القارئ : " كانوا يتبعون آثار أنبياءهم ويتخذونها كنائس وبيعاً فمن أدركته الصلاة منكم في هذه المساجد فليصل، ومن لا فليمضِ ولا يتعمدها، وروى محمد بن وضاح وغيره ". الشيخ : في فعل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، كونه قرأ بـ (( ألم تر كيف فعل ربك )) و(( لإيلاف قريش )) في صلاة القجر، دليل على أن القراءة في الصلاة في الفجر في حال السفر ليست كالقراءة في حال الإقامة. وفيه أيضاً أن ترتيب (( ألم تر كيف فعل ربك )) و (( لإيلاف قريش )) على هذا، يعني معناه أنه يقرأ (( ألم ترى كيف )) و (( لإيلاف قريش )) حتى إن بعض المعربين أعرب قوله تعالى : (( لإيلاف قريش )) الجار والمجرور قال: متعلق بقوله (( جعلهم كعصف مأكول )) أي: جعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش، لكن هذا بعيد أن تكون سورة مستقلة تتعلق بما قبلها إعراباً، لكن قصدي بهذا أن تفهموا أن الصورتين متلازمتان. نعم. وروى محمد ابن وضاح نقف عليها. نعم يا سليم. السائل : عفا الله عنك يا شيخ، لو إني طالب علم معروف عند الناس ما دعيت قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن طالب العلم ... سد الذريعة ... في حال أحسن من .. الشيخ : ما فيها شك. نعم. السائل : يعني خطر أن الطالب العلم يجي عند الرسول ... الشيخ : الإنسان الذي يقتدى به لعلمه وفضله قد يكون فعل السنن واجبا عليه، وقد يكون ترك المكروهات واجباً عليه أيضاً، لأن فرق بين إنسان عامي عادي، وبين إنسان قدوة. السائل : ... رأيت فلان ... الشيخ : هذه هي، هذه هي، مع أن الصحيح لا يدعو إذا زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وروى محمد بن وضاح وغيره : أن عمر بن الخطاب أمر بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم لأن الناس كانوا يذهبون تحتها . فخاف عمر الفتنة عليهم . وقد اختلف العلماء رضي الله عنهم في إتيان المشاهد - فقال محمد بن وضاح : كان مالك وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار التي بالمدينة ، ما عدا قباء وأحدا . ودخل سفيان الثوري بيت المقدس وصلى فيه ولم يتبع تلك الآثار ، ولا الصلاة فيها . فهؤلاء كرهوها مطلقا ، لحديث عمر رضي الله عنه هذا ، ولأن ذلك يشبه الصلاة عند المقابر إذ هو ذريعة إلى اتخاذها أعيادا ، وإلى التشبه بأهل الكتاب ، ولأن ما فعله ابن عمر لم يوافقه عليه أحد من الصحابة ، فلم ينقل عن الخلفاء الراشدين ولا غيرهم ، من المهاجرين والأنصار ، أنه كان يتحرى قصد الأمكنة التي نزلها النبي صلى الله عليه وسلم . والصواب مع جمهور الصحابة ؛ لأن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم تكون بطاعة أمره ، وتكون في فعله ، بأن يفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعله ، فإذا قصد العبادة في مكان كان قصد العبادة فيه متابعة له ، كقصد المشاعر والمساجد . وأما إذا نزل في مكان بحكم الاتفاق لكونه صادف وقت النزول ، أو غير ذلك ، مما يعلم أنه لم يتحر ذلك المكان ، فإذا تحرينا ذلك المكان لم نكن متبعين له ، فإن الأعمال بالنيات .
القارئ : أما بعد : قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : " وروى محمد بن وضاح وغيره : أن عمر بن الخطاب أمر بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الناس كانوا يذهبون تحتها. فخاف عمر الفتنة عليهم. وقد اختلف العلماء ". الشيخ : وهذا من حسناته على هذه الأمة رضي الله عنه وجزاه الله عنها خيراً، هذه الشجرة لو بقيت إلى عصرنا هذا رأيت أهل البدع يذهبون بأئمتهم الذين يدعون بأنهم أئمة ثم يجلسوا تحتها ويبايعونهم، ويقولون لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، والولي يقوم مقام النبي. لكن الحمد لله من حسنات عمر بن الخطاب رضي الله عنه وما أكثر حسناته أن قطع هذه الشجرة. ويستفاد من هذا الفعل الراشد من هذا الخليفة الراشد أن كل ما يخشى منه الفتنة وإن كان في الأصل مباحاً فإنه تجب إزالته سداً للذريعة. نعم. القارئ : " وقد اختلف العلماء رضي الله عنهم في إتيان المشاهد، فقال محمد بن وضاح : كان مالك وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار التي بالمدينة، ما عدا قباء وأحداً. ودخل سفيان الثوري بيت المقدس وصلى فيه ولم يتبع تلك الآثار ولا الصلاة فيها. فهؤلاء كرهوها مطلقا، لحديث عمر رضي الله