متفرقات للألباني-026
تتمة كلام الشيخ على مذهب أهل التعطيل والتأويل .
الشيخ : إذن ما معنى (( الرحمن على العرش استوى )) ؟ قالوا استولى ! سبحان الله ، استولى تقتضي باللغة العربية أنه كان هناك توجد مغالبة بين الله عز وجل وبين غيره ، ومن يكون هذا الغير سوى بعض خلقه فاستولى الله على ملكه ؟ من يقول هذا الكلام ؟ لقد عرفوا وصرّح أحد كبارهم من المنحرفين عن السلف الصالح في تأويل آيات الصفات وأحاديث الصفات ، لقد صرّح بأن قولنا في تأويل الآية استوى بمعنى استولى بسحب معنى المغالبة ، أي لقد عطّل نفس المعنى الذي فسّر به الآية ، إذا سحبنا معنى المغالبة فلم يبق هناك معنى وهذا في الحقيقة تعطيل لهذا النص كما عطّلوا آيات الصفات وأحاديث الصفات .
من أجل ذلك يعجبني ما روي عن أحد أئمتنا ابن القيّم أو ابن تيمية رحمه الله أنه قال إن المجسّم يعبد صنماً والمعطّل يعبد عدماً ،يعبد شيئاً لا وجود له وهذا في الواقع صريح جداً حينما ينفون عن الله عز وجل صفة العلو الثابت ليس في آية الاستواء فقط بل في آيات كثيرة وأحاديث عديدة لسنا الآن في صددها فكتب أئمة السلف مطبوعة ومنشورة والحمد لله .
من أجل ذلك يعجبني ما روي عن أحد أئمتنا ابن القيّم أو ابن تيمية رحمه الله أنه قال إن المجسّم يعبد صنماً والمعطّل يعبد عدماً ،يعبد شيئاً لا وجود له وهذا في الواقع صريح جداً حينما ينفون عن الله عز وجل صفة العلو الثابت ليس في آية الاستواء فقط بل في آيات كثيرة وأحاديث عديدة لسنا الآن في صددها فكتب أئمة السلف مطبوعة ومنشورة والحمد لله .
تمثيل الشيخ بأهل التعطيل المحض .
الشيخ : ... ولكن حسبي أن أذكر الآن ما جاء عن بعض أئمة الخلف أنهم في سبيل الزعم الذي ادّعوه من التنزيه لله عز وجل ونفوا عنه هذه الصفة صفة العلو قالوا ربنا عز وجل لا يقال ولا يوصف بأنه فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه ، هكذا يقولون في معبودهم هؤلاء المعطّلة ... لو قيل لأفصح الناس بياناً صف لنا المعدوم لما استطاع أن يصفه بأكثر مما يصف هؤلاء المعطّلة معبودهم الحق سبحانه وتعالى حيث قالوا لا فوق لا تحت لا يمين لا يسار إلى آخر هذه العبارة .
ذكر الشيخ لقصة شيخ الاسلام ابن تيمية مع مناوئيه .
الشيخ : ... ولذلك لما اجتمع بعض علماء الخلف في عهد ابن تيمية رحمه الله وشكوه إلى الأمير الذي كان يومئذٍ في دمشق بأن هذا يخالف العلماء وأنه يجسّم الله عز وجل ويشبهه بالمخلوقات طلبوا أن يعقد لهم مجلساً مع شيخ الإسلام ابن تيمية ، فكان هذا المجلس وتناقش شيخ الإسلام مع أولئك الناس الذين هم مخالفون للسلف في آيات وأحاديث الصفات والأمير يسمع ما يدّعيه هؤلاء الخلف وما ادّعاه عليهم ابن تيمية من الآيات والأحاديث الصريحة في إثبات صفات الله عز وجل بصورة عامة وإثبات صفة العلو بصورة خاصة ، لمّا سمع ذاك الأمير ويبدو أنه كان ذكياً عاقلاً لمّا سمع وصف أولئك العلماء الخلف لله عز وجل بأنه لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار إلى آخر الضلالة التي ذكرناها آنفا ماذا قال ذلك الأمير العاقل ؟ هؤلاء قومٌ أضاعوا ربهم .
فعلاً إذا كانوا لا يدرون أين الله فإذاً هم جماعة ضالّون ضلّوا ربهم حيث أن الله عز وجل وصف نفسه بأنه على العرش ((الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى )) و (( تَعْرُجُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ )) و (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )) إلى آخر ما هنالك من آيات وأحاديث كثيرة .
فعلاً إذا كانوا لا يدرون أين الله فإذاً هم جماعة ضالّون ضلّوا ربهم حيث أن الله عز وجل وصف نفسه بأنه على العرش ((الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى )) و (( تَعْرُجُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ )) و (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )) إلى آخر ما هنالك من آيات وأحاديث كثيرة .
بيان الفرق بين المدرسة السلفية والمدرسة الخلفية والاستدلال على ذلك بقصة الجارية في حديث معاوية بن الحكم السلمي وبيان جرأة هؤلاء الخلف في رد هذه الأحاديث الصحاح .
الشيخ : ... وحسبكم أخيراً لتعلموا الفرق بين من يتخرّج من المدرسة السلفية وبين من يتخرّج من المدرسة الخلفية أن تنظروا المدرسة السلفية هي مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم التي تخرّج منها أصحابه صلى الله عليه وسلم فلا جرم أنه صلى الله عليه وسلم أمرنا باتباعهم كما سبق ذكر الأدلة على ذلك وإذا أردتم الدليل على من تخرّج من المدرسة السلفية أنه يكون على هدىً من ربه ولو كان من عامة الناس وأنه من تخرّج من المدرسة الخلفية فهو في ضلال مبين ولو كان من أعلم الناس كأولئك الذين تجمّعوا على ابن تيمية رحمه الله في القصة المذكورة آنفاً ، إذا أردتم أن تتبيّنوا هذه الحقيقة فاذكروا معي حديث تلك الجارية التي كان سيّدها قد ضربها وصفعها صفعة في قصة يرويها سيدها وهو معاوية بن الحكم السُّلمي في حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه فيه طول فأختصر الآن لموضع الشاهد منه فقط : قال معاوية بن الحكم يا رسول الله إن لي جارية ترعى غنما لي في أحد فسطى عليها الذئب يوما على غنمي وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة وعليّ عتق رقبة فقال له عليه الصلاة والسلام آيتني بها فلما جاءت قال صلى الله عليه وآله وسلم لها ( أين الله ؟ ) - اسمعوا هذا الحديث و عوهوا وافهموا واحفظوه - قال عليه الصلاة والسلام لها أين الله قالت في السماء قال لها ( من أنا ) ؟ قالت أنت رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام ( أعتقها فإنها مؤمنة ) .
لقد شهد النبي صلى الله عليه و سلم لهذه المرأة وهي راعية غنم شهد لها بأنها مؤمنة ، لماذا ؟ لأنها عرفت ربها وأنه على العرش استوى وأنه استعلى على خلقه تبارك وتعالى ، وكيف لا وهي تعيش في مجتمع في مدرسة كما يقال اليوم في لغة العصر الحاضر هي مدرسة محمد صلى الله عليه و سلم وسيّدها من تلامذتها فهو الذي نقل إليها هذه العقيدة ولذلك لمّا سألها النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال الفاحص لعقيدتها أجابت بالجواب الصحيح قالت الله في السّماء ، كيف لا وهي إن لم تكن تحفظ سورة تبارك فعلى الأقل سمعت من النبي صلى الله عليه و سلم أو على الأقل من سيّدها وهو يقرأ في سورة تبارك من كل ليلة (( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ )) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ )) لقد سمعت هذه الآية تتلى من سيدها أو من نبيها صلى الله عليه وسلم فآمنت بهذه الآية كما يفهمها كل عربي ولذلك أجابت بالجواب الصحيح لمّا سألها صلى الله عليه و سلم أين الله قالت في السماء .
