إن فضيلتكم يحث الطلاب على التمسك بالكتاب والسنة مع أنكم أجبتم على صاحب الثلاجة الذي أراد تجميد لحم الخنزير بالقياس مع أن القياس رتبة من مراتب إثبات الحكم بمعنى أنه يأتي بعد القرآن والسنة ؟
الشيخ : كيف يقول هذا ، هو لم يفهم الجواب ، سبحان ربي ! ، أنا ذكرت آية وحديثين ، قلنا قال الله تعالى (( وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ )) استدللنا بعموم الآية وجعلنا الاستدلال بها بحديثين صحيحين يفسّران هذه الآية بأنه لا يجوز للمسلم أن يتعاون مع غيره على الإثم والعدوان ، فالسائل مع الأسف لعله لم يفهم بأنه شغل ببعض الشغل ولا أريد أن أقول بأن في قلبه زغل أرجوا أن لا يكون الأمر كذلك !
1 - إن فضيلتكم يحث الطلاب على التمسك بالكتاب والسنة مع أنكم أجبتم على صاحب الثلاجة الذي أراد تجميد لحم الخنزير بالقياس مع أن القياس رتبة من مراتب إثبات الحكم بمعنى أنه يأتي بعد القرآن والسنة ؟ أستمع حفظ
كثر الكلام في الآونة الأخيرة حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فما قولكم في هذا العلم.؟
الشيخ : نحن نقول إن القرآن كله إعجاز يدل على أنه من عند الله (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )) ولكن لا يجوز فيما نفهم أن نحمّل آيات القرآن الكريم من المعاني ما لا يتفق مع الأسلوب العربي في سبيل إظهار معجزة علمية قرآنية فليس الإسلام بحاجة إلى مثل هذا التكلف لتفسير آية بخلاف الأسلوب العربي تفسيراً يثبت معجزة علمية في هذا الزمان ، ليس الإسلام بحاجة إلى مثل هذا الإثبات لمثل هذه المعجزات .
هذا يشبه عندي تماماً أن بعض القصّاصين وبعض الوعاظ يريدون أن يعلّموا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ببعض المعجزات التي تروى في بعض الكتب التي تروي ما هبّ ودبّ من الأحاديث والمعجزات يقولون تفخيماً لشأن الرسول عليه السلام نقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسمى وأعلى من أن يمدح بما لم يصح عنه كذلك نقول من باب أولى كلام الله عز وجل أسمى وأعلى من أن نتكلف تأويل بعض آياته في سبيل إظهار أن هذا الآية تضمنت معجزة علمية عصرية . والذين يكتبون في هذا المجال لهم أمثلة أو أقوال كثيرة وكثيرة جداً قد لا تساعدني الآن ذاكرتي لحفظ مثل هذه الأمثلة ولكن أقول لكم بعض ما كنت قرأته قديماً ورسخ في ذاكرتي :
قيل لبعضهم أنكم تقولون إن القرآن فيه معجزات علمية فهل يحضرك شيء قال نعم ، الأشعة هذه التي تنفذ إلى داخل الصدر كانت تسمى قديماً بأشعة ... أو ما نحو ذلك ، فقيل له هل هناك آية تدل على هذه الأشعة قال نعم في آخر سورة الهمزة يقول ربنا عز وجل (( إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ في عمد ممدة )) الآية التي قبلها (( إنها عليهم )) أي جهنم النار (( مُؤْصَدَةٌ في عمد ممدة)) ماهي هذه العمد هي هذه الأشعة التي تدخل في جسم الإنسان . وهذه الأشعة الآن في قريب الزمان أنهم يكتشفون الجنين إذا كان في بطن الأم إذا كان ذكراً أم أنثى إن كان مقلوب رأسه على عكس ما هو الوضع الطبيعي إلى آخره ، فهذه الأشعة زعموا مقصود بها هذه الآية ، (( إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ في عمد ممدة )) سبحان الله هذا تحميل للقرآن ما لا يتحمل . وهناك أيضاً يروى عن بعض علماء مصر أنه اجتمع مع بعض الكفار ... أيضاً جرى الحديث بينه وبين أحد المشايخ فقال له نعم من آيات القرآن أنه ذكر مستر كوك حيث قال تعالى تركوك قائماً فذكر القرآن كوك ... هذا أقرب إلى الهزؤ بالقرآن منه إلى إظهار أن في القرآن معجزات علمية .
إذا كانت الآيات في ظاهرها من دون أي تكلف تشهد لحقيقة علمية اليوم فلا مانع من .. والاستشهاد بها والاستدلال أن هذا من الله وليس من رسول الله الذي قال الله له (( مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ )) مثلاً (( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ))، فالآن العلم يقول كل شيء فيه زوجين ذكراً وأنثى حتى في النباتات ، هنا ليس فيه تكلف يمكن أن يقال هذا إعجاز من القرآن الكريم .
