متفرقات للألباني-029
كيف التوفيق بين الحديث الوارد في صحيح مسلم ( إن لله ملائكة سيارين.....) وحديث عبد الله بن مسعود في الكوفة مع الحلقة التي أنكر عليها في المسجد ؟
السائل : التوفيق بين أحاديث وردت في مختصر صحيح مسلم ... ( إن لله ملائكة سيارين يتتبعون مجالس الذكر ... )، وحديث خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال ما أجلسكم
قالوا جلسنا نذكر الله عز وجل إلى آخره التوفيق بين هذين الحديثين وحديث ابن مسعود في وقوفه على الحلقات الذين يذكرون الله بالحصى في ظن السائل أنه في تعارض فكيف التوفيق ؟
الشيخ : ليس هناك تعارض مطلقاً ، وأنا أقرّب لكم هذا بمثل لا أظن أن أحداً عنده شيء من الفقه ولو الفقه التقليدي يقر هذا الاجتماع على الذكر متوهماً أن الحديثين المشار إليهما في السؤال يشمل هذه الصورة .
كثير من الناس حتى اليوم يذكرون الله عز وجل ذكراً لا يقرّه مذهب من المذاهب الأربعة التي يتبعها جماهير المسلمين اليوم ، فمن ذلك أنهم يذكرون الله بصوت واحد ومقتصرين على لفظة الجلالة فقط ليس بأفضل من ذكر لا إله إلا الله ، ويأخذ بعضهم بأيدي بعض فيقيمون حلقة فيبدؤون بالذكر ويقولون الله ، الله ، الله بشيء من التأنّي ثم تتسارع الأصوات ثم تتداخل ثم لا تعود تسمع إلا آهات ، وكلما تسارع صوتهم كلما ازدادت حركاتهم يميناً ويساراً ، هذا بلا شك اجتماع على ذكر الله فهل السائل يُدخل هذا النوع من الذكر الجماعي في مثل هذه الأحاديث التي أشار إليها ؟
أعتقد أنه لا أحد على الأقل في هذا المجلس على الأقل السائل لا أظن يقول أن هذا النوع من الذكر يشمله ذاك الحديث .
أريد أن أسأل لماذا ربما يقول بعض المسؤولين لأن هذا شيء غير معقول ، أنا لا أريد أن يكون الجواب هكذا ، أنا أريد أن يكون الجواب لأن هذا الشيء غير منقول لأنه ليس كل غير معقول لازم يكون غير منقول والعكس أيضاً ليس كل منقول لازم يكون معقول لأن العقول هذه المؤمنة يجب أن تخضع للمنقول لكن بشرط الصحة كما تعلمون دائماً وأبداً ، معقول حجر أصم يضرب بعصا وإذا به يخرج منه اثنا عشر عينا من الماء مثل ماء ... ؟ معقول ؟ غير معقول لكن إنه لحق مثلما أنكم تنطقون قد وقع . معقول أن يضرب البحر بعصاه وإذا به ينفتح أمامه طريق كأنه معبّد من جديد ويمر جيش موسى عليه السلام وبني إسرائيل ويغتر بهذه الظاهرة فرعون فيمشي وراءهم فإذا خرج آخر جندي من بني إسرائيل على الساحل رجع البحر كما كان ، معقول ؟ غير معقول ، لكنه معقول ، لماذا ؟ لأننا نحن الآن نسمع أخبار ما نهضمها لأننا ما درسنا مقدماتها ولا رأينا بأعيننا آثارها لكن نصدّق بها ، لماذا ؟ لأنه صار عندنا يقين بأن أهل العلم تحققوا من هذا الخبر ، قبل أن نرى هذه الراديوات والمسجلات هذه ، إلى آخره ، يمكن سمعتم أن أناساً يحدثون عنهم بأنهم إذا سمعوا الراديو يقولون إن هذا شيطان ، بينما هي آلة اخترعها ابتدعها الإنسان بقدرة الله عز وجل، كل هذه الأشياء كانت قبل أن تُرى غير معقولة لكن أصبحت حقائق علمية واقعية .
كذلك تماماً بالنسبة للأمور المنقولة في كتاب الله وفي حديث رسول الله هي معقولة عند ناس وغير معقولة عند ناس مثل المسائل العلمية معقولة عند ناس درسوها ودرسوا القائمين عليها ووثقوا بالأخبار المنقولة عنها ولم يشاهدوها كما لم نشاهد الذين نزلوا القمر إلى آخره ، لكن أصبحنا مضطرين أن نؤمن بذلك من الناحية العلمية ، كذلك الأمور الإيمانية معقولة عند بعض الناس وغير معقولة عند بعض الناس على عكس المثال السابق .
