ما رأيكم في صلاة الفاتح التي يفعلها التيجانية من الصوفية ؟
الشيخ : ايش اسمك ؟ السائل : عبد الرحمن جمعة. الشيخ : يلا يا عبد الرحمان جمعة السائل : أحسن الله إليكم، بعض المتصوفة تعرضوا لهذه. الشيخ : أولاً جمعة لقب لك ولا اسم لأبيك ؟ السائل : اسم لأبي. الشيخ : اسم لأبيك، إذن عبد الرحمن بن جمعة، تمام. السائل : شيخ أحسن الله إليك، بعض المتصوفة تعرضوا لهذه الآية، فقالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يجب عليه التبليغ، أما من بعده يجوز له أن يكتمه حتى بعد مماته فيبلغه، ومنهم ادعى صاحب جواهر المعاني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر تبليغ سورة الفاتحة ... بعد مجيء أحمد التيجاني ؟ الشيخ : شف يا عبد الرحمن بن جمعة، طوام الصوفية والمتصوفة طوام أكبر من الجبال، تعرف جبال القوقاز. الطالب : ... الشيخ : ما رحت يمها، لكن تسمع عنها، أشد منها، طوام عظيمة، قراءة الفاتحة يقول أفضل من، نعم، قراءة الفاتحة أفضل من القرآن ما أدري مئة ألف مرة، نعم. الطالب : ... الشيخ : ستة آلاف مرة، أعوذ بالله، اللهم عافنا، الله يعينكم عليهم، لكن أنا أشير عليكم إن شاء الله تعالى إذا يسر الله أن تذهبوا إلى هناك دعاة، أن لا تتعرضوا للقدح، إذا تعرضتم للقدح فلهم أنصار، لكن أبرزوا محاسن الدين الصحيح وما عليه السلف الصالح، وخلاص، النفوس ميالة له. أي نعم.
السائل : هل صحيح من يدعو إلى الله ... ؟ الشيخ : لا لا، هذا خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام، أقول دعاة كثيرون قتلوا، عمر بن الخطاب يدعو إلى الله وغيره كثير. انتهى الوقت؟ لكن أرى إن شاء الله تعالى أن من قتل لكونه يدعو إلى الله أنه يكون من الشهداء، لأنه قتل لكونه يريد أن تكون كلمة الله هي العليا، فهو كالمجاهد، وإن كان المجاهد أشد إقداماً يعني يرى السيوف أمامه.
السائل : ... الشيخ : لا لا، الشهيد لشخص معين لا تجوز أبداً مطلقاً، إلا من شهد له الرسول، لما صعد أحداً واهتز بهم قال : ( عليك نبي وصديق وشهيدان ). لكنك تقول : من قتل في سبيل الله فهو شهيد، وقد خطب بذلك أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، قال : ( إنكم تقولون فلان شهيد ولعله قد أوقر ناقته، فلا تقولوا هذا ) أوقر ناقته يعني من الغلول، (فلا تقولو هذا، ولكن قولوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : من قتل في سبيل الله فهو شهيد ).
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ولم يذهب أحد من الصحابة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره يستسقي عنده ولا به ، والعلماء استحبوا السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ للحديث الذي في سنن أبي داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " هذا مع ما في النسائي وغيره ، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام " . وفي سنن أبي داود وغيره عنه ، أنه قال " أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي " ، فقالوا يا رسول الله ، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ -أي بليت - فقال : " إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء " . فالصلاة عليه -بأبي هو وأمي- والسلام عليه مما أمر الله به ورسوله "
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد : فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه ا لله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : " ولم يذهب أحد من الصحابة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره يستسقي عنده ولا به، والعلماء استحبوا السلام على النبي صلى الله عليه وسلم للحديث الذي في سنن أبي داود عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من رجل يُسَلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ) هذا مع ما في النسائي وغيره عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام ). وفي سنن أبي داود وغيره عنه، أنه قال ( أكثروا علي الصلاة ليلة الجمعة ويوم الجمعة، فإن صلاتكم معروضة علي. فقالوا: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ -أي بليت - فقال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء ). فالصلاة عليه -بأبي هو وأمي- والسلام عليه مما أمر الله به ورسوله ". الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام : ( إن الله حرم على الأرض أن تاكل لحوم الأنبياء ) فيه إضافة التحريم إلى ما لا يعقل، لأن توجه الخطاب يكون إلى من ؟ إلى من يعقل، لكن جميع الكائنات بالنسبة لخطاب الله هي عاقلة، ولهذا لما استوى إلى السماء وهي دخان (( فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين )) وهذا الوصف وصف لمن يعقل، ولهذا قالتا: (( أتينا طائعين )) بجمع المذكر السالم الذي لا يكون إلا للعاقل، لأنهما بتوجيه الخطاب إليهما وإجابتهما صارا بمنزلة العاقل. كذلك تحريم أكل لحوم الأنبياء على الأرض من هذا الباب، وهذا يجب علينا الإيمان به، أن لحوم الأنبياء لا يمكن أن تأكلها الأرض. غير الأنبياء الأصل أنها تأكل لحوم الإنسان الأرض، ولا يبقى إلا عجب الذنب، وعجب الذنب هو عبارة عن شيء صغير يبقى بإذن الله لا تأكله الأرض، يكون كالبذرة للجسم عند البعث، أما بقية الجسم يبلى. وقد يبقى الجسم كرامة للإنسان، قد يبقى جسم الإنسان غير الأنبياء كرامة له. وقد حدثنا كثيراً بعض الناس أنهم حفروا أساساً لسور البلد فوجدوا رجلاً ميتاً يابساً وشعره باقي، ولما انفتح اللحد فاح عليهم ريح أطيب من ريح المسك، الله أكبر، وجدوا الرجل على ما هو عليه لكنه يابس، حتى شعر وجهه باق، سبحان الله، وهذا مندثر من سنوات كثيرة، وتكلموا مع الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بابطين رحمه الله على ما نقل لي فأمرهم أن يردوه على مكانه وأن يصرفوا السور عنه إما أدخلوه أو أخرجوه. فالمهم أن الذي نجزم به أن الأرض لا تأكل إيش ؟ أجساد الأنبياء، وأما غيرهم فقد لا تأكلهم كرامة لهم. نعم. القارئ : " وقد ثبت في الصحيح أنه قال من صلى علي مرة " الشيخ : وفي هذا دليل على مسألة مهمة في العقيدة، أن الصحابة رضي الله عنهم لا يفوتهم شيء من أمور الغيب يحتاج إلى بيان إلا استفهموا عنه، ولهذا قالوا: ( كيف يكون ذلك وقد أرمت ؟ ) فرد عليهم. ونأخذ من هذه الفائدة أنه لا يجوز لنا أن نتكلم أو نتعمق في مسائل الصفات إذا لم يكن جاء عن الصحابة، لأنهم هم أحرص منا وأذكى منا وأعقل منا، لكنهم أهيب منا أن يتقدموا بين يدي الله ورسوله. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقد ثبت في الصحيح أنه قال " من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشرا " . والمشروع لنا عند زيارة قبور الأنبياء والصالحين وسائر المؤمنين ، هو من جنس المشروع عند جنائزهم . فكما أن المقصود بالصلاة على الميت الدعاء له ؛ فالمقصود بزيارة قبره الدعاء له كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح والسنن والمسند " أنه كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور ، أن يقول قائلهم : " السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون . ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم ، واغفر لنا ولهم " فهذا دعاء خاص للميت ، كما في دعاء الصلاة على الجنازة الدعاء العام والخاص : " اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا ، إنك تعلم متقلبنا ومثوانا " أي ثم يخص الميت بالدعاء . قال الله تعالى في حق المنافقين : { ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله } . . .الآية. فلما نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عليهم والقيام على قبورهم - لأجل كفرهم - دل ذلك بطريق التعليل والمفهوم على أن المؤمن يصلى عليه ويقام على قبره . ولهذا في السنن : أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا دفن الرجل من أصحابه يقوم على قبره ، ثم يقول : " سلوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل " .
القارئ : " وقد ثبت في الصحيح أنه قال : ( من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشرا ) ". الشيخ : اللهم صل وسلم عليه. القارئ : " والمشروع لنا عند زيارة قبور الأنبياء والصالحين وسائر المؤمنين، هو من جنس المشروع عند جنائزهم، فكما أن المقصود بالصلاة على الميت الدعاء له، فالمقصود بزيارة قبره الدعاء له، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح والسنن والمسند ". الشيخ : والمسند ما هي عندي، عندكم ؟ القارئ : يقول عندي : والمسند ساقطة من ط. الشيخ : خلاص، طيب. نعم. القارئ : " وقد ثبت كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح والسنن والمسند ( أنه كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور، أن يقول قائلهم : السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين ) ". الشيخ : ما هي عندنا منا. القارئ : يقول : منا ساقطة من ط. الشيخ : طيب، من يحرر لنا الحديث؟ محمد علي نور حرره لنا إن شاء الله، لأن في النفس منها شيء: منا. القارئ : " ويرحم الله " الشيخ : خذ دفتر يا، لا تخرب الكتاب، شف ورقة خارجية. القارئ : " ( ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم ) فهذا دعاء خاص ". الشيخ :( لا تحرمنا أجرهم ) يعني: أعطنا من أجورهم؟ الطالب : لا. الشيخ : لا، لكن ( أجرَهم ) يعني أجر زيارتهم، لأن الإنسان إذا زار القبور له أجر، أو ( أجرهم ) إذا كنا مصابين بهم، ولا شك أنه لا يخلو أحد من إصابة في أهل هذه القبور. نعم. القارئ : " ( اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم ) فهذا دعاء خاص للميت، كما في دعاء الصلاة على الجنازة الدعاء العام والخاص : ( اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، إنك تعلم متقلبنا ومثوانا ) " . الشيخ : هذه زائدة عندك، إنك تعلم، ما أشار إليها؟ القارئ : إلا يا شيخ، يقول : أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما يقول في الصلاة على الميت، وليس في قوله ( إنك تعلم منقلبنا ومثوانا )، وقال الترمذي في هذا الحديث حديث ولد إبراهيم، حديث حسن صحيح، قال في هذا: قوله ( إنك تعلم منقلبنا ومثوانا ) ساقطة من أ و ط. الشيخ : ما هي عندي. الطالب : أنا عندي بالتاء. الشيخ : هاه؟ الطالب : عندي بالتاء. الشيخ : وش هي؟ الطالب : منقلبنا. الشيخ : متقلبنا، هي ما دام أنها ما جاء في الحديث المرفوع، إذا تأملت صلاة الجنازة يُبدأ فيها أولاً بحق الله، ثم بحق الرسول، ثم بحق العموم، ثم بحق الخصوص: الفاتحة، الصلاة على النبي، الدعاء العام، الدعاء الخاص. في التشهد كذلك: أوله التحية لله، ثم السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم السلام على المصلي وعباد الله الصالحين. نعم. القارئ : " أي ثم يخص الميت بالدعاء ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " قال الله تعالى في حق المنافقين : { ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله } . . .الآية. فلما نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عليهم والقيام على قبورهم - لأجل كفرهم - دل ذلك بطريق التعليل والمفهوم على أن المؤمن يصلى عليه ويقام على قبره . ولهذا في السنن : أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا دفن الرجل من أصحابه يقوم على قبره ، ثم يقول : " سلوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل " .
القارئ : " قال الله تعالى في حق المنافقين : (( ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله )) " الشيخ : هذه الفائدة قد لا تتيسر، أنه يبدأ بالعام في الجنائز، ثم بالخاص، فلذلك لو تقيد على هامش بعض الكتب كتب الفقهاء. نعم. القارئ : " فلما نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عليهم والقيام على قبورهم لأجل كفرهم، دل ذلك بطريق التعليل والمفهوم على أن المؤمن يصلى عليه ويقامَ على قبره " الشيخ : ويقامُ. القارئ : سم " على أن المؤمن يصلى عليه ويقامُ على قبره. ولهذا في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان إذا دفن الرجل من أصحابه يقوم على قبره، ثم يقول : سلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) ". الشيخ : ولكنه لا يقوله يدعو بالناس كما يفعله بعض الجهال الآن، يدعو بالناس فيقول : اللهم اغفر له اللهم ثبته، إنما أمر بأن يستغفر له ويُسأل له التثبيت، وكل إنسان يدعو بذلك في نفسه. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فأما أن يقصد بالزيارة : سؤال الميت ، أو الإقسام به على الله ، أو استجابة الدعاء عند تلك البقعة ، فهذا لم يكن من فعل أحد من سلف الأمة ، لا الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ، وإنما حدث ذلك بعد ذلك . بل قد كره مالك وغيره من العلماء أن يقول القائل : زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم .
القارئ : " فأما أن يقصد بالزيارة : سؤال الميت، أو الإقسام به على الله، أو استجابة الدعاء عند تلك البقعة، فهذا لم يكن من فعل أحد من سلف الأمة، لا الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان، وإنما حدث ذلك بعد ذلك، بل قد كره مالك وغيره من العلماء أن يقول القائل : زُرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم ". الشيخ : لا يقل قائل أن الشيخ الإسلام رحمه الله يعني يستهون سؤال الميت والإقسام به على الله، لأنه قال لم يكن من فعل أحد من السلف، وإذا لم يكن من فعلهم فماذا يكون؟ هل نقول: مكروه أو حرام أو شرك ؟ نرجع إلى مقتضى الأدلة في مكان آخر. إي نعم. القارئ : " وقال القاضي عياض " الشيخ : بل قد. القارئ : سم. الشيخ : بل قد كره مالك. القارئ : "بل قد كره مالك وغيره من العلماء أن يقول القائل : زُرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقال القاضي عياض: كره مالك أن يقال زرنا قر النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر عن بعضهم أنه علله بلعنه صلى الله عليه وسلم زوارات القبور، قال: وهذا يرده قوله : ( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) وعن بعضهم " الشيخ : نقف على هذا. القارئ : سم؟ الشيخ : أقول نقف، وقال القاضي، الكلام طويل متصل بعضه ببعض. الآن العامة أكثر ما يقولون: زرنا قبر النبي، وبعض الجهال الذين يأتون من الخارج يرون أن زيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام أفضل من الطواف بالكعبة، وهذا غلط غلط عظيم. نعم، أقول زرت قبر الرسول عليه الصلاة والسلام إذا انتهى، أقول: صليت في مسجده وزرت قبره، أما أن أذهب وأنا أقصد زيارة القبر فهذا إنما يكون جهل، ولكن اذهب واقصد الصلاة في المسجد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى ).
