هل يقال أن المؤمنين الذي يدخلون النار لا يعانون العطش فيها لأنهم شربوا من حوض النبي صلى الله عليه وسلم ؟
لكن على كل حال هو من قسم المباح، لكن الذين يزنون أنفسهم كل يوم لا يريدون هذا أنه مرض، يخشون أن مرضا يأتيهم بعد عشر سنوات، هذا مهو على كل حال، قد يخف اليوم ويثقل غدا، كما أنك الآن في نفسك تجد مثلا بعض الأعضاء توجعك اليوم وغدا ما توجعك بدون أي دواء. نعم.
السائل : شيخ أخذنا أن الذين يذادون عن الحوض هم المرتدون عن الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم، أشكل علي يا شيخ كون أن بعض عصاة المؤمنين يدخلون النار، ومعلوم أن من شرب من الحوض لم يظمأ بعده أبدا؟
الشيخ : نعم. ويش الإشكال؟
السائل : الإشكال أنهم إذا شربوا من الحوض.
الشيخ : نعم.
السائل : أنهم لا يذادون وليسوا مرتدون، وسيدخلون النار، فهل نقول أنهم لا يعطشون المؤمنون العصاة في النار؟
الشيخ : الله أعلم، نعم، ربما يقال هكذا. نعم.
1 - هل يقال أن المؤمنين الذي يدخلون النار لا يعانون العطش فيها لأنهم شربوا من حوض النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أستمع حفظ
هل نقول أن لازم قول القدرية أن العبد خالق لأفعاله ؟
الشيخ : نعم.
السائل : فهل تكون المعتزلة أبعد حينما جعلوا الخالق ... ؟
الشيخ : ايش؟
السائل : حينما جعلوا الخالق لأفعال العباد غير الله؟
الشيخ : لا لا، هم ما جعلوا الخالق، هم يقولون الإنسان الإنسان في الحقيقة يفعل بالإرادة، ولا نقول: إنه خالق أو غير خالق، نقول: هو يفعل بإرادته واختياره، ولا علاقة لله به.
لكن العلماء قالوا: لما قلتم إن الإنسان مستقل بعمله أثبتم خالقا مع الله عز وجل، هذا إلزام لهم، وهم لا يلتزمون بهذا.
السائل : ... .
الشيخ : لا، ما أظن، لكن العلماء قالوا إنهم المراد بالحديث إنهم مجوس هذه الأمة.
ما رأيكم في قول بعض الأشاعرة نحن نثبت صفة اليد مثلا ولكن نؤول عند العوام حتى لا يتوهوا التشبيه ؟
الشيخ : اصبر بارك الله فيك، الآن ما نقول له حقيقة ولا غير حقيقة.
السائل : لا، لو سأل العامي مثلا.
الشيخ : لو سأل قلنا نعم له يد يقبض بها السماوات مطويات بيمينه، يأخذ الأرض ويهزها، نعم، يطوي بها السماء كطي السجل للكتب وهكذا.
السائل : يعني هو يقول.
الشيخ : يعني نذكر الأشياء التي يفعلها الله بيده، وحينئذ يبقى تعظيم الله في قلبه ثابتا، ما حاجة تقول له حقيقة ولا شيء، العامي لو تقول له حقيقة يمكن يضربك على وجهك، ما قائل لك حقيقة ولا مهي بحقيقة، أحد ينكر إنها حقيقة؟ ولهذا لو لو وكل الناس إلى فهمهم الطبيعي الفطري ما طرأ في بالهم هذا التحريف.
السائل : طيب في مناقشة أهل الكلام.
الشيخ : أبدا مناقشة أهل الكلام ما نتنزل له أبدا، إلا في شيء يكون فيه إلزام، فنقول: هب أن الأمر كذلك فيكون كذا وكذا، يعني مثلا من أنكر المحبة، وقال: المحبة عبارة عن الثواب، ما في محبة، نقول: وهل أحد يثيب إلا من يحب؟ فنلزمه نقول: هب أنها الثواب، وهل يمكن ثواب بدون محبة؟ هذا لا بأس، أما أن نتنازل له للانسحاب أمامه فهذا لا يمكن، بل نقول: هي يد حقيقية بها يأخذ وبها يقبض ولايهمنا.
السائل : ويقول هكذا الأشاعرة كلهم ... عقيدة أهل السنة والجماعة، لكن إذا جادلوا أهل الكلام هكذا يقولون.