الأمور الإيمانية معقولة عند المؤمنين لأن الله عز وجل أولاً على كل شيءٍ قدير ، وثانياً لأن هذا الشيء جاء الخبر عن الصّادق المصَدّق وهو الرسول عليه السلام إما كتابة وإما سنةً ، لذلك فإننا نؤمن بكل ما جاء عن رسول الله عز وجل ، فالمثال السابق الذي صوّرته لكم قلت يجب أن يكون جوابه ليس لأنه لا نقبل في الأحاديث الحاضّة على الاجتماع على الذكر لأنه غير معقول ولكن لأنه غير منقول وبالتالي ما دام منقول فهو غير معقول .
والآن نوسّع الدائرة لأننا يجب أن نرجع إلى النقل في الأمور الشرعية قبل العقل بخلاف الأمور الدنيوية فهنا الإسلام لا يتدخل فيها كما قال صراحة ( أنتم أعلم بأمور دنياكم )، فهنا أعطي العقل امتداده إلى ما لا نهاية بشرط ألا يخالف الشرع .
فإذا انتقلنا إلى صورة أخرى من الاجتماع في الذكر دون السابقة إما أن يصبح الأمر بدعة بين أخذ ورد ، يعني الذي قال في الصورة الأولى لا هذه معقولة ولا منقولة ربما نأتي بصورة أخرى نتردد هل هي منقولة أم لا ، إذن نحكّم الشرع إن كانت منقولة قبلناها وإن كانت غير منقولة رفضناها ، مثاله الاجتماع على الصلوات فبعض الاجتماعات منقولة وبعض الاجتماعات غير منقولة ، مثلاً ندخل المسجد فيصلي كل واحد منّا سنة الظهر القبلية مثلا أو البعدية كل واحد يصلي لحاله ، فهل يشرع الاجتماع في هذه الصلاة وهي نافلة ؟ الجواب لا .
فلو أن إنسان زيّن له وقال يا أخي يد الله على الجماعة لماذا نحن متفرقين فلنصلي جماعة ، فهل يكون هذا الاجتماع مشروعاً ؟ الجواب لا ، لماذا هل لأنه غير معقول ؟ لا ، لأنه غير منقول ؟ وبالتالي يصير غير معقول ، لماذا غير معقول ؟ لأن عقل المسلم يحكم أن هذا الاجتماع الذي نقطع بأنه لم ينقل فلو كان خيراً لسبقونا إليه ، إذاً هو ليس بخير . فمعرفة الخير والشر في الشرع ليس طريقه عقلي وعقلك وإنما طريقه هو النقل الصحيح الثابت عن الله ورسوله ، هذا مثال الاجتماع . إذن نأخذ الآن أي اجتماع في الذكر نحن نطلب أن يكون منقولاً من طريق نقل صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأي اجتماع في الذكر إما في القرآن وإما بالتهليل والتسبيح والتكبير والتحميد لم ينقل عن السلف الصالح إطلاقاً ، الاجتماع على قراءة القرآن جماعة بصوت واحد أو على التهليل وغير ذلك من الأذكار بصوت واحد فهذا لم ينقل لكن المنقول على العكس من ذلك كان أحدهم يلقى أخاه فيقول له اجلس بنا نؤمن ساعة ، فماذا يفعلون ؟ يذكرون هذا الذكر الذي هو غير منقول ولا معقول ؟ لا ، وإنما الأمر أحد شيئين إما أن يجلسوا فيتدارسون آية من كتاب الله يتلوها أحدهم ويفسرها هو إن كان أفقههم وأعلمهم أو تولى تفسيرها غيره ، أو جلس كل منهم يذكر الله بما بدا له بما يحفظ من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهذا هو الاجتماع على ذكر الله عز وجل إما اجتماع كاجتماعنا هذا للتفقه في دين الله من كتاب الله وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو اجتماع على ذكر سرّي غير جهري وكلٌّ يذكر ما يحفظ وما يشعر بأن نفسه تتزكى وتتطهر بهذا النوع من الذكر لأن النفوس تختلف .
هكذا السنة في الذكر ولهذا فلا تعارض بين الأحاديث التي أشار إليها السائل وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
قالوا جلسنا نذكر الله عز وجل إلى آخره التوفيق بين هذين الحديثين وحديث ابن مسعود في وقوفه على الحلقات الذين يذكرون الله بالحصى في ظن السائل أنه في تعارض فكيف التوفيق ؟
الشيخ : ليس هناك تعارض مطلقاً ، وأنا أقرّب لكم هذا بمثل لا أظن أن أحداً عنده شيء من الفقه ولو الفقه التقليدي يقر هذا الاجتماع على الذكر متوهماً أن الحديثين المشار إليهما في السؤال يشمل هذه الصورة .
