قال المصنف رحمه الله تعالى : الثالث : مدح المحسن على إحسانه , ةذم المسيئ على إساءته , و إثابة كل منهما بما يستحق .
أيضا تأباه الرحمة، لأن الله أرحم بعبده أن يكلفه ما لا يطيق.
ثالثا : يأباه خبره الصادق، خبر من؟ الله في قوله تعالى : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )).
انتبهوا لهذا الوجه فإنه وجه جيد جدا.
لو لم يكن للعبد إرادة واختيار لكان توجيه الأمر إليه ايش؟ تكليفا بما لا يطاق، وهو أمر أيضا تأباه الحكمة، إذ أن أمر من لا يستطيع أن يفعل سفه، أليس كذلك؟ طيب. أنت الآن لو لو قلت لامرأة عجوز كبيرة في السن احملي صندوق التجوري لقال الناس ايش هذا؟ هذا جنون. نعم. ولو قلت لواحد في السوق يلا امش شف الكتيبة الفلانية مرهم أن يفعلوا كذا وكذا، قاله عامي مثله، ويش يكون هذا؟ أنتم فاهمين هالكلام هذا؟ إنسان في السوق واجه إنسان في السوق، قال: شف الكتيبة الفلانية يلا مرها أن تذهب إلى الجهة الثانية، ويش يكون هذا؟ سفه، هذا سفه، لأن هذا لا يمكن، فحكمة الله تأبى أن يكلف من لا يستطيع أن يريد ولا يفعل تأبى أن تأمره بأمر.
كذلك رحمته، أرحم الراحمين لا يمكن أن يلزم عباده بما ليس في استطاعتهم.
يأباه أيضا خبره الصادق في قوله : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )).
وهذا وجه جيد واضح، لو كان الناس ليس لهم إرادة ولا اختيار لكان الأمر كما سمعتم.
هذا الوجه نرد به على من؟
الطالب : على الجبرية.
الشيخ : على الجبرية، وهو رد واضح.
ثانيا. يقول: " ثالثا: مدح المحسن على إحسانه، وذم المسيء على إساءته، وإثابة كل منهما بما يستحق ".
هذا مما يدل على أن فعل العبد بإرادته واختياره. لو كان بغير إرادة ولا اختيار هل يتوجه أن نلوم المسيء ونثني على المحسن؟ تقولون: لا، يعني لأني تعرفوني أريد أن تقولوا لا، أو عن اقتناع؟
الطالب : عن اقتناع.
الشيخ : إذا كان فعل العبد بغير إرادة ولا اختيار، بل ولا قدرة فلا فرق بين المحسن والمسيء، ولا يمكن أن يتوجه المدح والثناء إلى المحسن والذم والقدح إلى المسيء، لأن كلا منهما يفعل بدون اختيار وبدون قدرة، فلا يتوجه، مع أن القرآن والسنة مملوءان بالثناء والمدح للمحسنين، والذم والقدح للمسيئين. طيب.
1 - قال المصنف رحمه الله تعالى : الثالث : مدح المحسن على إحسانه , ةذم المسيئ على إساءته , و إثابة كل منهما بما يستحق . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثا , وعقوبة المسيئ ظلما ، و الله تعالى منزه عن العبث والظلم .
هذا أيضا في العقوبة والثواب. إذا قلنا إن المحسن يفعل بدون إرادة وبدون اختيار صار مدحه عبثا، تمدحه على شيء ما فعله باختياره؟!
كذلك أيضا عقوبة المسيء تكون ظلما، لأنك عاقبته على شيء لا يستطيع التخلص منه، وهذا ظلم.
ولذلك كان الجبرية يقولون إن الله تعالى له أن يعاقب أصلح الناس وأعبد الناس، له أن يعاقبه، وليست عقوبته ظلما، ليش يا جماعة مو بظلم؟ الله يقول : (( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما )) قالوا: لكن هذا مهو بظلم. لماذا؟ قال: أليس الخلق كلهم عباد الله؟ جوابنا: بلى. إذن له أن يفعل في عباده ما شاء. نقول نحن: نعم، له أن يفعل ما شاء، لكنه قد حرم الظلم على نفسه.
2 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثا , وعقوبة المسيئ ظلما ، و الله تعالى منزه عن العبث والظلم . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : الرابع : أن الله تعالى أرسل الرسل << مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل >> [ النساء : 165 ] . ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره ما بطلت حجته بإرسال الرسل .
