تتمة الشرح السابق
ثانيا أن العلم يطابق الواقع والعقيدة قد تخالف الواقع ولهذا قد تعتقد أن فلانا تاجر وليس بتاجر أو عالم وليس بعالم تعتقد أن هذا حرام وليس بحرام لكن تعلم أنه حرام معناه أنه حرام مثل قوله تعالى (( حرمت عليكم الميتة )) تقول حرام لأنها صريحة فالعقيدة إذن هي حكم الذهن الجازم فإن طابق أيش فصحيح وإن خالف ففاسد استقامة الأعمال القويمة الأعمال القويمة تشمل العبادات لأنها أعمال قويمة كما قال الله تعالى (( دينا قيما ))
" الأخلاق الفاضلة " الأخلاق ما يتخلق به الإنسان في معاملة الناس من اللين والبشاشة وما إلى ذلك
" والآداب العالية " ما يتأدب به الإنسان في نفسه بحيث لا يعمل أعمالا تخل بالمروءة
قال المصنف رحمه الله تعالى : فترك أمته صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك
2 - قال المصنف رحمه الله تعالى : فترك أمته صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : فسار على ذلك أمته الذين استجابوا لله ورسوله وهم خيرة الخلق من الصحابة والتابعين والذين اتبعوهم بإحسان
3 - قال المصنف رحمه الله تعالى : فسار على ذلك أمته الذين استجابوا لله ورسوله وهم خيرة الخلق من الصحابة والتابعين والذين اتبعوهم بإحسان أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : فقاموا بشريعته وتمسكوا بسنته وعضوا عليها بالنواجذ عقيدة وعبادة وخلقا وأدبا فصاروا هم الطائفة الذين لايزالون على الحق ظاهرين لايضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك
4 - قال المصنف رحمه الله تعالى : فقاموا بشريعته وتمسكوا بسنته وعضوا عليها بالنواجذ عقيدة وعبادة وخلقا وأدبا فصاروا هم الطائفة الذين لايزالون على الحق ظاهرين لايضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونحن ولله الحمد على آثارهم سائرون وبسيرتهم المؤيدة بالكتاب والسنة مهتدون
5 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونحن ولله الحمد على آثارهم سائرون وبسيرتهم المؤيدة بالكتاب والسنة مهتدون أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : نقول ذلك تحدثا بنعمة الله تعالى وبيان لما يجب أن يكون عليه كل مؤمن
6 - قال المصنف رحمه الله تعالى : نقول ذلك تحدثا بنعمة الله تعالى وبيان لما يجب أن يكون عليه كل مؤمن أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونسأل الله تعالى أن يثبتنا وإخواننا المسلمين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب
7 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونسأل الله تعالى أن يثبتنا وإخواننا المسلمين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ولأهمية هذا الموضوع وتفرق أهواء الخلق فيه أحببت أن أكتب على سبيل الإختصار عقيدتنا عقيدة أهل السنة والجماعة
قوله " على سبيل الاختصار " يقول العلماء المختصر هو الذي قل لفظه وكثر معناه لأن الكلام ينقسم إلى ثلاثة أقسام: إطناب واختصار واقتصار
الإطناب ان يزيد اللفظ على المعنى والاقتصار أن يكون اللفظ مساويا للمعنى والاختصار أن يكون اللفظ أقل من المعنى بمعنى أن يكون ألفاظه قليلة ولكنها تحمل معاني كثيرة
8 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ولأهمية هذا الموضوع وتفرق أهواء الخلق فيه أحببت أن أكتب على سبيل الإختصار عقيدتنا عقيدة أهل السنة والجماعة أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : وهي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ويوم الآخر والقدر خلقه وشره
9 - قال المصنف رحمه الله تعالى : وهي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ويوم الآخر والقدر خلقه وشره أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : سائلا الله تعالى أن يجعل ذلك خالصا لوجهه موافقا لمرضاته نافعا لعباده .
10 - قال المصنف رحمه الله تعالى : سائلا الله تعالى أن يجعل ذلك خالصا لوجهه موافقا لمرضاته نافعا لعباده . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : عقيدتنا : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .
11 - قال المصنف رحمه الله تعالى : عقيدتنا : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : فنؤمن بربوبية الله تعالى أي : بأنه الرب الخالق المالك المدبر لجميع الأمور .
أولا الخلق فالله تعالى خالق كل شيء
ثانيا الملك فالله تعالى مالك كل شيء
ثالثا التدبير فالتدبير كله لله هذه هي الربوبية أعيدها مرة ثانية الخلق والثاني الملك والثالث التدبير دليل هذا قول الله تبارك وتعالى (( ألا له الخلق والأمر )) الخلق واضح والأمر هو التدبير ودليل الملك قوله تعالى (( ولله ملك السماوات والأرض )) فهذه الأمور الثلاثة هي معنى الربوبية
فإن قال قائل أليس الإنسان يوصف بالربوبية فيقال رب الدابة ورب البيت وقال النبي صلى الله عليه وسلم في اللقطة ( دعها ) قصدي في الضالة قال ( دعها فإن معها سقاءها وحذاءها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها ) وقال في الحديث ( أن تلد الأمة ربها ) كما في بعض ألفاظ البخاري
فالجواب أن نقول الربوبية المضافة إلى المخلوق ليست كالربوبية المضافة إلى الخالق وهذا كما أن الإنسان له سمع والله له سمع ولكن يختلف معنى السمع بالنسبة للخالق والمخلوق كذلك الربوبية
الملك لو قال قائل أليس قد أثبت الله الملك للمخلوقات الجواب بلى كما قال الله تبارك وتعالى (( أو ما ملكتم مفاتحه )) (( أو ما ملكت أيمانهم )) ولكن يقال الفرق عظيم ملك الله سبحانه وتعالى تام شامل تام شامل يعني يفعل في ملكه ما شاء شامل لكل شيء سوى الله ملك الآدمي قاصر مقيد فلا يملك كل شيء ثم ملكه للشيء ليس ملكا مطلقا يفعل ما شاء بل هو مقيد بالشرع ولهذا نهي عن إضاعة المال ونهي عن إفساده ونهي عن بعض التصرفات المحرمة التي يريدها الإنسان لكنه لا يستطيع ممنوع منها والثالث التدبير أليس للإنسان تدبير بلى يدبر لكن هل هو مثل تدبير الله أبدا الله تعالى يدبر الأمر في كل شيء وأما الإنسان فتدبيره خاص بنفسه أو بملكه الذي يملكه طيب إذن " نؤمن بربوبية الله تعالى " أي أنه الرب الخالق المالك المدبر لجميع الأمور طيب الدليل على أنه المالك
الطالب : ...
الشيخ : (( ولله ملك السماوات والأرض )) على أنه منفرد بالخلق والتدبير (( ألا له الخلق والأمر ))
12 - قال المصنف رحمه الله تعالى : فنؤمن بربوبية الله تعالى أي : بأنه الرب الخالق المالك المدبر لجميع الأمور . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بألوهية الله تعالى أي أنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل .
الطالب : غراس
الشيخ : غراس بمعنى مغروس وبناء بمعنى مبني وفراش بمعنى مفروش فإله بمعنى مألوه فما معنى المألوه معناه المعبود تذللا ومحبة هذا هو المألوه المعبود تذللا ومحبة قد يعبد الإنسان الشيء لكن ليس تذللا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة ) لكنه ليس تذللا وتعبدا لله تعالى وتعبدا له ومحبة لكن تعلق قلبه به جعله كالعابد له طيب قلنا الاله بمعنى أيش
الطالب : المعبود
الشيخ : وهو المعبود تذللا له ومحبة كل معبود سواه فإنه باطل ودليل هذا قوله تبارك وتعالى (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )) ما يعبد من دون الله فإنه إله لكنه إله باطل مجرد تسمية كما قال تعالى (( إن هي إلا أسماء سميتموها )) والدليل على أنها آلة أن الله سماها آلة فقال تعالى (( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء )) وقال تعالى (( ولا تدع مع الله إلها آخر )) لكنه ألوهية باطلة مجرد اسم ولهذا قال " وما سواه باطل " فما هو الدليل على هذه الجملة الدليل قوله تعالى (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ))
13 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بألوهية الله تعالى أي أنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأسمائه وصفاته أي : بأنه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا .
14 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأسمائه وصفاته أي : بأنه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا . أستمع حفظ
هل العالم من أسماء الله تعالى ؟
الشيخ : لا نقول العليم ونقول عالم بكل شيء عالم بكل شيء لأن العليم أبلغ من العالم لكن نخبر عنه بأنه عالم لكن لا نسميه بهذا نعم
هل يجوز القسم بصفات الله تعالى ؟
الشيخ : القسم بصفة الله يجوز وقد جاء ذلك في قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( لا ومقلب القلوب ) وكذلك أيضا ( والذي نفسي بيده ) وما أشبه ذلك فيجوز أن تقول وعزة الله وقدرة الله والله تعالى أخبرنا أن الشيطان قال (( فبعزتك لأغوينهم أجمعين )) وهذا قسم بدليل أن جوابه قرن باللام ونون التوكيد فيجوز أن تقسم بكل صفة من صفات الله لكن بكل صفة معنوية فلا يجوز أن تقول ويد الله أما وجه الله فإنه لما كان يعبر بالوجه عن الذات صح أن تقسم بوجه الله فتقول أقسم بوجه الله لأفعلن كذا لكن لا تقل أقسم بيد الله أما الصفات المعنوية فلا بأس أقسم بعلم الله أقسم بحياة الله هذا يجوز نعم
كيف نفرق بين ما كان من باب الصفات وما كان من باب الإخبار في الأسماء والصفات ؟
الشيخ : نعم ... الصفة ما قام بالموصوف والإخبار ما أخبر به عن الشيء والخبر قال العلماء إنه أوسع من الاسم الخبر أوسع من الاسم إذ يجوز أن تخبر عن الله تعالى بكل ما لا ينافي كماله ولكن لا تسميه به أي نعم
هل الحنان و المنان من أسماء الله تعالى ؟
الشيخ : أما يا منان فثابت وأما يا حنان فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى الله بالحنان
السائل : كيف يرد عليهم شيخ
الشيخ : يرد عليهم يقال لا تقل ياحنان قل يا منان يا بديع السماوات والأرض نعم
المعلوم أن كل اسم متظمن لصفة فهل هذا يلزم أن كل صفة مشتقة من اسم ؟
الشيخ : نعم
السائل : هل ... الصفة مشتقة من اسم
الشيخ : لا أو الاسم مشتق منه فالعليم مشتق من العلم ولهذا القول الصحيح عند النحويين أن الأصل هو المصدر والفعل مشتق منه واسم الفاعل مشتق منه واسم المفعول مشتق منه نعم
ما الفرق بين قولنا لامعبود حق إلا الله وبين قولنا لا معبود بحق إلا الله ؟
الشيخ : نعم نعم الفرق بينهما أنك إذا قلت لا معبود حق الا الله صار هذا أوفق للقرآن (( ذلك بأن الله هو الحق )) وأنه لا يحتاج إلى تقدير لأنك إذا قلت لا معبود بحق فالجار والمجرور خبر متعلق بمحذوف الجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره لا معبود كائن بحق أما إذا قلت لا معبود حق فإن الخبر هو الموجود ولا نحتاج إلى تقدير
الطالب : ...
الشيخ : لكن إذا قلت لا معبود موجود يصح
الطالب : لا
الشيخ : نعم
الطالب : لا يصح
الشيخ : لماذا
الطالب : لأن فيها ...
الشيخ : لأنك إذا قلت لا معبود موجود إلا الله صارت الأصنام كلها هي الله عز وجل وهذا منكر عظيم
الطالب : انتهى يا شيخ
الشيخ : انتهى الوقت
القارئ : قال شيخنا حفظه الله تعالى " ونشهد بوحدانيته في ذلك أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته قال الله تعالى (( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا )) إذ نؤمن بأنه (( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )) ونؤمن ب " ..
