القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وفي الحجاز مواضع ، كغار عن يمين الطريق وأنت ذاهب من بدر إلى مكة يقال : إنه الغار الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ، وإنه الغار الذي ذكره الله في قوله تعالى : { ثاني اثنين إذ هما في الغار } ، ولا خلاف بين أهل العلم أن الغار المذكور في القرآن إنما هو غار بجبل ثور ، قريب من مكة ، معروف عند أهل مكة إلى اليوم . فهذه البقاع التي يعتقد لها خصيصة -كائنة ما كانت-
القارئ : أشار عندي يا شيخ إلى نسخة، قال: في د وط: في القرآن في قوله. الشيخ : جميل. القارئ : "في القرآن في قوله تعالى : (( ثاني اثنين إذ هما في الغار )) ولا خلاف بين أهل العلم أن الغار المذكور في القرآن إنما هو غار بجبل ثور، قريب من مكة، معروف عند أهل مكة إلى اليوم. فهذه البقاع التي يعتقد لها خصيصة -كائنة ما كانت- فإن تعظيم مكان لم يعظم ". الشيخ : فإن قال قائل: هل يجوز أن نذهب إلى غار حراء أو إلى غار ثور تعبداً؟ فالجواب: لا، لأنه ليس له عبادة تخصه. أما أن يذهب إلى ذلك تفكراً ونظراً للآثار فلا بأس به، إلا إذا كان الإنسان أسوة لعلمه وفضله وخاف إن ذهب إلى هذه الأماكن يقتدى به على أنها سنة وعبادة فحيئذٍ لا يذهب، ولذلك يجب على العلماء في الفعل والترك ما لا يجب على غيرهم. نعم. القارئ : فإن تعظيم مكان. الطالب : ... الشيخ : لا، هي موجودة في النسخة، لكن ما أظن كل ما مر في كتاب الشيخ علي يقول رضي الله عنه.
ما رأيكم في قول " كرم الله وجهه " لعلي بن أبي طالب ؟
الطالب : ... . الشيخ : نعم؟ الطالب : ... المطبوعة، رضي الله عنه. الشيخ : إي هذا هو الصواب. القارئ : يقول أحسن الله إليك ، " في جيم والمطبوعة رضي الله عنه " الشيخ : الصواب رضي الله عنه. والغريب أن رضي الله عنه أفضل لعلي من قوله كرم الله وجهه، لأن كرم الله وجهه ما فيه إلا وصف سلبي، وأما رضي الله عنه فهو أعلى وصف يحصل للإنسان، رضى الله من يناله؟ لكن هذا من جهل الرافضة وأشباههم، نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فإن تعظيم مكان لم يعظمه الشرع شر من تعظيم زمان لم يعظمه ، فإن تعظيم الأجسام بالعبادة عندها أقرب إلى عبادة الأوثان من تعظيم الزمان ، حتى إن الذي ينبغي تجنب الصلاة فيها ، وإن كان المصلي لا يقصد تعظيمها ، لئلا يكون ذلك ذريعة إلى تخصيصها بالصلاة فيها ، كما ينهى عن الصلاة عند القبور المحققة ، وإن لم يكن المصلي يقصد الصلاة لأجلها . وكما ينهى عن إفراد الجمعة وسرر شعبان بالصوم ، وإن كان الصائم لا يقصد التخصيص بذلك الصوم ، فإن ما كان مقصودا بالتخصيص ، مع النهي عن ذلك ، ينهى عن تخصيصه أيضا بالفعل . وما أشبه هذه الأمكنة بمسجد الضرار الذي أسس على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم . فإن ذلك المسجد لما بني ضرارا وكفرا ، وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل ، نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيه ، وأمر بهدمه . وهذه المشاهد الباطلة إنما وضعت مضاهاة لبيوت الله ، وتعظيما لما لم يعظمه الله ، وعكوفا على أشياء لا تنفع ولا تضر ، وصدًا للخلق عن سبيل الله ، وهي عبادته وحده لا شريك له بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم تسليما
القارئ : " فإن تعظيم مكان لم يعظمه الشرع شر من تعظيم زمان لم يعظمه، فإن تعظيم الأجسام بالعبادة عندها أقرب إلى عبادة الأوثان من تعظيم الزمان، حتى أن الذي ينبغي تجنب الصلاة فيها، وإن كان المصلي لا يقصد تعظيمها، لئلا يكون ذلك ذريعة " الشيخ : كذا عندكم "حتى إن الذي " ؟ القارئ : عندي "حتى أن ". الشيخ : فتح الهمزة والكسرة ما هي مشكلة، لأن أين خبر أن ؟ اللهم إلا أن يقال : حتى إن الذي ينبغي أن تتجنب ولا تجنب. القارئ : تجنب. الشيخ : حتى إن الذي ينبغي تجنب الصلاة فيها، يعني معناه تجنب هذا خبر إن، حتى إن الذي ينبغي، يعني الذي ينبغي للإنسان أن يتجنب الصلاة فيها، نعم. القارئ : " حتى إن الذي ينبغي تجنب الصلاة فيها، وإن كان المصلي لا يقصد تعظيمها، لئلا يكون ذلك ذريعة إلى تخصيصها بالصلاة فيها، كما ينهى عن الصلاة عند القبور المحققة، وإن لم يكن المصلي يقصد الصلاة لأجلها، وكما يُنهى عن إفراد الجمعة وسرر شعبان بالصوم، وإن كان الصائم لا يقصد التخصيص بذلك الصوم، فإن ما كان مقصودا بالتخصيص مع النهي عن ذلك، يُنهى عن تخصيصه أيضاً بالفعل. وما أشبه هذه الأمكنة بمسجد الضرار الذي أسس على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم، فإن ذلك المسجد لما بني ضراراً وكفراً، وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل، نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيه، وأمر بهدمه. وهذه المشاهد الباطلة إنما وُضعت مضاهاة لبيوت الله، وتعظيما لما لم يعظمه الله، وعكوفا على أشياء لا تنفع ولا تضر، وصدًا للخلق عن سبيل الله، وهي عبادته وحده لا شريك له بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً ".