عنه هذا، ولأن ذلك يُشبه الصلاة عند المقابر، إذ هو ذريعة إلى اتخاذها أعياداً ". الطالب : ... . الشيخ : لا، عندي. القارئ : " ولأن ذلك يشبه الصلاة عند المقابر إذ هو ذريعة إلى اتخاذها أعياداً وإلى التشبه بأهل الكتاب، ولأن ما فعله ابن عمر لم يوافقه عليه أحد من الصحابة ". الشيخ : لا ما هي عندي، إما عندكم سقط ولا عندي. القارئ : يقول: من هنا حتى قوله: واستحب آخرون، قدر ستة سطور ساقط من أ و ط. الشيخ : أجل عندي، موجودة عندك، طيب اقرأها. القارئ : "ولأن ما فعله ابن عمر لم يوافقه عليه أحد من الصحابة، فلم ينقل عن الخلفاء الراشدين ولا غيرهم من المهاجرين والأنصار، أنه كان يتحرى قصد الأمكنة التي نزلها النبي صلى الله عليه وسلم. والصواب مع جمهور الصحابة، لأن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم تكون بطاعة أمره، وتكون في فعله بأن يفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعله، فإذا قصد العبادة في مكان كان قصد العبادة فيه متابعة له، كقصد المشاعر والمساجد ". الشيخ : .. وهي أنه ما كان على سبيل الاتفاق أو العادة فإننا إذا وافقنا الرسول عليه الصلاة والسلام فيها لسنا متبعين له، خلافاً لما يظنه بعض الناس، يعني مثلاً علمنا أن الرسول نزل في دفعه من عرفة إلى مزدلفة نزل في الشعب وبال وتوضأ، هل نقول: يسن أن ننزل في الشعب ونبول ونتوضأ ؟ لا، ولو فعلنا ذلك لم يكن هذا عبادة ولا اتبعاً له عليه الصلاة والسلام، لأنه إنما فعل ذلك بحكم الحاجة، احتاج أن يبول فنزل، هل معناه أننا نعصب بطوننا حتى ينزل البول ونبول هنا أو نبول بلا حاجة، نكون مخالفين للرسول عليه الصلاة والسلام. ومثل ذلك اللباس، في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يلبس الإزار والرداء والقميص، وأكثر ما يلبس الناس الإزار والرداء، هل نقول: من السنة أن نلبس الإزار والرداء في بلد لا يعرفون هذا ؟ لا، من السنة موافقة أهل البلد في لباسهم إلا إذا كان حراماً. فانتبه لهذه النقطة، لأن السنة إما عين وإما جنس، فالعين أن يستحب الشيء بعينه، والجنس أن يستحب بجنسه، ومثل هذه الأشياء التي وقعت اتفاقاً لا يخكم فيها بالتشريع. ومن ذلك كون النبي عليه الصلاة والسلام وصل إلى مكة في عام حجة الوداع في اليوم الرابع وبقي يصلي قصراً حتى رجع إلى المدينة، هل نقول: إنه لا قصر إلا فيمن أقام أربعة أيام ؟ لا، لأنا نعلم أن الرسول إنما وصل مكة في اليوم الرابع بمقتضى السفر، خرج من المدينة في خمس وعشرين من ذي القعدة، وسار حتى وصل إلى مكة في اليوم الرابع، ولم يقصد هذا، والدليل على أنه لم يقصد أنه عليه الصلاة والسلام لم يبلغ الأمة أن من قدم إلى مكة قبل اليوم الرابع فعليه الإتمام، ولو كان هذا واجباً لبينه الرسول عليه الصلاة والسلام لدعاء الضرورة إليه. فانتبه إلى هذه الفائدة العظيمة التي ذكرها الشيخ رحمه الله، وأن اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام ليس باتباع العين، بل اتباع الجنس، إلا إذا علم أن هذا المعين عبادة بنفسه كقصد عرفة ومزدلفة ومنى وما أشبه ذلك. نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " واستحب آخرون من العلماء المتأخرين إتيانها ، وذكر طائفة من المصنفين من أصحابنا وغيرهم في المناسك ، استحباب زيارة هذه المساجد وعدوا منها مواضع وسموها . وأما أحمد فرخص منها فيما جاء به الأثر من ذلك إلا إذا اتخذت عيدا ، مثل أن تنتاب لذلك ، ويجتمع عندها في وقت معلوم ، كما يرخص في صلاة النساء في المساجد جماعات ، وإن كانت بيوتهن خيرا لهن ، إلا إذا تبرجن وجمع بذلك بين الآثار ، واحتج بحديث ابن أم مكتوم . ومثله : ما خرجاه في الصحيحين ، " عن عتبان بن مالك قال : كنت أصلي لقومي بني سالم ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : إني أنكرت بصري ، وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي ، فلوددت أنك جئت فصليت في بيتي مكانا حتى أتخذه مسجدا . فقال : " أفعل إن شاء الله " فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه ، بعدما اشتد النهار ، فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأذنت له ، فلم يجلس حتى قال : " أين تحب أن أصلي من بيتكم " فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر ، وصففنا وراءه ، فصلى ركعتين ، ثم سلم وسلمنا حين سلم " .
