تتمة ما سبق عن قول موسى عليه السلام في حديث الشفاعة " إني قتلت نفسا لم أومر بقتلها "استدل بعضهم على جواز قتل الكافر في حال الإستضعاف هل هذا يصح ؟ .
1 - تتمة ما سبق عن قول موسى عليه السلام في حديث الشفاعة " إني قتلت نفسا لم أومر بقتلها "استدل بعضهم على جواز قتل الكافر في حال الإستضعاف هل هذا يصح ؟ . أستمع حفظ
قوله تعالى : " قيل ارجعوا ورآءكم " هل تدل على أن المنافقين لا يمرون على الصراط ؟
الشيخ : نعم.
السائل : قوله تعالى في المنافقين : (( انظرونا نقتبس من نوركم )) يذكر بعضهم بأنه لما يأتي المؤمنون كي يمروا على الصراط ياتي كذلك معهم المنافقون. فهؤلاء هل يمرون معهم ثم يكردسون في جهنم أم أنهم يمنعون من المرور أصلا؟
الشيخ : اقرأ الآية يا أخي، اقرأ الآية، كمل الآية.
السائل : (( انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم ))
الشيخ : كمل.
السائل : (( فضرب بينهم بسور ))
الشيخ : (( له باب )).
السائل : (( باطنه فيه رحمة وظاهره من قبله العذاب )).
الشيخ : هذا في عرصات القيامة. (( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم )) يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا ربنا إنك، ايش؟
السائل : ... .
الشيخ : والله آذاني ثنتين بس. (( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار )) ذلك.
الطالب : ... .
الشيخ : إلى أن قال : (( يوم يقول المنافقون )) هذا في عرصات القيامة، ولهذا قال : (( ضرب بينهم بسور )) والصراط ما فيه أسوار. نعم.
ما معنى حديث أبي سلمة :" وترفع درجته في المهديين " ؟
الشيخ : أي نعم. هذه ما ذكرت في الأصل، وفي أشياء أيضا ما ذكرت، نحن ذكرنا أهم شيء الشفاعة العظمى والشفاعة التي أنكرها المعتزلة والخوارج.
السائل : والدليل؟
الشيخ : ( ارفع درجته في المهديين ) في قصة أيي سلمة هذا شفاعة، شفاعة له في أن يرفع له درجته. انتهى الوقت.
القارئ : " وهي للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خاصة.
ونؤمن بالجنة و النار، فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين ".
الشيخ : اللهم اجعلنا منهم.
القارئ : " فيها من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )).
والنار دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب و النكال ما لا يخطر على البال (( إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا )).
وهما موجودتان الآن، ولن تفنيا أبد الآبدين (( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا )) (( إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا * خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا * يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا )) ".
تتمة الكلام عن الشفاعة .
مما يؤمن به أهل السنة والجماعة الشفاعة، وسبق الكلام على بعضها، وبينا أن من الشفاعة ما ينكره أهل البدع، وهي الشفاعة فيمن دخل النار أن يخرج منها، أنكر هذا المعتزلة والخوارج، لأن كلتا الطائفتين تقول: إن فاعل الكبيرة مخلد في النار لا تنفع فيه الشفاعة.
وسبق الرد عليهم، وبيان أن أحاديث الشفاعة ثابتة بايش؟ بالتواتر والحمد لله.
وقال : " ونؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة أن يدخلوها وهي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ".
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟ قبله؟
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب و السنة من الأخبار ذلك اليوم و أهواله أعاننا الله عليها .
" من أخبار ذلك اليوم وأهواله أعاننا الله عليها " وقد قال الله تعالى مجملا أهواله : (( يوما يجعل الولدان شيبا )).
5 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب و السنة من الأخبار ذلك اليوم و أهواله أعاننا الله عليها . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة أن يدخلوها , وهي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة .
وذلك أن أهل الجنة إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، يقتص لبعضهم من بعض، وتغسل قلوبهم من الغل والحقد، حتى يدخل الجنة على أحسن وجه، وإذا جاؤوا إلى أبواب الجنة، لم يجدوها مفتوحة. أهل النار (( حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها )) على طول إهانة لهم ومبادرة للعقوبة عليهم، أهل الجنة لا، يدخلونها على إشفاق، يدخلونها على إشفاق، إذا جاؤوها وجدوها مغلقة، فيحتاجون إلى شفاعة، من يشفع؟ الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا أدري هل إن الناس في ذلك الوقت يذهبون فورا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام لأنهم عرفوا أن غيره من أولياء الله لا يستطيع أن يشفع، أو أن الرسول يشفع بدون سؤال؟ الله أعلم، ما أدري ما بلغني في هذا علم.