الشيخ : ومن هذا النوع ما يوجد الآن في بعض النشرات من أدعية باطلة كلها أسجاع تجذب القلب وربما ترققه وتدمع العين، لكنها باطلة. هذه لا شك أنها تصد عن الأذكار والأدعية النبوية سواء قصد صاحبها ذلك أو لم يقصد، مع أن الظاهر أن الذين وضعوها هم من أهل التصوف الذين يريدون أن يصدوا الناس عن الأذكار الشرعية والأدعية الشرعية إلى أذكار بطلة. ورأيت مثل هذا يوزع في المساجد، تجد صفحة أو صفحتين مملوءة بالأدعية لا أصل لها، لكنها أسجاع ملفقة ولذيذة على السمع، إلا أنها في الواقع تصد الناس عن ذكر الله المشروع. ولهذا يجب على الإنسان أن يتحرز منها وأن يحذر منها عباد الله حتى لا يغتروا، الذين يوزعونها قد لا يكون لهم إلا قصد حسن، لكن الذين ألفوها هم المتهمون، ولا يعلم ما في القلوب إلا علام الغيوب، لكن نتيجة فعلهم سيئة سواء أرادوها أم لم يريدوها. نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " واتخاذها عيدا هو الاجتماع عندها واعتياد قصدها ، فإن العيد من المعاودة . ويلتحق بهذا الضرب -لكنه ليس منه- مواضع يدعى لها خصائص لا تثبت ، مثل كثير من القبور التي يقال إنها قبر نبي ، أو قبر صالح ، أو مقام نبي ، أو صالح ، ونحو ذلك ، وقد يكون ذلك صدقا ، وقد يكون كذبا . وأكثر المشاهد التي على وجه الأرض من هذا الضرب . فإن القبور الصحيحة والمقامات الصحيحة قليلة جدا . وكان غير واحد من أهل العلم يقول : لا يثبت من قبور الأنبياء إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم . وغيره قد يثبت غير هذا أيضا مثل قبر إبراهيم الخليل عليه السلام ، وقد يكون علم أن القبر في تلك الناحية لكن يقع الشك في عينه ، ككثير من قبور الصحابة التي بباب الصغير من دمشق ، فإن الأرض غيرت مرات ، فتعيين قبر أنه قبر بلال أو غيره لا يكاد يثبت ، إلا من طريق خاصة ، وإن كان لو ثبت ذلك لم يتعلق به حكم شرعي مما قد أحدث عندها .
القارئ : " واتخاذها عيداً هو الاجتماع عندها واعتياد قصدها، فإن العيد من المعاودة. ويلتحق بهذا الضرب -لكنه ليس منه- مواضع يدعى لها خصائص لا تثبت، مثل كثير من القبور التي يقال إنها قبر نبي، أو قبر صالح، أو مقام نبي أو صالح، ونحو ذلك، وقد يكون ذلك صدقا، وقد يكون كذباً. وأكثر المشاهد التي على وجه الأرض من هذا الضرب، فإن القبور الصحيحة والمقامات الصحيحة قليلة جدا. وكان غير واحد من أهل العلم يقول : لا يثبت من قبور الأنبياء إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم. وغيره قد يثبت غير هذا أيضاً مثل قبر إبراهيم الخليل عليه السلام، وقد يكون عَلم أن القبر ". الشيخ : عُلم. القارئ : " وقد يكون عُلم أن القبر في تلك الناحية لكن يقع الشك في عينه، ككثير من قبور الصحابة التي بباب الصغير من دمشق، فإن الأرض غُيرت مرات، فتعيين قبر أنه قبر بلال أو غيره لا يكاد يثبت إلا من طريق خاصة، وإن كان لو ثبت ذلك لم يتعلق به حكم شرعي مما قد أحدث عندها ". الشيخ : قبر النبي عليه الصلاة والسلام لا شك أنه معلوم بالتوار القطعي من المسلمين، كل الناس يعرفون أن هذا موضع قبر النبي عليه الصلاة والسلام كما يعرفون أن هذا موضع التعريف وهذا مزدلفة وهذا منى، ولا إشكال عندهم في هذا، أما غيره فلا يعلم، حتى المسجد الذي يسمى مسجد الخليل في فلسطين لا يدرى هل هو هو أو لا؟ ولا يعلم حتى جهاته إلا قبر موسى عليه الصلاة والسلام ( فإن موسى لما جاءه ملك الموت ليقبض روحه ظنه عدو فلطمه حتى فقأ عينه، فذهب ملك الموت إلى الرب عز وجل وقال : يا رب أرسلتني إلى رجل لا يريد الموت، فأرسله الله إلى موسى وقال له: إن شئت أن تبقى مدة طويلة فضع يدك على جلد ثور فما كان تحتها من شعر فلك مثله من السنين ) هذا معنى الحديث ( قال موسى ثم ماذا ؟ قال الموت لا بد منه، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة أرض فلسطين رمية حجر، فأعطاه الله ما سأل، ثم انتقل إلى هناك ومات هناك، قال النبي عليه الصلاة والسلام: وقبره عند الكثيب الأحمر، ولو كنت ثَم لأريتكم إياه ) هنا نعلم الجهة، لكن ما ندري القبر بعينه. وعلى هذا فليس قبر واحد من الأنبياء معلوماً إلا قبر خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام وهو محمد صلى الله عليه وسلم . نعم
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ولكن الغرض أن نبين هذا القسم الأول ، وهو تعظيم الأمكنة التي لا خصيصة لها : إما مع العلم بأنه لا خصيصة لها ، أو مع عدم العلم بأن لها خصيصة ، إذ العبادة والعمل بغير علم منهي عنه ، كما أن العبادة والعمل بما يخالف العلم منهي عنه ، ولو كان ضبط هذه الأمور من الدين لما أهمل ، ولما ضاع عن الأمة المحفوظ دينها ، المعصومة عن الخطأ . وأكثر ما تجد الحكايات المتعلقة بهذا عند السدنة والمجاورين لها الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ، ويصدون عن سبيل الله . وقد يحكي من الحكايات التي فيها تأثير ، مثل أن رجلا دعا عندها فاستجيب له ، أو نذر لها إن قضى الله حاجته فقضيت حاجته ، ونحو ذلك . وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام فإن القوم كانوا أحيانا يخاطبون من الأوثان ، وربما تقضي حوائجهم إذا قصدوها ، وكذلك يجري لأهل الأبداد من أهل الهند وغيرهم . وربما قيست على ما شرع الله تعظيمه من بيته المحجوج ، والحجر الأسود الذي شرع الله استلامه وتقبيله ، كأنه يمينه ، والمساجد التي هي بيوته . وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس ، وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في أهل الأرض . وقد صح "عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر وقال : « إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل » ، فإذا كان نذر الطاعات المعلقة بشرط لا فائدة فيه ، ولا يأتي بخير ، فما الظن بالنذر لما لا يضر ولا ينفع؟ . وأما إجابة الدعاء ، فقد يكون سببه اضطرار الداعي وصدقه ، وقد يكون سببه مجرد رحمة الله له ، وقد يكون أمرا قضاه الله لا لأجل دعائه ، وقد يكون له أسباب أخرى ، وإن كانت فتنة في حق الداعي "
القارئ : " ولكن الغرض أن نبين هذا القسم الأول، وهو تعظيم الأمكنة التي لا خَصيصة لها، إما مع العلم بأنه لا خصيصة لها، أو مع عدم العلم بأن لها خصيصة، إذ العبادة والعمل بغير علم منهي عنه، كما أن العبادة والعمل بما يخالف العلم منهي عنه، ولو كان ضبط ". الشيخ : وعلى هذا فالأمور ثلاثة : أن نعلم أنه محبوب إلى الله، أن نعلم أنه غير محبوب إلى الله، أن لا نعلم أنه محبوب إلى الله، يعني: لا نعلم هذا ولا هذا، فما هو المشروع ؟ الطالب : المحبوب إلى الله. الشيخ : أن نعلم أنه محبوب إلى الله، أما ما علمنا أنه غير محبوب، أو الذي لا نعلم أنه محبوب، فهو منهي عنه، لأن الأصل في العبادات المنع إلا بدليل. نعم. القارئ : " ولو كان ضبط هذه الأمور من الدين لما أُهمل، ولما ضاع عن الأمة المحفوظ دينها المعصومة عن الخطأ. وأكثر ما تجد الحكايات المتعلقة بهذا عند السدنة والمجاورين لها الذين يأكلون أموال" الشيخ : عندي " والمجاورين بها " ما في نسخة عندك؟ القارئ : إلا يا شيخ، قال: في ط بها. الشيخ : الظاهر بها أحسن، لأن المجاور لها إذا لم يعتقده قربة ليس عليه شيء. القارئ : " وأكثر ما تجد الحكايات المتعلقة بهذا عند السدنة والمجاورين بها الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، ويصدون عن سبيل الله. وقد يحكي من الحكايات التي فيها تأثير، مثل: أن رجلاً دعا عندها فاستجيب له، أو نذر لها إن قضى الله حاجته " الشيخ : انقَضت أو إن قُضيت. القارئ : أشار إلى طاء ... " إن قُضيت حاجته " نسخة. الشيخ : نعم. القارئ : " أو نذر لها إن قضى الله حاجته فقضيت حاجته، ونحو ذلك . وبمثل هذه الأمور كانت تُعبد الأصنام، فإن القوم كانوا أحياناً يخاطِبون من الأوثان" الشيخ : لعلها يخاطَبون، يخاطَبون بفتح الطاء. القارئ : " فإن القوم كانوا أحياناً يخاطَبون من الأوثان، وربما تقضي حوائجهم إذا قصدوها، وكذلك يجري لأهل الأبداد من أهل الهند وغيرهم. وربما قيست على ما شرع الله تعظيمه من بيته المحجوج والحجر الأسود الذي شرع الله استلامه وتقبيله كأنه يمينه، والمساجد التي هي بيوته. وإنما عُبدت الشمس والقمر بالمقاييس، وبمثل هذه الشبهات حدث الشركُ في أهل الأرض ". الشيخ : الله أكبر. القارئ : " وقد صح ( عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر، وقال : إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل ) فإذا كان نذر الطاعات المعلقة بشرط لا فائدة فيه، ولا يأتي بخير، فما الظن بالنذر ". الشيخ : ... القارئ : " وأما إجابة الدعاء، فقد يكون سببه اضطرار الداعي وصدقه، وقد يكون سببه مجرد رحمة الله له، وقد يكون أمرا قضاه الله لا لأجل دعائه، وقد يكون له أسباب أخرى، وإن كانت فتنة في حق الداعي فإنا نعلم أن الكفار قد يستجاب " الشيخ : هذه أسباب إجابة الدعاء، أولاً: الاضطرار، الاضطرار وصدق الطلب، فالإنسان المضطر إذا دعا الله تعالى أجابه الله ولو كان كافراً، أرأيتم المشركين في لجج البحر إذا دعوا الله استجاب لهم مع أنه سبحانه وتعالى يعلم أنهم سيشركون بعد ذلك، لكن الاضطرار وصدق الطلب هو الذي أوجب استجابة دعائه. وقد يكون سببه مجرد رحمة الله، لا لأنه حول هذا القبر أو ما أشبه ذلك. وقد يكون سببه أمراً قضاه الله لا لأجل الدعاء، يعني يكون هذا الأمر مقضياً من قبل سواء دعا أم لم يدع، فيكون حصل عند الدعاء لا بالدعاء. وقد يكون له أسباب أخرى، منها: الفتنة التي أشار إليها، فقد يجيب الله دعاء الإنسان فتنة له، إما أن يفتتن بمقامه ومنزلته ويقول إنه ولي إنه مجاب الدعوة، وإما أن يكون في هذا الشيء الذي دعا به الله فتنة له كأن تيسر له أسباب المعصية مثلاً، وما أشبه ذلك. المهم أن أسباب الدعاء كثيرة، نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فإنا نعلم أن الكفار قد يستجاب لهم فيسقون ، وينصرون ويعانون ، ويرزقون ، مع دعائهم عند أوثانهم وتوسلهم بها . وقد قال الله تعالى : { كلًا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورًا } ، وقال تعالى : { وأنه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقًا } . وأسباب المقدورات فيها أمور يطول تعدادها ، ليس هذا موضع تفصيلها ، وإنما على الخلق اتباع ما بعث الله به المرسلين ، والعلم بأن فيه خير الدنيا والآخرة . ولعلي إن شاء الله أبين بعض أسباب هذه التأثيرات في موضع آخر .