ومثال آخر مختلف فيه طبعا لكن القصد ليس فيه تكلف ، تعلمون اليوم الخلاف النّاشب خاصة في هذه البلاد بين من يقول إن الأرض كروية وبين من يقول أنها ليست كروية أو بين من يقول أنها تتحرك أو لا تتحرك ، فهناك في سورة ياسين قوله تعالى (( وَآَيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ المَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ العُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ وَالقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )) المعروف في كتب التفسير أن كل يعني الشمس والقمر لكن بعضهم اليوم يرون أن لفظة كل للعموم والشمول وقد بدأ الله عز وجل حينما أورد بعض الآيات الكونية الطبيعية بالأرض فقال (( وَآَيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ المَيْتَةُ ... )) إلى آخر الآيات فحينما قال في ختام هذه الآيات (( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )) إذن كل من الأرض والشمس والقمر في فلك يسبحون ، فلو قيل بهذا القول لم يكن هناك تأويل وتحريف لكلام الله عز وجل في سبيل إظهار مثل هذه المعجزة العلمية ، فإذا كان السؤال يعني هذا النوع الذي ليس فيه تكلف فلا نرى في ذلك ما يمنع والعكس بالعكس تماماً غيره .
2 - كثر الكلام في الآونة الأخيرة حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فما قولكم في هذا العلم.؟ أستمع حفظ
هل الجهاد في أفغانستان على ما فيها من فرقة بين الجبهات فرض عين علما أن عدد الأفغان يفوق عدد عدوهم بما يقارب ثلاث مرات وهل التبرع بالمال أفضل في هذه الحال.؟
الشيخ : في هذا السؤال شيء من الغلط ، يقول عدد الأفغانيين أكثر من عدد عدوهم ، الظاهر أن السائل يعني أن العدو من الأفغانيين يعني الشيوعيين من الأفغانيين فكأنه يجهل أو يتجاهل أنه لو كان القتال قائماً بين المجاهدين من المسلمين وبين الشيوعيين من الأفغانيين لانتهى الأمر لكن وراء هؤلاء الشيوعيين هناك دولة كافرة ملحدة معروفة فلا أدري لماذا حصر الموضوع بهذا التقليل لعدد العدو مقابل المجاهدين ، على كل حال هذا تعليق لبيان خطأ ما قاله السائل من حيث الواقع ، أما الجواب فأنا أرى أن الجهاد في بلاد الأفغان وفي فلسطين مثلاً وفي كل بلاد الإسلام التي طرقتها أقدام الكفار المشركين يجب على المسلمين أن يُخرجوا الكافر وهذا حكم لا أظن أن يختلف فيه المسلمون لأن الجهاد الذي تحدث عنه العلماء قسمان فرض عين وفرض كفاية ، فرض العين في الجهاد إذا ما غُزيت بعض بلاد الإسلام ، أما الفرض الكفائي فهو إذا كان الجهاد في سبيل توسيع رقعة الدولة الإسلامية وإذا كان الجهاد في سبيل نشر الدعوة الإسلامية إلى بلاد الكفار ، أي إن الإسلام ليس الجهاد فيه فقط كما يقول بعض المنحرفين عن الكتاب والسنة على المنهج السلفي يقولون أو رأى البعض بأنه لا جهاد في الإسلام إلا جهاد دفاع ، أما الجهاد في سبيل نقل الدعوة فهذا ينكرونه وهذا من انحرافهم عن دينهم .
الجهاد قسمان جهاد حكمه فرض عين وهو إذا ما غُزيت بعض البلاد الإسلامية وجب على المسلمين أن ينفروا كافة ليصدوا العدو عن أرض المسلمين .
النوع الثاني من الجهاد وحكمه فرض كفائي وهو الجهاد الذي يراد من نقل الدعوة وليس المقصود به هو دفع العدو الصائل على أرض الإسلام .
الآن أرض الإسلام مهاجمة ليست فقط في أفغانستان وإنما أيضاً في فلسطين ولكن قد توصلت وسائل الجهاد في أفغانستان وباسم الإسلام ما لم يتوصل مع الأسف مثل هذا الجهاد في أرض فلسطين وكانت هذه الأرض أحق بذلك وأكثر من ذلك .
لهذا أنا أتساءل في نفسي هل هناك من يقول بأن الجهاد في أفغانستان ليس جهاد فرض العين ؟ كيف وقد غُزيت بلاد الإسلام .