كثير من الناس حتى اليوم يذكرون الله عز وجل ذكراً لا يقرّه مذهب من المذاهب الأربعة التي يتبعها جماهير المسلمين اليوم ، فمن ذلك أنهم يذكرون الله بصوت واحد ومقتصرين على لفظة الجلالة فقط ليس بأفضل من ذكر لا إله إلا الله ، ويأخذ بعضهم بأيدي بعض فيقيمون حلقة فيبدؤون بالذكر ويقولون الله ، الله ، الله بشيء من التأنّي ثم تتسارع الأصوات ثم تتداخل ثم لا تعود تسمع إلا آهات ، وكلما تسارع صوتهم كلما ازدادت حركاتهم يميناً ويساراً ، هذا بلا شك اجتماع على ذكر الله فهل السائل يُدخل هذا النوع من الذكر الجماعي في مثل هذه الأحاديث التي أشار إليها ؟
أعتقد أنه لا أحد على الأقل في هذا المجلس على الأقل السائل لا أظن يقول أن هذا النوع من الذكر يشمله ذاك الحديث .
أريد أن أسأل لماذا ربما يقول بعض المسؤولين لأن هذا شيء غير معقول ، أنا لا أريد أن يكون الجواب هكذا ، أنا أريد أن يكون الجواب لأن هذا الشيء غير منقول لأنه ليس كل غير معقول لازم يكون غير منقول والعكس أيضاً ليس كل منقول لازم يكون معقول لأن العقول هذه المؤمنة يجب أن تخضع للمنقول لكن بشرط الصحة كما تعلمون دائماً وأبداً ، معقول حجر أصم يضرب بعصا وإذا به يخرج منه اثنا عشر عينا من الماء مثل ماء ... ؟ معقول ؟ غير معقول لكن إنه لحق مثلما أنكم تنطقون قد وقع . معقول أن يضرب البحر بعصاه وإذا به ينفتح أمامه طريق كأنه معبّد من جديد ويمر جيش موسى عليه السلام وبني إسرائيل ويغتر بهذه الظاهرة فرعون فيمشي وراءهم فإذا خرج آخر جندي من بني إسرائيل على الساحل رجع البحر كما كان ، معقول ؟ غير معقول ، لكنه معقول ، لماذا ؟ لأننا نحن الآن نسمع أخبار ما نهضمها لأننا ما درسنا مقدماتها ولا رأينا بأعيننا آثارها لكن نصدّق بها ، لماذا ؟ لأنه صار عندنا يقين بأن أهل العلم تحققوا من هذا الخبر ، قبل أن نرى هذه الراديوات والمسجلات هذه ، إلى آخره ، يمكن سمعتم أن أناساً يحدثون عنهم بأنهم إذا سمعوا الراديو يقولون إن هذا شيطان ، بينما هي آلة اخترعها ابتدعها الإنسان بقدرة الله عز وجل، كل هذه الأشياء كانت قبل أن تُرى غير معقولة لكن أصبحت حقائق علمية واقعية .
كذلك تماماً بالنسبة للأمور المنقولة في كتاب الله وفي حديث رسول الله هي معقولة عند ناس وغير معقولة عند ناس مثل المسائل العلمية معقولة عند ناس درسوها ودرسوا القائمين عليها ووثقوا بالأخبار المنقولة عنها ولم يشاهدوها كما لم نشاهد الذين نزلوا القمر إلى آخره ، لكن أصبحنا مضطرين أن نؤمن بذلك من الناحية العلمية ، كذلك الأمور الإيمانية معقولة عند بعض الناس وغير معقولة عند بعض الناس على عكس المثال السابق .
الأمور الإيمانية معقولة عند المؤمنين لأن الله عز وجل أولاً على كل شيءٍ قدير ، وثانياً لأن هذا الشيء جاء الخبر عن الصّادق المصَدّق وهو الرسول عليه السلام إما كتابة وإما سنةً ، لذلك فإننا نؤمن بكل ما جاء عن رسول الله عز وجل ، فالمثال السابق الذي صوّرته لكم قلت يجب أن يكون جوابه ليس لأنه لا نقبل في الأحاديث الحاضّة على الاجتماع على الذكر لأنه غير معقول ولكن لأنه غير منقول وبالتالي ما دام منقول فهو غير معقول .