القارئ : " فإنا نعلم أن الكفار قد يستجاب لهم فيسقون، وينصرون ويعانون ويُرزقون، مع دعائهم عند أوثانهم وتوسلهم بها . وقد قال الله تعالى : (( كلًا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورًا )) وقال تعالى : (( وأنه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقًا )) وأسباب المقدورات فيها أمور يطول تِعدادها، ليس هذا موضع تفصيلها " الشيخ : تِعدادها ولا تَعدادها؟ مشكولة؟ القارئ : لا يا شيخ ليست مشكولة. الشيخ : نقول ما وجدت بالكسرة إلا تِلقاء وتِبيان وكلمات يسيرة، ولا الباقي بالفتح، لكن تلقاء وتبيان جاءت مكسورة وفي كلمات أخرى نسيتها لكنها ليس منها تعداد. القارئ : " وأسباب المقدورات فيها أمور يطول تَعدادها، ليس هذا موضع تفصيلها، وإنما على الخلق اتباع ما بعث الله به المرسلين، والعلم بأن فيه خير الدنيا والآخرة. ولعلي إن شاء الله أبين بعض أسباب هذه التأثيرات في موضع آخر ". الشيخ : رحم الله أبا العباس، عاد وين نلقاه؟ القارئ : أشار إليه، قال: " راجع كتاب المؤلف قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة " . الشيخ : إيش؟ القارئ : راجع كتاب : قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، من صفحة ستمئة وتسع وثامنين حتى سبع مئة واثنين وثلاثين. الشيخ : على كل حال يحتاج أننا نجد هذه الأسباب في الكتاب المذكور. ثانياً أن يتبين لنا أن الكتاب المذكور بعد اقتضاء الصراط المستقيم، لأن اقتضاء الصراط المستقيم من آخر ما ألف.
الشيخ : فما أظن أحداً منكم يستطيع أن يجمعها، نعم؟ الطالب : ... الشيخ : ما عندك درس، لا جامعة ولا معهد ولا شيء ؟ الطالب : لا يضر. الشيخ : قل إن شاء الله. الطالب : إن شاء الله. الشيخ : لأن المؤلف نفسه يقول لعلي إن شاء الله، انتهى الوقت ؟ الطالب : ... الشيخ : لا لا، إلى شهر، لك إلى شهر، الليلة خمسة عشر، إي نعم، إذا كان مجموعة يجب أن يتبين لنا أن الكتاب بعد هذا، لأنه قال: " سأبين " وإلا فهناك أشياء غير الذي بالتوسل والوسيلة.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فصل: النوع الثاني من الأمكنة : ما له خصيصة لكن لا يقتضي اتخاذه عيدا ، ولا الصلاة ونحوها من العبادات عنده . فمن هذه الأمكنة : قبور الأنبياء والصالحين ، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والسلف النهي عن اتخاذها عيدا ، عموما وخصوصا . وبينوا معنى العيد . فأما العموم : فقال أبو داود في سننه : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : قرأت على عبد الله بن نافع ، أخبرني ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم » " وهذا إسناد حسن ، فإن رواته كلهم ثقات مشاهير ، لكن عبد الله بن نافع الصائغ الفقيه المدني صاحب مالك فيه لين لا يقدح في حديثه . قال يحيى بن معين : هو ثقة . وحسبك بابن معين موثقا . وقال أبو زرعة : لا بأس به . وقال أبو حاتم الرازي : ليس بالحافظ ، وهو لين تعرف حفظه وتنكر . فإن هذه العبارات منهم تنزل حديثه من مرتبة الصحيح إلى مرتبة الحسن ، إذ لا خلاف في عدالته وفقهه ، وأن الغالب عليه الضبط ، لكن قد يغلط أحيانا ، ثم هذا الحديث مما يعرف من حفظه ، ليس مما ينكر ، لأنه سنة مدنية ، وهو محتاج إليها في فقهه ، ومثل هذا يضبطه الفقيه . وللحديث شواهد من غير طريقه ، فإن هذا الحديث روي من جهات أخرى فما بقي منكرا . وكل جملة من هذا الحديث رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد معروفة ، وإنما الغرض هنا النهي عن اتخاذه عيدا . فمن ذلك : ما رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا جعفر بن إبراهيم -من ولد ذي الجناحين- حدثنا علي بن عمر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين : أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو . فنهاه ، فقال : ألا أحدثكم حديثا سمعته عن أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تتخذوا قبري عيدا ، ولا بيوتكم قبورا ، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم » رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي الحافظ ، فيما اختاره من الأحاديث الجياد الزائدة على الصحيحين ، وشرطه فيه أحسن من شرط الحاكم في صحيحه .