القارئ : " واستحب آخرون من العلماء المتأخرين إتيانها، وذكر طائفة من المصنفين من أصحابنا وغيرهم في المناسك، استحباب زيارة هذه المساجد وعدوا منها مواضع وسَمُّوها " الشيخ : سَمَّوها، سَمُّوها ما تصلح يا خالد، سَمُّوها جعلوا لها سُمَّا. القارئ : " وسَمَّوها " الطالب : المشاهد. الشيخ : إي أنا عندي المشاهد، نعم، عندك المساجد؟ المشاهد نسخة. وكثير منها كذب أيضاً، حتى هذه المشاهد الآن والتي يسمونها المساجد السبعة في المدينة وغيرها كلها ما لها أصل، حتى رأينا في شرق الطائف مسجد صغير في حافة جبل يسمونه مسجد الكوع، يقولون: الرسول صلى الله عليه وسلم أنه حين خرج من الطائف جلس على هذا المكان ووضع كوعه، وأيضاً ما يعرفون كوعه من كرسوعه، نعم، فعلى كل حال أشياء مكذوبة كثيرة في هذه الآثار، لكن عوام الناس لاسيما الذين يأتون من بلاد فيها مثل هذه المشاهد يظنونها حقاً. نعم. القارئ : " وأما أحمد فرخص منها فيما جاء به الأثر من ذلك، إلا إذا اتخذت عيدا، مثل أن تُنتابَ لذلك، ويُجتمعَ عندها في وقت معلوم، كما يرخص في صلاة النساء في المساجد جماعات، وإن كانت بيوتهن خير لهن، إلا إذا تبرجن، وجمع بذلك بين الآثار، واحتج بحديث ابن أم مكتوم. ومثله : ما خرجاه في الصحيحين، عن عتبان بن مالك، قال : ( كنت أصلي لقومي بني سالم، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت : إني أنكرت بصري، وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي، فلوددت أنك جئت فصليت في بيتي مكانا حتى أتخذه مسجدا. فقال : أفعل إن شاء الله، فغدا على رسول الله ) ". الشيخ : علي، فغدا علي، حط فيها نقطتين. القارئ : " ( فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه، بعدما اشتد النهار، فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأذنت له، فلم يجلس حتى قال : أين تحب أن أصلي من بيتكم، فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر، وصففنا وراءه، فصلى ركعتين، ثم سلم وسلمنا حين سلم ) ". الشيخ : في هذا الحديث فوائد : منها: أن الإنسان إذا كان يشق عليه الحضور إلى المسجد فلا بأس أن يصلي في بيته، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رخص لعتبان بن مالك رضي الله عنه في هذا. ومنها: تواضع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث خرج إلى عتبان وفي شدة النهار. ومنها: فضيلة أبي بكر رضي الله عنه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يكون صاحباً له. ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يبدأ بالأهم الذي من أجله جاء مثلاً ، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام قبل أن يجلس_يا أخ علي انتبه_ قبل أن يجلس قال: أين تريد أن أصلي؟ وهذا لا شك أنه هو الحزم. ومن ذلك: أنه إذا أصابت الإنسان نجاسة فلا ينبغي أن يسوف، ويقول: إذا قمت أصلي غسلتها مثلاً، بل يبادر في إزالتها حتى لا ينسى، ويدل لهذا (أنه جيء بصبي فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره، فبال الصبي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بماء فنضحه ). ومن فوائد هذا الحديث أيضاً : جواز التبرك بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأن عتبان رضي الله عنه أراد من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يصلي في مكان يتخذه مصلى، فهل يلحق به غيره ؟ الصواب: لا، وأنه لا يلحق به غيره، فلو دعونا رجلاً معروف بالصلاح والإيمان والعلم ليصلي في مكان نتخذه مصلى، قلنا هذا من البدع. فإذا قال إنسان: كيف تقولون إنه من البدع والرسول عليه الصلاة والسلام فعله؟ قلنا: لأن الصحابة أعلم منا وأفهم بمراد النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم يفعلوه، ما علمنا أن أحد نادى أبا بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو ابن مسعود أو غيرهم لمثل هذا الغرض. ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يفعل شيئاً في المستقبل أن يقرن ذلك بالمشيئة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفعل إن شاء الله )، وهذا من حسن امتثال الرسول عليه الصلاة والسلام لأمر ربه، فإن الله قال له سبحانه وتعالى : (( لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله )) لكن لو قاله على سبيل الإخبار فهذا لا بأس به، لأن الإخبار عن شيء واقع، لا عن شيء مستقبل، يعني لو قيل له: أتذهب غداً إلى مكة ؟ قال: نعم، أو قال سأسافر غداً، هذا لا بأس به إذا لم يقصد وقوع الفعل، لأنه هنا أخبر إيش ؟ عما في نفسه وهو واقع، ليس شيئا مستقبلاً، ولهذا جاءت الآية الكريمة بهذه الصيغة (( إني فاعل ذلك )) وفاعل اسم فاعل منون يعمل عمل الفعل، يعني: إني أفعل ذلك، وفرق بين من قال في المستقبل سأفعله ومن قال : إن هذه نيتي لكنه عبر بقوله سأفعل سأسافر سأزور. ومن فوائد هذا الحديث : جواز النافلة جماعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أم عتبان ومن معه، وهذا لا بأس به أحياناً، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يصلي النفل جماعة أحياناً، إما في التهجد أو غيره. ومنها : مشروعية المصافة، وأن المشروع في الجماعة أن يتقدم الإمام ويتأخر المأمومون، لقوله: ( وصففنا وراءه ). ومنها: جواز العمل بالإشارة مع القدرة على الكلام، أين هي في الحديث؟ أن الرسول لما سأل قال : ( أين تحب أن تصلي؟ قال فأشرت إلى المكان ). ومنها : المتابعة متابعة الإمام، بحيث لا يتقدم ولا يوافق ولا يتأخر، لقوله : ( ثم سلم وسلمنا حين سلم ) يعني بدون تأخر وبدون تقدم وبدون موافقة. إي نعم. انتهى الوقت؟ الطالب : ... الشيخ : طيب نقف على هذا.