المهم أن الرسول يشفع أن تفتح أبواب الجنة لأهلها، غيره ايش؟ لا يشفع، لأنه عليه الصلاة والسلام إذا شفع وفتحت الأبواب، ما احتجنا إلى الشفاعة، انتهى كل شيء، دخل أهل الجنة الجنة بشفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. هذه الشفاعة خاصة له.
كما أن له شفاعة أخرى خاصة به، وهي شفاعته في كافر. الكافر لا يمكن أن يشفع فيه، لأن الله تعالى قال : (( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )) والكافر غير مرتضى عند الله إلا كافرا واحد استأذن الرسول ربه أن يشفع له فأذن له، وهو أبو طالب. أبو طالب أذن الله لنبيه أن يشفع له لا لأنه عم الرسول، فأبو الرسول عليه الصلاة والسلام أدنى من عمه ومع ذلك لم يشفع له، أم الرسول والأم أحق الناس بالصحبة بحسن الصحبة لم يأذن الله لرسوله أن يستغفر لها، وهي أمه، والاستغفار شفاعة، استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يستغفر لأمه ولكن الله لم يأذن له، لأن الله لا يغفر لعدوه إطلاقا، فاستأذنه أن يزور قيرها فأذن له، يزور قبرها اعتبارا وحنانا طبيعيا لا دينيا، ولكنه لم يدع لها بالمغفرة ولا بالرحمة ولا شفع لها، مع أن صلتها به أقوى من صلة أبي طالب، وصلة أبي الرسول بالرسول أقوى من صلة عمه به. كذا يا أحمد ولا ما أنت معنا؟ طيب.
لكن الله أذن للرسول صلى الله عليه وسلم أن يشفع لأبي طالب لأن أبا طالب حصل منه سعي مشكور في الدفاع عن الرسول عليه الصلاة والسلام، دافع عنه وناضل عنه، وعادى قريشا من أجله، وقال: والله لا نسلمه لكم. فشكر الله عز وجل هذا الصنيع فأذن لرسوله أن يشفع فيه فشفع، شفع له، لكن ماذا؟ كان في ضحضاح من نار عليه نعلان يغلي منهما دماغه، ويرى أنه أشد الناس عذابا، ما يرى أن غيره مثله ولا أن غيره أهون منه، لأنه لو رأى أن غيره مثله لهان عليه الأمر، أليس كذلك؟ لأن الإنسان إذا شاركه غيره في المأساة أو صار أعظم منه ايش؟ خفت عليه وهان عليه، ولهذا يقول الله عز وجل: (( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون )) ما ينفعكم، ولا يتسلى بعضكم ببعض.
وقالت الخنساء ترثي أخاها صخرا :
" ولولا كثرة الباكين حولي *** على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن *** أسلي النفس عنه بالتأسي ".
واضح يا جماعة؟
أبو طالب أهون أهل النار عذابا، مع هذا العذاب العظيم والعياذ بالله. نعلان من نار يغلي منهما دماغه أعلى ما في جسده فما بالك بما دونه مما قرب من النعلين اللذين من النار أشد وأشد، وإنه ليرى أنه ايش؟ أشد أهل النار عذابا. أفهمتم؟ هذه الشفاعة خاصة بمن؟ بالنبي صلى الله عليه وسلم. ما أحد يشفع في أي إنسان كافر، مهما كان، حتى لو فرضنا أن كافرا من الناس دافع عن الإسلام اليوم، وصار مع المسلمين على أعدائهم، لا أحد يشفع له، لأن هذه خاصة في خاص، خاصة في خاص لخاص. خاصة لمن؟ بالنبي عليه الصلاة والسلام. لخاص أبي طالب، حتى الرسول ما يشفع لأحد غير أبي طالب، في خاص وهو أبو طالب. ما يمكن أن يشفع لأحد ولو دافع عن الإسلام أعظم مدافعة إلا هذا الرجل. طيب.
6 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة أن يدخلوها , وهي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالجنة و النار , فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين , فيها من التعيم ما لا عين رأت , و لا أذن سمعت , و لا خطر على قلب بشر << فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزآء بما كانوا يعملون >> [ السجدة : 17 ] .
نؤمن بالجنة وهي الدار التي أعدها الله للمؤمنين المتقين، " أعدها الله " فهي الآن موجودة قال الله تعالى : (( أعدت للمتقين )) أعدت أي هيئت الآن، والنبي عليه الصلاة والسلام دخلها ورأى فيها قصرا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسمع فيها خشخشة بلال رضي الله عنه، ورأى فيها من النعيم ما رأى، فهي موجودة الآن.
" أعدها الله للمؤمنين المتقين " للمؤمنين هذا ما يتعلق بالقلوب المتقين ما يتعلق بالجوارج.