والآن نوسّع الدائرة لأننا يجب أن نرجع إلى النقل في الأمور الشرعية قبل العقل بخلاف الأمور الدنيوية فهنا الإسلام لا يتدخل فيها كما قال صراحة ( أنتم أعلم بأمور دنياكم )، فهنا أعطي العقل امتداده إلى ما لا نهاية بشرط ألا يخالف الشرع .
فإذا انتقلنا إلى صورة أخرى من الاجتماع في الذكر دون السابقة إما أن يصبح الأمر بدعة بين أخذ ورد ، يعني الذي قال في الصورة الأولى لا هذه معقولة ولا منقولة ربما نأتي بصورة أخرى نتردد هل هي منقولة أم لا ، إذن نحكّم الشرع إن كانت منقولة قبلناها وإن كانت غير منقولة رفضناها ، مثاله الاجتماع على الصلوات فبعض الاجتماعات منقولة وبعض الاجتماعات غير منقولة ، مثلاً ندخل المسجد فيصلي كل واحد منّا سنة الظهر القبلية مثلا أو البعدية كل واحد يصلي لحاله ، فهل يشرع الاجتماع في هذه الصلاة وهي نافلة ؟ الجواب لا .
فلو أن إنسان زيّن له وقال يا أخي يد الله على الجماعة لماذا نحن متفرقين فلنصلي جماعة ، فهل يكون هذا الاجتماع مشروعاً ؟ الجواب لا ، لماذا هل لأنه غير معقول ؟ لا ، لأنه غير منقول ؟ وبالتالي يصير غير معقول ، لماذا غير معقول ؟ لأن عقل المسلم يحكم أن هذا الاجتماع الذي نقطع بأنه لم ينقل فلو كان خيراً لسبقونا إليه ، إذاً هو ليس بخير . فمعرفة الخير والشر في الشرع ليس طريقه عقلي وعقلك وإنما طريقه هو النقل الصحيح الثابت عن الله ورسوله ، هذا مثال الاجتماع . إذن نأخذ الآن أي اجتماع في الذكر نحن نطلب أن يكون منقولاً من طريق نقل صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأي اجتماع في الذكر إما في القرآن وإما بالتهليل والتسبيح والتكبير والتحميد لم ينقل عن السلف الصالح إطلاقاً ، الاجتماع على قراءة القرآن جماعة بصوت واحد أو على التهليل وغير ذلك من الأذكار بصوت واحد فهذا لم ينقل لكن المنقول على العكس من ذلك كان أحدهم يلقى أخاه فيقول له اجلس بنا نؤمن ساعة ، فماذا يفعلون ؟ يذكرون هذا الذكر الذي هو غير منقول ولا معقول ؟ لا ، وإنما الأمر أحد شيئين إما أن يجلسوا فيتدارسون آية من كتاب الله يتلوها أحدهم ويفسرها هو إن كان أفقههم وأعلمهم أو تولى تفسيرها غيره ، أو جلس كل منهم يذكر الله بما بدا له بما يحفظ من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهذا هو الاجتماع على ذكر الله عز وجل إما اجتماع كاجتماعنا هذا للتفقه في دين الله من كتاب الله وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو اجتماع على ذكر سرّي غير جهري وكلٌّ يذكر ما يحفظ وما يشعر بأن نفسه تتزكى وتتطهر بهذا النوع من الذكر لأن النفوس تختلف .
هكذا السنة في الذكر ولهذا فلا تعارض بين الأحاديث التي أشار إليها السائل وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
1 - كيف التوفيق بين الحديث الوارد في صحيح مسلم ( إن لله ملائكة سيارين.....) وحديث عبد الله بن مسعود في الكوفة مع الحلقة التي أنكر عليها في المسجد ؟ أستمع حفظ
كلام الشيخ على حديث معاذ ( واذكر الله عزوجل عند كل حجر وعند كل شجر ) .
