القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " أما مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى - إلى قوله - فالصلاة فيهما تضاعف على الصلاة في غيرهما "
الشيخ : وقد ذكروا أن أحد الملوك نذر عبادة لا يشاركه فيها أحد، وسأل عنها علماء كثيرين، وقالوا: لا يمكن كل عبادة تفعلها يمكن أن يكون آخر يفعلها، إن صمت فغيرك صائم، إن صليت فغيرك مصلي، إن تصدقت فغيرك متصدق، كل عبادة، فألهم الله أحدهم وقال: أخلو له المطاف، أخلوا له المطاف يعني اجعلوه يطوف وحده، فإذا طاف وحده تيقنا أنه لا يشاركه أحد في هذه العبادة، وحيئذٍ يصح نذره، نعم. القارئ : " وأما مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى، فكل ما يشرع فيهما من العبادات، يشرع في سائر المساجد: كالصلاة والدعاء والذكر والقراءة والاعتكاف، ولا يشرع فيهما جنس لا يشرع في غيرهما: لا تقبيل شيء، ولا استلامه، ولا الطواف به ونحوَ ذلك " الشيخ : لماذا نصبته ؟ اخرج ولا اعدل، توافقونه على النصب ؟ هي مرفوعة ، لا يشرع فيهما ، لا تقبيلُ شيء القارئ : " ولا يشرع فيهما جنس لا يشرع في غيرهما: لا تقبيل شيء، ولا استلامه، ولا الطواف به ونحوُ ذلك، لكنهما أفضل من غيرهما " الشيخ : أنا عندي: لكن هما، عندك؟ الطالب : لكنهما. الشيخ : خلاف سهل. الشيخ : لكنهما أفضل من غيرهما فالصلاة فيهما تضاعف على الصلاة في غيرهما. الشيخ : قوله رحمه الله تعالى : " والقراءة والاعتكاف " الاعتكاف، لا شك أن ما قاله هو الصواب أن الاعتكاف يصح في جميع المساجد، لعموم قول الله تعالى : (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد )). وأما ما ذكر من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ( أنه لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ولا اعتكاف إلا بصوم ) فهذا الحديث شاذ، لأنه مخالف لعمل المسلمين، ثم إن حذيفة رضي الله عنه لما ذكر به ابن مسعود قال : ( لعلهم علموا ما جهلت أو ذكروا ما نسيت ) أو كلمة نحوها. ثم لو فرض أن الحديث صحيح وسالم من كل علة قادحة، فإنه يحمل على المعنى: لا اعتكاف كامل إلا بها في هذه المساجد، هذا هو الصواب. ولهذا ترى بعض الناس الذي يحبون أن يعتكفوا بناء على ما سمعوا من هذا الحديث تراهم يحرصون على أن يأتوا إلى مسجد الكعبة أو إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يعتكفون فيه بناء على أن الاعتكاف لا يصح إلا في المساجد الثلاث، لكن الذي لا شك فيه عندنا أنه يصح في جميع المساجد. نعم .
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " أما مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في الصحيح : أن الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وروي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم : {{ صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد ، إلا المسجد الحرام ، فإني آخر الأنبياء ، و إن مسجدي هذا آخر المساجد }}. و في صحيح مسلم ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {{ صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه ، إلا المسجد الحرام }} .
و في مسلم أيضا ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : {{ إن امرأة اشتكت شكوى فقالت : إن شفاني الله لأخرجن ، فلأصلين في بيت المقدس ، فبرأت ، ثم تجهزت تريد الخروج ، فجاءت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتها ذلك فقالت اجلسي ، فكلي ما صنعت ، وصلي في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {{ صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة }} . وفي المسند ، عن ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{ صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلا ةفيما سواه ، إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي بمائة صلاة }} قال أبو عبد الله المقدسي: إسناده على رسم الصحيح "
القارئ : " أما مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في الصحيح: ( أن الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ) وروي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام، فإني آخر الأنبياء، و إن مسجدي آخر المساجد ). وفي صحيح مسلم، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام ). وفي مسلم أيضا، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( إن امرأة اشتكت شكوى فقالت : إن شفاني الله لأخرجن، فلأصلين في بيت المقدس، فبرأت، ثم تجهزت تريد الخروج، فجاءت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتها ذلك فقالت اجلسي، فكلي ما صنعت، وصلي في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة ). وفي المسند، عن ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة ) قال أبو عبد الله المقدسي: إسناده على رسم الصحيح ".