الشيخ : لا، هذا كله، هذا تمويه تمويه، بل إن بعض الجهال أو المعاندين، يقولون: ما اندفع الجهمية والمعتزلة إلا بمذهب الأشاعرة. سبحان الله! مذهب الأشاعرة الباطل يبطل به الباطل؟! لكن يدفعون بالكتاب والسنة.
الطالب : انتهى.
الشيخ : نعم انتهى ؟
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال حفظه الله تعالى : " ونؤمن بأن الشر لا ينسب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( والشر ليس إليك ) رواه مسلم، فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبدا، لأنه صادر عن رحمة وحكمة، وإنما يكون الشر في مقضياته، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعاء القنوت الذي علمه الحسن: ( وقني شر ما قضيت ) فأضاف الشر إلى ما قضاه، ومع هذا فإن الشر في المقضيات ليس شرا خالصا محضا، بل هو شر في محلِّه ".
الشيخ : في محلَّه.
القارئ : " في محلَّه من وجه وخير من وجه، أو شر في محله، خير في محل آخر.
فالفساد في الأرض من الجدب والمرض والفقر والخوف شر لكنه خير في محل آخر، قال الله تعالى : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )). وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق والزاني في قطع اليد وإزهاق النفس، لكنه خير لهما من وجه آخر حيث يكون كفارة لهما، فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة، وهو أيضا خير في محل آخر حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنساب ".
الشيخ : أحسنت.
3 - ما رأيكم في قول بعض الأشاعرة نحن نثبت صفة اليد مثلا ولكن نؤول عند العوام حتى لا يتوهوا التشبيه ؟ أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن الشر لا ينسب إلى الله تعالى ، لكمال رحمته وحكمته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : { و الشر ليس إليك } رواه مسلم ، فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبدا لأنه صادر عن رحمة وحكمة .
قال : " ونؤمن " يعني معشر أهل السنة والجماعة " بأن الشر لا ينسب إلى الله ".
الشر لا ينسب إلى الله، فلا يقال بيده الخير والشر، لماذا؟
قال : " لكمال رحمته وحكمته، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والشر ليس إليك ) رواه مسلم ".
وهنا لو أن المؤلف وفقه الله ورحمه لو جاء بالحديث أولا لكان أحسن، لو قال : ونؤمن بأن الشر لا ينسب إلى الله لقوله صلى الله عليه وسلم : ( والشر ليس إليك )، ولأن ذلك ينافي كمال رحمته وحكمته، لكان أجود. لكن الإنسان عند التأليف قد يغيب عنه بعض الشيء.
فهنا نقول : الشر لا ينسب إلى الله أبدا. الدليل ؟ قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( والشر ليس إليك )، ولأن هذا ينافي كمال الرحمة، إذ أن الرحيم لا يمكن أن يريد الشر أبدا، الرحيم إنما يريد الخير. كذلك أيضا الحكمة تأبى أن يريد الشر، لأنه جل وعلا حكيم، وإذا كان الحكيم ينتفي عنه فعل السفه الذي ليس فيه خير ولا شر فكيف بفعل الشر؟
إذن هنا دليل أثري ودليل نظري على أن الشر ليس إلى الله. الدليل الأثري هو قوله؟ قوله صلى الله عليه وسلم : ( و الشر ليس إليك ). النظري أن ذلك ينافي كمال الرحمة والحكمة.
4 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن الشر لا ينسب إلى الله تعالى ، لكمال رحمته وحكمته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : { و الشر ليس إليك } رواه مسلم ، فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبدا لأنه صادر عن رحمة وحكمة . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : و إنما يكون الشر في مقضياته، لقوله صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت الذي علمه الحسن : { وقني شر ما قضيت } فأضاف الشر إلى ما قضاه ، ومع هذا فإن الشر في المقضيات ليس شرا خالصا محضا ، بل هو شر في محله من وجه ن وخير من وجه ، أو شر في محله ، خير في محل آخر .
الظاهر أنه في مقضياته، ما في نسخة مقضياته؟ ها؟ ايه، لا، الصواب: في مقضياته.
وإنما الشر في مقضياته، أي: مفعولاته. أما فعله الذي هو فعله فليس فيه شر " لقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت الذي علمه الحسن : ( وقني شر ما قضيت ) ".
( شر ما قضيت ) ولم يقل: شر قضائك، حتى لو فرض أن لفظ الحديث: شر قضائك لكان المعنى شر مقضياتك. على كل حال ( قني شر ما قضيت ) ما اسم موصول بمعنى الذي، أي: شر الذي قضيت، فيكون هنا التصريح بأن الشر إنما هو في المقضيات، فأضاف الشر إلى ما قضاه، يعني لا إلى قضائه.