ما ريأيكم فيمن يجعل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من مناسك الحج ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم، بعض الناس الذين يحجون من داخل السعودية خاصة أصحاب الحملات، يعني يكتبون اقتراحات، يعني نسمع عنهم أنهم يريدون أن يجعلوا بعد الحج زيارة للمدينة النبوية، هل مثل هذه الأمور يوافقون عليها أم أنهم يردون سدا للذريعة؟ الشيخ : والله أنا أرى أنه لا يقرن هذا بهذا، لكن الفقهاء رحمهم الله عذرهم في أنهم جعلوا زيارة القبر في آخر باب الحج، أنه في ذلك الوقت السفر صعب، صعب على الناس، خوف وشدة وبعد، فكانوا يذكرون زيارة المدينة في آخر كتاب الحج، وإلا فإن مكان زيارة قبر الرسول تكون في كتاب الجنائز، فإذا خيف أن الناس يظنون أن من كمال الحج أن يزار المسجد النبوي فهنا إما أن يبين للناس وإما أن يترك.
هل يجوز ترك الصلاة على الفاسق والمنافق في زماننا هذا ؟
الشيخ : نعم يا سليم. السائل : عفا الله عنك يا شيخ، الله سبحانه وتعالى نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على المنافقين يا شيخ، ... الناس اليوم يعرفون الناس اليوم من الموتى ما هو متشدد في الفسق وما هو متوسط، وما هو صاحب طاعة، ويش تصير الأقسام ... هذا الشيخ يخص بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا الإنسان ... ؟ الشيخ : لا، هذا عام، لكن بارك الله فيك من يعلم أن هذا منافق ؟ السائل : أعماله أعمال الفسق الي الإنسان ... الشيخ : يعني لو فرض أن في إنسان فاسق معروف يشرب الخمر ولا يصلي مع الجماعة ويزني ويسرق ويلوط والعياذ بالله صلينا عليه وسألنا له الرحمة . السائل : بعض الناس يموت والناس متحققون أن بعض الأحيان يترك الصلاة وبعض الأحيان يصلي. الشيخ : هذا على ما أرى أنه ليس بكافر، الذي يصلي ويخلي، هذا غير كافر. السائل : جزاك الله خير.
السائل : الحق الخاص في صلاة الجنازة ما المقصود به ؟ الشيخ : الدعاء الخاص، ما هو الحق الخاص، اللهم اغفر له وارحمه وعافه، هذا دعاء خاص. السائل : شيخ أدعو لنفسي وأنا أصلي. الشيخ : لا لا، مو لنفسك، دعاء خاص للميت، الأول اللهم اغفر لحينا وميتنا هذا عام، واللهم اغفر له وارحمه هذا خاص. السائل : إذا ذكر الإمام تكبيرة خامسة ماذا أقول؟ الشيخ : يدعو للميت.
ما حكم من ترك الصلاة ويقول والله لأصلين في المستقبل ؟
السائل : شيخنا أحسن الله إليك، بعض الناس إذا روجع في مسألة الصلاة. الشيخ : إذا؟ السائل : إذا روجع في مسألة الصلاة؟ الشيخ : أي صلاة؟ السائل : الصلاة المفروضة، وقيل له بأن تركها كفر، قال: والله لأصلين في المستقبل إذا شبت مثلا أو إذا كبرت، ويكون هو تاركاً في هذا الوقت لها تركاً مطلقاً لا يصلي ولا فرض. الشيخ : هذا كافر، هذا كافر، لأنه ما هو مصلي الآن. آدم.
السائل : بعض الناس .. الشيخ : ... عجيب ويترك ... ويترك قول الرسول صلى الله عليه وسلم ... ويترك قول ابن عباس لما جهر بها ( إنما فعلت ذلك ليعلموا أنها سنة ). السائل : ... الشيخ : هذا هو القياس الفاسد بعينه، وهذا من جنس قياس إبليس، فهمت؟ لأن إبليس لما قيل له اسجد لآدم وش قال ؟ أنا خير منه، هذا يقول أحسن من الفاتحة. اللهم اهدهم، عندكم غرائب يا آدم، أقول: عندكم غرائب.
