الشيخ : سبحان الله، لعله لصغر المساحة في القاهرة والناس كثيرين. السائل : لازدحام الناس ، يأتون إلى هذه الغرف ... يسكنون فيها كأنها بيوت ومنازل ... السائل : ... الشيخ : بيوت ؟ عجيب والله. القارئ : " أن قصد القبور للدعاء ورجاء الإجابة بالدعاء هنالك رجاء أكثر من رجائها بالدعاء في غير ذلك الموطن ". نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " الثاني: أن قصد القبور للدعاء عندها ، ورجاء الإجابة بالدعاء هنالك رجاء أكثر من رجائها بالدعاء في غير ذلك الموطن ، أمر لم يشرعه الله ولا رسوله ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين ، ولا أئمة المسلمين ولا ذكره أحد من العلماء ولا الصالحين المتقدمين ، بل أكثر ما ينقل من ذلك عن بعض المتأخرين بعد المائة الثانية . وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجدبوا مرات ، ودهمتهم نوائب غير ذلك ، فهلا جاءوا فاستسقوا واستغاثوا ، عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ بل خرج عمر بالعباس فاستسقى به ولم يستسق عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم .
القارئ : " الثاني: أن قصد القبور للدعاء عندها ورجاءِ الإجابة " الشيخ : ورجاءَ، أن قصدَ ورجاءَ. القارئ : أنا اعتقدت أنه معطوف على الدعاء. الشيخ : نعم القارئ : اعتقدت أنها معطوفة على الدعاء. الشيخ : على الدعاء؟ لا، ورجاءَ على قصد. القارئ : " الثاني أن قصد القبور للدعاء عندها ورجاءَ الإجابة بالدعاء هنالك رجاءَ أكثر من رجائها بالدعاء " الشيخ : رجاءً. القارئ : " الثاني: أن قصد القبور للدعاء عندها ورجاء الإجابة بالدعاء هنالك رجاءً أكثر من رجائها بالدعاء في غير ذلك الموطن، أمر لم يشرعه الله ولا رسوله، ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أئمة المسلمين، ولا ذكره أحد من العلماء ولا الصالحين المتقدمين، بل أكثر ما ينقل من ذلك عن بعض المتأخرين بعد المائة الثانية. وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجدبوا مرات، ودهمتهم نوائب غير ذلك " الشيخ : قد إيش؟ القارئ : قد أجدبوا مرات. الشيخ : أجذبوا؟ القارئ : أجدبوا. الشيخ : بالدال؟ القارئ : بالدال " قد أجدبوا مرات ودهمتهم نوائب غير ذلك فهل جاؤوا فاستسقوا واستغاثوا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟! بل خرج عمر بالعباس فاستسقى به ولم يستسق عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ". الشيخ : في هذا الكلام فائدة لو تقيد، وهي: أن رجاء الإجابة عند القبور أول ما كان بعد المئة الثانية، هذه ينبغي أن تقيد، لأنه قد يقال : متى حدث هذا؟ متى حدث قصد القبور رجاء الإجابة عندها؟ فيقال : إنه بعد المئة الثانية. الطالب : ... الشيخ : نوائب غير ذلك، نعم نوائب غير ذلك. القارئ : " قد أجدبوا مرات ودهمتهم نوائب غير ذلك فهلا جاؤوا فاستسقوا واستغاثوا ". الطالب : ... الشيخ : طيب. القارئ : الصحيح يا شيخ فهلا ؟ الشيخ : فهلا نعم. القارئ : " فهلا جاؤوا فاستسقوا واستغاثوا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، بل خرج عمر بالعباس فاستسقى به ولم يستسق عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم "
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " بل قد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كشفت عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لينزل المطر ، فإنه رحمة تنزل على قبره ولم تستسق عنده ولا استغاثت هناك . ولهذا لما بنيت حجرته على عهد التابعين - بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم تركوا في أعلاها كوة إلى السماء وهي إلى الآن باقية فيها ، موضوع عليها مشمع على أطرافه حجارة تمسكه ، وكان السقف بارزا إلى السماء وبني كذلك لما احترق المسجد والمنبر سنة بضع وخمسين وستمائة ، وظهرت النار بأرض الحجاز ، التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى ، وجرت بعدها فتنة الترك ببغداد وغيرها . ثم عمر المسجد والسقف كما كان ، وأحدث حول الحجرة الحائط الخشبي ، ثم بعد ذلك بسنين متعددة بنيت القبة على السقف ، وأنكره من كرهه . على أنا قد روينا في مغازي محمد بن إسحاق من زيادات يونس بن بكير، عن أبي خلدة خالد بن دينار ، حدثنا أبو العالية قال : " لما فتحنا تستر ، وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت ، عند رأسه مصحف له ، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر رضي الله عنه فدعا له كعبا فنسخه بالعربية ، فأنا أول رجل من العرب قرأه قراءة مثلما أقرأ القرآن هذا ، فقلت لأبي العالية : ما كان فيه ؟ ، قال : " سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم ، وما هو كائن بعد " قلت : فما صنعتم بالرجل ؟ قال : " حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة ، فلما كان بالليل دفناه ، وسوينا القبور كلها لنعميه على الناس لا ينبشونه " فقلت : ما يرجون منه ؟ قال : " كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون " . فقلت : من كنتم تظنون الرجل؟ قال : " رجل يقال له دانيال " فقلت : منذ كم وجدتموه مات؟ قال : " منذ ثلاثمائة سنة " . قلت : ما كان تغير منه شيء؟ قال : " لا ، إلا شعيرات من قفاه ، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ، ولا تأكلها السباع " . ففي هذه القصة : ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره ، لئلا يفتتن به الناس ، وهو إنكار منهم لذلك