ثم مع ذلك هل يكون الشر في المقضيات شرا محضا خالصا؟ لا، هو شر من وجه وخير من وجه. وعلى هذا فلا يتمحض الشر حتى في مقضياته تبارك وتعالى.
فعندنا الآن قضاء وعندنا مقضي، القضاء لا شر فيه إطلاقا. صح؟ ليس فيه شر إطلاقا.
المقضي فيه شر، لكنه شر من وجه خير من وجه آخر، ولا يمكن أن يكون في مقضياته شر محض أبدا، لأنه إذا كان في المقضي شر محض صار سفها في الواقع، صار سفها.
والحمد لله الآن تبين، أولا ليس في قضائه شر _يا حجاج خلك مع الكتاب_ ليس في قضائه شر مطلقا، قضاؤه الذي هو فعله. ليس في مقضياته شر محض. صح؟ صح.
بقينا، الشر المحض إذن منتف في مفعولاته وفي فعله، الشر المحض منتف في هذا وفي هذا، وليتبين هذا بالمثال.
" ومع هذا فإن الشر في المقضيات ليس شرا خالصا محضا، بل هو شر في محله من وجه خير من وجه، أو شر في محله خير في محل آخر ".
إذن لابد من خير، إما في نفس المحل، أو في محل آخر.
5 - قال المصنف رحمه الله تعالى : و إنما يكون الشر في مقضياته، لقوله صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت الذي علمه الحسن : { وقني شر ما قضيت } فأضاف الشر إلى ما قضاه ، ومع هذا فإن الشر في المقضيات ليس شرا خالصا محضا ، بل هو شر في محله من وجه ن وخير من وجه ، أو شر في محله ، خير في محل آخر . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : فالفساد في الأرض من الجدب و المرض والفقر و الخوف شر لكنه خير في محل آخر ، قال الله تعالى : << ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون >> [ الروم : 41 ]
أظن اتضح الآن أن الشر لا يكون شرا محضا حتى في مفعولاته تبارك وتعالى، لأن فعله كل حكمة.
6 - قال المصنف رحمه الله تعالى : فالفساد في الأرض من الجدب و المرض والفقر و الخوف شر لكنه خير في محل آخر ، قال الله تعالى : << ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون >> [ الروم : 41 ] أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق و الزاني في قطع اليد و إزهاق النفس ، لكنه خير لهما من وجه آخر ، حيث يكون كفارة لهما ، فلا يجمع لهما بين عقوبتين الدنيا و الآخرة ، وهو محل آخر حيث إن فيه حماية الأموال و الأعراض و الأنساب .
انتبه، المثال الأول الفساد في الأرض لما كان شرا في محله خيرا في محل آخر.
المثال الثاني هو خير وشر في نفس الوقت، في محله، لكنه خير لهما من وجه آخر حيث يكون كفارة لهما، فإن هذه الحدود تكون مكفرة للذنوب، فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة. السارق إذا قطعت يده من غير توبة صار ذلك كفارة له عن العقوبة في الآخرة، أما إذا تاب فالأمر ظاهر ترفع عنه العقوبة في الآخرة، وكذلك يقال في الزاني.
ثم هم أيضا خير في محل آخر، قطع يد السارق ورجم الزاني خير في محل آخر، حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنساب. ما الذي فيه حماية الأموال؟ قطع يد السارق، كل إنسان يعرف أن يده ستقطع لو سرق سوف يدع السرقة. كذلك أيضا الزنا فيه حماية الأعراض وفيه حماية الأنساب، كل إنسان يعرف أنه إذا زنى وهو محصن رجم فإنه لن يزني، فنحفظ حينئذ أعراض بني آدم ونحفظ أنسابهم، إذ أنه لو أن الإنسان يزني كلما شاء لاختلطت الأنساب فلا يدرى هذا الولد من الوطء الحلال أو الوطء الحرام.
إذا قال قائل : أيما أهم الأبدان أو الأموال؟ الأبدان، لكن المصلحة العامة تربو على المصلحة الخاصة. حماية أموال الناس حماية عامة، وقطع يد السارق نعم خاصة، يعني: فساد خاص، أو ضرر خاص، فالمسائل العامة مقدمة على الخاصة، ولهذا قطعنا يد السارق من أجل أنه سرق ربع دينار، ربع دينار تقطع يده، إذا سرق ربع دينار، ربع الدينار يساوي خمس وعشرين ريال تقريبا أو أقل، تقطع يده، ولو أن جانيا قطعها ألزمناه بكم؟ نصف الدية خمسين بعير، خمسين بعيرا، كيف هذا؟ كيف يكون قيمة اليد خمسين بعيرا، وإذا سرقت فخذ بعير قطعت؟
نقول: أما الأول فحماية للأبدان والأنفس، وأما الثاني فحماية للأموال، نعم. ولهذا قال بعض أهل العلم: إن قطع يد السارق بربع دينار حماية للأموال، وإن جعل ديتها نصف دية النفس حماية للنفوس، وهذا هو الحق.
