تتمة ما سبق .
المهم أن: ما كان، وما ينبغي، وما أشبه ذلك من التعبيرات في القرآن تدل على أن الشيء ممتنع غاية الامتناع.
فيمتنع غاية الامتناع أن يؤتي الله بشرا الكتاب والحكم والنبوة، ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله. لا يمكن أبدا، بل إن الذي أتاه الله الكتاب والحكم والنبوة أبعد الناس عن أن يقول ذلك، وأشد الناس قولا في النهي عن الغلو. فقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن يغلى فيه، كما قالت النصارى في المسيح ابن مريم. ولما قال له رجل ما شاء الله وشئت قال ايش؟ ( أجعلتني لله ندا، بل ما شاء الله وحده ) فالرسل عليهم الصلاة والسلام هم ينهون عن الشرك ويأمرون بالتوحيد وتحقيق التوحيد وإكمال التوحيد، وهم أبعد الناس عن أن يقولوا كونوا عبادا لنا من دون الله.
ويؤخذ من هذه الآية الكريمة أن من ورث الأنبياء لا يمكن أن يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله، من الذين ورثوهم؟ العلماء، فلا يمكن للعالم أن يلزم الناس بقوله، لأنه لو ألزم الناس بقوله فكأنما قال: كونوا عبادا لي من دون الله.
.. في الرد على هؤلاء المشايخ كبيري العمائم الذين يغرون شعوبهم، ويستخدمونهم تماما، حتى بلغني أن من المشايخ من يقول أنا شيخ، أنا معصوم، أنا يحل لي أن أتزوج ألف امرأة، نعم؟ وفعلا يزوجونه، بعض المشايخ في جهة ما يقولون لي إن عنده خمسين امرأة، نعم؟ خمسين امرأة تزوجا لا تسريا، لأنه معصوم أو لأنه قد وصل إلى الغاية. ولهذا يقولون إن عبادة الأنبياء وسيلة، لم يصلوا إلى الغاية، فعبادتهم عبادة العوام، أما الخواص فعبادتهم خاصة، ما يحتاجون إلى أمر ولا نهي، ليش؟ قال : لأنهم وصلوا إلى الغاية، أرأيت لو سافرت إلى مكة فالعصا معك والجمل معك، فإذا وصلت إلى مكة وضعت العصا وسيبت الجمل.
" فألقت عصاها واستقر بها النوى *** كما قر عينا باالإياب مسافر "
هم يقولون: العبادات وسائل إلى الوصول إلى الغاية والحقيقة. إذا وصل الإنسان إلى الحقيقة والغاية، خلاص، لا أمر ولا نهي، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، هذا هو الكفر بعينه.
المهم أن العلماء لا يمكن أن يقولوا للناس كونوا عبادا لنا، لا يمكن أن يقولوا للناس قولنا هو المعصوم، وقول غيرنا هو الخطأ، بل يعترفون بالخطأ والصواب، ولكنهم يرون أنه يجب عليهم الأخذ بالصواب وإن خالف الناس، إلا إذا خالف إجماعا من الأمة، فما خالف إجماع الأمة فهو ضلال.
" وقال تعالى : (( يا أهل الكتاب قد جاءنا رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب )) " الشاهد قوله : (( تخفون من الكتاب )) والمراد برسول الله عز وجل هو محمد صلوات الله وسلامه عليه.
" إلى قوله : (( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم )) ".
وهذا مما أخفوه أخفوا أن المسيح دعا إلى التوحيد، مع أن المسيح وجميع الرسل كلهم يدعون إلى التوحيد، ولهذا يسأله الله يوم القيامة (( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال )) ايش؟ (( سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق )) هذا الحق لله وحده. وليس لي أن أقول ذلك.
(( إن كنت قلته فقد علمته )) وهذا تأكيد لنفيه، لأن الله لم يعلم أنه قاله، فيكون ذلك من باب تأكيد النفي (( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب )).
الشاهد من سياق هذه الآيات بيان أن الكتب التي عند بني إسرائيل بل عند أهل الكتاب كلها دخلها التحريف والتبديل والتغيير.
قال المصنف رحمه الله تعالى : فصل :ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى خلقه << رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون على الله حجة بعد الرسل و كان الله عزيزا حكيما >> [ النساء : 65 ] .
