ما هو التفصيل في مسألة استجابة الدعاء من الله تعالى ؟
القارئ : الاستدلال بصفات الله وأسمائه على أفعاله ويقولون بأن مقتضى اسمه كذا أو صفته كذا أن يفعل كذا. الشيخ : نعم، لكن قد تظن أن المصلحة فيه وليس كذلك، الآن مثلاً قد يقول الإنسان: أنا من مصلحتي أن الله تعالى يبقي ولدي حتى يكبر ويعينني على عبادة الله وعلى دنياي، ولا يكون من المصلحة، قد يكون سوءً عليه وعلى قبيلته كلها. السائل : المسلك هذا خطأ؟ الشيخ : ايش؟ السائل : المسلك هذا يعني خطأ؟ الشيخ : المسلك، ايش المسلك ؟ السائل : الاستدلال بأسماء الله وصفاته على أفعاله. الشيخ : استدل بأسمائه على ما دلت عليه، فمثلاً حكيم نعلم أن كل فعل يفعله عز وجل فهو لحكمة، وكل شيء لا يفعله فهو لحكمة. الطالب : ما جاء وقت السؤال. الشيخ : لا، جاء. الطالب : ... الشيخ : لا، جاء.
إذا توسل العبد بعمله الصالح هل ينفعه يوم القيامة ؟
السائل : أحسن الله إليكم، إذا دعا الإنسان ربه فتوسل بعمله الصالح، هل هذا العمل الصالح لا ينفعه يوم القيامة ؟ الشيخ : لا، ينفعه، كيف ما ينفعه؟ لأنه ليس جزاؤه أن الله يجيب دعوته في الدنيا، لكن العمل الصالح من أسباب تفريج الكربات في الدنيا. إي نعم.
هل يصح الإستدلال بحديث الأعمى على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : بارك الله فيكم، حديث الأعمى ... ألا يقوي قول من قال يجوز طلب الدعاء من الغير ؟ الشيخ : لا، النبي عليه الصلاة والسلام غير، الطلب من الرسول هذا لا يرد عليه، لأن الرسول له ميزات في مثل هذه الأمور، ألا ترى أن التبرك بعرقه وريقه وثيابه من الأمور المشروعة، وغيرها، ولهذا الصحابة ما طلبوا مثلاً من أبي بكر وعمر أن يدعو لهم، إلا ... الاستسقاء يكون لعموم الناس، نعم.
هل يجوز الاحتجاج بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وهل العامل به له الفضل والأجر ؟
السائل : أحسن الله إليك، هل يجوز التعبد لله بالحديث الضعيف إن كان في الترغيب والترهيب وفضائل الأعمال ؟ الشيخ : أهل الحديث قالوا : يجوز الاستدلال بالأحاديث الضعيفة بشروط ثلاثة : أن يكون لها أصل. والثاني: أن لا يكون الضعف شديداً. والثالث : أن لا يعتقد صحته إلى النبي صلى الله عليه وسلم السائل : ... الشيخ : نعم صحيح، لأنه ينشط الإنسان على العمل، إن حصل ما ذكر فهذا المطلوب، وإن لم يحصل فهو مأمور بهذا العمل، كما لو جاءت أحاديث ضعيفة في فضل صلاة الجماعة نقول: هذه فيها خير، أنت اعمل ترجو أن يكون هذا الخبر صحيحاً، فإن كان صحيحاً حصل ما دل عليه، وإن لم يكن صحيحاً فأنت لم ينقصك شيئاً، وكذلك التحذير مثلاً من الربا أو ما أشبه ذلك وردت فيه أحاديث ضعيفة. السائل : ... العامة ، العامة لا يفرقون ... ؟ الشيخ : هذا كل شيء مباح حطه على بالك، كل شيء مباح إذا تضمن ضرراً فإنه يمنع، فإذا كان العامة كل ما ذكر في هذا المحراب هو صواب سواء كان ضعيفاً أو موضوعاً يجب مراعاة هذه المسألة. السائل : على هذا يا شيخ هل يجوز لنا أن نعرف بالأحاديث الضعيفة أو لا؟ الشيخ : تقول، لا بد من الإيضاح، تقول: يروى عن الرسول.
السائل : أحسن الله إليك، من مذهب أهل السنة والجماعة أن الله عز وجل لا يفعل الشيء إلا لحكمة الشيخ : نعم السائل : ... الحكمة الشيخ : نعم. السائل : فهذا القول على عمومه يقابله قول على عمومه أنه يجب على الله أن يفعل الأصلح أو أن يفعل الحكمة أو ما هو مقتضى الحكمة، فهذا القول على عمومه بدون تفصيل منهم كيف نرد عليه؟ الشيخ : كما قلت لكم، أما فهمتم يا إخوان، وش قلنا ؟ قلنا قد نرى أن هذا هو الأصلح وليس هو الأصلح، قد نرى أنه صلاح وليس بصلاح، فالمشكلة الآن مناط الحكم، وإلا نحن نعلم أن الله يجب بمقتضى حكمته أن يفعل الأصلح أو الصلاح لكن ليس مناط الحكم في كونه أصلح أو صلاح ما نعتقده نحن. السائل : نعم هذا في آحاد الأفعال، هم قالوا يجب على الله مثلاً أن يميت هذا الإنسان لأن هذا هو مقتضى الحكمة، نقول هذا لا يلزم أن يكون هذا هو مقتضى الحكمة، هذا ظاهر في الرد عليهم، أما الرد على قولهم في العموم أنه يجب على الله أن يفعل الأصلح. الشيخ : لا ما تقول كذا، تقول مقتضى الحكمة أن يفعل ما هو الأصلح أو الصلاح، لكن ما نعين، معلوم أن الحكيم هو الذي يفعل الأصلح دون الصالح والصالح دون الفاسد.
