هناك من يقول أن آل البيت يقربون إلى الله فما رأيكم ؟
الشيخ : نعم يا سليم. السائل : عفا الله عنك يا شيخ، من ادعى أن آل البيت يقربون إلى الله. الشيخ : ايش ؟ السائل : من ادعى أن آل البيت يقربون إلى الله سبحانه وتعالى. الشيخ : نعم. السائل : والرسول صلى الله عليه وسلم قدم أبا بكر وعمر وهم ما هم من آل البيت. الشيخ : صحيح. وأيضاً من المهم أنه إذا قال أنا من آل البيت، نقول: يجب أن تكون أول من ينصر سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنك من آل بيته، فكيف تدعو إلى مخالفته؟ السائل : الآن يا شيخ في الحين ناس يسمون ... الأشراف رجالهم يأخذون جميع ... . الشيخ : وشلون ؟ السائل : في الحين ناس يقولون لهم الأشراف الرجال يأخذ الي يبغاه يأخذ ... يأخذ الي هو يبغاه، لكن المرأة ما تأخذ إلا شريف. الشيخ : هذه بعد مشكلة. السائل : عندهم امرأتهم أعز من رجلهم، بصراحة يا شيخ. الشيخ : على كل حال هذا من الغلط، ( اظفر بذات الدين تربت يداك ). السائل : ... . الشيخ : الله المستعان.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وأما الجواب المفصل فنقول : مدار هذه الشبه على أصلين: منقول : وهو ما يحكى من فعل هذا الدعاء عن بعض الأعيان . ومعقول : وهو ما يعتقد من منفعته بالتجارب والأقيسة . فأما النقل في ذلك : فإما كذب ، أو غلط ، أو ليس بحجة ، بل قد ذكرنا النقل عمن يقتدى به بخلاف ذلك . وأما المعقول فنقول : عامة المذكور من المنافع كذب ، فإن هؤلاء الذين يتحرون الدعاء عند القبور وأمثالهم - إنما يستجاب لهم في النادر . ويدعو الرجل منهم ما شاء الله من دعوات ، فيستجاب له في واحدة ، ويدعو خلق كثير منهم ، فيستجاب للواحد بعد الواحد وأين هذا من الذين يتحرون الدعاء أوقات الأسحار ، ويدعون الله في سجودهم وأدبار صلاتهم ، وفي بيوت الله؟ فإن هؤلاء إذا ابتهلوا من جنس ابتهال المقابريين لم تكد تسقط لهم دعوة إلا لمانع . بل الواقع أن الابتهال الذي يفعله المقابريون إذا فعله المخلصون ، لم يرد المخلصون إلا نادرا ، ولم يستجب للمقابريين إلا نادرا، والمخلصون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث : إما أن يعجل الله له دعوته ، أو يدخر له من الخير مثلها ، أو يصرف عنه من الشر مثلها ، قالوا : يا رسول الله ، إذن نكثر . قال : الله أكثر " . فهم في دعائهم لا يزالون بخير . وأما المقبريون : فإنهم إذا استجيب لهم نادرا ، فإن أحدهم يضعف توحيده ، ويقل نصيبه من ربه ، ولا يجد في قلبه من ذوق الإيمان وحلاوته ما كان يجده السابقون الأولون . ولعله لا يكاد يبارك له في حاجته ، اللهم إلا أن يعفو الله عنهم لعدم علمهم بأن ذلك بدعة ، فإن المجتهد إذا أخطأ أثابه الله على اجتهاده ، وغفر له خطأه .
القارئ : بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد. الشيخ : اللهم صل وسلم عليه. القارئ : وعلى آله وصحابته أجمعين. قال شيخ الإٍسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الاقتضاء: " وأما الجواب المفصل، فنقول : مدار هذه الشبه على أصلين: منقول : وهو ما يحكى من فعل هذا الدعاء عن بعض الأعيان. ومعقول : وهو ما يعتقد من منفعته بالتجارب والأقيسة. فأما النقل في ذلك : فإما كذب، أو غلط، أو ليس بحجة، بل قد ذكرنا النقل عمن يقتدى به بخلاف ذلك ". الطالب : ... الشيخ : سبق تغيير هذه العبارة ... . القارئ : " وأما المعقول فنقول : عامة المذكور من المنافع كذب " الشيخ : إما كذب وهو أن يتعمد الإنسان الكذب الناقل، أو غلط بأن يزيد أو ينقص أو يقدم أو يؤخر، أو ليس بحجة بأن يكون نقله على ما هو عليه لكنه عمن ليس قوله حجة. نعم. القارئ :" وأما المعقول فنقول عامة المذكور من المنافع كذب فإن هؤلاء " الشيخ :" بل قد ذكرنا "، القاعدة التي اعطيناكم، إذا تكلمنا على جملة من الكتاب يبدأ من بعدها مباشرة، لأن الكلام ينسي اللي قبل، " بل قد ذكرنا "، " أو ليس بحجة بل قد ذكرنا ". القارئ : " بل قد ذكرنا النقل عمن يقتدى به بخلاف ذلك " الشيخ : إذن يعني معناه إذا ثبت أنه منقول فهناك معارض واضح؟ طيب. القارئ : " وأما المعقول فنقول عامة المذكور من المنافع كذب، فإن هؤلاء الذين يتحرون الدعاء عند القبور وأمثالهم إنما يُستجاب لهم في النادر، ويدعو الرجل منهم ما شاء الله من دعوات فيستجاب له في واحدة،ـ ويدعو خلق كثير منهم فيستجاب للواحد بعد الواحد، وأين هذا من الذين يتحرون الدعاء أوقات الأسحار، ويدعون الله في سجودهم وأدبار صلاتهم وفي بيوت الله، فإن هؤلاء إذا ابتهلوا من جنس ابتهال المقابريين لم تكد تسقط لهم دعوة إلا لمانع، بل الواقع أن الابتهال الذي يفعله المقابريون إذا فعله المخلصون، لم يرد المخلصون إلا نادرا، ولم يستجب للمقابريين إلا نادرا، والمخلصون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ". الشيخ : إذن إذا كان هؤلاء لا يستجاب لهم إلا نادراً، وهؤلاء لا يسقط دعاؤهم إلا نادراً فأي الفريقين أحق ؟ من لا يسقط دعاؤه إلا نادراً، فبدل من أن تذهب إلى المقبرة اذهب إلى بيت من بيوت الله، الله المستعان. نعم. القارئ : " والمخلصون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاثة : إما أن يُعجل الله له دعوته، ، أو يدخر له من الخير مثلها، أو يصرف عنه من الشر مثلها قالوا : يا رسول الله، إذن نكثر . قال : الله أكثر ) . فهم في دعائهم لا يزالون بخير. وأما المقبريون فإنهم إذا استجيب لهم نادرا ، فإن أحدهم يضعف توحيده، ويقل نصيبه من ربه، ولا يجد في قلبه من ذوق الإيمان وحلاوته ما كان يجده السابقون الأولون. ولعله لا يكاد يبارك له في حاجته، اللهم إلا أن يعفو الله عنهم لعدم علمهم بأن ذلك بدعة، فإن المجتهد إذا أخطأ أثابه الله على اجتهاده، وغفر له خطأه. وجميع الأمور التي يظن أن لها تأثيراً في العالم وهي محرمة في الشرع كالتمريجات الفلكية ". الشيخ : كالتمزيجات بالزي. القارئ : يقول : التمزيجات ولعلها بالراء أصح. الشيخ : ولعل؟ القارئ : في أ و ط: التمزيجات، ولعلها بالراء أصح، والتمريجات مأخوذة من المرج وهو الخلط والفساد والاضطراب والقلق، ولعل القصد بها هنا تخرصات الفلكيين والذين يعتقدون أن للأفلاك تأثيراً وتخلطهم في ذلك، والتمزيجات أيضاً بمعنى الخلط وما رتب عليه البدن من الطبائع. بالراء ولا بالزاي؟ الشيخ : نسخة ثانية. القارئ : هو ما قال نسخة بس يعني تحرى، ما قال أنها تسخة يقول لعلها تكون بالراء. الشيخ : بالراء؟ القارئ : يقول لعلها أصح بالراء الشيخ : لا، وحتى التمزيجات وجيهة جداً.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وجميع الأمور التي يظن أن لها تأثيرا في العالم وهي محرمة في الشرع ، كالتمريجات الفلكية ، والتوجهات النفسانية . كالعين ، والدعاء المحرم ، والرقى المحرمة ، أو التمريجات الطبيعية . ونحو ذلك ، فإن مضرتها أكثر من منفعتها حتى في نفس ذلك المطلوب ، فإن هذه الأمور لا يطلب بها غالبا إلا أمور دنيوية ، فقل أن يحصل لأحد بسببها أمر دنيوي إلا كانت عاقبته فيه في الدنيا عاقبة خبيثة . دع الآخرة . والمخفق من أهل هذه الأسباب أضعاف أضعاف المنجح ، ثم إن فيها من النكد والضرر ما الله به عليم . فهي في نفسها مضرة ولا يكاد يحصل الغرض بها إلا نادرا وإذا حصل فضرره أكثر من نفعه . والأسباب المشروعة في حصول هذه المطالب ، المباحة أو المستحبة سواء كانت طبيعية : كالتجارة والحراثة ، أو كانت دينية : كالتوكل على الله والثقة به ، وكدعاء الله سبحانه على الوجه المشروع ، في الأمكنة والأزمنة التي فضلها الله ورسوله ، بالكلمات المأثورة عن إمام المتقين صلى الله عليه وسلم ، وكالصدقة ، وفعل المعروف ، يحصل بها الخير المحض أو الغالب . وما يحصل من ضرر بفعل مشروع ، أو ترك غير مشروع مما نهي عنه ، فإن ذلك الضرر مكثور في جانب ما يحصل من المنفعة .
القارئ : " وجميع الأمور التي يظن أن لها تأثيرا في العالم وهي محرمة في الشرع، كالتمزيجات الفلكية، والتوجيهات النفسانية كالعين، والدعاء المحرم، والرقى المحرمة، أو التمزيجات الطبيعية " الشيخ : هذه بالراء. القارئ : نعم " أو التمريجات الطبيعية ونحو ذلك، فإن مضرتها أكثر من منفعتها حتى في نفس ذلك المطلوب، فإن هذه الأمور التي لا يطلب بها غالباً إلا أمور دنيوية، فقل أن يحصل لأحد " الشيخ : أنا عندي فإن هذه الأمور، ما فيها التي القارئ : إي " فإن هذه الأمور لا يطلب بها غالباً إلا أمور دنيوية، فقل أن يحصل لأحد بسببها أمر دنيوي إلا كانت عاقبته فيه الدنيا عاقبة خبيثة دع الآخرة. والمخفق من أهل هذه الأسباب أضعاف أضعاف المنجح، ثم إن فيها من النكد والضرر ما الله به عليم. فهي في نفسها مضرة ولا يكاد يحصل الغرض بها إلا نادراً، وإذا حصل فضرره أكثر من نفعه ". الشيخ : ولهذا هؤلاء الذين يزورون المدينة وقصدهم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، تتعلق قبورهم بالقبر وبالمقبرة في البقيع أكثر من تعلقهم برب العرش، حتى إننا رأينا أحدهم فاته الذهاب إلى المدينة في موسم الحج لأنه منع من السفر إلى المدينة لقرب الموسم فجعل يبكي بكاءً شديداً. قلنا لماذا ؟ قال فاتني الزيارة فاتتني الأنوار وينفعل فاتتني الأنوار، ايش الأنوار ؟ زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، والكعبة ما تهمه على هذا، لذلك هذه المسألة خطيرة، يعني تعلق الإنسان بالمخلوق لا شك أنه يصرفه عن الخالق مهما كانت درجة المخلوق، فعليك بالتعلق بربك، هذا هو الذي ينفعك، الخلق يقول الرسول عليه الصلاة والسلام لابن عباس : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) حتى إن بعض السلف يكره أن يذهب إلى الطبيب ليداويه، يخشى أن يتلعق به قلبه أكثر من تعلقه بالله، ويفضل أن يتوكل على الله حق التوكل ويشفى بإذن الله، نعم. القارئ : " والأسباب المشروعة في حصول هذه المطالب المباحة أو المستحبة سواء كانت طبيعية كالتجارة والحراثة، أو كانت دينية : كالتوكل على الله والثقة به، وكدعاء الله سبحانه على الوجه المشروع في الأمكنة والأزمنة التي فضلها الله ورسوله، بالكلمات المأثورة عن إمام المتقين صلى الله عليه وسلم، وكالصدقة وفعل المعروف ". الشيخ : انتبه لكلمة " الكلامات المأثورة " يعني أن الأدعية المأثورة في القرآن والسنة أفضل الأدعية، أخانا، الدعوات المأثورة في الكتاب والسنة أفضل وأطيب وأجمع وأنفع من هذه الكلمات والأدعية المسجوعة، ولهذا يجب الحذر مما ينشر أحياناً بين الناس بين العامة المساكين ينشر بينهم أدعية بعضها غلط لكنها مسجوعة منمقة فيغتر الجهلة بها، والواجب على طلبة العلم أن يبينوا أنه لا دعاء أنفع ولا أجمع مما جاء في الكتاب والسنة. ولهذا قيد الشيخ رحمه الله بقوله " الكلمات المأثورة عن إمام المتقين " صلوات الله وسلامه عليه. نعم. القارئ : " بالكلمات المأثورة عن إمام المتقين صلى الله عليه وسلم، وكالصدقة وفعل المعروف يحصل بها الخير المحض أو الغالب. وما يحصل من ضرر بفعل مشروع أو ترك غير مشروع مما نهي عنه، فإن ذلك الضرر مكثور في جانب ما يحصل من المنفعة ". مكثور؟ الشيخ : مكثور، نعم، يعني: أكثر مما يحصل من المنفعة.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وهذا الأمر ، كما أنه قد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع ، فهو أيضا معقول بالتجارب المشهورة والأقيسة الصحيحة ، فإن الصلاة والزكاة يحصل بهما خير الدنيا والآخرة ، ويجلبان كل خير ، ويدفعان كل شر . فهذا الكلام في بيان أنه لا يحصل بتلك الأسباب المحرمة لا خير محض ، ولا غالب ، ومن كان له خبرة بأحوال العالم وعقل ، تيقن ذلك يقينا لا شك فيه . وإذا ثبت ذلك : فليس علينا من سبب التأثير أحيانا ، فإن الأسباب التي يخلق الله بها الحوادث في الأرض والسماء ، لا يحصيها على الحقيقة إلا هو ، أما أعيانها فبلا ريب - وكذلك أنواعها أيضا - لا يضبطها المخلوق لسعة ملكوت الله سبحانه وتعالى ، ولهذا كانت طريقة الأنبياء عليهم السلام ، أنهم يأمرون الخلق بما فيه صلاحهم ، وينهونهم عما فيه فسادهم ، ولا يشغلونهم بالكلام في أسباب الكائنات كما تفعل المتفلسفة ، فإن ذلك كثير التعب ، قليل الفائدة ، أو موجب للضرر . ومثال النبي مثال طبيب دخل على مريض ، فرأى مرضه فعلمه ، فقال له : اشرب كذا ، واجتنب كذا . ففعل ذلك ، فحصل غرضه من الشفاء . والمتفلسف قد يطول معه الكلام في سبب ذلك المرض ، وصفته ، وذمه وذم ما أوجبه . ولو قال له المريض : فما الذي يشفيني منه؟ لم يكن له بذلك علم تام . والكلام في بيان تأثير بعض هذه الأسباب قد يكون فيه فتنة لمن ضعف عقله ودينه ، بحيث تختطف عقله فيتأله ، إذا لم يرزق من العلم والإيمان ما يوجب له الهدى واليقين . ويكفي العاقل أن يعلم أن ما سوى المشروع لا يؤثر بحال ، فلا منفعة فيه ، أو أنه وإن أثر فضرره أكثر من نفعه .
القارئ : " وهذا الأمر كما أنه قد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، فهو أيضا معقول بالتجارب المشهورة والأقيسة الصحيحة، فإن الصلاة والزكاة يحصل بهما خير الدنيا والآخرة " الشيخ : الآن مثلاً إن المشركين إذا كانوا في البحر وغشيهم موج كالظلل ماذا يدعون ؟ يدعون الله، يعرفون أنه لن يكشف هذا الضر إلا الله عز وجل، وعند آلهتم يدعون آلهتهم، مما يدل على أن الدعاء النافع هو دعاء الله تبارك وتعالى. نعم. القارئ : " وهذا الأمر كما أنه قد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع فهو أيضاً معقول بالتجارب المشهورة والأقيسة الصحيحة، فإن الصلاة والزكاة يحصل بهما خير الدنيا والآخرة ويجلبان كل خير، ويدفعان كل شر. فهذا الكلام في بيان أنه لا يحصل بتلك الأسباب المحرمة لا خير محض ولا غالب، ومن كان له خبرة بأحوال العالم وعقل، تيقن ذلك يقيناً لا شك فيه ". الشيخ : الله أكبر. القارئ : " وإذا ثبت ذلك فليس علينا من سبب التأثير أحياناً، فإن الأسباب التي يخلق الله بها الحوادث في الأرض والسماء، لا يحصيها على الحقيقة إلا هو، أما أعيانها فبلا ريب - وكذلك أنواعها أيضا - لا يضبطها المخلوق لسعة ملكوت الله سبحانه وتعالى. ولهذا كانت طريقة الأنبياء عليهم السلام، أنهم يأمرون الخلق بما فيه صلاحهم، وينهونهم عما فيه فسادهم، ولا يشغلونهم بالكلام في أسباب الكائنات كما تفعل المتفلسفة، فإن ذلك كثير التعب، قليل الفائدة، أو موجب للضرر ". الشيخ : والله عجائب هذا، كلام مهم، يعني: اشتغال الإنسان بأسباب الكائنات وطبائعها الفلكية والأرضية كما قال الشيخ رحمه الله نفعه قليل وهو مضيع للوقت ويحرم الإنسان مما هو أهم، وربما يكون ضاراً لأن الإنسان لا يحيط بحكمة الله عز وجل، قد يقول له الشيطان هذا تناقض في الخلق، هذا تناقض في التكوين، هذا كذا هذا كذا، ولهذا نرى الذين يبحثون في هذه الأمور ويتعمقون فيها نرى أنهم قاصرون مهما بلغوا. الله المستعان. نعم. القارئ : " ومثال النبي صلى الله عليه وسلم " الشيخ : شوف يقول : " فإن ذلك كثير التعب قليل الفائدة أو موجب للضرر " فيكون تعب وضرر. نعم. القارئ : وش بعدها؟ الشيخ : ومثال النبي مثال الطبيب. القارئ : " ومثال النبي صلى الله عليه وسلم " الشيخ : لا، ما عندنا صلى الله عليه وسلم. القارئ : عندي. الشيخ : ما هي بعندي، عندك؟ الطالب : ما عندي. الشيخ : ما هي عندنا، لأنه لا يريد محمد صلى الله عليه وسلم، مثال النبي يعني في أمته، عام. القارئ : " ومثال النبي مثال طبيب دخل على مريض فرأى مرضه فعلمه، فقال له : اشرب كذا، أو اجتنب كذا، ففعل ذلك، فحصل غرضه من الشفاء. والمتفلسف قد يطول معه الكلام في سبب ذلك المرض وصفته وذمه وذم ما أوجبه. ولو قال له المريض : فما الذي يشفيني منه؟ لم يكن له بذلك علم تام ". الشيخ : الله أكبر. القارئ : " والكلام في بيان تأثير بعض هذه الأسباب قد يكون فيه فتنة لمن ضعف عقله ودينه ". الشيخ : صحيح، لا شك في هذا، يعني التعمق في هذا ربما يكون فتنة للإنسان إذا لم يكن عنده عقل راسخ أو دين قوي. نعم. القارئ : " قد يكون فيه فتنة لمن ضعف عقله ودينه بحيث تختطف عقله فيتأله، إذا لم يرزق من العلم والإيمان ما يوجب له الهدى واليقين. ويكفي العاقل أن يعلم أن ما سوى المشروع لا يؤثر بحال، فلا منفعة فيه، أو أنه وإن أثر فضرره أكثر من نفعه ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة : أن الرجل منهم قد يكون مضطرًا ضرورة لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له ، لصدق توجهه إلى الله ، وإن كان تحري الدعاء عند الوثن شركا . ولو استجيب له على يد المتوسل به ، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته ، فإنه يعاقب على ذلك ويهوي به في النار إذا لم يعف الله عنه ، كما لو طلب من الله ما يكون فتنة له . كما أن ثعلبة لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بكثرة المال ، ونهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك مرة بعد مرة فلم ينته حتى دعا له ، وكان ذلك سبب شقائه في الدنيا والآخرة . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل ليسألني المسألة فأعطيه إياها ، فيخرج بها يتأبطها نارا " ، فقالوا : يا رسول الله فلم تعطيهم؟ قال : " يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل " . فكم من عبد دعا دعاء غير مباح ، فقضيت حاجته في ذلك الدعاء ، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة ، تارة بأن يسأل ما لا تصلح له مسألته ، كما فعل بلعام وثعلبة ، وكخلق كثير دعوا بأشياء فحصلت لهم ، وكان فيها هلاكهم . وتارة بأن يسأل على الوجه الذي لا يحبه الله كما قال سبحانه : { ادعوا ربكم تضرعًا وخفيةً إنه لا يحب المعتدين } فهو سبحانه لا يحب المعتدين في صفة الدعاء ، ولا في المسؤول ، وإن كانت حاجتهم قد تقضى ، كأقوام ناجوا الله في دعواتهم بمناجاة فيها جرأة على الله ، واعتداء لحدوده ، وأعطوا طلبتهم فتنة ، ولما يشاء سبحانه ، بل أشد من ذلك . ألست ترى السحر والطلسمات والعين وغير ذلك ، من المؤثرات في العالم بإذن الله ، قد يقضى بها كثير من أغراض النفوس ومع هذا فقد قال سبحانه : { ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون. ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبةٌ من عند الله خيرٌ لو كانوا يعلمون } .
القارئ : " ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين والأدعية المحرمة " الشيخ : الداعين؟ القارئ : بالأدعية؟ الأدعية. الشيخ : الأدعية. نعم . القارئ : " ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة أن الرجل منهم قد يكون مضطرًا ضرورة لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له، لصدق توجهه إلى الله، وإن كان تحري الدعاء عند الوثن شركا ". الشيخ : وإن كان. القارئ : وإن كان تحري الدعاءَ. الشيخ : الدعاءِ القارئ : " وإن كان تحري الدعاءِ عند الوثن شركاً، ولو استجيب له على يد المتوسل به صاحب القبر أو غيره لاستغاثته " الشيخ : عندك ولو استُجيب ولا ولو قد؟ الطالب : ولو كان قد استجيب له. الشيخ : أنا عندي ولو قد. القارئ : في ب : يقول ولو كان قد استجيب له. الشيخ : خير إن شاء الله، ماشي. القارئ : " ولو استجيب له على يد المتوسل به صاحب القبر أو غيره لاستغاثته فإنه يعاقب على ذلك ويهوي به في النار إذا لم يعف الله عنه، كما لو طلب من الله ما يكون فتنة له. كما أن ثعلبة لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بكثرة المال، ونهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك مرة بعد مرة فلم ينته حتى دعا له، وكان ذلك سببُ شقائه في الدنيا والآخرة ". الشيخ : سببَ. القارئ : " وكان ذلك سببَ شقائه في الدنيا والآخرة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ". الشيخ : حديث ثعلبة لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه ينافي القرآن، فإن الرجل تاب وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وأظن عثمان وردوه، وهذا ينافي القرآن فإن الله قال : (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً )) وقد ثبت من الناحية الحديثية أنه غير صحيح، نعم، ولا أدري هل أتى للرسول أو لا ؟ أنا نسيت، أحد منكم يذكر؟ الطالب : نعم أتى. الشيخ : أتى إلى الرسول؟ نعم. القارئ : " وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الرجل ليسألني المسألة فأعطيه إياها، فيخرج بها يتأبطها ناراً، فقالوا : يا رسول الله فلم تعطيهم؟ قال : يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل ) ". الشيخ : اللهم صل وسلم عليه. القارئ : " فكم من عبد دعا دعاء غير مباح، فقضيت حاجته في ذلك الدعاء، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة، تارة بأن يسأل ما لا يصلح له مسألته، كما فعل بلعام وثعلبة، وكخلق كثير دعوا بأشياء فحصلت لهم، وكان فيها هلاكهم. وتارة بأن يسأل على الوجه الذي لا يحبه الله كما قال سبحانه: (( ادعوا ربكم تضرعًا وخفيةً إنه لا يحب المعتدين )) فهو سبحانه لا يحب المعتدين في صفة الدعاء، ولا في المسؤول، وإن كانت حاجتهم قد تقضى، كأقوام ناجوا الله في دعواتهم بمناجاة فيها جرأة على الله، واعتداء لحدوده، وأعطوا طلبتهم فتنة ولما يشاء الله سبحانه. بل أشدُ من ذلك، ألست ترى السحر والطلسمات والعين وغير ذلك من المؤثرات في العالم بإذن الله، قد يقضى بها كثير من أغراض النفوس، ومع هذا فقد قال سبحانه : (( ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون. ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبةٌ من عند الله خيرٌ لو كانوا يعلمون )) " الشيخ : خير قف عليها. القارئ : (( ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير، لو كانوا يعلمون )). الشيخ : مثل هذه ترد في القرآن كثير، فيجب الوقوف عليها لأنك لو وصلت (( لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون )) لكان تقييد كونها خيراً بإيش؟ بعلمهم، وليس هذا مراداً.