أنا أقول بلاد الروس التي فيها بعض البلاد الإسلامية التي كانت فيها حكومات إسلامية وغزاها الرّوس منذ نحو خمسين عاماً أو أكثر أو أقل ، هذه البلاد يجب أن ينفر المسلمون لو كانوا مسلمين مؤمنين حقاً لإخراج الكفار منها ولكن مع الأسف ران على قلوبهم ما أخبر به الرسول الكريم في الحديث الصحيح ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تدعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : و من قلة نحن يومئذ ? قال : بل أنتم يومئذ كثير و لكنكم غثاء كغثاء السيل و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله و ما الوهن ? قال حب الدنيا وكراهية الموت ). فحب الدنيا وكراهية الموت هو آفة العالم الإسلامي اليوم بعد الآفة العظمى وهي الجهل بالإسلام . فيجب علينا (؟؟؟) الجهاد في سبيل الله لطرد الكافر من أرض الإسلام على ما بيننا من خلاف وأن هذا الخلاف قد يضر المسلمين أنفسهم ولذلك فعليهم أن يتحدوا لكننا سنعود ونقول أرأيتم آفة عدم اجتماع المسلمين على كلمة سواء.كنا نسمع كلمات لا نصدّق بها من باب حسن الظن بهؤلاء المجاهدين الذين مضى عليهم نحو ثمان سنين وهم يجاهدون بأبسط الوسائل الممكنة اليوم أرأيتم كيف أنهم اختلفوا أرأيتم كيف أن هذا الإختلاف أضعف شوكتهم وسلط عليهم الضعف والوهن،فكيف يريد العالم الإسلامي اليوم أن يقوم على ما بينهم من اختلاف شديد ليس محصوراً في الفروع كما يقول بعض الدكاترة الذين يدّعون العلم تدليساً على الناس وتضليلاً لجماهير الناس حينما يسمعون أمثالنا يقولون الخلاف ليس محصوراً في الفروع فقط بل هي في الأصول بل وفي أصل الأصول ألا وهو الإيمان بالله عزوجل كما (؟؟؟) فكيف يمكن لهذا العالم الإسلامي أنهم لو أرادوا الجهاد في سبيل الله فسوف لا يستطيعون الجهاد لأنهم متفرقون على أنفسهم ، فإلى كلمة سواء أيها المسلمين وإلا فلا نصر بدونها .
أقول إذن الجهاد في الأفغان فرض عين على كل من يستطيع إما بنفسه وإما بماله فقد جاء في الحديث الصحيح ( من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا و من خلف غازيا في سبيل الله في أهله بخير فقد غزا ) أما الحديث الآخر ( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق ) فلا شك أن كل مسلم يحيا ليس في هذا الزمن الذي ابتلينا بهذا الغزو الجديد بل قبل الغزو اليهودي لفلسطين علينا نحن ألا نموت إلا وفي عزمنا همماً متى ما تيسر الجهاد في سبيل الله أن نجاهد وإلا لا سامح الله متنا على شعبة من النفاق .
3 - هل الجهاد في أفغانستان على ما فيها من فرقة بين الجبهات فرض عين علما أن عدد الأفغان يفوق عدد عدوهم بما يقارب ثلاث مرات وهل التبرع بالمال أفضل في هذه الحال.؟ أستمع حفظ
هل لابد من إذن الوالدين في الجهاد العيني.؟
الشيخ : ... لأن خدمة الوالدين إنما يقدم إذا لم يكن هناك هجوم يقضي على الوالدين وعلى الولدان جميعاً فلذلك فهذا الحديث يحمله أهل العلم والفقه على الجهاد الكفائي وإلا فالآية صريحة (( فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا )) هذا حينما يهاجم العدو أرض المسلمين نعم غيره .
ما رأيكم فيما يترتب عليه ذهاب الشباب المستقيم للجهاد رغم الحاجة الماسة إليهم في بلدانهم.؟
الشيخ : ما هي الحاجة الأمس من إخراج العدو من أرض المسلمين ، مهما كانت الحاجات فتلك الحاجات إما أن تكون عينية يعني فرض عين وإما أن تكون فرض كفاية ، فإذا كانت فرض كفاية كطلب العلم فلا يقابل فرض العين بفرض الكفاية ، وأما إن كان من الفروض العينية فكل مكلف أدرى بنفسه من غيره هو الذي يجب عليه أن يوازن بين هذا الفرض العيني وهو الجهاد في سبيل الله وبين البقاء في عقر داره بدعوى أنه في فرض عيني ، أتصور مثلاً عجوزين كبيرين ليس لهما إلا شابٌ يخدمهما ولو أنه أعرض عنهما وتركهما بين حيطان أربعة وذهب ليجاهد في سبيل الله بكل حماس أظن أن هذا له عذر أن يضل إلى جانب أبويه لأنه لا يوجد من يخدمهما الخدمة الواجبة ، لكن من الذي يعمل هذه المقابلة وهذه المفاضلة ؟ لست أنا ولا أنت وإنما هو نفس المكلف ، فكل مكلف عليه أن يوزن مثل هذه الموازنة إذا كان فرض كفائي فلا يقارن فرض العين به وإذا كان في فرض عيني فلينظر أيهما أرجح فلينطلق به .
السائل : ... .
الشيخ : الفرض العيني لا ينظر فيه ... .
5 - ما رأيكم فيما يترتب عليه ذهاب الشباب المستقيم للجهاد رغم الحاجة الماسة إليهم في بلدانهم.؟ أستمع حفظ
ما رأيك في تصحيح شيخ الإسلام لقصة حديث من كذب علي متعمدا فليتبؤا مقعده من النار التي تدل على أن الوضع وقع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : القصة صحيحة واستدلال الرافضة عليهم ما يستحقون لا يرجون مما أوردوه علينا هم قبل غيرهم لأنهم يؤمنون ببعض الصحابة ويكفرون بجمهور الصحابة ، فالذي يريدونه على صحابتنا جميعاً يرد على بعض صحابتنا الذين يؤمنون بهم ولا فرق ، هذا من جهة ، من جهة أخرى نقول إن الله عز وجل حافظ دينه ومن حفظه لدينه أن الله عز وجل كشف افتراء ذلك الرجل على نبيه وألهمه بأن يحذر أمته أن يقعوا في مثل فريته فقال ( من كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار ) ، وكان هذا الحديث وأمثاله دافعاً لأئمة أهل السنة دون علماء الشيعة ولا أقول أئمة الشيعة لأن الشيعة لا أئمة لهم ، إن كان لهم أئمة حقّاً كجعفر الصادق وأهل البيت المعروفون بعلمهم وفضلهم فهم أئمتنا وليسوا بأئمتهم لأنهم يفترون عليهم كثيراً وكثيراً جداً .