الشيخ : ثم زاد حديث معاذ ( واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر ) ، هذا معناه استمرار العبد في ذكر الله عز وجل ، وهذا واضح عند كل حجر وعند كل شجر ، وهذا يعني أولاً ألا يغفل الإنسان عن ذكر ربه عز وجل في كل أحواله سواءٌ كان جالساً أو منطلقاً يمشي ، وجه آخر أن ذكر الله عز وجل المأمور في السنة ومنها هذا الحديث أن تذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر ، معنى هذا أن ذكر العبد لربه لا يحتاج إلى مراسيم وإلى طقوس وإلى مجالس وحلقات ذكر ... ونحو ذلك أيضاً مما أحدث في الإسلام لأنه يقول لك فاذكروا الله عند كل حجر وشجر ، يعني اذكروا الله يعنون مجلس ذكر وصلاة على الرسول عند كل حجر وشجر ؟ لا ، هو يعني لا تتقيّد بجلوس معيّن حتى ولو أن تستقبل القبلة ، قد يبدو لبعض الناس أن ذكر الله كالصلاة لازم نتخذ له الآداب بل الواجبات التي يقوم بها الذي يريد الصلاة ؟ الجواب لا ، لم يأت في السنة فضلا عن القرآن أي شرط الذكر كيف وربنا عز وجل يقول في وصف نوعٍ من عباده المصطفين الأخيار يصفهم بقوله (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ )) ، فإذا جلست أنت جلسة في السكن تأخذ بها راحة لجسمك فذكرت الله في هذه الحالة فلا ضير عليك شرعاً إطلاقاً وأنت ... مثل هذا لبعض الذين يستحسنون أحكاماً في الدين بدون إذن من رب العالمين (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ )) فالله عزوجل يصف كما قلت نخبة من عباده المصطفين الأخيار ليس عامة الناس (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ )) ، أي يذكرون الله حين يكونون قائمين ويذكرون الله حين يكونون قاعدين ويذكرون الله حين يكونون مضطجعين ، فلا يلزمنا ربنا عز وجل أن نتمسك بصفة من هذه الصفات الثلاث وإنما كما يتيسر لك وكأن هذه الفقرة من هذا الحديث مقتبسة من هذه الآية ، ( اذكروا الله عند كل حجر وعند كل شجر ) ، لست مكلفاً أن تتخذ هيئات وصفات واستعدادات ، ومن ذلك إعلان خاص كأنما يجتمع المسلمون لصلاة الاستسقاء أو لصلاة الكسوف ، هذه العبادات التي شرعها الإسلام على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم ثم مع الأسف الشديد أصبحت نسياً منسياً ، ومن أسباب ذلك أن الناس أحلوا محلها وأقاموا مقامها عبادات اخترعوها من أنفسهم ، فهلا سمعتم أحداً منهم أعلن في بضع سنين صلاة الاستسقاء ، صلاة خسوف أو كسوف ؟ أبداً ، أما الصلاة التي يستطيعها المسلم بينه وبين ربه في أي وقت بدا له أو تيسر له أو بدا له هذه تعقد لها مجالس خاصة وذلك ليس من السنة في شيء ، وأنا حين أقول هذا أعرف أن ناساً سينقمون ويستنكرون فنجابههم سلفاً بسنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصتهم في إنكارهم لمحدثات الأمور ولو كانت هذه المحدثات حسنة في زعم الجمهور كما يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ) ، نجابههم بقصة ابن مسعود مع أصحاب مجالس الذكر المجالس الخاصة فقد جاء في سنن الدارمي بإسناد صحيح أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه ... صباح يوم دار عبد الله بن مسعود فوجد طائفة من الناس في انتظاره فقال لهم أخرج أبو عبد الرحمن يعني ابن مسعود قالوا لا فجلس ينتظره فلما خرج قال يا أبا عبد الرحمن لقد دخلت المسجد آنفا فرأيت في ناس حلقا حلقا و أماما كل رجل منهم حصى يعده به التسبيح والتكبير والتحميد وفي سوسط كل حلقة رجل يقول لمن حوله سبحوا كذا احمدوا كذا كبروا كذا قال ابن مسعود هل أنكرت عليهم قال لا بانتظار أمرك أو ... قال أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ثم عاد إلى داره وخرج متلثما لا يعرف حتى دخل المسجد ورأى ما وصف له من التحلق والذكر المعدود بعدد لم يشرع لما تبين الأمر كشف عن وجهه وقال ويحكم ما هذا الذي تصنعون أنا عبد الله بن مسعود صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتسبيح والتحميد قال عدوا سيئاتكم وأنا الضامن ألا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم ما أسرع هلكتكم ! هذه ثيابه صلى الله عليه وسلم لم تبل و هذه آنيته لم تكسر والذي نفس محمد بيده إإنكم لأهدى من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أو متمسكون بذنب ضلالة ما قال متمسكون بضلالة فحسب وإنما بذنب ضلالة ! قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ! ما أردنا إلا الخير .