هل هناك دليل على ذكر الأخبار وما سيفعله المسلم دون ذكر المشيئة ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم، جواز إخبار الإنسان عما في قلبه دون قوله إن شاء الله، هل لنا يعني في أدلة من السنة يستحضرها الإنسان؟ الشيخ : لا، ما يحتاج، هذا واضح، أنا أخبر عما في قلبي، وذكرت لك وجه الدلالة من الآية (( إني فاعل )) ما قال سأفعل، لو قال: سأفعل، هذا خبر عما في قلبه.
كيف الجمع بين حديث عتبان بن مالك وحديث الأعمى الذي كان يجد المشقة لطريق المسجد فلم يأذن له في التخلف عن الجماعة ؟
السائل : هذا الحديث وحديث ابن أم مكتوم، حينما كان أعمى ولا يجد من يأخذه، قال: ( هل تسمع النداء؟ قال: نعم. قال: فأجب ) مع أن المشقة ...؟ الشيخ : يجمع بينهما بأن الرسول جعل لكل حالة حكماً خاصاً، فلعله علم من عبد الله بن أم مكتوم أنه ليس له عذر في هذه الحال.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ففي هذا الحديث دلالة على أن من قصد أن يبني مسجده في موضع صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا بأس به ، وكذلك قصد الصلاة في موضع صلاته ، لكن هذا كان أصل قصده بناء مسجد ، فأحب أن يكون موضعا يصلي له فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، ليكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي رسم المسجد ، بخلاف مكان صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم اتفاقا فاتخذ مسجدا لا لحاجة إلى المسجد ، لكن لأجل صلاته فيه . فأما الأمكنة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد الصلاة أو الدعاء عندها ، فقصد الصلاة فيها أو الدعاء سنة ، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعا له ، كما إذا تحرى الصلاة أو الدعاء في وقت من الأوقات فإن قصد الصلاة أو الدعاء في ذلك الوقت سنة كسائر عباداته ، وسائر الأفعال التي فعلها على وجه التقرب ومثل هذا : ما خرجاه في الصحيحين عن يزيد بن أبي عبيد قال : " كان سلمة بن الأكوع يتحرى الصلاة عند الأصطوانة التي عند المصحف . فقلت له : يا أبا مسلم ، أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأصطوانة ، قال : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها " وفي رواية لمسلم عن سلمة بن الأكوع : أنه كان يتحرى الصلاة موضع المصحف ، يسبح فيه ، وذكر أن " رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك المكان ، وكان بين المنبر والقبلة قدر ممر الشاة " .
القارئ : " ففي هذا الحديث دلالة على أن من قصد أن يبني مسجده في موضع صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا بأس به، وكذلك قصد الصلاة في موضع صلاته، لكن هذا كان أصل قصده بناء مسجد، فأحب أن يكون موضعا يصلي له فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ليكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي رسم المسجد، بخلاف مكان صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم اتفاقاً، فاتخذ مسجداً، لا لحاجة إلى المسجد، لكن لأجل صلاته فيه. فأما الأمكنة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم " الشيخ : هذا هو الفرق أن عتبان بن مالك أراد أن يبني مسجد أو أن يتخذ مصلى في بيته فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه في المكان الذي يرى أنه أحسن شيء بخلاف ما صلى فيه الرسول عليه الصلاة والسلام بدون قصد، فإنه لا ينبغي أن يقصد ويصلى فيه. القارئ : " فأما الأمكنة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد الصلاة أو الدعاء عندها، فقصد الصلاة فيها أو الدعاء سنة، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعاً له، كما إذا تحرى الصلاة أو الدعاء في وقت من الأوقات فإن قصد الصلاة أو الدعاء في ذلك الوقت سنة كسائر عباداته، وسائر الأفعال التي فعلها على وجه التقرب. ومثل هذا : ما خرجاه في الصحيحين عن يزيد بن أبي عبيد، قال: ( كان سلمة بن الأكوع يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف. فقلت له : يا أبا مسلم، أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأصطوانة؟ قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها ) وفي رواية لمسلم ( عن سلمة بن الأكوع : أنه كان يتحرى الصلاة موضع المصحف، يسبح فيه، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك المكان، وكان بين المنبر والقبلة قدر ممر الشاة ) ". الشيخ : فإن قال قائل : كيف نعرف أنه كان يتحرى، ألا يقول قائل أن هذا وقع اتفاقاً ؟ فالجواب: أن مداومته عليه يدل على قصده، وفرق بين إنسان وقف عند جدار وصلى فيه، وبين إنسان يتردد إلى هذا المكان ويصلي فيه، ولهذا نهي عن اتخاذ معاطن كمعاطن الإبل بحيث يخصص الإنسان مكان في المسجد يصلي فيه دائماً. ومن ذلك قراءة سورة إذا زلزلت مرتين في الصلاة، فإن بعض الناس استحب ذلك، وقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأها، فلنقرأها. فيقال: إن هذا وقع اتفاقاً، أما الشيء الذي يريد أن يكون سنة فإنه يداوم عليه، كمداومته على ألم تنزيل السجدة، و (( هل أتى)) في فجر يوم الجمعة، ومداومته على ق واقتربت في العيد، وعلى سبح والغاشية في العيد والجمعة، وعلى (( قل يا أيها الكافرون )) أو (( قولوا آمنا بالله )) في سنة الفجر. فالمهم أن الشيء الذي كان الرسول يفعله باستدامة هذا يدل على إيش؟ على أنه سنة، أما شيء وقع اتفاقاً ولم يكن عليه الصلاة والسلام يتحرى القراءة فيه، فهذا لا يدل على أنه سنة، وهذا الأصل يعني معلوم بالتدبر والتأمل ومع ذلك قد نص عليه العلماء كما أشار إليه شيخ الإسلام هنا، وكما ذكره ابن دقيق العيد في شرح العمدة مبينا أن هناك فرقاً بين شيء يتخذ سنة وشيء وقع اتفاقاً. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقد ظن بعض المصنفين أن هذا مما اختلف فيه وجعله والقسم الأول سواء ، وليس بجيد . فإنه هنا أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى البقعة . . فكيف لا يكون هذا القصد مستحبا؟ نعم : إيطان بقعة في المسجد لا يصلى إلا فيها منهي عنه كما جاءت به السنة ، والإيطان ليس هو التحري من غير إيطان . فيجب الفرق بين اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، والاستنان به فيما فعله ، وبين ابتداع بدعة لم يسنها لأجل تعلقها به .