القارئ : " بل قد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كشفت عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لينزل المطر، فإنه رحمة تنزل على قبره، ولم تستسق عنده، ولا استغاثت هناك. ولهذا لما بُنيت حجرته على عهد التابعين - بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم_ تركوا في أعلاها كوة إلى السماء وهي إلى الآن باقية فيها، موضوع عليها مشمع على أطرافه حجارة تمسكه، وكان السقف بارزا إلى السماء ". الشيخ : الله أكبر. القارئ : " وبني كذلك لما احترق المسجد والمنبر سنة بضع وخمسين وستمائة، وظهرت النار بأرض الحجاز التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى ". الشيخ : وهذا من آيات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر بأنها ( ستخرج نار في الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى )، بصرى قرية في الشام، وهذا يدل على عظمها وارتفاعها، ولهذا ضج أهل المدينة ضجيجاً عظيماً وصاروا يتوافدون على المسجد لمدة ثلاثة أيام أو أكثر، وكانوا يسمعون مثل الصواعق تتفجر الأرض، ورهبوا رهبة عظيمة، مع أن الرسول قد أخبر بذلك لكن ليس الخبر كالمعاينة، الإنسان قد يُخبَر عن شيء مهيل ولا يتأثر ذلك التأثر، لكن إذا وقع صار له أثر كبير، الله أكبر. نعم. القارئ : " وجرت بعدها فتنة التُرك ببغداد وغيرها. ثم عُمر المسجد والسقف كما كان، وأُحدث حول الحجرة الحائط الخشب، ثم بعد ذلك بسنين متعددة بنيت القبة على السقف، وأنكره من كرهه. على أنا قد روينا في مغازي ابن إسحاق من زيادات يونس بن بكير، عن أبي خلدة خالد بن دينار، حدثنا أبو العالية، قال : (لما فتحنا تستر، وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت، عند رأسه مصحف له، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر رضي الله عنه، فدعا له كعبا فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل من العرب قرأه قراءة مثلما أقرأ القرآن هذا، فقلت لأبي العالية : ما كان فيه ؟ قال : سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم، وما هو كائن بعد. قلت : فما صنعتم بالرجل ؟ قال : حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة، فلما كان بالليل دفناه، وسوينا القبور كلها لنعميه على الناس لا ينبشونه. فقلت : وما يرجون منه ؟ قال : كانت السماء إذا حُبست عنهم برزوا بسريره فيُمطرون. فقلت : من كنتم تظنون الرجل؟ قال : رجل يقال له دانيال. فقلت : منذ كم وجدتموه مات؟ قال : منذ ثلاثمائة سنة. قلت : ما كان تغير منه شيء؟ قال : لا، إلا شعيرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض، ولا تأكلها السباع ). ففي هذه القصة : ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره ". الشيخ : يرحمك الله. القارئ : " من تعمية قبره لئلا يفتتن به الناس، وهو إنكار منهم لذلك ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ويذكر أن قبر أبي أيوب الأنصاري عند أهل القسطنطينية كذلك ، ولا قدوة بهم ، فقد كان من قبور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمصار عدد كثير ، وعندهم التابعون ، ومن بعدهم من الأئمة ، وما استغاثوا عند قبر صاحب قط ، ولا استسقوا عند قبره ولا به ، ولا استنصروا عنده ولا به . ومن المعلوم أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله ، بل على نقل ما هو دونه . ومن تأمل كتب الآثار، وعرف حال السلف ، تيقن قطعا أن القوم ما كانوا يستغيثون عند القبور ، ولا يتحرون الدعاء عندها أصلا ، بل كانوا ينهون عن ذلك من كان يفعله من جهالهم . كما قد ذكرنا بعضه . فلا يخلو: إما أن يكون الدعاء عندها أفضل منه في غير تلك البقعة ، أو لا يكون . فإن كان أفضل لم يجز أن يخفى علم هذا عن الصحابة والتابعين وتابعيهم ؛ فتكون القرون الثلاثة الفاضلة جاهلة بهذا الفضل العظيم ، ويعلمه من بعدهم . ولم يجز أن يعلموا ما فيه من الفضل العظيم ويزهدوا فيه ، مع حرصهم على كل خير ، لا سيما الدعاء ، فإن المضطر يتشبث بكل سبب ، وإن كان فيه نوع كراهة ، فكيف يكونون مضطرين في كثير من الدعاء ، وهم يعلمون فضل الدعاء عند القبور ، ثم لا يقصدونه ؟ هذا محال طبعا وشرعا . وإن لم يكن الدعاء عندها أفضل ، كان قصد الدعاء عندها ضلالة ومعصية ، كما لو تحرى الدعاء وقصده عند سائر البقاع التي لا فضيلة للدعاء عندها ، من شطوط الأنهار ، ومغارس الأشجار وحوانيت الأسواق ، وجوانب الطرقات ، وما لا يحصي عدده إلا الله .
القارئ : " ويذكر أن قبر أبي أيوب الأنصاري عند أهل القسطنطينية كذلك، ولا قدوة بهم، فقد كان من قبور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمصار عدد كثير، وعندهم التابعون ومن بعدهم من الأئمة، وما استغاثوا عند قبر صاحب قط، ولا استسقوا عند قبره ولا به، ولا استنصروا عنده ولا به. ومن المعلوم أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، بل على نقل ما هو دونه. ومن تأمل كتب الآثار، وعرف حال السلف، تيقن قطعاً أن القوم ما كانوا يستغيثون عند القبور ". الشيخ : الله أكبر. القارئ : " ولا يتحرون الدعاء عندها أصلاً، بل كانوا ينهون عن ذلك من كان يفعله من جهالهم، كما قد ذكرنا بعضه. فلا يخلو: إما أن يكون الدعاء عندها أفضل منه في غير تلك البقعة ، أو لا يكون. فإن كان أفضل لم يجز أن يخفى علم هذا عن الصحابة والتابعين وتابعيهم، فتكون القرون الثلاثة الفاضلة جاهلة بهذا الفضل العظيم، ويعلمه من بعدهم. ولم يجز أن يعلموا ما فيه من الفضل العظيم ويزهدوا فيه، مع حرصهم على كل خير، لا سيما الدعاء، فإن المضطر يتشبث بكل سبب، وإن كان فيه نوع كراهة، فكيف يكونون مضطرين في كثير من الدعاء، وهم يعلمون فضل الدعاء عند القبور، ثم لا يقصدونه ؟! هذا محال طبعا وشرعا ". الشيخ : وهذا الذي قاله المؤلف رحمه الله واضح، لأن الصحابة والسلف الصالح إما أن يكونوا جاهلين بهذا الأمر، أي: بهذه الفضيلة وعلمها من بعدهم، وهذا محال، كيف يكون السلف يجهلون والخلف يعلمون. وإما أن يكونوا عالمين لكنهم زاهدون في هذه الفضيلة، وهذا أيضاً محال، لأنا نعرف من السلف الصحابة والتابعين أنهم أحرص الناس على فعل الخير، فمن المحال أن يعلموا أن الدعاء عند القبور أفضل وأقرب إلى الإجابة ثم لا يفعلونه. وهذا سبر وتقسيم واضح .