختلف المعنى اختلافا عظيما وأطنب في ذلك وأطال ثم قال : " وكان شيخنا رحمه الله يعني به ابن تيمية إذا تكلم في هذا أتى بالعجب العجاب " ولكنه كما قيل : " تألق البرق نجديا فقلت له *** إليك عني فإني عنك مشغول " بماذا ؟ بما هو أهم من مقارعة الفلاسفة والمناطقة والمتكلمين وغيرهم مو رايح يبحث في مسائل النحو وكان أبو حيان صاحب * البحر المحيط * يحبه حباً شديداً وذكر فيه قصيدة عصماء عظيمة حتى غلا فيه وقال : " قام ابن تيمية في نصر شرعتنا *** مقام سيد تيم إذ عصت مضر " يعني به من ؟ أبا بكر يقول شيخ الإسلام حفظ الله به الأمة الإسلامية كما حفظ الأمة الإسلامية بأبي بكر يوم الردة وهي قصيدة مشهورة ولما قدم شيخ الإسلام مصر بطبيعة الحب جاء الرجل إلى شيخ الإسلام يسلم عليه ويحتفي به وتناظر معه في مسألة من مسائل النحو وأبو حيان من علماء النحو يعتد به ويؤخذ بقوله ليس بالهين فاحتج عليه أبو حيان بالكتاب الكتاب المعرف بأل الذي إذا أطلق فهو عند جميع النحويين كتاب سيبويه أل للعهد الذهني الذي لا تفر من الأذهان قال : إن سيبويه ذكر في الكتاب كذا وكذا خلافاً لقول شيخ الإسلام ابن تيمية فقال له ابن تيمية : " إن سيبويه ليس نبي النحو حتى يجب علينا أن نأخذ بقوله وإنه قد غلط في كتابه هذا في أكثر من ثمانين موضعاً لا يعرفها أنت ولا هو " انتهينا نعم بعد ذلك صار بينهم شيء فأبدل القصيدة الأولى المدح والثناء أبدلها بقصيدة هجاء والعياذ بالله غفر الله لهم جميعا أنا قصدي بهذا أن الله سبحانه وتعالى أعطى شيخ الإسلام رحمه الله علماً قال عنه شيخنا محمد بن عبد العزيز المطوع أحد تلاميذ شيخنا الكبير والذي أخذنا أول علمنا على يده رحمه الله أعني المطوع قال رحمه الله تعالى في شيخ الإسلام ابن تيمية : " إن الرجل قد ألين له يعني العلم كما ألين الحديد لداود " وهذا صحيح شيخ الإسلام رحمه الله عنده من العلوم الشيء الكثير نسأل الله التوفيق وقال أيضاً شيخنا أعني محمد بن عبد العزيز المطوع : " إن هذا الرجل يعتبر ما أعطاه الله من العلم من الكرامات " لأنه فوق طاقة البشر يعني إذا قرأت سبحان الله أحيانا يسرد لك وهو عن ظهر قلب يسرد لك عشرين كتاب قال هذا في الكتاب الفلاني والفلاني والفلاني من كتب الفلاسفة والمناطقة شيء عجيب يا أخي الواحد يتحير سبحان الله نعم، المهم أن قولنا الذي نراه راجحا هو أن يتوارد عاملان فأكثر إيش ؟ على معمول واحد ولا بأس في ذلك فخذ به تجده مريحاً نعم . الطالب : ترى فيه بيت يا شيخ في هذا .
سؤال: إذا قرأ طالب العلم في كتب شيخ الإسلام أشياء لا يفهمها فهل يمرها ؟
السائل : كتب شيخ الإسلام لا شك في نفعها لكن أحيانا الطالب إذا قرأها يصاب بالإحباط لأنه يمر عليه أبواب كثيرة ما يفهمها فهل الإنسان يمرها ؟ الشيخ : أنت ماذا ترى لو أننا ألقينا شخصا لا يعرف السباحة في البحر ؟ السائل : يغرق . الشيخ : خلاص، الشيء الصعب اتركه حتى ترتقي ولا حقيقة أحيانا الواحد يردد العبارة ما يعرفها لكن إذا تمرن الإنسان على كتبه صار يفهمها جيدا . السائل : يعني هل الإنسان أن يقرأها ولو لم يفهمها حتى يتمرن عليها . الشيخ : لا لا اقرأ الفتاوي أولا الفتاوي سهلة كل يعرفها . السائل : لشيخ الإسلام . الشيخ : إي نعم سهلة لكن فيها مآخذ جيدة نعم .