انتهى الكلام على الأصول الستة، وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهذه هي أصول الإيمان التي بنى أهل السنة والجماعة إيمانهم عليها، فما هي الثمرات لهذه العقيدة؟
هذه العقيدة في الحقيقة تثمر ثمرات جليلة لمن ألقى السمع وهو شهيد، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
كثير من الناس نسأل الله أن لا يجعلنا منهم يقرؤون هذه الأركان ويجيدونها تماما، لكن على أنها أمور نظرية لا تثمر سلوكا طيبا ومنهجا سليما، نظريا الإيمان بالله يتضمن كذا، الإيمان بالملائكة يتضمن كذا، الإيمان بالكتب يتضمن كذا، الإيمان بالرسل يتضمن كذا، الإيمان باليوم الآخر يتضمن كذا، الإيمان بالقدر يتضمن كذا، مفهوم معلوم، لكن كثير من الناس لا يثمر له هذا الإيمان السلوك الصواب، لا يثمر، وإذا شئت أن ترى انظر هذا العالم الجياش الذي يدخل المدارس والمعاهد والجامعات، أمم، لو أن هذه الأمم تطبق حقيقة ما قرأت لأصبح الشعب شعب الخلفاء الراشدين، لكن الواقع أن كل دراساتنا إنما هي دراسات نظرية. الدليل على هذا أن الطالب يقرأ أن بر الوالدين واجب، هل يبر والديه؟ أبدا، أنا لست أقول كل الناس، الحمد لله، في ناس خير، لكن العامة. يقرأ أن صلة الرحم واجبة هل كل إنسان يصل رحمه؟ أكثر من نعلم لا يصلون أرحامهم. يزور صديقه مساء وصباحا، لكنه لا يزور قريبه إلا في السنة مرة، وعند المناسبات، أين التطبيق؟ الكذب كل طالب يعرف أن الكذب حرام، ومع ذلك يكذب، يكذب في يومه، يتأخر مثلا عن الدرس، يقول المدرس ليش تأخرت؟ قال : والله أبوي أشغلني، وأبوه ما شافه ولا شيء، كذب هذا، نعم، يقرأ أن الغش حرام، ثم يأتي ويقول هل الغش في الامتحان حرام؟ يسأل عن شيء يعرف حكمه، الغش حرام، ثم يجي ويقول هل الغش حرام؟ هل الغش في الامتحان حرام؟ نعم، يأتي يقول هل الغش في الانجليزي والفيزياء والكيمياء حرام؟ مهو مادة من المواد؟
المهم على كل حال يا إخواني، الإيمان أو أصول الإيمان الستة التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام لا تنفع الإنسان إلا إذا تأثر بها، قبلها وتأثر بها وانتفع بها، أما مجرد النظر فأنا ضامن أنه يوجد في الكفار من يدرس هذه الأشياء دراسة وافية، ويكون عنده من الاستنباطات واستخراجات الفوائد أكثر مما عند كثير من الناس، أليس كذلك؟ شوف الآن كفار يؤلفون في اللغة العربية ويحللونها فقها وتعبيرا، ومع ذلك هم كفار.
فلهذا نسأل الله أن يعيننا وإياكم على الانتفاع بما علمنا. نستمر؟ ها؟ هي لها فصلين، نعم؟ ساعتين. لا هي لها ساعتين ولا لا؟
ساعتين ولا ثلاث؟ ها؟ مضى لها ساعتين؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي أجل نأخذ، باقي لها ساعة، باقي.
7 - قال المصنف رحمه الله تعالى : وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق و الزاني في قطع اليد و إزهاق النفس ، لكنه خير لهما من وجه آخر ، حيث يكون كفارة لهما ، فلا يجمع لهما بين عقوبتين الدنيا و الآخرة ، وهو محل آخر حيث إن فيه حماية الأموال و الأعراض و الأنساب . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : فصل :هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة : فالإيمان بالله تعالى و أسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله و تعطيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه ، و القيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا و الآخرة للفرد و المجتمع << من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون >> [ النحل : 97 ] .