نؤمن بذلك أن الله لم يخلق سدى بل أرسل إليهم رسل.
" (( مبشرين و منذرين )) " مبشرين بماذا؟ بالثواب لمن أطاع ومنذرين بالعقاب لمن عصا.
" (( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما )) ".
هذه فيها رد على الجبرية الذين يقولون إن الإنسان مجبر على عمله، لأنه لو كان الإنسان مجبرا على عمله لكان له الحجة سواء بعث إليه الرسل أم لم يبعثوا، لكن بعث الرسل يقطع الحجة.
وفيه أيضا رد على من قالوا: إنه لا عذر بالجهل، لأن الله تعالى قال : (( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) مفهومه: لولا الرسل لكان للناس على الله حجة، لأنهم كانوا جاهلين، فالصواب الذي لاشك فيه والذي تدل عليه الأدلة أن الإنسان معذور بالجهل، ثم إن كان ينتسب إلى الإسلام فيما يفعله فهو مسلم، وإن فعل ما يكفر إذا قامت الحجة، وإن كان لا ينتسب إلى الإسلام فهو كافر، لكنه إذا كانت الحجة لم تبلغه فإن القول الراجح أنه يمتحن يوم القيامة بما شاء الله عز وجل، ثم إما إلى الجنة وإما إلى النار. الشاهد قوله : (( رسلا مبشرين ومنذرين )).
وقال تعالى، نعم، " وقال تعالى : (( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )) يعني ما من أمة إلا خلا فيها نذير، وجاءها الرسول ".
2 - قال المصنف رحمه الله تعالى : فصل :ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى خلقه << رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون على الله حجة بعد الرسل و كان الله عزيزا حكيما >> [ النساء : 65 ] . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين << إنآ أوحينآ إليك كمآ أوحينآ إلى نوح و النبيين من بعده >> [ النساء : 163 ] , << ما كان محمد أبآ أحد من رجالكم و لكن رسول الله وخاتم النبيين >> [ الأحزاب : 40 ]
أولهم نوح، الدليل من القرآن والسنة. الدليل من القرآن قول الله تبارك وتعالى : (( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده )) إلى أن قال : (( رسلا مبشرين ))، وهذا وحي الرسالة، أما وحي النبوة فقد كان قبل نوح كان ايش؟ في آدم طيب، لكن وحي الرسالة الذي أكده الله بقوله : (( رسلا مبشرين )) هذا كان أوله في نوح عليه الصلاة والسلام.
ومن الأدلة قوله تعالى : (( ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب ))، فذكر الله أنه أرسل نوحا وإبراهيم وأن النبوة والكتاب كانت في ذريتهما، وهذا يدل على أنه لا رسول قبلهما، يعني: قبل نوح. وبهذا نعرف أن من قال من المؤرخين إن إدريس كان جد نوح قول باطل، أن هذا القول قول باطل، لأنه يستلزم أن يكون هناك رسول قبل نوح، وهو مخالف للقرآن.
وأما السنة فدليلها أن نوحا أول الرسل أنه في حديث الشفاعة المتفق عليه ( أنهم يأتون إلى نوح ويذكرونه بنعمة الله، ومنها أنه أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض ) وهذا صريح بأن أول الرسل نوح.
أما آخرهم فهو محمد عليه الصلاة والسلام. دليل ذلك قوله تعالى : (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) الآية هنا جمعت بين الرسالة والنبوة، قال : (( رسول الله وخاتم النبيين )) وربما يكون المتوقع أن يقول: ولكن رسول الله خاتم المرسلين. لكنه قال : (( وخاتم النبيين )) لأنه لن يكون بعده نبي ولا؟ ولا رسول، حتى من ادعى النبوة دون الرسالة فهو كاذب وكافر أيضا لتكذيبه القرآن والسنة.
(( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) ومن أجل كونه خاتم النبيين كانت شريعته صالحة لكل زمان ومكان. صالحة لكل زمان ومكان، هل معناها أنها تتغير بتغير الزمان؟ أو معناها أن من تمسك بها صلح له الزمان في كل وقت؟ الثاني بلا شك. ولهذا قد يتوهم بعض الناس أن المعنى صالحة لكل زمان ومكان أنها تتكيف بتكيف الناس، وأن الناس إذا كان عندهم عمل كثير يلهيهم عن الصلاة قلنا لهم إما أن لا تصلوا الظهر والعصر لأنه وقت عمل وإما فاجمعوهما إلى ايش؟ المغرب والعشاء، كما يوجد بعض العمال الآن، بلغني أن بعض العمال يجمع الصلوات الخمس كلها عند النوم، نعم؟ ما أدري عاد الفجر يجمعها جمع تقديم معها أو يؤخرها الله أعلم، لكن الصلوات الأربعة قطعا يقولون لي إن بعض العمال يجمعها. لو قلنا الدين يتكيف هاه؟ لكان هذا صحيحا، لكن غلط، معنى قول من قال: إنه صالح لكل زمان ومكان أنه لا ينافي الإصلاح ولا الصلاح في أي زمان كان، تمسك بالدين يصلح لك أمر الدين والدنيا.
(( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )).
3 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين << إنآ أوحينآ إليك كمآ أوحينآ إلى نوح و النبيين من بعده >> [ النساء : 163 ] , << ما كان محمد أبآ أحد من رجالكم و لكن رسول الله وخاتم النبيين >> [ الأحزاب : 40 ] أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : و أن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى بن مريم , وهم المخصوصون في قوله تعالى : << و إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم و أخذنا منهم ميثاقا غليظا >> [ الأحزاب : 7 ] .
ومما يدل على ذلك أنه لما أمّ، نعم، أنه لم عرج به، أو لما أسري به إلى بيت المقدس، من الذي كان إماما؟ كان الإمام هو محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أنه أفضلهم، إذ يؤم القوم أتقاهم لله وأكرمهم عند الله. وفي يوم القيامة يأتي الناس الأنبياء أكابر الأنبياء لطلب الشفاعة حتى تنتهي إلى من؟ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أنه عليه الصلاة والسلام أفضل الرسل، من بعده إبراهيم.
فإن قال قائل: كيف تقول ذلك، أو كيف يكون ذلك، لأنني ما قلته، كيف يكون ذلك وقد قال الله تعالى : (( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم ))، ومن المعلوم أن التابع أقل درجة من المتبوع؟
فيقال: هنا لا تفاضل، لأن الملتين واحدة، وهي التوحيد، لكن ذكر إبراهيم، لأن اليهود يقولون: نحن أولى بإبراهيم، والنصارى يقولون: نحن أولى بإبراهيم، والعرب يقولون: نحن أتباع إبراهيم، فقال الله له : (( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم ))، وعلى هذا فما خالف هدي الرسول فقد خالف هدي إبراهيم، فيكون في ذلك إقامة الحجة على من قال: إنه أولى بإبراهيم من محمد عليه الصلاة والسلام. ولهذا قال الله عز وجل مصرحا بذلك في آل عمران (( إن أولى الناس بإبراهيم )) من ؟ (( للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا )) والذين اتبعوه متى؟ في زمن رسالته، أما بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام فأولى الناس بإبراهيم محمد صلى الله عليه وسلم. نعم.
يقول المؤلف : " ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم نوح وعيسى ابن مريم ".
المؤلف ذكر الثلاثة الأولى بثم الدالة على ايش؟ على الترتيب، وذكر الرابع والخامس بالواو، لأنه لم يكن هناك دليل واضح على أن عيسى أفضل من نوح، أو نوح أفضل من عيسى، ما في دليل واضح، فمن العلماء من قدم نوحا، لأنه لبث في قومه ألف سنة يدعوهم إلى الله عز وجل، وقال : (( كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم )) ايش؟ (( واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا )) وتوعدوه، وقالوا : (( لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين )) آذوه إيذاء عظيما،
وكانوا يمرون به وهو يصنع السفينة بأمر الله، فيسخرون منه، هذا يتوعدنا بأنا سنغرق وينجو بسفينته! فيسخرون منه، ولكن الله قال له : (( إن تسخروا منا )) قال : (( إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه )) والله أعلم.
الطالب : شيخ.
الشيخ : نعم.
القارئ : " لقوله تعالى : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما ويصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )) ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون، ليس لهم من خصائص الربوبية شيء. قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم (( ولا أقول لكم عندي خزائن الله و لا أعلم الغيب و لا أقول إني ملك )). وأمر الله تعالى محمدا وهو آخرهم أن يقول : (( لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك )) ".
الشيخ : ولا؟ ايش؟
الطالب : (( ولا أقول إني ملك )).