أتدرون ما موقف الخلف اليوم والذين يكتبون بعض المؤلفات وبعض الرسائل يزعمون أن الخلف علمهم أحكم وأعلم ، يقولون إن هذا السؤال الذي جاء ذكره في هذا الحديث لا يجوز توجيهه اليوم !
فهذا ليس فقط يخالفون منهج السلف فقط بل يخالفون أيضاً الأحاديث الصحيحة وهذا يلتقي بالمثال الأول المثال الأول الذي قلنا إنهم يردّون الأحاديث الصحيحة لمجرد أنها تتعلق بالعقيدة ولو كانت أحاديث صحيحة وأجمع علماء المسلمين على صحتها ومنها هذا الحديث وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه ورواه الإمام مالك في موطّأه ورواه الإمام أحمد في مسنده ورواه كل من له رواية في السنة إلا ما ندر وساقوه مساق الأحاديث الصحيحة المسلّمة فجاء هؤلاء الخلف وردّوا هذا الحديث وقالوا لا يجوز لك أن تسأل هذا السؤال أين الله ، فإذا قيل لهم قد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا السؤال أجابوك بأن هذا حديث آحاد أولاً ثم يزدادون جدلاً فيقولون وعلى فرض أن النبي صلى الله عليه و سلم صحّ عنه هذا السؤال فهو إنما أقرّ الجارية على قولها إن الله عز وجل في السماء لأنها كانت أعجمية ولأنها لا تعلم العقيدة الصحيحة فهنا يقعون في مشكلة أخرى كما قلنا في تأويلهم الرحمن على العرش استوى حيث فسّروا استوى باستولى فورد عليهم أنه هناك من كان يغالب الله على عرشه فغلبهم واستولى على عرشه ، ذلك هو الضلال البعيد .كذلك هنا نسبوا للرسول عليه الصلاة والسلام إلى أنه سكت عن الجارية لأن جوابها غير صحيح عندهم مع أن الله عز وجل قد سمعتم آنفا قوله (( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ... )) إلى آخره .
لقد شهد النبي صلى الله عليه و سلم لهذه المرأة وهي راعية غنم شهد لها بأنها مؤمنة ، لماذا ؟ لأنها عرفت ربها وأنه على العرش استوى وأنه استعلى على خلقه تبارك وتعالى ، وكيف لا وهي تعيش في مجتمع في مدرسة كما يقال اليوم في لغة العصر الحاضر هي مدرسة محمد صلى الله عليه و سلم وسيّدها من تلامذتها فهو الذي نقل إليها هذه العقيدة ولذلك لمّا سألها النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال الفاحص لعقيدتها أجابت بالجواب الصحيح قالت الله في السّماء ، كيف لا وهي إن لم تكن تحفظ سورة تبارك فعلى الأقل سمعت من النبي صلى الله عليه و سلم أو على الأقل من سيّدها وهو يقرأ في سورة تبارك من كل ليلة (( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ )) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ )) لقد سمعت هذه الآية تتلى من سيدها أو من نبيها صلى الله عليه وسلم فآمنت بهذه الآية كما يفهمها كل عربي ولذلك أجابت بالجواب الصحيح لمّا سألها صلى الله عليه و سلم أين الله قالت في السماء .
أتدرون ما موقف الخلف اليوم والذين يكتبون بعض المؤلفات وبعض الرسائل يزعمون أن الخلف علمهم أحكم وأعلم ، يقولون إن هذا السؤال الذي جاء ذكره في هذا الحديث لا يجوز توجيهه اليوم !
فهذا ليس فقط يخالفون منهج السلف فقط بل يخالفون أيضاً الأحاديث الصحيحة وهذا يلتقي بالمثال الأول المثال الأول الذي قلنا إنهم يردّون الأحاديث الصحيحة لمجرد أنها تتعلق بالعقيدة ولو كانت أحاديث صحيحة وأجمع علماء المسلمين على صحتها ومنها هذا الحديث وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه ورواه الإمام مالك في موطّأه ورواه الإمام أحمد في مسنده ورواه كل من له رواية في السنة إلا ما ندر وساقوه مساق الأحاديث الصحيحة المسلّمة فجاء هؤلاء الخلف وردّوا هذا الحديث وقالوا لا يجوز لك أن تسأل هذا السؤال أين الله ، فإذا قيل لهم قد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا السؤال أجابوك بأن هذا حديث آحاد أولاً ثم يزدادون جدلاً فيقولون وعلى فرض أن النبي صلى الله عليه و سلم صحّ عنه هذا السؤال فهو إنما أقرّ الجارية على قولها إن الله عز وجل في السماء لأنها كانت أعجمية ولأنها لا تعلم العقيدة الصحيحة فهنا يقعون في مشكلة أخرى كما قلنا في تأويلهم الرحمن على العرش استوى حيث فسّروا استوى باستولى فورد عليهم أنه هناك من كان يغالب الله على عرشه فغلبهم واستولى على عرشه ، ذلك هو الضلال البعيد .كذلك هنا نسبوا للرسول عليه الصلاة والسلام إلى أنه سكت عن الجارية لأن جوابها غير صحيح عندهم مع أن الله عز وجل قد سمعتم آنفا قوله (( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ... )) إلى آخره .
4 - بيان الفرق بين المدرسة السلفية والمدرسة الخلفية والاستدلال على ذلك بقصة الجارية في حديث معاوية بن الحكم السلمي وبيان جرأة هؤلاء الخلف في رد هذه الأحاديث الصحاح . أستمع حفظ
خلاصة الكلام في وجوب التمسك بمنهج السلف .
الشيخ : ... والخلاصة أن مذهب السلف يجب التمسك به وهو الضمان في أن يكون المسلم من الفرقة الناجية وألا يكون من الفرق الضالة تلك هي العصمة .
ولا بد من لفت النظر أخيراً إلى أننا حينما ندعو المسلمين جميعاً إلى التمسك بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح لما ذكرناه آنفاً من البينات والأدلة الصحيحة فنحن لا نكون متباعدين عنهم من أصل الإيمان بالكتاب والسنة ولكننا نحسن دعوتهم إلى الكتاب والسنة لأننا نعتقد أنهم مرضى في عقائدهم التي انحرفوا فيها عن الكتاب والسنة فندعوهم كما هو واجب الدعوة وهي قاعدة أساسية في كل من يريد أن يدعو إلى الإسلام ألا وهو قوله تبارك وتعالى (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) فيجب ألا نتهاون مع هؤلاء الناس الذين انحرفوا عن منهج السلف الصالح ليس فقط في كثير من الأحكام بل وفي كثير من العقائد كما ذكرنا مثلا آنفاً فيما يتعلق بالصفات وفي عذاب القبر ونحو ذلك ، فنحن ندعوهم بالتي هي أحسن ولا نباينهم ولا نفارقهم لقوله عليه الصلاة والسلام ( لأن يهدي الله عليك يديك رجلا أحب إليّ من حمر النعم ) . ولعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين إن هناك شيء ؟ .