مراجعة ما سبق .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
سبق أننا نؤمن بربوبية الله وبألوهية الله وبأسمائه وصفاته أي بأن له الأسماء الحسنى والصفات العليا وبينا معنى الحسنى يعني التي بلغت في الحسن أكمله والعليا أيضا كذلك الذي بلغت الوصف الأعلى واستدللنا لذلك
طيب يتفرع على هذا الذي قلنا أنه لا يوجد نبدأ باسم الله الدرس نبدأ الدرس من الآن يتفرع على أن الأسماء التي أثبتها الله لنفسه كلها حسنى أنه لا يوجد في أسمائه اسم جامد لا يدل على صفة أبدا لا يوجد في أسماء الله اسم جامد لا يدل على صفة لأن الاسم الجامد ليس فيه معنى فضلا عن أن يكون معنى حسنا مثال الجامد مثل الأسد أسد اسم جامد كذلك أيضا ربما نسمي بعض الناس خالد خالد هل صحيح أن هذا الاسم متضمن لصفة لماذا لأن الله تعالى يقول (( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد )) ربما نسمي شخصا عبد الله وهو من أفجر عباد الله فليس عبدا لله ربما نسمي شخصا محمد وهو مذمم ليس عنده خصلة حميدة لكن أسماء الله متضمنة أيش للمعنى ولهذا قيل إن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف إن أسماء الله أعلام وأوصاف كل اسم فهو علم باعتبار دلالته على الذات وهو أيضا صفة باعتبار دلالته على المعنى أفهمتم الآن نعم نقول إن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف فباعتبار أن هذا الاسم دال أن هذا الاسم دال على الله يكون علما وباعتبار دلالته على المعنى يكون صفة طيب هل يدخل في ذلك اسم الله
الطالب : نعم
الشيخ : نعم يدخل في هذا بل هو أولى ما يدخل وأول ما يدخل مع ان بعض العلماء رحمهم الله قالوا إن الله ليس بمشتق بل هو مجرد علم فنقول سبحان الله إن الله يقول (( ولله الأسماء الحسنى )) كيف تقول إنه مجرد علم وهذا أولى ما يكون وأول ما يكون من الأسماء التي هي حسنى فما هو المعنى المشتق الذي يدل عليه الله الألوهية الألوهية وهذا كاف أما الصفات فكلها عليا ولهذا لا يوصف الله تعالى بصفة فيها ذم إطلاقا كل صفات الله منزهة عن الذم عن الذم والقدح كلها حسنى نعم كلها عليا وبينت دليل أمس بأنه بقوله تعالى (( ولله المثل ألاعلى )) طيب فإذا قال قائل هل يوصف الله بأنه متكلم
الطالب : لا
الشيخ : هل يوصف بأنه متكلم نعم يوصف لكن لا يسمى بأنه متكلم لماذا لأن الكلام في حد ذاته صفة عليا لكن باعتباره اسما لا يصح أن يكون اسما لان المتكلم قد يتكلم بخير وقد يتكلم بشر أو بما ليس خيرا وكلام الله تعالى منزه عن ذلك لذلك لم يأت اسما من أسماء الله طيب مريد
الطالب : ...