وقد تنازع العلماء فيما إذا فعل فعلا من المباحات لسبب ، وفعلناه نحن تشبها به ، مع انتفاء ذلك السبب ، فمنهم من يستحب ذلك ومنهم من لا يستحبه ، وعلى هذا يخرج فعل ابن عمر رضي الله عنهما ، بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في تلك البقاع التي في طريقه ، لأنها كانت منزله ، لم يتحر الصلاة فيها لمعنى في البقعة . فنظير هذا : أن يصلي المسافر في منزله ، وهذا سنة فأما قصد الصلاة في تلك البقاع التي صلى فيها اتفاقا ، فهذا لم ينقل عن غير ابن عمر من الصحابة ، بل كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، وسائر السابقين الأولين ، من المهاجرين والأنصار ، يذهبون من المدينة إلى مكة حجاجا وعمارا ومسافرين ، ولم ينقل عن أحد منهم أنه تحرى الصلاة في مصليات النبي صلى الله عليه وسلم . ومعلوم أن هذا لو كان عندهم مستحبا لكانوا إليه أسبق ، فإنهم أعلم بسنته وأتبع لها من غيرهم . وقد قال صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " . وتحري هذا ليس من سنة الخلفاء الراشدين ، بل هو مما ابتدع ، وقول الصحابي إذا خالفه نظيره ، ليس بحجة ، فكيف إذا انفرد به عن جماهير الصحابة؟ وأيضا: فإن تحري الصلاة فيها ذريعة إلى اتخاذها مساجد والتشبه بأهل الكتاب مما نهينا عن التشبه بهم فيه وذلك ذريعة إلى الشرك بالله ، والشارع قد حسم هذه المادة بالنهي عن الصلاة عند طلوع الشمس ، وعند غروبها ، وبالنهي عن اتخاذ القبور مساجد ، فإذا كان قد نهى عن الصلاة المشروعة في هذا المكان وهذا الزمان ، سدا للذريعة . فكيف يستحب قصد الصلاة والدعاء في مكان اتفق قيامهم فيه ، أو صلاتهم فيه ، من غير أن يكونوا قد قصدوه للصلاة فيه والدعاء فيه؟ . ولو ساغ هذا لاستحب قصد جبل حراء والصلاة فيه ، وقصد جبل ثور والصلاة فيه ، وقصد الأماكن التي يقال إن الأنبياء قاموا فيها ، كالمقامين اللذين بطريق جبل قاسيون بدمشق ، اللذين يقال إنهما مقام إبراهيم وعيسى ، والمقام الذي يقال إنه مغارة دم قابيل ، وأمثال ذلك ، من البقاع التي بالحجاز والشام وغيرهما .