هذا أيضا دليل واضح. الله تعالى أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ثم قال : (( لئلا )) (( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) لولا أن الإنسان يفعل باختياره وإرادته ما قامت الحجة بإرسال الرسل، لأن الذين أرسل إليهم يقولون: يا ربنا ما نستطيع أن نفعل ولا أن نترك، الأمر ليس إلينا، فيكون إرسال الرسل فيه فائدة ولا لا؟ ليس فيه فائدة، ليس فيه فائدة إذا قلنا الإنسان ما له إرادة ولا اختيار.
ايش الفائدة أن ترسل رسولا لشخص لا يستطيع أن يتخلص؟ ما له فائدة، ما له معنى، والله عز وجل أخبر بأن إرسال الرسل تقوم به الحجة، لأن الناس يعصون الرسل باختيارهم ويطيعونهم باختيارهم، وهذا أيضا وجه واضح، وكل هذه الأوجه رد على الجبرية. طيب.
الخامس.
الطالب : ...
الشيخ : ها؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : عندنا ما بطلت ... .
الشيخ : ما بطلت حجتهم بإرسال الرسل.
الطالب : لما بطلت.
الشيخ : كله واحد، عندكم لما؟ آي ما عندنا ما عندنا، حتى أنا ما عندي للام، لأن اللام في "ما" دخولها ضعيف.
3 - قال المصنف رحمه الله تعالى : الرابع : أن الله تعالى أرسل الرسل << مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل >> [ النساء : 165 ] . ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره ما بطلت حجته بإرسال الرسل . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : الخامس : أن كل فاعل يحس أنه يفعل الشيئ أو يتركه بدون أي شعور بإكراه ، فهو يقوم و يقعد و يدخل ويخرج ويسافر ويقيم بمحض إرادته ، و لايشعر بأن أحدا يكرهه ذلك ، بل يفرق تفريقا واقعيا بين أن يفعل الشيئ باختياره وبين أن يكرهه عليه مكره ، وكذلك فرق الشرع بينهما تفريقا حكميا ، فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرها عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى .
الطالب : ...
الشيخ : ها؟ كيف؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا، حكميا، حكميا هذا الصواب، صححوها.
" فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرها عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى ".
هذا أيضا وجه محسوس ظاهر ،كل إنسان يحس بأنه يفعل الشيء بايش؟ باختياره. مَن الذي جاء بكم إلى هذا المكان بعد أن فطرتم في الصباح؟ ولا غصب؟ أبدا يأتي الإنسان ولا يشعر أن أحدا يكرهه، كذا؟ كذلك يترك الشيء لا يحس أن أحدا يكرهه أبدا. ولو كان الإنسان ليس له إرادة لكان يكره على هذا الشيء. بل إن الإنسان يفرق بين ما فعله باختياره وما فعله بإكراه. صح؟ لو قلت مثلا لواحد: قم، فقال والله ما لي إرادة بالقيام. فقلت: قم وإلا فسوط في ظهرك، وقام خوفا من السوط، مكره ولا غير مكره؟ يعرف الفرق بين أن أقول: قم، فيقول: مرحبا وسهلا، يقوم، هذا قام بايش؟ باختياره. قلت له: قم، قال: ما عندي إرادة للقيام ولا أنا قائم، فقلت: إما أن تقوم وإلا فسوط في ظهرك، يقوم ولا لا؟ لكن غصب.
كلنا نحس بالفرق بين ما نفعله كرها وما نفعله عن رضا. واضح؟
الجبرية يقولون كلها سواء. يقول: واحد ألقاك من السطح إلى الأرض، هذا نزول قهري، وإنسان نزل من السطح إلى الأرض بالدرج، نزول؟
الطالب : ...
الشيخ : لا لا الواقع الواقع.
الطالب : اختياري.
الشيخ : اختياري لا شك. كل يعرف الفرق بين هذا وهذا، هما عند الجبرية سواء، هما سواء. شف كيف العقول!
ولهذا نحن نقول: إن المعتزلة أقرب إلى المعقول من الجبرية، لأن الجبرية قولهم لا يتصور أحد أن يقبله، لا يتصور أن يقبله أحد تمام؟ أقول واضح هذا الوجه؟ نعم.