ما رأيكم في قول البعض من الناس: ترك العمل مع الإعتقاد مع الخلاف في مسألة ترك الصلاة داخل في مسمى الإيمان هو قول الإرجاء ولكن بمفهوم عصري ؟
الشيخ : دكتور صالح. السائل : بارك الله فيك، البعض يقول أن ترك العمل مع الخلاف في مسألة ترك الصلاة يقولون أن ترك العمل مع الاعتقاد أنه داخل في مسمى الإيمان أن من يقول هذا فهو عين الإرجاء ولكن بمفهوم عصري ؟ الشيخ : والله يا محب والكلام لكم جميعاً، نحن لا نتعدى ما جاء في القرآن والسنة، فما ورد أنه كفر فهو كفر، وما لم يرد أنه كفر فليس بكفر، وكما جاء في حديث عبد الله بن شقيق: ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ) هذا نص صريح فيه إجماع الصحابة على أن الصلاة كفر، وغيره ليس بكفر. نعم. السائل : بارك الله فيك، ... على من يقول هذا مسألة ترك العمل ككل مع الإيمان بأنه داخل في مسمى الإيمان. الشيخ : هذا غلط يطلقه بعض الناس الي عندهم اندفاع، كما أنهم لو رأوا العالم المشهود له بالخير خالف أهل السنة في مسألة من مسائل الصفات قالوا هذا أشعري، كما ينسف بعض الناس يقول ابن حجر أشعري وفتح الباري يجب إحراقه وما أشبه ذلك، أعوذ بالله، وهذا من الغلط والواجب الوزن بالقسط. السائل : ... الشيخ : خلاص، الترتيب ما في أسئلة. السائل : ... الشيخ : إي ما يخالف. نعم. السائل : ... الشيخ : ما نقبل. الطالب : ... هذا قليل، لو تفتح باب الأسئلة خمس دقائق. الشيخ : توافقون على هذا ؟ الطالب : نعم. إجماع. الشيخ : إجماع؟ أقول من نقل الإجماع فهو. طيب مدد لهم كما اقترح علي.
السائل : بعض الناس يقول أن المصدر الأساسي للتشريع ... الشيخ : نعم. السائل : ثم يضع كل القوانين التي يتحاكم إليها الناس على ... فما حكم ذلك ؟ الشيخ : كالمنافقين (( يقولون آمنا وما هم بمؤمنين )). السائل : نفاق عملي أم اعتقادي ؟ الشيخ : لا، ما هو اعتقادي، هذا نفاق عملي، لكن إذا كان يرى أن ما حكم به بين الناس خير من الكتاب والسنة هذا كفر.
ما الضابط في الغضب الذي لا يكفر صاحبه إذا قال كلمة الكفر ؟
السائل : شيخ بارك الله فيك، ذكرنا أن الذي يسب الله ورسوله نكفره بعينه. الشيخ : نعم. السائل : لكن استطردنا فيما بعد وقلنا لا نكفره إلا إذا كان في حالة الغضب. الشيخ : لا هذا مانع، الغضب، يعني شدة الغضب وشدة الفرح والإكراه، هذا مانع من الحكم بالكفر. السائل : شيخ ما هو الضابط؟ الشيخ : الضابط أن الإنسان ما يملك نفسه، أحياناً بعض الناس إذا غضب ما يدري هو في السماء أو في الأرض.
هناك جماعة تدعي الإسلام ولكن لا تؤمن بالبعث ما حكمها ؟
السائل : جماعة مسلمون من أهل البادية، هم مسلمون قيل لهم ألا تؤمنون بالبعث بعد الموت، قالوا: أما البعث فلا نؤمن به. الشيخ : فلا نؤمن به. السائل : هل هؤلاء يعني يعذرون بالجهل؟ الشيخ : لا لا، إذا بيّن لهم أن البعث حق وأنه في القرآن والسنة وقالوا لا يؤمنون فإنهم كفرة ما في شك. السائل : شيخ أحسن الله إليك، بالنسبة إلى إقامة الحجة على الجاهل يعني متى يتم ذلك، بعض الناس تقام له أدلة صريحة ، ولكن الشبهات ما فندها؟ الشيخ : هذه من الشبهات، هذه مما يمنع من القول بالكفر، إذا جاءهم من لا يثقوا به، وهو يقلد من يثق به، فهذا عذر ولكنه يجب عليه بعد ذلك أن يبحث، لأنه قد يقال إنه يكفر بتقصيره عن البحث، لأن أدنى ما يكون أن يوجِد في قلبه شيئاً من الشبهة، فيجب عليه أن يسأل. السائل : هو أصر عليهم ولا يعرف ولكنه مصر على رأيه. الشيخ : ربما يقال بالكفر لتفريطه. السائل : لتفريطه. الشيخ : إي نعم.
السائل : شيخ بارك الله فيك، شخص أخذ القرآن وضرب جاهلاً، ضرب شخصاً آخر. الشيخ : لماذا ؟ السائل : هو غضبان. الشيخ : غضبان، ينطبق عليه ما قلنا، إذا كان مغلق عليه ولا يدري ماذا فعل، لأن المسألة يجب أن نلاحظ جانب الرحمة رحمة الله عز وجل بالخلق، وأن ما لا يتمكنون منه لا يؤخذون به.
هل يشترط في الكفر أن يقصد فاعله الكفر أم يقصد الفعل أو القول ؟
السائل : أحسن الله إليك، ... المقصود أن يقصد الكفر، أو أن المقصود أن يقصد الفعل ؟ الشيخ : لا، أن يقصد الفعل أو القول، لكن إذا كان جاهلاً يبقى ما قصد المخالفة. السائل : ... إذا سب أحد سب الله يرغم الذي يتكلم معه الشيخ : ايش ؟ السائل : يسب الله لترغيم سامعه. الشيخ : ارغاماً لمخاطبه؟ السائل : هو لا يقصد الكفر. الشيخ : لا لا، هذا يكفر، يعني حتى لو قصد المراغمة، لأنه قصد الكلام.