بيان المسجد الحرام المقصود بالتضعيف أهو مسجد الكعبة أم جميع المساجد التي في مكة ؟
الشيخ : قوله هنا في : ( إلا مسجد الكعبة )، هذا هو الصحيح أن التفضيل الذي خير من مئة ألف صلاة إنما هو خاص بمسجد الكعبة، وأما سائر المساجد في مكة فهي أفضل من مساجد الحل بلا شك، لكنها لا يحصل فيها هذا التفضيل. وأما من قال إنه عام في جميع الحرم، واستدل بقوله تعالى: (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )) قالوا : وقد أسرى به من بيت أم هانئ فإنه ضعيف، لأنه صح في البخاري أنه أسري به من الحجر، حجر الكعبة وهو من المسجد الحرام بلا شك. والمسجد الحرام يطلق على المسجد نفسه مسجد الكعبة وربما يطلق على جميع الحرم، لكن لا يطلق على جميع الحرم إلا بقرينة. واستدل بعضهم على أنه عام بقوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام )) قالوا والمشركون لا يدخلون الحرم كله، وهو دليل على أن المسجد الحرام هو الحرم كله. فيقال: هذه الآية دليل عليكم على من قال إن المراد بالمسجد الحرام عموم الحرم، لأن قوله لا يقرب ليس كقوله لا يدخل، ومعلوم أن الكافر يجوز أن يصل إلى أدنى نقطة من الحل، وإن لم يكن بينه وبين الحرم إلا شعرة واحدة، ولو قلنا إن المسجد الحرام هو كل الحرم لقلنا يجب أن يكون هناك حدود تبعدهم عن قربان حدود الحرم، وليس كذلك. المهم أن الذي يتبين لي من السنة أن التضعيف بكونه خيراً من مئة ألف صلاة خاص بالمسجد الذي فيه الكعبة، الذي يصح فيه الطواف، والذي تشد إليه الرحال، ولذلك لا أحد يقول يشد الرحل إلى مسجد في العزيزية أو مسجد في الشبيكة أو ما أشبه ذلك، إنما تشد الرحال إلى مسجد الكعبة. لكن لو قال قائل : أرأيت لو كان حضوري إلى مسجد الكعبة فيه مشقة وزحام شديد وإيذاء للناس وتأذٍ بهم وربما لا يتيسر لي أن أركع ركوعاً تاماً أو سجوداً تاماً أيهما أفضل أن أرتكب هذه الأشياء أو أصلي في أي مسجد من مساجد مكة بطمأنينة وهدوء؟ لقلنا بالثاني، لأن هذه الفضيلة أعني الهدوء والطمأنينة تعود إلى ذات العبادة، والفضيلة التي تتعلق بذات العبادة أولى بالمراعاة من الفضيلة التي تتعلق بزمانها أو مكانها، كما هو مقرر معروف عند العلماء، وكما دلت عليه السنة بأن مراعاة ذات العبادة أولى من مراعاة الزمان والمكان. نعم. جاءت الأسئلة ؟
ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم {{ إني آخر الأنبياء ، و إن مسجدي هذا آخر المساجد }} ؟
السائل : شيخ بارك الله فيك، الإشكال الي هنا النبي صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء فكيف يكون مسجد النبي صلى الله عليه وسلم آخر المساجد ؟ الشيخ : نعم، لأنه ما يمكن يوجد نبي يحدث مسجداً أفضل من مسجد المدينة، أو مثل مسجد المدينة.
هل صلى النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء في المسجد الأقصى أم في مسجد الصخرة ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم، المسجد الذي بناه عمر أمام الصخرة، هل هو بيت المقدس ؟ الشيخ : إي نعم. السائل : والذي أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وصلى فيه الشيخ : هو المسجد الأقصى، الظاهر أنه هو الذي صلى فيه الرسول عليه الصلاة والسلام، وليس عند الصخرة. السائل : جدده عمر ؟ الشيخ : أي نعم، أو أنه اجتهد ووفقه الله تعالى لمكانه.