سؤال: كيف توجيه كلام ابن القيم كنا إذا أصابنا هم وغم وحزن نذهب لشيخ الإسلام فنرتاح؟
السائل : شيخ بارك الله فيك البحث الذي بحثه شيخ الإسلام وهو كذلك أن المؤمن والعابد أنه يسعده الله عز وجل في الدنيا ويكون مسرور النفس ... ابن قيم الجوزية يقول : " كنا عندما تضيق علينا الدنيا وتضيق قلوبنا وصدرونا نذهب إلى شيخ الإسلام ونرتاح " فهذا من الحادث الذي كان يحدث لهم يعني كيف نوجهه مع كلام شيخ الإسلام ؟ الشيخ : لا إله إلا الله الرسول ما هو بيحزن ويغتم ما هو جلس لما جاءه خبر جعفر بن أبي طالب جالس في المسجد وحده مستوحشا والناس يمرون عنده وهو يعني ليس على العادة المعروفة أحيانا مو معناه أن يصير الإنسان دائما في نعيم هذه المصائب تكون نعيما للمؤمن لأنه يعلم أنه سوف إيش ؟ يؤجر عليها ولهذا " أصيبت أظنها رابعة العدوية أصيب أصبعها ما أدري قطع أو جرح فلم تهتم به فقيل لها : ما ذاك ؟ قالت : إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها " هؤلاء الحقيقة الذين اختارهم الله عز وجل تكون المصائب عندهم نعماً لأنهم يتنعمون بها يرون ألم الجسد لا بد أن يزول مهما كان الغم القلبي لا بد أن يزول الإنسان يفرح في أول النهار ثم يغتم في وسطه ثم يفرح في آخره أليس كذلك هذا هم يرون أن هذا الغم الذي أصابهم هو نعمة لأنهم إذا وفقوا للصبر عليه صار أجراً ودرجات . السائل : يا شيخ جاني الإشكال لأنه يقول إذا ذهبنا إلى شيخ الإسلام . الشيخ : نعم نعم لا بد من هذا لا بد من هم وغم . السائل : يقول ذهب هذا يعني ربطه على أنه كان له من العلم. الشيخ : على كل حال شيخ الإسلام لا شك أن مجالسه يمكن إذا رآهم مغتمين أو مهتمين أورد عليهم من النصوص ما يزيل ذلك عنهم انتهى الوقت .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وعلى هذا اختلافهم في نحو قوله: { عن اليمين وعن الشمال قعيدٌ }. وأمثاله .فعلى قول الأولين يكون التقدير: وعد الله المنافقين النار كوعد الذين من قبلكم ولهم عذاب مقيم، كالذين من قبلكم، أو كعذاب الذين من قبلكم، ثم حذف اثنان من هذه المعمولات؛ لدلالة الآخر عليهما وهم يستحسنون حذف الأولين.
وعلى القول الثاني يمكن أن يقال: الكاف المذكورة بعينها هي المتعلقة بقوله: وعد وبقوله: ولعن وبقوله: { ولهم عذابٌ مقيمٌ }، لأن الكاف لا يظهر فيها إعراب، وهذا على القول بأن عمل الثلاثة النصب ظاهر.
وإذا قيل : إن الثالث يعمل الرفع ؛ فوجهه : أن العمل واحد في اللفظ ، إذ التعلق تعلق معنوي لا لفظي .
وإذا عرفت أن من الناس من يجعل التشبيه في العمل، ومنهم من يجعل التشبيه في العذاب، فالقولان متلازمان إذ المشابهة في الموجب تقتضي المشابهة في الموجب، وبالعكس فلا خلاف معنوي بين القولين.
وكذلك ما ذكرناه من اختلاف النحويين في وجوب في الحذف وعدمه - إنما هو اختلاف في تعليلات ومآخذ، لا تقتضي اختلافا لا في إعراب ولا في معنى ؛ فإذن : الأحسن أن تتعلق الكاف بمجموع ما تقدم : من العمل والجزاء ، فيكون التشبيه فيهما لفظا.
وعلى القولين الأولين: يكون قد دل على أحدهما لفظا، على الآخر لزوما.
وإن سلكت طريقة الكوفيين - على هذا - كان أبلغ وأحسن؛ فإن لفظ الآية يكون قد دل على المشابهة في الأمرين من غير حذف، وإلا فيضمر: حالكم كحال الذين من قبلكم، ونحو ذلك، وهو قول من قدره: أنتم كالذين من قبلكم ولا يسع هذا المكان بسطا أكثر من هذا فإن الغرض متعلق بغيره."
القارئ : نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب * اقتضاء الصراط المستقيم * : " وعلى هذا اختلافهم في نحو قوله : (( عن اليمين وعن الشمال قعيدٌ )) وأمثاله فعلى قول الأولين يكون التقدير : وعد الله المنافقين النار كوعد الذين من قبلكم ولهم عذاب مقيم، كالذين من قبلكم، أو كعذاب الذين من قبلكم، ثم حُذف " . الطالب : ... الشيخ : نعم . الطالب : ولعنهم كلعن الذين من قبلكم. الشيخ : كلعن الذين الطالب : نعم الشيخ : وعد الله المنافقين النار كوعد الذين من قبلكم ولهم عذاب مقيم، كالذين من قبلكم . الطالب : عندي: بعد وعد الله المنافقين النار كوعد الذين من قبلكم ولعنهم كلعن الذين من قبلكم الشيخ : ساقطة عندنا إذن نلحقها ولعنهم . الطالب : كلعن الذين من قبلكم القارئ : بعد أي جملة هذه يا شيخ الشيخ : نعم القارئ : بعد أي جملة نضعها ؟ الطالب : "وعد الله المنافقين النار كوعد الذين من قبلكم ولعنهم كلعن الذين من قبلكم " الشيخ : كلعن الذين من قبلكم . نعم القارئ : " فعلى قول الأولين يكون التقدير : وعد الله المنافقين النار كوعد الذين من قبلكم ولعنهم كلعن الذين من قبلكم ولهم عذاب مقيم، كالذين من قبلكم، أو كعذاب الذين من قبلكم، ثم حذف اثنان من هذه المعمولات، لدلالة الآخر عليهما وهم يستحسنون حذف الأولين. وعلى القول الثاني يمكن أن يُقال: الكاف المذكورة بعينها هي المتعلقة بقوله: وعد وبقوله : ولعن وبقوله : (( ولهم عذابٌ مقيمٌ )) لأن الكاف لا يظهر فيها إعراب، وهذا على القول بأن عمل الثلاثة النصب ظاهر." الشيخ : النصبَ، النصبَ القارئ : " وهذا على القول بأن عمل الثلاثة النصب ظاهر وإذا قيل : إن الثالث يعمل الرفع ، فوجهه : أن العمل واحد في اللفظ ، إذ التعلق تعلق معنوي لا لفظي . وإذا عرفت أن من الناس من يجعل التشبيه في العمل، ومنهم من يجعل التشبيه في العذاب، فالقولان متلازمان إذ المشابهة في الموجب تقتضي المشابهة في الموجب، وبالعكس فلا خلاف معنوي بين القولين. وكذلك ما ذكرناه من اختلاف النحويين في وجوب الحذف وعدمه - إنما هو اختلاف في تعليلات ومآخذ، لا تقتضي اختلافاً لا في إعراب ولا في معنى". الشيخ : لا يقتضي القارئ : سم الشيخ : لا يقتضي اختلفاً ، "إنما هو اختلاف في تعليلات ومآخذ لا يقتضي اختلافاً لا في إعراب ولا في معنى" . القارئ : نسخة ؟ الشيخ : نسخة . القارئ : " إنما هو اختلاف في تعليلات ومآخذ، لا يقتضي اختلافاً لا في إعراب ولا في معنى ، فإذن : الأحسن أن تتعلق الكاف بمجموع ما تقدم : من العمل والجزاء ، فيكون التشبيه فيهما لفظاً. وعلى القولين الأولين: يكون قد دل على أحدهما لفظاً، وعلى الآخر لزوما. وإن سلكت طريقة الكوفيين على هذا كان أبلغ وأحسن" الشيخ : وإن هاه القارئ : وإن الشيخ : وإن سلكت القارئ : نعم " وإن سلكت طريقة الكوفيين على هذا كان أبلغ وأحسن فإن لفظ الآية يكون قد دل على المشابهة في الأمرين من غير حذف، وإلا فيضمر حالكم كحال الذين من قبلكم، ونحوُ ذلك، وهو قول من قدره : أنتم كالذين من قبلكم ولا يسع هذا المكان بسطاً أكثر من هذا فإن الغرض متعلق بغيره وهذه المشابهة في هؤلاء" . الشيخ : نقول لأحمد بن عبد الحليم يكفي جزاك الله خير .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وهذه المشابهة في هؤلاء بإزاء ما وصف الله به المؤمنين من قوله : { ويطيعون الله ورسوله } فإن طاعة الله ورسوله تنافي مشابهة الذين من قبل قال سبحانه: { كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوةً وأكثر أموالًا وأولادًا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا }.
فالخطاب في قوله : { كانوا أشد منكم قوةً } وقوله : { فاستمتعتم } إن كان للمنافقين ، كان من باب خطاب التلوين والالتفات ، وهذا انتقال من المغيب إلى الحضور ، كما في قوله : { الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. إياك نعبد } ثم حصل الانتقال من الخطاب إلى المغيب في قوله: { أولئك حبطت أعمالهم } "
القارئ : " وهذه المشابهة في هؤلاء بإزاء ما وصف الله به المؤمنين من قوله : (( ويطيعون الله ورسوله )) فإن طاعة الله ورسوله تنافي مشابهة الذين من قبل قال سبحانه : (( كالذين من قبلكم كانوا أشدّ منكم قوةً وأكثر أموالًا وأولادًا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا )) " . الشيخ : استمتعوا بخلاقهم يعني نصيبهم يعني الخلاق هو النصيب كما قال تعالى : (( ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق )) أي من نصيب . القارئ : " فالخطاب في قوله : (( كانوا أشد منكم قوةً )) وقوله : (( فاستمتعتم )) إن كان للمنافقين ، كان من باب خطاب التلوين والالتفات ، وهذا انتقال من المغيب إلى الحضور ، كما في قوله : (( الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. إياك نعبد )) ثم حصل الانتقال من الخطاب إلى المغيّب في قوله : (( أولئك حبطت أعمالهم )) وكما في قوله " .. الشيخ : قوله : (( الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. إياك نعبد )) مقتضى السياق أن يُقال إياه نعبد لكنه انتقل من التحدث عن الغائب إلى التحدث للمخاطب ووجه ذلك : أن التحدث عن الغائب بما ذُكر يدل على العظمة الحمد لله رب العالمين فإنه أبلغ من الحمد لك ولما استحضرت عظمة الله عز وجل ووصفته بالأوصاف التي تقتضي أن يكون قريباً منك بما أثنيت عليه من الأوصاف قلت : (( إياك نعبد )) فكأنك تخاطبه مخاطبة الحاضر (( إياك نعبد وإياك نستعين )) ثم انتقل المؤلف من الآية حصل الانتقال من الخطاب إلى المغيب في قوله : (( أولئك حبطت أعمالهم )) .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وكما في قوله : { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيبةٍ وفرحوا بها } وقوله: { وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون } فإن الضمير في قوله: { أولئك حبطت أعمالهم } الأظهر أنه عائد إلى المستمتعين الخائضين من هذه الأمة كقوله - فيما بعد -: { ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم } وإن كان الخطاب لمجموع الأمة المبعوث إليها، فلا يكون الالتفات إلا في الموضع الثاني . وأما قوله : { فاستمتعوا بخلاقهم } ففي تفسير عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله : { فاستمتعوا بخلاقهم } قال : بدينهم ويروى ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه وروي عن ابن عباس: بنصيبهم من الآخرة في الدنيا، وقال آخرون : بنصيبهم من الدنيا . قال أهل اللغة: الخلاق: هو النصيب والحظ، كأنه ما خلق للإنسان، أي ما قدر له، كما يقال: القسم لما قسم له ، والنصيب لما نصب له ، أي أثبت .
