تتمة ماسبق .
إذن نؤمن بالصحائف، وأن الناس يؤتون إما باليمين وإما بالشمال.
وتأمل ما في سورة الحاقة (( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه )) يريه الناس مفتخرا به متحدثا بنعمة الله عليه. (( وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه )) يتمنى أنه هو لم يطلع عليه، ويطلع عليه الناس أو لا؟ لا يطلع عليه الناس، لأنه خزي وعار والعياذ بالله.
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالموازين توضع يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا : << فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره >> [ الزلزلة : 7 _ 8 ] , << فمن ثقلت موازينه فأولآئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولآئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون * تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون >> [ المؤمنون : 102 _ 104 ] , << من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جأء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون >> [ الأنعام : 160 ] .
بالموازين جمع ميزان، والموازين ذكرت في الكتاب والسنة مرة بالجمع ومرة بالإفراد. فقال الله تعالى : (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ). والجمع بينهما يسير جدا وهو أن الموازين جمعت إما لكثرة ما يوزن بها، وإما لكثرتها باعتبار الأشخاص، كل إنسان له ميزان، وإما باعتبار الأمم.
وأما الإفراد فهو مفرد يراد به العموم، لأنه للجنس.
ثم ما الذي يوزن؟ هل يوزن العمل أو يوزن العامل أو توزن الصحائف؟
كل هذا ورد، فورد ما يدل على أن الذي يوزن العامل، وذلك فيما صح في قصة ابن مسعود رضي الله عنه أنه خرج يمشي ذات يوم وكانت الريح شديدة فجعلت تكفؤه وكانت ساقاه دقيقتين، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ( أنهما في الميزان مثل أحد ) وهذا يدل على أن الذي يوزن العامل.
وربما يستدل له بقوله تعالى : (( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا )) على أن في الآية معنى آخر، وهو أن لا نقيم لهم وزنا يعني ليسوا عندنا بشيء، ولا نعتبرهم شيئا.
وأما أن الذي يوزن العمل ففي هذه الآية التي ساقها المؤلف (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا )) إذن الذي يوزن هو العمل، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام في سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم : ( إنهما ثقيلتان في الميزان ). فإذا كان الذي يوزن العمل فإن فيه إشكالا، وهو أن العمل معنى من المعاني وليس جسما يوزن، فكيف يكون؟
الجواب عن ذلك أن يقال: إن الله تعالى يجعل هذه المعاني أجساما، كما أنه تعالى يجعل الموت وهو معنى، يجعله بصورة كبش وهو جسم، والله على كل شيء قدير، قادر على أن يجعل هذه المعاني أجساما مشهودة مرئية.
أما القول الثالث الذي يوزن هو صحائف الأعمال، وذلك في حديث ( صاحب البطاقة الذي تمد له سجلات عظيمة كثيرة فيها ذنوب، فإذا رأى أنه قد هلك، قيل له إن لك عندنا حسنة ويؤتى بالبطاقة فيها لا إله إلا الله، فيقول: يا رب وما هذه البطاقة بالنسبة لهذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم ثم توضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة، فتطيش السجلات وتثقل البطاقة )، فهذا يدل على أن الذي يوزن ايش؟ الصحائف.
فكيف الجمع؟ لأن هذه أخبارا ليست أحكاما حتى نقول يمكن أن ينسخ بعضها ببعض، هذه أخبار.
الجمع أن يقال: أما بالنسبة للصحائف والأعمال نفسها فلا منافاة، إذ يمكن أن تكون الأعمال توزن بالصحائف، فإذا ثقل العمل لزم من ذلك ثقل الصحيفة.
أما بالنسبة للعامل أنه هو الذي يوزن فربما نقول إن هذا يقع لبعض الناس دون بعض. وهذه مسألة ترجع إلى مشيئة الله، ليس للعقل فيها تدخل.
يقول : (( فلا تظلم نفس شيئا )) شيئا نكرة في سياق النفي فتعم أي شيء.
(( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )). مثقال الذرة يضرب مثلا للقلة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( من اقتطع من الأرض شبرا ) طيب.
ومن يعمل دون الذرة؟ نعم؟ يره، ما دام ذكر الذرة هنا لبيان القلة فهو على سبيل المثال وليس على سبيل التحديد.
وقال تعالى : (( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون )).