غرضي أن هذا الحديث الذي جاءت تلك المناسبة ألهم الله نبيه بأن يقول محذراً ( من كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار ) ، كان هو هذا الحديث وأمثاله من الأسباب التي حملت أئمة أهل السنة دون علماء الشيعة أن يضعوا علم مصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل ، وهذه نقطة يتفوّق بها أهل السنة على الشيعة تفوّقاً يقضي على ملتهم من أصلها وفصلها ، ذلك أن علماء الشيعة ليس لهم أصول في علم الحديث وليس لهم كتب في تراجم رواة أحاديث أهل البيت وبخاصة ما كان منها متصلا بعلي رضي الله عنه وسلمان الفارسي ومن يثقون بصحبتهم من الصحابة القليلين ، ليس عندهم علم في مصطلح الحديث وفي تراجم رجال الحديث بل هذا كما قال بعض أئمة السلف " إن الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء " ، وبالتالي قال أهل العلم المحدثون اليوم حتى بعض الكفار منهم من باب " والفضل ما شهدت به الأعداء " قالوا إن الإسناد خصوصية لهذه الأمة المحمدية ، لسنا نحن فقط معشر المسلمين الذين نقول ونفخر بما نقول إن الإسناد خصوصية لهذه الأمة المحمدية بل بعض الكفار المستشرقين والمستعربين منهم شهدوا هذه الشهادة الحق أن الإسناد خاصة لهذه الأمة لا يشاركها أحد .
وأنا اقتباساً من هذا الإجماع من أهل العلم المسلمين منهم وغيرهم أقتبس فأقول إن الإسناد هذا الذي هو خصوصية من خصوصيات أمة الإسلام لا أقول أمة الإسلام كلهم بل هذه خصوصية لأهل السنة دون الشيعة فضلاً عن غيرهم من الطوائف الأخرى لأنه لا أسانيد لهم فالأسانيد تنقطع بهم دون الرسول عليه السلام بمراحل ، وهذه الأسانيد المنقطعة لا يستطيعون أن يثبتوا صحتها على ما عندهم من تراجم ضحلة قليلة، فماذا يقول الإنسان إذا كان يعترف بعض غلاة الشيعة بأن أصح كتاب عندهم بعد كتاب الله إن كان عندهم صحيحاً لأنهم يزعمون أن هذا القرآن الكريم ناقص وإنما يتمّه مصحف فاطمة؟؟ أين هو ؟ ... فإذا كانوا يعتمدون على المصحف فإنهم لا يعتمدون على شيء من السّنة تصح وأن أصح كتاب عندهم هو المعروف بكتاب" الكافي " وقد نقده بعض كتّابهم في بعض الطبعات التي طبعت لهذا الكتاب في مئات الأحاديث وهم يزعمون أنه يقابل كتابنا صحيح البخاري الذي يأتي بعد كتاب ربنا ، فأين هذا من ذاك فالأكمر كما قيل قديما ولو غير هذه المناسبة وبهذا البيت من الشعر ... أقول لهؤلاء
" فحسبكم هذا التفاوت بيننا *** وكل إناء بما فيه ينضح "؟
6 - ما رأيك في تصحيح شيخ الإسلام لقصة حديث من كذب علي متعمدا فليتبؤا مقعده من النار التي تدل على أن الوضع وقع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أستمع حفظ
هل من فرق بين الصور الشمسية والصور التلفزيونية المتحركة ؟
الشيخ : لا أرى فرقاً بين الأمرين لكن الشاهد نحن أعتقد أن الله ما حرّم شيئاً إلا لما فيه من ضرر ، وهذا الضرر قد يكون ظاهراً جلياً لبعض الناس وقد يكون خفياً عن بعض الناس ، ومعنى هذا أن المسلم يجب أن يسلّم بالحكم الشرعي سواءً تجلّت له حكمته أو خفيت عنه ، حرّم الصور ، حرّمها لماذا ؟ صرّح في بعض الأحاديث أنها مضاهاةً لخلق الله ، وبعض العلماء يأتون بعلّة أخرى وهي ما كانت سبباً لإذلال وإفساد بعض الأمم السابقة . فإذن نستطيع أن نقول أن تحريم الصور له علّتان : العلّة الأولى لما فيها من مضاهاة خلق الله .
والعلة الثانية من باب سدّ الذريعة أي أن هذه الصورة أو تلك يمكن يوماً ما أن تكون سبباً في إخراج الناس عن التوحيد كما قصّ الله عزوجل علينا قصة نوح مع قومه الذين قالوا له حينما دعاهم إلى عبادة ربهم وحده لا شريك له (( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا )) ، وتعلمون قول ابن عباس المروي في صحيح البخاري وتفسير ابن جرير وغيرهما أن هؤلاء الخمسة كانوا عباداً لله صالحين ثم جاءهم الشيطان الرجيم فزيّن لهم أوّل ما زيّن لهم أن أخرجهم عن الخط الذي كانوا يمشون عليه من قبل ألا تدفنوا هؤلاء الخمسة مع الأموات في المقابر المعتادة وإنما في أفنية دوركم ، زيّن لهم الشيطان أعمالهم فأضلهم عن سواء السبيل فهو لا يأتي بشيء إلا وهو يحسّن هذا الشيء في أذهان أولئك الناس الذين يريد هو أن يضلهم كما يقولون اليوم تماماً في تبرير وضع الأصنام في الباحات والسّاحات العامة ليتذكّر الناس حينما يمرّون بهذه الأصنام بطولات هؤلاء المتمثل أشخاصهم في هذه الأصنام وليت كانوا كذلك، فهكذا قال الشيطان اجعلوا قبورهم في أفنية دوركم لتتذكروهم وتتذكروا أعمالهم الصالحة فتقتدون بهم ، وتركهم جيلاً من الزمان إلى أن جاء الجيل الثاني فذكّرهم بأن هذه القبور قد تأتي سيول وعواصف وأمطار تأخذها وتذهب في الأرض بدداً ، إاذا ماذا نفعل ؟ اتخذوا لها أصناماً تبقى على الدهر فاتخذوها أصناماً ومضى على ذلك ما شاء الله ثم جاء إلى الجيل الثالث فأوحى إليهم أن يضعوها في أماكن محترمة لمكانتهم ، ... وهكذا الشيطان يتدرج بالإنسان ويوصله إلى الشر بحيث لا يحسّ ولا يشعر كما يقولون في بعض البلاد يسير الماء من تحته وهو لا يحسّ ولا يشعر .
فما الفرق إذن من حيث المضاهاة العلة الأولى المنصوص عليها ومن حيث أنها حرّمت سدّا للذريعة .
فالصورة التي تضر سواءً من الناحية الأخلاقية كما قلنا آنفاً أو الصورة التي يخشى أن تعظّم من دون الله ثانياً لا فرق إن كانت صُوّرت باليد أو كانت صورت بالآلة لكن بعض الناس ولعلّك أشعرتني بذلك بسؤالك يشعرون أن هذه الآلة ليست فيها مضاهاة لله بخلق الله ، فأنا أقول أن المضاهاة هنا أكثر من هناك لأنك لو جئت برسّام ووضع شخصاً منكم أمامه فهو سيصوّر ما يصل إليه بصره مهما كان حديداً ، لكن قد تكون هنا شعرة قصيرة لا يراها هو بعينه فتفوته ولا تظهر في صورته أما الصورة الفوتوغرافية فلا يفوتها شيء فهي تصوّر الإنسان كما صوّره الله كما خلقه الله تماماً ، فكيف يقال أن هذه الآلة اليدوية ليس فيها مضاهاة لخلق الله ، فهذه فيها مضاهاة أكثر وأكثر ، والدليل تجدون بعض الصور لبعض العظماء والملوك ... يمكن أن يكون القماش المصوّر فيه ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار أربعة أمتار في أربعة أمتار إلى آخره فالصورة مضخّمة جداً فإذا ما نظرت إلى صورته الحقيقية الفوتوغرافية تجد فارقاً كبيراً بين هذه الصورة الفوتوغرافية وبين تلك الصورة التي صُوّرت بالدّهان على القماش ، فأيّهما أدق تصويراً أهذه التي صوّرت بالآلة أم تلك التي صوّرت بالدّهان والريشة ؟ سبحان الله هنا المضاهاة أكثر من هناك . فإذن هذه الآلة والتصوير بها أخطر من التصوير باليد لا سيّما وفي لحظات قليلات يصوّر عديداً من الصور بينما ذاك يمكث ليلاً ونهاراً حتى ينتج صورة واحدة !
السائل : ... وضع المرآة يعني الصور انعكست في المرأة لو عكست صورة إنسان مرآة ونظر إليها فهل في ذلك مضاهاة لخلق الله ؟
الشيخ : لا بارك الله فيك بكننا سنقول إذا حصرت وحددت فهذه صورة فأما هذه الصور في المرأة فنعلم أن كل علماء المسلمين كانوا ينظرون إلى أنفسهم في المرآة ويزينون شعورهم فهذا من باب إيش قياس مع الفارق ... الصورة غير ثابتة !
السائل : الصورة هذه التي تعرض في التلفزيون أو كذا هي كصورة التي تعكس بالمرآة ... ليس القصد منها ... وإنما القصد يعني إظهار هذه الصورة و إيصالها للناس كميرات الفيديو ؟
الشيخ : ينبغي أن لا نخلط بين شيء وشيء كنت في صدد المرآة وصرت تريد أن تشبه الفيديو بالمرآة ثم لجأت إلى شيء آخر تقول ليس القصد قصد الذي ... أقول ليس القصد الآن لأن هذا يرد أيضا على أي صورة ليس ابتداء بحثك هو التمسك بالقصد أنه قصد حسن أو سيء وإنما كان بحثك الذي بدأت به ! أنه ما الفرق بين هذه الصورة التي في المرأة وبين هذه الصورة لو قلنا الفرق كبير نقول لك الآن أنت قمت مرة تعال إلينا هات الصورة تبعك اللي رأيتها في المرآة ما تستطيع ولو أحد فعل ... صار فيديو ... فالضرر إنما ينشأ من الإثبات أو التثبيت وليس من هذ الذي يزول ويفنى غيره .
كثر في السنوات الأخيرة إجتهاد الشباب في نقد الرجال وتصحيح الأحدايث وتضعيفها بل وصل الأمر إلى التعقيب على بعض العلماء المتقدمين والمتأخرين, ما هو تقييم تلك الأعمال في نظركم سلباً وإيجاباً وما هي توجيهاتكم في هذا الأمر؟ ماهي الشروط التي ينبغي توفرها في طالب العلم حتى يحق له الحكم على الأحاديث صحة وضعفا ؟ لماذا لا تكتفون في الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه بالحكم عليها بالصحة لأننا نراكم تحكمون بحسن بعضها وتارة بضعف البعض منها؟
الشيخ : ... نحن ننصح على كل حال الناشئين من إخواننا الطلاب في هذا العلم أن يتريثوا وألا يستعجلوا لأن هذا العلم كما لمسته لمس اليد يحتاج إلى أمور عديدة جداً من أهمها أن يجمع بين فقه أصول الحديث وأن يفهمها جيداً وأن يتمرّن عليها دهراً طويلاً وألا يبادر من أجل ذلك إلى أن يؤلّف لغيره وإنما يؤلّف لنفسه حتى يشعر بأنه صار أهلاً لأن يصحح وأن يضعّف كما فعل الأئمة المتقدمون . قلت نحن نعرف هذا من أنفسنا ونعرف ذلك من غيرنا ، فالحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله الذي سمّي بحق بأمير المؤمنين في الحديث له كتب كثيرة وكثيرة جداً هو يقول ويشهد بنفسه على نفسه وكفى به شهيداً لأنه لا يرضى عن شيء من كتبه إلا فتح الباري ، فتح الباري ضل يعمل فيه نحو عشرين سنة ولذلك حصل على رضاه على هذا الكتاب ، أما الكتب الأخرى الظاهر أنها كانت مما ألّفها في إبّان طلبه للعلم تماماً كما يقال الطلاب الناشئون اليوم .
أنا أعرف من نفسي من أول ما ألّفت هو الكتاب الذي أعزو إليه في كثير من مؤلفاتي الأخيرة وهو الذي تسمعون اسمه الروض النضير وتمام اسمه في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير وهو مجلدان ضخمان ، كان وهذا ما طلب مني الكثير من إخواننا كان عليّ أن أبادر لطبع هذا الكتاب لسببين اثنين أولاً أن معجم الطبراني الصغير لم يكن مطبوعاً إلا الطبعة الهندية القديمة وتعرفون طبعات الهند مع أنهم سبّاقون لنشر كتب الحديث لكن كانت الطبعات عندهم متأخرة فكان عليّ أن أنشر هذا الكتاب معجم الطبراني الصغير يطبع بتعليقي عليه وتخريجي وترتيبي لكن لم أفعل ولن أفعل ، لماذا ؟ لأني أنا أستدرك على نفسي بنفسي أشياء ، أضرب لكم مثلاً أصبح بفضل الله عز وجل معروفاً من فضل الله عزوجل معروفاً الآن في العالم الإسلامي حيث لم يكن قبل ربع قرن من الزمان أحد يسمع به كنت مع أولئك الناس الذين يثقون بتوثيق ابن حبان فكان إذا جاءني حديث في المعجم الطبراني الصغير يكون رجاله ثقات أو واحد منهم وثقه ابن حبان فنصححه اعتماداً على توثيق ابن حبان لكن ما كنت يومئذٍ قد قرأت مثلاً مقدمة الحافظ ابن حجر في اللسان وكذلك كلام ابن عبد الهادي في الرد على السبكي الصارم المنكي أو وهذا يقع لكثير من الطلاب نقرأ الشيء ثم لا يرسخ في الذهن رسوخاً يعمل عمله في قلب صاحبه ثم يدفعه إلى العمل الصالح الصحيح وعلى ذلك في هذا الكتاب . الآن نقول كيف نصحح هذا الحديث وفيه من وثقه ابن حبان وهذا المثال سهل تماماً وتأتي أمثلة وأمثلة كثيرة جداً ومن أدقّها ما يتعلق بنفس الموضوع : يتوهم الآن طلاب العلم أن كل راوٍ وثقه ابن حبان فقط فلا يوثق بتوثيقه وهذا ليس على إطلاقه وقد شرحت هذا في بعض الجلسات وسيأتي مشروحاً بأكثر في الكتاب الذي هو الآن تحت الطبع تمام المنّة في التعليق على فقه السنة .