الطالب : السامية.
الشيخ : ايش؟
الطالب : سامية.
الشيخ : هذه العقيدة.
الطالب : السامية.
الشيخ : أي أحسنت. " هذه العقيدة السامية " يعني العالية " المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة ".
نعم. هي تثمر لا شك، لكن تثمر إذا وجدت أرضا قابلة، لو أنك بذرت الحب في أرض سبخة، أيثمر؟ لا يثمر، لكن في روضة من رياض الأرض تثمر، فهذه العقيدة تثمر إذا صادفت محلا قابلا.
" فالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبيْن للقيام بأمره واجتناب نهيه ".
نعم، الإيمان بالله عز وجل يتضمن محبة الله، لما في أسمائه من المغفرة والرحمة والحكمة إلى آخره. وتثمر أيضا التعظيم إذا آمنت بأنه سميع بصير عليم شديد العقاب خفته وعظمته، وهذا الحب والتعظيم بهما يكون القيام بالأمر والنهي، فبالحب يكون فعل الأوامر، لأن فعل الأوامر توصل إلى محبة الله، فإذا أحب الله سعى في الأسباب الموصلة إليه عز وجل، وبالتعظيم يكون اجتناب النواهي، لأنك تخشى إذا عظمته خشيت من عقوبته إذا ارتكبت معصيته، وبالقيام بالأوامر والنواهي تكمن السعادة، ولهذا قال: " يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع ". وهذه ثمرة عظيمة، أحيانا يفضل الإنسان محبة الله على جزائه، لأنه يجد في قلبه النعيم والسرور والانشراح والطمأنينة بمحبة الله، يقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا النعيم فهم في نعيم، أحيانا القلب له ترد عليه أشياء، يرد عليه غفلة ووعي، صحة ومرض، في بعض الأحيان تصل إلى درجة تقول: إذا كان أهل الجنة في هذا النعيم فلا نعيم بعده، لكن هذا في بعض الأحيان، ما هو في كل حال، لكن في بعض الأحيان يمتلأ قلبك بمحبة الله، تشاهد رحمته وإحسانه وفضله، ولهذا جاء في الأثر : " أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم ". تأمل في نفسك وإذا الله قد عافاك ورزقك وأمّنك ويسر أمورك، فتحبه، لو جاءتك نعمة طارئة، النعم الدائمة هذه لا يعني لا يرى الإنسان لها كبير فضل لأنها ماشية، لكن لو جاءتك نعمة طارئة، بأن رزقت ولدا مثلا، ألست تزداد محبتك لله ؟ تزداد، لا شك، تعلم نعمته عليك. ولهذا كان من المشروع عند تجدد النعم أن يسجد الإنسان شكرا لله، فأحب الله عز وجل لما يغذوك به من النعم. ثم هناك مرتبة ومنزلة عالية أعلى منها أن تحب الله عز وجل لكمال حكمته وكمال رحمته كمال شريعته كمال قضائه عز وجل، هذا أشد من الأول، أن تحب الله لكمال صفاته، لا لكمال فضله وإحسانه فقط بل لكمال صفاته وكمال إحسانه عز وجل وفضله.
إذن الإيمان بالله يثمر هذه الثمرة الجليلة، هذه الثمرة الجليلة ليس فوقها سعادة، والله لا القصور ولا الأزواج ولا البنين ولا المراكب الفخمة، ولا كل نعيم يساوي هذا. ولهذا قال تعالى : (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن )) شف (( وهو مؤمن )) هذه جملة حالية قيد، ما ينفع العمل الصالح بدون إيمان، يقول : (( وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )) ما أعظم القرآن والمتكلم به (( فلنحيينه حياة طيبة )) ولم يقل فلنرزقنه، أو لنغنينه، فلنكثرن ماله، قال : (( فلنحيينه حياة طيبة )) الحياة الطيبة تكون حتى مع الأمراض، حتى مع الفقر، حتى مع البلاء، يكون الإنسان مطمئنا صابرا على قضاء الله وقدره راضيا به ربا، وهذه هي الحياة الطيبة. لا ينظر عند المصائب إلا إلى الله عز وجل، يسأله الثواب، ويرجوه إزالة المحنة، وحينئذ تطيب حياته، لكن الذي ليس عنده إيمان، أو عنده إيمان لكن ناقص العمل، تجده يجد كل مصيبة حسرة في قلبه، لأنه لا يرجو ثوابا ولا تكفيرا للسيئات، إذ أن همه أن يكون في هذه الدنيا منعما، فإذا فاته النعيم ولو في لحظة واحدة حزن ودام قلقه، لكن الذي مع الله صابرا لقضائه، صابرا على قضائه، محتسبا لثوابه تجده دائما مسرورا، حتى عند المصائب يحزن لكنه لا يرى أن ذلك انتقاما من الله عز وجل، إلا لمصلحة هذا الرجل، ولذلك قال : (( فلنحيينه حياة طيبة )) هذا جزاء الدنيا، في الآخرة (( ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) أي: بثواب أحسن العمل، بمعنى أنهم يثابون أحسن الثواب في كل عمل، والأعمال تختلف وثوابها يختلف، لكن يجزى على كل عمل بأحسن جزاء، وليس المعنى أنه يجزى جزاء الصلاة على من فعل طاعة يسيرة، بل المعنى أنه يجزى أحسن جزاء على كل عمل، وكل عمل بحسبه.