وهذا جواب جماهير المبتدعة خاصة التابعين منهم أما المتبوعون فالغالب عليهم أنهم يعرفون وينحرفون لمآرب كثيرة الله أعلم بما في نفوسهم ، أما التابعون فجمهورهم فيتبعون رؤساءهم بناويا حسنة يزيّنون لهم أن هذا ذكر وأن هذا ذكر مشروع فيتبعونهم على ذلك تماما كما قال القوم لابن مسعود والله ما أردنا إلا الخير، لكن الجواب القاصم للظهور قول ابن مسعود حيث قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ، أي لا يكفي أن يكون قصد أحدكم الخير وإنما يجب أن يقترن مع هذا القصد الخيّر أن يكون الطريق أيضاً الذي يسلكه في طلب الخير خيراً في نفسه ولا يكون كذلك أبداً إلا إذا كان هو طريق الرسول عليه السلام كما قال عز وجل (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) فهذا الطريق إذا سلكه القاصد للخير فهو في خير يقيناً ، أما إذا سلك طريقاً آخر وهو يقصد الخير فلا يفيده شيئاً إطلاقاً ، وهذا من معاني قوله الرسول صلى الله عليه وسلم ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) ، ومن مقاصد قوله الآخر ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، لذلك قال ابن مسعود : وكم من مريد للخير لا يصيبه ، لأنكم تقصدون الخير بخلاف طريق محمد عليه السلام إذن لن تصيبوا هذا الخير ثم ضرب لهم على ذلك مثلاً حديثاً سمعه من النبي صلى الله عليهو آله وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه (( إن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم - أي لا يصل إلى قلوبهم إنما لقلقة لسان وتجارة بالقرآن كما هو الواقع في آخر الزمان - لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ) إلى هنا تنتهي قصة ابن مسعود مع أصحاب المجالس المبتدعة لكن العبرة بتمام القصة التي يرويها مشاهدها قال فلقد : رأينا أولئك الأقوام أي أصحاب حلقات الذكر غير المشروع رأيناهم يقاتلوننا يوم النهروان .
أي إن أصحاب حلقات الذكر صاروا من الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقاتلهم علي رضي الله عنه واستأصل شأفتهم إلا أفراداً قليلين منهم ، فلم تفدهم مجالسهم شيئاً وذلك لأنهم خالفوا سبيل السنة ،و هذا شاهد لقول العلماء الصغائر بريد الكبائر ، وأنا أقتبس من قولهم هذا فأقول البدعة الصغيرة بريد البدعة الكبيرة . هذا ... يطابق المعقول تماما حلقات مبتدعة يذكرون الله بصورة غير مشروعة أوصلتهم إلى البدعة الكبرى ويخرجون على أمير وقتالهم إياه لذلك يجب أن نقف عند حدود الله وألا نتألىّ على الله فنسنّ بآرائنا وعقولنا وأهوائنا وعاداتنا شيئاً لم يسنّه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو على العكس من ذلك يفسح لنا المجال أن نذكر الله كيفما اتفق لنا دون أن نتخذ كيفية وصورة معينة وإنما حسبما يتيسّر كما قال في هذا الحديث ( واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر ) ...
فالسائل أشكل عليه هذا الأمر أشكلت عليه القصة وذكر بعض الأحاديث الصحيحة التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى خيراً على حلقات الذكر ، وفي بعض الأحاديث ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون القرآن ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم الملائكة وحفتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، وكذلك حديث آخر طويل في صحيح مسلم أن الملائكة تنزل من السماء تتطلب وتتفقد مجالس الذكر فيشاركون أهل مجالس الذكر على الذكر .
أشكل من أجل هذه الأحاديث قصة عبد الله بن مسعود التي أشرت إليها آنفاً .
وهذا جواب جماهير المبتدعة خاصة التابعين منهم أما المتبوعون فالغالب عليهم أنهم يعرفون وينحرفون لمآرب كثيرة الله أعلم بما في نفوسهم ، أما التابعون فجمهورهم فيتبعون رؤساءهم بناويا حسنة يزيّنون لهم أن هذا ذكر وأن هذا ذكر مشروع فيتبعونهم على ذلك تماما كما قال القوم لابن مسعود والله ما أردنا إلا الخير، لكن الجواب القاصم للظهور قول ابن مسعود حيث قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ، أي لا يكفي أن يكون قصد أحدكم الخير وإنما يجب أن يقترن مع هذا القصد الخيّر أن يكون الطريق أيضاً الذي يسلكه في طلب الخير خيراً في نفسه ولا يكون كذلك أبداً إلا إذا كان هو طريق الرسول عليه السلام كما قال عز وجل (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) فهذا الطريق إذا سلكه القاصد للخير فهو في خير يقيناً ، أما إذا سلك طريقاً آخر وهو يقصد الخير فلا يفيده شيئاً إطلاقاً ، وهذا من معاني قوله الرسول صلى الله عليه وسلم ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) ، ومن مقاصد قوله الآخر ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، لذلك قال ابن مسعود : وكم من مريد للخير لا يصيبه ، لأنكم تقصدون الخير بخلاف طريق محمد عليه السلام إذن لن تصيبوا هذا الخير ثم ضرب لهم على ذلك مثلاً حديثاً سمعه من النبي صلى الله عليهو آله وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه (( إن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم - أي لا يصل إلى قلوبهم إنما لقلقة لسان وتجارة بالقرآن كما هو الواقع في آخر الزمان - لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ) إلى هنا تنتهي قصة ابن مسعود مع أصحاب المجالس المبتدعة لكن العبرة بتمام القصة التي يرويها مشاهدها قال فلقد : رأينا أولئك الأقوام أي أصحاب حلقات الذكر غير المشروع رأيناهم يقاتلوننا يوم النهروان .
