القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقال : أين هذا السائل؟ وكأنه حمده ، فقال : "إنه لا يأتي الخير بالشر " وفي رواية : فقال : " أين السائل آنفا؟ أو خير هو؟ - ثلاثا - إن الخير لا يأتي إلا بالخير وإن مما ينبت الربيع : ما يقتل حبطا، أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا امتدت خاصرتها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ، ثم رتعت وإن هذا المال خضر حلو، ونعم صاحب المسلم هو، لمن أعطى منه المسكين واليتيم، وابن السبيل - أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وإنه من يأخذه بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع ، ويكون عليه شاهدا يوم القيامة ".
القارئ : " ( يمسح عنه الرحضاء وقال : أين هذا ) " . الشيخ : الرحضاء يعني العرق نعم . القارئ : " ( وقال أين هذا السائل ؟ وكأنه حمده ، فقال : إنه لا يأتي الخير بالشر ) وفي رواية : فقال : ( أين السائل آنفا ؟ أو خير هو ؟ - ثلاثا - إن الخير لا يأتي إلا بالخير وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطاً، أو يلم) " . الشيخ : أو يُلِـم القارئ : أو يُلِم الطالب : ما عندي ما ما يقتل ما عندي ما. الشيخ : عندنا ملحقة لا بد من وجودها . القارئ : " ( وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا، أو يُلِمّ إلا آكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا امتدت خاصرتها استقبلت عين الشمس )" . الشيخ : عندنا "خاصرتاها" بالتثنية عندكم مشير إليها نسخة؟ القارئ : نعم الشيخ : مشير طيب . القارئ : في نسختين " ( فإنها أكلت حتى إذا امتدت خاصرتها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ، ثم رتعت وإن هذا الماء خضر حلو)" الشيخ : خَضِرٌ القارئ : "( خَضِرٌ حلو ونِعم صاحب المسلم هو، لمن أعطى منه المسكين واليتيم، وابن السبيل - أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وإنه من يأخذه بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع ، ويكون عليه شهيداً يوم القيامة ) " . الشيخ : الله أكبر هذا الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي وقع والإنسان الذي يأخذ المال بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع ولذلك تجد أكثر الناس نهمة في المال الحرام هم الذين أخذوه من طريقٍ الحرام فإن الله يجعل في قلوبهم نهمة شديدة على اكتساب المال بالشيء المحرم لكن الذي يكتسبه بالطريق الحلال تجده مطمئناً غير شره ولهذا مثَل الله الذين يأكلون الربا بماذا ؟ بالذي يتخبطه الشيطان من المس يعني أنهم يتصرفون تصرف المجانين نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وروى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله سبحانه مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "
فحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة النساء ، معللا بأن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء . وهذا نظير ما سنذكره من حديث معاوية عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنما هلك بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم " - يعني وصل الشعر - .
وكثير من مشابهات أهل الكتاب في أعيادهم، وغيرها، إنما يدعو إليها النساء. "
القارئ : " وروى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله سبحانه مستخلفكم فيها ، فينظر )" الشيخ : فينظرُ القارئ : "( فينظرُ كيف تعملون ؟ فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) . فحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة النساء ، معللا بأن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء . وهذا نظير ما سنذكره من حديث معاوية عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنما هلك بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم ) - يعني وصل الشعر - . وكثير من مشابهات أهل الكتاب في أعيادهم، وغيرها، إنما يدعو إليها النساء ". الشيخ : في هذا التحذير من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانهماك في الدنيا وكذلك اتقاء النساء لأن النساء جمعن بين نقص الدين ونقص العقل وإذا ترك الأمر لهن فإنه سيحصل من الشر والفساد ما لا تُحمد عقباه وانظر الآن إلى النساء في البلاد التي لا تحترم المرأة تجعلها بمنزلة الصورة مبتذلة مهانة انظروا ماذا حصل من الشر والفساد هم الآن يتمنون الخلاص مما هم فيه ولكن أنى لهم التناوش من مكان بعيد وقد استقر هذا في أعرافهم وفي بلادهم فالمهم أن الرسول حذر من النساء وأخبر أن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء تحذيراً من هذا نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وأما الخوض كالذي خاضوا، فروينا من حديث الثوري عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ، حتى إذا كان منهم من أتى أمه علانية كان في أمتي من يصنع ذلك ، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة " قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه اليوم وأصحابي " رواه أبو عيسى الترمذي وقال: " هذا حديث غريب مفسر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وهذا الافتراق مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة ، وسعد ومعاوية ، وعمرو بن عوف ، وغيرهم ، وإنما ذكرت حديث ابن عمرو ؛ لما فيه من ذكر المشابهة .
فعن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تفترق اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، أو اثنتين وسبعين فرقة ، والنصارى مثل ذلك ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة " . رواه أبو داود، وابن ماجه، والترمذي وقال: " هذا حديث حسن صحيح "."