القارئ : " فصل: النوع الثاني من الأمكنة : ما له خصيصة لكن لا يقتضي اتخاذه عيداً، ولا الصلاة ونحوها من العبادات عنده. فمن هذه الأمكنة : قبور الأنبياء والصالحين، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف النهي عن اتخاذها عيداً عموماً وخصوصاً، وبينوا معنى العيد. فأما العموم، فقال أبو داود في سننه: حدثنا أحمد بن صالح، قال : قرأت على عبد الله بن نافع، أخبرني ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) وهذا إسناد حسن ، فإن رواته كلهم ثقات مشاهير، لكن عبد الله بن نافع الصائغ الفقيه المدني صاحب مالك فيه لين لا يَقدح في حديثه، أو لا يُقدح في حديثه " الشيخ : لماذا ؟ الأول أحسن. القارئ : " لا يَقدح في حديثه، قال يحيى بن معين : هو ثقة، وحسبك بابن معين موثقا، وقال أبو زرعة : لا بأس به. وقال أبو حاتم الرازي : ليس بالحافظ، وهو لين، تعرف حفظه وتُنكر ". الشيخ : لا، أو من حفظه، هو المعروف في مثل هذه العبارة تعرف من حفظه وتنكر، لكن قد يتساهل فيها فيقال تعرف وتنكر. القارئ : عندي في باء والمطبوعة: يعرف حديثه وينكر. الشيخ : يُعرف ويُنكر؟ القارئ : نعم الطالب : ... الشيخ : ... لكن المعروف في مثل هذه العبارة تعرف من حفظه وتنكر، ما يخالف ما هي مشكلة، عبد الله عوض ما أدري وين هو اليوم؟ لو تستلم مكان محمود. الطالب : ... الشيخ : خير إن شاء الله، معذور يعني، نعم. القارئ : " فإن هذه العبارات منهم تنزل حديثه من مرتبة الصحيح إلى مرتبة الحسن، إذ لا خلاف في عدالته وفقهه، وأن الغالب عليه الضبط، لكن قد يغلط أحياناً، ثم هذا الحديث مما يُعرف من حفظه، ليس مما ينكر، لأنه سنة مدنية، وهو محتاج إليها في فقهه، ومثل هذا يضبطه الفقيه، وللحديث شواهد من غير طريقه ". الشيخ : يعني مثل هذا الكلام الجيد لشيخ الإسلام تعرف به اندفاع العلل في الحديث أو ثبوت العلل، وقل من يفقه هذا، حتى من المحدثين الذين يعتمدون على ظاهر الإسناد، فمثلاً : هذا الرجل فقيه ومدني، وتردد الناس إلى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام مما يحتاج هذا الفقيه المدني إلى معرفته، فلا بد أن يكون ضابطاً لما رواه، حتى لو كان فيه لين، فمثل هذا لا يمكن أن يلين فيه، لأنه مما يتعلق به فقهه، أي نعم . القارئ : " وللحديث شواهد من غير طريقه، فإن هذا الحديث روي من جهات أخرى فما بقي منكرا. وكل جملة من هذا الحديث رُويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد معروفة ، وإنما الغرض هنا النهي عن اتخاذه عيداً. فمن ذلك : ما رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا جعفر بن إبراهيم -من ولد ذي الجناحين-، حدثنا علي بن عمر، عن أبيه، عن علي بن الحسين : ( أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، فقال : ألا أحدثكم حديثا سمعته عن أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبورا، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم ) رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي الحافظ، في ما اختاره من الأحاديث الجياد الزائدة على الصحيحين، وشرطه فيه أحسن من شرط الحاكم في صحيحه " . الشيخ : ما معنى قوله : ( لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً ) الجملة الأولى : لا تتخذوه عيداً تعتادون التردد إليه، لا سيما إن قيد ذلك بأيام معلومة، كما لو قيد بأيام المولد. وأما ( ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً ) فتحتمل معنيين، المعنى الأول: لا تجعلوها كالقبور بحيث لا تصلون فيها، لأن المقبرة قد علم بالشرع أنها ليست مكاناً للصلاة. أو المعنى لا تقبروا فيها موتاكم، إذا قبر الإنسان في البيت كان ذلك وسيلة إلى الغلو فيها والتردد إليه، وكلا الأمرين منهي عنه .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وروى سعيد في سننه ، حدثنا حبان بن علي ، حدثني محمد بن عجلان ، عن أبي سعيد مولى المهري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تتخذوا بيتي عيدا ، ولا بيوتكم قبورا ، وصلوا علي حيثما كنتم ، فإن صلاتكم تبلغني » . وقال سعيد : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، أخبرني سهيل بن أبي سهيل قال : رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عند القبر ، فناداني ، وهو في بيت فاطمة يتعشى . فقال : هلم إلى العشاء؟ فقلت لا أريده . فقال : ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت : سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إذا دخلت المسجد فسلم . ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تتخذوا بيتي عيدا ، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر ، لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم » ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء. فهذان المرسلان من هذين الوجهين المختلفين يدلان على ثبوت الحديث ، لا سيما وقد احتج من أرسله به وذلك يقتضي ثبوته عنده ، ولو لم يكن روي من وجوه مسندة غير هذين . فكيف وقد تقدم مسندا؟ .