الشيخ : (( لكم )). ساقطة من النسخة.
الطالب : و أن يقول (( لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ))، وأن يقول: (( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا )).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين.
سبق أننا نؤمن بالرسل أرسلهم الله تعالى مبشرين ومنذرين ومقيمين للحجة على الناس، ونؤمن بأن أولهم نوح، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، ونؤمن بأنهم يختلفون في الفضل، فبعضهم أفضل من بعض لقوله تعالى : (( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ))، ونؤمن بأن أفضلهم محمد، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى ونوح، وأن هؤلاء هم أولو العزم الذين قال الله في حقهم لرسوله صلى الله عليه وسلم : (( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل )).
4 - قال المصنف رحمه الله تعالى : و أن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى بن مريم , وهم المخصوصون في قوله تعالى : << و إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم و أخذنا منهم ميثاقا غليظا >> [ الأحزاب : 7 ] . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : و نعتقد أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم حاوية لفضائل شرائع هؤلاء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعالى : << شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك و ما ويصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه >> [ الشورى : 13 ]
ما هو القاعدة القعيدة الأصيلة في هذا؟ قال : (( أن أقيموا الدين )) هذه واحدة، وهذا فيما بين العبد وبين ربه، وهي إصلاح الفرد (( ولا تتفرقوا فيه )) هذا فيما بين العبد وبين إخوانه، وهي إصلاح المجتمع، فالدين اشتمل على هذا كله، على إصلاح ما بين الفرد وبين ربه، وعلى إصلاح ما بينه وبين العباد (( أن أقيموا الدين )). وإقامة الدين أن تعبد الله تعالى مخلصا له الدين على شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، هذا إقامة الدين.
(( ولا تتفرقوا فيه )) يعني لا تكونوا فرقا كل فرقة تضلل الأخرى وتبدعها وتنكر عليها.
ولهذا نرى أن التحزب وقوع فيما نهى الله عنه من التفرق، وأنه لا يجوز للأمة الإسلامية أن تتخذ أحزابا، وأن هذه الأحزاب تعني قتل الإسلام، لأن الله قال : (( لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين )) لكن لو كان هناك أحزاب كافرة ملحدة سواء كانت تسمى بالإسلام أو لا، فهنا لا بد أن نقيم حزبا يضادها، من باب معالجة الشيء بضده. أما إذا لم يكن أحزاب فإنه لا يجوز أن نتحزب، فنقول مثلا: هذا إخواني، وهذا تبليغي، وهذا إصلاحي، وهذا سلفي، وهذا أثري، وهذا إلى آخر ما يوجد في الساحة الآن، فإن هذا لا شك خلاف ما جاءت به الشريعة. لماذا لا تتفق هذه الأمة على كلمة سواء أن لا نعبد إلا الله ايش؟ ولا نشرك به شيئا. أما أن نتخذ مناهج، كل أمة لها منهج، كل فرقة لها منهج، فهذا يعني شماتة الأعداء، وتفرق الأهواء، نسأل الله العافية.
5 - قال المصنف رحمه الله تعالى : و نعتقد أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم حاوية لفضائل شرائع هؤلاء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعالى : << شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك و ما ويصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه >> [ الشورى : 13 ] أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون , ليس لهم من خصائص الربوبية , قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم << ولآأقول لكم عندي خزآئن الله و لآأعلم الغيب و لآ أقول إني ملك >> [ هود : 31 ] , و أمر الله تعالى محمدا وهو آخرهم أن يقول : << لآ أقول لكم عندي خزآئن الله و لآاعلم الغيب و لآ أقول لكم إني ملك >> [ الأنعام : 50 ] , و أن يقول << قل إني لآ أملك لكم ضرا ولا رشدا * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا >> [ الجن : 21 _ 22 ]
إذن فالأنبياء بشر لا ايش؟ لا ملائكة، ولا يليق بالحكمة والرحمة الإلهية أن ينزل إلى هؤلاء البشر أحد من الملائكة. طيب. مربوبون، نعم، " مخلوقون " يعني وليسوا خالقين، بل هم مربوبون لهم رب. نعم.