القارئ : " وقد ظن بعض المصنفين أن هذا مما اختلف فيه وجعله والقسم الأول سواء، وليس بجيد، فإنه هنا أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى البقعة، فكيف لا يكون هذا القصد مستحبا؟ نعم : إيطان بقعة في المسجد لا يصلي إلا فيها منهي عنه كما جاءت به السنة، والإيطان ليس هو التحري من غير إيطان. فيجب الفرق بين اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاستنان به فيما فعله، وبين ابتداع بدعة لم يسنها لأجل تعلقها به ". الشيخ : ومن ذلك لو قال قائل : يستحب صلاة الجماعة في صلاة الليل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك؟ نقول: هذا لم يفعله على أنه سنة، لكنه فعله أحياناً، فلا ينكر مطلقاً ولا يقر مطلقاً، وهذا هو الاتباع حقيقة أن الإنسان يتحرى خطوات النبي صلى الله عليه وسلم ويقف حيث وقف ويمشي حيث مشى. القارئ : " وقد تنازع العلماء فيما إذا فعل فعلا من المباحات لسبب، وفعلناه نحن تشبها به مع انتفاء ذلك السبب، فمنهم من يستحب ذلك ومنهم من لا يستحبه، وعلى هذا يخرج فعل ابن عمر رضي الله عنهما، بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في تلك البقاع التي في طريقه، لأنها كانت منزله، لم يتحر الصلاة فيها لمعنى في البقعة. فنظير هذا : أن يصلي المسافر في منزله، وهذا سنة، فأما قصد الصلاة في تلك البقاع التي صلى فيها اتفاقاً، فهذا لم ينقل عن غير ابن عمر من الصحابة، بل كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، يذهبون من المدينة إلى مكة حجاجا وعماراً ومسافرين، ولم ينقل عن أحد منهم أنه تحرى الصلاة في مصليات النبي صلى الله عليه وسلم. ومعلوم أن هذا لو كان عندهم مستحباً لكانوا إليه أسبق، فإنهم أعلم بسنته وأتبع لها من غيرهم. وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ). وتحري هذا ليس من سنة الخلفاء الراشدين، بل هو مما ابتُدع، وقول الصحابي إذا خالفه نظيره ليس بحجة، فكيف إذا انفرد به عن جماهير الصحابة؟ أيضا ً" الشيخ : وأيضاً، بالواو، عندك؟ الطالب : ... الشيخ : لأنه إذا فعل فقد قال، عندك فعله؟ زائدة عندك قوله وفعله، عندك وفعله؟ لا ما عندنا إلا قوله، نخليها نسخة ؟ الطالب : ... الشيخ : لا ما هي عندي، عندك بالمخطوطة يا سامح؟ موجودة ولا لا ؟ نخليها نسخة ثانية. إي نعم. القارئ : " وأيضاً فإن تحري ". الشيخ : تحريَ القارئ : " وأيضاً فإن تحريَ الصلاة فيها ذريعة إلى اتخاذها مساجد والتشبهُ " الشيخ : التشبهِ بالكسر القارئ : " إلى اتخاذها مساجد والتشبهِ بأهل الكتاب مما نهينا عن التشبه بهم فيه، وذلك ذريعة إلى الشرك بالله، والشارع قد حسم هذه المادة بالنهي عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، وبالنهي عن اتخاذ القبور مساجد، فإذا كان قد نهى عن الصلاة المشروعة في هذا المكان وهذا الزمان سداً للذريعة، فكيف يُستحب قصد الصلاة والدعاء في مكان اتفق قيامهم فيه ، أو صلاتهم فيه، من غير أن يكونوا قد قصدوه للصلاة فيه والدعاء فيه؟ ولو ساغ هذا لاستُحب قصد جبل حراء والصلاة فيه، وقصد جبل ثور والصلاة فيه، وقصد الأماكن التي يقال إن الأنبياء قاموا فيها، كالمقامين اللذين بطريق جبل قاسيون بدمشق، اللذين يقال إنها مقام إبراهيم ". الشيخ : إنهما. القارئ : " اللذين يقال إنهما مقام إبراهيم وعيسى، والْمَقام" الشيخ : والْمُقام. القارئ : " والْمُقام الذي يقال إنه مغارة دم قابيل، وأمثال ذلك، من البقاع التي بالحجاز والشام وغيرهما ".
الشيخ : الآن لو قال قائل : إذن لا نصعد الجبل جبل حراء لننظر؟ فالجواب : أن يقال اصعد، إذا صعدت للنظر فقط والاعتبار فلا بأس، أما أن تصعد لتمكث فيه الليالي ذوات العدد أو تصلي فيه، فهذا لا شك أنه بدعة وأنه ينهى عنه، أما مجرد أن يذهب الإنسان ليعتبر ويتبصر ويقال كيف أن النبي عليه الصلاة والسلام انفرد في هذا المكان العالي البعيد يعبد ربه ويتحنث فهذا لا بأس به، مع أن صعوده فيه مشقة عظيمة، لكنه قيل أنه الآن سهل وليته لم يسهل، لأنه إذا سهل فسيظن العامة أن قصده مطلوب ومشروع. القارئ : " ثم ذلك يفضي إلى ما أفضت إليه مفاسد القبور " الشيخ : كذلك أيضاً من أعجب ما رأينا، أن الجبل الذي يدعى أنه جبل الرماة في أحد يذهب أناس إليه ويصعدون وربما يدعون هناك وما أشبه ذلك، وهذا من الغرائب، يعني مكان وقعت فيه المعصية من الصحابة جدير بأن يتخذ مكان قربى ؟ أبداً بالعكس بل الإنسان ربما يكره أن يراه خوفاً من أن يقع في قلبه شيء بالنسبة للصحابة الذين وقعت منهم المعصية في ذلك المكان، لكن الجهل داء قاتل، نسأل الله العافية. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ثم ذلك يفضي إلى ما أفضت إليه مفاسد القبور ، فإنه يقال : إن هذا مقام نبي ، أو قبر نبي ، أو ولي ، بخبر لا يعرف قائله ، أو بمنام لا تعرف حقيقته ، ثم يترتب على ذلك اتخاذه مسجدا ، فيصير وثنا يعبد من دون الله تعالى . شرك مبني على إفك! والله سبحانه يقرن في كتابه بين الشرك والكذب ، كما يقرن بين الصدق والإخلاص . ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " عدلت شهادة الزور الإشراك بالله " - ثلاثا - ثم قرأ قوله تعالى : { فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور. حنفاء لله غير مشركين به } . وقال تعالى: { ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون }{ ونزعنا من كل أمةٍ شهيدًا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون } وقال تعالى عن الخليل : { إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون }{ أئفكًا آلهةً دون الله تريدون } وقال تعالى : { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرةٍ وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون } . وقال تعالى: { تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم }{ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصًا له الدين }{ ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذبٌ كفارٌ } . وقال تعالى : { ويوم نحشرهم جميعًا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون }{ فكفى بالله شهيدًا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين }{ هنالك تبلو كل نفسٍ ما أسلفت وردوا إلى }{ الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون } . وقال تعالى : { ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون } . وقال تعالى : { إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضبٌ من ربهم وذلةٌ في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين } . قال أبو قلابة : " هي لكل مبتدع من هذه الأمة إلى يوم القيامة " . وهو كما قال : فإن أهل الكذب والفرية عليهم من الغضب والذلة ما أوعدهم الله به .