القارئ : " وروى سعيد في سننه، حدثنا حبان بن علي، حدثني محمد بن عجلان، عن أبي سعيد مولى المهري، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تتخذوا بيتي عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، وصلوا علي حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني ). وقال سعيد : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، أخبرني سهيل بن أبي سهيل، قال : ( رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عند القبر، فناداني، وهو في بيت فاطمة يتعشى. فقال : هلم إلى العشاء؟ فقلت: لا أريده . فقال : ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت : سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إذا دخلت المسجد فسلم . ثم قال ) " الشيخ : فسلم يعني السلام المشروع عند دخول المسجد : بسم الله والسلام على رسول الله، يعني كأنه يقول : اكتف بهذا ولا حاجة بأن تأتي إلى القبر، نعم. القارئ : ( ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تتخذوا بيتي عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر، لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم، ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء ). الشيخ : هذا من كلام الحسن قال : ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء، يعني: فالإنسان إذا سلم أو صلى ولو في أبعد ما يكون فإنه يبلغ سلامه وصلاته النبي صلى الله عليه وسلم .
بيان حكم القائل لمن يقدم المدينة : سلم لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : وبهذا نعرف ضلال بعد العوام الذين يقولون لمن قدم إلى المدينة سلم لي على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكأنه حي، كأنه حي يبلغه السلام، وهذا غلط، لأنه إذا قال سلم لي إن قصد أنه يسلم على الرسول نيابة عنه فهذا توكيل في طاعة لم يرد التوكيل فيها، وإن أراد أنه ينقل سلامه، فنقول نقل الملائكة لسلامك أشد طمأنينة وأقوى أمناً وأسد أماناً، نعم. القارئ : " فهذان المرسلان من هذين الوجهين المختلفين يدلان على ثبوت الحديث، لا سيما وقد احتج من أرسله به، وذلك يقتضي ثبوته عنده، ولو لم يكن روي من وجوه مسندة غير هذين، فكيف وقد تقدم مسندا؟ " .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ووجه الدلالة : أن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل قبر على وجه الأرض ، وقد نهى عن اتخاذه عيدا . فقبر غيره أولى بالنهي كائنا من كان ، ثم إنه قرن ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم : « ولا تتخذوا بيوتكم قبورا » أي لا تعطلوها عن الصلاة فيها والدعاء والقراءة ، فتكون بمنزلة القبور ، فأمر بتحري العبادة في البيوت ، ونهى عن تحريها عند القبور ، عكس ما يفعله المشركون من النصارى ومن تشبه بهم . وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ، ولا تتخذوها قبورا » .
القارئ : " وجه الدلالة : أن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل قبر على وجه الأرض، وقد نهى عن اتخاذه عيدا، فقبر غيره أولى بالنهي كائناً من كان، ثم إنه قرن ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم : ( ولا تتخذوا بيوتكم قبوراً ) أي: لا تعطلوها عن الصلاة فيها والدعاء والقراءة، فتكون بمنزلة القبور، فأمر بتحري العبادة في البيوت، ونهى عن تحريها عند القبور، عكس ما يفعله المشركون من النصارى ومن تشبه بهم. وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبوراً )، وروى مسلم عن أبي هريرة عن النبي ". الشيخ : بل قال عليه الصلاة والسلام : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) ولهذا كانت الصلاة في البيوت في غير ما يشرع في المسجد كقيام الليل في رمضان والصلاة الواجبة في البيوت أفضل، ولها معنى لطيف وحكمة، وهي: أن الرجل إذا صلى في بيته فإن أهله يشاهدونه والصبيان يشاهدونه، فيألفون الصلاة ويقلدونه، حتى إن الصبي الصغير تجده يقلد من يصلي في المسجد. الطالب : في بيته. الشيخ : نعم، من يصلي في البيت، تجده يقلده حتى يصف جنبه وينظر ماذا يفعل، على كل حال لا يفهم المعنى، لكن يقلد، ومتى اشتهى انصرف وترك، لكنه لا شك أنه يألف الصلاة. هذه من الحكمة في كون الصلاة في البيوت أفضل. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وروى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، فإن الشيطان يفر من البيت الذي يسمع سورة البقرة تقرأ فيه » ، ثم إنه صلى الله عليه وسلم أعقب النهي عن اتخاذه عيدًا بقوله : « صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم » ، وفي الحديث الآخر : « فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم » يشير بذلك صلى الله عليه وسلم إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم منه فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدًا . والأحاديث عنه بأن صلاتنا وسلامنا تعرض عليه كثيرة ، مثل ما روى أبو داود من حديث أبي صخر حميد بن زياد ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام » صلى الله عليه وسلم . وهذا الحديث على شرط مسلم . ومثل ما روى أبو داود أيضا عن أوس بن أوس رضي الله عنه « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة ، فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا : يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ فقال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء » .
القارئ : " وروى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان يفر من البيت الذي يسمع سورة البقرة تقرأ فيه )، ثم إنه صلى الله عليه وسلم أعقب النهي عن اتخاذه عيدًا بقوله: ( صلوا ) " الشيخ : هذا الحديث فيه فائدة وهي أن المقابر لا تشرع فيها القراءة، لا تشرع القراءة في المقابر، لأنه قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر فإن الشيطان يفر ) وهذا يدل على أن المقبرة ليست محلاً للقراءة. وعليه فمن ذهب ليقرأ ختمة كما يقولون عند القبر أو في المقبرة فهو مبتدع، ينهى عن هذا . جاء السؤال ؟ القارئ : لا ما بعد. الشيخ : نعم. القارئ : " ثم إنه صلى الله عليه وسلم أعقب النهي عن اتخاذه عيداً بقوله: ( صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم ) وفي الحديث الآخر ( فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم ) يشير بذلك صلى الله عليه وسلم إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبُعدكم منه فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدًا. والأحاديث عنه بأن صلاتنا وسلامنا تعرض عليه كثيرة، مثل: ما روى أبو داود من حديث أبي صخر حُميد بن زياد ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشيخ : عندي: " رضي الله عنه " وليتك ما عدلت عنها، طيبة هذه. القارئ : ما عندي يا شيخ. الشيخ : لا عندك. نعم. القارئ : " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرُد عليه السلام ) صلى الله عليه وسلم. وهذا الحديث على شرط مسلم. ومثل ما روى أبو داود أيضاً ". الشيخ : وسبحان الله أحوال الآخرة والقبور تبهر العقول، من يستطيع أن يحصي المسلمين على الرسول في آن واحد، ومع ذلك كل واحد يسلم عليه يرد الله عليه روحه فيرد عليه السلام، سواء قرب منه أو بعد، الله أكبر، نعم . القارئ : " ومثل ما روى أبو داوود أيضاً عن أوس بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة علي، قالوا : يا رسول الله كيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ فقال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء ) ". الطالب : جاء وقت السؤال يا شيخ.
من فاتته صلاة الجماعة هل الأفضل له أن يصلي في المسجد أو يرجع ويصلي في بيته ؟
السائل : ... تأخر عن صلاة الجماعة لعذر ... هل الأولى ...؟ الشيخ : لا، أرى أن يذهب إلى المسجد ويصلى مع من يجد. السائل : إذا لم يجد؟ الشيخ : إذا لم يجد إن شاء رجع وصلى في بيته، وإن شاء صلى في المسجد.
السائل : من يقرأ سورة البقرة في بيت ... الشيخ : في السائل : بيت ... الشيخ : الظاهر لا بأس به ، لا سيما فيما إذا كبرت الوساوس وعدوان الشياطين، فإنه لا بأس به، لكني لا أعلم أن هذا سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، إلا أن ترغيبه في ذلك بقوله: ( إن الشيطان يهرب من البيت الذي يسمع فيه سورة البقرة ) يدل على أنه لا بأس خصوصاً إذا كثر تسلط الشياطين، نعم.
كيف يسمع ويرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام على من سلم عليه ؟
السائل : شيخ بارك الله فيك، بالنسبة .... الشيخ : إيش ؟ السائل : ... الشيخ : كيف ؟ السائل : بالنسبة ... الشيخ : الظاهر أنك تعجز عن تصوير شيء من الشبهة، الشبهة الي قرأنا اليوم لو طالبتك بتصوير واحد منها عجزت، كيف أمور الغيب هذه ما تسأل عنها يا رجل ما تسأل تقول كيف، هذه أمور فوق العقول بارك الله فيك، قل آمنت بالله ورسوله، وأما أن تقول كيف ولم، هذه أمور غيبية. السائل : ... الشيخ : عجيب يعني الأرض تنكمش، هذا زعمهم يعني، الأرض تنكمش لأن واحد في المسجد النبوي، مشكلة ... المسجد النبوي يتكسر، والله مشكلة نعم . الطالب : وش ترد عليه يا شيخ؟ الشيخ : أرد عليه بأن هذا جنون، هذا يحسن أن يجعل في قسم المجانين في أحد المستراحات.
من ذهب إلى زيارة القبور وهو يقرأ القرآن هل يقطع القراءة عند دخوله المقبرة ؟
السائل : إذا أتى إلى المقبرة وهو يقرأ الشيخ : إيش السائل : إذا أتى إلى المقبرة وهو يقرأ ودخل المقبرة فهل يستمر في القراءة ؟ الشيخ : إي نعم لا بأس هذا ما قرأ عشان المقبرة، يستمر في قراءته، لكنه يذكر الذكر الوارد من السلام ويبقى قراءته في هذا. نعم
السائل : شيخ أحسن الله إليك، رواية: ( لا تجعلوا بيتي عيداً ) رواية صحيحة يا شيخ؟ الشيخ : شيخ الإسلام نقلها وأقرها وهو مما يدل على إيش ؟ على أن الرسول سوف يقبر في بيته. السائل : يؤخذ منه علم من أعلام النبوة؟ الشيخ : نعم؟ السائل : يؤخذ منه علم من أعلام النبوة؟ الشيخ : قد يؤخذ منه علم أو نقول قد يؤخذ منه الإشارة إلى أن الرسول يدفن في بيته، نعم .
هل التسليم يبلغ الموتى غير النبي صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : هل ... يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ... ؟ الشيخ : الظاهر أنه لا فرق، تسليمه يبلغه على كل حال، لكن غيره من الناس ما يبلغه التسليم إلا إذا كان وقف على القبر وهو يعرفه، إن صح الحديث في هذا فابن عبد البر صححه، وأقره ابن القيم في كتاب الروح، وبعض المتأخرين يقول إنه غير صحيح.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ومثل ما روى أبو داود أيضا عن أوس بن أوس رضي الله عنه « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة ، فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا : يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ فقال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء » . أرم أي صار رميما ، أي عظما باليا ، فإذا اتصلت به تاء الضمير فأفصح اللغتين أن يفك الإدغام فيقال : أرمت . وفيه لغة أخرى كما في الرواية : أرمت بتشديد الميم ، وقد يخفف ، فيقال : أرمت.