وفي هذه الآيات دليل على أن الميزان حسي، وهو كذلك. وقالت المعتزلة: إنه ليس حسيا، وليس هناك كفتان، وإنما المراد بالميزان إقامة العدل، فأنكروا ما جاء به القرآن صريحا، وجاءت به السنة صريحة أيضا بناء على ايش؟ بناء على أنهم يتلقون العقائد من عقولهم. وكل شيء استفادته عقولهم فإنهم ينكرونه. ولا شك أن هذا غلط وأنه يستلزم لوازم باطلة كتكذيب خبر الله، وخبر رسوله وتحريفهما إلى معاني بعيدة.
إذن الميزان على ما نعتقده ميزان ايش؟ حسي له كفتان توزن فيه الأعمال أو صحائف الأعمال أو العمال، حسب ما جات به النصوص.
قال : (( تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون )). هؤلاء الكفار تلفح وجوهم النار، وذكر الوجوه لأنها أشد ما يكون تأثرا،ـ ولأنها إذا عذبت الوجوه كان ذلك أذل بالنسبة للإنسان. يقول: (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون )) هذا بيان كيف تكون الموازين؟ نقول: أما من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها. وهذا أدنى ما يثاب عليه المرء بالنسبة للحسنة، وإلا فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، لكن أدنى ما يكون أن له عشرة أمثالها.
وعلم من قوله تعالى : (( من جاء بالحسنة )) (( ومن جاء بالسيئة )) أنه لو كان هناك ما يبطل الحسنات فإنها لا تنفعه، مثل: أن يرتد الإنسان والعياذ بالله فإنه لا تنفعه الحسنات ولو فعلها في الدنيا، لأن الله قال : (( من جاء )) فلا بد أن تكون الحسنات واصلة للإنسان يوم القيامة. وكذلك (( من جاء بالسيئة )) فإن الإنسان قد يعمل السيئة ثم ايش؟ يتوب منها فلا يكون أتى بها.
نقف على هذا. انتهى الوقت.
2 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالموازين توضع يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا : << فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره >> [ الزلزلة : 7 _ 8 ] , << فمن ثقلت موازينه فأولآئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولآئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون * تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون >> [ المؤمنون : 102 _ 104 ] , << من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جأء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون >> [ الأنعام : 160 ] . أستمع حفظ
هل جبريل وميكائيل و إسرافيل من حملة العرش ؟
الشيخ : لا، ليسوا من حملة العرش، إسرافيل ورد أنه من حملة العرش، وأما جبريل وميكائيل فلم يرد. نعم.
ما وجه قول بعض العلماء أن هناك ثلاث نفخات ؟
الشيخ : نعم.
السائل : ما فهمت كيف وجه الشاهد؟
الشيخ : هم قالوا: إنها نفخة الفزع، لأنه ذكر (( ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات )). ونفخة الصعق، ونفخة البعث. لكن الآية التي في الزمر تدل على أنها نفختان فقط، وكذلك حديث أبي هريرة. نعم.
هل يصح أن نقول الذي يوزن هو العمل والعامل والصحائف معا جمعا بين الأقوال ؟
الشيخ : نعم.
السائل : لو قيل يا شيخ أن الذي يوزن كل هذه الأشياء.
الشيخ : نعم.
السائل : هل هذا يا شيخ قول جيد؟
الشيخ : هو ربما، لكن بس مثل الصحيفة ما فيها ذكر العمل، إلا أن المكتوب في الصحيفة هو الذي رجح، وهذا لا ينافي وزن العمل، لا شك فيه، لأنه قد تثقل الصحيفة بثقل العمل، لكن الإشكال في مسألة العامل، العامل وكونه يقول يوزن العامل وعمله وصحيفة عمله. يعني فيه بعد.
هل الميزان واحد أو يتعدد ؟
الشيخ : هذا كلام الأخ.
السائل : ألا يصح أن يستشهد بهذه الآية على هذا الكلام ؟
الشيخ : ما هو بظاهر. لا، لأن الموازين تختلف باختلاف الموزون، فجمعها باختلاف الموزون، هناك فرائض ونوافل، وهناك فرائض يعني دعائم في الإسلام، وفرائض دون ذلك. نعم. نعم.
ما معنى حديث << من نوقش الحساب عذب >> وهل هناك من ينعم يوم الحساب ؟
الشيخ : نعم.