القارئ : " وأما الخوض كالذي خاضوا، فرُوينا من حديث الثوري عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي " . الطالب : عندي وغيره . الشيخ : نعم . الطالب : من حديث الثوري وغيره . الشيخ : وغيره نعم ما هي عندك وغيره ؟ القارئ : منين يا شيخ ؟ الشيخ : من حديث الثوري وغيره . القارئ : لا ما عندي لكن .. الشيخ : ولا أشار إليها في الأسفل ؟ الطالب : ما أشار الشيخ : إذن اجعلوها نسخة . القارئ : " فرُوينا من حديث الثوري وغيره عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي " . الطالب : بضيم العين عن عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم . الشيخ : أنْعُم؟ ما أعرف عن ضبطها . القارئ : " عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ، حتى إذا كان منهم من أتى أمه علانية كان في أمتي من يصنع ذلك )" . الشيخ : حتى إن كان القارئ : سم الشيخ : حتى إن كان فيهم . القارئ : في نسخة عندي الشيخ : إن القارئ : إي يقول : في الترمذي وألف وطاء "إن" مخطوطتين . الشيخ : هي على كل حال أقرب لأن إن وإذا الفرق بينهما أن إذا تكون للمستقبل وإن لا تختص بالمستقبل نعم . القارئ : " ( ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية كان في أمتي من يصنع ذلك ، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة . قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) رواه أبو عيسى الترمذي وقال : هذا حديث مفسَّر" الشيخ : حديث القارئ : " وقال هذا حديث غريب مفسر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وهذا الافتراق مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة ، وسعد ومعاوية ، وعمرو بن عوف ، وغيرهم ، وإنما ذكرتُ حديث ابن عمرو لما فيه من ذكر المشابهة . فعن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تفترق اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، أو اثنتين وسبعين فرقة ) " . الشيخ : عندك وإنما ذكرت حديث . القارئ : حديث ابن عمرو لما فيه من ذكر المشابهة . الشيخ : والموجود في الأصل عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله القارئ : ابن عمر الشيخ : ابن عمرو . القارئ : نعم الطالب : ذكر نسخة ابن عمر الشيخ : إي لكن .. الطالب : قال هو ... من الناسخين الشيخ : نعم صح نعم . الطالب : عندي يا شيخ الشيخ : كيف ؟ القارئ : تفرقت اليهود . الشيخ : تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة الطالب : هو قال تفترق الشيخ : لا عندي تفرقت ، عندك تفرقت ولا افترقت ؟ القارئ : تفترق . الشيخ : تفترق لا اللي عندنا أصح تفرقت . القارئ : " فعن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تفترق اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى مثلُ ذلك ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) . رواه أبو داود، وابن ماجه، والترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح " . الشيخ : عندنا تفرقت اليهود والنسخ عندكم كلها كلها تفترق ولا تفرقت ؟ ها . الطالب : تفرقت . الشيخ : تفرقت هذا هو الصحيح . القارئ : أنا عندي أشار إلى نسخة في دال تفرقت . الشيخ : تفرقت طيب ما دام أشار إليها لا بأس . نعم أخيرا قوله : ( وتفرقت أمتي ) ولا ستفترق ؟ القارئ : وتفترق أمتي . الشيخ : تفترق أشار إليها تفرقت الأحسن الأحسن في الأول تفرقت اليهود لأنه خبر عن شيء ماضي وفي الثاني بالنسبة للأمة تفترق لأنه خبر عن مستقبل نعم . الطالب : يظهر شيخ أنه أخطأ في الإحالة الشيخ : ها . الطالب : يظهر أنه أخطأ في الإحالة بدل أن يحيل على اللفظ الأول أحال على اللفظ الثاني الشيخ : يمكن نعم . الطالب : فيه أصوات ورا يقرؤون القرآن في تشويش عليهم لو يقال مثلاً يدخلون .. الشيخ : أي نعم لو يقال خفض الصوت . القارئ : " قال رسول الله صلى اله عليه وسلم : ( إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ) وقال : ( إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى)" الشيخ : الكَلب القارئ :" ( كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد لغيركم من الناس أحرى ألا يقوم به ) هذا حديث محفوظ من حديث صفوان بن عمرو عن الأزهر بن عبد الله الحرزي عن أبي عامر عبد الله بن لحي" . الشيخ : يكفي هذا انتهى الوقت .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وعن معاوية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة " .
وقال: " إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ، والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به ". هذا حديث محفوظ من حديث صفوان بن عمرو عن الأزهر بن عبد الله الحرازي عن أبي عامر عبد الله بن لحي عن معاوية . رواه عنه غير واحد، منهم: أبو اليمان وبقية وأبو المغيرة. رواه أحمد وأبو داود في سننه .
وقد روى ابن ماجه هذا المعنى من حديث صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك الأشجعي ويروى من وجوه أخرى ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بافتراق أمته على ثلاث وسبعين فرقة ، واثنتان وسبعون ؛ لا ريب أنهم الذين خاضوا كخوض الذين من قبلهم .
ثم هذا الاختلاف الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم إما في الدين فقط ، وإما في الدين والدنيا ثم قد يؤول إلى الدماء وقد يكون الاختلاف في الدنيا فقط.