القارئ : " ثم ذلك يفضي إلى ما أفضت إليه مفاسد القبور، فإنه يقال : إن هذا مقام نبي، أو قبر نبي أو ولي، بخبر لا يعرف قائله، أو بمنام لا تعرف حقيقته، ثم يترتب على ذلك اتخاذه مسجدا، فيصير وثنا يعبد من دون الله تعالى، شرك مبني على إفك! والله سبحانه يقرن في كتابه بين الشرك والكذب، كما يقرن بين الصدق والإخلاص. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( عدلت شهادة الزور الإشراك بالله - ثلاثا -) ". الشيخ : عندي مرتين، نسخة ؟ بقيت النسخ هكذا؟ ثلاثا أو مرتين؟ طيب، يرجع إلى الحديث، الأخ خالد إن شاء الله يأتي به إلينا. القارئ : من يا شيخ ؟ الشيخ : هي مرتين ولا ثلاثة. القارئ : من الذي يأتي به؟ الشيخ : خالد بن سليمان آل مزين. القارئ : ثم قرأ قوله تعالى : (( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور )). الشيخ : قيدها يا طاهر، معك الدفتر؟ الطالب : ... . القارئ : غداً إن شاء الله، يما يمديني. الشيخ : قيده مرتين. الطالب : ... الشيخ : لا، اللذين، لامين. القارئ : " ثم قرأ قوله تعالى : (( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به )). وقال تعالى: (( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ))(( ونزعنا من كل أمةٍ شهيدًا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون )). وقال تعالى عن الخليل : (( إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون * أئفكًا آلهةً دون الله تريدون )) وقال تعالى : (( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرةٍ وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون )). وقال تعالى: (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصًا له الدين * ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه )) " الشيخ :(( الخالص )) أحسن تقف. القارئ : سم. الشيخ :(( لله الدين الخالص )) قف. القارئ : " (( فاعبد الله مخلصاً له الدين * ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم )) ". الشيخ :(( أولياء )) قف. القارئ : " (( والذين اتخذوا من دونه أولياء، ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذبٌ كفارٌ )). وقال تعالى : (( ويوم نحشرهم جميعًا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا )) " الشيخ :(( أنتم وشركاؤُكم )) بالضم. القارئ : وشركاؤُكم. الشيخ : نعم. القارئ : " (( ويوم نخشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤُكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون * فكفى بالله شهيدًا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين * هنالك تبلو كل نفسٍ ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون )). وقال تعالى : (( ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون )). وقال تعالى : (( إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضبٌ من ربهم وذلةٌ في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين )). قال أبو قلابة : "هي لكل مبتدع من هذه الأمة إلى يوم القيامة "، وهو كما قال، فإن أهل الكذب والفرية عليهم من الغضب والذلة ما أوعدهم الله به ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " والشرك وسائر البدع مبناها على الكذب والافتراء ، ولهذا : كل من كان عن التوحيد والسنة أبعد ، كان إلى الشرك والابتداع والافتراء أقرب : كالرافضة الذين هم أكذب طوائف أهل الأهواء ، وأعظمهم شركا ، فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم ، ولا أبعد عن التوحيد منهم ، حتى إنهم يخربون مساجد الله التي يذكر فيها اسمه فيعطلونها عن الجماعات والجمعات ، ويعمرون المشاهد التي على القبور ، التي نهى الله ورسوله عن اتخاذها ، والله سبحانه في كتابه إنما أمر بعمارة المساجد لا المشاهد ، فقال تعالى : { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها } ولم يقل : مشاهد الله . وقال تعالى : { قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجدٍ } ولم يقل : عند كل مشهد . وقال تعالى : { ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر } إلى قوله : { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين } ولم يقل : مشاهد الله . بل المشاهد إنما يعمرها من يخشى غير الله ويرجو غير الله لا يعمرها إلا من فيه نوع من الشرك . وقال الله تعالى : { ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا } وقال تعالى : { في بيوتٍ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال }{ رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار }{ ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حسابٍ } ، وقال تعالى : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا } ولم يقل : وأن المشاهد لله .