أي إن أصحاب حلقات الذكر صاروا من الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقاتلهم علي رضي الله عنه واستأصل شأفتهم إلا أفراداً قليلين منهم ، فلم تفدهم مجالسهم شيئاً وذلك لأنهم خالفوا سبيل السنة ،و هذا شاهد لقول العلماء الصغائر بريد الكبائر ، وأنا أقتبس من قولهم هذا فأقول البدعة الصغيرة بريد البدعة الكبيرة . هذا ... يطابق المعقول تماما حلقات مبتدعة يذكرون الله بصورة غير مشروعة أوصلتهم إلى البدعة الكبرى ويخرجون على أمير وقتالهم إياه لذلك يجب أن نقف عند حدود الله وألا نتألىّ على الله فنسنّ بآرائنا وعقولنا وأهوائنا وعاداتنا شيئاً لم يسنّه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو على العكس من ذلك يفسح لنا المجال أن نذكر الله كيفما اتفق لنا دون أن نتخذ كيفية وصورة معينة وإنما حسبما يتيسّر كما قال في هذا الحديث ( واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر ) ...
فالسائل أشكل عليه هذا الأمر أشكلت عليه القصة وذكر بعض الأحاديث الصحيحة التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى خيراً على حلقات الذكر ، وفي بعض الأحاديث ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون القرآن ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم الملائكة وحفتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، وكذلك حديث آخر طويل في صحيح مسلم أن الملائكة تنزل من السماء تتطلب وتتفقد مجالس الذكر فيشاركون أهل مجالس الذكر على الذكر .
أشكل من أجل هذه الأحاديث قصة عبد الله بن مسعود التي أشرت إليها آنفاً .
ذكر الشيخ للموقف الصحيح من مجالس الذكر .
الشيخ : فأنا أريد أن ألفت نظر السائل وغيره أيضاً لأن هذه مشكلة قائمة اليوم .
إن مجالس الذكر كأي عبادة من العبادات لا يصح أن تنكر مطلقاً ولا أن تُقرّ مطلقاً وإنما الصواب أن يُقَرّ من مجالس الذكر ومجالس العبادات والطاعات والصلوات ما وافق الشرع منها فليس كل صلاة عبادة كذلك ليس كل ذكر عبادة ، هذه الضابطة يجب على المسلم أن يحفظها في كل العبادات الشرعية وإلا اختلط عليه المشروع بغير المشروع فما أنكره ابن مسعود من تلك المجالس لعلي شرحت ذلك في الجلسة الماضية أو فيما قبلها من جلسات حينما ذكرت قصة ابن مسعود هو لا لأنه مجرد ذكر وإنما لأنه احتف بهذا وأحاط به ما ليس من السنة في شيء ، هل يتبادر إلى ذهن إنسان أن ابن مسعود لا يعرف فضل الذكر ومجالس الذكر ؟ الأمر مستحيل .
إذن كان على السائل أن يتساءل ما هو السر ما هو السبب في إنكار ابن مسعود تلك المجالس وتلك الحلقات إذا أنا لم أبيّن ذلك في بعض المناسبات .