" فيها من النعيم ( ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ". ما رئي في الدنيا مثل نعيم الآخرة، ولا سمع بمثله من حسن الأصوات والكلام الطيب (( تحيتهم فيها سلام )) (( ليس فيها لغو ولا تأثيم إلا قيلا سلاما سلاما )) ما أحد سمع مثل هذا النعيم، ولا خطر على قلب بشر. الله أكبر ! ما يمكن يخطر على قلبك هذا النعيم أبدا. كل ما نرى من نعيم الدنيا فهو جزء لا ينسب إلا إذا نسبت الذرة للشمس. لا ينسب بالنسبة لايش؟ لنعيم الآخرة، لا يمكن أن ينسب إليه لقول الله تعالى : (( فلا تعلم نفس )) نفس نكرة في سايق النفي أي نفس لا تعلم (( ما أخفي لهم من قرة أعين )) أقر الله أعيننا وأعينكم بذلك. لا يمكن أبدا أن (( تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )) جزاء عظيم في عمل يسير.
وفي الحديث القدسي : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ).
هذه هي الجنة، ولا ينبغي أن نقول الجنة هي البستان الكثير الأشجار التي تغطى أرضه بالزروع وهواؤه بأغصان الأشجار، هذا لا ينبغي أن نقوله، لأنك لو قلته لهان النعيم، هذا بس هذه الجنة! اطلع لبستان فلان ما شاء الله فيه كل شيء. هذا غلط، حتى لو فرض أن الجنة في اللغة العربية هكذا معناها. لكن جنة الآخرة ليست كذلك، أعظم وأعظم بكثير، وإذا شئتم البسط فارجعوا إلى ما ألف في هذا.
7 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالجنة و النار , فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين , فيها من التعيم ما لا عين رأت , و لا أذن سمعت , و لا خطر على قلب بشر << فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزآء بما كانوا يعملون >> [ السجدة : 17 ] . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : و النار دار العذاب التي أعدها الله للكافرين الظالمين , فيها من العذاب و النكال ما لا يخطر على البال : << إنآ أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها و إن يستغيثوا يغاثوا بمآء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وسآءت مرتفقا >> [ الكهف : 29] .
يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( إنها فضلت على نار الدنيا كلها بتسعة وستين جزء ) أضف إليها تمام السبعين. ترى نار الدنيا كلها، ما هي نار الحطب أو نار الغاز أو نار الكاز، كل نار الدنيا على أعظم ما فيها، هذه فضلت عليها بتسع وستين جزء، من يتصور هذه النار، نسأل الله العافية، نعم؟
يقول : " فيها من العذاب و النكال ما لا يخطر على البال ". قال الله تعالى : (( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب )) إذا نضجت وصارت لا تحس بالنار بدلت بجلود أخرى جديدة في الحال ليذوقوا العذاب (( كلما أرادوا أن يخرجوا منها )) وأقبلوا على شاطئ السلامة أعيدوا فيها وصار هذا أعظم في العذاب أو لا؟
الطالب : أعظم.
الشيخ : كيف أعظم يا جماعة؟ لأنهم لو بقوا مستقرين أيسوا وانتهى الأمر، لكن إذا أعلوا حتى يقولوا خرجنا خرجنا، ثم أعيدوا وأركسوا فيها صار هذا أعظم والعياذ بالله أعظم، وهكذا أبد الآبدين، واستمع إلى هذا إلى القرآن الكريم في بعض المواضع (( إنا أعتدنا للظالمين نارا )) أي الظلمة؟ ظلمة الكفر، لقول الله تعالى : (( والكافرون هم الظالمون )) لا مطلق الظلم. (( إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها )) السرادق هو عبارة عما يكون عند مدخل الباب، يعني معناه أن العذاب محيط بهم من كل جانب. (( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون )) يقول : (( وإن يستغيثوا )) شف إن يستغيثوا، ولا بد أن يستغيثوا لأنهم يجدون من العطش ما لا يخطر على البال، وإذا استغاثوا (( يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه )) المهل يراد به الزيت الذي يكون فوقه من أوساخه، يعني: أنه كريه المنظر وكريه الرائحة. (( كالمهل يشوي الوجوه )) قبل أن يصل إلى إلى الفم بمجرد ما يقربه هذا الظالم إلى وجهه يشوي الوجوه، يتساقط الوجه والعياذ بالله شيا. إذا سقوا سقوا ماء حميما فايش؟ فقطع أمعاءهم. الوجوه تتساقط منه لأنه شواها، الأمعاء تتقطع، ومع ذلك أحيانا (( يصب من فوق رؤوسهم الحميم )) فيشربون الحميم في بطونهم ويصب من فوق رؤوسهم (( يصهر به ما في بطونهم والجلود )) سبحان الله هناك سقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم، هنا يصب من فوق الرؤوس، ولكنه لا يقطع الأمعاء ولكنه يصهرها (( يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد )) أعاذنا الله وإياكم منها.
يقول : (( بئس الشراب وساءت مرتفقا )) صدق الله إنه بئس الشراب.