السائل : وهل يوجد ناس ينعمون في موقف يوم القيامة ؟
الشيخ : لا، فقد ( عذب ) صار مستحقا للعذاب. وفي ناس يعذبون، لأن الله قال في القرآن : (( وكان يوما على الكافرين عسيرا ))، وقال : (( على الكافرين غير يسير )). فمفهومه أن على غيرهم يسير لا شك في هذا. ومن نوقش لو ناقشك الله سبحانه وتعالى وذكر لك نعمة واحدة من نعمه لهلكت. بل لو ناقشك على شكر النعمة قال إن توفيقك للشكر نعمة يحتاج إلى شكر.
السائل : ما معنى كلمة ناقش؟
الشيخ : هاه؟
السائل : ما معنى كلمة ناقش؟
الشيخ : المناقشة من نقش الشوكة يعني تعمق في المراجعة وتعمق أيضا في المسائلة. نعم.
كيف نوجه حديث البطاقة وهل الصلاة تدخل فيه ؟
الشيخ : وهو؟
السائل : لم يعمل خيرا قط ... لا إله إلا الله.
الشيخ : نعم. أي ويش فيه؟
السائل : ... .الصلاة يعني.
الشيخ : نعم، الصلاة ما ذكرت هنا، الصلاة لم تذكر هنا. فلعل هذا الرجل إما أن يكون لزم إقراره بأنه لا إله إلا الله أن يصلي، وتكون الصحائف السجلات الكثيرة هذه فيها معاصي
لكنها ليست كفرا. وإذا لم تذكر الصلاة تحمل هذه النصوص على العموم، وحديث الصلاة نصوصها على الخصوص، ويكون من باب تخصيص العام.
السائل : هذا الحديث يصير حالة خاصة؟
الشيخ : لا، هو حالة خاصة، لأن الصلاة ما ذكرت هنا، وكذلك أيضا الله يخرج من النار من لم يعمل خيرا قط. ما قال من لم يصل، نقول: من لم يعمل خيرا إلا الصلاة.
القارئ : " ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خاصة، يشفع عند الله تعالى بإذنه ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهم والكرب ما لا يطيقون. فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى، حتى تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها، وهي للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة. و بأن الله تعالى يخرج من النار أقواما من المؤمنين بغير شفاعة بل بفضله ورحمته ".
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة , يشفع عند الله تعالى بإذنه , ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهم و الكرب ما لا يطيقون , فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال المؤلف : " ونؤمن بالشفاعة العظمى ". كلمة نؤمن ونقول يعني: معشر أهل السنة والجماعة لأن هذه العقيدة مبنية على ذلك.
" نؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم ". الشفاعة العظمى اسم تفضيل من العظمة، لأنها أعظم الشفاعات، نؤمن بها للرسول عليه الصلاة والسلام. وهذه الشفاعة العظمى اتفق عليها أهل السنة والخوارج والمعتزلة، كلهم يؤمنون بها، الشفاعة العظمى هي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، لا يشاركه فيها أحد، لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا أحد، للرسول وحده، وهي من المقام المحمود الذي قال الله فيه: (( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا )) فهو مقام يحمده عليه الأولون والآخرون، ويعترفون للرسول بالفضل صلوات الله وسلامه عليه.
" يشفع عند الله تعالى بإذن الله ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهم والكرب ما لا يطيقون ".
وم القيامة يوم مقداره خمسون ألف سنة، لا بناء ولا شجر ولا ثوب ولا شيء، مع الزحام الشديد العظيم (( وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا )). هذا اليوم العظيم يلحق الناس فيه من الكرب والهم ما لا يطيقون، فيطلبون شفيعا إلى الله عز وجل ينجيهم من هذا الموقف، إلى أي شيء، يلهمون أن يذهبوا إلى آدم فيذهبون إليه ويذكرون من مناقبه وفضائله ليشفع لهم عند الله، فيعتذر بأنه عصى ربه بأكله من الشجرة، مع أنه تاب منه، لكن لما كان مقام الشفاعة مقاما عظيما لا بد أن يكون الشافع ليس بينه وبين المشفوع إليه ما يثلب مقامه اعتذر بأكله من الشجرة مع أنه تاب وحسنت حاله من بعد ذلك، لكن تعرفون أن الإنسان الذي قد عصى من يريد الشفاعة إليه سوف يكون في وجهه حياء وخجل، اعتذر بأكله من الشجرة.
فيلهمون أن يذهبوا إلى نوح.