ولذلك يقول: " بل يفرق - أي الإنسان - تفريقا واقعيا بين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن يكرهه عليه مكره. وكذلك فرق الشرع - يرحمك الله - فرق الشرع بينهما تفريقا حكميا فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرها عليه فيما يتعلق بحق الله ".
هل المكره على الشيء يؤاخذه الله؟ لا، حتى إن الله تعالى قال في أعظم الذنوب : (( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم )).
أعظم الذنوب الكفر، ولو أكره الإنسان عليه، وقلبه مطمئن بالإيمان لم يكفر، والباقي من باب أولى.
وقولنا هنا : " بما يتعلق في حق الله " احترازا مما يتعلق في حق الآدمي، فإن الإنسان إذا أكره على إتلاف مال الرجل وأتلفه فعليه الضمان، عليه الضمان، فيؤاخذ بمال الآدمي. ولو أكره على قتل إنسان، يضمن؟ إنسان رجل ظالم جائر قال لآخر اقتل هذا وإلا قتلتك. هل يقتله؟
الطالب : لا.
الشيخ : لكن يا إخواني انتبهوا لو لم يقتله لقتل. يقتل؟ هو لا يقتله ولو قتل هو؟ تمام، ولو قتل، يعني: حتى لو قال له الظالم: اقتل هذا الرجل وإلا قتلتك فإنه لا يقتله ويصبر على تحمل القتل، لأنه لا يجوز استبقاء نفسه بإتلاف غيره، لا يجوز.
طيب. امرأة في بطنها جنين، والجنين حي، وقيل لها: إما أن نقتل الجنين وتسلمين أنت، وإما أن نبقي الجنين وتهلكين.
الطالب : ينظر.
الشيخ : ها؟
الطالب : يبقى الجنين.
الشيخ : يبقى الجنين ولو ماتت؟
الطالب : لو ماتت.
الشيخ : لو ماتت.
طيب. إذا قال العقلانيون: إذا بقي الجنين وماتت لا بد أن يموت، فحينئذ نكون قد قتلنا نفسين، وإذا قتلنا الجنين وأخرجناه قتلنا نفسا واحدة، والعقل يرى أن قتل نفس واحدة أهون من قتل نفسين، فما الجواب يا؟ الجواب؟
الطالب : أنا يا شيخ؟
الشيخ : إي، الظاهر إنك سارح والله ما تدري أنت بالمسجد ولا بالسوق، الله أعلم. ايش؟
الطالب : العقل مطابق للشرع.
الشيخ : كيف؟
الطالب : دلالة العقل مطابقة للشرع.
الشيخ : ايش الي قلنا الحين؟
الطالب : قلنا إذا قتلنا.
الشيخ : صورة المسألة ما هي؟
الطالب : امرأة.
الشيخ : أي نعم.
الطالب : في بطنها جنين.
الشيخ : نعم.
الطالب : قلنا مخيرة، إما نقتل ولدها في بطنها وإما ... أو نخرج ابنها وتموت.
الشيخ : هل هذه الصورة يا جماعة؟ شفت إنك سارح في خيالك.
هذه امرأة حامل وولدها حي، قال الأطباء: إما أن نقتل الولد وتسلم الأم، يعني نقتله نسوي عملية وتسلم الأم، وإما أن يبقى في بطنها فتموت الأم، والمعروف أنه إذا ماتت الأم مات الجنين، فيقولون: نقتل الجنين نطلعه وتسلم الأم، وحينئذ نكون قتلنا نفسا واحدة فقط، لكن لو أبقيناه وماتت الأم ثم مات قتلنا نفسين، ايش نقول؟
الطالب : ... .
الشيخ : تموت الأم.
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟ لا إذا أخرجنا الجنين مات الجنين والأم تبقى حية.
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : ولو بقي في بطنها ماتت الأم ثم مات الجنين، لا بد. أيها أحسن أن يموت اثنان أو واحد؟ واحد، إذن نقتل الجنين ونطلعه ونخلي الأم تبقى، هذا الحكم. السؤال مهو لك يا ولدي.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم. المهم يا إخواني ترى هذه شبهة لست أقولها فرضا هي واقع، يعني في ناس من العلماء الذين هم أدباء وليسوا علماء شرع في الواقع، يموهون على الناس، يقول: اقتل الجنين وخلي الأم تبقى، لأنك لو أبقيت الجنين ماتت الأم ومات الجنين. فهمت؟ ومعلوم أن قتل نفس واحدة أهون من قتل نفسين، ها؟
الطالب : نقول أن قتل الجنين عدوان.