ومنه قوله تعالى: { ما له في الآخرة من خلاقٍ } أي : من نصيب ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما يلبس الحرير من لا خلاق له في الآخرة " .
والآية تعم ما ذكره العلماء جميعهم ، فإنه سبحانه قال : { كانوا أشد منكم قوةً وأكثر أموالًا وأولادًا } ، فتلك القوة التي كانت فيهم كانوا يستطيعون أن يعملوا بها للدنيا والآخرة ، وكذلك أموالهم وأولادهم ، وتلك القوة والأموال والأولاد: هو الخلاق ، فاستمتعوا بقوتهم وأموالهم وأولادهم في الدنيا، ونفس الأعمال التي عملوها بهذه القوة والأموال : هي دينهم ، وتلك الأعمال ، لو أرادوا بها الله، والدار الآخرة ؛ لكان لهم ثواب في الآخرة عليها ، فتمتعهم بها أخذ حظوظهم العاجلة بها ، فدخل في هذا من لم يعمل إلا لدنياه سواء كان جنس العمل من العبادات ، أو غيرها .
ثم قال سبحانه: { فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا } وفي الذي وجهان: أحسنهما أنها صفة المصدر، أي كالخوض الذي خاضوه فيكون العائد محذوفا كما في قوله : { مما عملت أيدينا } وهو كثير فاش في اللغة، والثاني : أنه صفة الفاعل ، أي : كالفريق أو الصنف أو الجيل الذي خاضوا ، كما لو قيل : كالذين خاضوا ."
القارئ : " وكما في قوله : (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم )) " . الشيخ : عندي كما في قوله ما في واو . القارئ : لا عندي فيه واو . الشيخ : ها . الطالب : ما عندي واو . الشيخ : الظاهر أن الواو ما لها داعي . القارئ : كما في قوله حتى . الشيخ : يصح الواو لأنه قال كما في قوله : (( الرحمن الرحيم )) يعني يمكن يقول وكما في قوله : (( حتى إذا )) . القارئ : " كما في قوله : (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيبةٍ وفرحوا بها )) ". الشيخ : مقتضى السياق (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين )) بكم (( بريح طيبة )) وفرحتم بها . القارئ : " وقوله: (( وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون )) فإن الضمير في قوله : (( أولئك حبطت أعمالهم )) الأظهر أنه عائد إلى المستمتعين الخائضين من هذه الأمة كقوله - فيما بعد -: (( ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم )) وإن كان الخطاب لمجموع الأمة المبعوث إليها، فلا يكون الالتفات إلا في الموضع الثاني واما قوله : (( فاستمتعوا بخلاقهم )) ففي تفسير عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله : (( فاستمتعوا بخلاقهم )) قال : بدينهم ويروى ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه وروي عن ابن عباس : بنصيبهم من الآخرة في الدنيا، وقال آخرون : بنصيبهم من الدنيا . قال أهل اللغة : الخلاق: هو النصيب والحظ، كأنه ما خُلق للإنسان، أي ما قُدر له، كما يقال: القسم لما قسم له ، والنصيب لما نُصب له ، أي أُثبت . ومنه قوله تعالى : (( ما له في الآخرة من خلاقٍ )) أي : من نصيب ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما يلبس الحرير من لا خلاق له في الآخرة ) . والآية تعم ما ذكره العلماء جميعهم ، فإنه سبحانه قال" الشيخ : والآية والآية أعد القارئ : " والآية تعم ما ذكره العلماء جميعهم فإنه سبحانه قال : (( كانوا أشد منكم قوةً وأكثر أموالًا وأولادًا )) ، فتلك القوة التي كانت فيهم كانوا يستطيعون أن يعملوا بها للدنيا والآخرة ، وكذلك أموالهم وأولادهم ، وتلك القوة والأموال والأولاد : هو الخلاق ، فاستمتعوا بقوتهم وأموالهم وأولادهم في الدنيا، ونفس الأعمال التي عملوها بهذه القوة والأموال : هي دينهم ، وتلك الأعمال ، لو أرادوا بها الله، والدار الآخرة ، لكان لهم ثواب في الآخرة عليها ، فتمتعهم بها أخذ حظوظهم العاجلة بها " الشيخ : العاجلة القارئ : بالتسكين الشيخ : عندكم كذا ، فدخل في هذا القارئ : أكمل الشيخ : فدخل في هذا نعم القارئ : " فدخل في هذا من لم يعمل إلا لدنياه سواء كان جنس العمل من العبادات ، أو غيرها. ثم قال سبحانه : (( فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا )) وفي الذي وجهان : أحسنهما أنها صفة المصدر، أي كالخوض الذي خاضوه فيكون العائد محذوفاً كما في قوله : (( مما عملت أيدينا )) وهو كثير فاش في اللغة " . الشيخ :(( مما عملت أيدينا )) أصلها ، ويش المحذوف ؟ الطالب : عملته الشيخ : عملته نعم . القارئ : " والثاني : أنه صفة الفاعل ، أي : كالفريق أو الصنف أو الجيل الذي خاضوه " . الشيخ : الذي خاضوا ما به ضمير . القارئ : نشيله يا شيخ ؟ الشيخ : إي شيلوه . القارئ : " أو الجيل الذي خاضوا كما لو قيل : كالذين خاضوا " .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وجمع سبحانه بين الاستمتاع بالخلاق ، وبين الخوض ، لأن فساد الدين إما أن يقع بالاعتقاد الباطل ، والتكلم به ، أو يقع في العمل بخلاف الاعتقاد الحق .