طيب، قبل أن ننتقل إلى قصة نوح. اعتذاره بأكله من الشجرة يدل على أن ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أو غيره من أن قوله تعالى : (( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون )) ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أو غيره أن حواء لما حملت أتاها الشيطان وقال لها ولآدم: أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، سمياه عبد الحارث الولد، وإلا فسيخرج ميتا، وفي النهاية سمياه عبد الحارث. هذه قصة لا شك أنها مكذوبة مائة بالمائة، كيف يأتي إليهما ليقبلا كلامه ويقول أنا صاحبكما ايش؟ الذي أخرجكما من الجنة، هل هذا كلام متوسل متضرع لقبول قوله؟ أو هذا مما يوجب النفور من قوله؟ الثاني بلا شك. وأيضا لو كان آدم فعل ذلك وحاشاه منه لكان شركا، والشرك أعظم من الكبائر، فضلا عن الصغائر، ولو كان كذلك لاحتج به آدم أكثر ممن يحتج بأكله من الشجرة. المهم أن هذه القصة مكذوبة وأظن أنا ذكرناها في شرح كتاب التوحيد، وذكرنا ثمانية أوجه أو قريبا منها يدل على بطلانها. طيب. أقول: يأتون إلى آدم فيعتذر بأكله من الشجرة.
يلهمهم الله أن يذهبوا إلى نوح ويسألونه أن يشفع لهم عند الله، فيعتذر بأنه سأل ما ليس له به علم حيث قال : (( ربي إن ابني من أهلي )) فقال الله تعالى: (( إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين )) وفي رواية : أنه اعتذر أنه دعا على قومه (( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا )).
يلهمون أن يأتوا إلى من؟ إلى إبراهيم ويذكرون من مناقبه وفضائله ليشفع لهم عند الله، فيعتذر بأنه كذب ثلاث كذبات. وهو لم يكذب عليه الصلاة والسلام، لكنه تأول وورى، والتورية حقيقتها صدق، وظاهرها كذب، لكن لكمال إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي وصفه الله بأنه وفى، لكماله عليه الصلاة والسلام رأى أن هذا يعني يوجب أن يخجل أن يشفع عند الله عز وجل.
يلهمون أن يأتوا إلى موسى فيعتذر بأنه قتل نفسا لم يؤمر بقتلها. ما هذه النفس؟ القبطي الذي قتله حين استغاثه الإسرائيلي عليه، وكان موسى قويا، وكزه وكزة واحدة فقضى عليه، لأنه قوي. طيب. قوي.
يلهمون أن يذهبوا إلى عيسى، عيسى لا يعتذر بشيء، لكن يدل على من هو أفضل منه، وهو محمد عليه الصلاة والسلام. ويقول : اذهبوا إلى محمد. وكل واحد منهم يقول : نفسي نفسي نفسي.
فيأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الأمر الذي وقع بإلهام الله لهؤلاء الناس ليتبين به فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيره، لأن أربعة منهم يعتذرون بشيء مما يوجب الخجل، وهم: آدم، نوح، إبراهيم، موسى، والرابع لا يذكر خطيئة، الخامس الخامس لا يذكر خطيئة، ولكنه يعترف بأن في الساحة من هو أفضل منه وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيشفع إلى الله عز وجل أن يخلص الناس مما هم فيه ويقضي بينهم، فيجيبه الله عز وجل ويقضي بين العباد.
هذه الشفاعة تسمى عند العلماء ايش؟ الشفاعةَ العظمى، وهي لكل الناس، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، ولم يختلف فيها أحد من أهل القبلة، كل أهل القبلة المبتدعة وأهل السنة كلهم يؤمنون بها.
9 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة , يشفع عند الله تعالى بإذنه , ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهم و الكرب ما لا يطيقون , فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها , وهي للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من النبيين و المؤمنين و الملائكة .
هذه لثلاثة أقسام: الأنبياء، والمؤمنين ويشمل الصديقين والشهداء والصالحين، والثالث الملائكة. إذن هي عامة فيمن يشفع.
" في من دخل النار أن يخرج منها " وقد تواترت الأحاديث في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنشد ذلك بعض الفضلاء في قوله :
" مما تواتر حديث من كذب ** ومن بنى لله بيتا واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض ** ومسح خفين وهذه بعض ".