الشيخ : نعم.
الطالب : موت الأم ... .
الشيخ : غير متحقق؟
الطالب : في شك، مشكوك فيه.
الشيخ : لا لا، لو كان مائة بالمائة. الطبيب يقول: هذه مائة بالمائة ستموت.
الطالب : هذا إلى الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : أي هو إلى الله لكن في علامات.
الطالب : نقول ما نرتكب العدوان من أجل الشك.
الشيخ : طيب في جواب غير هذا، هو على كل حال جوابك لا بأس به، لكنه يمشي على رجل واحدة. نعم.
الطالب : إذا قتلنا الجنين فنحن قتلناه بفعلنا، أما الأم فإذا ماتت فهي بفعل الله عز وجل.
الشيخ : أحسنت، هذا الصواب.
نقول: نعم إذا بقي الجنين في البطن وماتت الأم، ثم مات الجنين، فموت الجنين هنا بفعل الله، أليس كذلك؟ موت الجنين بفعل من؟ بفعل الله، مهو بفعلنا، لكن لو قتلناه صار موته بفعلنا فلا يحل. واضح؟
طيب. إذن نقول: إنّ قولنا " في حق الله تعالى " احترازا من ايش؟ من الإكراه في حق الإنسان.
طيب. لو قال لك قائل: إما أن تذبح هذه البهيمة وهي بهيمة لغير القائل وإلا حبستك، فذبحها مكرها، هل يسقط حق الآدمي؟ لا، لا يسقط، يضمنها لصاحبها.
4 - قال المصنف رحمه الله تعالى : الخامس : أن كل فاعل يحس أنه يفعل الشيئ أو يتركه بدون أي شعور بإكراه ، فهو يقوم و يقعد و يدخل ويخرج ويسافر ويقيم بمحض إرادته ، و لايشعر بأن أحدا يكرهه ذلك ، بل يفرق تفريقا واقعيا بين أن يفعل الشيئ باختياره وبين أن يكرهه عليه مكره ، وكذلك فرق الشرع بينهما تفريقا حكميا ، فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرها عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونرى أنه لا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى ، لأن العاصي يقدم على المعصية باختياره من غير أن يعلم أن الله تعالى قدرها عليه ، إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره << وما تدري نفس ماذآ تكسب غدا >> [ لقمان : 34 ] ، فكيف يصح الإحتجاج بحجة لا يعلمها المحتج بها حين إقدامه على ما اعتذر بها عنه ؟ وقد أبطل الله تعالى هذه الحجة بقوله : << سيقول الذين أشركوا لو شآء الله مآ أشركنا و لآأبآؤنا و لا حرمنا من شيئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنآ إن تتبعون إلا الظن و إن أنتم إلا تخرصون >> [ الأنعام : 148 ] .
الجواب: ما ترفع المقدر. إذن كيف تلومونني؟ وهذا يحتج به الآن العصاة كثيرا، إذا نصحته قلت: هذا حرام وهذا تكسب آثام، وهذا فيه، قال: والله الشكوى إلى الله، هذا قدر الله، فيحتج ايه؟ يحتج بالقدر، هل له حجة؟ ننظر.
يقول : " لا حجة له على المعاصي بقدر الله، لأن العاصي يقدم على المعصية باختياره من غير أن يعلم أن الله تعالى قدرها عليه ".
العاصي يقدم على المعصية باختياره، أليس كذلك؟ هل يعلم أن الله قدرها عليه؟
الطالب : لا يعلم.
الشيخ : طبعا إلا بعد الوقوع، بعد الوقوع يعلم أن الله قدرها عليه، لكن قبل لا يعلم. نقول: أنت الآن أقدمت على المعصية قبل أن تعلم أن الله قدرها عليك، فكيف تحتج بشيء ليس حجة لك. واضح؟
طيب. إذن لا حجة له، لا حجة له على المعصية في القدر. وذكروا أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قُدِّم إليه سارق فأمر بقطع يده، فقال: مهلا يا أمير المؤمنين، والله ما سرقت إلا بقدر الله. صحيح؟ صحيح. نعم. قال : ( ونحن لا نقطع يدك إلا بقدر الله ). فاحتج عليه بمثل ما احتج به، مع أن أمير المؤمنين رضي الله عنه له حجتان، حجة باطلة لكن يريد أن يلزم بها الخصم، وهي الاحتجاج بقدر الله، وحجة ثابتة وهي الاحتجاج بشرع الله، يعني: إذا قطعنا يد السارق قطعناه بشرع الله وبقدر الله، لكن إذا سرق فقد سرق بقدر الله لا؟ لا بشرع الله. واضح يا جماعة؟
طيب. إذن العاصي لا حجة له في معصيته، لا حجة له على معصيته بقدر الله عز وجل.