السائل : ... جزى الله شيخنا خيرا الجزاء على هذه النصيحة التي هي فهم هذا الدين على منهج سلفنا الصلح يوجد هناك بعض الأسئلة التي تساعد في اهتمام هذا الموضوع فنطرحها على شيخنا السؤال الأول يقول :
ولا بد من لفت النظر أخيراً إلى أننا حينما ندعو المسلمين جميعاً إلى التمسك بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح لما ذكرناه آنفاً من البينات والأدلة الصحيحة فنحن لا نكون متباعدين عنهم من أصل الإيمان بالكتاب والسنة ولكننا نحسن دعوتهم إلى الكتاب والسنة لأننا نعتقد أنهم مرضى في عقائدهم التي انحرفوا فيها عن الكتاب والسنة فندعوهم كما هو واجب الدعوة وهي قاعدة أساسية في كل من يريد أن يدعو إلى الإسلام ألا وهو قوله تبارك وتعالى (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) فيجب ألا نتهاون مع هؤلاء الناس الذين انحرفوا عن منهج السلف الصالح ليس فقط في كثير من الأحكام بل وفي كثير من العقائد كما ذكرنا مثلا آنفاً فيما يتعلق بالصفات وفي عذاب القبر ونحو ذلك ، فنحن ندعوهم بالتي هي أحسن ولا نباينهم ولا نفارقهم لقوله عليه الصلاة والسلام ( لأن يهدي الله عليك يديك رجلا أحب إليّ من حمر النعم ) . ولعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين إن هناك شيء ؟ .
السائل : ... جزى الله شيخنا خيرا الجزاء على هذه النصيحة التي هي فهم هذا الدين على منهج سلفنا الصلح يوجد هناك بعض الأسئلة التي تساعد في اهتمام هذا الموضوع فنطرحها على شيخنا السؤال الأول يقول :
ألا يمكن غض النظر عن عقيدة الولاء والبراء مع أهل البدع في سبيل جمع كلمة المسلمين ؟
السائل : إن المسلمين قد تفرقوا شيعا وأحزابا وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن التفرق والاختلاف فالمسلمون اليوم هذا سلفي وهذا أشعري وهذا صوفي وهذا ما تريدي السؤال ألا يمكن غض النظر عن عقيدة الولاء والبراء في سبيل جمع الكلمة لمواجهة أعداء الله ورسوله ؟
الشيخ : هذا سؤال غريب عجيب يدل على أن كثيراً من المسلمين إن لم نقل أكثر المسلمين أنهم لا يعرفون بعد كيف يمكن للمسلمين أن يقاتلوا أعداء الله وأن يحاربوهم وهم كما وصف السائل نفسه متفرقون إلى شيع وأحزاب كثيرة ، كيف يعقل هذا السائل أن نترك البحث في الله عز وجل الذي كان من العقيدة الأولى التي أُمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (( وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ )) و قوله عز وجل (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ )) فإذا كان المسلمون مختلفين في فهم هذه الكلمة الطيبة كيف يستطيع هؤلاء أن يكونوا يداً واحدة في ملاقاة أعداء الله ومحاربتهم، كأن هذا السائل وأمثاله يريدون منّا أن نعطّل شريعة الله عز وجل ، وبتعطيل شريعة الله نستطيع أن نلاقي أعداء الله ، هذا على مذهب أبي نواس " وداوني بالتي كانت هي الداء " ، ربنا عزوجل يقول (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ))، والآية التي ذكرناها مراراً وذكرناها آنفاً (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ، كيف يرضى هذا السائل وأمثاله أن نعرض عن هذه الآيات البينات كلها وكيف يتصور إمكانية التقاء هؤلاء المسلمين على ما بينهم من خلاف شديد ليس كما يقولون في الفروع بل وفي الأصول ، وليس في الأصول فقط بل في أصل الأصول وهو الله رب العالمين تبارك وتعالى .
ويؤسفني جداً أن أذكّر هذا السائل وأمثاله : لقد طرنا فرحاً حينما كانت تبلغنا أخبار انتصار إخواننا المسلمين الأفغانيين على الشيوعيين الرّوس وأذنابهم ، ثم بقدر ما فرحنا أسفنا وحَزِنّا حينما وقفوا أمام بلدتين فقط من أفغانستان كلها والسبب في ذلك أن قوّادهم ورؤوسهم اختلفوا فيما بينهم وتنازعوا ، وربنا يقول (( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )) فهذا السائل لا ينتبه إلى أن الخلاف الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الثلاث والسبعين فرقة وأن الفرقة الناجية هي التي تكون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حينما يتكتل المسلمون على هذا المنهج من الكتاب والسنة وما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حينئذٍ يمكنهم أن يلاقوا أعداء الله عز وجل ، أما أن ندع القديم على قدمه كما يقولون وأن نحاول الاجتماع والتلاقي في سبيل محاربة العدو فهذا أمرٌ مستحيل ، وغزوة حنين ونحوها من أكبر الأمثلة على ضرورة توحيد كلمة المسلمين ولن يمكن ذلك أبداً إلا على أساس من الكتاب والسنة ، والآية السابقة تكفيكم إن شاء الله دلالة (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) فالكتاب الكتاب والسنة السنة والمنهج السَلف السلف .
الشيخ : هذا سؤال غريب عجيب يدل على أن كثيراً من المسلمين إن لم نقل أكثر المسلمين أنهم لا يعرفون بعد كيف يمكن للمسلمين أن يقاتلوا أعداء الله وأن يحاربوهم وهم كما وصف السائل نفسه متفرقون إلى شيع وأحزاب كثيرة ، كيف يعقل هذا السائل أن نترك البحث في الله عز وجل الذي كان من العقيدة الأولى التي أُمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (( وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ )) و قوله عز وجل (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ )) فإذا كان المسلمون مختلفين في فهم هذه الكلمة الطيبة كيف يستطيع هؤلاء أن يكونوا يداً واحدة في ملاقاة أعداء الله ومحاربتهم، كأن هذا السائل وأمثاله يريدون منّا أن نعطّل شريعة الله عز وجل ، وبتعطيل شريعة الله نستطيع أن نلاقي أعداء الله ، هذا على مذهب أبي نواس " وداوني بالتي كانت هي الداء " ، ربنا عزوجل يقول (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ))، والآية التي ذكرناها مراراً وذكرناها آنفاً (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ، كيف يرضى هذا السائل وأمثاله أن نعرض عن هذه الآيات البينات كلها وكيف يتصور إمكانية التقاء هؤلاء المسلمين على ما بينهم من خلاف شديد ليس كما يقولون في الفروع بل وفي الأصول ، وليس في الأصول فقط بل في أصل الأصول وهو الله رب العالمين تبارك وتعالى .
ويؤسفني جداً أن أذكّر هذا السائل وأمثاله : لقد طرنا فرحاً حينما كانت تبلغنا أخبار انتصار إخواننا المسلمين الأفغانيين على الشيوعيين الرّوس وأذنابهم ، ثم بقدر ما فرحنا أسفنا وحَزِنّا حينما وقفوا أمام بلدتين فقط من أفغانستان كلها والسبب في ذلك أن قوّادهم ورؤوسهم اختلفوا فيما بينهم وتنازعوا ، وربنا يقول (( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )) فهذا السائل لا ينتبه إلى أن الخلاف الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الثلاث والسبعين فرقة وأن الفرقة الناجية هي التي تكون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حينما يتكتل المسلمون على هذا المنهج من الكتاب والسنة وما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حينئذٍ يمكنهم أن يلاقوا أعداء الله عز وجل ، أما أن ندع القديم على قدمه كما يقولون وأن نحاول الاجتماع والتلاقي في سبيل محاربة العدو فهذا أمرٌ مستحيل ، وغزوة حنين ونحوها من أكبر الأمثلة على ضرورة توحيد كلمة المسلمين ولن يمكن ذلك أبداً إلا على أساس من الكتاب والسنة ، والآية السابقة تكفيكم إن شاء الله دلالة (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) فالكتاب الكتاب والسنة السنة والمنهج السَلف السلف .