وهذا الاختلاف الذي دلت عليه هذه الأحاديث ، هو مما نهي عنه في قوله سبحانه : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا } . وقوله : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيءٍ }، وقوله : { وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل } وهو موافق لما رواه مسلم في صحيحه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه " أنه أقبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال : " سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ، ومنعني واحدة : سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألت ربي أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها "
القارئ : نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " وعن معاوية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين )" . الشيخ : أنا عندي وعن معاوية بن أبي سفيان وهذا قرأناه . القارئ : هذا قرأناه لكن أحسن الله إليكم وقفنا على نهاية الحديث ثم بعده حديث محفوظ فلا . الشيخ : ما يخالف اقرأ ... عن معاوية بن أبي سفيان . القارئ : " وعن معاوية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ) . وقال : ( إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما )" . الطالب : عندي في أمتي . الشيخ : ماذا قال ؟ القارئ : من أمتي . الشيخ : لا في اجعلها نسخة لأن المعاني متقاربة . القارئ : " ( إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلَب بصاحبه ، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ، والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد لَغَيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به ). هذا حديث محفوظ من حديث صفوان بن عمرو عن الأزهر بن عبد الله الحرازي عن أبي عامر عبد الله بن لحي عن معاوية . رواه عنه غير واحد منهم أبو اليمان " . الشيخ : الظاهر لي أن قوله : ( والله يا معشر العرب ) إنه مدرج من كلام معاوية هذا الظاهر لأن مثل هذا الخطاب لا يرد من النبي صلى الله عليه وسلم . القارئ : هنا يا شيخ ذكر كلام حول هذا . الشيخ : ماذا قال ؟ القارئ : قال : " أخرجه أحمد في * المسند * وأبو داود مختصرا في كتاب السنة وابن أبي عاصم في * كتاب السنة * في ذكر الأهواء المذمومة ولم يذكر قوله ( والله يا معشر العرب ) إلى آخر الحديث " . الشيخ : هو شيخ الإسلام ساقه لكن على كل حال الظاهر لي أنه مدرج نعم . القارئ : " رواه عنه غير واحد منهم : أبو اليمان وبقية وأبو المغيرة. رواه أحمد وأبو داود في * سننه * . وقد روى ابن ماجه هذا المعنى من حديث صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك الأشجعي ويُروى من وجوه أخرى ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بافتراق أمته على ثلاث وسبعين فرقة ، واثنتان وسبعون، لا ريب أنهم الذين خاضوا كخوض الذين من قبلهم . ثم هذا الاختلاف الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم إما في الدين فقط ، وإما في الدين والدنيا ثم قد يؤول إلى الدماء وقد يكون الاختلاف في الدنيا فقط. وهذا الاختلاف الذي دلت عليه هذه الأحاديث ، هو مما نُهي عنه في قوله سبحانه : (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا )) . وقولِه : (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيءٍ )) وقوله : (( وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل )) وهو موافق لما رواه مسلم في * صحيحه *، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ( أنه أقبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه من العالية حتى إذا مَرَّ بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال : سألتُ ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ، ومنعني واحدة : سألتُ ربي أن لا يُهلك أمتي بالسَنة فأعطانيها وسألت ربي أن لا يهلك أمتي بالغَرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها ) ورَوى أيضاً في صحيحه عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " . الشيخ : هذا الحديث لا ينافي فيما وقع في بعض الأمة من الغرق ونحوه لأن المقصود الهلاك العام وكذلك السَنة العامة ولهذا ما زالت البلاد الإسلامية أنه يكون غرق عواصف مدمرة جدب قَحط جوع لكن هذا لا ينافي الحديث لأنه لم يُهلكهم بسَنة عامة وأما أن لا يجعل بأسهم بينهم فهذا أيضا يعرفه من يتتبع التاريخ يخبو أحياناً ويتقد أحياناً أحيانا تكون الأمة ساكنة وأحياناً تثور ويكون بأسُهم بينهم لكن لا يبعد أننا في هذه الأيام في زمن أَخْبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يكثر الهرج يعني القتل القتل الذي لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قُتل الناس في طيش وحمق ليس عندهم روية لا القاتلون ولا المقتولون نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وروى أيضا في صحيحه عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي : أن لا يهلكها بسنة بعامة ، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال : يا محمد إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها - أو قال : من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، ويسبي بعضهم بعضا " .