طيب. يقول بعض السلف : " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ". الملوك قد كملت لهم الدنيا، أليس كذلك؟ معززين مكرمين، تخدمهم الناس، وتسهل أمورهم، لكن ليست راحة قلوبهم كراحة المؤمن المتصل قلبه بالله، أبدا مهما كان، تجده ينام على هم ويقوم على هم، لا بالعكس ينام على غم ويقوم على هم، لكن المؤمن ينام على طاعة الله ويقوم على طاعة الله. عند نومه ( اللهم بك وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت روحي فاغفر لها وارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) ويفوض أمره إلى الله، عند القيام : ( الحمد الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) تجده دائما على ذكر الله، عند نومه، وعند يقظته، ودائما قلبه حي، حي بذكر الله عز وجل.
8 - قال المصنف رحمه الله تعالى : فصل :هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة : فالإيمان بالله تعالى و أسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله و تعطيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه ، و القيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا و الآخرة للفرد و المجتمع << من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون >> [ النحل : 97 ] . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن ثمرات الإيمان بالملائكة :أولا : العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه .
نعم. العلم بعظمة الله، لأن عظمة المخلوق تدل على ايش؟ على عظمة الخالق ولا بد. الملائكة عليهم الصلاة والسلام أقوياء في كل شيء، حتى في دار العقوبة (( عليها ملائكة غلاظ شداد )) غلاظ الطبائع شداد الأجسام أقوياء (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون )). كذلك أيضا الملائكة الآخرون كلهم أقوياء (( ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون )) من يستطيع هذا من البشر؟ لا أحد يستطيع. إذن إذا عرفت قوتهم وعظمتهم استدللت به على، استدللت بهذه المعرفة على عظمة خالقهم. جبريل صلوات الله وسلامه عليه رآه النبي صلى الله عليه وسلم على صورته التي خلق عليها مرتين، مرة في الأرض ومرة في السماء، كم له؟ ستمائة جناح، قد سد الأفق، ستمائة جناح ما هي هينة، نعم، قد سد الأفق، وهو ملك واحد من ملائكة الله عز وجل، فكيف بالملائكة الآخرين؟
إذن الإيمان بالملائكة يستلزم الإيمان بايش؟ بعظمة الخالق عز وجل، لأن قوة المخلوق تدل على قوة الخالق.
9 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن ثمرات الإيمان بالملائكة :أولا : العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ثانيا : شكره تعالى على عنايته بعباده ، حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظه ، وكتابة أعمالهم ، وغير ذلك من مصالحهم .
نعم، إذا آمنا بالملائكة ووظائفهم وأعمالهم أوجب لنا ذلك شكر الله، على ايش؟ على عنايته بنا (( الذين يحملون العرش ومن حوله )) معطوفة على الذين، يعني: والذين حوله (( يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا يقولون ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات )) دعاء عظيم جدا، كل يوم، بل كل ساعة، بل كل لحظة، وهم المقربون عند الله، يحملون العرش، الذين يحملون العرش، والثانين من حول العرش ممن لا يحمله هذه وظيفته، أليس هذا عناية من الله بنا؟ الله يجعلني وإياكم منهم، هي عناية من الله بنا أن سخر لنا هؤلاء الملائكة المقربون بهذا الدعاء العظيم.
طيب. أيضا في ملائكة يحفظوننا (( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )) جنود مغيبون عنك يحفظونك من بين يديك ومن خلفك بأمر الله عز وجل، هذه من العناية التامة بالعباد ولله الحمد أن يسر لهم هؤلاء الملائكة يحفظونهم من بين أيديهم، من بين يديه ومن خلفه يحفظونهم من أمر الله.
كذلك ملائكة موكلون بكتابة أعمالنا لئلا تضيع، الآن لو سألتك ماذا عملت في هذا الشهر ونحن اليوم في السادس والعشرين منه، ماذا عملت؟ تستطيع أن تحصي ما عملت؟ لا من الخير ولا من الشر، أليس كذلك؟ في ملائكة جنود، جنود من الله عز وجل يكتبون عملك، موظفون، لو كان عندك واحد من البشر يكتب أعمالك ليلا ونهارا سرا وجهارا لتعب وما أمكنه أن يفعل ذلك، لكن هناك ملائكة يكتبون أعمالك (( كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون )) ولا يجهلونه ولا يفرطون فيه.
أيضا ملائكة يحفظونك إذا متَّ، قال الله تعالى : (( حتى إذا جاء أحدكم الموت )) ايش؟ (( توفته رسلنا وهم لا يفرّطون )) لا يفرطون في هذه الروح التي قبضوها، ولا يمكنون أحدا من السلطة عليها، بل هم يحفظونها إلى أن تنتهي مهمتهم، أليس هذا من نعمة الله؟
إذن علينا أن نذكر نعمة الله عز وجل بهؤلاء الملائكة الذين وكلوا بنا إلى هذا الحد العظيم.
في ملائكة موكلون بالقطر، ومن ينتفع بالقطر؟ الناس بنو آدم، وكذلك بالنبات، كذلك، وغير ذلك، ولهذا قال المؤلف : " وغير ذلك من مصالحهم ".
10 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ثانيا : شكره تعالى على عنايته بعباده ، حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظه ، وكتابة أعمالهم ، وغير ذلك من مصالحهم . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ثالثا : محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل ، واستغفارهم للمؤمنين .
الأول : قيامهم بطاعة الله، وهذا واجب علينا أن نحب كل من قام بطاعة الله من الملائكة والآدميين والجن، واجب علينا. وهذه هي المحبة في الله التي هي من أوثق عرى الإيمان، فنحن نحب الملائكة لأنهم يقومون بأمر الله يستغفرون للمؤمنين.
السبب الثاني لمحبتهم: أنهم يستغفرون لنا.
هذه ثمرات جليلة للإيمان بمن؟ بالملائكة، وليس المراد أن نؤمن بالملائكة إيمانا نظريا بأن نقول نعرف أن هناك ملائكة يفعلون كذا ويفعلون كذا، لا بد أن تكون هذه الثمرات في قلوبنا، وقد يكون هناك ثمرات أخرى، لكن نحن ذكرنا هذا حسب ما تيسر.
11 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ثالثا : محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل ، واستغفارهم للمؤمنين . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن ثمرات الإيمان بالكتب : أولا : العلم برحمة الله تعالى و عنايته بخلقه ، حيث أنزل لكل قوم كتابا يهديهم به .
أولا : العلم برحمة الله تعالى ". شف المؤلف يركز على ما يتعلق بالله عز وجل، لأن ذلك هو أصل الأصول. أصل الأصول كلها الإيمان بالله عز وجل. أصل الأصول كلها هو الإيمان بالله ومحبة الله وتعظيم الله والإخبات إلى الله والتوبة إلى الله، هذا أصل كل شيء.
" أولا : العلم برحمة الله وعنايته بخلقه حيث أنزل لكل قوم كتابا يهديهم به ". ولو شاء الله لم ينزل كتابا، ولم يرسل رسولا، لكنه لا أحد أحب إليه العذر من الله عز وجل، أنزل الكتب رحمة بالعباد، أرسل الرسل رحمة بالعباد (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )). فيتبين لنا بهذا رحمة الله عز وجل وعنايته بالخلق، وأنه لم يكلهم إلى عقولهم، لو وكلنا إلى عقولنا هل يمكن أن نعرف كيف نتوضأ؟ الجواب : لا، ولا كيف نصلي، ولا كيف نزكي ولا كيف نصوم، ولكن الله رحمنا بإنزال الكتب وإرسال الرسل حتى نهتدي بذلك إلى الله عز وجل.
12 - قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن ثمرات الإيمان بالكتب : أولا : العلم برحمة الله تعالى و عنايته بخلقه ، حيث أنزل لكل قوم كتابا يهديهم به . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله تعالى : ثانيا : ظهور حكمة الله تعالى حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها ، وكان خاتم هذه الكتب القرآن العظيم مناسبا لجميع الخلق في كل عصر و مكان إلى يوم القيامة .