يقول : " لأن العاصي يقدم على المعصية باختياره من غير أن يعلم أن الله قدرها عليه، إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره ". واستدل المؤلف بقوله : (( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا )). هل أحد منكم يدري ماذا يكسب غدا؟ لكن يقدر، يقول: غدا سوف آتي للدرس مثلا وأقرأ الكتاب الفلاني، سوف أراجع محفوظاتي أراجع مقرراتي وما أشبه ذلك، هو يقدر هذا، لكن هل يعلم أنه كاسبه، لأنه لا يمكن أن يكون كاسبا له حتى يعمله فعلا، ولذلك يقول الله عز وجل : (( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا )) كلنا لا ندري، نقدر ونقدر، وإذا بالقدر على خلاف ما قدرنا، يحال بيننا وبين ما قدرنا إما بنقض العزيمة وانصراف العزيمة إلى شيء آخر، وإما بحدوث سبب يقتضي أن لا نفعل ما كنا قدرناه. واضح؟
ولهذا قال الله تعالى : (( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله )). لكن لو قلت ذلك على سبيل الإخبار، هل يلزم أن تقول إن شاء الله؟
الطالب : لا يلزم.
الشيخ : ترى هذا فرق دقيق يا جماعة. لو قال إنسان: تسافر غدا؟ قلت: نعم، وأنت لا تريد أنك تسافر فعلا، تريد غدا يعني حسب ما في نيتك، هذا يجوز بدون أن تقول إن شاء الله، لأنه إخبار عما في نفسك، وما في نفسك أمر واقع لا يحتاج أن تقول: إن شاء الله، لأن الله قد شاءه واقع. فإن قلت: أسافر غدا بمعنى أني أفعل السفر، فلا بد أن تقول إن شاء الله، ولهذا جاءت الآية الكريمة (( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا )) يعني: فاعله فعلا، فانتبهوا لهذا الفرق، بعض الناس يمنع من قولك إني سأفعل غدا كذا وكذا ولو كان خبرا عما في نفسك، يقول: لا بد أن تقول إن شاء الله. أقول: لا بد أن أقول إن شاء الله متى؟ إذا أردت أني أفعله فعلا، أما إذا أردت الإخبار عما في نفسي فهذا لا يحتاج إلى ذكر المشيئة، لأن الله قد شاءه وأوقعه في نفسك.
ولهذا منع بعض العلماء من أن تقول عن شيء فعلته إني فعلته إن شاء الله، تقول مثلا: أنا لبست ثوبي إن شاء الله. نعم؟ قالك تغديت؟ عقب ما قام من السفرة شبعان، تغديت؟ قال: إن شاء الله، يستقيم هذا أو لا يستقيم؟ لا يستقيم. طيب، صليت عقب ما سلم من الصلاة؟ قال: إن شاء الله، لا هذه في الحقيقة قد يستقيم، لأن الصلاة قد تنفى لانتفاء روحها وخشوعها مثلا، وأقول إن شاء الله، أي: إني صليت صلاة مرضية عند الله، لكن إذا أردت صليت يعني فعلا، فلا حاجة تقول: إن شاء الله، لأنك صليت. نعم.
طيب. على كل حال نحن نقول: إن إن قوله تعالى : (( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا )) يدل على أنه لا حجة للعاصي بقدر الله، لأنه لا يدري ماذا قدر الله عليه، فهو قد أقدم على شيء بمجرد هوى نفسه، " فكيف يصح الاحتجاج بحجة لا يعلم المحتج بها حين إقدامه على ما اعتذر به عنها. وقد أبطل الله هذه الحجة بقوله : (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون )) " شف أبطل الحجة. (( سيقول الذين أشركوا )) يعني إذا جادلتموهم في الشرك (( لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء )) وهم قد حرموا السائبة والوصيلة والحام والبحيرة، كذلك قال الله تعالى مثل ذلك التكذيب (( كذب الذي من قبلهم )) لأنهم يحتجون بالقدر وهم يعلمون أنه لا حجة لهم فيه ولكنهم يحتجون بذلك دفعا للمناظرة والمجادلة.