نعم. القارئ : " وإن لم يكن الدعاء عندها أفضل، كان قصد الدعاء عندها ضلالة ومعصية، كما لو تحرى الدعاء وقصده عند سائر البُقاع التي ". الشيخ : البِقاع. القارئ : سم " كما لو تحرى الدعاء وقصده عند سائر البقاع التي لا فضيلة للدعاء عندها من شطوط الأنهار ومغارس الأشجار وحوانيت الأسواق وجوانب الطرقات، وما لا يحصي عدده إلا الله ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وهذا الدليل قد دل عليه كتاب الله في غير موضع ، مثل قوله تعالى : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } فإذا لم يشرع الله استحباب الدعاء عند المقابر ولا وجوبه ؛ فمن شرعه فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله وقال تعالى : { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } وهذه العبادة عند المقابر نوع من أن يشرك بالله ما لم ينزل به سلطانًا ، لأن الله لم ينزل حجة تتضمن استحباب قصد الدعاء عند القبور وفضله على غيره . ومن جعل ذلك من دين الله فقد قال على الله ما لا يعلم . وما أحسن قوله تعالى : { ما لم ينزل به سلطانًا } لئلا يحتج بالمقاييس والحكايات . ومثل هذا قوله تعالى في حكايته عن الخليل : { وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هداني ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئًا وسع ربي كل شيءٍ علمًا أفلا تتذكرون. وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانًا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون. الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجاتٍ من نشاء إن ربك حكيمٌ عليمٌ } . فإن هؤلاء المشركين الشرك الأكبر والأصغر يخوفون المخلصين بشفعائهم ، فيقال لهم : نحن لا نخاف هؤلاء الشفعاء الذين لكم ، فإنهم خلق من خلق الله ، لا يضرون إلا بعد مشيئة الله ، فمن مسه بضر فلا كاشف له إلا هو ، ومن أصابه برحمة فلا راد لفضله وكيف نخاف هؤلاء المخلوقين الذين جعلتموهم شفعاء وأنتم لا تخافون الله ، وقد أحدثتم في دينه من الشرك ما لم ينزل به وحيا من السماء ؟! فأي الفريقين أحق بالأمن؟ من كان لا يخاف إلا الله ، ولم يبتدع في دينه شركاء ، أم من ابتدع في دينه شركا بغير إذنه؟ بل من آمن ولم يخلط إيمانه بشرك فهؤلاء من المهتدين . وهذه الحجة المستقيمة التي يرفع الله بها وبأمثالها أهل العلم .
القارئ : " وهذا الدليل قد دل عليه كتاب الله في غير موضع، مثل قوله تعالى : (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) فإذا لم يشرع الله استحباب الدعاء عند المقابر ولا وجوبه ، فمن شرعه فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله. وقال تعالى : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) ". الشيخ : قوله (( البغي بغير الحق )) لا يدل على أن هناك بغياً بغير حق، لأن البغي كله بغير حق، لكن إشارة إلى قبحه، أي: قبح البغي وأنه ليس فيه حق. كذلك (( أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً )) ليس معناه أنه إن كان لكم سلطان فأشركوا، ولكن هذا إشارة إلى أنه لا يمكن أن يوجد سلطان أي: دليل على أن لله تعالى شريكاً. القارئ : " وهذه العبادة عند المقابر نوع من أن يشرك بالله ما لم يُنزل به سلطانًا، لأن الله لم يُنزل حجة تتضمن استحباب قصد الدعاء عند القبور وفضله على غيره. ومن جعل ذلك من دين الله فقد قال على الله ما لا يعلم. وما أحسن قوله تعالى : (( ما لم ينزل به سلطانًا )) لئلا يحتج بالمقاييس والحكايات. ومثل هذا قوله تعالى " الشيخ : وهذا الذي أشار إليه الشيخ رحمه الله جيد، يعني: معناه أن هذه المسألة ليس للعقل فيها مدخل، وليس للحكايات فيها مدخل، أعني الشرك بالله، فيمتنع القياس، ويمتنع تصديق الحكايات، ويقتصر على ما أنزل الله به السلطان. نعم. القارئ : " ومثل هذا قوله تعالى في حكايته عن الخليل : (( وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئًا وسع ربي كل شيءٍ علمًا أفلا تتذكرون. وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانًا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون. الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجاتٍ من نشاء إن ربك حكيمٌ عليمٌ )). فإن هؤلاء المشركين الشرك الأكبر والأصغر يخوفون المخلصين بشفعائهم ، فيقال لهم : نحن لا نخاف هؤلاء الشفعاء الذين لكم، فإنهم خلق من خلق الله، لا يضرون إلا بعد مشيئة الله، فمن مسه بضر فلا كاشف له إلا هو، ومن أصابه برحمة فلا راد لفضله، وكيف نخاف هؤلاء المخلوقين الذين جعلتموهم شفعاء وأنتم لا تخافون الله، وقد أحدثتم في دينه من الشرك ما لم ينزل به وحيا من السماء ؟! فأي الفريقين أحق بالأمن؟ من كان لا يخاف إلا الله ولم يبتدع في دينه شركاء، أم من ابتدع في دينه شركا بغير إذنه؟ ". الطالب : ... . الشيخ : نعم؟ الطالب : ولم يبتدع في دينه شركاً الشيخ : إي نعم. القارئ : عندي شركاء يا شيخ "ولم يبتدع في دينه شركاء" الشيخ : والله الي عندي ما يفرق بين شركاً وشركاء لكن ما فيها همزة القارئ : أنا الثانية عندي ما فيها همزة، الأولى فيها همزة. الشيخ : لا، إذا كان الأولى فيها همزة لازم أن تكون الثانية فيها همزة، وإن لم يكن همزة في الثانية لزم أن لا يكون في الأولى، لأن الثانية هي الأولى. القارئ : أشيل الهمزة يا شيخ ؟ الشيخ : إي شلها، شلها بلطف. القارئ : " فأي الفريقين أحق بالأمن؟ من كان لا يخاف إلا الله ولم يبتدع في دينه شركا، أم من ابتدع في دينه شركا بغير إذنه؟ بل من آمن ولم يخلط إيمانه بشرك فهؤلاء من المهتدين. وهذه الحجة المستقيمة ". الشيخ : أنا عندي " فهو الآمن المهتدي ". القارئ : نعم يا شيخ ؟ الشيخ :" فهو الآمن المهتدي "، عندك فهؤلاء من المهتدين؟ القارئ : نعم. الشيخ : لا، الصواب: " فهو الآمن المهتدي ". الطالب : " هؤلاء هم الذين لهم الأمن وهم مهتدين " القارئ : المطبوعة هذه. الشيخ : نعم؟ القارئ : مطبوعة ما هي مخطوطة. الشيخ : المهم على كل حال، فهو الآمن المهتدي، هذا جيد. الطالب : ... الشيخ : نسخة مع النسخة التي ذكرها الأخ. القارئ : " بل من آمن ولم يخلط إيمانه بشرك فهو الآمن المهتدي. وهذه الحجة المستقيمة التي يرفع الله بها وبأمثالها أهل العلم ". الشيخ : جاء وقت الأسئلة؟ القارئ : نعم يا شيخ.