ألا يمكن اختصار الدعوة السلفية لأن الكفار لنا بالمرصاد وعلماؤنا لا يزالون يذكرون الحديث الصحيح والضعيف والسنة والبدعة ؟
السائل : إلى متى يا فضيلة الشيخ يجلس العلماء ويقولون هذا حديث صحيح وهذا لا يصح وهذه سنة وهذه بدعة بمعنى أن المنهج السلفي طريقه طويلة وأعداؤ الله لنا بالمرصاد فألا يمكن اختصار هذه الطريق ؟
الشيخ : هذا السؤال باللغة السورية يسلّم على السؤال الأول ، وجوابي على هذا حديث نبوي صحيح كان رسول الله جالسا حين خط على الأرض خطا مستقيما وخط خطوطا على جانبي الخط المستقيم خطوطا قصيرة ثم تلا قول ربنا تبارك وتعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) .
هذا السائل والذي قبله وما أكثرهم في هذا العصر والسبب أنهم تركوا منهج السلف الصالح وأخذوا يتمسكون بإسلام لا مفهوم له في أذهاننا أبداً إنما إسلام لا إله إلا الله ، أمّا ما معنى لا إله إلا الله فلا يعرف كبارهم حقيقة معنى لا إله إلا الله فضلاً عن صغارهم مع الأسف الشديد . ثم مرّ النبي صلى الله عليه و سلم بإصبعه على هذا الخط المستقيم وقرأ الآية الكريمة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) .
ثم قال ( هذه طرق ) ، الطرق القصيرة على جانبي الطريق المستقيم الطويل، وأنا أقول الطويل من عندي بياناً للرسم النبوي لما سأذكره قريباً ، قال عليه السلام : ( وهذه الطرق - أي قصيرة - وعلى رأيس كل طريق منهاشيطان يدعو إليه ) .
أنا أستطيع أن أقول غير مبالغ إن مثل هذه الدعايات اليوم : ألم نكتف أن نقول حديث صحيح وضعيف وسنة وبدعة وفرقة إلى آخره ، هذه هي الطرق القصيرة هي بذاتها ، لو جاز لي أن أقول إن النبي صلى الله عليه و سلم كان فنانا أي مصوراً بارعاً لقلت ذلك ولكن هو أرفع من أن نشبهه بالفنانين أو المصورين لأنه عليه الصلاة والسلام لما رسم على الأرض خطاً طويلاً وقرأ الآية الكريمة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل )) أي الطرق القصيرة ، لقد رسم الخط الذي ينبغي أن يمشي عليه المسلم ألا وهو الخط المستقيم الطويل وخطّ حوله خطوطاً قصيرة التي يجب على المسلم ألا يسلكها وألا يطرقها هذا ما نسمعه اليوم كما سمعتم آنفاً في هذا السؤال إلى متى ونحن نمشي ؟ حسبنا أن نكون ماشين وسالكين على الطريق المستقيم أمّا متى نصل فالأمر بيد الله تبارك وتعالى ، لذلك هم يستطيلون هذا الخط الطويل يجدونه طويلاً ، وهل ربنا عز وجل كلفنا بأكثر من شيئين اثنين : أولاً أن نعلم (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ )) وثانياً أن نعمل (( كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )) فإذا سار المسلم في طريق العلم كما قال عليه الصلاة والسلام ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ) مهما طال هذا الطريق فلسنا مكلفين أن نأخذ يميناً ويساراً ونسلك الطرق القصيرة بزعم أن هذه الطرق القصيرة هي التي ستؤدي بهم إلى تحقيق الإسلام ، ساء ما يظنون ساء ما يقولون ، إن الإسلام كما قال عليه الصلاة والسلام : ( حفت الجنة بالمكاره ، و حفت النار بالشهوات ) فاستطالة بعض الناس اليوم هذه الدعوة التي ندعو إلى الكتاب والسنة ونحذر من البدعة ، ماذا يعنون أن تعبد الله كيفما شئت أو كيفما جهلت أم يجب أن تعلم كما قال تعالى (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ )) ثم أن تعمل بما علمك الله ؟ الحقيقة أن مثل هذا الأسئلة وحدها نذير شر لهؤلاء الذين بعد لم يفقهوا أن واجبهم التعلم للإسلام والعمل بالإسلام مهما طال الطريق ، ويعجبني بهذه المناسبة كما ذكرت في بعض الجلسات السابقة قول أحد الشعراء الجاهلية قال كلمة ينبغي أن يأخذ منها المسلمون اليوم عبرة حيث قال :
" بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه *** وأيقن بأنّا لا حقين بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما *** نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا " .
هذا رجل جاهلي يواسي أخاه ويقول لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا .
فنحن نحاول أن نمشي على الطريق الذي أمرنا الله عز وجل ثم استطعنا أن نحقق الدولة الإسلامية فبها ونعمت وذلك فضل من الله وهو القائل (( إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ )) وإن لم نستطع أن نصل إلى ذلك فحسبنا أننا قد أعذرنا وقدّمنا ما عندنا من استطاعة ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، فإذن نحن علينا أن نمشي على الطريق .
ومن عجبا أن هذه الآية التي يعلمها كل الناس عامتهم كخاصتهم (( إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ )) هذه الآية وحدها لو وقفوا عندها لما تورّطوا بتوجيه مثل هذه الأسئلة ما معنى (( إن تنصروا الله ينصركم )) ؟ يعني تجهزوا جيشا تدافعوا به عن رب العالمين ؟؟ طبعاً لا أحد يقول بهذا الجهل ، وإنما إن تنصروا الله أي إن أخذتم بشريعة الله وطبقتموها نصركم الله عز وجل على أعدائكم .
نحن الآن نسمع أصواتاً عالية وفيها الحماس الذي يعميهم عن الأصل وهو الدعوة للجهاد ، ولا أحد من المسلمين ينكر فرضية الجهاد وبخاصة الجهاد في أفغانستان ولكن من الذين خوطبوا بقوله تعالى (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )) أعدوا لهم أنتم أيها المسلمون المختلفون في أسمى عقيدة وهي الله تبارك وتعالى ، لا تزالون مختلفين وبين أيديكم كتاب الله وسنة رسول الله ومنهج السلف الصالح .
هؤلاء لن يستطيعوا أن يجاهدوا أنا أقولها بصراحة ما زال المسلمون مختلفين هكذا حتى لا يعبؤون أن ينصروا الله بالعلم النافع والعمل الصالح فسوف لا ينصرهم الله لأن الله عز وجل لا يخلف وعده (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ))، والحديث في هذا المجال كبير وكثير وكثير جداً ، حديث واحد الآن أذكره لكم ، كيف ينتصر المسلمون وهم قد صدق فيهم ما جاء في هذا الحديث من النبأ ( إذا تبايعتم بالعينة ، و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) هذا السائل والذي قبله لا يريدنا أن نرجع إلى الدين الذي هو العلاج، لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح مرض المسلمين في بعض نواحيه وقدّم العلاج النّاصع القاطع لهذا المرض الوبيل ، أما المرض فقد ذكر بعض أنواعه الخطيرة فقال صلى الله عليه وسلم ( إذا تبايعتم بالعينة ، و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ) .
كل فقرة من هذه الفقرات الأربع أو كل علة من هذه العلل الأربع تحتاج إلى وقفة ووقفة طويلة لكن حسبي الآن العلة الأولى وهي ( إذا تبايعتم بالعينة ) .
العينة اليوم قد عمّت وطمّت البلاد الإسلامية ومع ذلك يريدون الجهاد . أتعرفون ما هي العينة ؟
العينة مشتقة من عين الشيء ذات الشيء وهو أن يباع الشيء وهو في أرضه بثمنين اثنين ثمن الأقل وثمن الأكثر ... ، وهو أن يأتي الرجل إلى تاجر سيارات مثلا يريد أن يحظى بخمسين ألف ريال وبسبب التفكك الموجود اليوم بين أفراد المسلمين الذين ترفع أصوات بعض الناس الدعاة المتحمسين يأمرونهم بالجهاد في سبيل الله وهم متفتّتون متفرقون أشد التّفرق . يريد أحدهم أن يستقرض خمسين ألف ريال فلا يجد من يقرضه قرضاً حسناً لله عز وجل ، فماذا يفعل ؟ يحتال ، ومع من يحتال ؟ مع المحتال فيأتي إلى التاجر الكبير فيقول أنا أريد أن أشتري هذه السيارة كم ثمنها بالتقسيط يقول له خمسين ألف فيقول اشتريت لكن أنا أريد أن أبيعك إيّاها نقداً بكم فيشتريها منه بأربعين بخمسة وثلاثين مش مهم الموضوع ألف مثلاً فيأخذ الأربعين ألف مقابل ماذا ؟ مقابل خمسين ألف وهذا هو بيع العينة .