السائل : هل من الاعتداء في الدعاء. الشيخ : ايش ؟ السائل : هل من الاعتداء في الدعاء أن يقسم الإنسان على الله؟ الشيخ : إي نعم. هذا فيه نظر إذا كان الإنسان حمله على الإقسام على ربه حسن الظن بالله عز وجل، وأنه مجيب الدعوات ولم يقسم على الله تعالى بشيء محرم، فليس من الاعتداء، بل هذا من حسن الظن بالله. أما أذا كان يقسم على ربه لحسن ظنه بنفسه وإعجابه بها فهذا حرام.
السائل : ما معنى حديث: ( الله أكثر )؟ الشيخ : الله أكبر؟ السائل :( أكثر )؟ الشيخ : يعني معناه أنكم إذا أكثرتم من العمل فالله تعالى أكثر لأنه يعطيكم الحسنة بعشر أمثالها.
قال شيخ الإسلام : أن الإنسان إذا أخطأ أثابه الله ، فهل يجوز الإجتهاد في هذه المسائل ؟
السائل : شيخ الإسلام ذكر قال: " فإن المجتهد إذا أخطأ أثابه الله ". الشيخ : نعم. السائل : الاجتهاد في هذه المسائل جائز يا شيخ ؟ الشيخ : ربما، ربما يكون عامي ما يعرف وظن أن هذا خير أو مثلاً كان له رجل يقلده. نعم.
ما فهمت كلام المصنف في تأثير بعض الأسباب الكونية ؟
السائل : شيخ بارك الله فيك، ما فهمت معنى. الشيخ : ماذا؟ السائل : ما فهمت الشيخ : ماذا؟ أنت فهمني سؤالك، وش تقول؟ ماذا ايش؟ السائل : أقول ما فهمت، إي أنت تسألني ماذا أيش؟ ويش الي بعد ماذا ؟ السائل : قلت ما فهمت. الشيخ : ما فهمت ؟ ما فهمت ايش؟ السائل : يعني قوله : " الكلام في أسباب الكائنات " ما فهمت هذه العبارة. الشيخ : يعني أسباب مثلاً الكسوف، مثلاً أسباب الرياح، أسباب الأمطار، وما أشبهها، أسباب الخسوف، الخسف بالأرض يعني. السائل : هذه ما تدخل في التفكر في خلق الله عز وجل ؟ الشيخ : لا لا، مراده الذي يشغل نفسه بهذا وش الأسباب، أما إنسان يبي ينظر إليها ظاهراً فقط، ويقول هذه من آيات الله، هذا ما يعد تعمق وأتعب نفسه.
ما معنى قول المصنف: " ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة : أن الرجل منهم قد يكون مضطرًا ضرورة لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له ، لصدق توجهه إلى الله ، وإن كان تحري الدعاء عند الوثن شركا ". ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليكم، قول المؤلف : " وإن كان تحري الدعاء عند الوثن شركا " الشيخ : إيش؟ السائل : قول المؤلف : " وإن كان تحري الدعاء عند الوثن شركاً " هل كان هذا مطلقا؟ الشيخ : إي نعم، المضطر يمكن يكون عند وثنه ويدعو الله عز وجل فيستجيب الله دعاءه. السائل : قوله بأن التحري عند هذا الوثن شركا، الدعاء عند هذا يكون شركاً. الشيخ : المضطر مهما كان يجيب الله دعوته، والمظلوم مهما كان يجيب الله دعوته. السائل : أنا لا أتكلم عن إجابه الدعاء يا شيخ، أنا أتكلم عن تحري هذا العمل ... تحري الدعاء عند الوثن شركا، حتى الآن الذين يتحرون الدعاء عند بعض القبور يزعمون أنه من الصالحين الشيخ : لا لا، هو قال شركاً ولا مشركاً ؟ السائل : قال شركاً. الشيخ : اقرأ العبارة اقرأ. السائل :" وإن كان تحري الدعاء " الشيخ : قبل قبل " وإن كان " السائل :" ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة : أن الرجل منهم قد يكون مضطرًا ضرورة لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له، لصدق توجهه إلى الله، وإن كان تحري الدعاء عند الوثن شركا ". الشيخ : وإن كان؟ السائل :" تحري الدعاء عند الوثن شركاً " الشيخ : إي، الوثن الذي يعتقد أنه يجيب دعاءه.