هل يشترط في الكفر أن يعلم صاحبه أن هذا العمل أو القول كفر ؟
السائل : إقامة الحد على من وقع في الكفر هل لا بد منها أن يفهم الواقع في الكفر أن حججه باطلة أو ؟ الشيخ : لا، لا بد أن يفهم، إذا أبلغته وهو ما يفهم ما تقول، وش الفائدة ؟ (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )). السائل : فهمه للسان واضح ، لكن فهمه أن هذا الدليل ينقض ما عليه من الباطل ما ... . الشيخ : لا بد أن يعرف، لا بد يعلم. السائل : قال له إن الحجة التي عنده باطلة. الشيخ : لا بد أن يعلم أن هذا الذي هو عليه كفر، لا بد. نعم. انتهى الوقت؟
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقد يفعل العبد ما أمر به ابتداء لأجل العبادة لله، والطاعة له، ولما عنده من محبته والإنابة إليه، وخشيته، وامتثال أمره، وإن كان ذلك يتضمن حصول الرزق والنصر والعافية ، وقد قال تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أهل السنن أبو داود وغيره : " الدعاء هو العبادة " ، ثم قرأ قوله تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } . وقد فسر هذا الحديث مع القرآن بكلا النوعين : " ادعوني " أي اعبدوني وأطيعوا أمري ؛ أستجيب دعاءكم . وقيل : سلوني أعطكم ، وكلا المعنيين حق . وفي الصحيحين في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النزول : " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له . حتى يطلع الفجر " فذكر أولا : إجابته الدعاء ، ثم ذكر : إعطاء السائل ، والمغفرة للمستغفر ، فهذا جلب المنفعة ، وهذا دفع المضرة ، وكلاهما مقصود الداعي المجاب . وقال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } .
وقد روي : أن بعض الصحابة قال : يا رسول الله ، ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فأنزل الله هذه الآية فأخبر سبحانه أنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ، ثم أمرهم بالاستجابة له وبالإيمان به ، كما قال بعضهم : فليستجيبوا لي إذا دعوتهم ، وليؤمنوا بي إني أجيب دعوتهم . قالوا : وبهذين السببين تحصل إجابة الدعوة : بكمال الطاعة لألوهيته ، وبصحة الإيمان بربوبيته ، فمن استجاب لربه بامتثال أمره ونهيه ؛ حصل مقصوده من الدعاء ، وأجيب دعاؤه ، كما قال تعالى { ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله } أي : يستجيب لهم ، يقال : استجابه واستجاب له . فمن دعاه موقنا أن يجيب دعوة الداعي إذا دعاه أجابه ، وقد يكون مشركا وفاسقا ، فإنه سبحانه هو القائل : { وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضرٍ مسه } ، وهو القائل سبحانه : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورًا } ، وهو القائل سبحانه { قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين }{ بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون } . ولكن هؤلاء الذين يستجاب لهم لإقرارهم بربوبيته ، وأنه يجيب دعاء المضطر ، إذا لم يكونوا مخلصين له الدين ، في عبادته ، ولا مطيعين له ولرسوله ، كان ما يعطيهم بدعائهم متاعا في الحياة الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق . وقال تعالى : { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذمومًا مدحورًا }{ ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكورًا }{ كلًا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورًا } .
وقد دعا الخليل عليه الصلاة والسلام بالرزق لأهل الإيمان فقال : { وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر } . قال الله تعالى : { ومن كفر فأمتعه قليلًا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير } فليس كل من متعه الله برزق ونصر ، إما إجابة لدعائه ، وإما بدون ذلك ، يكون ممن يحبه الله ويواليه ، بل هو سبحانه يرزق المؤمن والكافر ، والبر والفاجر ، وقد يجيب دعاءهم ويعطيهم سؤلهم في الدنيا ، وما لهم في الآخرة من خلاق . وقد ذكروا أن بعض الكفار من النصارى حاصروا مدينة للمسلمين فنفد ماؤهم العذب ، فطلبوا من المسلمين أن يزودوهم بماء عذب ليرجعوا عنهم ، فاشتور ولاة أمر المسلمين ، وقالوا : بل ندعهم حتى يضعفهم العطش فنأخذهم ، فقام أولئك فاستسقوا ودعوا الله فسقاهم ، فاضطرب بعض العامة ، فقال الملك لبعض العارفين : أدرك الناس فأمر بنصب منبر له وقال : اللهم إنا نعلم أن هؤلاء من الذين تكفلت بأرزاقهم كما قلت في كتابك : { وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها } ، وقد دعوك مضطرين ، وأنت تجيب المضطر إذا دعاك ، فأسقيتهم ؛ لما تكفلت به من رزقهم ، ولما دعوك مضطرين لا لأنك تحبهم ، ولا تحب دينهم ، والآن فنريد أن ترينا آية يثبت بها الإيمان في قلوب عبادك المؤمنين . فأرسل الله عليهم ريحا فأهلكتهم ، أو نحو هذا .