(( حتى ذاقوا بأسنا )) هذه الجملة تدل على أنه حجة لهم، لو كان لهم حجة ما ذاقوا بأس الله، لكان الله عذرهم ولم ينزل بهم بأسه، فدل ذلك على أن حجتهم باطلة. واضح يا جماعة؟
قال الله تعالى للرسول عليه الصلاة والسلام : (( ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل )) نعم؟ كيف يقول : (( لو شاء الله ما أشركوا )) فيجعل المشيئة عذرا في شركهم؟ وفي آية أخرى أبطل هذا العذر، والقرآن لا يتناقض؟
نقول : قالها الله تعالى للرسول تسلية له حتى يرضى بشركهم رضا قدريا لا شرعيا، لأن الله قال قبل هذا : (( اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين ولو شاء الله ما أشركوا )) فذكر الله ذلك تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام حتى يرضى ويسلم بماذا؟ بالقدر، ولو أن المشركين احتجوا بمشيئة الله رضا بمشيئة الله، ولكن أقلعوا عن شركهم ايش؟ لصحت حجتهم، لكنهم قالوا لو شاء الله ما أشركنا استمرارا على شركهم، وهذا فرق دقيق يجب على طالب العلم أن ينتبه له فقول الله : (( لو شاء الله ما أشركوا )) هي قول المشركين (( لو شاء الله ما أشركنا )) لكن بينهما فرق، المشركون ذكروا ذلك احتجاجا بقدر الله على معصيته، والله تعالى ذكر ذلك تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام ورضا بقدر الله حتى لا يهلك (( لعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )) طيب.
ثم قال : " ونقول للعاصي ".
إذن الوجه الأول واضح أنه يفعل باختياره وأنه لا مكره له.
ونقول في الثاني، نقول للعاصي المحتج بالقدر " لماذا لم تقدم على الطاعة مقدرا أن الله تعالى قد كتبها لك فإنه لا فرق بينها وبين المعصية في الجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك ". صح؟
الطالب : ...
الشيخ : إلا، أي آية؟ ذكرناها ما كملتها؟ كملناها،كملناها لكن نحن شرحنا المقصود منها فقط.
5 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونرى أنه لا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى ، لأن العاصي يقدم على المعصية باختياره من غير أن يعلم أن الله تعالى قدرها عليه ، إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره << وما تدري نفس ماذآ تكسب غدا >> [ لقمان : 34 ] ، فكيف يصح الإحتجاج بحجة لا يعلمها المحتج بها حين إقدامه على ما اعتذر بها عنه ؟ وقد أبطل الله تعالى هذه الحجة بقوله : << سيقول الذين أشركوا لو شآء الله مآ أشركنا و لآأبآؤنا و لا حرمنا من شيئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنآ إن تتبعون إلا الظن و إن أنتم إلا تخرصون >> [ الأنعام : 148 ] . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونقول للعاصي المحتج بالقدر : لماذا لم تقدم على الطاعة مقدرا أن الله تعالى قد كتبها لك ، فإنه لا فرق بينهما و بين المعصية في الجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك ؟ ولهذا لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بأن كل واحد قد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار ، قالوا : أفلا نتكل وندع العمل ؟ قال : { لا ، اعملوا فكل ميسر لما خلق له } .
طيب. (( وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )) هذا دليل.
6 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونقول للعاصي المحتج بالقدر : لماذا لم تقدم على الطاعة مقدرا أن الله تعالى قد كتبها لك ، فإنه لا فرق بينهما و بين المعصية في الجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك ؟ ولهذا لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بأن كل واحد قد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار ، قالوا : أفلا نتكل وندع العمل ؟ قال : { لا ، اعملوا فكل ميسر لما خلق له } . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونقول للعاصي المحتج بالقدر : لو كنت تريد السفر لمكة وكان لها طريقان أخبرك الصادق أن أحدهما مخوف صعب ، و الثاني آمن سهل فإنك ستسلك الثاني و لا يمكن أن تسلك الأول وتقول : إنه مقدر علي ، ولو فعلت لعدك الناس في قسم المجانين .