هذه تواترت فيها الأحاديث، لكن أنكرها طائفتان مبتدعتان وهما الخوارج والمعتزلة، بناء على أصلهما الفاسد حيث قالوا : إن فاعل الكبيرة مخلد في النار ولا تنفع فيه الشفاعة. انتبه مع أنهم هم من أهل القبلة ينتسبون للإسلام، لكنهم أنكروا هذه الشفاعة بناء على أصلهم الفاسد وهو: أن فاعل الكبيرة مخلد في النار، وإذا كان مخلدا في النار فالمخلد في النار لا تنفع فيه الشفاعة. واضح؟ ولهذا لو دعا الإنسان أن يخرج الله من النار من هو مخلد فيها كان معتديا في الدعاء، عليه أن يتوب، لو قال: اللهم أخرج أبا لهب من النار، اللهم أخرج أبا طالب من النار، قلنا: أنت الآن آثم عليك أن تتوب وتستغفر الله، لأن الله تعالى حكم عليهم بالخلود. طيب.
هذا قسم عام للرسل وغير الرسل.
10 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها , وهي للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من النبيين و المؤمنين و الملائكة . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : و بأن الله تعالى يخرج من النار أقواما من المؤمنين بغير شفاعة , بل بفضله ورحمته .
أقسام الشفاعة لا نتعرض لها الآن، لأنه لم يذكر في الأصل، لكنه معروف في الكتب المطولة.
إذن نؤمن بايش؟ بالشفاعة العظمى للرسول عليه الصلاة والسلام وهي خاصة به، وبالشفاعة الصغرى له ولغيره وهي الشفاعة فيمن دخل النار أن أن يخرج منها. طيب.
فإذا قال قائل: ما تعريف الشفاعة؟
قلنا: هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة. هذه الشفاعة.
التوسط للغير بايش يا؟ أي نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟ بجلب منفعة ودفع مضرة طيب.
نأخذ مثال: الشفاعة لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة؟
الطالب : جلب منفعة.
الشيخ : جلب منفعة.
والشفاعة فيمن دخل النار أن يخرج منها؟
الطالب : دفع مضرة.
الشيخ : دفع مضرة. طيب.
11 - قال المصنف رحمه الله تعالى : و بأن الله تعالى يخرج من النار أقواما من المؤمنين بغير شفاعة , بل بفضله ورحمته . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم , ماؤه أشد بياضا من اللبن , و أحلى من العسل , وأطيب من رائحة المسك , طوله شهر و وعرضه شهر , وآنيته كنجوم السماء حسنا وكثرة , يرده المؤمنون من أمته , من شرب منه لم يظمأ يعد ذلك .
الحوض المورود للرسول عليه الصلاة والسلام موجود الآن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وأخبر أنه يرى حوضه، وأن منبره على حوضه، فهو موجود، لكنه من عالم الغيب، وعالم الغيب لا يمكن أن يكون شهادة، كما أن الملائكة موجودون ومع ذلك لا نشاهدهم ولا نراهم.
فالحوض موجود لكن يكون منظورا ومحسوسا وملموسا إذا كان يوم القيامة.
( ماؤه أشد بياضا من اللبن ) أشد بياضا من اللبن، هل هناك شيء أشد بياضا من اللبن؟ نعم؟ فيما نرى لا، لكن في يوم القيامة ماء حوض الرسول عليه الصلاة والسلام أشد بياضا من اللبن، وهذا يدل على طيب منظره.
( وأحلى من العسل ) يدل على طيب مذاقه وطعمه.
( وأطيب من رائحة المسك ) يدل على؟ على طيب رائحته. أما سعته فقال: ( طوله شهر وعرضه شهر ). طوله شهر وعرضه شهر، وهذا يدل على أنه كان مستديرا، لأنه لو كان غير مستدير لزادت زواياه على شهر إذ أن المربع لا بد أن يكون بين زاوية ومقابلتها أكثر من مسطحه، وعلى هذا فيكون حوضه مستديرا، وهذا هو الغالب أن الحياض مستديرة، حياض الإبل عندما تورد عليها تكون مستديرة. ( طوله شهر وعرضه شهر ) بسير ايش؟ إذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( طوله شهر وعرضه شهر ) وما أشبه ذلك فالمراد سير الإبل المحملة، في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ما في ساعات ولا سيارات ولا طائرات، فيحمل ما جاء فيه التقدير على ما كان معروفا مألوفا.