والأول: هو البدع ونحوها.
والثاني: فسق الأعمال ونحوها.
والأول: من جهة الشبهات .
والثاني: من جهة الشهوات .
ولهذا كان السلف يقولون : احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه ، وصاحب دنيا أعمته دنياه .
وكانوا يقولون : احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون فهذا يشبه المغضوب عليهم ، الذين يعلمون الحق ولا يتبعونه وهذا يشبه الضالين الذين يعملون بغير علم .
ووصف بعضهم أحمد بن حنبل فقال : " رحمه الله ، عن الدنيا ما كان أصبره ، وبالماضين ما كان أشبهه ، أتته البدع فنفاها والدنيا فأباها ".
وقد وصف الله أئمة المتقين فقال: { وجعلنا منهم أئمةً يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون } فبالصبر تترك الشهوات وباليقين تدفع الشبهات. ومنه قوله: { وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر } وقوله: { واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار }.
ومنه الحديث المرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب البصر الناقد عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات ".
فقوله سبحانه : { فاستمتعتم بخلاقكم } إشارة إلى اتباع الشهوات ، وهو داء العصاة ، وقوله : { وخضتم كالذي خاضوا } إشارة إلى اتباع الشبهات ، وهو داء المبتدعة وأهل الأهواء والخصومات ، وكثيرا ما يجتمعان ، فقل من تجد في اعتقاده فسادا إلا وهو يظهر في عمله .
وقد دلت الآية على أن الذين كانوا من قبل استمتعوا وخاضوا، وهؤلاء فعلوا مثل أولئك.
ثم قوله : { فاستمتعتم } و { وخضتم } خبر عن وقوع ذلك في الماضي وهو ذم لمن يفعله ، إلى يوم القيامة ، كسائر ما أخبر الله به عن الكفار والمنافقين ، عند مبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنه ذم لمن حاله كحالهم إلى يوم القيامة ، وقد يكون خبرا عن أمر دائم مستمر ؛ لأنه - وإن كان بضمير الخطاب - فهو كالضمائر في نحو قوله : اعبدوا و اغسلوا و { اركعوا واسجدوا } و آمنوا كما أن جميع الموجودين في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وبعده إلى يوم القيامة مخاطبون بهذا الكلام ؛ لأنه كلام الله ، وإنما الرسول مبلغ له . وهذا مذهب عامة المسلمين - وإن كان بعض من تكلم في أصول الفقه اعتقد أن الضمير إنما يتناول الموجودين حين تبليغ الرسول وأن سائر الموجودين دخلوا : إما بما علمناه بالاضطرار من استواء الحكم ، كما لو خاطب النبي صلى الله عليه وسلم واحدا من الأمة ، وإما بالسنة ، وإما بالاجماع ، وإما بالقياس ، فيكون : كل من حصل منه هذا الاستمتاع والخوض مخاطبا بقوله : { فاستمتعتم } و { وخضتم } وهذا أحسن القولين."
القارئ : " وجمع سبحانه بين الاستمتاع بالخلاق ، وبين الخوض ، لأن فساد الدين إما أن يقع بالاعتقاد الباطل ، والتكلم به ، أو يقع في العمل بخلاف الاعتقاد الحق . والأول : هو البدع ونحوها. والثاني : فسق الأعمال ونحوها. والأول : من جهة الشبهات . والثاني : من جهة الشهوات . ولهذا كان السلف يقولون : احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه ، وصاحب دنيا أعمته دنياه . وكانوا يقولون : احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون فهذا يشبه المغضوب عليهم ، الذين يعلمون الحق ولا يتبعونه وهذا يشبه الضالين الذين يعملون بغير علم . ووصف بعضهم أحمد بن حنبل فقال : رحمه الله عن الدنيا ما كان أصبره ، وبالماضين ما كان أشبهه ، أتته البدع فنفاها والدنيا فأباها . وقد وصف الله أئمة المتقين فقال : (( وجعلنا منهم أئمةً يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) فبالصبر تترك الشهوات وباليقين تدفع الشبهات. ومنه قوله : (( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) وقوله : (( أولي الأيدي والأبصار )). ومنه الحديث المرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب البصر الناقد عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات ). فقوله سبحانه : (( فاستمتعتم بخلاقكم )) إشارة إلى اتباع الشهوات ، وهو داء العصاة ، وقوله : (( وخضتم كالذي خاضوا )) إشارة إلى اتباع الشبهات ، وهو داء المبتدعة وأهل الأهواء والخصومات ، وكثيراً ما يجتمعان ، فقل من تجد في اعتقاده فساداً إلا وهو يظهر في عمله . وقد دلت الآية على أن الذين من قبل استمتعوا وخاضوا، وهؤلاء فعلوا مثل أولئك. ثم قوله : (( فاستمتعتم )) و(( وخضتم )) خبر عن وقوع ذلك في الماضي وهو ذم لمن يفعله ، إلى يوم القيامة ، كسائر ما أَخبر الله به عن الكفار والمنافقين عند مبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنه ذم لمن حاله كحالهم إلى يوم القيامة ، وقد يكون خبراً عن أمر دائم مستمر ، لأنه - وإن كان بضمير الخطاب - فهو كالضمائر في نحو قوله : اعبدوا واغسلوا و(( اركعوا واسجدوا )) وآمنوا كما أن جميع الموجودين في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وبعده إلى يوم القيامة مخاطبون بهذا الكلام ، لأنه كلام الله ، وإنما الرسول مبلغ له . وهذا مذهب عامة المسلمين - وإن كان بعض من تكلم في أصول الفقه اعتقد أن الضمير إنما يتناول الموجودين حين تبليغ الرسول وأن سائر الموجودين دخلوا : إما بما علمناه بالاضطرار من استواء الحكم ، كما لو