هل كون بيت المقدس قبلة للأهل الكتاب يدل على أن لهم فيه شيئ ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم، لما كان المسجد الأقصى أو بيت المقدس قبلة لأهل الكتاب فهل يعني ... الشيخ : هل؟ السائل : هل يدل هذا على أن لهم فيه شيء ؟ الشيخ : لهم؟ السائل : لهم لهم في المسجد الأقصى شيء ؟ لأنهم اليوم يدعون أن المسجد الأقصى مشترك بين المسلمين واليهود والنصارى. الشيخ : أولاً يقول شيخ الإسلام رحمه الله إن الكعبة قبلة لجميع الأنبياء، حتى لبني إسرائيل، وأن بيت المقدس الذي ابتكره بنو إسرائيل، وذكر أن منهم من يتوجه إلى الصخرة، ومنهم من يتوجه إلى المشرق فليس قبلة شرعية. وأما دعواهم أنه لهم فأخذوه من قول موسى عليه الصلاة والسلام : (( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم )) فقالوا هذه مكتوبة لنا ما لأحد فيها مشاركة، وهم كذبة، لأننا نقول أنتم نكصتم عن هذا الذي أمركم به موسى، وش قالوا ؟ (( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ))، ولأنها كانت لكم في ذلك الوقت لأنكم أهل حق وأهل صلاح، والله عز وجل يقول : ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون )) وقال موسى لقومه حين ورثوا آل فرعون قال : (( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين )) حثهم على الصبر والتحمل على أفعال فرعون وبين لهم أن الأرض لله.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ولهذا جاءت الشريعة بالإعتكاف الشرعي في المساجد - إلى قوله - حتى قبضه الله "
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : "ولهذا جاءت الشريعة بالاعتكاف الشرعي في المساجد، بدل ما كان يُفعل قبل الإسلام من المجاورة بغار حراء ونحوه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى قبضه الله، والاعتكاف من العبادات المشروعة بالمساجد باتفاق الأئمة ". الشيخ : فإن قال قائل : لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف؟ فالجواب: تحرياً لليلة القدر، وعلى هذا فلا يسن الاعتكاف في غير ربمضان بل ولا في غير العشر الأواخر من رمضان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرعه لأمته، وإنما تسنن به لسبب، لسبب لا يتجاوز رمضان، وهو تحري ليلة القدر، ولهذا كان يعتكف أولا العشر الأول ثم الأوسط ثم الأخير. وأما ما قاله بعض الفقهاء رحمهم الله من أنه إذا قصد المسجد فإنه ينبغي أن ينوي الاعتكاف مدة لبثه فيه، فهذا قول لا صحة له، بل لو قيل بأنه بدعة لكان أوجه، لأن هذا لو كان مشروعاً لكان الرسول يفعله أو يبينه لأمته، ولما ذكر التقدم للجمعة ذكر ما يترتب على التقدم كل ساعة لها ثواب معين، ولم يذكر الاعتكاف ولم يتعرض له. فإن قال قائل: ما تقولون في حديث عمر ( أنه نذر أن يعتكف في المسجد الحرام فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم أوف بنذر ) قلنا: هذا نذر نذره عمر رضي الله عنه في المسجد الحرام، فقال له: أوف بنذرك. فإن قائل : وهل يشرع أن ينذر ليوفي؟ قلنا لا، لكن عمر استفتى عن شيء واقع فأفتاه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرشد الأمة إلى أن ينذروا الاعتكاف فيعتكفوا. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " والاعتكاف من العبادات المشروعة - إلى قوله - { سيقولون لله فأنى تسحرون } "
القارئ : "والاعتكاف من العبادات المشروعة بالمساجد باتفاق الأئمة، كما قال تعالى: (( وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد ِ)) أي: في حال عكوفكم في المساجد لا تباشروهن، وإن كانت المباشرة خارج المسجد. ولهذا قال الفقهاء: إن ركن الاعتكاف لزوم المسجد لعبادة الله، ومحظوره الذي يبطله: مباشرة النساء. فأما العكوف والمجاورة عند شجرة أو حجر، تمثال أو غير تمثال، أو العكوفِ والمجاورة عند " الشيخ : العكوفُ القارئ : " أو العكوفُ والمجاورة عند قبر نبي، أو غير نبي، أو مقام نبي، أو غير نبي، فليس هذا من دين المسلمين، بل هو من جنس دين المشركين، الذين أخبر الله عنهم بما ذكره في كتابه، حيث قال: (( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ* إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ *وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ)) الآيات. وقال تعالى: (( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ )) " الشيخ : عندي: ترجعون الآيات؟ القارئ : الآيات. الشيخ : الآيات؟ القارئ : إي نعم "وقال تعالى : (( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ* قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ )) وقال تعالى: (( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ )) فهذا عكوف المشركين، وذاك عكوف المسلمين، فعكوف المؤمنين في المساجد لعبادة الله وحده لا شريك له، وعكوف المشركين على ما يرجونه ويخافونه من دون الله، وما يتخذونهم شركاء وشفعاء فإن المشركين لم يكن أحد منهم يقول: إن العالم له خالقان، ولا أن الله له شريك يساويه في صفاته، هذا لم يقله أحد من المشركين، بل كانوا يقرون بأن خالق السماوات والأرض واحد، كما أخبر الله عنهم بقوله: (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )) وقوله تعالى: (( قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ))" الشيخ : عندي الله: (( سيقولون الله ))، وش عندك؟ لله، فيها قراءة سبعية: (( سيقولون الله )) القارئ : (( سيقولون لله قل أفلا تتقون، قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ )) الشيخ : القراءة الثانية أشد مطابقة للسؤال، لأن الثلاثة أشياء الأول قال لمن الأرض؟ والجواب. الطالب : لله. الشيخ : قل من رب ؟ الجواب الله، القراءة الثانية أشد مطابقة للسؤال. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وكانوا يقولون في تلبيتهم : " لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك " ، فقال تعالى لهم : { ضرب لكم مثلًا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواءٌ تخافونهم كخيفتكم أنفسكم } .
القارئ : " وكانوا يقولون في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك، فقال تعالى لهم : (( ضرب لكم مثلًا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواءٌ تخافونهم كخيفتكم أنفسكم )) " الشيخ : والجواب : معنى الآية يقول الله عز وجل : أنتم وآلهتكم ملك لله عز وجل فكيف تجعلون ملكه مشاركاً له في ملكه، أرأيتم لو كان لكم عبد هل تجعلونه شريكاً لكم في ملككم؟ الجواب : لا (( هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم )) يعني في أموالكم (( فأنتم فيه سواء )) يعني: أنهم مساوون لكم في المال واستحقاقه؟ الجواب: لا.
الرد على بعض العلماء الذين يؤيدون الشيوعية في استدلالهم بقوله تعالى: " فأنتم فيه سواء "
الشيخ : والعجيب أن علماء الدولة لما انتشرت الاشتراكية أول ما ظهرت الدعوة الجاهلية للقومية العربية، ذهب بعض رؤساء العرب إلى ما يسمى بالاشتراكية، يعني أن الدولة تؤمم الأشياء العامة، وجعل علماء الدولة يأتون بمثل هذه الآية وغيرها من المتشابه يستدلون بها على الاشتراكية. أخذوا قوله : (( فأنتم فيه سواء )) يعني: أنتم فيما رزقناكم سواء فالغني الذي عنده الملايين والفقير الذي ليس عنده إلا ثيابه هما سواء في مال من ؟ في مال الغني. ولا شك أن هذا تحريف للكلم عن مواضعه، وماذا يكون موقف هؤلاء من الله عز وجل يوم القيامة إذا سألهم كيف تؤولون كلامي على غير ما أردت؟ وهو أمر واضح حتى هذه الآية وليس من المتشابه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه. الطالب : آمين. الشيخ : نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وكانوا يتخذون آلهتهم وسائط تقربهم إلى الله زلفى ، وتشفع لهم ، كما قال تعالى : { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ، وقال تعالى : { أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئًا ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعًا له ملك السماوات والأرض } . وقال تعالى : { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض } . وقال تعالى عن صاحب يس : { وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون. أأتخذ من دونه آلهةً إن يردن الرحمن بضرٍ لا تغن عني شفاعتهم شيئًا ولا ينقذون. إني إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ. إني آمنت بربكم فاسمعون } .