القارئ : " والشرك وسائر البدع مبناها على الكذب والافتراء، ولهذا كل من كان عن التوحيد والسنة أبعد، كان إلى الشرك والابتداع والافتراء أقرب، كالرافضة الذين هم أكذب طوائف أهل الأهواء، وأعظمهم شركا، فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم، ولا أبعد عن التوحيد منهم، حتى إنهم يخربون مساجد الله التي يذكر فيها اسمه فيعطلونها عن الجماعات والجمعات، ويعمرون المشاهد التي على القبور، التي نهى الله ورسوله عن اتخاذها، والله سبحانه في كتابه إنما أمر بعمارة المساجد لا المشاهد، فقال تعالى : (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها )) ولم يقل: مشاهد الله. وقال تعالى : (( قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجدٍ )) ولم يقل : عند كل مشهد. وقال تعالى : (( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر )) إلى قوله : (( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين )) ولم يقل : مشاهد الله. بل المشاهد إنما يعمرها من يخشى غير الله، ويرجو غير الله، لا يعمرها إلا من فيه نوع من الشرك. وقال الله تعالى : (( ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيرًا )) وقال تعالى : (( في بيوتٍ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار * ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حسابٍ )). وقال تعالى : (( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا )) ولم يقل : وأن المشاهد لله ". الشيخ : ما انتهى، إي نعم، نقف على هذا ، هذا البحث ودنا نخلصه. إذن يرزق من يشاء بغير حساب، كلامه في الرافضة قوي جداً في هذا الموضع، " الذين هم أكذب طوائف أهل الأهواء وأعظمهم شركاً " ، وصدق رحمه الله، المساجد ما يقيموا فيها الجماعات أبداً لأنهم يقولون : لا تصح الصلاة إلا خلف إمام معصوم، والإمام المعصوم لم يأت بعد، فلا يقيمون الجماعات ولا الجمع. نعم.
كيف يوجه حديث قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لسورة الزلزلة في صلاة الصبح في الركعتين ؟
الشيخ : نعم. السائل : شيخ بارك الله فيكم، قلنا فيما قبل حديث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالزلزلة في ركعتين ) أنه وقع اتفاقاً فلا يسن. الشيخ : نعم. السائل : شيخ بارك الله فيكم، يعني لو قيل لنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أحياناً يفعل السنة فيداوم عليها وأحياناً يفعل السنة فيفعلها أحياناً مثل سبح والغاشية، والجمعة والمنافقون، ويفعل السنة نادراً، فلماذا لا نقتدي فيه بهذا فنقول تسن أحياناً ؟ الشيخ : لا، نقول: هذا مثل ما قرأ بغيره من الآيات، اقرأ بالزلزلة بالعاديات بالقارعة مثل ما قلنا، لكن بعض، وهذه نقلت لسبب أنه أعادها مرتين. السائل : شيخ بارك الله فيكم، لو قلنا إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم ناسياً وهذا لا يمكن في حقيقة التشريع، أو ذاكراً ولم ينبه عليها، فنحن نفعل كما فعل؟ الشيخ : ما يظهر لي، هذا ما يظهر لي، فيقال إما أنه ناسي ولكن الرسول لم ينبه على هذا، لأنها لا تخل بالصلاة، والذي يؤيد النسيان أنه ليس من عادته هذا الشيء أن يكرر السورة في ركعتين، وإذا قيل: لا الأصل عدم النسيان، فعلى هذا بيان جواز تكرار السورة في ركعتين، لا أن هذه السورة بعينها مشروعة. نعم.
قال المصنف : " وتحري هذا ليس من سنة الخلفاء الراشدين ، بل هو مما ابتدع " مع أن ابن عمر رضي الله عنهما فعل ذلك فكيف يوجه ؟
السائل : ذكر يا شيخ أن فعل ابن عمر لم يفعله الخلفاء الراشدون، قال هو مما ابتُدع. الشيخ : هاه؟ السائل : قال هو مما ابتدع، مع أن ابن عمر فعله، ما في إشكال؟ الشيخ : الظاهر ما يريد فعل ابن عمر، هو صحيح يوهم الإشكال كلامه الأخير، لكنه يريد المشاهد الأخرى، مثل غار حراء غار ثور وما أشبهها. نعم. انتهى الوقت ؟
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقال تعالى : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا } ولم يقل : وأن المشاهد لله . وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة كقوله في الحديث الصحيح : " من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة " ولم يقل : مشهدا . وقال أيضا في الحديث : " صلاة الرجل في المسجد تفضل عن صلاته في بيته وسوقه بخمس وعشرين صلاة " وقال في الحديث الصحيح : " من تطهر في بيته فأحسن الطهور ، ثم خرج إلى المسجد لا تنهزه إلا الصلاة ، كانت خطواته إحداهما ترفع درجة والأخرى تحط خطيئة . فإذا جلس ينتظر الصلاة فالعبد في صلاة ما دام ينتظر الصلاة ، والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ، اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث " .
القارئ : " وقال تعالى : (( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا )) ولم يقل : وأن المشاهد لله . وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة كقوله في الحديث الصحيح : ( من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة ) ولم يقل : مشهدا . وقال أيضا في الحديث : ( صلاة الرجل في المسجد تفضل عن صلاته في بيته وسوقه بخمس وعشرين صلاة ). وقال في الحديث الصحيح : ( من تطهر في بيته فأحسن الطهور، ثم خرج إلى المسجد لا تنهزه إلا الصلاة، كانت خطواته إحداهما ترفع درجة والأخرى تحط خطيئة، فإذا جلس ينتظر الصلاة فالعبد في صلاة ما دام ينتظر الصلاة، والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ما لم يحدث ) وهذا مما علم بالتواتر والضرورة من دين الله ". الشيخ : في هذا الحديث : قوله ( ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ).