افتتاحية المقدم للمحاضرة .
فإن صاحب هذه الدعوة الدعوة وجميع الحاضرين يرحبون بشخنا فضيلة العلامة محمد ناصر الألباني حفظه الله سائلين الله تبارك وتعالى الهدى والسداد لنا وله في كل ما نقول ونعمل وقد رغبنا من شيخنا رحمه الله أن يلقي لنا كلمة حول الدعوة السلفية أهدافها مميزاتها وسائلها من المواقف المناوؤة ثم إننا نتوجه بالشكر إلى فضيلة شيخنا حفظه الله على ما قدمه لطلبة العلم في مدينة جدة في هذه الرحلة المباركة إن شاء الله من الدروس العلمية والفتاوى الفقهية والتوجيهات الدعوية مع التنبيه على إخواننا بأن هذا كله والحمد لله مسجل على أشرطة سمعية وهو موجود لدى تسيجلات الآثار الإسلامية وإننا إذ نشكر شيخنا فإنما هو عملا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بشيخنا وبآثاره العلمية وأن يجري الحق على لسانه في كل ما يقول وعلى قلمه في كل ما يكتب إنه سميع مجيب والآن مع كلمة شيخنا حفظه الله وبارك في عمره ووقته مع لفت نظر إخواننا الحاضرين على عدم توجيه أسئلة شفهية حتى تعم الفائدة وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا .
افتتاحية الشيخ رحمه الله .
ذكر الشيخ لأصل الدعوة السلفية من القرآن وهي قوله تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين... ) الآية .
3 - ذكر الشيخ لأصل الدعوة السلفية من القرآن وهي قوله تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين... ) الآية . أستمع حفظ
ذكر الشيخ لحديث الافتراق والكلام عليه .
فإذن هذا الحديث من الأحاديث الصريحة التي تدل دلالة واضحة على أن الفرقة الناجية من الفرق الثلاث والسبعين التي أخبر رسولنا صلوات الله وسلامه عليه أنها ستقع في هذه الأمة وخبره عليه الصلاة والسلام صدق لأنه كما قال تعالى في القرآن الكريم (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى )) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )) .
ذكر الشيخ لعلامة الفرقة الناجية التي تميزها عن غيرها من الفرق وهي منهج السلف الصالح وفهمهم من الصحابة فمن بعدهم من القرون المفضلة والاستدلال على ذلك ببعض النصوص وبيان أن العصمة في اتباع الكتاب والسنة في اتباع هذا المنهج .
فاتباع هؤلاء الجيل الأول جيل الصحابة الأنور الأطهر ثم الذين جاءوا من بعدهم (( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) ، هؤلاء لكل من أراد أن يكون من الفرقة الناجية لا بد أن ينتمي إلى العمل بما كان عليه هؤلاء الصحابة والتابعون وهم السلف الصالح الذين نحن نقتدي بهم ، وليس هذا الأمر من وجوب الاقتداء بهؤلاء السلف الصالح بالأمر المبتدع بل هو الأمر الواجب الذي جاءت الإشارة إليه بل التصريح به في مثل قوله تبارك وتعالى (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) الله تبارك وتعالى قد ذكر في هذه الآية تحذيراً شديداً عن مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم ومشاققته ثم عطف على ذلك فقال (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ )) ولا شك أن هؤلاء المؤمنين الذين حذّر الله تبارك وتعالى الناس من المسلمين أن يخالفوا سبيل المؤمنين لا شك أن هؤلاء إنما هم الذين ذُكروا في الآية السابقة من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان فقد رضي الله عنهم ورضوا عن ربهم ، ذلك هو المعيار الذي يفرّق بين المسلم الذي ينتمي بلسانه إلى الكتاب والسنة ثم قد يخالف الكتاب والسنة حينما لا يرجع إلى العصمة من مخالفة الكتاب والسنة ألا وهو التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنتم الآن أمام نص من الآية ومن الحديث الصحيح ذكرت الآية سبيل المؤمنين وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه كما ذكر سنة الخلفاء الراشدين في الحديث الآخر الصحيح الذي رواه جماعة من أصحاب السنة منهم أبو داود والترمذي والإمام أحمد وغيرهم عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فقلنا أوصنا يا رسول الله قال : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة محدقة بدعة وكل بدعة ضلالة ) . وفي الحديث الآخر ( وكل ضلالة في النار ) .
فتجدون النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أيضاً عطف سنة الخلفاء الراشدين على سنته عليه الصلاة والسلام ، فهذا الحديث يلتقي مع حديث الفرقة الناجية ويلتقي مع قوله تعالى في الآية الثانية ألا وهي قوله تبارك وتعالى ((( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ))، ولذلك فلا يجوز للمسلم باسم اتباع الكتاب والسنة أن يتبع آراءً أو أقوالاً تخالف ما كان عليه سلفنا الصالح ذلك لأن ما كانوا عليه هو تبيانٌ للكتاب والسنة وأنتم تعلمون جميعاً أن السنة هي بنص القرآن الكريم تبيانٌ للقرآن الكريم كما قال تعالى مخاطباً شخص النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) ، فكما أن النبي صلى الله عليه وسلم تولّى بيان القرآن بسنته ... .
5 - ذكر الشيخ لعلامة الفرقة الناجية التي تميزها عن غيرها من الفرق وهي منهج السلف الصالح وفهمهم من الصحابة فمن بعدهم من القرون المفضلة والاستدلال على ذلك ببعض النصوص وبيان أن العصمة في اتباع الكتاب والسنة في اتباع هذا المنهج . أستمع حفظ
بيان أقسام السنة وأنه لا طريق إلى معرفتها إلا من طريق الصحابة فمن بعدهم .
ذكر السبب الأصيل في تفرق المسلمين وأنه عدم الالتزام بمذهب السلف من الصحابة فمن بعدهم .
7 - ذكر السبب الأصيل في تفرق المسلمين وأنه عدم الالتزام بمذهب السلف من الصحابة فمن بعدهم . أستمع حفظ
تنبيه الشيخ على عبارة بعض أهل البدع ( مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم ) وبيان مخالفة هذه العبارة لجميع ما ذكر من النصوص وبيان أن كثيرا ممن ينتسب إلى العلم يرددها .
8 - تنبيه الشيخ على عبارة بعض أهل البدع ( مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم ) وبيان مخالفة هذه العبارة لجميع ما ذكر من النصوص وبيان أن كثيرا ممن ينتسب إلى العلم يرددها . أستمع حفظ
ذكر بعض الأمثلة على من أعرض عن منهج السلف منها التفريق بين حديث الآحاد والمتواتر .
من أوضح الأمثلة على ذلك والتي يلهج بها بعض الناس في العصر الحاضر تفريقهم بين حديث الآحاد وحديث التواتر .
إن هذا التفريق من أبرز الأدلة على خروجهم عن اتباع السلف الصالح لأنهم لا يعرفون شيئاً اسمه حديث متواتر أوحديث آحاد ... .
بيان الآثار السلبية المترتبة على هذا التفريق مثل تفريقهم بين العقائد والأحكام وأن العقائد لا تؤخذ إلا من المتواتر بخلاف الأحكام .
هذا التقسيم الذي رُتّب عليه هذا الحكم وهو التفريق بين العقيدة فلا يؤخذ فيها بحديث الآحاد وبين الأحكام فيؤخذ فيها بحديث الآحاد هذا التقسيم من درس السلف من درس ما كان عليه الصحابة وما كان عليه أتباعهم من بعدهم يقطع يقيناً بأن مثل هذا التقسيم هو دخيلٌ في الإسلام وهي فلسفة يتبرّأ منها الإسلام ... .
10 - بيان الآثار السلبية المترتبة على هذا التفريق مثل تفريقهم بين العقائد والأحكام وأن العقائد لا تؤخذ إلا من المتواتر بخلاف الأحكام . أستمع حفظ
بيان بطلان هذا التفريق بين العقائد والأحكام فيما يستدل له من الآحاد والمتواتر من السنة كما في قصة إرسال معاذ تارة وأبي موسى أخرى الوارد في الصحيحين .
ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر معاذاً وهو فرد وحديثه في اصطلاح المتأخرين حديث آحاد فأمرهم صلى الله عليه وسلم أن يكون أول ما يدعوهم إليه هو الاعتقاد بالله وحده لا شريك له فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ، فإذا أنتم قابلتم هذا الحديث المجمع على صحته بين المسلمين قاطبة بين المتبعين للسلف والمخالفين لهم يعتقدون معنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل معاذاً إلى اليمن وأمره أن يدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، فكيف يعتقدون بصحة هذا الحديث ثم يقولون إن حديث الآحاد لا يؤخذ به في العقيدة .
من هنا يتبين لكم أن الحيَد عمّا كان عليه أصحابه صلى الله عليه وسلم من انتشارهم في الآفاق ودعوة الناس إلى الإسلام دون فلسفة التفريق بين حديث التواتر وحديث الآحاد ، هذه المسألة وحدها تكفي لتبين لكل مسلم عاقل خطر الإنحراف عن اتباع الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ،
11 - بيان بطلان هذا التفريق بين العقائد والأحكام فيما يستدل له من الآحاد والمتواتر من السنة كما في قصة إرسال معاذ تارة وأبي موسى أخرى الوارد في الصحيحين . أستمع حفظ
ضرورة دراسة منهج السلف ومعرفة ما كانوا عليه كما يدرس الكتاب والسنة ومغبة من لم يدرس ذلك .
12 - ضرورة دراسة منهج السلف ومعرفة ما كانوا عليه كما يدرس الكتاب والسنة ومغبة من لم يدرس ذلك . أستمع حفظ
ذكر الشيخ لمثال من النصوص مما تضمن عقيدة وحكما في آن واحد وهوحديث أبي هريرة في الاستعاذة بعد التشهد .
هذا الحديث فيه أمرٌ بالاستعاذة من هذه الأربع فهي مسألة فيها حكم من أحكام الشريعة وهم معنا على أن حديث الآحاد تثبت به الأحكام الشرعية لذلك لا يسعهم إلا أن يأخذوا بهذا الحديث وفيه الأمر بالإستعاذة من هذه الأربع : أعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ، فهل يعتقدون بعذاب القبر ؟ هنا يقعون كما يقال في حيص بيص ، عذاب القبر عقيدة وعذاب القبر في اعتقادهم لم يثبت بحديث متواتر ولذلك فهم لا يعتقدون بعذاب القبر اللهم إلا ما جاء ذكره في آية في القرآن في حق فرعون (( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ )) هذه النار يقولون عذاب فرعون وآل فرعون ، أمّا عامّة الكفار أولاً ثم المسلمون العصاة الذين ثبت في حقهم شيءٌ من عذاب القبر فهذا مما لا يؤمنون به وما ذاك إلا انطلاقاً منهم من تلك العقيدة الباطلة وهي قولهم أن الحديث الصحيح ما لم يكون متواترا لا تثبت به عقيدة ولذلك
فهم ينكرون أحاديث كثيرة وكثيرة جداً بزعم أنها لم تصل مرتبة التواتر .
13 - ذكر الشيخ لمثال من النصوص مما تضمن عقيدة وحكما في آن واحد وهوحديث أبي هريرة في الاستعاذة بعد التشهد . أستمع حفظ
ذكر الشيخ لبعض أدلة عذاب القبر التي جاءت في أحاديث فيها بيان لبعض الأحكام الشرعية .
هذا الحديث في صحيح البخاري وتسمعون أن النبي صلى الله عليه و سلم صرّح فيه بأن هذين مسلمين ومع ذلك فهما يعذبان فدعا الرسول صلى الله عليه و سلم لهما بأن يخفف الله عنهما العذاب بقدر ما بقي هذان الغصنان رطبين .
كذلك هناك حديث آخر يقول فيه النبي صلى الله عليه و سلم ( استنزهوا من البول ، فإن أكثر عذاب القبر من البول ) .
وهكذا فالأحاديث كثيرة وكثيرة جداً من ذلك أيضاً ولا أطيل قول النبي صلى الله عليه و سلم لما مر بقبرين لمشركين ماتا في الجاهلية قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لولا أن تدافنوا لأسمعتكم عذاب القبر ) .
مع ورود هذه الأحاديث في عذاب القبر بالنسبة لبعض المشركين ولبعض المسلمين ومع ذلك عُطّلت هذه الأحاديث ولم يعتقد بها وبمضمونها بفلسفة أنها أحاديث آحاد ، فماذا موقفهم بالنسبة لحديث أبي هريرة ( إذا جلس أحدكم في التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع منها عذاب القبر ) ، إن استعاذوا بالله من عذاب القبر تنفيذا لهذا الحكم الشرعي وهو واجبهم لأنهم لا يختلفون معنا في أنه يجب الأخذ بأحاديث الآحاد في الأحكام، فهذا حكم شرعي أمرنا الرسول عليه السلام أن ندعو بهذا الدعاء في التشهد الأخير فإن هم أخذوا به كما هو قولهم وقولهم الحق لأنه معنا هنا فكيف يأخذون به وهم لا يؤمنون بعذاب القبر لا يصدّقون بعذاب القبر ،
بيان ضلال وحيرة هؤلاء المبتدعة بسبب فلسفتهم في التفريق بين الآحاد والمتواتر وكل ذلك بسبب الخروج عن منهج السلف .
15 - بيان ضلال وحيرة هؤلاء المبتدعة بسبب فلسفتهم في التفريق بين الآحاد والمتواتر وكل ذلك بسبب الخروج عن منهج السلف . أستمع حفظ
تمثيل الشيخ بأبيات الامام ابن القيم .
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ، لم يقتصر على قوله العلم قال الله قال رسوله بل أضاف إليهما قال الصحابة ، وقد عرفتم السبب في ذلك الآية والأحاديث الصحيحة التي تدل على أن الفرقة الناجية هي التي تتمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، لذلك قال ابن القيّم رحمه الله :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذراً من التعطيل والتشبيه " .
استنباط الشيخ من البيت الثاني لابن القيم مثالا آخر لمسألة التفريق بين الآحاد والمتواتر وهو الإيمان بالأسماء والصفات من غير تشبيه ولا تعطيل .
" كلا ولا جحد الصفات ونحوها *** حذراً من التعطيل والتشبيه " .
فإن من المنهج الذي سلكه هؤلاء الخلف خلافاً لمنهج السلف هو تأويل الآيات وعدم اتباعها كما جاءت دون تأويلٍ ودون تعطيل ، فالسلف رضي الله عنهم ومنهم الأئمة الأربعة قد ذهبوا في موقفهم من آيات الصفات وأحاديث الصفات إلى الإيمان بحقائق معانيها دون تشبيه ودون تعطيل .
التشبيه من مذهب المشبّهة والتعطيل من مذهب المؤوّلة ، أما السلف فقد جمعوا بين إثبات معاني الصفات على حقائقها مع تنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهته للحوادث ، والنص القرآني في ذلك صريح ألا وهو قوله عز وجل (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) ، ليس كمثله شيء تنزيه وهذا واجب على كل مسلم ، والخلف زعموا أنهم ينزّهون معنا رب العالمين ولكنهم بالغوا في التنزيه فوقعوا في التعطيل وهو إنكار صفات الله عز وجل التي تعرّف بها ربنا عز وجل إلى عباده حينما وصف نفسه ببعض الآيات وفي بعض الأحاديث فعطّل الخلف معاني هذا الآيات بإخراجها عن معانيها الظاهرة زعموا أنهم فعلوا ذلك من باب التنزيه فخالفوا الآيات وخالفوا السلف الصالح الذين كانوا يمرّونها على معانيها الظاهرة والمعروفة في اللغة العربية مع تنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهته للمخلوقات .
17 - استنباط الشيخ من البيت الثاني لابن القيم مثالا آخر لمسألة التفريق بين الآحاد والمتواتر وهو الإيمان بالأسماء والصفات من غير تشبيه ولا تعطيل . أستمع حفظ
الاستشهاد بقصة الإمام مالك رحمه الله مع الذي سأله عن الاستواء مع تفسير عبارة الإمام مالك .
قال : الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ، أخرجوا الرجل فإنه مبتدع .
لقد أجاب هنا الإمام مالك رحمه الله بجوابٍ شافٍ وافٍ حيث بيّن أن الاستواء في اللغة العربية معلوم وهو العلو أي إن قوله تعالى (( الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى )) يعني استعلى ، ولذلك يقول كل مسلم يعبد الله ساجداً : سبحان ربي الأعلى . فأجاب الإمام مالك بأن الاستواء المذكور في الآية معلوم لغة لكن أنت تسأل عن الكيف كيف استوى ؟ الكيف مجهول لأن الحق أن صفات الله عز وجل يقال فيها ما يقال في ذاته عز وجل ، فكما أن كل مسلم يثبت وجود الله تبارك وتعالى وذاته كذلك يثبت صفاته عز وجل ، وكما أنه عاجز عن أن يكيف ذات الله عز وجل فكذلك هو عاجز أن يكيف شيئاً من صفات الله عز وجل ولذلك قال والكيف مجهول والسؤال عنه أي عن الكيف بدعة فأنت مبتدع لذلك أمر بطرد الرجل من ذلك المجلس الذي كان فيه مالك رحمه الله .
فإذن مذهب السلف الإيمان بآيات الصفات وأحاديث الصفات على المعنى اللغوي دون تأويل لأنه تعطيل ودون تشبيه لأنه ينافي التنزيه المصرّح به في قوله تعالى (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) .
18 - الاستشهاد بقصة الإمام مالك رحمه الله مع الذي سأله عن الاستواء مع تفسير عبارة الإمام مالك . أستمع حفظ
كلام الشيخ على بعض المذاهب اليوم مثل الرافضة واالمعتزلة والأشاعرة والماتريدية ومنهجهم في التعامل مع نصوص الصفات وبيان تناقضهم في ذلك .
أما الماتريدية والأشاعرة الذين يلتقون مع المعتزلة كما ذكرت آنفاً في تأويل بعض آيات الصفات وأحاديث الصفات فإنهم هاهنا وقفوا مع المذهب السّلفي فقالوا وهو السميع البصير أي لله صفة السمع والبصر ، ولكن ماذا فعلوا حينما قيل لهم من المعتزلة هذا تشبيه لأن الإنسان له سمع وله بصر بشهادة القرآن حيث قال عز وجل في الإنسان الأول آدم عليه الصلاة والسلام (( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ))، فقالت المعتزلة فإذا قلنا بأن لله صفة السمع والبصر فقد شابهناه بالمخلوقات فأجاب الأشاعرة والماتريدية هنا بجواب السلف الصالح حيث قالوا نحن نصف الله عز وجل بما وصف به نفسه فنقول وهو السميع البصير ولكن ليس كمثله شيء ، فنقول لهؤلاء الأشاعرة والماتريدية كونوا مع السلف الصالح في كل آيات الصفات وكل أحاديث الصفات أثبتوا ما أثبت الرب لنفسه من الصفات مع التنزيه (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) ، فهل التزموا هذا المنهج ؟ حملهم على الانحراف عنه وهو الحق مثل ما أنكم تنطقون ، تلك القاعدة التي ذهبوا إليها منحرفين عن الآيات والأدلة المصرحة أن السلف الصالح رضي الله عنهم ورضوا عنه حيث قالوا علم الخلف أعلم وأحكم أما علم السلف فهو أسلم فقط كأنهم جعلوا علم السلف عبارة عن علم دراويش لا يتعمّقون في فهم النصوص ، أما الخلف فهم الأعلم وهم الأحكم ، فكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولوا إلا كذبا ، فهم في الواقع مضطربون أشد الإضطراب ، فهم تارة سلفيون في بعض الصفات والمثال بين أيديكم ، قالوا وهو السميع البصير له صفة السمع والبصر لكن سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا ، قلنا هذا حق فلماذا لا تقولوا الرحمن على العرش استوى أي استعلى استعلاءً يليق بكماله وإنما تأولتم الاستعلاء بمعنى استولى وليتكم لم تأوّلوا هذا التأويل ووقفتم موقف بعض الناس الآخرين الذين لم يقفوا لا مع عقيدة السلف ولا مع عقيدة الخلف من المعتزلة وغيرهم فقالوا نحن نفوّض .
19 - كلام الشيخ على بعض المذاهب اليوم مثل الرافضة واالمعتزلة والأشاعرة والماتريدية ومنهجهم في التعامل مع نصوص الصفات وبيان تناقضهم في ذلك . أستمع حفظ