ورواه البرقاني في صحيحه وزاد : " وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين ، وحتى يعبد فئام من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، ولا تزال ، طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى " وهذا المعنى محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ، يشير إلى أن التفرقة والاختلاف لا بد من وقوعهما في الأمة ، وكان يحذر أمته ؛ لينجو منه من شاء الله له السلامة "
القارئ : " وروى أيضا في * صحيحه * عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوى لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض)" الشيخ : الأحمرَ القارئ : " ( الأحمرَ والأبيض وإني سألت ربي لأمتي : أن لا يُهلكها بسنة بعامة ، وأن لا يُسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال : يا محمد إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يرد ، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسَنة بعامة، وأن لا أُسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها - أو قال : من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، ويسبي بعضهم بعضا ) . ورواه البرقاني في * صحيحه * وزاد : ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وقع عليهم السيف لم يُرفع إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين ، وحتى يعبد فئام من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، ولا تزال ، طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى ) وهذا المعنى محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ، يُشير إلى أن التفرقة والاختلاف لا بد من وقوعهما في الأمة ، وكان يحذر أمته ، لينجو منه من شاء الله له السلامة كما روى النزال بن سبرة " . الطالب : ما عندي من شاء الله له السلامة الشيخ : نعم إيش ؟ القارئ : ما عندي من شاء الله له السلامة عندي من شاء الله فقط . الشيخ : وهو كذلك عندي لكن طيب ذكر السلامة طيب يعني الرسول أخبر بأنه سيكون هذا الاختلاف وقد كان لكنه أَخبر بذلك لا تقريراً ولكن تحذيرا لينجو منه من شاء الله نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " كما روى النزال بن سبرة، عن عبد الله بن مسعود قال : " سمعت رجلا قرأ آية سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها ، فأخذت بيده ، فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فعرفت في وجهه الكراهية وقال : " كلاكما محسن ، ولا تختلفوا ؛ فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا " رواه مسلم .
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف الذي فيه جحد كل واحد من المختلفين ما مع الآخر من الحق ؛ لأن كلا القارئين كان محسنا فيما قرأه ، وعلل ذلك : بأن من كان قبلنا اختلفوا فهلكوا .
ولهذا قال حذيفة لعثمان: " أدرك هذه الأمة ، لا تختلف في الكتاب كما اختلف فيه الأمم قبلهم " لما رأى أهل الشام والعراق يختلفون في حروف القرآن، الاختلاف الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم .
فأفاد ذلك بشيئين : أحدهما : تحريم الاختلاف في مثل هذا .
والثاني: الاعتبار بمن كان قبلنا، والحذر من مشابهتهم.
واعلم أن أكثر الاختلاف بين الأمة الذي يورث الأهواء تجده من هذا الضرب ، وهو أن يكون كل واحد من المختلفين مصيبا فيما يثبته أو في بعضه مخطئا في نفي ما عليه الآخر ، كما أن القارئين كل منهما كان مصيبا في القراءة بالحرف الذي علمه ، مخطئا في نفي حرف غيره ؛ فإن أكثر الجهل إنما يقع في النفي الذي هو الجحود والتكذيب ، لا في الإثبات ، لأن إحاطة الإنسان بما يثبته أيسر من إحاطته بما ينفيه"
القارئ : " كما روى النزال بن سبرة، عن عبد الله بن مسعود قال : ( سمعت رجلاً قرأ آية سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها ، فأخذت بيده ، فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فعرفت في وجهه الكراهية وقال : كلاكُما محسن ، ولا تختلفوا ، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا ) رواه مسلم . نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف الذي فيه جَحد كل واحد من المختلفين ما مع الآخر من الحق ، لأن كلا القارئين كان محسنا فيما قرأه ، وعلل ذلك : بأن من كان قبلنا اختلفوا فهلكوا . ولهذا قال حذيفة لعثمان : ( أدرِك هذه الأمة ، لا تختلف في الكتاب كما اختلف فيه الأمم قبلهم ) لما رأى أهل الشام والعراق يختلفون في حروف القرآن، الاختلاف الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم" . الشيخ : نهى النبي عنه ، عندك تقديم ؟ القارئ : إي نعم نهى عنه النبي . الشيخ : مثل اللي عندي الطالب : نهى النبي عنه . الشيخ : نعم لا بأس ما يخالف . القارئ : " فأفاد ذلك بشيئين : أحدَهما : تحريم " . الشيخ : أحدهُما جاء بعد جملة فتكون مستأنفة لبيان الشيئين . القارئ : " أحدَهما : تحريم الاختلاف في مثل هذا . والثاني : الاعتبار بمن كان قبلنا، والحذر من مشابهتهم. واعلم أن أكثر الاختلاف بين الأمة الذي يورث الأهواء تجده من هذا الضرب ، وهو أن يكون كل واحد من المختلفين مصيباً فيما يثبته أو في بعضه مخطئاً في نفي ما عليه الآخر ، كما أن القارئين كل منهما كان مصيباً في القراءة بالحرف الذي علمه ، مخطئاً في نفي حرف غيره ، فإن أكثر الجهل إنما يقع في النفي الذي هو الجحود والتكذيب ، لا في الإثبات ، لأن إحاطة الإنسان بما يُثبته أيسر من إحاطته بما ينفيه " . الشيخ : وهذا صحيح لأن الإحاطة بالمثبَت سهلة يمكن للإنسان ... بالتتبع لكن النفي من ... من يتتبع العلماء من أولهم إلى آخرهم حتى يعرف أنه لم يقل بهذا أحد ولهذا كان النفي صعباً جداً فيجب أن ينتبه الإنسان لهذا الشيء وألا يتعجل فيقول ما قال به أحد أو ما أشبه ذلك لأنه قد يخطئ كثيراً نعم .