( آنيته كنجوم السماء ) حسنا وكثرة. الأحاديث الواردة في ذلك منها ما لفظه : ( آنيته كنجوم السماء ) ومنها ما لفظه : ( آنيته عدد نجوم السماء ). فنأخذ بأي اللفظين؟ بالأول ( كنجوم السماء ) ليشمل ذلك العدد والحسن. فآنيته مضيئة لامعة كثيرة لا تحصى كما أن نجوم السماء لا تحصى، ولكنها ليست كنجوم السماء في الحجم، لكن في منظر الناس نجوم السماء حسنة نجوم السماء مضيئة نجوم السماء كثيرة، ( كنجوم السماء ) حسنا وكثرة.
طيب. من أين يستمد هذا الحوض؟ يستمد من الكوثر وهو النهر العظيم الكثير الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ينطلق منه ميزابان يصبان في هذا الحوض. سبحان الله! يعني أهل الجنة اللهم اجعلنا وإياكم منهم، يذوقونها قبل دخولها بواسطة هذا الحوض، لأن هذا الحوض يصب فيه ميزابان من الكوثر الذي في الجنة.
من يرده؟ قال: " يرده المؤمنون من أمته " من أمته خاصة.
وهل لبقية الأنبياء أحواض؟ ورد في الترمذي أن لهم أحواضا : ( لكل نبي حوض ) لكن من المعلوم أن الحوض الكبير الواسع الأعظم هو حوض النبي عليه الصلاة السلام، لأن أمته أكثر الأمم، هم ثلثا أهل الجنة أي ثمانون في مائة وعشرين، فهم أكثر الناس، فحوضهم أعظم الحياض وأوسعها وأكبرها، يرده المؤمنون من أمته، وسهولة ورودهم عليه كسهولة ورودهم على شرعه. انتبه، جزاء وفاقا. من كان وروده على سنة الرسول وشرعه سهلة وينقاد للشرع ويطبقه ما استطاع فسيكون وروده لهذا الحوض سهلا ميسرا، والعكس بالعكس.
( من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك أبدا ) مع أن الناس يردون عليه وهم عطاش، في أشد ما يكون من الضرورة إليه، فإذا شربوا منه فلا ظمأ لا في عرصات القيامة، ومن المعلوم أيضا ولا في الجنة.
إذن نؤمن بهذا الحوض.
السؤال : هل هو حسي أو معنوي؟
الطالب : حسي.
الشيخ : حسي لا شك. له آنية ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لمائه طعم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وشم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب.
12 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم , ماؤه أشد بياضا من اللبن , و أحلى من العسل , وأطيب من رائحة المسك , طوله شهر و وعرضه شهر , وآنيته كنجوم السماء حسنا وكثرة , يرده المؤمنون من أمته , من شرب منه لم يظمأ يعد ذلك . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم يمر الناس عليه على قدر أعمالهم , فيمر أولهم كالبرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال , و النبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول : يارب سلم سلم , حتى تعجز أعمال العباد فيأتي من يزحف , و في حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به , فمخدوش ناج ومكردس في النار .
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟ لا، الرجال.
" والنبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول : ( يارب سلم سلم )، حتى تعجز أعمال العباد، فيأتي من يزحف، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكردس في النار ". نسأل الله العافية.
الطالب :
الشيخ : هاه؟ كيف؟ مخدوش بالخاء.
الطالب : ... .
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... .
الشيخ : " مأمورة تأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ".
الطالب : ... .
الشيخ : ومكردس.
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا ومكردس. مكردس في النار. مكردس.
طيب. يقول : " نؤمن بالصراط المنصوب على جهنم " يعني ينصب صراط على متن جهنم يعني فوق ظهرها.
وهذا الصراط اختلف العلماء فيه: هل هو صراط على ظاهره أي طريق يمر الناس به، بدليل أن على حافتيه كلاليب وأنه كشوك السعدان، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنه دحض ومزلة، وكل هذا يدل على أنه يعني طريق حسّي واضح، أو أنه أدق من الشعر وأحد من السيف، وأن الناس يمرون عليه على هذا الطريق الذي هو كالشعرة أدق من الشعرة؟
في هذا خلاف بين علماء السنة: منهم من قال بالثاني، ومنهم من قال بالأول، وليس هناك أدلة واضحة تفصل بين القولين. فمعتقدنا في ذلك أن نقول الله أعلم، لكن نؤمن بهذا الصراط. يمر الناس فيه على قدر أعمالهم في الدنيا، المسارع في الخيرات يكون سريعا فيه، والبطيء في الخيرات يكون بطيئا فيه.