القارئ : " وكانوا يتخذون آلهتهم وسائط تقربهم إلى الله زلفى وتشفع لهم، كما قال تعالى : (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) " الشيخ : من دونه أو من دون الله ؟ القارئ : من دونه. الشيخ : قوله : (( ما نعبدهم )) هذه جملة مستقلة، يعني منفصلة عما قبلها، ولهذا ينبغي الوقوف، (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ))(( ما نعبدهم )) لأن هذه الجملة مقول لقول محذوف، والتقدير: يقولون (( والذين اتخذوا من دونه أولياء )) يقولون: (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله )). القارئ : " (( والذين اتخذوا من دونه أولياء، ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفاً )). وقال تعالى : (( أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئًا ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعًا له ملك السماوات والأرض )). وقال تعالى : (( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا )) " الشيخ : يعني ما لا يضرهم لو عصوه ولا ينفعهم لو أطاعوه، وقيل المعنى : (( ما لا يضرهم )) أي ما لا يجلب لهم ضرراً سواء عصوه أم لم يعصوه، (( ولا ينفعهم )) أي لا يجلب لهم النفع سواء أطاعوه أم لم يطيعوه. الثاني أعم، المعنى الثاني أعم، والمعنى الأول أليق بالمقام، يعني يعبدون من دون الله ما لا يحقق رجاءهم ولا ينفي خوفهم. نعم. القارئ : " (( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض )). وقال تعالى عن صاحب يس : (( وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون. أأتخذ من دونه آلهةً إن يردن الرحمن بضرٍ لا تغن عني شفاعتهم شيئًا ولا ينقذون. إني إذًا لفي ضلالٍ مبينٍ. إني آمنت بربكم فاسمعون )) ". الشيخ : قوله رحمه الله " صاحب يس " فيه إيهام حيث يظن أن هذا الرجل صاحب لشخص يسمى يس، وليس كذلك، وإنما معنى العبارة : عن صاحب قصة يس، وليس صاحباً ل يس، لأن يس من الحروف الهجائية التي تبتدأ بها بعض أوائل السور. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقال تعالى : { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرةٍ وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون } وقال تعالى : { ما لكم من دونه من وليٍ ولا شفيعٍ } . وقال تعالى : { وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه وليٌ ولا شفيعٌ لعلهم يتقون } . وهذا الموضع افترق الناس فيه ثلاث فرق : طرفان ، ووسط : فالمشركون ومن وافقهم من مبتدعة أهل الكتاب ، كالنصارى ، ومبتدعة هذه الأمة : أثبتوا الشفاعة التي نفاها القرآن . والخوارج والمعتزلة : أنكروا شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر من أمته ، بل أنكر طائفة من أهل البدع انتفاع الإنسان بشفاعة غيره ودعائه ، كما أنكروا انتفاعه بصدقة غيره وصيامه عنه . وأنكروا الشفاعة بقوله تعالى: { من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلةٌ ولا شفاعةٌ } ، وبقوله تعالى : { ما للظالمين من حميمٍ ولا شفيعٍ يطاع } ونحو ذلك . وأما سلف الأمة وأئمتها ، ومن تبعهم من أهل السنة والجماعة ، فأثبتوا ما جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، من شفاعته لأهل الكبائر من أمته ، وغير ذلك من أنواع شفاعاته ، وشفاعة غيره من النبيين والملائكة . وقالوا : إنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد ، وأقروا بما جاءت به السنة من انتفاع الإنسان بدعاء غيره وشفاعته ، والصدقة عنه ، بل والصوم عنه في أصح قولي العلماء ، كما ثبتت به السنة الصحيحة الصريحة ، وما كان في معنى الصوم . وقالوا : إن الشفيع يطلب من الله ويسأل ، ولا تنفع الشفاعة عنده إلا بإذنه . قال تعالى : { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } ، { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } ، : { وكم من ملكٍ في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئًا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى } .
القارئ : " وقال تعالى : (( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرةٍ وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم )) " الشيخ : يعني تركتم ما خولناكم من أموال وبنين وأهل وأصحاب، تركتموه وراء ظهوركم، هذا هو الواقع، الإنسان إذا مات ترك هذا كله وراء ظهره، كما جاء في الحديث : ( يتبع الميت ثلاثة : ماله أهله وعمله، فيبقى واحد ويرجع اثنان، يبقى العمل ويرجع المال والأهل ). نعم. القارئ : " (( وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون )) وقال تعالى : (( ما لكم من دونه من وليٍ ولا شفيعٍ )). وقال تعالى : (( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه وليٌ ولا شفيعٌ لعلهم يتقون )) . وهذا الموضع افترق الناس فيه ثلاث فرق: طرفان ووسط، فالمشركون ومن وافقهم من مبتدعة أهل الكتاب كالنصارى، ومبتدعة هذه الأمة : أثبتوا الشفاعة التي نفاها القرآن. والخوارج والمعتزلة : أنكروا شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر من أمته، بل أنكر طائفة من أهل البدع انتفاع الإنسان بشفاعة غيره ودعائه، كما أنكروا انتفاعه بصدقة غيره وصيامه عنه. وأنكروا الشفاعة بقوله تعالى: (( من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلةٌ ولا شفاعةٌ ))، وبقوله تعالى : (( ما للظالمين من حميمٍ ولا شفيعٍ يطاع )) ونحو ذلك. وأما سلف الأمة وأئمتها ومن تبعهم من أهل السنة والجماعة، فأثبتوا ما جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، من شفاعته لأهل الكبائر من أمته، وغير ذلك من أنواع شفاعاته، وشفاعة غيره من النبيين والملائكة. وقالوا : إنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد، وأقروا بما جاءت به السنة من انتفاع الإنسان بدعاء غيره وشفاعته، والصدقة عنه، بل والصوم عنه في أصح قولي العلماء، كما ثبتت به السنة الصحيحة الصريحة، وما كان في معنى الصوم. وقالوا : إن الشفيع يطلب من الله ويسأل، ولا تنفع الشفاعة إلا بإذنه. قال تعالى : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )). (( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )). (( وكم من ملكٍ في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئًا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) ". الشيخ : وعلى هذا إذا كانوا لا يشفعون إلا لمن ارتضى لا يجوز أن نشفع لمن لا يرتضيه الله، ومن ثمّ يحرم أن نصلي على شخص لا يصلي، إذا مات حرم علينا أن نصلي عليه، لماذا ؟ لأن الله لا يرتضيه، إذ هو كافر، كما قال الله تعالى : (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر )) فلا يحل لإنسان أن يشفع لكافر بدعاء، لا حال الصلاة عليه إن صلى ولا غير ذلك. لأن الدعاء للإنسان شفاعة، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ). نعم. الطالب : الأسئلة. الشيخ : نعم.
السائل : شيخ أحسن الله إليكم، بالنسبة للحج عن الغير بالنيابة هل يجوز أن يحج عمن لم يعلم أنه قد حج عنه ؟ الشيخ : إي نعم. السائل : هو لم يعلم وحج. الشيخ : إي نعم. السائل : ... في بلده مثلاً لهم أقارب في المملكة يحج عنه بعد أن أدى فريضة نفسه. الشيخ : إي نعم، هذا ظاهر حديث شبرمة، حديث ابن عباس، ما قال هل استأذن ولا قال هل هي فريضة أو نافلة. لكن جواز الحج عن الغير نافلة يعني في النفس منه شيء، لأنه ينبغي أن نقتصر في هذه الأمور على ما جاءت به الشريعة، والشريعة جاءت بالفرائض دون النوافل، إلا في الصدقة.
السائل : معنى قوله : (( تخافونهم كخيفتكم أنفسكم )) الشيخ : يعني معناه أنكم تخافون هؤلاء الذين ملكتم كما تخافون أنفسكم. السائل : العبيد يعني؟ الشيخ : العبيد نعم، هي أصلاً في العبيد هذه.
السائل : هل يستدل للاعتكاف في غير رمضان بقضاء النبي صلى الله عليه وسلم ؟ الشيخ : بإيش؟ السائل : قضاء الرسول صلى الله عليه وسلم للاعتكاف الشيخ : بإيش؟ السائل : الرسول صلى الله عليه وسلم قضى الاعتكاف في غير رمضان. الشيخ : هذا قضاء، قضاء عن شيء كان في رمضان، وكان من عادة الرسول عليه الصلاة والسلام أنه إذا عمل عملاً أثبته. السائل : طيب يا شيخ ما يقضيها في رمضان في العشر الأوسط؟ الشيخ : لا ما يقضيها، هذا مبادرة، وفي رمضان الثاني، العشر الأوسط في رمضان الثاني مثل العشر الأول في شوال، لا فرق لأنه ما في ليلة القدر. نعم.