ما صحة أثر عائشة أنها كانت تكشف عن القبر من أجل أن ينزل عليه المطر ؟
السائل : ... ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها رواه بصيغة التمريض، قال : رُوِي، هل هذا يشهد بأن المؤلف رحمه الله يرى أنها ضعيفة ؟ الشيخ : إي نعم، مثل هذه الصيغة عند العلماء تدل على التضعيف، وهو حقيقة يعني الإنسان في شك من هذا أن عائشة تكشف قبر الرسول لأجل أن ينزل عليه المطر ويذكر رحمة الله. نعم.
السائل : أحسن الله إليك، هل كان بين النبي صلى الله عليه وسلم الشيخ : هل؟ السائل : هل كان بين النبي صلى الله عليه وسلم ... الشيخ : لا. السائل : والقصة هذه؟ الشيخ : لا ندري عاد متى؟ هو يقول ثلاثمئة سنة، وهذا مما يضعف الحديث، لأن متنه فيه هذه النكارة، والمسألة كما ترى عن ابن اسحاق عن رجل آخر.
ألا ينبغي السكوت عن مسألة البناء على القبور لأنها غير معروفة عند العامة لأن ذكرها قد يؤدي إلى التعريف بهذا المنكر ؟
السائل : أحسن الله إليك، هل ينبغي لطلبة العلم لاسيما في بلادنا هذه الكلام في التحذير عن القبور. الشيخ : الكلام ايش ؟ السائل : في التحذير عن القبور وقصدها ... العوام ما يعرفون هذا فلا يفعل؟ الشيخ : أنا رأيي عموماً في هذا وغيره، كل المنكرات التي ليست شائعة عند العامة فلا ينبغي التحدث عنها، لا مسألة القبور ولا غيرها، لأن التحدث عنها يفتح الباب، ويقال وش هذا، ثم النفوس تشرئب دائماً إلى الباطل، ولهذا يأينا أناس يقول: حصل كذا وكذا، تكلم عنه في الجمعة ولا نتكلم، الشيء الخفي لا ينبغي إعلانه بالكامل. السائل : طيب يا شيخ بارك الله فيكم، الآن يعني الناس وجهان، الناس اختلطوا، يعني غير الموجودين في نجد اختلطوا بغيرهم ممن ... القبور. الشيء الثاني ما كتب في كتب علماء الدعوة كثير جداً، وعوامنا يقرؤون. الشيخ : عوامك لا يقرؤونه. السائل : كتاب التوحيد يا شيخ؟ الشيخ : التوحيد ما فيه مثل هذا التفصيل. السائل : يدرس في المتوسط. الشيخ : ليس فيه هذا، وأما مسألة الذين يأتون من بلاد يفعلون هذا الشيء ينظر إن انتشر في قومنا بيناه، وإلا ما نعلن، أنا هذا رأي وأن هذا من الحكمة، شيء لا يتبين للناس الأحسن تركه، أما إذا شاع في الناس يعني في المجالس أو، فلا بد من بيانه.
السائل : شيخ أحسن الله إليك، هل يجوز في مسائل العقيدة ترك بعضها لحكمة الدعوة ؟ الشيخ : إي نعم، يجوز أن تدعوهم فتبدأ بالأهم فالأهم، بل هذا هو الواجب. ثم عند الدعوة لا تنكر بل بين التوحيد وفضله، لأنك لو أنكرت ما عليه القوم لا يقبلون منك وربما ينالك منهم أذى. نعم يا عبد الله عندك سؤال؟ بن عوض، أنا رأيت يدك ارتفعت، خلاص انتهى ما عندك شيء.
السائل : ما مدى صحة قول القائلين بأن الشهيد لا يؤكل لحمه ؟ الشيخ : إيش؟ السائل : الشهيد لا تأكل الأرض لحمه؟ الشيخ : لم يحرم الله أكل لحوم الأموات إلا الأنبياء، وغيره قد يقع كرامة، أما الجزم فلا نجزم إلا بالأنبياء.