ما معنى قول المصنف: " فهو سبحانه لا يحب المعتدين في صفة الدعاء ، ولا في المسؤول ، وإن كانت حاجتهم قد تقضى ، كأقوام ناجوا الله في دعواتهم بمناجاة فيها جرأة على الله ، واعتداء لحدوده ، وأعطوا طلبتهم فتنة ، ولما يشاء سبحانه ، بل أشد من ذلك ". ؟
السائل : قوله : " وأعطوا طلبتهم فتنة ولما يشاء سبحانه، بل أشد من ذلك " الشيخ : إيش ؟ السائل :" وأعطوا طلبتهم فتنة، ولما يشاء سبحانه، بل أشد من ذلك " ما معنى هذا ؟ الشيخ : لا أسمعك. السائل : قول المصنف : " وأعطوا طلبتهم فتنة، ولما يشاء سبحانه، بل أشد من ذلك ". الشيخ : قبل؟ السائل : قبل " ألست ترى السحر والطلسمات " الشيخ : ألست ترى السحر السائل : سطر واحد الشيخ : قد يقتضى بها، بإذن الله قد يقضى بها، وش الي بعدها؟ السائل : قبلها بسطرين. الشيخ : ألست ترى السحر هذا هو؟ السائل : قبلها. الشيخ : قبلها. السائل : مباشرة الشيخ : نعم ألست ترى السائل : قبل الشيخ :" وإن كانت حاجتهم قد تقضى، كأقوام ناجوا الله تعالى في دعواتهم بمناجاة فيها جرأة على الله، واعتداء لحدوده، وأعطوا طلبتهم فتنة، ولما يشاء سبحانه، بل أشد من ذلك " يعني إما فتنة وإما لما يريد الله من ذلك بل أشد من ذلك يعني يعطون ما هو أشد مما طلبوا فتنة. انتهى الوقت ؟
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وكذلك أنواع من الداعين والسائلين قد يدعون دعاء محرما ، يحصل معه ذلك الغرض ، ويورثهم ضررا أعظم منه ، وقد يكون الدعاء مكروها ويستجاب له أيضا . ثم هذا التحريم والكراهة قد يعلمه الداعي ، وقد لا يعلمه ، على وجه لا يعذر فيه بتقصير في طلب العلم ، أو ترك للحق ، وقد لا يعلمه على وجه يعذر فيه ، بأن يكون فيه مجتهدًا ، أو مقلدا ، كالمجتهد والمقلد اللذين يعذران في سائر الأعمال ، وغير المعذور قد يتجاوز عنه في ذلك الدعاء ؛ لكثرة حسناته وصدق قصده ، أو لمحض رحمة الله به ، أو نحو ذلك من الأسباب . فالحاصل : أن ما يقع من الدعاء المشتمل على كراهة شرعية ، بمنزلة سائر أنواع العبادات . وقد علم أن العبادة المشتملة على وصف مكروه قد تغفر تلك الكراهة لصاحبها ، لاجتهاده أو تقليده ، أو حسناته أو غير ذلك . ثم ذلك لا يمنع أن يعلم أن ذلك مكروه ينهى عنه ، وإن كان هذا الفاعل المعين قد زال موجب الكراهة في حقه . ومن هنا يغلط كثير من الناس ، فإنهم يبلغهم أن بعض الأعيان من الصالحين عبدوا عبادة ، أو دعوا دعاء ، ووجدوا أثر تلك العبادة وذلك الدعاء ، فيجعلون ذلك دليلا على استحسان تلك العبادة والدعاء ، ويجعلون ذلك العمل سنة ، كأنه قد فعله نبي ، وهذا غلط ، لما ذكرناه . خصوصا إذا كان ذلك العمل إنما كان أثره بصدق قام بقلب فاعله حين الفعل ، ثم يفعله الأتباع صورة لا صدقا ، فيضرون به ، لأنه ليس العمل مشروعا فيكون لهم ثواب المتبعين ، ولا قام بهم صدق ذلك الفاعل الذي لعله بصدق الطلب وصحة القصد يكفر عن الفاعل .
القارئ : " وكذلك أنواع من الداعين والسائلين قد يدعون دعاء محرماً، يحصل معه ذلك الغرض، ويورثهم ضررا أعظم منه، وقد يكون الدعاء مكروهاً ويستجاب له أيضا. ثم هذا التحريم والكراهة قد يعلمه الداعي، وقد لا يعلمه، على وجه لا يعذر فيه بتقصير في طلب العلم، أو ترك للحق، وقد لا يعلمه على وجه يعذر فيه، بأن يكون فيه مجتهدًا أو مقلداً، كالمجتهد والمقلد اللذان يعذران في سائر الأعمال ". الشيخ : إلى الآن ما وجدتها. القارئ : بعد قول الله تعالى : (( ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم )). الشيخ : وصلنا إلى هذا؟ القارئ : إي نعم يا شيخ. الشيخ : طيب. القارئ : أقرأ من الأول؟ الشيخ : لا ما يخالف، قد يعلمه الداعي وقد لا يعلمه. القارئ : هنا قال : " كالمجتهد والمقلد اللذان ". الشيخ : لا عندي اللذين. القارئ : تصحيف يا شيخ؟ الشيخ : إي نعم، اللذين. القارئ : " كالمجتهد والمقلد اللذين يعذران في سائر الأعمال. وغير المعذور قد يتجاوز عنه في ذلك الدعاء، لكثرة حسناته وصدق قصده، أو لمحض رحمة الله به، أو نحو ذلك من الأسباب. فالحاصل : أن ما يقع من الدعاء المشتمل على كراهة شرعية بمنزلة سائر أنواع العبادات. وقد عُلم أن العبادة المشتملة على وصفٍ مكروه قد تغفر تلك الكراهة لصاحبها، لاجتهاده أو تقليده، أو حسناته أو غير ذلك. ثم ذلك لا يمنع أن يعلم ". الشيخ : أن نعلم. الطالب : يعلم الشيخ : يعلم؟ أنا عندي بالنون، لعلها الي عندكم أحسن الظاهر، أن يعلم. القارئ : " ثم ذلك لا يمنع أن يعلم أن ذلك ذلك مكروه ينهى عنه، وإن كان هذا الفاعل المعين قد زال موجِب الكراهة في حقه ". الشيخ : مُوجَب أحسن، أي ما توجبه الكراهة. القارئ : " وإن كان هذا الفاعل المعين قد زال موجَب الكراهة في حقه، ومن هنا يغلط كثير من الناس، فإنه يبلغهم ". الشيخ : فإنهم يبلغهم. القارئ : " فإنهم يبلغهم أن بعض الأعيان من الصالحين عبدوا عبادة أو دعوا دعاء، ووجدوا أثر تلك العبادة وذلك الدعاء، فيجعلون ذلك دليلاً على استحسان تلك العبادة والدعاء، ويجعلون ذلك العمل سنة، كأنه قد فعله نبي، وهذا غلط لما ذكرناه، خصوصاً إذا كان ذلك العملُ إنما كان أثره بصدق قام بقلب فاعله حين الفعل، ثم يفعله الأتباع صورة لا صدقاً، فيضرون به، لأنه ليس العمل مشروعا فيكون لهم ثواب المتبعين، ولا قام بهم صدق ذلك الفاعل الذي لعله بصدق الطلب وصحة القصد يكفر عن الفاعل. ومن هذا ما يحكى من آثار لبعض الشيوخ " الطالب : ... الشيخ : كيف؟ " لأنه ليس العمل مشروعاً فيكون لهم ثواب المتبعين " الطالب : ... الشيخ : لا الي عندنا أحسن، ولهذا تقرأ بالنصب " لأنه ليس العمل مشروعاً فيكون لهم ثواب المتبعين "، ولا قام بهم الصدق بخلاف المتبوع الذي قلدوه فعنده من الصدق في الطلب والالتجاء إلى الله عز وجل ما ليس عند هؤلاء، لكن قلدوه تقليداً صورياً، فظنوا أن هذه الصورة هي سبب إجابة الدعاء، والسبب غيرها، السبب ما قام في قلب هذا المتبوع من الصدق صدق القصد واللجوء إلى الله عز وجل، لكن المشروع مشروع على أصله ووصفه. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ومن هذا الباب ما يحكى من آثار لبعض الشيوخ ، حصلت في السماع المبتدع ، فإن تلك الآثار ، إنما كانت عن أحوال قامت بقلوب أولئك الرجال ، حركها محرك كانوا في سماعه إما مجتهدين ، وإما مقصرين تقصيرا غمره حسنات قصدهم ، فيأخذ الأتباع حضور صورة السماع وليس حضور أولئك الرجال سنة تتبع ، ولا مع المقتدين من الصدق والقصد ما لأجله عذروا ، أو غفر لهم ، فيهلكون بذلك . وكما يحكى عن بعض الشيوخ ، أنه رئي بعد موته ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ فقال : أوقفني بين يديه وقال لي : يا شيخ السوء ، أنت الذي كنت تتمثل بسعدى ولبنى؟ لولا أني أعلم أنك صادق لعذبتك . فإذا سمعت دعاء ، أو مناجاة مكروهة في الشرع قد قضيت حاجة صاحبها فكثير ما يكون من هذا الباب . ولهذا كان الأئمة ، العلماء بشريعة الله ، يكرهون هذا من أصحابهم وإن وجد أصحابهم أثره ، كما يحكى عن سمنون المحب قال : وقع في قلبي شيء من هذه الآيات فجئت إلى دجلة . فقلت : وعزتك لا أذهب حتى يخرج لي حوت . فخرج حوت عظيم ، أو كما قال . قال : فبلغ ذلك الجنيد ، فقال : كنت أحب أن تخرج إليه حية فتقتله . وكذلك حكي لنا أن بعض المجاورين بالمدينة، جاء إلى عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاشتهى عليه نوعا من الأطعمة، فجاء بعض الهاشميين إليه، فقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث لك ذلك ، وقال لك : اخرج من عندنا، فإن من يكون عندنا لا يشتهي مثل هذا . وآخرون قضيت حوائجهم ، ولم يقل لهم مثل هذا ، لاجتهادهم أو تقليدهم، أو قصورهم في العلم ، فإنه يغفر للجاهل ما لا يغفر لغيره ، كما يحكى عن برخ العابد ، الذي استسقى في بني إسرائيل . ولهذا عامة ما يحكى في هذا الباب ، إنما هو عن قاصري المعرفة ، ولو كان هذا شرعا ودينا لكان أهل المعرفة أولى به . ولا يقال : هؤلاء لما نقصت معرفتهم ساغ لهم ذلك ، فإن الله لم يسوغ هذا لأحد ، لكن قصور المعرفة قد يرجى معه العفو والمغفرة .
القارئ : " ومن هذا الباب ما يحكى من آثار لبعض الشيوخ، حصلت في السماع المبتدع، فإن تلك الآثار إنما كانت عن أحوال قامت بقلوب أولئك الرجال، حركها محرك كانوا في سماعه إما مجتهدين، وإما مقصرين تقصيراً غمره حسنات قصدهم، فيأخذ الأتباع حضور صورة السماع، وليس حضورُ أولئك الرجال ". الشيخ : لا، وليس حضورَ القارئ : " وليس حضورَ أولئك الرجال سنةٌ تتبع " الشيخ : سنةً. القارئ : " وليس حضورَ أولئك الرجال سنةً تتبع، ولا مع المقتدين من الصدق والقصد ما لأجله عذروا أو غُفر لهم، فيهلكون بذلك. وكما يحكى عن بعض الشيوخ أنه رئي ". الشيخ : كلام الشيخ رحمه الله في غاية ما يكون من العدل، يوجد عند السماع المحرم، وهو الأغاني الصوفية والأناشيد الصوفية من يزداد إيمانه بذلك بحسن قصده وصدق لجوئه إلى الله، فيظن الأتباع أن صورة هذا العمل هو الذي جعلت هذا يرتقي إلى منزلة عالية في اليقين فيتبعونه في ذلك، مع أنه لم يحصل لهم مثل ما حصل لهذا. إي نعم. القارئ : " وكما حُحي عن بعض الشيوخ أنه رئيَ بعد موته، فقيل له : ما فعل الله بك؟ فقال : أوقفني بين يديه، وقال لي : يا شيخ السوء، أنت الذي كنت تتمثل فيَ بسَعدي ولَبَني؟ " الشيخ : كيف؟ وش عندكم ؟ الطالب : بسُعدى ولُبنى. الشيخ : بسعدى ولُبنى. القارئ : أنا عندي بسَعدي ولَبني الشيخ : ما يستقيم أبداً، المعنى الذي قلت أبداً، هذا ما يقوله أحد أبداً. القارئ : " وقال لي : يا شيخ السوء ، أنت الذي كنت تتمثل فيَ بسُعدى ولُبنى؟ " الشيخ : لا، تتمثل فيَّ بسُعدى ولُبنى القارئ : نعم. الشيخ : ما هي في يدي. القارئ : ما عندي في يدي. الشيخ : سبحان الله ما قال في يدي؟ الطالب : ما قال يا شيخ. الشيخ : توكل على الله امش امش. القارئ : " وقال لي : يا شيخ السوء، أنت الذي كنت تتمثل فيَ بسُعدى ولُبنى؟ ولولا أني أعلم أنك صادق لعذبتك. فإذا سمعت دعاء أو مناجاة مكروهة في الشرع قد قُضيت حاجة صاحبها فكثير ما يكون من هذا الباب. ولهذا كان الأئمة العلماء بشريعة الله يكرهون هذا من أصحابهم وإن وَجد أصحابهم أثره، كما يحكى عن سمنون " الشيخ : سحنون. القارئ : والصحيح سمنون كما هو مثبت، هو سمنون بن حمزة الخواص صوفي شاعر، سمى نفسه سمنون الكذاب، سكن بغداد وتوفي بها سنة مئتين وتسعين. الشيخ : على كل حال المحقق قد يكون أضبط منا، وإلا فقد مرت علينا كلام شيخ الإسلام في غير هذا الموضع أنه سحنون، على كل ما علينا من اسمه. القارئ : " كما يحكى عن سمنون ". الشيخ : وش عندك يا ؟ الطالب : عندي سقط. الشيخ : سقط. القارئ : " كما يحكى عن سمنون المحب قال : وقع في قلبي شيء من هذه الآيات إلى دجلة " الشيخ : فجئت إلى دحلة القارئ : سم؟ الشيخ :" فجئت إلى دجلة " القارئ : " فجئت إلى دجلة. فقلت : وعزتك لا أذهب حتى يخرج لي حوت. فخرج حوت عظيم، أو كما قال. قال : فبلغ ذلك الجُنيد، فقال : قد كنتُ أحب أن تخرج إليه حية فتقتله. وكذلك حكي لنا أن بعض المجاورين بالمدينة ". الشيخ : لماذا قال هكذا ؟ لئلا يغتر به غيره، فيفعل مثل فعله، ليحصل له ما حصل له. ولهذا لو جاء إنسان بياع حوت وجلس عند البحر، وقال مثل هذا الدعاء، وعزتك لا أرجع حتى آخذ هذا الحوت ما خرج هذا الحوت، فالجنيد رحمه الله خاف أن يُقتدى به. الله المستعان. نعم. الطالب : الفاء استئنافية يا شيخ؟ الشيخ : أيهن؟ الطالب : قوله : " فتقتلُه "" أن تخرج إليه حية " الشيخ : فتقتلَه بالنصب. القارئ : " وكذلك حكي لنا أن بعض المجاورين بالمدينة جاء إلى عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فاشتهى عليه نوعا من الأطعمة، فجاء بعض الهاشميين إليه، فقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث لك ذلك، وقال لك : اخرج من عندنا، فإن من يكون عندنا لا يَشتهي مثل هذا ". الشيخ : الله أكبر. القارئ : "وآخرون قُضيت حوائجهم، ولم يقَل لهم مثل هذا، لاجتهادهم أو تقليدهم أو قصورهم في العلم، فإنه يغفر للجاهل ما لا يغفر لغيره ". الشيخ : الله أكبر. القارئ : " كما يحكى عن برخ العابد الذي استسقى في بني إسرائيل ". الشيخ : استمعوا لهذا : يغفر للجاهل ما لا يغفر لغيره. وأدبوا أنفسكم، لأن الله من عليكم بعلم فلا تعذرون فيه. الجاهل يعذر، لأنه ما يعلم، وربما إذا علم عمل، لكن أنت يا طالب العلم عندك علم فلا تعذر، نسأل الله أن يعيننا الذي من علينا بما علمنا أن يعيننا على العمل به. نعم. القارئ : " ولهذا عامة ما يحكى في هذا الباب إنما هو عن قاصري المعرفة، ولو كان هذا شرعاً وديناً لكان أهل المعرفة أولى به. ولا يقال : هؤلاء لما نقصت معرفتهم ساغ لهم ذلك، فإن الله لم ". الشيخ : عندكم ساغ ولا سوِّغ ؟ ما نبه علينا؟ القارئ : لا يا شيخ. الشيخ : اكتبها نسخة. القارئ : " ولا يقال هؤلاء لما نقصت معرفتهم سوِّغ لهم ذلك، فإن الله لم يسوغ هذا لأحد، لكنّ قصور المعرفة قد يرجى معه العفو والمغفرة ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " أما استحباب المكروهات ، أو إباحة المحرمات ، فلا ، ففرق بين العفو عن الفاعل والمغفرة له ، وبين إباحة فعله أو المحبة له ، سواء كان ذلك متعلقا بنفس الفعل ، أو ببعض صفاته .
القارئ : " أما استحباب المكروهات، أو إباحة المحرمات، فلا نفرق بين العفو عن الفاعل والمغفرة ". الشيخ : عندي: " فلا، ففرق بين العفو ". الطالب : فلا يفرق. الشيخ : أنا عندي: " فلا، ففرق بين العفو عن الفاعل والمغفرة له، وبين إباحة فعله أو المحبة له "، الذي عندي أحسن بلا شك. القارئ : نسخة يا شيخ؟ الشيخ : نسخة ، ... التصحيح ... الطالب : مطبوعة الشيخ : نعم؟ الطالب : مطبوعة الشيخ : مطبوعة إيش؟ الطالب : ... الشيخ : ففرق، فرق الطالب : ... الشيخ : فلا، ففرق، طيب. القارئ : فلا، ففرق؟ الشيخ : فلا، وقف الكلام. القارئ : " أما استحباب المكروهات أو إباحة المحرمات فلا، ففرق بين الفاعل والمغفرة له، وبين إباحة فعله أو المحبة له، سواء كان ذلك متعلقا بنفس الفعل، أو ببعض صفاته ". الشيخ : أسئلة؟ طيب.
هل من هذا القبيل ما تفعله بعض الجماعات من العمل بالأحاديث الضعيفة ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم، هل من هذا الباب ما يحصل لبعض الجماعات من العمل بالأحاديث الضعيفة، فيحصل لهم ما أرادوا، مثل صلاة الحاجة فإنهم يعملون بها كثيراً، وبعض من تركهم يقول كنت أعمل بها تماماً فيحصل ما أردت ؟ الشيخ : إي، من هذا النوع، لأن حسن القصد له أثر عظيم، حتى المشركين إذا اضطروا ودعوا الله عز وجل أجابهم. السائل : على هذا يا شيخ يقال إذن نتركهم، ما نقول لهم شيئاً؟ الشيخ : لا لا، نبين لهم الحق، لأنهم إذا علموا قد لا يجابون، لكن ما داموا على جهلهم وحسن قصدهم قد يجابون.
السائل : شيخ أحسن الله إليكم، في جماعة يلبسون الخرز الشيخ : إيش؟ السائل : يلبسون الحجاب التمائم. الشيخ : التمائم السائل : التمام نعم، يلبسونه في ... ويلبسونه ، حتى السلاح يعني ما يؤثر فيهم السلاح الناري والسلام الأبيض ما يؤثر فيهم .. ما هذا. الشيخ : هذا ما هو صحيح، غير صحيح. السائل : ... الشيخ : أبداً خذهم عندك في بيتك وشوف يصير. أبداً يمكن المبراة الصغيرة تقطع يده. السائل : أل؟ الشيخ : المبراة الصغيرة يعني المقلمية تقطع يده. السائل : رأينا ذلك بأعيننا الشيخ : هذا سحر هذا. السائل : نقول سحر. الشيخ : إي نعم.
الأحوال التي تحصل لبعض الصوفية كيف نفرق بين كونها من الله أو أحوال شيطانية ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم، ... الإيمانية التي تحدث لبعض الصوفية كيف نفرق بين كونها من الله سبحان وتعالى وبين كونها استدراج من الشيطان ؟ الشيخ : عليك بالقاعدة (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون )) شوف هذا الصوفي هل عنده إيمان وتقوى أو أنه شيخ صوفية يقول أنه يجوز أن يتزوج خمسين امرأة، وأنه له أن لا يصلي.