" ليس لهم من خصائص الربوبية شيء ". خصائص الربوبية التي لرب العالمين لا يملكها الأنبياء ولا غير الأنبياء، إنما هي لله. حتى إن رجلا قال للرسول صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، أنكر عليه، قال له : ( أجعلتني لله ندا، بل ما شاء الله وحده ) فأنكر عليه ماشاء الله وشئت، وأرشده إلى العبارة السليمة، وهي ما شاء الله وحده.
" قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم (( ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك )) ". (( لا أقول لكم )) يعني من؟ قومه (( لا أقول لكم عندي خزائن الله )) أي: خزائن رزقه ورحمته، ما هي عندي، عند الله وحده، هو الذي يرزق.
(( ولا أعلم الغيب )) وإنما علم الغيب عند الله، قال الله تعالى: (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )) نعم.
(( ولا أقول إني ملك )) شف لم يقل ولست بملك، لأن هذا معلوم، كلهم يعرفون أن نوحا بشر ليس ملكا، لكن يقول : (( لا أقول )) يعني: لا أدعي أني ملك.
وقال عن محمد وهو آخرهم. " وأمر محمدا صلى الله عليه وسلم وهو آخرهم أن يقول: (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله )) " وهذه الجملة هي الجملة التي قالها نوح.
" (( ولا أعلم الغيب )) " كذلك " (( ولا أقول لكم إني ملك )) " نفس الشيء، أمره الله أن يقول هذا، هل قالها؟
الطالب : نعم.
الشيخ : تشهدون؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم لا شك، الرسول عليه الصلاة والسلام أعبد الناس لله وأطوعهم له، فلا بد أنه قال ذلك.
إذن اتفقت كلمة الرسل أولهم وآخرهم على هذه الجمل، أنهم لا يعلمون الغيب، وليس عندهم خزائن الله، وليسوا من الملائكة.
وقال : " وأن يقول - يعني محمدا صلى الله عليه وسلم - : (( لا أملك لنفسي نفعا وضرا إلا ما شاء الله )) ".
(( لا أملك لنفسي )) يعني: لا أملك أن أنفع نفسي ولا أضرها (( إلا ما شاء الله )) وإلا هنا الظاهر أنها استثناء منقطع، يعني: لكن ما شاء الله أن يقع من نفع أو ضرّ فيقع. وليس المعنى لا أملك إلا ما شاء الله أن أملك، لا، الظاهر أنه منقطع، ويجوز أن يكون متصلا، لكن المقصود أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.
فما رأيكم لو قيل: إنه لا يملك لنفسه، ولكن يملك لغيره؟
قلنا: هذا أبعد، من لا يملك أن ينفع نفسه ولا يضرها فعدم نفع غيره وضرره من باب أولى، لا شك.
اصبر يا أخي ما في سؤال.
قل، نعم، (( قل لا أملك لنفسي نفعا وضرا إلا ما شاء الله )). ايش؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟ أمره أن يقول.
الطالب : ...
الشيخ : لا لا ما يضر، أخذنا بعض الآية.
مثل قوله وهو آخرهم أن يقول (( ولا أقول لكم عندي خزائن الله )) ما فيها شيء.
" وأمره أن يقول : (( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا )) ضرا في أبدانكم، ولا رشدا في عقولكم وتصرفكم، لا أملك هذا (( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا )) (( لن يجيرني )) أي أن يمنعني من الله لو أراد بي سوء لا أحد يمنعني من الله. (( ولن أجد من دونه ملتحدا )) يعني: لن أجد من دونه ملجأ وملاذا لو أرادني بسوء، فأنا لا أملك أن أدافع ولا أن أمتنع بأحد ".
هذا يقوله الرسول لمن؟ للأمة كلها.
والعجب أن قوما من الناس ادعوا محبة الرسول عليه الصلاة والسلام وكذبوه ضمنا في قوله : (( لا أملك لكم ضرا ولا رشدا )) فصاروا يدعون الرسول عليه الصلاة والسلام، يدعون الرسول بأن يجلب لهم الخير ويدفع عنهم الشر، ويقولون هذا من تعظيمه، هذا من محبته، وإذا نهوا عن ذلك، قالوا للناهي: أنت تبغض الرسول، أنت متنقص للرسول، وما أشبه ذلك، فأي الفريقين أحق بالصواب؟ النافي، أما المثبت فهو أعدى من يكون للرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه كذبه ووقع فيما نهى عنه حيث قال: ( لا تغلوا في ) ولكن أبى إلا أن يغلو في الرسول عليه الصلاة والسلام.