ما ردكم على من يقول أن النفع بالقبور ثبت بالحس كما ثبت النفع بالأدوية بالحس لا بالنص ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم، أهل البدع لهم شبهة في دعاء القبور ونحو ذلك، يقولون: أن هذه أسباب شهد الحس بنفعها ويذكرون قصص كثيرة جداً عن بعض الناس بدعائها، ويقولون أن هذا وإن كان سبباً لم يرد ولكنه سبب شهد الحس به كما يعني كما شهد الحس بمداوات المرضى أو مداواة السحر ... أنه سبب لم يأت به الشرع ولكنه ثبت بالحس؟ الشيخ : هذا ما ثبت بالحس، هل ثبت أن صاحب القبر هو الذي نفعه؟ ما ثبت، لكن كون ... أو غيره من الأدوية تنفع مجرب نفس الدواء، ولكن الله تعالى قد يبتلي الإنسان بفتنة فتؤثر المعصية حسب اعتقاده، ابتلاءً من الله عز وجل، فيكون هنا الإجابة أو الانتفاع حصل عند الفعل لا بالفعل، ويجب أن يعرف الفرق بين كون الشيء حصل بالشيء أو عند الشيء.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فإن قيل : فقد نقل عن بعضهم أنه قال : " قبر معروف : الترياق المجرب ، وروي عن معروف أنه أوصى ابن أخيه أن يدعو عند قبره . وذكر أبو علي الخرقي في قصص من هجره أحمد ، أن بعض هؤلاء المهجورين كان يجيء عند قبر أحمد ، ويتوخى الدعاء عنده ، وأظنه ذكر ذلك للمروذي ، ونقل عن جماعات أنهم دعوا عند قبور جماعات من الأنبياء والصالحين ، من أهل البيت وغيرهم ، فاستجيب لهم الدعاء ، وعلى هذا عمل كثير من الناس . وقد ذكر العلماء المصنفون في مناسك الحج إذا زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يدعو عنده ، وذكر بعضهم أنه من صلى عليه سبعين مرة عند قبره ودعا استجيب له . وذكر بعض الفقهاء في حجة من يجوز القراءة على القبر : أنها بقعة يجوز السلام والذكر والدعاء عندها ، فجازت القراءة كغيرها . وقد رأى بعضهم منامات في الدعاء عند قبر بعض الأشياخ ، وجرب أقوام استجابة الدعاء عند قبور معروفة ، كقبر الشيخ أبي الفرج الشيرازي المقدسي ، وغيره . وقد أدركنا في أزماننا وما قاربها من ذوي الفضل علما وعملا من كان يتحرى الدعاء عندها أو العكوف عليها ، وفيهم من كان بارعا في العلم ، وفيهم من كان له كرامات ، فكيف يخالف هؤلاء؟ وإنما ذكرت هذا السؤال مع بعده عن طريق العلم والدين ، لأنه غاية ما يتمسك به المقبريون .
قلنا : الذي ذكرنا كراهته ، لا ينقل في استحبابه - فيما علمناه - شيء ثابت ، عن القرون الثلاثة التي أثنى النبي صلى الله عليه وسلم عليها حيث قال : " خير أمتي القرن الذي بعثت فيه ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " مع شدة المقتضي فيهم لذلك لو كان فيه فضيلة ، فعدم أمرهم وفعلهم لذلك مع قوة المقتضي لو كان فيه فضل يوجب القطع بأن لا فضل فيه . وأما من بعد هؤلاء ، فأكثر ما يفرض : أن الأمة اختلفت ، فصار كثير من العلماء أو الصديقين إلى فعل ذلك ، وصار بعضهم إلى النهي عن ذلك ، فإنه لا يمكن أن يقال : قد أجمعت الأمة على استحسان ذلك لوجهين : أحدهما : أن كثيرا من الأمة كره ذلك وأنكره ، قديما وحديثا . الثاني : أنه من الممتنع أن تتفق الأمة على استحسان فعل لو كان حسنا لفعله المتقدمون ، ولم يفعلوه ، فإن هذا من باب تناقض الإجماعات ، وهي لا تتناقض
القارئ : أما بعد فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى. الشيخ : آمين. القارئ : في اقتضاء الصراط المستقيم : " فإن قيل : فقد نقل عن بعضهم أنه قال : قبر معروف الترياق المجرب. وروي عن معروف أنه أوصى ابن أخيه أن يدعو عند قبره. وذكر أبو علي الخرقي في قصص من هجره أحمد، أن بعض هؤلاء المهجورين كان يجيء عند قبر أحمد، ويتوخى الدعاء عنده، وأظنه ذكر ذلك للمروذي، ونقل عن جماعات أنهم دعوا عند قبور جماعات من الأنبياء والصالحين من أهل البيت وغيرهم، فاستجيب لهم الدعاء، وعلى هذا عمل كثير من الناس. وقد ذكر العلماء المصنفون في مناسك الحج إذا زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يدعو عنده، وذكر بعضهم أنه من صلى عليه سبعين مرة عند قبره ودعا استجيب له ". الشيخ : بسم الله، كما قال الشيخ رحمه الله المصنفون في مناسك الحج يذكرون زيارة المدينة، فهل يعني ذلك أن زيارة المدينة لها ارتباط بالحج ؟ الجواب: لا، لا يعني أن لها ارتباطا، لكن لما كان الناس فيما سبق تشق عليهم الأسفار جعلوا زيارة المدينة مع الحج ليكون السفر إليهما واحداً، وإلا فلا علاقة، الحج يتم بدون زيارة المدينة، وزيارة المدينة تتم بدون الحج. وهذه مسألة لا يفهمها كثير من العامة. كثير من العامة يظنون أن الزيارة زيارة المدينة من مكملات الحج وليس كذلك، نعم. القارئ : " وذكر بعض الفقهاء في حجة من يجوز القراءة على القبر : أنها بقعة يجوز السلام والذكر والدعاء عندها، فجازت القراءة كغيرها. وقد رأى بعضهم منامات في الدعاء عند قبر بعض الأشياخ، وجرب أقوام استجابة الدعاء عند قبور معروفة، كقبر الشيخ أبي الفرج الشيرازي المقدسي وغيره. وقد أدركنا في أزماننا وما قاربها من ذوي الفضل علما وعملا من كان يتحرى الدعاء عندها أو العكوف عليها، وفيهم من كان بارعا في العلم، وفيهم من كان له كرامات، فكيف يخالف هؤلاء؟ وإنما ذكرت هذا السؤال مع بُعده عن طريق العلم والدين، لأنه غاية ما يتمسك به المقبريون ". قال عندي في الحاشية : في المطبوعة القبوريون كذا تكررت في مواضع كثيرة ستأتي، في حين أنها في جميع النسخ المخطوطة وفي كل المواطن التي أورده المؤلف يقول : " المقبريون "والمقابريون " كما هو مثبت، ولم ترد بلفظ القبوريون إلا في المطبوعة، ولعله تصرف من أحد النساخ أو المصحح للمطبوعة ". الشيخ : هذا هو الظاهر، والظاهر أنه جعلها القبوريين أوضح عند العامة في عصر القبر فجعلها القبوريين، وإلا المقبريون أحسن لأنه يشمل المقبرة كلها. نعم. القارئ : " قلنا : الذي ذكرنا كراهته لا ينقل في استحبابه - فيما علمناه - شيء ثابت عن القرون الثلاثة التي أثنى النبي " الشيخ : الذي ذكرنا. القارئ : " قلنا : الذي ذكرنا كراهته لا ينقل في استحبابه - فيما علمناه - شيء ثابت عن القرون الثلاثة التي أثنى النبي صلى الله عليه وسلم عليها حيث قال : ( خير أمتي القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ) مع شدة المقتضي فيهم لذلك لو كان فيه فضيلة، فعدم أمرهم ". الشيخ : المقتضي فيهم أشد ممن بعدهم، يعني: أن طلبهم للفضل وللأماكن الفاضلة أشد ممن بعدهم، ومع ذلك ما عهد عنهم أنهم كانوا يذهبون إلى القبور ليدعوا الله عندها . القارئ : " فعدم أمرهم وفعلهم لذلك مع قوة المقتضي لو كان فيه فضل يوجب القطع بأن لا فضل فيه. وأما من بعد هؤلاء، فأكثر ما يُفرض : أن الأمة اختلفت، فصار كثير من العلماء أو الصديقين إلى فعل ذلك، وصار بعضهم إلى النهي عن ذلك، فإنه لا يمكن أن يقال : قد اجتمعت الأمة على استحسان ذلك لوجهين، أحدهما : أن كثيراً من الأمة كره ذلك وأنكره قديما وحديثا. الثاني : أنه من الممتنع أن تتفق الأمة على استحسان فعل لو كان حسنا لفعله المتقدمون، ولم يفعلوه، فإن هذا من باب تناقض الإجماعات، وهي لا تتناقض ".