يقول: " فيمر أولهم كالبرق " وأسرع ما يكون ومضا هو البرق فيما نشاهد.
" ثم كمر الريح " أي مرورها، ولا شك أن الريح في ذلك الوقت أسرع ما يكون تصورا. لكن في الوقت الحاضر وجد ما هو - سلمان - ما هو أسرع. طيب.
" ثم كمر الطير وشد الرجال " يعني وأشد الرجال.
" والنبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول : ( يا رب سلم سلم ) صلوات الله وسلامه عليه. قائم عليه، هل هو في أسفله أو أعلاه؟ الله أعلم، المهم أنه قائم عليه يدعو الله يقول: ( يا رب سلم يارب سلم ) مما يدل على عظمة الأمر، لأن الصراط دحض مزلة وخطر عظيم، ما الذي تحتك لو سقطت؟ النار، نسأل الله أن يجيرنا وإياكم منها. ليس الأمر بالهين، ولهذا خاتم الرسل وإمام المتقين وإمام الموقنين يقول: ( يا رب سلم سلم ) ".
" حتى تعجز أعمال العباد فيأتي من يزحف " يزحف زحفا لا يستطيع القيام على قدميه، لأن عمله ايش؟ لا يحمله على أن يقوم.
" وعلى حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به ". الكلاليب معروفة، فوق الصراط كلاليب تؤمر أن تأخذ فلان حين مروره تلقيه في النار.
ولهذا قال : " فمخدوش ناج " مخدوش منين؟ من هذه الكلاليب، " ومكردس في النار ". أعوذ بالله من ذلك. ثم المكردس في النار إنما هو من عصاة المؤمنين، لا يخلد فيها، لأن الكافرين لا يمرون على هذا الصراط أصلا، ولا يمتحنون به، لأن مأواهم النار، تعرض يؤتى بها تجر بسبعين ألف زمام، كل زمام يجره سبعون ألف ملك قبل الصراط، ويذهب أهل النار إلى النار والعياذ بالله. أما العصاة فهم الذين يمرون، العصاة وغير العصاة من المؤمنين يمرون على هذا الصراط.
المكردس في النار لا يخلد فيها. ثم هل يلقى في النار التي هي النار نار الكافرين أو في نار أخرى؟
في هذا قولان للسلف، منهم من قال: إنه يكردس في نار جهنم التي هي نار الكافرين، لكن أعضاء السجود لا تأكلها النار. حرم الله على النار أن تأكل أعضاء السجود يعني ايش؟ الجبهة والأنف والكفين والركبتين وأطراف القدمين.
لكن بعض العلماء يقول هي نار ليست كالنار الأم وهي نار هي التي تفنى. وأما النار التي هي النار الأم فلا تفنى. وهذا ظاهر كلام ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب أن النار التي تفنى هي نار المعذبين بذنوبهم فقط، لا نار الكافرين، نار الكافرين لا تفنى، وأشد عذابا من هذه النار وأشد حرارة، هذا قول لبعض العلماء. والقول الثاني أن هؤلاء الذين يكردسون في النار عند مرورهم على الصراط يكردسون في نار جهنم، ولكن الله على كل شيء قدير، يمكن أن تكون نار جهنم لهؤلاء بردا وسلاما، ولهؤلاء شديدة الحرارة.
إنما نحن نؤمن بأن هذا الصراط على جهنم، وأن الناس يعبرون عليه، وأن منهم من يكردس ويلقى في النار. وظاهر النص أنها النار التي للكافرين، لكن من الجائز أن تكون سلاما وبردا على غير الكافرين، والله على كل شيء قدير. والله أعلم.
13 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم يمر الناس عليه على قدر أعمالهم , فيمر أولهم كالبرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال , و النبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول : يارب سلم سلم , حتى تعجز أعمال العباد فيأتي من يزحف , و في حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به , فمخدوش ناج ومكردس في النار . أستمع حفظ
قوله تعالى : << وإن منكم إلا واردها >> هل يقصد بها المرور على الصراط ؟
الشيخ : نعم.
السائل : أحسن الله إليك قوله تعالى : (( وإن منكم إلا واردها )) هل هنا معناه الصراط في هذه الآية؟
الشيخ : هذا فيه قولان ذكرهما ابن كثير وغيره من المفسرين، قيل : إن المراد بالورود المرور على الصراط. وقيل: المراد بالورود أنهم يلقون فيها، كل أحد يدخل النار، لكن المؤمن لا تضره، والأول أقرب. نعم.