القارئ : نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : " ومثل ما روى أبو داود أيضاً عن أوس بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة علي، قالوا : يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ فقال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء ). أرم: أي صار رميماً، أي: عظما باليا، فإذا اتصلت به تاء الضمير فأفصح اللغتين أن يفك الإدغام، فيقال : أرمت، وفيه لغة أخرى كما في الرواية : أرّمت بتشديد الميم، وقد يخفف، فيقال : أرمت ". القارئ : " وفي مسند ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام :( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) يعني معناه ولن أكون رميما، لأن الأرض إذا لم تأكل اللحم لم تأكل العظم، أو يقال: أجساد الأنبياء يعم العظم واللحم، فأجساد الأنبياء باقية لا تأكلها الأرض، لأن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكلها. أما غير الأنبياء فالأصل أنها تأكلها، لكن قد يوجد من لا تأكله الأرض كما نسمع عدة حوادث أنه عثر على بعض القبور التي لم تأكلها الأرض.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وفي مسند ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا بلغته » . رواه الدارقطني بمعناه . وفي النسائي وغيره عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام » إلى أحاديث أخر في هذا الباب متعددة . ثم إن أفضل التابعين من أهل بيته علي بن الحسين رضي الله عنه ، نهى ذلك الرجل أن يتحرى الدعاء عند قبره صلى الله عليه وسلم ، واستدل بالحديث ، وهو راوي الحديث الذي سمعه من أبيه الحسين ، عن جده علي ، واعلم بمعناه من غيره ؛ فبين أن قصده للدعاء ونحوه اتخاذ له عيدًا . وكذلك ابن عمه حسن بن حسن شيخ أهل بيته ، كره أن يقصد الرجل القبر للسلام عليه ونحوه عند دخول المسجد ، ورأى أن ذلك من اتخاذه عيدًا . فانظر هذه السنة كيف مخرجها من أهل المدينة وأهل البيت ، الذين لهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب النسب وقرب الدار ، لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم فكانوا لها أضبط .
القارئ : " وفي مسند ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى عند قبري سمعته، ومن صلى علي نائياً بُلغته ). رواه الدارقطني بمعناه. وفي النسائي وغيره عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام ) إلى أحاديث أخر " الشيخ : قوله : (من صلى عند قبري ) ما عندك نسخة ثانية؟ القارئ : عندي أحسن الله إليك، في المطبوعة علي، وعند قبري ساقطة . الشيخ : لا، إذن نجمع بينهما، ( من صلى علي عند قبري ) القارئ : نضيفها يا شيخ ؟ الشيخ : نعم. القارئ : أقول نضيفها في ال. الشيخ : إي تصحيح. القارئ : " ( من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائياً بُلغته )، رواه الدار قطني بمعناه، وفي النسائي وغيره عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام ) إلى أحاديث أخر في هذا الباب متعددة. ثم إن أفضل التابعين من أهل بيته علي بن الحسين رضي الله عنه نهى ذلك الرجل أن يتحرى الدعاء عند قبره صلى الله عليه وسلم، واستدل بالحديث، وهو راوي الحديث الذي سمعه من أبيه الحسين، عن جده علي، وأعلم بمعناه من غيره، فبين أن قصده للدعاء ونحوه اتخاذ له عيدًا. وكذلك ابن عمه حسن بن حسن شيخ أهل بيته، كره أن يقصد الرجل القبر للسلام عليه ونحوه عند دخول المسجد، ورأى أن ذلك من اتخاذه عيدًا. فانظر هذه السنة كيف مخرجها من أهل المدينة وأهل البيت، الذين لهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب النسب وقرب الدار، لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم فكانوا لها أضبط " .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " والعيد إذا جعل اسمًا للمكان فهو المكان الذي يقصد الاجتماع فيه ، وانتيابه للعبادة عنده ، أو لغير العبادة ، كما أن المسجد الحرام ومنى ومزدلفة وعرفة ، جعلها الله عيدًا ، مثابة للناس ، يجتمعون فيها ، وينتابونها ، للدعاء والذكر والنسك ، وكان للمشركين أمكنة ينتابونها للاجتماع عندها . فلما جاء الإسلام محا الله ذلك كله . وهذا النوع من الأمكنة يدخل فيه قبور الأنبياء والصالحين والقبور التي يجوز أن تكون قبورًا لهم ، بتقدير كونها قبورًا لهم ، بل وسائر القبور أيضًا داخلة في هذا . فإن قبر المسلم له من الحرمة ما جاءت به السنة ، إذ هو بيت المسلم الميت ، فلا يترك عليه شيء من النجاسات بالاتفاق ولا يوطأ ولا يداس ، ولا يتكأ عليه عندنا ، وعند جمهور العلماء ، ولا يجاور بما يؤذي الأموات من الأقوال والأفعال الخبيثة ، ويستحب عند إتيانه السلام على صاحبه ، والدعاء له ، وكلما كان الميت أفضل ، كان حقه أوكد .
القارئ : " والعيد إذا جعل اسمًا للمكان فهو المكان الذي يقصد الاجتماع فيه، وانتيابه للعبادة عنده، أو لغير العبادة، كما أن المسجد الحرام ومنى ومزدلفة وعرفة جعلها الله عيدًا، مثابة للناس، يجتمعون فيها، وينتابونها للدعاء والذكر والنسك، وكان للمشركين أمكنة ينتابونها للاجتماع عندها، فلما جاء الإسلام محا الله ذلك كله. وهذا النوع من الأمكنة يدخل فيه قبور الأنبياء والصالحين والقبور التي يجوز أن تكون قبورًا لهم، بتقدير كونها قبورًا لهم، بل وسائر القبور أيضًا داخلة في هذا، فإن قبر المسلم له من الحرمة ما جاءت به السنة، إذ هو بيت المسلم الميت، فلا يُترك عليه شيء من النجاسات بالاتفاق، ولا يوطأ ولا يداس، ولا يُتكأ عليه عندنا وعند جمهور العلماء، ولا يجاور بما يؤذي الأموات من الأقوال والأفعال الخبيثة، ويستحب عند إتيانه السلام على ". الشيخ : هذه مهمة، لا يجاور بما يؤذي الأموات من الأقوال والأفعال الخبيثة.