قراءة الشيخ بحثا لبعض الطلبة حول تخريج حديث الدعاء عند دخول المقبرة
الطالب : هذا جواب بحث يا شيخ. الشيخ : من ؟ من علي نور؟ الطالب : علي نور. الشيخ : نقرأه ؟ الطالب : طيب. الشيخ :" يقول راجي رحمة ربه الغفور *** دوماً علي هو ابن نور فالحمد لله على ما أنعما *** حمداً كثيراً بعد ذاك " ما يستقيم. بعد ذاك لعله جمما إن صح. " ثم الصلاة على النبي المصطفى *** وآله ومن بعهده وفى فيرحم الله المستقدمين منا *** " لا، هذا أول مرة، إي طيب، أجل نقبله على تكسيره وتفجيره " فيرحم الله المستقدمين منا *** هاتيك في الحديث أعني مَنَّا " الطالب : مِنَّا الشيخ : أعني مِنَّا؟ أعني مِنَّا. " قد طلب الشيخ مني بحثه *** فحقق الله لي ما أحبه وليس ذا البحث دليل علم *** فليس لي فيه سوى ذا النظم " هذه مسروقة يا رجل. الطالب : ... الشيخ : كيف؟ الطالب : ... الشيخ : مسروقة ... هذه السرقة تماماً أخذ الشيء على وجه الخفية، طيب. " *** فليس لي منه سوى ذا النظم فلفظ منا في الحديث منحتم *** ثبوته إن كان عند مسلم " الطالب : أن كان. الشيخ : أن كان عند مسلم، يحتاج إلى، طيب نمشي. " كذا النسائي قد رواه مسندا *** لعائش هي أمنا قد أسندا لكن رووه ليس فيه منكم *** فافهم فليس كلٌّ يفهم " صحيح ما كلنا يفهم، طيب بارك الله فيك. يعني بعضهم حذف منكم، ( المستقدمين منا والمستأخرين ) دون منكم؟ الطالب : ... الشيخ : إحدى روايات مسلم؟ طيب. " لكن رووه ليس فيه منكم*** فافهم فليس كل يفهم وعذر ذا الإمام أعني أحمدا *** أن جوزوا رواية بلا اعتدا بأن يساق المعنى دون لفظه *** وحسبه أن كان ذا من حفظه " وش معنى هذا ؟ عذر الإمام أحمد؟ الطالب : ابن تيمية. الشيخ : إي أن جوزوا رواية، أه، يعني التي ليس فيها " بأن يساق المعنى دون لفظه *** وحسبه أن كان ذا من حفظه فوفق اللهم شيخنا الأبر *** أعني ابن صالح ذلك الأغر ثم اغفر اللهم جما جماً *** لي وله ولجميع الأمة " هذه سرقة ثانية، جزاك الله خير. الآن أنا أقترح عليك تعدلها ولا هي جيدة. الطالب : ... الشيخ : ما شاء الله، هذه أول قصيدة ؟ الطالب : الثانية. الشيخ : الثانية، في الثالثة عاد يثبت التكرار، ساعد الله الجميع. الطالب : النتيجة أحسن الله إليك أنها ثابتة؟ الشيخ : أي، على كلام علي أنها ثابتة، ... " ومنكم " بعضهم حذفها. الطالب : ... الشيخ : ... أحمد الفهيد؟ لا، تكلم. القارئ : أبدأ يا شيخ؟ الشيخ : نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقال القاضي عياض : كره مالك أن يقال : زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر عن بعضهم أنه علله بلعنه صلى الله عليه وسلم زوارات القبور ، قال : وهذا يرده قوله : " نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها " . وعن بعضهم أن الزائر أفضل من المزور ، قال : وهذا مردود بما جاء من زيارة أهل الجنة لربهم قال : والأولى أن يقال في ذلك : إنه إنما كرهه مالك لإضافة الزيارة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه لو قال : زرنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يكرهه ، لقوله " اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " فحمى إضافة هذا اللفظ إلى القبر والتشبه بأولئك ؛ قطعًا للذريعة وحسمًا للباب قلت: غلب في عرف كثير من الناس استعمال لفظ : (زرنا) في زيارة قبور الأنبياء والصالحين على استعمال لفظ زيارة القبور في الزيارة البدعية الشركية لا في الزيارة الشرعية ، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد في زيارة قبر مخصوص ، ولا روى أحد في ذلك شيئًا ، لا أهل الصحيح ولا السنن ، ولا الأئمة المصنفون في المسند كالإمام أحمد وغيره .وإنما روى ذلك من جمع الموضوع وغيره ، وأجل حديث روي في ذلك ما رواه الدارقطني ، وهو ضعيف باتفاق أهل العلم بل الأحاديث المروية في زيارة قبره ، كقوله : " من زارني وزار أبي إبراهيم الخليل في عام واحد ضمنت له على الله الجنة " ، و " من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي " ، و " من حج ولم يزرني فقد جفاني " ، ونحو هذه الأحاديث ، كلها مكذوبة موضوعة . لكن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في زيارة القبور مطلقا ، بعد أن كان قد نهى عنها ، كما ثبت عنه في الصحيح أنه قال : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها " ، وفي الصحيح عنه أنه قال : " استأذنت ربي في أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة " فهذه زيارة لأجل تذكرة الآخرة ، ولهذا يجوز زيارة قبر الكافر لأجل ذلك . وكان صلى الله عليه وسلم يخرج إلى البقيع فيسلم على موتى المسلمين ويدعو لهم ، فهذه زيارة مختصة بالمسلمين ، كما أن الصلاة على الجنازة تختص بالمؤمنين .