الشيخ : نعم هي لا تتناقض، ولذلك نحن نعلم ما ذكره بعضهم أن العلماء أجمعوا على قبول شهادة العبد، وآخرون قالوا: أجمعوا على رد شهادة العبد، هذا لا يمكن. وهذا مما يدلك على أن بعض العلماء رحمهم الله يتساهلون في نقل الإجماع، ونقل الإجماع صعب جداً جداً، ما الذي يدريه والأمة متفرقة في شرق وغرب وجنوب وشمال، ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله : " من ادعى الإجماع فهو كاذب، وما يدريه لعلهم اختلفوا " نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وإذا اختلف فيه المتأخرون فالفاصل بينهم : هو الكتاب والسنة ، وإجماع المتقدمين نصا واستنباطا ، فكيف - والحمد لله - لا ينقل هذا عن إمام معروف ، ولا عالم متبع ؟ بل المنقول في ذلك إما أن يكون كذبا على صاحبه ، مثل ما حكى بعضهم عن الشافعي أنه قال : " إني إذا نزلت بي شدة أجيء فأدعو عند قبر أبي حنيفة فأجاب " أو كلاما هذا معناه . وهذا كذلك معلوم كذبه بالاضطرار عند من له معرفة بالنقل ، فإن الشافعي لما قدم بغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة ، بل ولم يكن هذا على عهد الشافعي معروفا ، وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين ، من كان أصحابها عنده وعند المسلمين ، أفضل من أبي حنيفة ، وأمثاله من العلماء . فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عنده ؟ ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه ، مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد وطبقتهم ، لم يكونوا يتحرون الدعاء ، لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره . ثم قد تقدم عند الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور المخلوقين خشية الفتنة بها ، وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه . وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف ، ونحن لو روي لنا مثل هذه الحكايات المسيبة أحاديث عمن لا ينطق عن الهوى ، لما جاز التمسك بها حتى تثبت . فكيف بالمنقول عن غيره ؟ ومنها ما قد يكون صاحبه قاله أو فعله ، باجتهاد يخطئ ويصيب ، أو قاله بقيود وشروط كثيرة على وجه لا محذور فيه ، فحرف النقل عنه ، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أذن في زيارة القبور بعد النهي فهم المبطلون أن ذلك هو الزيارة التي يفعلونها ، من حجها للصلاة عندها ، والاستغاثة بها . ثم سائر هذه الحجج دائرة بين نقل لا يجوز إثبات الشرع به ، أو قياس لا يجوز استحباب العبادات بمثله ، مع العلم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشرعها ، وتركه مع قيام المقتضي للفعل بمنزلة فعله ، وإنما يثبت العبادات بمثل هذه الحكايات والمقاييس - من غير نقل عن الأنبياء - النصارى وأمثالهم . وإنما المتبع في إثبات أحكام الله : كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وسبيل السابقين أو الأولين ، لا يجوز إثبات حكم شرعي بدون هذه الأصول الثلاثة ، نصا أو استنباطا بحال .