كيف نجمع بين قوله تعالى : << فما تنفعهم شفاعة الشافعين >> وبين شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبو طالب ؟
الشيخ : نعم.
السائل : وأشكل علي هذا في كون هذا حصل في الدنيا وأن الله تعالى أكرم به نبيه جزاء لعمه أبي طالب على إحسانه، فكيف تكون الشفاعة خاصة له ... ؟
الشيخ : نعم. الشفاعة التي كانت لأبي طالب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تقبل ولم ترد، قبل التخفيف فيها فقط. ولهذا ( كان في ضحضاح من نار وعليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه ) والعياذ بالله، ويرى أنه أشد أهل النار عذابا وهو أهونهم عذابا، لكن يرى أنه أشد من أجل أن يقوى حزنه والعياذ بالله، فهذه شفاعة مقبولة من وجه غير مقبولة من وجه.
لكن يقال كيف نجيب عن قوله تعالى : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ))؟
قلنا: هذا ما نفعته النفع التام، نفعته بتخفيف العذاب عنه، ثم هذا الرجل ليست شفاعته لقربه من الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن لأنه دافع عن الإسلام وانتفع الإسلام به، ومن رأى أو من قرأ السيرة حين بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام يعرف ما حصل من أبي طالب من المجاهدة العظيمة والدفاع عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
والله تعالى حكم عدل، لا يضيع من دافع عن دينه حتى يسر الله له محمدا صلى الله عليه وسلم ليشفع له.
السائل : هي تكون دعاء أكثر منها الشفاعة؟
الطالب : لا، هي شفاعة، الدعاء شفاعة، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ) الدعاء شفاعة. نعم.
ترى أبيك يا سلمان أي نعم.
15 - كيف نجمع بين قوله تعالى : << فما تنفعهم شفاعة الشافعين >> وبين شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبو طالب ؟ أستمع حفظ
جاء في حديث الشفاعة << فأقول أمتي أمتي >> فهل هذه شفاعة خاصة أم عامة ؟
الشيخ : نعم.
السائل : ونحن قررنا بأن هذه الشفاعة تكون لجميع الأمم.
الشيخ : نعم.
السائل : اليهود والنصارى وغيرهم.
الشيخ : أي نعم. هذه إما أن يكون هذا من باب التخصيص لفضل الأمة، وإلا فهي عامة كما جاءت في الأحاديث الأخرى نعم.
هل يصح تفسير المقام المحمود بجلوسه صلى الله عليه وسلم مع الله على العرش ؟
الشيخ : هذا غير صحيح، المقام المحمود جلوسه مع الله على العرش هذا غير صحيح، وهذا لا يثبت لأحد سوى رب العالمين. نعم.
ما معنى حديث << إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك >> ؟
الشيخ : نعم المراد بذلك أهل الردة، أهل الردة الذين ارتدوا، كانوا مسلمين في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ثم ارتدوا هذا المراد. نعم.
السائل : بارك الله فيكم، شيخ في حديث الشفاعة الطويل.
الشيخ : الرافضة يقولون هذا أبو بكر وعمر، لأنهم أحدثوا بعده حيث اغتصبوا الخلافة من علي بن أبي طالب. فيقال: قاتلكم الله. ما الذي أحدث بعده؟! ما أحدثوا في أمته إلا الخير نعم.
قول موسى عليه السلام في حديث الشفاعة " إني قتلت نفسا لم أومر بقتلها "استدل بعضهم على جواز قتل الكافر في حال الإستضعاف هل هذا يصح ؟
الشيخ : نعم.
السائل : استدل بعضهم على عدم جواز قتل الكافر في حال الاستضعاف، هل هذا يصح ؟
الشيخ : في حال ايش؟
السائل : في حال الاستضعاف.
الشيخ : الاستضعاف؟
السائل : نعم. قالوا : لأن موسى كان مستضعفا.
الشيخ : لا، هو قتل كافر في حال عدم قتله نعم صحيح، يعني الكافر الي بيني وبينه عهد أو أمان أو ذمة يحرم قتله، لكن الذي ليس بيننا وبينه عهد ولا أمان ولا ذمة وهو حرب لنا لو تمكن منا لقتلنا.