فينبغي على طلاب العلم أن يتريثوا إذا ألّفوا أو جمعوا فلأنفسهم ، يظهر الفرق فيما بعد بينما ألّفوا في إبّان طلبهم للعلم وفيما بعد أن يمضي على طلبهم وتمرّسهم في هذا العلم ما شاء الله من السنين .
التبكير في التأليف يكون سبباً لكثرة الأخطاء ، وبهذا التفصيل الذي ذكرته آنفاً أعلّل أنا شخصياً كثرة الأخطاء من بعض العلماء ، مثلاً من أظهر الأمثلة تلخيص مستدرك الحاكم للحافظ الذهبي تجد فيه العجب العجاب من تصحيحه تبعاً للحاكم أحاديث هو يحكم في بعضها بالوضع فضلاً عن بعض آخر يحكم عليها بالضعف ،ما هو السبب ؟ تلخيص كتاب كما يفعل الناس اليوم اختصار كتاب وهذا يظنونه بالأمر السهل بينما هذا يحتاج إلى علم ونضوج فالظاهر والله أعلم أن الحافظ الذهبي لخّص المستدرك قبل أن ينضج علمياً ، كذلك مثلاً نجد الحافظ السيوطي وهذا لعلكم قرأتموه في مقدمتي لصحيح الجامع وضعيف الجامع يقول صانه عما تفرد به كذابٌ أو وضاع بينما تجد فيه أحاديث حكم هو بوضعها في كتابين اثنين الكتاب الأول اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة وهو كتاب يتعقب فيه ابن الجوزي في كتابه الموضوعات لكنه يسلّم له بعشرات الأحاديث لأنها موضوعة وهذا التسليم واضح جداً حينما يحكي خلاصة كلام ابن الجوزي في حكمه على الحديث بالوضع ثم لا يتبعه بقوله قلت لكن جاء الحديث من طريق أخرى ولعله يقول أولى وثانية وثالثة إلى آخره ، يحاول بذلك أن ينقذ الحديث من الوضع لا بأس بهذا ولكن في كثير من الأحاديث أقرّ الحافظ السيوطي في مؤلّفه هذا ابن الجوزي على الوضع ، مع ذلك تجد هذه الأحاديث موجودة في الجامع الصغير وكذلك في الزيادة على الجامع الصغير كتابه الثاني أعم بكثير لأنه كالاستدراك على موضوعات ابن الجوزي أي أن ابن الجوزي فاتته أحاديث موضوعة كثيرة وهو جاء وألّف كتاباً ذيل الأحاديث الموضوعة ، كل هذه الأحاديث التي أوردها السيوطي في هذا الكتاب ذيل الأحاديث الموضوعة هي أنها موضوعة لكنك ستعجب حينما تجد قسماً كبيراً منها في الجامع الصغير ، كيف نوفق بين هذا وهذا ؟ هو ما ذكرته لكم آنفاً هو جمع الجامع الصغير قبل أن يبدأ بالتحرير وتصفية الأحاديث الضعيفة والموضوعة أو قبل أن يتمكن من هذا العلم كما ينبغي أن نقول فوقع في هذا التناقض العجيب الغريب ، هذا سبب في كونه من آثاره أن الناس يتهافتون على العلم دون أن ينضجوا وأن يكونوا أهلاً للعلم .
أنا في الواقع شخصياً أقول بعد الإجابة عن هذا السؤال أنا بقدر ما أُسرُّ حينما أجد شباباً ينقدون علماء صالحين أو حاضرين وأنا منهم مثلاً حينما أجدهم ينتقدونني فأنا أسر ، لماذا ؟ لأنه قبل أقل من عشر سنين أو نحو ذلك لم يكن أحد يستطيع أن يعيب على الألباني كلمة واحدة فيما يتعلق بعلم الحديث ، فالحمد لله ما شاء الله الآن بالعشرات والمئات في العالم الإسلامي فهذا يبشر بخير لأنه كما يقال " أول الغيث قطر ثم ينهمر " ، وهذا ينفعني أنا وغيري ولا يضرونا ولكن هؤلاء يضرون أنفسهم ، لأنه أنا بالنسبة إليّ أقول كما يقول العلماء قديماً وحديثاً " قد يجد في المفضول ما لا يجد في الفاضل " فلا عيب أن ينتقد التلميذ شيخه فكيف إذا لم يكن متتلمذاً عليه ؟ لا غرابة ، لكن إن أصاب هنا وهناك فسوف يخطئ في عشرات أخرى ويظن أنه أحسن صنعاً بينما الواقع سيشهد بشهادته فيما بعد سنين بأنه كان مستعجلاً ، وقد قيل من الحِكَم " من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه " ، هذا شيء وشيء أخير أنا أخشى ما أخشى أن يصبح التأليف في هذا العصر داءً ووبالاً وهو يتعلق بعدم الإخلاص في طلب العلم وفي نشره لأن التأليف هو وسيلة اليوم كما تعلمون لنشر العلم ، وتعلمون جميعاً أن العلم إذا لم يكن خالصاً لوجه الله نشراً لدرسٍ أو محاضرةٍ أو كتاب أو نحو ذلك إذا لم يكن خالصاً لوجه الله كان وبالاً على صاحبه ، كما تعلمون من حديث أبي هريرة الطويل الذي فيه عبرة لمن يعتبر الذي يبتدأ بقوله علي عليه السلام ( أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة عالم ومجاهد وغني ... ) إلى آخر الحديث ، فأنا أخشى ما أخشاه أن يكون الحافز والدافع على تأليف هؤلاء الشباب الناشئين في هذا العلم ليس هو النصح ... وإنما هو أن يظهروا وأن تسجل أسماؤهم في زمرة المؤلفين . وأخيراً تأتي حكمة أخرى لتقول " حب الظهور يقطع الظهور " ، لأنه لا يوجد فيه إخلاص لله .