قلتم أن الاعتكاف في غير رمضان على خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يوجه حديث عمر أنه نذر أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام وهو في غير رمضان ؟
السائل : قلنا أن الاعتكاف في غير رمضان على خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم. الشيخ : نعم. السائل : وأمر النبي صلى الله عليه وسلم لعمر أن يوفي بنذره يجب أن يكون على وفق طاعة الله عز وجل. الشيخ : أجبنا عن هذا، أجبنا عن هذا بأن الرسول عليه الصلاة والسلام أفتاه في أمر وقع، نذره فأمره بوفاء نذره. السائل : لا يكون معصية؟ كيف يأمره بأن الشيخ : لا لا، ما هو معصية، لأنه نذره قبل أن يعلم أصل الاعتكاف.
السائل : هل يصح إهداء جميع القُرَب إلى الأموات؟ الشيخ : قاعدة الإمام أحمد رحمه الله أن جميع القرب إذا نواها عن شخص حي أو ميت نفعه. لكن الذي أرى أن هذه المسألة ينبغي أن لا نتوسع فيها، لأننا لو توسعنا فيها لاعتمد الثاني الذي فعل عنه هذا العمل اعتمد على غيره. الذي أرى أنه ما جاءت به السنة هذا على العين والراس ولا بد أن نقبله، وما لا فلا. نعم.
ما معنى قوله تعالى : { ولقد جئتمونا فرادا ....... } ؟
السائل : بارك الله فيكم هذه الآية ... إذا قرأها الإنسان كقوله تعالى : (( ولقد جئتمونا فراداً )) يأتي في آخرها : (( وما نرى معكم شفعاءكم )) فيكون أولها مخيف وثانيها مطري، والإنسان إذا قرأها خاف وارتعب، ثم إذا قال الشرك قال الحمد لله أنا ماني مشرك ولا إشكال. الشيخ : لا، هذا أشد، لأن اتباع الهوى نوع من الشرك (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )) لكن الآية ما تعني بذلك المشركين الذين يعبدون الأصنام. السائل : ... الشيخ : أنا في نظري الإنسان ما يتغير حاله، كل إنسان يتصور أنه يبي يأتي مفرد فرد يخلو به الله عز وجل سوف يخاف (( وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً )). السائل : ... أصحاب الشمال، يعني ذكر أن الله عز وجل يكون ... الشيخ : لا لا، لا يأمن، قال ابن أبي مليكة : (أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ).
السائل : أحسن الله إليكم، إذا فات الإنسان الاعتكاف. الشيخ : هاه السائل : إذا فات الإنسان الاعتكاف سواء لعذر أو لغير عذر فهل نقول أنه يشرع له قضاؤه كما قضاه الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ الشيخ : فيه تردد، فيه تردد عندي، لأن الرسول كان من عادته أنه إذا فعل شيئاً أثبته كما أثبت الركعتين بعد العصر اللتين قضاهما حين شغل عنها، ونحن لا نقضيها. الحمد لله أبواب الطاعات كثيرة، كونه مثلاً يجلس عند ركبة عالم يتعلم أفضل من الاعتكاف.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقد ثبت في الصحيح : أن سيد الشفعاء صلى الله عليه وسلم إذا طلبت منه بعد أن تطلب من آدم وأولي العزم : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ؛ فيردونها إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، العبد الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال " فأذهب إلى ربي ، فإذا رأيته خررت له ساجدا ، فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي ، لا أحسنها الآن ، فيقول لي : أي محمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، قال : فأقول : رب أمتي أمتي ، فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ". وقال تعالى : { قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلًا }{ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا } .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد : فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : " وقد ثبت في الصحيح : أن سيد الشفعاء صلى الله عليه وسلم إذا طلبت منه بعد أن تطلب من آدم وأولي العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، فيردونها إلى محمد صلى الله عليه وسلم، العبد الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال ( فأذهب إلى ربي، فإذا رأيته خررت له ساجدا، فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي، لا أحسنها الآن، فيقول لي: أي محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تُشفع، قال : فأقول : رب أمتي أمتي ، فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ). وقال تعالى : (( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلًا * أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا ))" الطالب : قل (( ادعو الذين زعمتم من دونه )). الشيخ : وش قرأ ؟ القارئ : ((من دونه )). الشيخ : وش قرأت؟ القارئ : ((من دونه)) أنا عندي رسم المصحف، عندي الرسم ما هو كتابة. الشيخ : طيب، قوله تعالى : (( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة )) من يعربها لنا ؟ فراس، ترى ما هي هينة، جبل وعر، يلا. الطالب : أولاء مبتدأ الشيخ : طيب أولاء مبتدأ الطالب : وهو مضاف والكاف الشيخ : مضاف إليه. الطالب : إي نعم. الشيخ : مبني على الفتح في محل الطالب : في محل جر بالإضافة. الشيخ : خطأ ... ترى جبل، اعرب. الطالب : الكاف ... الشيخ : الكاف ايش فيها ؟ حرف خطاب، وأولاء وش، كيف نعرب أولئك ؟ الطالب : ... الشيخ : طيب، بس هكذا نقول أولاء اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب بس؟ اجزم طيب. الشيخ : الذين؟ أفهمت يا فراس. الطالب : اسم موصول. الشيخ : اسم موصول، محلها من الإعراب؟ الطالب : بدل. الشيخ : بدل منين؟ الطالب : ... الشيخ : طيب، من اسم الإشارة، مبني على الفتح في محل رفع بدل من اسم الإشارة طيب. يدعون؟ الطالب : يدعون فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون الشيخ : ثبوت النون، والواو؟ الطالب : ضمير الجماعة متصل في محل رفع فاعل. الشيخ : متصل ، فاعل ، طيب، والجملة؟ الطالب : الجملة في محل رفع خبر الشيخ : في محل رفع خبر، خطأ. الطالب : صلة الموصول. الشيخ : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، طيب، أين العائد ؟ الطالب : الواو. الشيخ : خطأ. الطالب : ... الشيخ : وش تقديره؟ الطالب : يدعونهم. الشيخ : إيش الطالب : يدعونهم. الشيخ : يدعونهم، طيب جيد، يبتغون ؟ الطالب : يبتغون فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون الشيخ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعل، طيب، وش محلها من الإعراب؟ الطالب : ... الشيخ : كيف؟ الطالب : ... الشيخ : خبر إيش؟ الطالب : المبتدأ. الشيخ : وين المبتدأ؟ الطالب : ... الشيخ : جيد ولا ما هو جيد. الطالب : جيد. الشيخ : جيد صحيح، إذن معنى الآية : أولئك الذين تدعونهم هم مفتقرون لله، هم أنفسهم مفتقرون لله ((يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب )) أفهمتم ؟ يعني أن هؤلاء الذين تدعونهم من دون الله وتظنون أنهم ينفعونكم أو يضرونكم هم أنفسهم ايش؟ يبتغون إلى ربهم الوسيلة أي الطريقة التي توصلهم إليه وإلى قربه، فإذا كان كذلك هم مفتقرون فكيف تدعونهم أنتم؟! إي نعم. جيد جيد يا فجر ما شاء الله.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " قال طائفة من السلف : كان أقوام يدعون العزير والمسيح والملائكة ، فأنزل الله هذه الآية ، وقد أخبر فيها أن هؤلاء المسؤولين يتقربون إلى الله ، ويرجون رحمته ، ويخافون عذابه . وقد ثبت في الصحيح أن أبا هريرة قال : " يا رسول الله ، أي الناس أسعد بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال : " يا أبا هريرة ، لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك ؛ لما رأيته من حرصك على الحديث ، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة : من قال : لا إله إلا الله ، يبتغي بها وجه الله " فكلما كان الرجل أتم إخلاصا لله ؛ كان أحق بالشفاعة "
القارئ : " قال طائفة من السلف : كان أقوام يدعون العزير والمسيح والملائكة، فأنزل الله هذه الآية، وقد أخبر فيها أن هؤلاء المسؤولين يتقربون إلى الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه. وقد ثبت في الصحيح أن أبا هريرة قال : ( يا رسول الله، أي الناس أسعد بشفاعتك يوم القيامة؟ قال : يا أبا هريرة، لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد ) ". الشيخ : عن عن؟ القارئ : " ( لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك، لما رأيته من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة : من قال لا إله إلا الله، يبتغي بها وجه الله ) فكلما كان الرجل أتم إخلاصا لله كان أحق بالشفاعة، وأما من علق قلبه بأحد ". الشيخ : عندي أنا أكثر إخلاصاً. الطالب : أتم. الشيخ : أتم؟ القارئ : في ط قال: أكثر. الشيخ : أكثر؟ القارئ : نعم. الشيخ : نجعلها نسخة.