القارئ : " فإن هذا من باب تناقض الإجماعات، وهي لا تتناقض. وإذا اختلف فيه المتأخرون فالفاصل بينهم : هو الكتاب والسنة، وإجماع المتقدمين نصا واستنباطا، فكيف - والحمد لله- لا ينقل هذا عن إمام معروف، ولا عالم متبع ؟ بل المنقول في ذلك إما أن يكون كذبا على صاحبه، مثل ما حكى بعضهم عن الشافعي أنه قال : إني إذا نزلت بي شدة أجيء فأدعو عند قبر أبي حنيفة فأجاب، أو كلاما هذا معناه، وهذا كذلك معلوم كذبه " الشيخ : وهذا كذبه معلوم، عندك كذلك ؟ ما في كذلك. القارئ : نشيلها يا شيخ؟ الشيخ : اي شيلها. القارئ : " وهذا كذب معلوم بالاضطرار ". الشيخ : معلوم كذبه. القارئ : وهذا كذب معلوم كذبه ؟ الشيخ : نعم. القارئ : " وهذا كذب معلوم كذبه بالاضطرار عند من له معرفة بالنقل، فإن الشافعي لما قدم بغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة، بل ولم يكن هذا على عهد الشافعي معروفا، وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء، فما باله ". الشيخ : فما القارئ : " فما بالَه ". الشيخ : فما. القارئ : " فما بالُه " الشيخ : أي، لأن باله ما هي بـ . القارئ : إي نعم " فما بالُه لم يتوخ الدعاء إلا عنده ؟! ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه، مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد وطبقتهم، لم يكونوا يتحرون الدعاء، لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره ". الشيخ : رحمهم الله. القارئ : " ثم قد تقدم عند الشافعي " الشيخ : عن الشافعي. القارئ : " ثم قد تقدم عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور المخلوقين خشية الفتنة بها، وإنما يضع هذه الحكايات من يقل علمه ودينه. وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف، ونحن لو روي لنا مثل هذه الحكايات المسيبة " لعل يا شيخ ونحن لو روى؟ " ونحن لو روى لنا مثل هذه الحكايات المسيبة أحاديث " الشيخ : لو روي القارئ : طيب، " ونحن لو روي لنا مثل هذه الحكايات المسيبة أحاديث عمن لا ينطق عن الهوى، لما جاز التمسك بها حتى تثبت. فكيف بالمنقول عن غيره ؟ ومنها ما قد يكون صاحبه قاله أو فعله باجتهاد يخطئ ويصيب، أو قاله بقيود وشروط كثيرة على وجه لا محذور فيه، فحرف النقل عنه، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أذن في زيارة القبور بعد النهي فهم المبطلون أن ذلك هو الزيارة التي يفعلونها، من حجها للصلاة عندها، والاستغاثة بها " الشيخ : من حجها عندك حدها ولا حجها بالجيم، حجها يعني قصدها، يعني قصدها لأن الحج في اللغة القصد. القارئ : " ثم سائر هذه الحجج دائرة بين نقل لا يجوز إثبات الشرع به، أو قياس لا يجوز استحباب العبادات بمثله، مع العلم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشرعها، وتركه مع قيام المقتضي للفعل بمنزلة فعله، وإنما يثبت العبادات بمثل هذه الحكايات والمقاييس - من غير نقل عن الأنبياء - النصارى وأمثالهم. وإنما المتبع في إثبات أحكام الله : كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسبيل السابقين أو الأولين ". الشيخ : الأولين. القارئ : " وسبيل السابقين الأولين. لا يجوز إثبات حكم شرعي بدون هذه الأصول الثلاثة، نصا و استنباطا بحال ". الشيخ : أو استنباطاً. القارئ : " لا يجوز إثبات حكم شرعي بدون هذه الأصول الثلاثة، نصاً أو استنباطا بحال " .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " والجواب عنها من وجهين : مجمل ومفصل . أما المجمل : فالنقض : فإن اليهود والنصارى عندهم من الحكايات والقياسات من هذا النمط كثير ، بل المشركون الذين بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يدعون عند أوثانهم فيستجاب لهم أحيانا ، كما قد يستجاب لهؤلاء أحيانا ، وفي وقتنا هذا عند النصارى من هذا طائفة ، فإن كان هذا وحده دليلا على أن الله يرضى ذلك ويحبه ، فليطرد الدليل . وذلك كفر متناقض . ثم إنك تجد كثيرا من هؤلاء الذين يستغيثون ، عند قبر أو غيره ، كل منهم قد اتخذ وثنا أحسن به الظن ، وأساء الظن بآخر ، وكل منهم يزعم أن وثنه يستجاب عنده ، ولا يستجاب عند غيره ، فمن المحال إصابتهم جميعا ، وموافقة بعضهم دون بعض تحكم ، وترجيح بلا مرجح ، والتدين بدينهم جميعا جمع بين الأضداد . فإن أكثر هؤلاء إنما يكون تأثرهم - فيما يزعمون - بقدر إقبالهم على وثنهم ، وانصرافهم عن غيره ، وموافقتهم جميعا فيما يثبتونه - دون ما ينفونه - ، بضعف التأثير على زعمهم ، فإن الواحد إذا أحسن الظن بالإجابة عند هذا وهذا ، لم يكن تأثره مثل تأثر الحسن الظن بواحد دون آخر . وهذه كلها من خصائص الأوثان . ثم قد استجيب لبلعم بن باعور في قوم موسى المؤمنين وسلبه الله الإيمان . والمشركون قد يستسقون فيسقون ، ويستنصرون فينصرون .
القارئ : " والجواب عنها من وجهين : مجملٌ ومفصل ". الشيخ : مجملٍ. القارئ : " والجواب عنها من وجهين: مجملٍ ومفصل " الشيخ : هذه وش نسميها ؟ وش نسميها؟ اعرابها؟ الطالب : بدل الشيخ : بدل ايش ؟ الطالب : بعض من كل الشيخ : بدل بعض من كل. نعم. القارئ : " والجواب عنها من وجهين مجملٍ ومفصل. أما المجمل، فالنقض، فإن اليهود والنصارى عندهم من الحكايات والقياسات من هذا النمط كثير، بل المشركون الذين بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يدعون عند أوثانهم فيستجاب لهم أحيانا، كما قد يستجاب لهؤلاء أحيانا، وفي وقتنا هذا عند النصارى من هذا طائفة " الشيخ : في وقتنا هذا؟ القارئ : " عند النصارى من هذا طائفة " الشيخ : عند النصارى؟ القارئ : نعم. الشيخ : طيب. القارئ : " وفي وقتنا هذا عند النصارى من هذا طائفة، فإن كان هذا وحده دليلا على أن الله يرضى ذلك ويحبه، فليطرد الدليل. وذلك كفر متناقض ". الشيخ : عندنا وهذا كفر. الطالب : وذلك. الشيخ : وذلك، نخليها نسخة، نعم. القارئ : " ثم إنك تجد كثيرا من هؤلاء الذين يستغيثون ، عند قبر أو غيره، كل منهم قد اتخذ وثنا أحسن به الظن، وأساء الظن بآخر، وكل منهم ". الشيخ : نعم. الطالب : اتخذ ولياً. الشيخ : عندنا وثناً، نسخة. القارئ : " كل منهم قد اتخذ وثناً أحسن به الظن وأساء الظن بآخر، وكل منهم يزعم أن وثنه يستجاب عنده ولا يستجاب عند غيره، فمن المحال إصابتهم جميعا، وموافقة بعضهم دون بعض تحكم وترجيح بلا مرجح، والتدين بدينهم جميعا جمع بين الأضداد، فإن أكثر هؤلاء إنما يكون تأثرهم - فيما يزعمون - بقدر إقبالهم على وثنهم وانصرافهم عن غيره، وموافقتهم جميعا فيما يثبتونه دون ما ينفونه بضعف التأثير على زعمهم " الشيخ : عندنا يضعف. الطالب : بضعف. الشيخ : بالباء ؟ طيب. القارئ : " بضعف التأثير على زعمهم، فإن الواحد إذا أحسن الظن بالإجابة عند هذا وهذا، لم يكن تأثره مثل تأثر الحسن الظن بواحد دون آخر. وهذه كلها من خصائص الأوثان. ثم قد استجيب لبلعم بن باعور في قوم موسى المؤمنين وسلبه الله الإيمان. والمشركون قد يستسقون فيسقون، ويستنصرون فينصرون ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وأما الجواب المفصل فنقول : مدار هذه الشبه على أصلين : منقول : وهو ما يحكى من فعل هذا الدعاء عن بعض الأعيان . ومعقول : وهو ما يعتقد من منفعته بالتجارب والأقيسة . فأما النقل في ذلك : فإما كذب ، أو غلط ، أو ليس بحجة ، بل قد ذكرنا النقل عمن يقتدى به بخلاف ذلك . وأما المعقول فنقول : عامة المذكور من المنافع كذب ، فإن هؤلاء الذين يتحرون الدعاء عند القبور وأمثالهم - إنما يستجاب لهم في النادر . ويدعو الرجل منهم ما شاء الله من دعوات ، فيستجاب له في واحدة ، ويدعو خلق كثير منهم ، فيستجاب للواحد بعد الواحد وأين هذا من الذين يتحرون الدعاء أوقات الأسحار ، ويدعون الله في سجودهم وأدبار صلاتهم ، وفي بيوت الله؟ فإن هؤلاء إذا ابتهلوا من جنس ابتهال المقابريين لم تكد تسقط لهم دعوة إلا لمانع .