الشيخ : يوصف الله به نعم يوصف الله به لأن الله تعالى قال (( فعال لما يريد )) لكن هل يسمى الله به لا لماذا؟ لأن الإرادة تكون إرادة خير وتكون غير خير شرا أو لا خير ولا شر والله سبحانه وتعالى منزه عن إرادة لا خير فيها كل مراد الله
الطالب : خير
الشيخ : بل كل إرادة الله خير كل إرادة الله خير وأما مراده انتبه الإرادة كلها خير والمراد
الطالب : فيه خير
الشيخ : فيه خير وشر صح
الطالب : نعم
الشيخ : الإرادة خير والمراد فيه خير وشر فمثلا كل مخلوق فهو بإرادة الله وهل كل المخلوقات خير
الطالب : لا
الشيخ : اجيبوا يا جماعة
الطالب : لأ
الطالب : لا
الشيخ : لأ في المخلوقات ما هو شر كالسباع والهوام وما أشبهها لكن إرادة الله لها لا شك أنها خير أن الله لم يخلقها إلا لحكمة عظيمة طيب " له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا " وربما يأتينا إن شاء الله قواعد في هذا الأمر مهمة إن شاء الله نتكلم عليها
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بوحدانيته في ذلك أي بأنه لا شريك له في ربوبيته و لا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته قال الله تعالى : << رب السموات و الأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا >> [مريم : 65 ]
فنؤمن نعم " في ذلك " نعم أي أنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته لأنه لا يمكن توحيد إلا بهذا للتوحيد ركنان لا بد منهما إثبات الحكم للموحد ونفيه عن ما سواه ولهذا نقول التوحيد لا بد فيه من ركنين نفي وإثبات وذلك لأن النفي عدم محض والإثبات لا يمنع المشاركة كلام عربي
الطالب : نعم
الشيخ : ها
الطالب : نعم
الشيخ : النفي عدم محض والإثبات لا يمنع المشاركة فإذا قلت لا قائم في البيت لا قائم في البيت هذا نفي محض إذن هو عدم والا وجود
الطالب : عدم
الشيخ : عدم ما في قائم بالبيت وإذا قلت فلان قائم في البيت هنا أثبتنا القيام في البيت لكنه لا يمنع المشاركة قد يكون فيه آخر قائم غير فلان وإذا قلت لا قائم في البيت إلا فلان هنا صار التوحيد وحدت فلانا بالقيام فنفيت القيام عن غيره وأثبته وأثبته له فانتبهوا أنه لا يمكن توحيد إلا بنفي وإثبات طيب فإذن نوحد الله عز وجل في ألوهيته في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ولهذا جاء كلام العلماء في مسألة الصفات أننا نؤمن بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل نعم قال الله تعالى (( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا )) (( رب السماوات والأرض )) أي خالقهما ومالكهما ومدبرهما لأن الرب هو الخالق المالك المدبر (( السماوات والأرض وما بينهما )) ذكر الله أن بينهما على أنه عديل للسماوات والأرض وكان الإنسان بالأول يتصور أنه ليس بين السماء والأرض إلا أشياء لا تنسب للسماوات والأرض في العظمة والقوة لكن بعد أن ترقى الناس في العلم علم الكون تبين أن بين السماء والأرض أشياء يحق أن تكون عديلة للسماوات والأرض يعني تجدون في القرآن الكريم (( خلق السماوات والأرض وما بينهما )) كيف نص على ما بينهما مع انه فضاء ولا نشاهد إلا نجوما وقمرا وشمسا نقول بين السماء والأرض من مخلوقات الله العظيمة ما يقتضي أن يكون معدلا أيش للسماوات والأرض ولهذا إذا أنت تجد الناس تجد الناس الآن كل وقت يطلعون على أسرار في الكون بين السماء والأرض لم يعلم الناس عنها من قبل وقوله (( فاعبده واصطبر لعبادته )) اعبده اي تذلل له امتثالا لأمره واجتنابا لنهيه (( واصطبر لعبادته )) أي اصبر لكن اصطبر أبلغ من اصبر لأن اصطبر أصلها اصتبر بالتاء لكن قلبت التاء طاءا لعلة تصريفية والاصطبار تدل على معاناة الصبر تدل على المعاناة فهي أبلغ من كلمة اصبر وقوله (( هل تعلم له سميا )) هذا نفي بمعنى النهي يعني لا تعلم له مضاهيا ونظيرا وذلك لكمال صفاته ذكرنا فيما سبق أن هذه الآية اشتملت على أقسام التوحيد الثلاثة الربوبية والألوهية والأسماء والصفات الربوبية واضحة (( رب السماء والأرض وما بينهما )) الألوهية (( فاعبده واصطبر لعبادته )) لأن هذا القسم من التوحيد يطلق عليه توحيد الألوهية وتوحيد العبودية فهو باعتبار باعتبار الإنسان توحيد عبودية وباعتبار الله عز وجل توحيد ألوهية أما (( هل تعلم له سميا )) فهذا فيه توحيدي الأسماء والصفات