8 - قال المصنف رحمه الله تعالى : و النار دار العذاب التي أعدها الله للكافرين الظالمين , فيها من العذاب و النكال ما لا يخطر على البال : << إنآ أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها و إن يستغيثوا يغاثوا بمآء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وسآءت مرتفقا >> [ الكهف : 29] . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : وهما موجودتان الآن , ولن تفنيا أبد الآبدين << ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيهآ أبدا قد أحسن الله له رزقا >> [ الطلاق : 11 ] , << إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا * خالدين فيآ أبدا لا يجدون وليا و لا نصيرا * يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنآ أطعنا الله و أطعنا الرسولا >> [ الأحزاب : 64 _ 66 ] .
ومن السنة الظاهرة المشهورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : ودليل ذلك (( ومن يؤمن )) نعم " ولن تفنيا أبد الآبدين ".
قال: " دليل ذلك : (( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا )) " الشاهد فيها قوله : (( أبدا )) وهذا صريح في التأبيد.
وقال في النار : (( إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا * خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا )) الشاهد قوله : (( أبدا )) (( لا يجدون وليا ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا )). يا ليتهم، ولكن التمني رأس مال المفاليس، هذا التمني ينفعهم لو كان ذلك في وقت الإمكان، أما الآن فلا. إذا انتقل الإنسان من الدنيا، وعند انتقاله من الدنيا لا ينفعه الندم. فرعون حين أدركه الغرق ماذا قال؟ (( قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )) فقيل له : (( آالآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )) وانظر الذل والعار والخزي على هذا الخبيث الذي كان متكبرا على بني إسرئيل كيف صرح الآن بأنه متبع لهم بقوله : (( آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل )) لم يقل آمنت بالله ولا برب العالمين رب موسى وهارون كما قاله السحرة. قال : (( آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل )) فكأنه الآن يقول: أنا تبع لهم، فأذل في الدنيا قبل الآخرة والعياذ بالله لكنه لم ينفعه.
هؤلاء (( يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول )) ويقولون أيضا إذا وقفوا على النار: (( يا ليتنا نرد )) ايش؟ (( ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين )) قال الله تعالى : (( بل بدا لهم ما كان يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )). نعم.
يقول عز وجل : (( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا )) وتأبيد النار كتأبيد الجنة سواء. يجب علينا أن نعتقد عقيدة دل عليها كتاب ربنا وسنة نبينا بأن النار مؤبدة، ولا يهمنا من قال بخلاف ذلك، بل من قال بخلاف ذلك نرى أنه أخطأ، فإن كان مبنيا على عقيدة وأساس وقاعدة كما يقوله من يقول بمنع تسلسل الحوادث كالجهمية وغيرهم فهو ضال، ومن قالها عن حسن قصد ونحن نعلم أنه حسن القصد فهو مخطئ، مخطئ ولا نصفه بأنه ضال، لأن كل من خالف الحق فهو ضال لا في العقيدة ولا في غيرها، ولهذا لما قيل لابن عباس في قصة أبي موسى الأشعري حين أفتى في ايش؟ في مسألة فرضية. قال ابن مسعود رضي الله عنه في قصته مع أبي موسى: ( قد ضللت إذن وما أنا من المهتدين ) لأن أبا موسى قال للسائل: وائت ابن مسعود فسيوافقني على ذلك.
فعلى كل حال من خالف في هذا أعني في أبدية النار، فإن كان مبنيا على عقيدة وعلى منهج وعلى قاعدة فهو لا شك أنه ضال ومبتدع، ومن كان عن حسن نية واجتهاد فهو مخطئ نعم؟ سواء كان ابن تيمية أو ابن القيم أو غيره. نحن لا يهمنا الرجال، يهمنا الحق الذي قال به الرجال.
" ونشهد بالجنة لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف ". نقف على هذا لأنها أعلنت الساعة.
9 - قال المصنف رحمه الله تعالى : وهما موجودتان الآن , ولن تفنيا أبد الآبدين << ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيهآ أبدا قد أحسن الله له رزقا >> [ الطلاق : 11 ] , << إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا * خالدين فيآ أبدا لا يجدون وليا و لا نصيرا * يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنآ أطعنا الله و أطعنا الرسولا >> [ الأحزاب : 64 _ 66 ] . أستمع حفظ
ما معنى قوله تعالى : " خالدين فيها مادامت السموات والأرض " و هل الخلود مؤقة ؟
الشيخ : نعم.
السائل : أحسن الله إليك، أشكل علي توجيه الاستثناء في قوله تعالى ... متفقون على أن الجنة أبدية : (( أما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ )).
الشيخ : نعم.
السائل : توجيه الاستثناء؟
الشيخ : ما في إشكال.
السائل : الإشكال (( ما شاء ربك )).