الشرائع كلها التي جاءت بها الكتب تدور على أصلين :
الأول : ما يتعلق بعبادة الله.
والثاني: ما يتعلق بمعاملة عباد الله.
أما الأول، فإن الشرائع لا تختلف في أصولها، الأول الذي هو يتعلق بعبادة الله، الشرائع لا تختلف في أصولها.
أما الثاني فتختلف اختلافا عظيما (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )) يشرع للعباد ما يصلحهم في دينهم ودنياهم. ولذلك حين قدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة وجدهم يلقحون النخل، يلقحون النخل، تعرف التلقيح؟ أتعرف التلقيح ؟ أنت؟ لا لا. أي نعم. تعرفه؟ ما هو؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم. التلقيح هو التأبير، يؤخذ من طلع الفحل ويوضع في طلع الأنثى من النخل، ثم يكون الثمر طيبا، وإذا لم يفعل ذلك صار الثمر رديئا لا يأكل.
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ووجدهم يفعلون ذلك، فيصعدون إلى الفحل وينزلون، ويصعدون إلى الأنثى وينزلون، تكرار وإضاعة وقت، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف النخل، يعني: لا يعرف أنه يعمل فيه هذا الشيء، وإلا هو يعرف النخل في القرآن، في القرآن المكي، لكن قال: ما أرى ذلك يجدي شيئا أو كلمة نحوها، لما قال الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الكلام ظن الصحابة أنه وحي، فقالوا الحمد لله الذي أراحنا، إذن لا نصعد الفحال ولا نصعد الإناث، تركوا التأبير في تلك السنة فظهر الثمر هاه؟ رديئا شيصا لا يأكل. فأتوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال _أظن _: ( اصنعوا ماشئتم، أنتم أعلم بأمور دنياكم، أنتم أعلم بأمور دنياكم ). والمراد أعلم بالصنائع التي يكون فيها مصلحتكم، ليس أعلم بالأحكام، أحكام الشرع شاملة لأمور الدين والدنيا، لكن كيف نصنع كيف نصلح؟ هو أعلم، ولهذا كل واحد منكم لو سألناه أيك أعلم أم أهلك في صناعة العشاء؟ نعم، الأهل، العزوبية ما أدري عنهم يمكن يصيرون جيدين. لكن على كل حال، كل إنسان أعلم بما يمارس، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم )، فانظر إلى الشريعة كيف شرع الله عز وجل لكل أناس ما يناسب حالهم وزمانهم (( لكل جعلنا منكم شرعا ومنهاجا )).
يقول : " ظهور حكمة الله تعالى حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها، وكان خاتم هذه الكتب القرآنَ العظيم " لا " وكان خاتم هذه الكتب القرآنُ العظيم مناسبا لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة ".
القرآن الكريم لا بد أن يكون مناسبا للخلق إلى يوم القيامة لماذا؟ لأنه كتاب الخلق إلى يوم القيامة، الكتب السابقة كتب مؤقتة صالحة في زمانها، وفي غير زمانها غير صالحة، لكن هذا القرآن ايش؟ صالح لكل زمان ومكان وأمة، لأنه لا كتاب بعده وحيث إنه لا كتاب بعده لابد أن يكون صالحا لكل زمان ومكان، لأن الناس سوف يحتاجون تتغير حوائجهم.
ولهذا ينبغي لطالب العلم بالنسبة لمعالجة المعاملات الطارئة الحادثة في زماننا هذا، يجب أن يعمل كل ما يمكن في تنزيل هذه المعاملات على ايش؟ على النصوص الشرعية، وأن لا يحرّم على الناس مما ابتلوا به إلا ما دل الدليل على تحريمه تحريما يتمكن الإنسان منه أن يمنع عباد الله مما يعملون، بمعنى أن لا يتسرع، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يراعي الأحوال حتى في الربا، حتى في الربا يراعي الأحوال، توافقون على هذا؟ جزاكم الله خيرا قولوا لا، أنا أحب أن تقولوا لا، علشان نعرف، لا على طول.
طيب. بيع الرطب بالتمر حرام فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن بيع الرطب بالتمر فقال : ( أينقص إذا جف؟ قالوا نعم، قال: فلا إذن ). ما يجوز، لكن رخص في العرايا، رخص في العرايا مراعاة لأحوال الناس.
ايش العرايا؟ العرايا أن يكون رجل فقير، رجل فقير عنده تمر من العام الماضي، تمر، لما صار الناس يجنون هذا الرطب الجني الطيب اللذيذ هو ما عنده إلا تمر، ما عنده فلوس يشتري بها.