22 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بوحدانيته في ذلك أي بأنه لا شريك له في ربوبيته و لا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته قال الله تعالى : << رب السموات و الأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا >> [مريم : 65 ] أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأنه : << الله لآ إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيئ من علمه إلا بما شآء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم>> [ البقرة : 255 ]
(( الله لا إله إلا هو )) معنى (( لا إله إلا هو )) أي لا معبود حق إلا هو (( الحي القيوم )) ال هنا للشمول والعموم والكمال يعني ذو الحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء فالله عز وجل حي أزلا وأبدا لم يسبق حياته عدم ولا يلحقها فناء قال الله تعالى (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن )) وسيأتي إن شاء الله هذه الآية في محلها
طيب وكلمة (( الحي )) قلنا إنها الحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء وهي أيضا كاملة أي متضمنة لمعنى الحياة الكامل من كمال الصفات لأن الحياة قد تكون ناقصة أرأيت حياتنا نحن ناقصة بحيث أنها سبقت
الطالب : بعدم
الشيخ : بعدم وملحوقة بفناء ثم نفس الحياة الوجودية ناقصة الإنسان يعتريه المرض في بصره في سمعه في عقله في بدنه ناقصة لكن حياة الله لا يعتريها النقص فهي حياة كاملة من كل وجه وقوله (( القيوم )) وزنها من حيث التصريف فعيول والا فيعول؟ فيعول فهو قائم بنفسه قائم على غيره قال الله تعالى (( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت )) هذا يدل على أنه قائم أيش قائم على غيره وقال تعالى (( وهو الغني الحميد )) (( الغني )) معناه أنه قائم بنفسه غير محتاج لغيره عز وجل فهو القائم القيوم إذن القائم بنفسه ويش بعد؟ القائم على غيره فهو قائم بنفسه مستغن عن كل أحد وغيره مفتقر إليه لقول الله تعالى (( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت )) طيب
وقال (( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره )) (( لا تأخذه سنة ولا نوم )) (( لا تأخذه )) أي لا تغلبه (( سنة )) وهي النعاس والنوم واضح معروف وإنما انتفى عنه السنة والنوم لكمال لكمال حياته لأن النوم لا يحتاج إليه إلا من كان ناقص الحياة والدليل على ذلك أن النوم يكون راحة لما مضى ونشاطا لما يستقبل كلما تعب الإنسان احتاج إلى النوم فالله عز وجل لكمال حياته لا تأخذه سنة ولا نوم وهل يمكن أن نقول وكمال قيوميته أيضا
الطالب : نعم
الشيخ : نعم وبمكن أن نقول وكمال قيوميته لأنه إذا كان قائما على كل شيء لزم من ذلك أن لا ينام لو نام فمن الذي يقوم على الخلق إذن هذا النفي (( لا تأخذه سنة ولا نوم )) متضمن لكمال حياته وكمال قيوميته فإن قال -ندع الفوائد بعد- (( له ما في السماوات وما في الأرض )) (( له )) خبر مقدم (( ما )) مبتدأ مؤخر و (( في السماوات والأرض )) يعني ما كان فيهما وتقديم الخبر يدل على الحصر أي أن ما في السماوات والأرض لله لا يشاركه فيه أحد (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) (( من ذا الذي يشفع )) (( من )) هذه اسم استفهام والاستفهام هنا بمعنى النفي و (( ذا )) زائدة و (( الذي )) خبر المبتدأ يعني من الذي يشفع عنده إلا بإذنه
طيب لو قال قائل أليست (( ذا )) إذا أتت بعد الاستفهام تكون اسما موصولا كما قال ابن مالك
" ومثل ذا ما بعد ما استفهام *** أو من إذا لم تلغ في الكلام "
قلنا بلى لكن إذا جاءت جاء الاسم الموصول بعدها تعين أن تكون ملغاة وهنا أتى بعد اسم موصول والا لا؟ لأن لو كان تركيب الآية من ذا يشفع من ذا يشفع لقلنا ذا هنا أيش اسم موصول لكن لما قال (( من ذا الذي )) تعين أن نجعل (( ذا )) ملغاة