فهمنا الآن، فما وظيفة الرسل إذا انتفت عنهم هذه الصفات؟ (( إنما عليك البلاغ )) فقط (( والله بصير بالعباد )). (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد )). فوظيفتهم البلاغ أن يبلغوا ما أنزل إليهم، أما أن ينفعوا الناس أو يضروهم فلا.
لكن يأتي إنسان مشبه للعامة يقول: الرسول نفعني، دلني على الخير، وبين لي الخير، وحذرني من الشر، وبين لي طرق الشر فنفعني. ما الجواب؟
نقول: هذا للرسول ولغيره، حتى العلماء يفعلون مثل ذلك، لكن هل يملك الرسول أن يوفقك إلى أن تهتدي؟ لا يملك. وهذا هو بيت القصيد أن الرسول ما يملك، أما أن يبلغ الرسالة يملك هذا كغيره، حتى العلماء يملكون ذلك الشيء. لكن يملك أن يهديك ويوفقك؟ كلا. ما استطاع أن يهدي عمه الذي دافع عنه واستمات في المدافعة عنه، ما ملك أن ينفعه، وهو يدعوه عند موته في أضيق ما يكون ( قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ) فعجز الرسول عن ذلك، عجز، آخر ما قال أبو طالب : " إنه على ملة عبد المطلب ".
6 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون , ليس لهم من خصائص الربوبية , قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم << ولآأقول لكم عندي خزآئن الله و لآأعلم الغيب و لآ أقول إني ملك >> [ هود : 31 ] , و أمر الله تعالى محمدا وهو آخرهم أن يقول : << لآ أقول لكم عندي خزآئن الله و لآاعلم الغيب و لآ أقول لكم إني ملك >> [ الأنعام : 50 ] , و أن يقول << قل إني لآ أملك لكم ضرا ولا رشدا * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا >> [ الجن : 21 _ 22 ] أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأتهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة , ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم فقال في أولهم نوح : << ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا >> [ الإسراء : 3 ] , وقال عن آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم : << تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا >> [ الفرقان : 1 ] وقال في رسل آخرين : << واذكر عبادنآ إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي و الأبصار >> [ ص : 45 ] , << واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب >> [ ص : 17 ] , << ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب >> [ ص : 30 ] , وقال في عيسى بن مريم << إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرآئيل >> [ الزخرف : 59 ] .
طيب. " أكرمهم الله تعالى بالرسالة ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم ".
استمع. " فقال في أولهم نوح : (( ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا )) ". فوصفه الله بالعبودية في مقام الثناء. (( إنه كان عبدا شكورا )).
" وقال تعالى في آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم : (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا )) ". فوصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أعلى المقامات وهي مقام الرسالة.
" وقال في رسل آخرين : (( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار )) " أولي الأيدي أي القوة في دين الله. طيب. (( اذكر عبادنا إبراهيم )) إبراهيم هو الثاني من البشر في الفضيلة، (( وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار )) هؤلاء أيضا من الرسل وصفوا بالعبودية.
" (( واذكر عبدنا داوود ذا الأيد )) " أي: ذا القوة " (( إنه أواب )) ". " (( ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب )). وقال في عيسى بن مريم (( إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل )) ". واضح يا جماعة؟
إذن العبودية وصف للرسل عليهم الصلاة والسلام، وهو من مناقبهم وفضائلهم.
يقول العاشق لمعشوقته :
" لا تدعني إلا بيا عبدها *** فإنه أشرف أسمائي ".
نعوذ بالله، يقول: إذا أردت أن تدعوني بأحب الأسماء إلي وأشرف الأسماء إلي فقل يا عبد فلانة، لأنه يحبها حبا شديدا فقلبه معبد بها.
وقال الشاعر :
" ومما زادني شرفا وتيها *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيرت أحمد لي نبيا ".
نعم. شف الكلام.
" ومما زادني شرفا وتيها *** وكدت بأخمصي - أي بقدمي - أطأ الثريا " فأكون فوقها أو تحتها؟ فوقها.
" دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيرت أحمد لي نبيا ".
أي يا عبادي، عباد الشرع ولا عباد القدر؟ الشرع. نعم.