خاطب النبي صلى الله عليه وسلم واحداً من الأمة ، وإما بالسنة ، وإما بالاجماع ، وإما بالقياس ، فيكون : كل من حصل منه هذا الاستمتاع والخوض مخاطباً بقوله : (( فاستمتعتم )) و(( وخضتم )) وهذا أحسن القولين " . الشيخ : وهذا هو الظاهر يعني الخطاب بكاف المخاطب الحاضر تعم الأمة كلها كما أن الخطاب الموجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعم الأمة كلها . الطالب : أنا عندي ( إن الله يحب البصير الناقد ) . الشيخ : نعم . الطالب : ( إن الله يحب البصير الناقد ) الشيخ : نعم الطالب : بدل البصر الناقد الشيخ : البصير لا الظاهر البصر الناقد أصح هذه عندك حطها نسخة . الطالب : أشار إليها في الحاشية . الشيخ : أنا عندي نصف الصفحة منطمس . الطالب : مو بواضح يا شيخ . الشيخ : لا لا أقول مكتوب هذه صورة سيئة من أصل الفيلم . لا خلاص الآن بآخر الصفحة
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقد توعد الله سبحانه هؤلاء المستمتعين الخائضين بقوله: { أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون } وهذا هو المقصود هنا من هذه الآية ، وهو أن الله قد أخبر أن في هذه الأمة من استمتع بخلاقه ، كما استمتعت الأمم قبلهم ، وخاض كالذي خاضوا وذمهم على ذلك ، وتوعدهم على ذلك، ثم حضهم على الاعتبار بمن قبلهم فقال : { ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوحٍ وعادٍ وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات } الآية .
وقد قدمنا : أن طاعة الله ورسوله في وصف المؤمنين بإزاء ما وصف به هؤلاء، من مشابهة القرون المتقدمة ، وذم من يفعل ذلك وأمره بجهاد الكفار والمنافقين - بعد هذه الآية - دليل على جهاد هؤلاء المستمتعين الخائضين .
ثم هذا الذي دل عليه الكتاب: من مشابهة بعض هذه الأمة للقرون الماضية في الدنيا وفي الدين ، وذم من يفعل ذلك ، دلت عليه - أيضا - سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتأول الآية - على ذلك - أصحابه رضي الله عنهم .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لتأخذن كما أخذت الأمم من قبلكم : ذراعا بذراع ، وشبرا بشبر ، وباعا بباع ، حتى لو أن أحدا من أولئك دخل حجر ضب لدخلتموه - قال أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : { كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوةً } . . الآية - قالوا : يا رسول الله كما صنعت فارس والروم وأهل الكتاب؟ قال : فهل الناس إلا هم؟ ".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية أنه قال : ما أشبه الليلة بالبارحة ، هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم؟ .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : " أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتا وهديا تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا ؟ "
القارئ : " وقد توعد الله سبحانه هؤلاء المستمتعين الخائضين بقوله : (( أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون )) وهذا هو المقصود هنا من الآية ، وهو أن الله قد أخبر أن في هذه الأمة من استمتع بخلاقه ، كما استمتعت الأمم قبلهم ، وخاض كالذي خاضوا وذمهم على ذلك ، وتوعدهم على ذلك، ثم حضهم على الاعتبار بمن قبلهم فقال : (( ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوحٍ وعادٍ وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات )) الآية . وقد قدمنا : أن طاعة الله ورسوله في وصف المؤمنين بإزاء ما وصف به هؤلاء، من مشابهة القرون المتقدمة ، وذم من يفعل ذلك وأمره بجهاد الكفار والمنافقين - بعد هذه الآية - دليل على جهاد هؤلاء المستمتعين الخائضين. ثم هذا الذي دل عليه الكتاب: من مشابهة بعض هذه الأمة للقرون الماضية في الدنيا وفي الدين ، وذم من يفعل ذلك ، دلت عليه - أيضاً سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتأول الآية على ذلك أصحابه رضي الله عنهم . فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لتأخذن كما أخذت الأمم من قبلكم : ذراعاً بذراع ، وشبراً بشبر ، وباعا بباع ، حتى لو أن أحدا من أولئك دخل حجر ضب لدخلتموه ) قال أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : (( كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوةً )) الآية قالوا : ( يا رسول الله كما صنعت فارس والروم وأهل الكتاب ؟ قال : فهل الناس إلا هم؟ ) . وعن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية أنه قال : ( ما أشبه الليلة بالبارحة ، هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم ؟ ) . وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ( أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتا وهديا تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا ؟ ) " . الشيخ : الله المستعان الله أكبر في الأمة أمة الدعوة من عبد العجل الآن الله المستعان إذا شابههم في الموجِب لزم أن يشابههم في الموجَب وكذلك إذا شابهوهم في الموجب فهذا الموجَب سبقه موجِب فيكون قد شابهوهم . السائل : مجرد وجود الموجب. الشيخ : إي معلوم لا يمكن أن يشابههم في الموجب بفتح الجيم إلا وقد أتوا الموجب الطالب : ... الشيخ : لأنه مبني عليه .