الشيخ : نعم. هو لما قال : (( ما دامت السموات والأرض )) يفهم الفاهم أنهم خالدون فيها مدة دوام السماء والأرض فقط. وبعد ذلك تفنى أو يخرجون منها، فقال: (( عطاء غير مجذوذ )) فقوله : (( إلا ما شاء ربك )) أي: من الزمن. وهذا التوجيه لا إشكال فيه أبدا ولا يرد عليه. بس يبقى عندنا في أهل النار قال : (( خالدين فيها )) إلا ما شاء الله (( إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد )). أيضا لا إشكال فيه، لأن الجنة فضل فقال فيها : (( عطاء غير مجذوذ )) والنار عدل فقال : (( إن ربك فعال لما يريد )) يعني: كأنه يقول لا اعتراض، لأن الله يفعل ما يريد. نعم.
ما رأيكم فيمن يقرأ في أوصاف الحور العين مما يثور به شهوته بحجة التصبر ؟
الشيخ : بالنسبة لايش؟
السائل : وصف الجنة.
الشيخ : نعم.
السائل : ونعيمها.
الشيخ : نعم.
السائل : يوجد بعض الناس وخاصة بعض الشباب ممن يكثرون في قراءة ما يتعلق بأوصاف الحور العين.
الشيخ : نعم.
السائل : خاصة ما ذكره الإمام ابن القيم في نونيته ودقائق مما قد يثير شهوتهم، ولكن مع ذلك إذا نصحوا يقولون نحن نتصبر بهذا. فهل هذا له وجه أم أنه ينصحون بالابتعاد عن هذا حتى؟
الشيخ : والله يا أخي ما أرى هذا. لماذا أيضا لا يذكرون النار ووعيدها. الناس الآن هم إلى ذكر الوعيد أحوج منهم إلى ذكر الوعد الآن، لماذا؟ لأن غالب الناس قد فتنته الدنيا فيحتاج إلى كابح. الناس ليسوا مقبلين الآن حتى نذكر لهم الأشياء التي تحثهم على التقدم. الناس الآن مدبرين إلا من شاء الله. فلهذا نرى أن الإنسان إذا أراد أن يرجح أحد الجانبين على الآخر الترغيب أو الترهيب، نرى في الوقت الحاضر أن يقدم ايش؟ الترهيب، على أني أنا لا أوافق على هذا، لكن أقول إذا كان ولا بد، والذي ينبغي أن نسلك طريقة القرآن ترغيب وايش؟ وترهيب، أما ذكر ما ذكره ابن القيم رحمه الله في وصف العين وتشبيهه ما شبه. وقال :
" وإذا انحدرت رأيت أمرا هائلا ".
هذا يعني ما ينبغي أن تقال عند، خصوصا عند الشباب. آي. نعم.
ما رأيكم فيمن يقول في قوله تعالى : << خالدين فيها إلا ما شآء ربك >> أي مدة دوامهم قبل دخولها ؟
الشيخ : ما هو بظاهر، يعني تأملت الأقوال، وأحسن ... هو ما ذكرته لكم. نعم.
السائل : ... .
الشيخ : ايش؟
السائل : ... .
الشيخ : ايش؟
السائل : ... .
الشيخ : متى ايش؟
السائل : ما اتضح لي ... .
الشيخ : أي أن معناها لما قال : (( ما دامت السماوات الأرض )) قد يفهم الإنسان أنهم خالدون فيها بمقدار هذه المدة، فقال عز وجل : (( عطاء غير مجذوذ )) ثم (( إن ربك فعال لما يريد )) أيضا دفعا لما يظن الظان أن هذا فيه شيء من الظلم أو نحو ذلك فقال: (( إن ربك فعال لما يريد )). نعم.
السائل : نحتاج إلى زيادة توضيح.
الشيخ : ايش هي؟
السائل : ... .
الشيخ : هذه؟ ويش المشكلة حتى نبين الواضح؟
السائل : الاستثناء.
الشيخ : (( خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك )). (( إلا ما شاء ربك )) يعني ليش الاستثناء هذا جاء؟ نقول جاء لأن الإنسان قد يفهم من قوله : (( خالدين فيها )) مدة دوام (( ما دامت السموات والأرض )). ما مصدرية ظرفية وتقدير الكلام مدة دوام السماء والأرض، مدة دوام السماء والأرض لنفرض أنها مائة ألف مليون سنة مثلا. إذا جاءت الآية هكذا (( ما دامت السماوات والأرض )) أي مدة دوام السموات والأرض يفهم منها الإنسان أنهم خالدون فيها مثلا كم؟ مائة ألف مليون، نحن قدرنا هذا، وبعد ذلك تنتهي إما بإخراجهم أو بفنائها، عرفت؟ فلما قال : (( إلا ما شاء ربك )) يعني إلا مدة زائدة على ذلك شاءها الله. واضح؟ هذا أقرب الأشياء، لأن هذا تحدث عن المستقبل مو عن الماضي يعني بعض الناس قال : (( إلا ما شاء ربك )) أي أن مدة دوامهم في الدنيا وفي القبر وفي يوم القيامة ما دخلوها حتى الآن.