فأنا أقول الآن كلمة مختصرة : هناك مجلس لذكر الله عز وجل أو مجلس للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وينقصنا بدعة أخرى أنا أبتدعها قولاً وتحذيراً لا أبتدعها فعلاً وعلماً ، هناك بدعة ثالثة وهي مجلس الصلاة لله تعالى فيه مجلس ذكر الله وفيه مجلس الصلاة على رسول الله وفيه مجلس للاجتماع على الصلاة لله تعالى نجتمع في وقت من الأوقات بين المغرب والعشاء مثلاً نصلي فيه ركعتين لله تعالى جماعة ، سمعتم بهذا الذكر شيئا ما سمعتم ! يا ترى ما موقف علماء المسلمين وطلاب العلم منهم فيما إذا إنسان خطر في باله هذه البدعة ، ما الذي يجعل هذه البدعة بدعة ضلالة صلاة ركعتين لله عز وجل والأمر كما قال عليه السلام بحق ( الصلاة خير موضوع فمن شاء فليستقل أو يستكثر ) وبعدين قال عليه الصلاة والسلام ( يد الله على الجماعة ) ، إذن بين المغرب والعشاء نصلي ركعتين لله عز وجل جماعة في وقت جائز غير مكروه بين المغرب والعشاء نختار الوقت المناسب نصلي ركعتين لله جماعة هل منكم من منكر ؟ أما الذين يعرفون هدي الرسول وسنته يقولون هذا منكر ، لماذا منكر لأنه صلاة لله عز وجل ؟ لا ، لأنه أحيط بهذه الصلاة ما لم يشرعه الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا المثال وحده يكفيني الآن من إطالة الكلام على أي مجلس ذكر وعلى أي مجلس صلاة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه مجلس صلاة لله جماعة في الظاهر إذا ما كان أفضل من تلك المجالس فهو لا يقل عنها في الفضيلة ، فما الذي منع من هذا وشرع ذاك ؟ الجواب عند العلماء والفقهاء والسلام عليكم .
إن مجالس الذكر كأي عبادة من العبادات لا يصح أن تنكر مطلقاً ولا أن تُقرّ مطلقاً وإنما الصواب أن يُقَرّ من مجالس الذكر ومجالس العبادات والطاعات والصلوات ما وافق الشرع منها فليس كل صلاة عبادة كذلك ليس كل ذكر عبادة ، هذه الضابطة يجب على المسلم أن يحفظها في كل العبادات الشرعية وإلا اختلط عليه المشروع بغير المشروع فما أنكره ابن مسعود من تلك المجالس لعلي شرحت ذلك في الجلسة الماضية أو فيما قبلها من جلسات حينما ذكرت قصة ابن مسعود هو لا لأنه مجرد ذكر وإنما لأنه احتف بهذا وأحاط به ما ليس من السنة في شيء ، هل يتبادر إلى ذهن إنسان أن ابن مسعود لا يعرف فضل الذكر ومجالس الذكر ؟ الأمر مستحيل .
إذن كان على السائل أن يتساءل ما هو السر ما هو السبب في إنكار ابن مسعود تلك المجالس وتلك الحلقات إذا أنا لم أبيّن ذلك في بعض المناسبات .
فأنا أقول الآن كلمة مختصرة : هناك مجلس لذكر الله عز وجل أو مجلس للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وينقصنا بدعة أخرى أنا أبتدعها قولاً وتحذيراً لا أبتدعها فعلاً وعلماً ، هناك بدعة ثالثة وهي مجلس الصلاة لله تعالى فيه مجلس ذكر الله وفيه مجلس الصلاة على رسول الله وفيه مجلس للاجتماع على الصلاة لله تعالى نجتمع في وقت من الأوقات بين المغرب والعشاء مثلاً نصلي فيه ركعتين لله تعالى جماعة ، سمعتم بهذا الذكر شيئا ما سمعتم ! يا ترى ما موقف علماء المسلمين وطلاب العلم منهم فيما إذا إنسان خطر في باله هذه البدعة ، ما الذي يجعل هذه البدعة بدعة ضلالة صلاة ركعتين لله عز وجل والأمر كما قال عليه السلام بحق ( الصلاة خير موضوع فمن شاء فليستقل أو يستكثر ) وبعدين قال عليه الصلاة والسلام ( يد الله على الجماعة ) ، إذن بين المغرب والعشاء نصلي ركعتين لله عز وجل جماعة في وقت جائز غير مكروه بين المغرب والعشاء نختار الوقت المناسب نصلي ركعتين لله جماعة هل منكم من منكر ؟ أما الذين يعرفون هدي الرسول وسنته يقولون هذا منكر ، لماذا منكر لأنه صلاة لله عز وجل ؟ لا ، لأنه أحيط بهذه الصلاة ما لم يشرعه الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا المثال وحده يكفيني الآن من إطالة الكلام على أي مجلس ذكر وعلى أي مجلس صلاة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه مجلس صلاة لله جماعة في الظاهر إذا ما كان أفضل من تلك المجالس فهو لا يقل عنها في الفضيلة ، فما الذي منع من هذا وشرع ذاك ؟ الجواب عند العلماء والفقهاء والسلام عليكم .
اضيفت في - 2008-06-18