ثم يحتال بعض الناس فيُدخلون وسيطاً في الموضوع يأتي إلى تاجر كبير ليس عنده السيارة التي يريدها وعنده أموال كثيرة يطلب منه خمسين ألف ريال قرض لله يقول اذهب واشتري هذه السيارة وأنا أدفعها لك ثمناً فيذهب ويشتري السيارة بخمسين ألف ريال وتسجل عليه خمسين ألف والتاجر الغني يدفع أربعين ألف لتاجر السيارات فيسجل عليه خمسين ألفا .
كل هذا احتيال على أكل ما حرّم الله من الربا .
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث علة من العلل التي أصيب بها المسلمون اليوم ، أما بقية العلل فهي واضحة لديكم لكن العينة هذه لا يزال كثير من العلماء يفتون بجوازها والرسول يقول ( إذا تبايعتم بالعينة ، و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد في سبيل الله ) هذه العلل الثلاثة الأخرى واضحة لديكم فإذا ضُمّت إليها العلة الأخرى ماذا تكون العاقبة لهؤلاء الناس الذين يعرضون عن تطبيق الأحكام الشرعية منها عدم التكالب على الدنيا وعدم استحلال ما حرّم الله بأدنى الحيل ومنها ترك الجهاد في سبيل الله فالعقوبة في الدنيا قبل الآخرة ( سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) الدواء العلاج الرجوع إلى الدين .
يجب أن نقف قليلاً عند هذا العلاج النبوي ألا وهو الرجوع إلى الدين !
فنقول لهؤلاء السائلين هدانا الله وإيّاهم أي دين أمرنا رسول الله أن نرجع إليه ؟ لا شك هو ما قاله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ )) ، ولكن يأتي هنا سؤال : الإسلام اليوم له مفاهيم وقد عرف هؤلاء السائلون هذا الاختلاف الموجود اليوم ولكنهم ضاقوا ذرعاً بسبب جهلهم وقلة صبرهم ضاقوا ذرعاً بهذا الإختلاف ألا يمكن تأجيل الخلاف وأن نقابل أعداء الله ؟ لا يمكن لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال إذا فعلتم كذا وكذا سلط الله عليكم الذل حتى ترجعوا إلى دينكم ، فالآن الرجوع إلى الدين وهو الإسلام هو العلاج ، بأي مفهوم الآن نرجع أبمفهوم السلف أم الخلف ، فهذه خطة لا بد من الدخول فيها ، أبمفهوم المعتزلة أم الماتريدية أم الأشاعرة أم الشيعة أم الرافضة ، هذه حقائق موجودة لا نستطيع أن نقول كما يقال عن النعامة أنها من بلاهتها وغفلتها أنها إذا رأت الصائد أدخلت رأسها في الرمال فإنها تزعم أنها مادامت هي لا ترى الصياد فالصياد لا يراها ، هذا مثل والله أعلم بحقيقة هذا الحيوان لكن المهم مثل فلا يصح لنا أن نتغافل عن هذا الواقع المؤلم ، فماذا يفعل هذا المريض مريض إذا تبايعتم بالعينة ... إلى آخر الحديث ، هذا معناه أن الأمة المسلمة المريضة ، فما هو العلاج ؟ الرجوع إلى الدين ، بأي مفهوم ؟ لذلك نحن ندندن ونحيا على هذه الدعوة ونموت عليها لا نرضى بها بديلاً أبداً كتاب الله وسنة نبيه وعلى منهج السلف الصالح .
أخيراً أقول قال عليه الصلاة والسلام ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ) . ولعل في هذا القدر ذكرى لهذين السائلين هدانا الله وإياهم سواء السبيل .
الشيخ : هذا السؤال باللغة السورية يسلّم على السؤال الأول ، وجوابي على هذا حديث نبوي صحيح كان رسول الله جالسا حين خط على الأرض خطا مستقيما وخط خطوطا على جانبي الخط المستقيم خطوطا قصيرة ثم تلا قول ربنا تبارك وتعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) .
هذا السائل والذي قبله وما أكثرهم في هذا العصر والسبب أنهم تركوا منهج السلف الصالح وأخذوا يتمسكون بإسلام لا مفهوم له في أذهاننا أبداً إنما إسلام لا إله إلا الله ، أمّا ما معنى لا إله إلا الله فلا يعرف كبارهم حقيقة معنى لا إله إلا الله فضلاً عن صغارهم مع الأسف الشديد . ثم مرّ النبي صلى الله عليه و سلم بإصبعه على هذا الخط المستقيم وقرأ الآية الكريمة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) .
ثم قال ( هذه طرق ) ، الطرق القصيرة على جانبي الطريق المستقيم الطويل، وأنا أقول الطويل من عندي بياناً للرسم النبوي لما سأذكره قريباً ، قال عليه السلام : ( وهذه الطرق - أي قصيرة - وعلى رأيس كل طريق منهاشيطان يدعو إليه ) .
أنا أستطيع أن أقول غير مبالغ إن مثل هذه الدعايات اليوم : ألم نكتف أن نقول حديث صحيح وضعيف وسنة وبدعة وفرقة إلى آخره ، هذه هي الطرق القصيرة هي بذاتها ، لو جاز لي أن أقول إن النبي صلى الله عليه و سلم كان فنانا أي مصوراً بارعاً لقلت ذلك ولكن هو أرفع من أن نشبهه بالفنانين أو المصورين لأنه عليه الصلاة والسلام لما رسم على الأرض خطاً طويلاً وقرأ الآية الكريمة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل )) أي الطرق القصيرة ، لقد رسم الخط الذي ينبغي أن يمشي عليه المسلم ألا وهو الخط المستقيم الطويل وخطّ حوله خطوطاً قصيرة التي يجب على المسلم ألا يسلكها وألا يطرقها هذا ما نسمعه اليوم كما سمعتم آنفاً في هذا السؤال إلى متى ونحن نمشي ؟ حسبنا أن نكون ماشين وسالكين على الطريق المستقيم أمّا متى نصل فالأمر بيد الله تبارك وتعالى ، لذلك هم يستطيلون هذا الخط الطويل يجدونه طويلاً ، وهل ربنا عز وجل كلفنا بأكثر من شيئين اثنين : أولاً أن نعلم (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ )) وثانياً أن نعمل (( كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )) فإذا سار المسلم في طريق العلم كما قال عليه الصلاة والسلام ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ) مهما طال هذا الطريق فلسنا مكلفين أن نأخذ يميناً ويساراً ونسلك الطرق القصيرة بزعم أن هذه الطرق القصيرة هي التي ستؤدي بهم إلى تحقيق الإسلام ، ساء ما يظنون ساء ما يقولون ، إن الإسلام كما قال عليه الصلاة والسلام : ( حفت الجنة بالمكاره ، و حفت النار بالشهوات ) فاستطالة بعض الناس اليوم هذه الدعوة التي ندعو إلى الكتاب والسنة ونحذر من البدعة ، ماذا يعنون أن تعبد الله كيفما شئت أو كيفما جهلت أم يجب أن تعلم كما قال تعالى (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ )) ثم أن تعمل بما علمك الله ؟ الحقيقة أن مثل هذا الأسئلة وحدها نذير شر لهؤلاء الذين بعد لم يفقهوا أن واجبهم التعلم للإسلام والعمل بالإسلام مهما طال الطريق ، ويعجبني بهذه المناسبة كما ذكرت في بعض الجلسات السابقة قول أحد الشعراء الجاهلية قال كلمة ينبغي أن يأخذ منها المسلمون اليوم عبرة حيث قال :
" بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه *** وأيقن بأنّا لا حقين بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما *** نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا " .
هذا رجل جاهلي يواسي أخاه ويقول لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا .
فنحن نحاول أن نمشي على الطريق الذي أمرنا الله عز وجل ثم استطعنا أن نحقق الدولة الإسلامية فبها ونعمت وذلك فضل من الله وهو القائل (( إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ )) وإن لم نستطع أن نصل إلى ذلك فحسبنا أننا قد أعذرنا وقدّمنا ما عندنا من استطاعة ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، فإذن نحن علينا أن نمشي على الطريق .
ومن عجبا أن هذه الآية التي يعلمها كل الناس عامتهم كخاصتهم (( إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ )) هذه الآية وحدها لو وقفوا عندها لما تورّطوا بتوجيه مثل هذه الأسئلة ما معنى (( إن تنصروا الله ينصركم )) ؟ يعني تجهزوا جيشا تدافعوا به عن رب العالمين ؟؟ طبعاً لا أحد يقول بهذا الجهل ، وإنما إن تنصروا الله أي إن أخذتم بشريعة الله وطبقتموها نصركم الله عز وجل على أعدائكم .
نحن الآن نسمع أصواتاً عالية وفيها الحماس الذي يعميهم عن الأصل وهو الدعوة للجهاد ، ولا أحد من المسلمين ينكر فرضية الجهاد وبخاصة الجهاد في أفغانستان ولكن من الذين خوطبوا بقوله تعالى (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )) أعدوا لهم أنتم أيها المسلمون المختلفون في أسمى عقيدة وهي الله تبارك وتعالى ، لا تزالون مختلفين وبين أيديكم كتاب الله وسنة رسول الله ومنهج السلف الصالح .
هؤلاء لن يستطيعوا أن يجاهدوا أنا أقولها بصراحة ما زال المسلمون مختلفين هكذا حتى لا يعبؤون أن ينصروا الله بالعلم النافع والعمل الصالح فسوف لا ينصرهم الله لأن الله عز وجل لا يخلف وعده (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ))، والحديث في هذا المجال كبير وكثير وكثير جداً ، حديث واحد الآن أذكره لكم ، كيف ينتصر المسلمون وهم قد صدق فيهم ما جاء في هذا الحديث من النبأ ( إذا تبايعتم بالعينة ، و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) هذا السائل والذي قبله لا يريدنا أن نرجع إلى الدين الذي هو العلاج، لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح مرض المسلمين في بعض نواحيه وقدّم العلاج النّاصع القاطع لهذا المرض الوبيل ، أما المرض فقد ذكر بعض أنواعه الخطيرة فقال صلى الله عليه وسلم ( إذا تبايعتم بالعينة ، و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ) .
كل فقرة من هذه الفقرات الأربع أو كل علة من هذه العلل الأربع تحتاج إلى وقفة ووقفة طويلة لكن حسبي الآن العلة الأولى وهي ( إذا تبايعتم بالعينة ) .
العينة اليوم قد عمّت وطمّت البلاد الإسلامية ومع ذلك يريدون الجهاد . أتعرفون ما هي العينة ؟
العينة مشتقة من عين الشيء ذات الشيء وهو أن يباع الشيء وهو في أرضه بثمنين اثنين ثمن الأقل وثمن الأكثر ... ، وهو أن يأتي الرجل إلى تاجر سيارات مثلا يريد أن يحظى بخمسين ألف ريال وبسبب التفكك الموجود اليوم بين أفراد المسلمين الذين ترفع أصوات بعض الناس الدعاة المتحمسين يأمرونهم بالجهاد في سبيل الله وهم متفتّتون متفرقون أشد التّفرق . يريد أحدهم أن يستقرض خمسين ألف ريال فلا يجد من يقرضه قرضاً حسناً لله عز وجل ، فماذا يفعل ؟ يحتال ، ومع من يحتال ؟ مع المحتال فيأتي إلى التاجر الكبير فيقول أنا أريد أن أشتري هذه السيارة كم ثمنها بالتقسيط يقول له خمسين ألف فيقول اشتريت لكن أنا أريد أن أبيعك إيّاها نقداً بكم فيشتريها منه بأربعين بخمسة وثلاثين مش مهم الموضوع ألف مثلاً فيأخذ الأربعين ألف مقابل ماذا ؟ مقابل خمسين ألف وهذا هو بيع العينة .
ثم يحتال بعض الناس فيُدخلون وسيطاً في الموضوع يأتي إلى تاجر كبير ليس عنده السيارة التي يريدها وعنده أموال كثيرة يطلب منه خمسين ألف ريال قرض لله يقول اذهب واشتري هذه السيارة وأنا أدفعها لك ثمناً فيذهب ويشتري السيارة بخمسين ألف ريال وتسجل عليه خمسين ألف والتاجر الغني يدفع أربعين ألف لتاجر السيارات فيسجل عليه خمسين ألفا .
كل هذا احتيال على أكل ما حرّم الله من الربا .
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث علة من العلل التي أصيب بها المسلمون اليوم ، أما بقية العلل فهي واضحة لديكم لكن العينة هذه لا يزال كثير من العلماء يفتون بجوازها والرسول يقول ( إذا تبايعتم بالعينة ، و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد في سبيل الله ) هذه العلل الثلاثة الأخرى واضحة لديكم فإذا ضُمّت إليها العلة الأخرى ماذا تكون العاقبة لهؤلاء الناس الذين يعرضون عن تطبيق الأحكام الشرعية منها عدم التكالب على الدنيا وعدم استحلال ما حرّم الله بأدنى الحيل ومنها ترك الجهاد في سبيل الله فالعقوبة في الدنيا قبل الآخرة ( سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) الدواء العلاج الرجوع إلى الدين .
يجب أن نقف قليلاً عند هذا العلاج النبوي ألا وهو الرجوع إلى الدين !
فنقول لهؤلاء السائلين هدانا الله وإيّاهم أي دين أمرنا رسول الله أن نرجع إليه ؟ لا شك هو ما قاله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ )) ، ولكن يأتي هنا سؤال : الإسلام اليوم له مفاهيم وقد عرف هؤلاء السائلون هذا الاختلاف الموجود اليوم ولكنهم ضاقوا ذرعاً بسبب جهلهم وقلة صبرهم ضاقوا ذرعاً بهذا الإختلاف ألا يمكن تأجيل الخلاف وأن نقابل أعداء الله ؟ لا يمكن لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال إذا فعلتم كذا وكذا سلط الله عليكم الذل حتى ترجعوا إلى دينكم ، فالآن الرجوع إلى الدين وهو الإسلام هو العلاج ، بأي مفهوم الآن نرجع أبمفهوم السلف أم الخلف ، فهذه خطة لا بد من الدخول فيها ، أبمفهوم المعتزلة أم الماتريدية أم الأشاعرة أم الشيعة أم الرافضة ، هذه حقائق موجودة لا نستطيع أن نقول كما يقال عن النعامة أنها من بلاهتها وغفلتها أنها إذا رأت الصائد أدخلت رأسها في الرمال فإنها تزعم أنها مادامت هي لا ترى الصياد فالصياد لا يراها ، هذا مثل والله أعلم بحقيقة هذا الحيوان لكن المهم مثل فلا يصح لنا أن نتغافل عن هذا الواقع المؤلم ، فماذا يفعل هذا المريض مريض إذا تبايعتم بالعينة ... إلى آخر الحديث ، هذا معناه أن الأمة المسلمة المريضة ، فما هو العلاج ؟ الرجوع إلى الدين ، بأي مفهوم ؟ لذلك نحن ندندن ونحيا على هذه الدعوة ونموت عليها لا نرضى بها بديلاً أبداً كتاب الله وسنة نبيه وعلى منهج السلف الصالح .