نقول : هذا لا غير صحيح، لأن الله يتحدث عن شيء مستقبل لا عن شيء ماضي. خلاص انتهى الوقت. عساك تفهم يا عبد الحميد، اسمك عبد الحميد؟ أحمد، إن شاء الله فاهم.
السائل : نعم قليل إن شاء الله.
الشيخ : أي أنا من رأيي إذا كان ما تفهم إلا. لو تقرب مع إخوانك قريبين بعد اليوم ربما يكون أشد فهما إن شاء الله. كل إنسان الي عنده صعوبة فهم أقترح عليه إنه يتقدم أقترح عليه إنه يتقدم. والذي عنده فهم جيد بالعكس؟ نعم.
السائل : ... .
الشيخ : لا، إن شاء الله يحصل للجميع الخير إن شاء الله.
القارئ : " فمن الشهادة بالعين : الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ونحوهم ممن عينهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ومن الشهادة بالوصف الشهادة لكل مؤمن أو تقي. ونشهد بالنار لكل من شهد له بالكتاب والسنة بالعين أو بالوصف. فمن الشهادة بالعين الشهادة لأبي لهب وعمرو بن لحي الخزاعي ونحوها. ومن الشهادة بالوصف الشهادة لكل كافر أو مشرك شركا أكبر أو منافق ".
ونؤمن بفتنة القبر.
12 - ما رأيكم فيمن يقول في قوله تعالى : << خالدين فيها إلا ما شآء ربك >> أي مدة دوامهم قبل دخولها ؟ أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونشهد بالجنة لكل من شهد له الكتاب و السنة بالعين أو الوصف : فمن الشهادة بالعين : الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ونحوهم ممن عينهم النبي صلى الله عليه وسلم .
لما ذكر المؤلف رحمه الله أن من أصول أهل السنة والجماعة الإيمان بأن الجنة والنار حق وأنهما موجودتان الآن، وأنهما لا تفنيان أبدا، وذكر الأدلة لذلك، ذكر الشهادة لأحد بالجنة أو بالنار، هل نشهد لإنسان أنه من أهل الحنة أو أنه من أهل النار؟
يقول : الشهادة بالجنة أو بالنار لا تكون إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم، أو جاء بالقرآن.
قال : " ونشهد بالجنة لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو الوصف ". نعم. يعني الشهادة قد تكون بالعين بأن يشهد لرجل بعينه أنه في الجنة، فمن ذلك قول الله تبارك وتعالى الشهادة بالعين (( فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى وسيحنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى )) فإنها بإجماع المفسرين كلهم أو جملتهم أنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه. (( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى )).
وربما يقال إن من دلائل ذلك قوله تعالى: (( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )) فإنه بإجماع المسلمين أن المراد بصاحبه هنا من؟ أبو بكر، وصاحب الرسول الذي لا يفارقه في الشدة والرخاء هو أحق الناس بأن يشهد له بالجنة.
لكن الشهادة في الوصف.
يقول : " فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ".
أنا قلت لكم قبل قليل في أبي بكر لأقيم الدليل على شهادة القرآن له بالجنة.
أما السنة فـأمرها ظاهر، ما فيها إشكال، لكن هل شهد له القرآن بذلك أو لا؟
يقول : " الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ونحوهم ممن عينهم النبي صلى الله عليه وسلم ". مثل من؟ العشرة المبشرون بالجنة، ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، عكاشة بن محصن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، سعد بن معاذ شهد له الرسول بالجنة، بلال. المهم أنهم كثيرون.
الذين عينهم الرسول عليهم الصلاة والسلام يجب أن نشهد لهم بأعيانهم بالجنة، نقول يجب أو نقول يجوز؟ يجب تصديقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
13 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونشهد بالجنة لكل من شهد له الكتاب و السنة بالعين أو الوصف : فمن الشهادة بالعين : الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ونحوهم ممن عينهم النبي صلى الله عليه وسلم . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن الشهادة بالوصف الشهادة لكل مؤمن أو تقي .