القارئ : بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاقتضاء : " وقد يفعل العبد ما أمر به ابتداء لأجل العبادة لله، والطاعة له، ولما عنده من محبته والإنابة إليه، وخشيته، وامتثال أمره، وإن كان ذلك يتضمن حصول الرزق والنصر والعافية، وقد قال تعالى : ((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )). وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أهل السنن أبو داود وغيره: ( الدعاء هو العبادة )، ثم قرأ قوله تعالى : (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )). وقد فسر هذا الحديث مع القرآن بكلا النوعين : قيل ادعوني أي: اعبدوني وأطيعوا أمري، أستجب دعاءكم. وقيل : سلوني أعطكم، وكلا المعنيين حق. وفي الصحيحين في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النزول : ( ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى يطلع الفجر ) فذكر أولا إجابته الدعاء، ثم ذكر إعطاء السائل، والمغفرة للمستغفر، فهذا جلب المنفعة، وهذا دفع المضرة، وكلاهما مقصود الداعي المجاب. وقال تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ). وقد روي : ( أن بعض الصحابة قال : يا رسول الله، ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فأنزل الله هذه الآية ) فأخبر سبحانه أنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ثم أمرهم بالاستجابةِ له " الشيخ : النصب أحسن. القارئ : نعم. الشيخ : النصب أحسن، نناجيَه، نناديَه. القارئ : ( قال : يا رسول الله، ربنا قريب ) الشيخ : فنناجيَه، لأن الجملة الأولى استفهامية. القارئ : " ( ربنا قريب فنناجيَه أم بعيد فنناديَه ؟ فأنزل الله هذه الآية ) فأخبر سبحانه أنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ثم أمرهم بالاستجابةِ له وبالإيمان به، كما قال بعضهم: فليستجيبوا لي إذا دعوتهم، وليؤمنوا بي أني أجيب دعوتهم. قالوا وبهذين السببين تحصل إجابة الدعوة: لكمال الطاعة لألوهيته، وبصحة الإيمان بربوبيته، فمن استجاب لربه بامتثال أمره ونهيه حصل مقصوده من الدعاء، وأجيب دعاؤه، كما قال تعالى (( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله )) أي : يستجيب لهم، يقال : استجابه واستجاب له. فمن دعاه موقنا أنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه أجابه، وقد يكون مشركاً وفاسقاً، فإنه سبحانه هو القائل : (( وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضرٍ مسه ))، وهو القائل سبحانه : (( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورًا ))، وهو القائل سبحانه (( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين * بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون )). ولكن هؤلاء الذين يُستجاب لهم لإقرارهم بربوبيته، وأنه يجيب دعوة المضطر، إذا لم يكونوا مخلصين له الدين في عبادته ولا مطيعين له ولرسوله، كان ما يعطيهم بدعائهم متاعاً في الحياة الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق. قال تعالى : (( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذمومًا مدحورًا *ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكورًا * كلًا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورًا )). وقد دعا الخليل عليه الصلاة والسلام " الشيخ : محظوراً يعني ممنوعاً، ولهذا جاءت بالظاء المشالة دون الضاد. نعم. القارئ : " وقد دعا الخليل عليه الصلاة والسلام بالرزق لأهل الإيمان، فقال : (( وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر )). قال الله تعالى : (( ومن كفر فأمتعه قليلًا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير )) فليس كل من متعه الله برزق ونصر، إما إجابة لدعائه، وإما بدون ذلك، يكون ممن يحبه الله ويواليه، بل هو سبحانه يرزق المؤمن والكافر، والبر والفاجر، وقد يجيب دعاءهم ويعطيهم سؤالهم في الدنيا، وما لهم في الآخرة من خلاق. وقد ذكروا أن بعض الكفار من النصارى حاصروا مدينة للمسلمين فنفد ماؤهم العذب، فطلبوا من المسلمين أن يزودوهم بماء عذب ليرجعوا عنهم، فاشتور ولاة أمر المسلمين، وقالوا : بل ندعهم حتى يضعفهم العطش فنأخذُهم ". الشيخ : فنأخذَهم. القارئ : " فنأخذَهم، فقام أولئك فاستسقوا ودعوا الله " الشيخ : أولئك النصارى. القارئ : " فاستسقوا ودعوا الله فسقاهم " الشيخ : فقام. القارئ : " فقام أولئك فاستسقوا " الشيخ : أولئك النصارى القارئ : نعم. الشيخ : أولئك النصارى. القارئ : نسخة الشيخ : إي أحسن. القارئ : " فقام أولئك النصارى فاستسقوا ودعوا الله فسقاهم، فاضطرب بعض العامة، فقال الملك لبعض العارفين: أدرك الناس، فأمر بنصب منبر له، وقال : اللهم إنا نعلم أن هؤلاء من الذين تكفلت بأرزاقهم كما قلت في كتابك : (( وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها )) وقد دعوك مضطرين، وأنت تجيب المضطر إذا دعاك، فأسقيتهم، لما تكفلت به من رزقهم، ولما دعوك مضطرين لا لأنك تحبهم ولا تحب دينهم " الشيخ : وتحب. القارئ : ولا الشيخ : لا، وتحب دينهم القارئ : " لا لأنك تحبهم، وتحب دينهم، والآن فنريد أن ترينا آية يثبت بها الإيمان في قلوب عبادك المؤمنين. فأرسل الله عليهم ريحا فأهلكتهم، أو نحو هذا ". الشيخ : الله أكبر. هذه فتنة يعني قد جعل الله تعالى فتنة في ضال من الضلال، إما أن يجيب دعوته أو يسهل أمره أو ينصره على عدوه أو ما أشبه ذلك، فيغتر به الناس، وهذا من الفتنة. كما أن الله تعالى قد ييسر وسائل المعصية فتنة للناس، فانتبهوا لهذا. ليس كل من نصره الله من أعداء الله يعني أن الله يحبه، أبداً، فإن الشرع مقدم على ما يقتضيه القدر، ولكن الله يجعل ذلك من الفتن. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ومن هذا الباب : من قد يدعو دعاء يعتدي فيه ، إما بطلب ما لا يصلح ، أو بالدعاء الذي فيه معصية الله ، شرك أو غيره ، فإذا حصل بعض غرضه ؛ ظن أن ذلك دليل على أن عمله صالح ، بمنزلة من أملي له ، وأمد بالمال والبنين ، يظن أن ذلك مسارعة له في الخيرات . قال تعالى : { أيحسبون أنما نمدهم به من مالٍ وبنين }{ نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون } ، وقال تعالى { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيءٍ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون } ، وقال تعالى { ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ } والإملاء : إطالة العمر ، وما في ضمنه من رزق ونصر . وقال تعالى : { فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وأملي لهم إن كيدي متينٌ } . وهذا باب واسع مبسوط في غير هذا الموضع : وقال تعالى : { ادعوا ربكم تضرعًا وخفيةً إنه لا يحب المعتدين } والمقصود هنا : أن دعاء الله قد يكون دعاء عبادة لله ، فيثاب العبد عليه في الآخرة ، مع ما يحصل له في الدنيا ، وقد يكون دعاء مسألة تقضى به حاجته ، ثم قد يثاب عليه إذا كان مما يحبه الله ، وقد لا يحصل له إلا تلك الحاجة ، وقد يكون سببا لضرر دينه ، فيعاقب على ما ضيعه من حقوق الله سبحانه وتعداه من حدوده "
القارئ : " ومن هذا الباب : من قد يدعو دعاء يعتدي فيه، إما بطلب ما لا يصلح، أو بالدعاء الذي فيه معصية الله، شرك أو غيره، فإذا حصل بعض غرضه ظن أن ذلك دليل على أن عمله صالح، بمنزلة من أملي له وأمد بالمال والبنين، يظن أن ذلك مسارعة له في الخيرات. قال تعالى : (( أيحسبون أنما نمدهم به من مالٍ وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ))، وقال تعالى : (( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيءٍ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون ))، وقال تعالى : (( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ )). والإملاء : إطالة العمر وما في ضمنه من رزق ونصر. وقال تعالى : (( فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وأملي لهم إن كيدي متينٌ )). وهذا باب واسع مبسوط في غير هذا الموضع. قال تعالى : (( ادعوا ربكم تضرعًا وخفيةً إنه لا يحب المعتدين )) والمقصود هنا : أن دعاء الله قد يكون دعاء عبادة لله فيثاب العبد عليه في الآخرة ، مع ما يحصل له في الدنيا، وقد يكون دعاء مسألة تقضى به حاجته، ثم قد يثاب عليه إذا كان مما يحبه الله، وقد لا يحصل له إلا تلك الحاجة، وقد يكون سببا لضرر دينه، فيعاقب على ما ضيعه من حقوق الله سبحانه وتعداه من حدوده، فالوسيلة التي أمر الله بابتغائها إليه تعم الوسيلة في عبادته " الشيخ : هذه ثلاثة أقسام، يقول رحمه الله : " دعاء الله قد يكون دعاء عبادة فيثاب عليه العبد في الآخرة مع ما يحصل له في الدنيا "، يعني يقصد بالدعاء العبادة مجرد العبادة حيث يظهر أنه مفتقر لربه وأن الله سبحانه وتعالى هو الغني وهو القادر وأن رحمته سبقت غضبه هذا عبادة، مع ما يحصل له من أمور الدنيا. وقد يكون يدعو الله تعالى لحاجته في الدنيا، ويغفل عن كونه يتعبد لله بهذا، فهذا أيضاً ينظر ما الذي حصل له، إن كان خيراً يستعين به على طاعة الله، أثيب على ذلك، وقد يكون ضرراً فيأثم به، وقد يكون مباحاً فلا إثم ولا مفسدة. وقد يكون شيئاً لضلال في دينه تبعاً لما ذكرنا. نعم. الطالب : الثالث؟ الشيخ : نعم، هذا هو، الثالث الذي يدعو الله لقضاء حاجته فقط فهذا إما أن يضره وإما أن ينفعه، شيئان. نعم. انتهى الوقت.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فالوسيلة التي أمر الله بابتغائها إليه تعم الوسيلة في عبادته وفي مسألته ، فالتوسل إليه بالأعمال الصالحة التي أمر بها ، وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم ، ليس هو من باب الإقسام عليه بمخلوقاته . ومن هذا الباب : استشفاع الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، فإنهم يطلبون منه أن يشفع لهم إلى الله ، كما كانوا في الدنيا يطلبون منه أن يدعو لهم ، في الاستسقاء وغيره . وقول عمر رضي الله عنه : " إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا " معناه : نتوسل إليك بدعائه وشفاعته ، وسؤاله ونحن نتوسل إليك بدعاء عمه وسؤاله وشفاعته ، ليس المراد به أنا نقسم عليك به أو ما يجري هذا المجرى مما يفعله بعد موته وفي مغيبه ، كما يقول بعض الناس : أسألك بجاه فلان عندك ، ويقولون : إنا نتوسل إلى الله بأنبيائه وأوليائه ، ويروون حديثا موضوعا : " إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي ، فإن جاهي عند الله عريض " . فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه ، كما ذكر عمر رضي الله عنه ؛ لفعلوا ذلك به بعد موته ، ولم يعدلوا عنه إلى العباس مع علمهم بأن السؤال به والإقسام به أعظم من العباس ، فعلم أن ذلك التوسل الذي ذكروه هو مما يفعله الأحياء دون الأموات ، وهو التوسل بدعائهم وشفاعتهم ، فإن الحي يطلب منه ذلك ، والميت لا يطلب منه شيء ، لا دعاء ، ولا غيره .