أخيراً أقول قال عليه الصلاة والسلام ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ) . ولعل في هذا القدر ذكرى لهذين السائلين هدانا الله وإياهم سواء السبيل .
7 - ألا يمكن اختصار الدعوة السلفية لأن الكفار لنا بالمرصاد وعلماؤنا لا يزالون يذكرون الحديث الصحيح والضعيف والسنة والبدعة ؟ أستمع حفظ
ما توجيه هذه العبارة ( أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم ) بالنظر إلى العاملين في حقل الدعوة الذين يقولون بضرورة العمل السياسي؟
السائل : في ضوء ما ذكرتم هناك جملة يقولون فيها : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " . كيف ترون توجيه هذه الكلمة خصوصاً وان كثيراً من العاملين في الدعوة يرون العمل السياسي في هذه الأيام ؟
الشيخ : من العجيب أن هذه الكلمة أرجو ألا تكون رمية من غير رام لأن هذه الكلمة خرجت من بعض الدعاة الذين يتمسكون بمنهجهم هؤلاء الدعاة السياسيون اليوم .
هذه الكلمة تنسب إما لحسن البنا أو للهضيبي رحمهما الله ، هذه الكلمة كلمة حق ولكن أتباع هذين الرجلين قد أعرضوا عنها ولم يعملوا بها وهي من الحكمة بمكان عالٍ جداً .
" أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " ، هذا هو خلاصة المحاضرات التي نلقيها نحن وهو أن نتعلم العلم النافع وأن نعمل بالعمل الصالح وحينئذٍ يأتي النصر من الله تبارك وتعالى ، هذه الكلمة خلاصة كل الآيات والأحاديث التي تأمر بالعلم وبالعمل الصالح ، لكن الذين يشتغلون اليوم وقد مضى عليهم أكثر من نصف قرن من الزمان لا يزالون في مكانهم يتحركون ولا يقدمون شيئاً ولا يتقدمون ، لماذا ؟ لأنهم لم يطبقوا هذه الكلمة .
أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم ، قبل كل شيء ما الذي يفهم من هذه الكلمة ؟ أي العقيدة الصحيحة ، أقيموها في قلوبكم ثم من تمام العقيدة (( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) ، فإذن هذه الكلمة ندعو المسلمين جميعاً أن يعملوا بها ولا ينصرفون عنها بما يسمونه بالعمل السياسي لأني أعتقد أن العمل السياسي ليس هذا أوانه الآن وهو لا بد منه بلا شك كما أنه لا بد من العمل لكن قبل كل هذا العلم ، العلم بدون عمل لا يفيد والعمل بدون علم لا يفيد فلا بد من الأمرين كليهما ، ولذلك ففي بعض كلماتي القديمة ولا أزال أكررها أنا أقول لا نهضة للمسلمين إلا بتحقيق أساسين اثنين : التصفية والتربية .
يظن بعض الناس أن التصفية لا قيمة لها ، وقد عرفتم مما سبق أنها هي أصل الإسلام ، فالتصفية هي تصفية الإسلام من كل ما دخل فيه سواءً من عقائد وقد أشرنا إلى بعضها آنفاً أو ما دخل في التفسير من الإسرائيليات والأحاديث الموضوعات الباطلات وما دخل في كتب الفقه من الآراء المخالفة للكتاب والسنة وما دخل في سلوك المسلمين من الغلو في الزهد في الدنيا وما يسمى بالتصوف وقد وصل بهم الأمر إلى جحد الله عز وجل باعتقاد ألا شيء إلا هذا الكون إلى آخر ما هنالك من أمور دخلت في الإسلام وهي محسوبة أنها من الإسلام ، لا بد من إجراء هذه التصفية ، لو كان هناك عشرات المئات من علماء المسلمين موزعين في أرض الإسلام لتطلب جهدهم هذا سنين طويلة حتى يعود المسلمون إلى ما كان عليه السلف الصالح من الفهم الصحيح للكتاب والسنة مقرونا بالعمل وهذا الذي أعني بالتربية ، قد يتوهم بعض الناس كما سمعت بعض التسجيلات أن التربية لا شأن لها بالجهاد ، الجهاد هو من الأحكام الشرعية ويجب العمل بالجهاد ولكن الجهاد يحتاج إلى إعداد وأول عداد ينبغي أن يتحقق في المسلمين هو العقيدة الصحيحة والعمل الصالح والإعداد بقدر الاستطاعة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
الشيخ : من العجيب أن هذه الكلمة أرجو ألا تكون رمية من غير رام لأن هذه الكلمة خرجت من بعض الدعاة الذين يتمسكون بمنهجهم هؤلاء الدعاة السياسيون اليوم .
هذه الكلمة تنسب إما لحسن البنا أو للهضيبي رحمهما الله ، هذه الكلمة كلمة حق ولكن أتباع هذين الرجلين قد أعرضوا عنها ولم يعملوا بها وهي من الحكمة بمكان عالٍ جداً .
" أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " ، هذا هو خلاصة المحاضرات التي نلقيها نحن وهو أن نتعلم العلم النافع وأن نعمل بالعمل الصالح وحينئذٍ يأتي النصر من الله تبارك وتعالى ، هذه الكلمة خلاصة كل الآيات والأحاديث التي تأمر بالعلم وبالعمل الصالح ، لكن الذين يشتغلون اليوم وقد مضى عليهم أكثر من نصف قرن من الزمان لا يزالون في مكانهم يتحركون ولا يقدمون شيئاً ولا يتقدمون ، لماذا ؟ لأنهم لم يطبقوا هذه الكلمة .
أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم ، قبل كل شيء ما الذي يفهم من هذه الكلمة ؟ أي العقيدة الصحيحة ، أقيموها في قلوبكم ثم من تمام العقيدة (( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) ، فإذن هذه الكلمة ندعو المسلمين جميعاً أن يعملوا بها ولا ينصرفون عنها بما يسمونه بالعمل السياسي لأني أعتقد أن العمل السياسي ليس هذا أوانه الآن وهو لا بد منه بلا شك كما أنه لا بد من العمل لكن قبل كل هذا العلم ، العلم بدون عمل لا يفيد والعمل بدون علم لا يفيد فلا بد من الأمرين كليهما ، ولذلك ففي بعض كلماتي القديمة ولا أزال أكررها أنا أقول لا نهضة للمسلمين إلا بتحقيق أساسين اثنين : التصفية والتربية .