سؤال: هل افتراق المناهج في الأمة الآن كالتبليغ والإخوان كلهم داخل في أهل السنة والجماعة أم لكل منهم فرقة ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم قوله صلى الله عليه وسلم : ( وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ) شيخ بارك الله فيكم من الناس الآن من يقول أن الاختلافات الواقعة بين المسلمين الآن هي من هذا وأنهم فرق ومنهم من يقول : لا أن الاختلاف الآن الواقع هو اختلاف في الفرقة أن المسلمين الآن هم في الفرقة الثالثة والسبعين والاختلاف دائر فيها فلا يخرج بعضها عن بعض فما هو رأيكم يا شيخ ؟ الشيخ : رأينا أنه ليس بصحيح كيف تكون من يدعي الإسلام الآن أنهم فرقة واحدة وفيهم الجهمية والفلاسفة والرافضة والإسماعيلية والنصيرية وما أشبه ذلك كيف هذا ؟ السائل : الكلام على يعني أهل السنة عامة . الشيخ : لا الكلام على أهل القبلة مو على أهل السنة أهل السنة يعتبرون فرقة واحدة . السائل : شيخ بارك الله فيكم سؤالي الآن عن أهل السنة لا أهل القبلة لأن يا شيخ من الناس الآن يقول من يدعي أهل السنة الآن يقول لا هو يدعي أنه من أهل السنة لكنه من فرقة كذا وأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من أهل البدع . الشيخ : نحن ما عاد نستطيع الخلاف اللي سهل في بعض المسائل قد لا يخرج عن الاتفاق قد لا يخرج كما أن المذاهب الأربعة مثلاً فيها خلاف ولكن لا تخرج عن الاتفاق لكن الخلاف في الجوهر والأصل هذا خلاف مستقل . السائل : لا الاختلاف في المناهج الآن لا بد الفصل . الشيخ : إيش المناهج ؟ مناهج التعليم . السائل : جماعات مثل جماعة الإخوان جماعة التبليغ الناس يقولون سلفية وكل منهم يحارب الآخر. الشيخ : هذه غلط هذه لا شك أنه تفرق لكنه غلط لأن هؤلاء يعني وضعوا لأنفسهم حزباً بحيث يوالون من كان معهم ويعادون من خالفهم لكن الخلاف في مسائل الأخرى بحيث أنه ما يعده وليا له أو عدوا له كلما رأيت فرقة تقول هذه ضالة وهي عدوة لنا فهم فرقة هذا الضابط . السائل : كل منهم الآن يقول نحن أهل السنة .. الشيخ : ما يخالف دعوى هذه لكن هم الآن فرقتان هذه دعوى لأنهم لو سكتوا وقال نحن نخالفكم في هذا لكن نرى أنكم على حق لأن هذا الذي أداكم إليه الاجتهاد ما صاروا متفرقين لكن إذا قال أنهم ضلال وصاروا يعادونهم ويبغضونهم ويألبون عليهم فرقة هذه . السائل : الواجب أن نجمع . الشيخ : ما فيه شك الواجب أن هذا ، كل الآيات والأحاديث التي ذكرها الشيخ كلها لأجل هذا نعم .
سؤال: هل نستطيع أن نقول: كل هذه الفرق اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار مخلدة، وهل هذه المناهج المخالفة لمنهج السلف الصالح هم متوعدون بالنار ؟
السائل : جزاكم الله خيرا، الفِرق هذه مخلدة في النار أو غير مخلدة سؤال آخر يعني هل يجوز ... ؟ الشيخ : أما كونها كلها مخلدة في النار أو لا ما نستطيع أن نقول هذا كل من كان كافرا أوصلته بدعته إلى الكفر فهو مخلد في النار ومن دون ذلك لا يخلد أما بالنسبة للمسائل الاجتهادية فلا تستطيع أن تضبطها لأن أهل السنة أنفسهم مجتهدين في مسائل يقولون إنها أصول كعذاب القبر والذي يوزن ما هو العمل أو صاحب العمل أو صحائف العمل مختلفين في أشياء الصراط هل هو أدق من الشعر وأحد من السيف أو إنه صراط معروف مثل الطرق الأخرى هذه مسائل ما يخلو منها ما تخلو منها طائفة .
سؤال: قول النبي صلى الله عليه وسلم " وستفرق أمتي " هل الأمة هنا أمة دعوة أو أمة إجابة ؟
السائل : بالنسبة للسؤال الأول كلمة الأمة أمة الإجابة ولا أمة الدعوة لأن هنالك بعض.. الشيخ : لا هذه أمة الدعوة وقوله : ( كلها في النار ) عاد يُنظر من كانت بدعته مكفرة فهو خالد في النار ومن دون ذلك لا يخلد في النار .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ولهذا نهيت هذه الأمة أن تضرب آيات الله بعضها ببعض ؛ لأن مضمون الضرب : الإيمان بإحدى الآيتين والكفر بالأخرى - إذا اعتقد أن بينهما تضادا - إذ الضدان لا يجتمعان .