القارئ : نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم : " فالوسيلة التي أمر الله بابتغائها إليه تعم الوسيلة في عبادته وفي مسألته، فالتوسل إليه بالأعمال الصالحة التي أمر بها، وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم، ليس هو من باب الإقسام عليه بمخلوقاته. ومن هذا الباب : استشفاع الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، فإنهم يطلبون منه أن يشفع لهم إلى الله، كما كانوا في الدنيا يطلبون منه أن يدعو لهم في الاستسقاء وغيره. وقول عمر رضي الله عنه : ( إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا ) معناه : نتوسل إليك بدعائه وشفاعته وسؤاله، ونحن نتوسل إليك بدعاء عمه وسؤاله وشفاعته، ليس المراد به إنا نقسم " الشيخ : أنا القارئ : " ليس المراد أنا نقسم عليك به، أو ما يجري هذا المجرى مما يفعله بعد موته وفي مغيبه، كما يقول بعض الناس " الشيخ : عندي: مما يفعلُ بدون ضمير. القارئ : قال: في المطبوعة مما يفعله المبتدعون. الشيخ : لا، ما عندي، " مما يفعل بعد موته " القارئ : " مما يفعل بعد موته وفي مغيبه كما يقول بعض الناس: أسألك بجاه فلان عندك، ويقولون : إنا نتوسل إلى الله بأنبيائه وأوليائه، ويروون حديثاً موضوعاً: ( إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي، فإن جاهي عند الله عريض ). فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه، كما ذكر عمر رضي الله عنه لفعلوا ذلك به بعد موته، ولم يعدلوا عنه إلى العباس مع علمهم بأن السؤال به والإقسام به أعظم من العباس، فعلم أن ذلك التوسل الذي ذكروه هو مما يفعله الأحياء دون الأموات " الشيخ : عندي مما يفعل بالأحياء. القارئ : ما أشار إليه. الشيخ : لا، نسخة. القارئ : " وهو مما يُفعل بالأحياء دون الأموات، وهو التوسل بدعائهم وشفاعتهم، فإن الحي يطلب منه ذلك، والميت لا يطلب منه شيء، لا دعاء، ولا غيره ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وكذلك حديث الأعمى ، فإنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له ليرد الله عليه بصره ، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء أمره فيه أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه فيه ، فهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم شفع فيه ، وأمره أن يسأل الله قبول الشفاعة ، وأن قوله : " أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة " أي : بدعائه وشفاعته ، كما قال عمر : " كنا نتوسل إليك بنبينا " فلفظ التوسل والتوجه في الحديثين بمعنى واحد ، ثم قال : " يا محمد ، يا رسول الله ، إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها ، اللهم فشفعه في فطلب من الله أن يشفع فيه نبيه ، وقوله : " يا محمد يا نبي الله " هذا وأمثاله نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب ، فيخاطب الشهود بالقلب : كما يقول المصلي : " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " والإنسان يفعل مثل هذا كثيرا ، يخاطب من يتصوره في نفسه ، وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب .
القارئ : " وكذلك حديث الأعمى، فإنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له ليرد الله عليه بصره، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء أمره فيه أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه فيه، فهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم شفع فيه، وأمره أن يسأل الله قبول الشفاعة، وأن قوله : ( أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ) أي: بدعائه وشفاعته، كما قال عمر : ( كنا نتوسل إليك بنبينا ) فلفظ التوسل والتوجه في الحديثين بمعنى واحد، ثم قال : ( يا محمد، يا رسول الله، إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها، اللهم فشفعه في ) فطلب من الله أن يشفع فيه نبيه، وقوله : ( يا محمد يا نبي الله ) هذا وأمثاله نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب، فيخاطب الشهود بالقلب، كما يقول المصلي" الشيخ : في جملة. القارئ : " فلفظ التوسل والتوجه في الحديثين بمعنى واحد، ثم قال : ( يا محمد، يا رسول الله، إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها، اللهم فشفعه في ) فطلب من الله أن يشفع فيه نبيه، وقوله : ( يا محمد يا نبي الله ) هذا وأمثاله نداء يُطلب به استحضار المنادى في القلب، فيخاطب الشهود بالقلب، كما يقول المصلي ". الشيخ : عندكم فيخاطب الشهود؟ مراده والله أعلم فيخاطب المشهود بالقلب. القارئ : أشار إليه نسخة يا شيخ. الشيخ : هاه؟ القارئ : قال نسخة. الشيخ : نسخة؟ القارئ : إي، نعم في ج و د: المشهود. الشيخ : إي أوضح " يخاطب المشهود بالقلب" يعني كأنه يشاهده بعينه. القارئ : " كما يقول المصلي: ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) والإنسان يفعل مثل هذا كثيرا، يخاطب من يتصور في نفسه، وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب ". الشيخ : أفادنا المؤلف رحمه الله أن قوله : ( السلام عليك أيها النبي ) هذا من باب مخاطبة المشهود بالقلب، وليس من باب مخاطبة المشهود بالعين، ولذلك تجد الصحابة يقولون: السلام عليك أيها النبي وليس أحد منهم يصرف بصره إلى الرسول عليه الصلاة والسلام في مكانه، أبداً، وتجدهم يقولون هذا وهم في مكة والرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، فليس هذا كسلام المشاهد بالعين، المشاهد بالعين تقول السلام عليك يا فلان، لو قلت هذا وأنت تصلي حتى وإن كان الرسول مر بك، مثلاً في اليقظة وقلت السلام عليك يا رسول الله بطلت الصلاة، ففرق بين المشهود بالقلب والمشهود بالعين.