فإن قيل ألا يصح أن تكون (( ذا )) اسما موصولا والذي أيضا اسم موصول ويكون هذا من باب التوكيد اللفظي وابن مالك يقول
" وما من توكيد لفظي يلي *** يجي مكررا كقولك ادرج ادرج "
قلنا يمكن لكن يضعفه اختلاف اللفظ لأن الأول أيش ذا والثاني الذي فهو يضعف كونه توكيدا لفظيا على كل حال هذا بحث لغوي (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) (( يشفع )) الشفاعة جعل الشيء جعل الوتر شفعا يعني الواحد يجعله اثنين والثلاثة أربعة وهي في اللغة التوسط للغير التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة أعرفتم؟ التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة فإذا توسطت لشخص بأن يبذل له إنسان مالا فهذا توسط أيش
الطالب : لجلب منفعة
الشيخ : لجلب منفعة ولو توسطت لإنسان عليه دين لشخص وقلت لصاحب الدين لا تحبس هذا المدين فهذا لدفع مضرة طيب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة
الطالب : جلب منفعة
الشيخ : نعم وشفاعته في أهل الموقف أن يريحهم الله منه هذا في دفع مضرة طيب (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) يعني إلا إذا أذن والإذن هنا إذن كوني يعني لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه (( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم )) الجملة هذه خبر لقوله الله مكرر (( يعلم ما بين أيديهم )) أيدي من
الطالب : الخلق
الشيخ : الخلق وهو مستفاد من قوله (( له ما في السماوات وما في الأرض )) وقوله (( يعلم ما بين أيديهم )) المراد به المستقبل والحاضر (( وما خلفهم ))
الطالب : الماضي
الشيخ : أيش الماضي وعلى هذا يكون علم الله متعلقا بالماضي فلا ينساه ومتعلقا بالمستقبل فلا يجهله وهكذا علم الله عز وجل علم بالسابق وعلم باللاحق (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) لما بين أنه سبحانه وتعالى يعلم الحاضر والماضي والمستقبل بين علم الناس هل علم الناس كعلم الله الشامل لأ (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) ولهذا نحن لا نعلم من الغيب إلا ما علمنا الله عز وجل فالغيب مجهول لكل أحد
وقوله (( من علمه )) ما معناها هل هي بمعنى ولا يحيطون بشيء من علم نفسه إلا بما شاء بمعنى أننا لا نعلم شيئا عن الله إلا بما علمنا فتكون الآية كقوله تعالى (( ولا يحيطون به علما )) أو أن علم هنا بمعنى معلوم أي لا يحيطون مما يعلمه بشيء إلا بما شاء
الطالب : ...
الشيخ : نعم
الطالب : الوقت انتهى الوقت
الشيخ : ذكرنا بارك الله فيكم فيما سبق ونذكره الآن أن النص من القرآن والسنة إذا كان يحتمل معنيين على السواء ولا ينافي أحدهما الآخر فإن الواجب حمله على المعنيين جميعا فنقول الناس لا يحيطون بشيء من علمه أي لا يعلمون عن شيء منه جل وعلا من أسمائه وصفاته إلا بما شاء كذلك ايضا لا يحيطون بشيء من معلوماته إلا بما شاء وذلك لنقص علم الخلق وكمال علم الله عز وجل
(( وسع كرسيه السماوات والأرض )) (( وسع )) بمعنى أحاط والكرسي قال ابن عباس رضي الله عنهما " إنه موضع قدمي الله عز وجل " وهو بالنسبة للعرش أصغر بكثير ولهذا جاء في الحديث ( ما السماوات السبع والأرضون السبع بالنسبة للكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض ) حلقة أيش حلقة درع وهي حلقة صغيرة ضيقة ألقها يا عبد الله عوض
الطالب : نعم
الشيخ : ألقها في فلاة من الأرض كم تسع من الأرض
الطالب : تضيع فيها
الشيخ : إي نعم تضيع فيها ليست بشيء قال ( وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة ) فالكرسي إذن موضع قدمي الله عز وجل أخذناه عن ابن عباس رضي الله عنه وقد فسر الكرسي بأنه العرش
23 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأنه : << الله لآ إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيئ من علمه إلا بما شآء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم>> [ البقرة : 255 ] أستمع حفظ