القارئ : " وأما الجواب المفصل فنقول : مدار هذه الشبه على أصلين، منقول، وهو ما يحكى من فعل هذا الدعاء عن بعض الأعيان. ومعقول، وهو ما يعتقد من منفعته بالتجارب والأقيسة. فأما النقل في ذلك: فإما كذب، أو غلط، أو ليس بحجة، بل قد ذكرنا النقل عمن يقتدى به بخلاف ذلك. وأما المعقول ". الطالب : الأسئلة. الشيخ : نعم ؟ الأسئلة طيب، ما سأل أحد.
هل يوجد قبر نبي معروف غير قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : هل يوجد قبر من قبور الأنبياء مكانه معلوم غير قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ الشيخ : الصحيح أنه لا يوجد، لا يوجد قبر نبي معلوم إلا قبر النبي صلى الله عليه وسلم. السائل : قول شيخ الإسلام رحمه الله الشيخ : يعني يقول قبور الأنبياء، في قصة الشافعي، يعني ما يُزعم.
السائل : بالنسبة لقصة معروف. الشيخ : بالنسبة لإيش؟ السائل : قصة معروف الكُرخي المتقدمة الشيخ : قصة إيش؟ السائل : معروف الكُرخي الشيخ : إي نعم، الكَرخي بفتح الكاف. نعم. السائل : يصح عنه هذا ؟ الشيخ : هاه ؟ السائل : يصح ما يحدث عند قبره ؟ الشيخ : نحن ذكرنا لكم من قبل، قلنا إذا استجيب الدعاء في أماكن ليس لها خصوصية في الدعاء فهذا من باب الفتنة. نعم.
ما يفعله القبوريون عند القبور هل هي من البدع العملية أم العلمية ؟
السائل : أحسن الله إليكم، المسألة هذه يا شيخ هل هي من البدع العملية أو العلمية ؟ الشيخ : أيها ؟ السائل : هذا ما يفعله المقبريون عند القبور. الشيخ : هذا من البدع العملية، لأنه ما عتدهم علم بهذا. السائل : لا تصل إلى أن تكون بدعة علمية؟ الشيخ : من البدع العملية لكن قد تكون شركاً.
السائل : شيخ أحسن الله إليك، كيف نعرف آل البيت في هذا الوقت؟ لأنه ما في صاحب خرافة إلا ويدعي أنه من آل البيت أولا. الشيخ : كيف ؟ السائل : كيف نعرف آل البيت الآن من غيرهم، لأن ما من صاحب خرافة أراد أن يحدث خرافة. الشيخ : لأن لأن ؟ السائل : لأن ما من صاحب بدعة أراد أن يبتدع بدعته إلا ويدعي أولاً أنه من آل البيت. الشيخ : وآل البيت كلهم صالحون ؟ السائل : لا شك. الشيخ : أليس أبا لهب يعتبر، هاشمي عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو كما تعلم، ثم الذي يدعي أنه من آل البيت يحتاج إلى ثبوت هذا بنسب، بسنب متسلسل أو باستفاضة مشهورة أفهمت؟ لا بد من هذا. السائل : نسب متسلسل لا يوجد. الشيخ : نسب متسلسل ابن فلان، وأبو أبي فلان، وجد أبي فلان، وإلى آخره حتى يصل إلى ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، أو يكون مستفيض مشهور، أما من شاء قال أنا من آل البيت ما يصح هذا. ثم يقال أيضاً العبرة بالدين والإيمان، سلمان الفارسي من فارس ويذكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( سلمان منا أهل البيت ). نعم يا سليم؟ السائل : عفا الله عنك يا شيخ، من ادعى أن آل البيت يقربون إلى الله. الشيخ : ايش ؟ السائل : من ادعى أن آل البيت يقربون إلى الله سبحانه وتعالى. الشيخ : نعم. السائل : والرسول صلى الله عليه وسلم قدم أبا بكر وعمر وهم ما هم من آل البيت. الشيخ : صحيح. وأيضاً من المهم أنه إذا قال أنا من آل البيت، نقول: يجب أن تكون أول من ينصر سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنك من آل بيته، فكيف تدعو إلى مخالفته؟ السائل : الآن يا شيخ في الحين ناس يسمون ... الأشراف رجالهم يأخذون جميع ... . الشيخ : وشلون ؟ السائل : في الحين ناس يقولون لهم الأشراف الرجال يأخذ الي يبغاه يأخذ ... يأخذ الي هو يبغاه، لكن المرأة ما تأخذ إلا شريف. الشيخ : هذه بعد مشكلة. السائل : عندهم امرأتهم أعز من رجلهم، بصراحة يا شيخ. الشيخ : على كل حال هذا من الغلط، ( اظفر بذات الدين تربت يداك ). السائل : ... . الشيخ : الله المستعان .