7 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأتهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة , ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم فقال في أولهم نوح : << ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا >> [ الإسراء : 3 ] , وقال عن آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم : << تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا >> [ الفرقان : 1 ] وقال في رسل آخرين : << واذكر عبادنآ إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي و الأبصار >> [ ص : 45 ] , << واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب >> [ ص : 17 ] , << ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب >> [ ص : 30 ] , وقال في عيسى بن مريم << إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرآئيل >> [ الزخرف : 59 ] . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلم و أرسله إلى جميع الناس , لقوله تعالى :<<قل يآأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات و الأرض لآإله إلا هو يحي ويميت فئآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون >> [ الأعراف : 157 ]
الشاهد قوله : (( يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا )) والذين قالوا إنه رسول إلى العرب فقط هل آمنوا برسالته للعرب؟ لا، لم يؤمنوا بها، لأننا نقول لهم إن كنتم آمنتم بأنه رسول إلى العرب لزمكم أن تؤمنوا بأنه رسول للعالمين، رسول إلى العالمين، لأنه قال (( هو الذي بعث في الأميين رسولا )). وقال : (( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا )) فلماذا تصدقونه في شيء وتكذبونه في شيء؟! ومعلوم أن من آمن ببعض وكفر ببعض فقد كفر بالكل. طيب.
لكن أين الدليل على أن الله ختم به الرسالات؟ قوله تعالى : (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )). وهذه الحقيقة أنها سقطت سهوا وإلا لكان ينبغي أن تذكر لأنه قيل الحكم ما هو الحكم؟ ختم الرسالات برسالة محمد، فكان ينبغي أن يذكر الدليل.
لكن الدليل كما سمعتم الآن (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )).
وكونه خاتم النبيين يفهم من عموم الرسالة، يعني لكنه باللازم. وكون الشيء يذكر بالمطابقة أولى من كونه يذكر باللازم، وإلا لا شك إذا قلنا محمد رسول إلى الناس إلى يوم القيامة لزم أن يكون خاتمهم، وإلا لكان رسولا إلى الخاتم مثلا.
8 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلم و أرسله إلى جميع الناس , لقوله تعالى :<<قل يآأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات و الأرض لآإله إلا هو يحي ويميت فئآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون >> [ الأعراف : 157 ] أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن شريعته صلى الله عليه وسلم هي دين الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده , << إن الدين عند الله الإسلام >> [ آل عمران : 19 ] وقوله : << اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا >> [ المائدة : 3 ] , وقوله : << ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين >> [ آل عمران : 85 ] .
وقال : " (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ". (( أكملت لكم دينكم )) أي جعلته كاملا، وليس المعنى أنني ختمته، لأنه قد جاءت آيات قد نزلت آيات بعد هذه الآية.
" وقال تعالى: (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) ". (( من يبتغ )) أي يطلب (( غير الإسلام دينا )) يدين الله به (( فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )). ما الذي يشهد لهذه الآية من الأحاديث؟ قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ).
9 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن شريعته صلى الله عليه وسلم هي دين الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده , << إن الدين عند الله الإسلام >> [ آل عمران : 19 ] وقوله : << اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا >> [ المائدة : 3 ] , وقوله : << ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين >> [ آل عمران : 85 ] . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونرى أن من زعم اليوم دينا قائما مقبولا عند الله سوى دين الإسلام من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما فهو كافر , ثم إن كان أصله مسلما يستتاب فإن تاب و إلا قتل مرتدا , لأنه مكذب للقرآن .
" ثم إن كان أصله مسلما يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتدا، لأنه مكذب للقرآن ".
أنا عندي هذه معلقة، ما أدري عندكم مكتوبة؟ ثم معلق. ثم إن كان أصله مسلما يستتاب، أي اكتبوها.
" ثم إن كان أصله مسلما يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتدا، لأنه مكذب للقرآن ".
طيب. وإن كان أصله كافرا وادعى أن دينه مقبول عند الله فهل يستتاب ويقتل؟ لا، يعامل معاملة الكفار، يدعى إلى الإسلام فإن أبى ألزم بالجزية، فإن أبى قوتل، والله الموفق.