سؤال: ما توجيه قول ابن عباس: ما أشبه الليلة بالبارحة ، هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم مع أن الصحابه من أتقى الناس؟ .
السائل : شيخ أحسن الله إليكم قول ابن عباس رضي الله عنه : ( هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم ) مع أن يعني جيل الصحابة رضي الله عنهم وفي زمنهم كانوا من أتقى الخلق لله عز وجل فهل يقال بأن الخلاق هو ما . الشيخ : إما عن ابن عباس تأخر موته رضي الله عنه تأخر موته فإما أن يقال إنه حصل في عهده ممن دخلوا في الإسلام من جديد حصل فيهم مخالفة وإما أن يقال مراده جنس الأمة .
سؤال: هل استمتاعنا اليوم بالمركوب والمأكول والمساكن وغيرها من الأمور المباحة يكون بالاستمتاع بالخلاق ؟
السائل : لكن يا شيخ يعني استمتاعنا الآن بالمساكن والطعام والمركوب ألا يكون فيه شيء من هذا يا شيخ ؟ الشيخ : كيف ؟ السائل : أقول : استمتاعنا اليوم بما أحل الله عز وجل من مباحات المركوب والطعام والشراب والمساكن ألا يكون فيه شيء يا شيخ من الاستمتاع بالخلاق ؟ الشيخ : هو على كل حال إن صدَّنا عما شرع لنا فهو منه يكون استمتاع . السائل : وإن ما صد ؟ الشيخ : وإن لم يصد فهو استمتاع مباح نعم . السائل : وإن أعان على الطاعة الشيخ : بحسب الحال . السائل : ينقص منه حظنا في الآخرة . الشيخ : على كل حال الناس يختلفون أحد يشغله ما أعطاه الله من الدنيا عن الدين فهذا يشابههم تماماً وأحد يكون سبباً لقوة إيمانه وكثرة إنفاقه وخيراته فينفع .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : " المنافقون الذين منكم اليوم شر من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلنا : وكيف؟ قال : أولئك كانوا يخفون نفاقهم وهؤلاء أعلنوه ".
وأما السنة: فجاءت بالإخبار بمشابهتهم في الدنيا ، وذم ذلك ، والنهي عن ذلك وكذلك في الدين .فأما الأول : الذي هو الاستمتاع بالخلاق: ففي الصحيحين عن عمرو بن عوف " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف ، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال : " أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟ فقالوا : أجل يا رسول الله فقال : أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم ، كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها ، كما تنافسوها ، فتهلككم كما أهلكتهم ".
فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا يخاف فتنة الفقر، وإنما يخاف بسط الدنيا وتنافسها، وإهلاكها، وهذا هو الاستمتاع بالخلاق المذكور في الآية.
وفي الصحيحين عن عقبة بن عامر " أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر فقال : " إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض - أو مفاتيح الأرض - وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها " .
وفي رواية: " ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم " قال عقبة: فكان آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر " [شرح حديث عقبة بن عامر وذكر بعض مسائله]
القارئ : " وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : ( المنافقون الذين منكم اليوم شر من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلنا : وكيف ؟ قال : أولئك كانوا يخفون نفاقهم وهؤلاء أعلنوه ). وأما السنة : فجاءت بالإخبار بمشابهتهم في الدنيا ، وذم ذلك ، والنهي عن ذلك وكذلك في الدين .فأما الأول : الذي هو الاستمتاع بالخلاق: ففي * الصحيحين * عن عمرو بن عوف ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف ، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال : أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين ؟ فقالوا : أجل يا رسول الله فقال : أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبسط الدنيا عليكم ، كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها ، كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم ). فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا يخاف فتنة الفقر، وإنما يخاف بسط الدنيا وتنافسها، وإهلاكها، وهذا هو الاستمتاع بالخلاق المذكور في الآية. وفي * الصحيحين * عن عقبة بن عامر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر فقال : إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض - أو مفاتيح الأرض - )" الشيخ : بالنصب القارئ : سم " ( أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها ) . وفي رواية : ( ولكني أخشى عليكم الدنيا ) " . الشيخ : ولكن أخشى . القارئ : عندي نسخة الشيخ : ولكني الطالب : بالياء . الشيخ : بالياء الطالب : في طبعة ولكن . الشيخ : ولكن طيب . القارئ : " ( ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم ) قال عقبة : ( فكان آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ) " . الشيخ : هذا الحديث فيه مسائل المسألة الأولى هل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على شهداء أحد صلاته على الميت بتكبيراتها وتوجهه إلى القبلة وما أشبه ذلك أو المراد الدعاء ؟ الطالب : الثاني الشيخ : الثاني هو المراد لأن الصلاة على الميت الصلاة المعهودة إنما تكون قبل الدفن حين الموت ولا تكون بعد ذلك إلا إذا أعيدت الصلاة مرة ثانية كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة التي كانت تقمّ المسجد فصلى عليها بعد دفنها وفيه أيضاً في المسألة الثانية أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه فرط أمته أي مقدمها وذلك يوم القيامة فإنه صلوات الله وسلامه عليه يكون فرطا لهم وشهيداً عليهم وهو فرطهم على الحوض يقف حتى تشرب أمته منه جعلنا الله وإياكم منهم وفيه أيضا من المسائل : أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يمثل له ما لم يكن في الدنيا وهو في الآخرة أعني الشيء في الآخرة ويمثل له في الدنيا كحوضه فإنه يقول : ( إني لأنظر إلى حوضي الآن ) فالحوض إذن موجود وكذلك رأى الجنة ورأى النار في صلاة الكسوف ومن مسائله : أنه عليه الصلاة والسلام يقول : ( لا أخاف أن تُشركوا ) فهل يعني ذلك انتفاء الشرك في أمته أو يعني ذلك أنه يخاف علينا أكثر من خوفه من الشرك بفتح الدنيا ؟ الجواب الثاني لأن الشرك وقع في أمته ومثل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب ) ليس معناه أنه لن يقع الشرك فيها بل المعنى أن هذا كان ظن الشيطان حين رأى الفتح المبين وحلول التوحيد في الجزيرة ظن أنه لن يعود الشرك فأيس وهذا لا يعني أن الله تعالى لا يُقدر الشرك فلا يكون فيه حجة لمن طاف بالقبور ودعا أصحاب القبور في الجزيرة وقال هذا ليس بشرك لأن الشيطان أيس أن يعبد من دون الله في هذه الجزيرة نقول إن الإخبار عن وقوع الشيء لا يعني أنه جائز أرأيت أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هذه الأمة ستركب طرق من كان قبلها قالوا : اليهود والنصارى ؟ قال : ( نعم فمن الناس إلا هؤلاء ؟ ) وهل هذا الذي أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام يعني أنه جائز أجيبوا الطالب : لا الشيخ : ليس بجائز أخبرنا بذلك تحذيرا وكذلك إخبارهم بأن الظعينة المرأة تخرج وحدها من كذا إلى كذا لا تخشى إلا الله ليس يعني ذلك أنه يجوز أن تسافر بلا محرم لكن هذا حكاية للواقع فالواقع شيء والشرع شيء آخر ومن المسائل في هذا الحديث التحذير من التكالب على الدنيا لأنها إذا فتحت على الإنسان أهلكته وهذا هو الواقع ولذلك تجد أنعم الناس بالا وأكثرهم خشوعا هم الأقلون لكن الأكثرون تلهيهم الدنيا وتشغلهم غصبا عليهم فيتنافسوا فيها فيهلكون نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم ؟ " قال عبد الرحمن بن عوف نكون كما أمرنا الله عز وجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تنافسون ، ثم تتحاسدون ، ثم تتدابرون أو تتباغضون ، أو غير ذلك - ثم تنطلقون إلى مساكين المهاجرين فتحملون بعضهم على رقاب بعض " وفي الصحيحين عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : " جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله فقال : " إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح من زهرة الدنيا وزينتها ، فقال رجل : أو يأتي الخير بالشر يا رسول الله؟ فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل : ما شأنك تكلم رسول الله ولا يكلمك؟ قال : ورأينا أنه ينزل عليه فأفاق يمسح عنه الرحضاء وقال : أين هذا السائل؟ وكأنه حمده ، فقال : "إنه لا يأتي الخير بالشر " وفي رواية : فقال : " أين السائل آنفا؟ أو خير هو؟ - ثلاثا - إن الخير لا يأتي إلا بالخير وإن مما ينبت الربيع : ما يقتل حبطا، أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا امتدت خاصرتها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ، ثم رتعت وإن هذا المال خضر حلو، ونعم صاحب المسلم هو، لمن أعطى منه المسكين واليتيم، وابن السبيل - أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وإنه من يأخذه بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع ، ويكون عليه شاهدا يوم القيامة ".
القارئ : " وفي * صحيح مسلم * عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم ؟ قال عبد الرحمن بن عوف : نكون كما أمرنا الله عز وجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تتنافسون ، ثم تتحاسدون ، ثم تتدابرون أو تتباغضون ، أو غير ذلك ) " . الشيخ : غير ذلك يعني أو قال غير ذلك . القارئ : " ( أو غير ذلك ثم تنطلقون إلى مساكين المهاجرين فتحملون بعضهم على رقاب بعض ) وفي * الصحيحين * عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : ( جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله فقال : إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح من زهرة الدنيا وزينتها ، فقال رجل : أو يأتي الخير بالشر يا رسول الله ؟ قال: فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل : ما شأنك تكلم رسول الله ولا يكلمك ؟ قال : ورأينا أنه يُنزل عليه فأفاق يمسح عنه الرُّحضاء وقال : أين هذا ) " . الشيخ : الرحضاء يعني العرق نعم . القارئ : " ( وقال أين السائل ؟ وكأنه حمده ، فقال : إنه لا يأتي الخير بالشر ) وفي رواية : فقال : ( أين السائل آنفا ؟ أو خير هو ؟ - ثلاثا - إن الخير لا يأتي إلا بالخير وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا، أو يُلِمّ ) " . الطالب : ما عندي ما . الشيخ : عندنا ملحقة لا بد من وجودها . القارئ : " ( وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا، أو يُلِمّ إلا آكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا ) ".. .