8 - كثر في السنوات الأخيرة إجتهاد الشباب في نقد الرجال وتصحيح الأحدايث وتضعيفها بل وصل الأمر إلى التعقيب على بعض العلماء المتقدمين والمتأخرين, ما هو تقييم تلك الأعمال في نظركم سلباً وإيجاباً وما هي توجيهاتكم في هذا الأمر؟ ماهي الشروط التي ينبغي توفرها في طالب العلم حتى يحق له الحكم على الأحاديث صحة وضعفا ؟ لماذا لا تكتفون في الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه بالحكم عليها بالصحة لأننا نراكم تحكمون بحسن بعضها وتارة بضعف البعض منها؟ أستمع حفظ
ما قولكم في قول أن التاليف أحد طريقي التحصيل؟
الشيخ : وأنا أقول لك .. في نفسي ولكن لا يستعجل في النشر لأن هذا يحقق الغرض المنشود في نفسه ، لكن هذا إذا بادر إلى النشر وقع المحذوران الذين ذكرتهما آنفاً فلا منفاة بين هذا وهذا .
ما حكم على جماعة توجد عندنا في باكستان تسمي نفسها جماعة المسملين وتدعي أنها على الكتاب والسنة وأنها هي جماعة الحق لا غير وأن أي طائفة أو جماعة ليست على الحق وحتى لو تسمت بأهل الحديث فإن هذا الإسم بدعة أو بالسلفية فإنه بدعة ويستشهدون بقوله تعالى:(( هو سماكم المسلمين من قبل )) وقالوا بأنه لا يجوز السلام عليهم ولا الصلاة خلفهم.؟
الشيخ : ... يعني ... هناك بما سأقولها الآن بتفصيل هذه ظاهرة جديدة هي تعيد إلى أذهاننا جماعة التكفير التي كنا نظن أنها انقرضت . وجماعة التكفير وصلوا إلى هذا الغلو وأنا لقيت جماعات منهم وناقشتهم كثيراً في سوريا وفي الأردن ، وقد هدى الله عز وجل كثيرين منهم حتى من كثرة النقاش في هذه المسألة اجتمعنا مع رئيسهم وبعض أتباعه ثلاثة ليالٍ تباعاً ، الليلة الأولى استمرت من بعد صلاة المغرب إلى أذان العشاء ونحن نتناقش وقلنا لصاحبنا أذّن فأذّن فانصرفوا ، وهذا من صفة من ؟ الشيطان الذي إذا سمع الأذان أدبر وله ضراط ، فانصرفوا ، عرفنا نحن لماذا ينصرفون لأننا كنا على علم أنهم لا يصلون مع جماعة المسلمين ولا يصلون جمعة ولا جماعة وهم كما تسمعون بهذه الجماعة عندكم ، قلنا لا بأس ، انصرفوا لكن على موعد للقاء ثانٍ في الليلة القابلة ويكون ذلك في عقر دارهم حيث يسكنون .
كان الاجتماع الثاني استمر من بعد صلاة المغرب إلى نصف الليل ... بدأت الثمار نجنينا ونقطفها والدليل صلينا عندهم فصلّوا خلفنا ... .
السائل : الحمد لله ... .
الشيخ : لكن بعد .
سائل آخر : ... بهذه المناسبة حتى لا أنسى الكلمة نوقش هؤلاء ... أن كل من في العالم من العلماء كلهم كفار ... الشيخ الألباني ... لأن ... غالبهم ... الشيخ ما بياعكم وما ما تصل إليه دعوتنا ... قيل لهم ... .
الشيخ : أنا الحمد لله سلفي ومن أهل الحديث وأعتقد أن كلا من لم يكن سلفي المنهج فهو من
10 - ما حكم على جماعة توجد عندنا في باكستان تسمي نفسها جماعة المسملين وتدعي أنها على الكتاب والسنة وأنها هي جماعة الحق لا غير وأن أي طائفة أو جماعة ليست على الحق وحتى لو تسمت بأهل الحديث فإن هذا الإسم بدعة أو بالسلفية فإنه بدعة ويستشهدون بقوله تعالى:(( هو سماكم المسلمين من قبل )) وقالوا بأنه لا يجوز السلام عليهم ولا الصلاة خلفهم.؟ أستمع حفظ