التعليق على حديث ابن مسعود في التشهد في الصلاة وفيه " فلما مات كنا نقول السلام على النبي " وأنه اجتهاد منه وهو اجتهاد غير صحيح
الشيخ : وبه نعرف أن أثر ابن مسعود رضي الله عنه الذي في البخاري : ( كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي: السلام عليك أيها النبي، فلما مات كنا نقول : السلام على النبي ) أن هذا اجتهاد منه رضي الله عنه، لكنه اجتهاد غير صائب، لوجهين : الوجه الأول : أن الرسول عليه الصلاة والسلام علم أمته: ( السلام عليك أيها النبي )، وهذا إلى يوم القيامة ولا يمكن أن نغير اللفظ النبوي. الثاني : أن عمر ابن الخطاب أفقه من ابن مسعود وأعلم من ابن مسعود، ( وقد ثبت عنه في خلافته أنه كان يعلم الناس التشهد على المنبر، ويقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ). وبهذا نعرف أنه ينبغي لطالب العلم، علم الحديث أو غيره أن يأخذ بأطراف المعلومات كلها، دون أن يأخذ بشيء دون الآخر، ويغفل عن الآخر أو يعرض عنه، فإن هذا نقص في الاستدلال، ولهذا جاء الحديث : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) فالفقه شيء، والعلم شيء آخر، وجاء في أثر عن ابن مسعود رضي الله عنه : ( كيف بكم إذا كثر قراءكم وقل فقهاءكم ). النبي عليه الصلاة والسلام علم أمته إلى يوم القيامة ولم يقل قولوا السلام عليك أيها النبي ما دمت حياً، أطلق، فنطلق ما أطلقه الرسول عليه الصلاة والسلام. ونحن نعلم أن الصحابة وهم يقولون في الصف الأول خلف الرسول عليه الصلاة والسلام: السلام عليك، لا يريدون أنه كالسلام عليه سلام المشاهد بالعين، أبداً، وهذا واضح، واضح جداً. وقول ابن مسعود : ( كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي: السلام عليك، فلما مات قلنا السلام على النبي ) هذا ليس له حكم الرفع، وإذا قدرنا أن له حكم الرفع، فإن له حكم الرفع باعتباره في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، أنهم يقولون في عهد الرسول السلام عليك، ونحن نوافق على هذا، لكن بعد موته لا يكون له حكم الرفع، يكون له حكم الاجتهاد، إما أن يصيب وإما أن يخطئ. نعم، المهم انتبه للفرق بين المشهود بالقلب والمشهود بالعين. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فلفظ التوسل بالشخص ، والتوجه به ، والسؤال به ، فيه إجمال واشتراك ، غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة ، يراد به التسبب به لكونه داعيا وشافعا مثلا ، أو لكون الداعي مجيبا له ، مطيعا لأمره ، مقتديا به ، فيكون التسبب : إما لمحبة السائل له واتباعه له ، وإما بدعاء الوسيلة وشفاعته ، ويراد به الإقسام به والتوسل بذاته ، فلا يكون التوسل لا لشيء منه ، ولا شيء من السائل ، بل بذاته ، أو بمجرد الإقسام به على الله . فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه وكذلك لفظ السؤال بشيء قد يراد به المعنى الأول ، وهو التسبب به لكونه سببا في حصول المطلوب ، وقد يراد به الإقسام . ومن الأول : حديث الثلاثة الذين أووا إلى الغار ، وهو حديث مشهور في الصحيحين وغيرهما ، فإن الصخرة انطبقت عليهم " فقالوا : ليدع كل رجل منكم بأفضل عمله ، فقال أحدهم : اللهم إنه كانت لي ابنة عم فأحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء ، وإنها طلبت مني مائة دينار ، فلما أتيتها بها قالت : يا عبد الله ، اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فتركت الذهب وانصرفت ، فإن كنت إنما فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ، فانفرجت لهم فرجة رأوا منها السماء . وقال الآخر : اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا ، فناء بي طلب الشجر يوما ، فلم أرح عليهما حتى ناما ، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي ، أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ، فاستيقظا فشربا غبوقهما ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها .
وقال الثالث : اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم ، غير رجل واحد ، ترك الذي له وذهب ، فثمرت أجره ، حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين فقال : يا عبد الله ، أد لي أجري ، فقلت له : كل ما ترى من أجرك : من الإبل والبقر والغنم والرقيق . فقال يا عبد الله ، لا تستهزئ بي ، فقلت : أنا لا استهزئ بك ، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة ، فخرجوا يمشون " . فهؤلاء دعوا الله سبحانه بصالح الأعمال ؛ لأن الأعمال الصالحة هي أعظم ما يتوسل به العبد إلى الله تعالى ، ويتوجه به إليه ويسأله به ؛ لأنه وعد أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ويزيدهم من فضله : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } ، وهؤلاء دعوه بعبادته وفعل ما أمر به ، من العمل الصالح ، وسؤاله والتضرع إليه . ومن هذا : يذكر عن الفضيل بن عياض ، أنه أصابه عسر البول فقال : بحبي إياك إلا فرجت عني " ففرج عنه . وكذلك دعاء المرأة المهاجرة التي أحيا الله ابنها لما قالت : " اللهم إني آمنت بك وبرسولك ، وهاجرت في سبيلك " وسألت الله أن يحيي ولدها . وأمثال ذلك . وهذا كما قال المؤمنون : { ربنا إننا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار. ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد } .
القارئ : " فلفظ التوسل بالشخص والتوجه به والسؤال به، فيه إجمال واشتراك، غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة " ما هي بواضحة عندي يا شيخ. الشيخ : أيها؟ القارئ : يراد أو فيراد الشيخ : نعم؟ القارئ : ما هي بواضحة فيها طمس. الشيخ :" والسؤال به "، " فلفظ التوسل " اقرأ. القارئ : " فلفظ التوسل بالشخص والتوجه به والسؤال به، فيه إجمال واشتراك " الشيخ : اشتراط ولا اشتراك؟ القارئ : اشتراك. الشيخ : إي. القارئ : " واشتراك غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة " الي بعدها، الكلمة الي بعدها ما هي بواضحة. الشيخ : يراد به، يراد به القارئ : " يراد به التسبب به لكونه داعيا وشافعا مثلا، أو لكون الداعي محبا له مطيعا لأمره مقتديا به، فيكون التسبب، إما لمحبة السائل له واتباعه له، وإما بدعاء الوسيلة وشفاعته، ويراد به الإقسام به والتوسل بذاته، فلا يكون التوسل لا لشيء منه، ولا شيء من السائل، بل بذاته، أو بمجرد الإقسام به على الله. فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه، وكذلك لفظ السؤال بشيء قد يراد به المعنى الأول، وهو التسبب به لكونه سببا في حصول المطلوب، وقد يراد به الإقسام. ومن الأول : حديث الثلاثة الذين أووا إلى الغار، وهو حديث مشهور في الصحيحين وغيرهما ( فإن الصخرة انطبقت عليهم فقالوا : ليدع كل رجل منكم بأفضل عمله، فقال أحدهم: اللهم إنه كانت لي ابنة عم فأحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإنها طلبت مني مائة دينار، فلما أتيتها بها قالت: يا عبد الله، اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فتركت الذهب وانصرفت، فإن كنت أنا فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا، فانفرجت لهم فرجة رأوا منها السماء. وقال الآخر : اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران ) " الشيخ : المؤلف رحمه الله اختصر الحديث اختصاراً كان لا ينبغي أن لا يفعله، لأن في الحديث ( أنه راودها عن نفسها فأبت، وأنها ألمت بها الحاجة فجاءت إليه، ومن أجل الحاجة وافقته، ثم لما جلس منها مجلس الرجل من امرأته، قالت له اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ) وسياق المؤلف رحمه الله ترك كلمة إيش؟ أنه روادها عن نفسه، وهي مهمة في الحديث. وقد ذكر أهل العلم في المصطلح أنه لا يجوز أن يحذف من الحديث ما تدعو الحاجة إليه، اللهم إلا أن يكون هذا اللفظ في غير ما نعرفه من ألفاظ الصحيحين فالله أعلم. نعم. القارئ : " ( وقال الآخر : اللهم إنه كان لي شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالاً، فناء بي طلب الشجر يوما، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالاً، فلبثت والقدح على يدي، أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ". الشيخ : الله أكبر. القارئ : " ( فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، وقال الثالث : اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم، غير رجل واحد) ". الشيخ : قوله : ( لا أغبق أهلا ولا مالاً ) الأهل معروفون، والمال الأرقاء العبيد، يعني عنده أهل وعنده عبيد، ولكنه لا يقدم على أبويه أحداً يعطيه الحليب. نعم. القارئ : ( فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ). الشيخ : وقال الثالث. القارئ : " ( وقال الثالث : اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره، حتى كثرت منها الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله، أد لي أجري، فقلت له : كل ما ترى من أجرك، من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال يا عبد الله، لا تستهزئُ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك ) ". الشيخ : لا تستهزئ مضمومة عندك ؟ القارئ : " ( فقال يا عبد الله لا تستهزئْ بي فقلت إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون ). فهؤلاء دعوا الله سبحانه بصالح الأعمال، لأن الأعمال الصالحة هي أعظم ما يتوسل به العبد إلى الله تعالى، ويتوجه به إليه ويسأله به، لأنه وعد أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله : (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ))، وهؤلاء دعوه بعبادته وفعل ما أمر به من العمل الصالح وسؤاله والتضرع إليه. ومن هذا : يذكر عن الفضيل بن عياض ". الشيخ : ومن هذا ما يذكر. القارئ : " ومن هذا ما يذكر عن الفضيل بن عياض، أنه أصابه عسر البول فقال : بحبي إياك إلا فرجت عني " الشيخ : فيها نسخة عندي: بحبي لك. القارئ : أشار إليها. الشيخ : طيب مشي. القارئ : " بحبي إياك إلا فرجت عني ففرج عنه ". الشيخ : هذا توسل بماذا ؟ توسل بحبه لله عز وجل أن الله تعالى يفرج عنه ففرج عنه سبحانه وتعالى. القارئ : " وكذلك دعاء المرأة المهاجرة التي أحيا الله ابنها لما قالت : اللهم إني آمنت بك وبرسولك، وهاجرت في سبيلك، وسألت الله أن يحيي ولدها، وأمثال ذلك. وهذا كما قال المؤمنون : (( ربنا إننا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار. ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد )). الشيخ : باقي الشاهد من الآية، هم توسلوا فقال لله تعالى: (( فاستجاب لهم )). نعم. القارئ : " فسؤال الله والتوسل إليه بامتثال أمره واجتناب نهيه وفعل ما يحبه والعبودية والطاعة هو من جنس فعل ذلك رجاءً لرحمة الله وخوفاً من عذابه " الشيخ : بس كفاية، انتهى، ما انتهى ؟
ما حكم عقد الإجارة إذا لم يحدد الثمن ، وحينها كيف العمل ؟
السائل : المرأة المهاجرة ... الله سبحانه ... قبل حلول أجله، ولا لمن دعت الله تعالى أحيا ولدها؟ الشيخ : إي نعم. السائل : بارك الله فيكم، بالنسبة ... الشيخ : هل هذا الرجل قد أعد نفسه للعمل السائل : أعد نفسه للعمل، ولكن العمل لا يساوي العشرة، يساوي خمسة ريالات فقط، فأعطاه الخمسة، فقال: إما أن تعطي عشرة وإما لا. الشيخ : هو قال بعشرة ... السائل : لم يتقاولوا على العمل. الشيخ : نعم، لكن لما أعطاه الخمسة، ماذا قال له ؟ السائل : قال له إما أن تعطي عشرة وإما لا أريد شيئا. الشيخ : خلاص، هذا نقول العقد فاسد ما دموا لم يعينوا أجرة، لأن من شرط صحة الإجارة أن يكون العوض معلومًاً، هذا الشرط فاسد، قصدي الأجرة فاسدة، فيرجع إلى أجرة المثل، يذهب ويقدر أجرته إما أن يتصدق بها عنه، وإذا جاء يوم من الدهر قال له إما أن تأخذها، وإما.