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم: " وقال القاضي عياض: كره مالك أن يقال: زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر عن بعضهم أنه علله بلعنه صلى الله عليه وسلم زوارات القبور، قال: وهذا يرده قوله : ( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ). وعن بعضهم أن الزائر أفضل من المزور، قال : وهذا مردود بما جاء من زيارة أهل الجنة لربهم " الشيخ : الله أكبر، يعني معناه أن بعضهم قال: لا تقل زرت القبر، لأن الزائر أشرف من المزور، فيقتضي أنك إذا قلت: زرت قبر النبي أنك أشرف منه، فرده بهذا الرد العجيب. نعم. القارئ : " قال : والأولى أن يقال في ذلك: إنه إنما كرهه مالك لإضافة الزيارة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لو قال : زُرنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يكرهه، لقوله: ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) فحمى إضافة هذا اللفظ إلى القبر والتشبه بأولئك، قطعًا للذريعة وحسمًا للباب. قلت: غلب في عرف كثير من الناس استعمال لفظ زرنا، في زيارة قبور الأنبياء والصالحين، على استعمال لفظ زيارة القبور في الزيارة البدعية الشركية لا في الزيارة الشرعية، ولم يَثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد في زيارة قبر مخصوص، ولا روى أحد في ذلك شيئًا، لا أهل الصحيح ولا السنن، ولا الأئمة المصنفون في المسند كالإمام أحمد وغيره. وإنما روى ذلك من جمع الموضوع وغيره، وأجل حديث رُوي في ذلك ما رواه الدارقطني، وهو ضعيف باتفاق أهل العلم بالأحاديث المروية في زيارة قبره، كقوله : (من زارني وزار أبي إبراهيم الخليل في عام واحد ضمنت له على الله الجنة )، و ( من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي )، و (من حج ولم يزرني فقد جفاني )، ونحو هذه الأحاديث، كلها مكذوبة موضوعة. لكن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في زيارة القبور مطلقا، بعد أن كان قد نهى عنها، كما ثبت عنه في الصحيح أنه قال: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ). وفي الصحيح عنه أنه قال : ( استأذنت ربي في أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ). فهذه زيارة لأجل تذكرة الآخرة، ولهذا يجوز زيارة قبر الكافر لأجل ذلك. وكان صلى الله عليه وسلم يخرج إلى البقيع فيُسلم على موتى المسلمين ويدعو لهم، فهذه زيارة مختصة بالمسلمين " الشيخ : وفي منعه تبارك وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لأمه دليل على أنه لا يجوز للإنسان أن يسأل ما لا يمكن شرعاً، لأن هذا عدوان في الدعاء، فلو سأل الله أن يجعله نبياً، قلنا: هذا حرام هذا لا يجوز. والظاهر أن مثله لو سأل الله تعالى أن ينزله منازل الأنبياء في الجنة، فإن هذا من الاعتداء في الدعاء، لأن منازل الأنبياء خاصة بهم، وأما حديث: ( إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف كالكوكب الدري الغابر في الأفق. قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا ينالها غيرهم؟ أو قالوا الشهداء ؟ قال: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ) يعني ينالون هذه الغرف، فهذا لا يدل على أن منازل غير الأنبياء تكون في منازل الأنبياء. إذن فالضابط أن كل من دعا الله بما لا يمكن شرعاً فإنه معتدٍ في الدعاء. ومن ذلك أن الله تعالى لا يستجيب لمن دعا بإثم أو قطيعة رحم، لأن الله لا يرضاه. وكذلك لو دعا بما لا يمكن قدراً مثل أن يقول: اللهم أقم الساعة الآن، فإن هذا لا يمكن قدراً بحسب إخبار الله لا بحسب قدرة الله، الله قادر على أن تقوم الساعة الآن، لكن الساعة لها أشراط تسبقها بخبر الله ورسوله. فعلى كل حال الضابط هو هذا: أنه لا يجوز للإنسان أن يسأل ما لا يمكن شرعاً أو قدراً. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " كما أن الصلاة على الجنازة تختص بالمؤمنين . وقد استفاض عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال : " لعن الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما فعلوا ، قالت عائشة : " ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجدًا " . وفي الصحيح أنه ذكر له كنيسة بأرض الحبشة ، وذكر من حسنها وتصاوير فيها ، فقال : " أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه تلك التصاوير ، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " وهذه في الصحيح . وفي صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس ، وهو يقول " إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل ، فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا ، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، فإني أنهاكم عن ذلك " .