10 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونرى أن من زعم اليوم دينا قائما مقبولا عند الله سوى دين الإسلام من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما فهو كافر , ثم إن كان أصله مسلما يستتاب فإن تاب و إلا قتل مرتدا , لأنه مكذب للقرآن . أستمع حفظ
ما حكم الذي يدعو إلى وحدة الأديان ؟
الشيخ : نعم.
السائل : أحسن الله إليك، من يدعو إلى وحدة الأديان الدعوة إلى وحدة الأديان شيخ ما نقول أنهم، مع أنه بعضهم دعاة إلى الإسلام.
الشيخ : نرى أن الذي يدعو إلى وحدة الأديان بمعنى أن يقول أن كل الأديان مقبولة نرى أنه داع إلى الكفر وأنه لا يجوز توحيد الأديان، وأين الدين؟ هل هناك دين في الأرض سوى الإسلام؟
السائل : ... .
الشيخ : أسأل الآن، أسألكم أنتم الآن، هل هناك دين على الأرض سوى الإسلام؟
الطالب : لا.
الشيخ : كل الأديان باطلة ولا تعتبر دينا. فمن دعا إلى توحيدها بمعنى إقرارها وأنها مقبولة عند الله، فهو لا شك أنه مرتد عن الإسلام، وداع إلى الكفر.
أما من دعا إلى توحيد الأديان بمعنى أن نجعل كل إنسان على دينه ننظر، إن كان مراده إبطال الجهاد ومسحه من قائمة الإسلام فهذا مرتد، وإن كان قصده أن الأمة الإسلامية اليوم لا تستطيع أن تحفظ نفسها فضلا عن أن تحاول إصلاح غيرها فهذا صحيح ولا بد من ذلك، يعني لا بد من إقامة المعاهدة لأننا عاجزون في الواقع، نحن عاجزون أتم العجز يا إخوان، ولا يغرنكم التطبيل والتهويل. الآن نتودد إلى اليهود بايش؟ بالصلح، نتودد إلى اليهود بالصلح، بينما كان الناس الذين يدعون من خيالهم أو من أجل مصلحة أنفسهم يقولون: إننا سنلقي إسرائيل بايش؟ بالبحر. الإخوان يمكن صغار ما أدركوا هذه الدعايات المهولة، يقولون: سنلقي إسرائيل في البحر، وستغني غدا أم كلثوم في وسط تل أبيب. نعم، شكرا لله على على الفتح، اللهم عافنا، لكن غنت أم كلثوم على رفاتهم. فالمهم يا إخوننا أن الذين يدعون إلى توحيد الأديان إن أرادوا أن تكون دينا مقبولا عند الله فهذه ردة، لأنها تكذيب للقرآن. وإن أرادوا بالتوحيد أن نجعل كل إنسان على دينه ونسكت فهذا أيضا إبطال للجهاد في سبيل الله. وإن أراد بذلك المصالحة والمهادنة ما دمنا عاجزين فهذا حق.
والإنسان يجب أن ينظر للواقع، والرسول عليه الصلاة والسلام أحكم الخلق، نظر إلى الواقع في صلح الحديبية، والتزم بما يظنه بعض الثائرين عندنا انهزامية، حيث ايش؟ حيث وافق على الشروط القاسية التي عجز عن الصبر عليها من ينظر إلى الأمر ببادئ الأمر مثل من ؟ مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عجز أن يصبر، لأنه نظر إلى الأمر من بادئه، من باديه لا من العمق. فجاء يقول للرسول كيف نعطي الدنية في ديننا وكيف نفعل وكيف نفعل. لكن أجابه الرسول عليه الصلاة والسلام بجواب مقنع، قال: ( إني رسول الله ) يعني: ولن أحيد عن توجيه الله عز وجل، ( ولست عاصيه، وهو ناصري ) ثلاث جمل تسكت كل إنسان. ( رسول الله ولست عاصيه وهو ناصري). النصر لا بد أن يكون لنا. فذهب عمر إلى أبي بكر يقول له مثل ما قال للرسول عليه الصلاة والسلام. فرد عليه مثل ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام تماما. وبه نعرف أن أبا بكر أقوى جأشا وأشد تثبيتا من؟ من عمر وغيره من باب أولى، لأنه صبر في مواطن الشدة أكثر من صبر عمر، هذا موطن، والموطن الثاني عند موت الرسول عليه الصلاة والسلام. عمر رضي الله عنه لما قيل إن الرسول مات وأعلن موته.