التعليق على اقتضاء الصراط المستقيم-31b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
اقتضاء الصراط المستقيم
الحجم ( 5.45 ميغابايت )
التنزيل ( 914 )
الإستماع ( 66 )


2 - القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " أما مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في الصحيح : أن الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وروي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم : {{ صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد ، إلا المسجد الحرام ، فإني آخر الأنبياء ، و إن مسجدي هذا آخر المساجد }}. و في صحيح مسلم ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {{ صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه ، إلا المسجد الحرام }} . و في مسلم أيضا ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : {{ إن امرأة اشتكت شكوى فقالت : إن شفاني الله لأخرجن ، فلأصلين في بيت المقدس ، فبرأت ، ثم تجهزت تريد الخروج ، فجاءت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتها ذلك فقالت اجلسي ، فكلي ما صنعت ، وصلي في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {{ صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة }} . وفي المسند ، عن ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{ صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلا ةفيما سواه ، إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي بمائة صلاة }} قال أبو عبد الله المقدسي: إسناده على رسم الصحيح " أستمع حفظ

11 - القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وكانوا يتخذون آلهتهم وسائط تقربهم إلى الله زلفى ، وتشفع لهم ، كما قال تعالى : { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ، وقال تعالى : { أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئًا ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعًا له ملك السماوات والأرض } . وقال تعالى : { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض } . وقال تعالى عن صاحب يس : { وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون. أأتخذ من دونه آلهةً إن يردن الرحمن بضرٍ لا تغن عني شفاعتهم شيئًا ولا ينقذون. إني إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ. إني آمنت بربكم فاسمعون } . أستمع حفظ

12 - القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقال تعالى : { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرةٍ وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون } وقال تعالى : { ما لكم من دونه من وليٍ ولا شفيعٍ } . وقال تعالى : { وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه وليٌ ولا شفيعٌ لعلهم يتقون } . وهذا الموضع افترق الناس فيه ثلاث فرق : طرفان ، ووسط : فالمشركون ومن وافقهم من مبتدعة أهل الكتاب ، كالنصارى ، ومبتدعة هذه الأمة : أثبتوا الشفاعة التي نفاها القرآن . والخوارج والمعتزلة : أنكروا شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر من أمته ، بل أنكر طائفة من أهل البدع انتفاع الإنسان بشفاعة غيره ودعائه ، كما أنكروا انتفاعه بصدقة غيره وصيامه عنه . وأنكروا الشفاعة بقوله تعالى: { من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلةٌ ولا شفاعةٌ } ، وبقوله تعالى : { ما للظالمين من حميمٍ ولا شفيعٍ يطاع } ونحو ذلك . وأما سلف الأمة وأئمتها ، ومن تبعهم من أهل السنة والجماعة ، فأثبتوا ما جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، من شفاعته لأهل الكبائر من أمته ، وغير ذلك من أنواع شفاعاته ، وشفاعة غيره من النبيين والملائكة . وقالوا : إنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد ، وأقروا بما جاءت به السنة من انتفاع الإنسان بدعاء غيره وشفاعته ، والصدقة عنه ، بل والصوم عنه في أصح قولي العلماء ، كما ثبتت به السنة الصحيحة الصريحة ، وما كان في معنى الصوم . وقالوا : إن الشفيع يطلب من الله ويسأل ، ولا تنفع الشفاعة عنده إلا بإذنه . قال تعالى : { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } ، { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } ، : { وكم من ملكٍ في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئًا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى } . أستمع حفظ

21 - القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقد ثبت في الصحيح : أن سيد الشفعاء صلى الله عليه وسلم إذا طلبت منه بعد أن تطلب من آدم وأولي العزم : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ؛ فيردونها إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، العبد الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال " فأذهب إلى ربي ، فإذا رأيته خررت له ساجدا ، فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي ، لا أحسنها الآن ، فيقول لي : أي محمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، قال : فأقول : رب أمتي أمتي ، فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ". وقال تعالى : { قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلًا }{ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا } . أستمع حفظ

22 - القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " قال طائفة من السلف : كان أقوام يدعون العزير والمسيح والملائكة ، فأنزل الله هذه الآية ، وقد أخبر فيها أن هؤلاء المسؤولين يتقربون إلى الله ، ويرجون رحمته ، ويخافون عذابه . وقد ثبت في الصحيح أن أبا هريرة قال : " يا رسول الله ، أي الناس أسعد بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال : " يا أبا هريرة ، لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك ؛ لما رأيته من حرصك على الحديث ، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة : من قال : لا إله إلا الله ، يبتغي بها وجه الله " فكلما كان الرجل أتم إخلاصا لله ؛ كان أحق بالشفاعة " أستمع حفظ