القارئ : " كما أن الصلاة على الجنازة تختص بالمؤمنين. وقد استفاض عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال : ( لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) يحذر ما فعلوا ". الشيخ : وهل يجوز إذا رأينا قوماً اتخذوا قبور الأنبياء أو من يزعمونهم أولياء مساجد هل يسوغ لنا أن نلعنهم؟ يحتمل، لأن العلة واحدة، فإذا رأينا أقواماً بنوا مسجداً على قبور من يدعون أنه نبي أو ولي واتخذوه مساجد، فلنا أن نقول: اللهم العن من فعل هذا، من اتخذ قبورهم مساجد، لكن لا نعين الشخص. نعم. القارئ : " قالت عائشة : ( ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجدًا ). وفي الصحيح ( أنه ذكر له كنيسة بأرض الحبشة، وذكر من حسنها وتصاوير فيها، فقال : أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك التصاوير، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ) وهذه في الصحيح. وفي صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله أنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: ( إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك ) ". الشيخ : اللهم صل وسلم عليه. في هذا دليل على أن أحب الناس إلى الرسول عليه الصلاة والسلام أبو بكر، وأنه لولا أنه تبرأ أن يكون خليلاً لأحد من أمته لاتخذ أبا بكر رضي الله عنه خليلاً. وعلى هذا فالذين يكرهون أبا بكر كرهوا من ؟ من أحبه النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا مخالفين للرسول عليه الصلاة والسلام فيما أحب. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وفي السنن عنه أنه قال : " لا تتخذوا قبري عيدا ، وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني " ، وفي الموطأ وغيره عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " . وفي المسند ، وصحيح أبي حاتم ، عن ابن مسعود عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ، والذين يتخذون القبور مساجد " . ومعنى هذه الأحاديث متواتر عنه صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - وكذلك عن أصحابه . فهذا الذي ينهى عنه: من اتخاذ القبور مساجد ، مفارق لما أمر به وشرعه من السلام على الموتى ، والدعاء لهم ، فالزيارة المشروعة من جنس الثاني . والزيارة المبتدعة من جنس الأول ، فإن نهيه عن اتخاذ القبور مساجد يتضمن النهي عن بناء المساجد عليها ، وعن قصد الصلاة عندها ، وكلاهما منهي عنه باتفاق العلماء ، فإنهم قد نهوا عن بناء المساجد على القبور ، بل صرحوا بتحريم ذلك ، كما دل عليه النص . واتفقوا أيضا على أنه لا يشرع قصد الصلاة والدعاء عند القبور ، ولم يقل أحد من أئمة المسلمين إن الصلاة عندها والدعاء عندها أفضل منه في المساجد الخالية عن القبور "
القارئ : " وفي السنن عنه أنه قال : ( لا تتخذوا قبري عيدا، وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني ) ". الشيخ : المناسبة بين قوله: ( لا تتخذوا قبري عيداً وصلوا علي حيثما كنتم ) أنه ربما يأتي الإنسان إلى قبر الرسول ليصلي عليه فكأنه قال: اقصر خطوتك، فإنك في أي مكان صليت علي سوف يبلغني، اللهم صل وسلم على نبينا محمد. نعم. القارئ : "وفي الموطأ وغيره عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ). وفي المسند وصحيح أبي حاتم، عن ابن مسعود، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد ). ومعنى هذه الأحاديث متواتر عنه صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - وكذلك عن أصحابه. فهذا الذي يُنهى عنه من اتخاذ القبور مساجد ، مُفارق لما أمر به وشرعه من السلام على الموتى والدعاء لهم، فالزيارة المشروعة من جنس الثاني، والزيارة المبتدعة من جنس الأول، فإن نهيه عن اتخاذ القبور مساجد يتضمن النهي عن بناء المساجد عليها، وعن قصد الصلاة عندها، وكلاهما منهي عنه باتفاق العلماء، فإنهم قد نهوا عن بناء المساجد على القبور، بل صرحوا بتحريم ذلك، كما دل عليه النص. واتفقوا أيضاً على أنه لا يُشرع قصد الصلاة والدعاء عند القبور، ولم يقل أحدٌ من أئمة المسلمين إن الصلاة عنده والدعاء عنده ". الشيخ : عندها، يعني القبور. القارئ : " ولم يقل أحد من أئمة المسلمين إن الصلاة عندها والدعاء عندها أفضل منه في المساجد الخالية عن القبور ". الشيخ : إذن نقول : هؤلاء الذي يقصدون مسجد الحسين أو فلان أو فلان لاعتقاد أنهم مدفونون في هذه المساجد يكونون قد ابتدعوا وأخطؤو. فإذا قال قائل: أرأيتم لو قصدها الإنسان من أجل كثرة من فيها، كثرة الجمع؟ قلنا: لا شك أن كثرة الجمع أفضل، لكن يعارض هذه المصلحة مفسدة، وهي اعتقاد أن الصلاة في هذا المكان أفضل لا لكثرة الجمع ولكن لكونه مبنياً على قبر، وحيئذٍ نقول لا تذهب، قلل، على أننا بينا أن القبر إذا بني على المسجد فالصلاة فيه باطلة.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " بل اتفق علماء المسلمين على أن الصلاة والدعاء في المساجد التي لم تبن على القبور ، أفضل من الصلاة والدعاء في المساجد التي بنيت على القبور ، بل الصلاة والدعاء في هذه منهي عنه مكروه باتفاقهم ، وقد صرح كثير منهم بتحريم ذلك بل وبإبطال الصلاة فيها ، وإن كان في هذا نزاع . والمقصود هنا : أن هذا ليس بواجب ولا مستحب ، باتفاقهم ، بل هو مكروه باتفاقهم . والفقهاء قد ذكروا في تعليل كراهة الصلاة في المقبرة علتين : إحداهما : نجاسة التراب باختلاطه بصديد الموتى ، وهذه علة من يفرق بين القديمة والحديثة ، وهذه العلة في صحتها نزاع ، لاختلاف العلماء في نجاسة تراب القبور ، وهي من مسائل الاستحالة ، وأكثر علماء المسلمين يقولون إن النجاسة تطهر بالاستحالة ، وهو مذهب أبي حنيفة وأهل الظاهر ، وأحد القولين في مذهب مالك وأحمد . وقد ثبت في الصحيح : أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان حائطًا لبني النجار ، وكان قبورًا من قبور المشركين ، ونخلا وخربًا ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالنخيل فقطعت ، وبالخرب فسويت ، وبالقبور فنبشت ، وجعل النخل في صف القبلة . فلو كان تراب قبور المشركين نجسا ؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بنقل ذلك التراب ، فإنه لا بد أن يختلط ذلك التراب بغيره "
القارئ : " بل اتفق علماء المسلمين على أن الصلاة والدعاء في المساجد التي لم تبن على القبور أفضل من الصلاة والدعاء في المساجد التي بنيت على القبور، بل الصلاة والدعاء في هذه منهي عنه مكروه باتفاقهم، وقد صرح كثير منهم بتحريم ذلك، بل وبإبطال الصلاة فيها وإن كان في هذا نزاع. والمقصود هنا : أن هذا ليس بواجب ولا مُستحب باتفاقهم، بل هو مكروه باتفاقهم. والفقهاء قد ذكروا في تعليل كراهة الصلاة في المقبرة علتين: إحداهما : نجاسة التراب باختلاطه بصديد الموتى، وهذه علة من يُفرق بين القديمة والحديثة ، وهذه العلة في صحتها نزاع لاختلاف العلماء في نجاسة تراب القبور، وهي من مسائل الاستحالة، وأكثر علماء المسلمين يقولون: إن النجاسة تطهر بالاستحالة، وهو مذهب أبي حنيفة وأهل الظاهر، وأحد القولين في مذهب مالك وأحمد. وقد ثبت في الصحيح ( أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان حائطًا لبني النجار، وكان قبورًا من قبور المشركين، ونخلاً وخربًا، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالنخيل فقطعت، وبالخرب فسويت، وبالقبور فنبشت، وجعل النخل في صف القبلة ). فلو كان تراب قبور المشركين نجساً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بنقل ذلك التراب، فإنه لا بد أن يختلط ذلك التراب بغيره ". الشيخ : على كل هذه العلة لا شك أنها عليلة، لأن مقتضاها التفريق بين المقبرة القديمة والحديثة، لأن الحديثة لم يختلط تراب المقبرة بصديد الموتى، إذ أنها لم تنبش. وثانياً: أنه يقتضي أنه إذا لم تكن قديمة جازت الصلاة فيها، والحديث عام ( إلا المقبرة والحمام ). وأيضاً يبطل هذه العلة أن بدن المسلم طاهر حتى بعد موته، ولذلك يغسل فيطهر، ولو كان نجس العين ما طهر ولو وضعته في مياه البحار، فبدن الكافر طاهر، حتى لو اختلط الصديد بالأرض فهو طاهر. الطالب : بدن المسلم. الشيخ : بدن المسلم طاهر، وكذلك على القول الراجح بدن الكافر طاهر. وعلى هذا فالعلة هذه باطلة لا يصح التعليل بها. وذكر المؤلف رحمه الله في عرض الكلام أن أكثر العلماء يقولون إن النجاسة تطهر بالاستحالة، يعني: إذا انتقلت من شيء إلى آخر فإنها طاهرة، وقال: إن أكثر العلماء على ذلك وهو مذهب أبي حنيفة وأهل الظاهر وأحد القولين في مذهب مالك وأحمد. نعم. القارئ : " والعلة الثانية ما في ذلك من مشابهة الكفار للصلاة عند القبور، لما يفضي إليه ذلك من الشرك وهذه العلة صحيحة باتفاقهم ".