ومثل ذلك : ما رواه مسلم - أيضا - عن عبد الله بن رباح الأنصاري أن عبد الله بن عمرو قال : " هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال : " إنما هلك من كان قبلكم من الأمم باختلافهم في الكتاب ".
فعلل غضبه صلى الله عليه وسلم بأن الاختلاف في الكتاب سبب هلاك من كان قبلنا ، وذلك يوجب مجانبة طريقهم في هذا عينا ، وفي غيره نوعا
والاختلاف على ما ذكره الله في القرآن قسمان :
أحدهما : يذم الطائفتين جميعا ، كما في قوله : { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك } فجعل أهل الرحمة مستثنين من الاختلاف ، وكذلك قوله تعالى : { ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيدٍ } وكذلك قوله : { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم } وقوله: { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات } وقوله : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيءٍ }. وكذلك وصف اختلاف النصارى بقوله : { فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون }
ووصف اختلاف اليهود بقوله : { وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله } وقال : { فتقطعوا أمرهم بينهم زبرًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون }.
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما وصف أن الأمة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة ؛ قال : " كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة "، وفي الرواية الأخرى : " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ".
فبين : أن عامة المختلفين هالكون من الجانبين ، إلا فرقة واحدة ، وهم أهل السنة والجماعة .
وهذا الاختلاف المذموم من الطرفين يكون سببه تارة : فساد النية ؛ لما في النفوس من البغي والحسد وإرادة العلو في الأرض ، ونحو ذلك ، فيجب لذلك ذم قول غيرها ، أو فعله ، أو غلبته ليتميز عليه ، أو يحب قول من يوافقه في نسب أو مذهب أو بلد أو صداقة ، ونحو ذلك ، لما في قيام قوله من حصول الشرف والرئاسة ، وما أكثر هذا من بني آدم ، وهذا ظلم .
ويكون سببه - تارة - جهل المختلفين بحقيقة الأمر الذي يتنازعان فيه ، أو الجهل بالدليل الذي يرشد به أحدهما الآخر ، أو جهل أحدهما بما مع الآخر من الحق : في الحكم ، أو في الدليل ، وإن كان عالما بما مع نفسه من الحق حكما ودليلا . والجهل والظلم : هما أصل كل شر ، كما قال سبحانه : { وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا }"
القارئ : " ولهذا نُهيت هذه الأمة أن تضرب آيات الله بعضها ببعض ، لأن مضمون الضرب : الإيمان بإحدى الآيتين والكفر بالأخرى - إذا اعتقد أن بينهما تضاداً - إذ الضدان لا يجتمعان . ومثل ذلك : ما رواه مسلم - أيضا - عن عبد الله بن رباح الأنصاري أن عبد الله بن عمرو قال " . الشيخ : عمر عندي عمر . القارئ : قال : " في ج ود ابن عمر وهو خطأ فالصحيح ابن عمرو " . الشيخ : إذن صحح. القارئ : " عن عبد الله بن رباح الأنصاري أن عبد الله بن عمرو قال : ( هجّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعرف في وجهه الغضب ) " . الشيخ : يُعرف ولا ويُعرف ؟ الطالب : يُعرف . الشيخ : نعم . القارئ : " ( عرف في وجهه الغضب فقال : إنما هلك من كان قبلكم من الأمم باختلافهم في الكتاب ). فعلل غضبه صلى الله عليه وسلم بأن الاختلاف في الكتاب سبب هلاك من كان قبلنا ، وذلك يوجب مجانبة طريقهم في هذا عينا ، وفي غيره نوعا والاختلاف على ما ذكره الله في القرآن قسمان : أحدهما : يَذُم الطائفتين جميعا ، كما في قوله : (( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربُك )) فجعل أهل الرحمة مستثنين من الاختلاف ، وكذلك قوله تعالى : (( ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيدٍ )) وكذلك قوله : (( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم )) وقوله: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات )) وقوله : (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيءٍ )). وكذلك وصف اختلاف النصارى بقوله : (( فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون )) ووصف اختلاف اليهود بقوله : (( وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله )) وقال : (( فتقطعوا أمرهم بينهم زبرًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون )). وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما وصف أن الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة ، قال : ( كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ) وفي الرواية الأخرى : ( من كان على مثل ما أنا عليه اليومَ وأصحابي ). فبين : أن عامة المختلفين هالكون من الجانبين ، إلا فرقة واحدة ، وهم أهل السُنة والجماعة . وهذا الاختلاف المذموم من الطرفين يكون سببه تارةً : فساد النية ، لما في النفوس من البغي والحسد وإرادة العلو في الأرض ، ونحو ذلك ، فيُحب لذلك ذم قول غيرها ، أو فعله " . الشيخ : يحب كذا عندك؟ الطالب : يحب الشيخ : عندي فتحب ؟ القارئ : قال : " في المطبوعة فيجب لذلك ذم قول غيره خطأ " . الشيخ : نحن عندنا فتُحب القارئ : فتحب لذلك ذم الشيخ : يعني عائد لقوله : " لما في النفوس " نعم . القارئ : " فتحب لذلك ذم قول غيرها ، أو فعله ، أو غلبته ليتميز عليه " . الشيخ : لتتميز القارئ : سم الشيخ : لتتميز بالتاء . القارئ : " لتتميز عليه ، أو يحبُ قول من يوافقه في نسبٍ أو مذهب أو بلد أو صداقة ، ونحو ذلك ، لما في قيام قوله من حصول الشرف له والرئاسة ، وما أكثر هذا من بني آدم " . الشيخ : في بني آدم القارئ : تصحيح الشيخ : أحسن من بني آدم . القارئ : " وما أكثر هذا في بني آدم، وهذا ظلم . ويكون سببه - تارةً - جهل المختلفين بحقيقة الأمر الذي يتنازعان فيه ، أو الجهلَ بالدليل الذي يرشد به أحدهما الآخر ، أو جهلَ أحدهما بما مع الآخر من الحق : في الحكم ، أو في الدليل ، وإن كان عالماً بما مع نفسه من الحق حكما ودليلاً . والجهل والظلم : هما أصل كل شر ، كما قال سبحانه : (( وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا )) أما أنواعه فهو في الأصل قسمان " . الشيخ : أما أنواعه نقف عليها.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " أما أنواعه: فهو في الأصل قسمان: اختلاف تنوع واختلاف تضاد. واختلاف التنوع على وجوه: منه ما يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حقا مشروعا، كما في القراءات التي اختلف فيها الصحابة، حتى زجرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: " كلاكما محسن ". ومثله اختلاف الأنواع في صفة الأذان والإقامة والاستفتاح والتشهدات وصلاة الخوف وتكبيرات العيد وتكبيرات الجنازة، إلى غير ذلك مما قد شرع جميعه، وإن كان قد يقال إن بعض أنواعه أفضل. ثم نجد لكثير من الأمة في ذلك من الاختلاف ؛ ما أوجب اقتتال طوائف منهم على شفع الإقامة وإيثارها ، ونحو ذلك ، وهذا عين المحرم ومن لم يبلغ هذا المبلغ ؛ فتجد كثيرا منهم في قلبه من الهوى لأحد هذه الأنواع والإعراض عن الآخر أو النهي عنه ، ما دخل به فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ."
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد : فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " أما أنواعه : فهو في الأصل قسمان : اختلاف تنوعٍ واختلاف تضاد. واختلاف التنوع على وجوه : منها ما يكون كل واحد من القولين أو الفعل حقا مشروعا، كما في القراءات التي اختلف فيها الصحابة، حتى زجرهم عن الاختلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال : ( كلاكما محسن ). ومثله اختلاف الأنواع في صفة الأذان والإقامة والاستفتاح والتشهدات وصلاة الخوف وتكبيرات العيد وتكبيرات الجنازة، إلى غير ذلك مما قد شُرع جميعه، وإن كان قد يُقال إن بعض أنواعه أفضل. ثم نجد لكثير من الأمة في ذلك من الاختلاف ، ما أوجب اقتتال طوائف منهم على شفع الإقامة وإيثارها ، ونحو ذلك ، وهذا عين المحرم ومن لم يبلغ هذا المبلغ ، فتجد كثيراً منهم في قلبه من الهوى لأحد هذه الأنواع والإعراض عن الآخر أو النهي عنه ، ما دخل به فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم " . الطالب : ... الشيخ : ها . الطالب : والإعراض... . الشيخ : ... . الطالب : أشار إلى أنها نسخة . الشيخ : هذا الذي ذكره رحمه الله واقع فإنك تجد لكثير من الأمة في ذلك من الاختلاف ما أوجب اقتتال الطوائف منهم على إيش؟ على شفع الإقامة الإقامة وتر لكن بعضهم يرى أنها شفع مثل الأذان فتجدهم يختلفون في ذلك ويقتتلون ولقد حدث أنه ذات يوم كنا في منى وآتاني المشرف على المخيم بطائفتين من أفريقيا يلعن بعضهما بعضا ويسب بعضهما بعضا سبا شديدا أحاول الإصلاح لكن ما حصل على أي شيء ؟ على وضع اليدين في الصلاة على الصدر أو إرسالهما كل وحدة تلعن الأخرى والعياذ بالله من أجل هذا مع أن هذه المسألة مسألة اختلافها سهل ليست بأصول الدين وليس في مسائل كبيرة من مسائل الدين الصغيرة التي الاختلاف فيها سائغ وسهل هذا الشيخ يقول رحمه الله يقتتلون على شفع الإقامة وإيتارها من الناس من لا يصل إلى هذا المبلغ أي القتال لكن تجد في قلبه كراهة لهذا الشخص لأنه خالفه فيما اختاره من الأنواع مثلاً نجد من الناس من يكره من يسجد مقدماً يديه يكرهُه كراهة قلبية مع أن الأمر الأمر واسع من الناس من يكره من لا يجلس الاستراحة كراهة قلبية ويبغضه هذا حرام لأن مثل هذه المسائل التي للاختلاف فيها مساغ يجب أن يكون صدرك رحبا واسعا يتحمل فكيف ترضى لنفسك أن تكره هذا الذي خالفك ولو أنه كرهك لأنكرت عليه مع أن الأمر كله داخل في الاجتهاد الله المستعان نعم . أيضاً بعض الناس يكون في قلبه من الهوى أن يعرض عن هذا الوارد فإذا سمع إنسان يستفتح مثلا بحديث أبي هريرة ( اللهم باعد ) كره الحديث لأن فلانا يستفتح به وإذا سمع من يستفتح بسبحانك اللهم بحمدك كذلك إذا رأى من يقنت في الفرائض لسبب أو لغير سبب كرهه فهذا غير صحيح نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ومنه : ما يكون كل من القولين هو في معنى قول الآخر ؛ لكن العبارتان مختلفتان ، كما قد يختلف كثير من الناس في ألفاظ الحدود ، وصيغ الأدلة ، والتعبير عن المسميات ، وتقسيم الأحكام ، وغير ذلك ثم الجهل أو الظلم يحمل على حمد إحدى المقالتين وذم الأخرى ."