يظن بعض الناس أن التصفية لا قيمة لها ، وقد عرفتم مما سبق أنها هي أصل الإسلام ، فالتصفية هي تصفية الإسلام من كل ما دخل فيه سواءً من عقائد وقد أشرنا إلى بعضها آنفاً أو ما دخل في التفسير من الإسرائيليات والأحاديث الموضوعات الباطلات وما دخل في كتب الفقه من الآراء المخالفة للكتاب والسنة وما دخل في سلوك المسلمين من الغلو في الزهد في الدنيا وما يسمى بالتصوف وقد وصل بهم الأمر إلى جحد الله عز وجل باعتقاد ألا شيء إلا هذا الكون إلى آخر ما هنالك من أمور دخلت في الإسلام وهي محسوبة أنها من الإسلام ، لا بد من إجراء هذه التصفية ، لو كان هناك عشرات المئات من علماء المسلمين موزعين في أرض الإسلام لتطلب جهدهم هذا سنين طويلة حتى يعود المسلمون إلى ما كان عليه السلف الصالح من الفهم الصحيح للكتاب والسنة مقرونا بالعمل وهذا الذي أعني بالتربية ، قد يتوهم بعض الناس كما سمعت بعض التسجيلات أن التربية لا شأن لها بالجهاد ، الجهاد هو من الأحكام الشرعية ويجب العمل بالجهاد ولكن الجهاد يحتاج إلى إعداد وأول عداد ينبغي أن يتحقق في المسلمين هو العقيدة الصحيحة والعمل الصالح والإعداد بقدر الاستطاعة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
8 - ما توجيه هذه العبارة ( أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم ) بالنظر إلى العاملين في حقل الدعوة الذين يقولون بضرورة العمل السياسي؟ أستمع حفظ
إذا اهتدى رجل إلى طريق الخير يقال يلزمه شيخ ليأخذ عنه لقوله تعالى : ( الرحمن فاسأل به خبيرا ) فما صحة ذلك ؟
السائل : إذا اهتدى مسلم لطريق الخير يقولون لا بد من شيخ يأخذ عنه الطريق لأن الله تعالى يقول (( الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا )) .
الشيخ : صدق الله فاسأل به خبيرا والله عز وجل يقول أيضاً (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في قصة ذلك الرجل الذي كان غازياً مع جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأصيب بجراحات فأصبح ذات صباح محتلماً قد وجب عليه الغسل فسأل من حوله هل من رخصة لكي لا يغتسل فقالوا له لا بد لك من الغسل فاغتسل فمات بسبب الجراحات التي كانت في بدنه فلما بلغ خبره رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العَيّ السؤال ) .
لا شك أن الآيتين المذكورتين آنفاً وهذا الحديث يجعل العالم الإسلامي من حيث العلم والجهل قسمين : قسم وهو الأقل هم أهل العلم ، والقسم الآخر وهو الأكثر وهم الذين لا يعلمون كما سمعتم في الآية السابقة (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، فأوجب على كل من القسمين واجباً : أوجب على من لا يعلمون أن يسألوا أهل الذكر ، وأوجب على هؤلاء أن يجيبوا السائل كما صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من سئل عن علم فكتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار ) . فلا بد لمن لم يكن عالماً أن يكون طالب علم أو على الأقل أن يسأل أهل العلم كما جاء في الأثر عن معاذ رضي الله عنه أنه قال : " كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً ولا تكن الرابعة فتهلك " ، أي لا أنت تستمع للعلم ولا تسأل عنه فحينئذ تعيش جاهلاً لا تعرف كيف تعبد الله تبارك وتعالى .
فسؤال أهل العلم مسألة لا خلاف فيها ، أمّا اتخاذ شيخ طريق فقد عرفتم أن الطريق الموصل إلى الله تبارك وتعالى هو هذا الصراط المستقيم الذي تركنا عليه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، والعلماء هم الأدلّاء على هذا الطريق فهم الذين يجب أن يُسألوا ولا يجوز للمسلم أن يتخذ شيخاً يخصّه باتباعه وبالتعلم منه دون العلماء الآخرين لأنه هنا يقع خطأ فاحش وهو أنه كما يجب علينا أن نوحّد الله عز وجل في عبادته فيجب علينا أن نفرد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في اتباعه فلا يجوز أن نتخذ متبوعاً فرداً من بين العلماء مهما كان العالم منهم علا وسما في العلم والفضل فهذه المنزلة ليست إلا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذلك من معاني قول المتشهد أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فهو متبوع من بين البشر ، فاتخاذ المسلم شيخاً واحداً أو معلماً واحداً يعلمه ولا يستفيد من المشايخ الآخرين والعلماء الآخرين علماً هذا إخلال في اتباع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن كل العلماء ينبغي أن يُتخذوا أدلّاء يدلوننا على ما كان عليه رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والعالم الواحد مهما أوتي من العلم فالأمر فيه وفي حق كل عالم كما قال الله عزوجل (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) .
فهذه خرافة صوفية قديمة أنه يجب على كل مسلم أن يتخذ شيخاً . نحن نقول يجب على كل مسلم أن يكون عالما أو متعلما أو مستمعاً وإلا كان هالكاً ، أما أن يتخذ شيخاً وحيداً فريداً فهذا من عمل الشيطان نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا جميعا لاتباع الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح وأن يبعدنا عن تتبع الطرق التي على رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله والحمد لله رب العالمين .
السائل : وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا .
الشيخ : صدق الله فاسأل به خبيرا والله عز وجل يقول أيضاً (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في قصة ذلك الرجل الذي كان غازياً مع جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأصيب بجراحات فأصبح ذات صباح محتلماً قد وجب عليه الغسل فسأل من حوله هل من رخصة لكي لا يغتسل فقالوا له لا بد لك من الغسل فاغتسل فمات بسبب الجراحات التي كانت في بدنه فلما بلغ خبره رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العَيّ السؤال ) .
لا شك أن الآيتين المذكورتين آنفاً وهذا الحديث يجعل العالم الإسلامي من حيث العلم والجهل قسمين : قسم وهو الأقل هم أهل العلم ، والقسم الآخر وهو الأكثر وهم الذين لا يعلمون كما سمعتم في الآية السابقة (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، فأوجب على كل من القسمين واجباً : أوجب على من لا يعلمون أن يسألوا أهل الذكر ، وأوجب على هؤلاء أن يجيبوا السائل كما صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من سئل عن علم فكتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار ) . فلا بد لمن لم يكن عالماً أن يكون طالب علم أو على الأقل أن يسأل أهل العلم كما جاء في الأثر عن معاذ رضي الله عنه أنه قال : " كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً ولا تكن الرابعة فتهلك " ، أي لا أنت تستمع للعلم ولا تسأل عنه فحينئذ تعيش جاهلاً لا تعرف كيف تعبد الله تبارك وتعالى .
فسؤال أهل العلم مسألة لا خلاف فيها ، أمّا اتخاذ شيخ طريق فقد عرفتم أن الطريق الموصل إلى الله تبارك وتعالى هو هذا الصراط المستقيم الذي تركنا عليه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، والعلماء هم الأدلّاء على هذا الطريق فهم الذين يجب أن يُسألوا ولا يجوز للمسلم أن يتخذ شيخاً يخصّه باتباعه وبالتعلم منه دون العلماء الآخرين لأنه هنا يقع خطأ فاحش وهو أنه كما يجب علينا أن نوحّد الله عز وجل في عبادته فيجب علينا أن نفرد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في اتباعه فلا يجوز أن نتخذ متبوعاً فرداً من بين العلماء مهما كان العالم منهم علا وسما في العلم والفضل فهذه المنزلة ليست إلا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذلك من معاني قول المتشهد أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فهو متبوع من بين البشر ، فاتخاذ المسلم شيخاً واحداً أو معلماً واحداً يعلمه ولا يستفيد من المشايخ الآخرين والعلماء الآخرين علماً هذا إخلال في اتباع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن كل العلماء ينبغي أن يُتخذوا أدلّاء يدلوننا على ما كان عليه رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والعالم الواحد مهما أوتي من العلم فالأمر فيه وفي حق كل عالم كما قال الله عزوجل (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) .
فهذه خرافة صوفية قديمة أنه يجب على كل مسلم أن يتخذ شيخاً . نحن نقول يجب على كل مسلم أن يكون عالما أو متعلما أو مستمعاً وإلا كان هالكاً ، أما أن يتخذ شيخاً وحيداً فريداً فهذا من عمل الشيطان نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا جميعا لاتباع الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح وأن يبعدنا عن تتبع الطرق التي على رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله والحمد لله رب العالمين .
السائل : وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا .
اضيفت في - 2008-06-18