إنسان مثلا سيسافر إلى مكة، نقول له: إذا روحت مع الجانب الأيسر مع الطريق الأيسر فإنه صعب ومخوف ممتلئ قطاع طريق ممتلئ أودية وجبالا خطر عليك، الطريق الأيمن سهل معبد آمن ميسر، قلت: والله بروح مع الأيسر، ليش؟ قال: لأنه مكتوب علي. ماذا يقول الناس؟ مجنون بس؟ نعم، ما يقولون سفيه فقط، يقال: هذا مجنون، يسلك الطريق الوعر المخوف وعنده الطريق السهل الآمن، ثم يقول: يا الله مكتوب علي، كل الناس يقولون: هذا جنون.
الآن أمامك طريقان بينهما الله عز وجل لك (( وهديناه النجدين )) شف (( هديناه النجدين )) دللناه على الطريقين، طريق سهل آمن واضح، غايته رضا الله والجنة، طريق آخر مخوف كله قطاع طريق وشوك وشياطين وغيره، أيهما تسلك؟ مهو الأول؟ الأول، هذا مقتضى العقل، كما أنه طلب الشرع، فهو أيضا مقتضى العقل.
لكن هؤلاء نسأل الله العافية زاغوا فأزاغ الله قلوبهم، وقد قال الله تعالى : (( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء )) القرآن (( والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى )) نسأل الله العافية، اللهم اهدنا صراطك المستقيم.
طيب. ونقول أيضا، ما يخالف نكمل إذا شئتم؟
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟ نكمل ما يخالف.
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟
الطالب : الجو بارد.
الشيخ : سبحان.
7 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونقول للعاصي المحتج بالقدر : لو كنت تريد السفر لمكة وكان لها طريقان أخبرك الصادق أن أحدهما مخوف صعب ، و الثاني آمن سهل فإنك ستسلك الثاني و لا يمكن أن تسلك الأول وتقول : إنه مقدر علي ، ولو فعلت لعدك الناس في قسم المجانين . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونقول له أيضا : لو عرض عليك وظيفتان : إحداهما ذات مرتب أكثر فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة ، فكيف تختار لنفسك في عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتج بالقدر ؟
هذا نخاطب به حتى المؤمن الكسول، يعني هذا لا نخاطب الكافر فقط حتى المؤمن الكسول نخاطبه. لو عرض عليك وظيفتان إحداهما مرتبة المرتب لها عشرة آلاف، والثاني خمسة آلاف، أيهما تختار؟ عشرة آلاف ما في إشكال، ولهذا حتى الي يختار خمسة آلاف أو لا يحصل له إلا خمسة آلاف كلما جاء وقت الترقية ايش يعمل؟ يطالب يتعب في المطالبة.
فالمهم أنا أقول هكذا باعتبار الواقع لا باعتبار الموافقة، أنا لا أرى أن الموظف يطلب الترقية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك ) لا تطلب ترقية إن رقوك فهذا المطلوب وإلا فاسكت، لأن المال في الحقيقة ما هو مال الدولة، المال مال من؟ مال المسلمين عموما، فأنت إذا ظلمت درهما لا تظن أنك ظلمت الدولة أو مجلس الوزراء أو ما أشبه ذلك، لا، ظلمت أدنى عجوز في خبائها، لأن المال مال المسلمين عموما. طيب. لا نشطح كثيرا. نقول لهذا الرجل الكسول لو عرض عليك وظيفتان إحداهما أكثر مرتبا أخذت الأكثر. فكيف تختار الأفضل في أمر الدنيا ولا تختار الأفضل في أمر الآخرة؟ طيب. هذا أيضا دليل واضح. العجيب أن هؤلاء المحتجين بالقدر تجدهم أكثر الناس مسابقة في أمور الدنيا، ولا يمكن يوم من الأيام أن يحتجوا بالقدر. الفساق والعصاة الآن أليسوا يطالبون بالترقيات ويختارون الوظائف الكثيرة ؟ نعم لا شك في هذا، فهم يحتجون بالقدر في شيء ولا يحتجون به في شيء آخر. طيب.
8 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونقول له أيضا : لو عرض عليك وظيفتان : إحداهما ذات مرتب أكثر فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة ، فكيف تختار لنفسك في عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتج بالقدر ؟ أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونقول له أيضا : نراك إذا أصبت بمرض جسمي طرقت باب كل طبيب لعلاجك ، وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة ، وعلى مرارة الدواء ، فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي ؟
على كل حال أنا أقول إن هؤلاء الذين يحتجون بالقدر على المعاصي لو خاطبتم في مسائل الدنيا لوجدتهم ايش؟ لا يستدلون بالقدر ولا كأن شيئا مقدورا نعم. طيب فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي؟ وانتهى، فصار العاصي لا حجة له في معصيته بايش؟ بقدر الله عز وجل.