القارئ : " ومنه : ما يكون كل من القولين هو في معنى القول الآخر " . الشيخ : ... من اختلاف . القارئ : التنوع . الشيخ : التنوع نعم . القارئ : " لكن العبارتان مختلفتان ، كما قد يختلف كثير من الناس في ألفاظ الحدود ، وصيغ الأدلة ، والتعبير عن المسميات ، وتقسيم الأحكام ، وغير ذلك ثم الجهل أو الظلمُ يحمل على حمد إحدى المقالتين وذم الأخرى " . الشيخ : صحيح، هذا أيضاً من اختلاف التنوع الذي لا يوجب أن تختلف القلوب في التعريفات مثلا الحدود يعني الحدود التعريفات ما هي الصلاة ؟ ما هي الطهارة ؟ وما أشبه ذلك صيغ الأدلة يختلفون في الصيَغ هل - صيغة الأمر مثلاً هي المضارع هي نعم _ فعل الأمر هو ما دل على الطلب وقبل نون التوكيد أو ماذا ؟ هل النهي المضارع المقرون بلا الناهية وما أشبه ذلك كل هذا سهل لا ينبغي أن يختلف الناس فيه تقسيم الأحكام مثلا يقسم الإنسان تقسيمات لم تكن من صنيع من قبله وتجده يُبغضه ليش تقسم ؟ ويش دلك على أن هذا الشروط مثلا في الصلاة تسعة أركانها أربعة عشر ليش تقسم هذا مين دلك ثم يقول هذا مبتدع ويبني على كونه مبتدعاً أن إيش ؟ أن يكرهه ويحذر منه مع أن هذه مسائل يعني لا توجب الاختلاف نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ومنه ما يكون المعنيان غيرين، لكن لا يتنافيان ؛ فهذا قول صحيح ، وهذا قول صحيح، وإن لم يكن معنى أحدهما هو معنى الآخر ، وهذا كثير في المنازعات جدا."
القارئ : " ومنه ما يكون المعنيان غيرين " . الشيخ : غيرين . القارئ : سم الشيخ : غيرين القارئ : " ومنه ما يكون المعنيان غيرين لكن لا يتنافيان ، فهذا قول صحيح ، وهذا قول صحيح، وإن لم يكن معنى أحدهما هو معنى الآخر ، وهذا كثير في المنازعات جداً " . الطالب : ... الشيخ : نعم . القارئ : هذا قول صحيح ... . الشيخ : فهذا قول صحيح لا وهذا قول صحيح . القارئ : يقول سقطت هذه . الشيخ : من بعض النساخ . القارئ : نعم يقول في الحاشية : وهذا قول صحيح سقطت. "ومنه ما يكون طريقتان مشروعتان " . أو مشروعتين يا شيخ ؟ الشيخ : عندي مشروعتان بالألف . عندك يا سامح ؟ الطالب : ... الشيخ : الذي يظهر ما يكون طريقتين مشروعتين ويجوز أن تكون "يكون" هنا تامة . القارئ : " ومنه ما يكون طريقتان مشروعتين ورجل أو قوم قد سلكوا هذه الطريق ، وآخرون قد سلكوا الأخرى ، وكلاهما حسن في الدين . ثم الجهل أو الظلم : يحمل على ذم إحداهما أو تفضيلها بلا قصد صالح ، أو بلا علم ، أو بلا نية وبلا علم. وأما اختلاف التضاد فهو : القولان المتنافيان : إما في الأصول وإما في الفروع ، عند الجمهور الذين يقولون : " المصيب واحد " ، وإلا فمن قال : " كل مجتهد مصيب " فعنده : هو من باب اختلاف التنوع ، لا اختلاف التضاد فهذا الخطب فيه أشد لأن القولين يتنافيان " . الشيخ : انقضت الكراسة انقضت، نعم .