كل مؤمن نشهد له بالجنة، كل تقي نشهد له بالجنة، قال الله تعالى في الجنة : (( أعدت للمتقين )) فكل متق فهو في الجنة، لكن هل نشهد لفلان الذي رأيناه في ظاهر حاله متقيا نشهد بأنه من أهل الجنة؟ لا، لكن نقول: نرجو له أن يكون من أهل الجنة، أما أن نشهد له فلا، لأن الرجل قد يعمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس وهو من أهل النار، كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) سبب هذا الحديث: أن رجلا كان مع الرسول عليه الصلاة السلام في غزوة وكان شجاعا مقداما لا يدع للعدو شاذة ولا فاذة إلا قضى عليها، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام ذات يوم: ( إنه من أهل النار )، فعظم ذلك على الصحابة وخافوا وقالوا في أنفسهم: كيف يكون هذا الرجل من أهل النار؟ إذن أين نكون نحن؟ فقال أحد الصحابة : ( والله لألزمنه ) وش معنى ألزمنه؟ يعني أتابعه وألازمه، فكان النهاية أنه أصيب بسهم هذا الرجل الشجاع، وتعرفون أن الرجل الشجاع إذا أصيب صار ذلك عنده ايه؟ عظيما كبيرا، هو عظم ذلك عليه فجزع، فأخذ بسيفه فاستله، ثم وضعه على صدره واتكأ عليه حتى خرج من ظهره، والعياذ بالله، فقتل نفسه. فأصبح الرجل غاديا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ( يا رسول الله أشهد أنك رسول الله. قال بم؟ ) الرسول قال : بم؟ لا ليشهد له بذلك، لكن ليبين الآية التي دلت على أنه رسول الله قال: إن الرجل الذي ذكرت أنه من أهل النار فعل كيت وكيت. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ). أسأل الله أن لا يجعلنا وإياكم منهم.
المسألة خطيرة، ولكن أبشروا أن الله لن يخذل عبده المخلص أبدا، متى كان الإنسان مخلصا لله مبتغيا لمرضاته فلن يخذله، لأن الله أكرم من أن يخذل عبده المؤمن، وإذا كان الله يقول: ( من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ) لا يمكن أن يخذل، لكن قد يكون في القلب _أجارنا الله وإياكم وأعاذنا وإياكم_ قد يكون في القلب سريرة خبيثة باطنة ككراهة الحق أو لبعض الحق وحقد على المؤمنين وغل وما أشبه ذلك من الأمور التي تهوي به في مكان سحيق، والعياذ بالله.
ولهذا أنا أكرر دائما، أكرر دائما أن يركز الإنسان على تطهير القلب (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا )) طهر قلبك من الشرك والغل والحقد وكراهة ما أنزل الله، حتى ولو كان في أمر سهل، لا تكره شيئا مما شرع الله أبدا، لأنه ربما يختم للإنسان _أجارنا الله وإياكم_ بسوء الخاتمة.
نحن نقول: بالنسبة للشهادة لا نشهد بالجنة للرجل للذي رأيناه متقيا ظاهرا، لكن نقول نرجو أنه من أهل الجنة.
وكذلك أيضا الشهادة، لو أن رجلا قتل في صف المسلمين، قتله الكفار وهو مجاهد، هل نشهد له بالشهادة؟ لا أبدا. وقد ترجم البخاري رحمه الله لهذه المسألة بقوله في الصحيح : " باب لا يقال فلان شهيد "، واستدل لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله ) فجعل العلم في ذلك إلى من؟ إلى الله عز وجل، لا إلى الظاهر. ( إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون الدم والريح ريح المسك ). وذكر في الفتح أثرا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ( إنكم تقولون فلان شهيد وفلان شهيد ولعله أن يكون فعل كذا وكذا ) يعني غلّ ( ولكن قولوا : من مات أو قتل في سبيل الله فهو شهيد ) شف ( من مات ) هذه عامة ولا خاصة؟
الطالب : عامة.
الشيخ : عامة، إذن قل كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، لكن لا تقل فلان شهيد، لأنه قد يكون في قلبه أنه يدافع عن حمية عصبية وما أشبه ذلك. لكن مع الأسف الشديد أن كلمة شهيد اليوم صارت رخيصة كما كانت كلمة شيخ، الآن كلمة شيخ رخيصة ولا لا؟ كم تتباع ؟ قرشين ولا ببلاش؟ بلا شيء يعني: يقال للإنسان الي ما يعرف شيء كما قلنا في الليلة الماضية ما يعرف كوعه من كرسوعه يقال له شيخ، لكن تجده يجلس في مجلس كله عوام، ثم يقوم تكلم بكلام فصيح بين وعن شجاعة فيقولون هذا العالم هذا الجهبذ الذي لا نظير له، فيكون عندهم شيخ الشيوخ.
وكذلك أيضا سهلت كلمة إمام الآن، لو يصنف الإنسان كتابا مختصر من أبسط ما يكون وأقل ما يكون، قالوا: هذا إمام، سبحان الله! الإمام لا بد أن يكون جهبذا عالما كبيرا متبوعا مهو كل إنسان مؤلف يسمى إماما، ولهذا لما اختلفت المفاهيم هنا صارت الألقاب تشوش. عندما تقرأ كتاب صغير ألفه واحد يقول قال الإمام فلان بن فلان، ماذا يظن السامع؟ أنه إمام من أكبار العلماء، وهذا لا يجوز أن نصف الإنسان بما لا يستحق، هذا فيه شيء من الكذب.
طيب. على كل حال الآن رخصت كلمة شهيد، حتى يقال للإنسان إذا قتل نفسه إنه شهيد.