ولا يجوز لنا أبدا أن نصادم الشرع بالقدر، الشرع والقدر كلاهما صنوان لا يكذب أحدهما الآخر بل يساعد أحدهما الآخر. والقدر كما قال بعض العلماء : " القدر سر مكتوم " وش معنى مكتوم؟ أي مكتوم على الخلق لا يعلمونه، لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا. ولما قالت الجارية مع جواري يغنين ويندبن من قتل من آبائهن في أحد أو في بدر، دخل النبي عليه الصلاة والسلام عليهن فقالت إحداهن:
" وفينا رسول يعلم ما في غد " نهاها الرسول عليه الصلاة والسلام، قال : ( لا تقولي هكذا، لكن قولي بالذي تقولين ). أما هكذا فلا، شف فغلق عنها الرسول باب الشر وفتح لها باب المباح، ما قال لا تتكلمي أبدا، قال هذا ممنوع، وهذا جائز، وهذه طريقة القرآن والسنة إذا ذكر الممنوع ذكر المباح، لئلا ينسد الطريق أمام الإنسان، وتعرفون أن الإنسان لو كسح من أول الأمر وقيل لا تفعل كذا ولم يفتح له باب تضيق عليه نفسه.
أريد مثال من القرآن على أنه إذا ذكر الممنوع ذكر الجائز؟
الطالب : (( وأحل الله البيع وحرم الربا )) .
الشيخ : طيب. (( وأحل الله البيع وحرم الربا )) (( لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا )).
في السنة قال عليه : ( لاتقولوا ما شاء الله وشئت ولكن قولوا ما شاء الله وحده ) ( بع التمر بالدراهم ثم اشتر بالدارهم جنيبا ) أي تمرا طيبا، وكانوا يبيعون التمر بالتمر متفاضلا بناء على اختلاف الرداءة والجودة، فأرشدهم الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المباح ومنع عنهم المحرم.
ونقف على هذا، ونسأل الله التوفيق.
الطالب : شيخ.
الشيخ : نعم.
9 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونقول له أيضا : نراك إذا أصبت بمرض جسمي طرقت باب كل طبيب لعلاجك ، وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة ، وعلى مرارة الدواء ، فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي ؟ أستمع حفظ
ما حكم تخفيف الوزن للسمين ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم، بالنسبة سؤال جانبي، يعني بالنسبة لتخفيف من ظن في نفسه أن هذا يقوده إلى مرض.
الشيخ : ايش؟ أعد.
السائل : تخفيف السمن لمن ظن في نفسه أنه لو بقي زاد عن حده.
الشيخ : نعم، المعدل، زاد عن المعدل.
السائل : الوزن الكبير قد يعرضه هذا الوزن على كلام أهل الاختصاص الأطباء إلى أمراض.
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ألا يشرع.
الشيخ : ألا؟
السائل : ألا يشرع له أن يخفف ما استطاع.
الشيخ : لا، مسألة الشرع هذا شيء ثاني، لكن قل ألا يباح.
السائل : لا، أنا أقصد يشرع.
الشيخ : لا، لأننا نقول قد يقول قائل هذا حرام، لأن تخفيف السمن من تغيير خلق الله، فالله خلقك على هذا الوجه لا تغير. هذه يشبه التحسين بفلج الأسنان وغيرها مما ورد النهي عنه.
السائل : لكن يا شيخ أنا قيدته بقولي أن هذا السمن سبب لمرض معين ذكره الأطباء، يعني فيه مرض.
الشيخ : السبب قد يؤثر، وقد لا يؤثر، وكم من شيء قال الأطباء أن هذا سبب لكذا ولم يكن.
لكن على كل حال هو من قسم المباح، لكن الذين يزنون أنفسهم كل يوم لا يريدون هذا أنه مرض، يخشون أن مرضا يأتيهم بعد عشر سنوات، هذا مهو على كل حال، قد يخف اليوم ويثقل غدا، كما أنك الآن في نفسك تجد مثلا بعض الأعضاء توجعك اليوم وغدا ما توجعك بدون أي دواء. نعم.
السائل : شيخ.