الذين يضعون المتفجرات في بطونهم ويموتون بها يقال عند بعض الناس إنه ايش؟ إنه شهيد.
ونحن نقول: إنه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم، لكننا لا نعينه، نبرأ إلى الله من هذا، لكن نقول: كل إنسان قتل نفسه فإنه يعذب بما قتل به نفسه في جهنم، أما هذا الرجل لا نقول لهذا الرجل لأنه قد يفعل ذلك متأولا ظانا أن هذا حق، فهذا لا يعذبه الله عز وجل.
أرأيت أسامة بن زيد رضي الله عنه قتل مشركا بعد أن أدركه هاربا فقال المشرك: لا إله إلا الله، فقتله. متأول ولا غير متأول؟ يظن أنه قالها تعوذا من القتل وخوفا منه، ونحن لو وقعت هذه لكنا نظن كما ظن أسامة أنه قال ذلك تعوذا من القتل. لكن الرسول وبخه وقال وجعل يكرر عليه: ( أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ) حتى قال أسامة : ( تمنيت أني لم أكن أسلمت حتى يكون هذا الذنب مما يغفر لي بالإسلام ).
فالمهم يا جماعة المهم أن الشهادة أمر مهم خطير جدا، إذا فعل الإنسان فعلة مؤمن تقي فقل: أحسبه كذلك والله حسيبه، وأرجو له التوفيق، أرجو له الجنة، أرجو له الثواب حتى تسلم. والحمد لله أنا أقول لكم: هل يضره إذا لم نشهد له بأنه شهيد لو كان شهيدا عند الله؟ لا يضره. وهل ينفعه إذا شهدنا له وليس شهيدا عند الله؟ لا، إذن ما الفائدة أن نعرض أنفسنا لشيء محرم علينا لأجل إرضاء بعض الناس. نعم.
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونشهد بالنار لكل من شهد له بالكتاب والسنة بالعين أو بالوصف : فمن الشهادة بالعين الشهادة لأبي لهب وعمرو بن لحي الخزاعي ونحوها .
الطالب : من أهل النار.
الشيخ : تشهدون؟
الطالب : نعم.
الشيخ : بأي دليل؟
الطالب : القرآن.
الشيخ : نعم (( تبت يدا أبي لهب )) في القرآن (( تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب )).
" كذلك أيضا عمرو بن لحي الخزاعي " شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه يجر قصبه يعني أمعاءه في النار نشهد له. نقول: عمرو بن لحي الخزاعي نشهد أنه في النار. وكذلك من شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام بعينه بالنار فإنا نشهد.
15 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونشهد بالنار لكل من شهد له بالكتاب والسنة بالعين أو بالوصف : فمن الشهادة بالعين الشهادة لأبي لهب وعمرو بن لحي الخزاعي ونحوها . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن الشهادة بالوصف الشهادة لكل كافر أو مشرك شركا أكبر أو منافق .
نقول : كل كافر في النار، كل مشرك شركا أكبر فهو في النار، كل منافق فهو في النار. كذا؟ عموم هذا أو خصوص؟ هذا عموم نشهد به.
يوجد الآن رؤساء كفرة يموتون هل نشهد لهم بأنهم في النار؟
الطالب : لا.
الشيخ : يعني مثلا رئيس اليهود الذي قتل والذي مات هل نشهد بأنه في النار؟
الطالب : لا نشهد.
الشيخ : نعم؟
الطالب : نشهد يا شيخ، نشهد.
الشيخ : إي بعينه.
الطالب : ما نشهد.
الشيخ : ليش يا جماعة؟ مات على الكفر.
الطالب : ما نشهد.
الشيخ : نعم؟ تشهد؟
الطالب :
الشيخ : طيب. أنا أرى أن الاحتياط وبراءة الذمة أن لا نشهد، هذا الاحتياط، وإن كنا يعني ليس هذا، ليس شهادتنا لهذا في النار في التحرز منها كشهادتنا لكافر معلن كفره لكن ما مات على الكفر، هذا ربما يهدى فيما بعد. لكن إنسان مات على الكفر نشهد، يعني نشهد أنه إلى آخر لحظة من حياته ما علمنا أنه أسلم، الشهادة للكفر بهذا قريبة، لكن مع هذا نقول: الاحتياط أن لا تشهد أن لا تشهد، فإن شهادتك له في النار إن كان ليس من أهلها لن تؤثر، وإن كان من أهلها فلا حاجة لشهادتك، هو من أهل النار.
لهذا نرى الشهادة بالنار لكافر على قيد الحياة لا تجوز، لا شك، لاحتمال أن ؟ أن يسلم، وكم من كافر أسلم. أما إذا مات على الكفر ولم نعلم أنه قال يوما من الدهر لا إله إلا الله فهذا أيضا لا نشهد له بالنار إيش؟ احتياطا ولا؟ احتياطا.