تتمة الكلام على حديث الجارية.
قصة وقعت للشيخ الألباني مع أحد الأزهريين حول مسألة علو الله.
هل للعقيدة السلفية أثر على الإنسان وتدخل في الأحكام الشرعية، فمثلا هل يستفيد الإنسان إذا علم أن الله استوى على العرش وأن له صفة العلو ؟
الشيخ : الله أكبر هذا جوابه كما إبتدأ الكلام (( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ))، لما ربنا عز وجل كلف عباده بأي شيء لا يدخل في حدود الأحكام الشرعية ماذا أراد بها؟ أرد ذلك أن يتعبده وأن يجعل كل واحد منهم يخضع لحكم الله وأن يؤمن به، إيش فلسفية مع فلسفية كل الآيات والأحاديث التي تتعلق بالإيمان بأشراط الساعة مثلاً وبالجنة وبالنار، ما هو المردود الذي يحصل عليه المسلم إذا أمن بهذه الأمور الغيبة المردود أن يزداد المؤمن إيمانًا وإذا ازداد إيمانًا دفعه هذا الإيمان إلى الإنطلاق للعمل بما جاء في الكتاب والسنة، أما إذا كان ليس عنده إيمان بالغيب فيكون إيمانه كإيمان الماديين الذين لا ينطلقون للعمل بشيء إلا إذا إقتنعوا بحدود ماديتهم، فالإيمان بالغيب إذًا ليس قضية فلسفية ومن يقول هذه قضية فلسفية معناها أنه يجحد القرآن يجحد كثيرًا من الآيات التي تصرح بالغيب وتصف الله عز وجل بأنه وحده أيضًا في صفة الغيب.
3 - هل للعقيدة السلفية أثر على الإنسان وتدخل في الأحكام الشرعية، فمثلا هل يستفيد الإنسان إذا علم أن الله استوى على العرش وأن له صفة العلو ؟ أستمع حفظ
والمجسم يعبد صنما ومعروف أن ابن تيمية وغيره في غير موضع يقولون إن المعطل يعبد عدما وإن المشبه يعبد صنما
الشيخ : لا أحد يقول من علماء المسلمين لا ابن تيمية ولا غيره بأن السلف كانوا يقولون بالجسم، أرجو السائل أن يعيد النظر فيما ذكر وإلا فهذه فرية مسجلة وأرجو يالتالي أنه إذا وجد عبارة توهمه هو بأن ابن تيمية ينقل عن السلف بأنهم يقولون بالجسم أن يراجعنا في هذا لكي نكون جميعًا على بصيرة بما نقول أو ننقض.
4 - والمجسم يعبد صنما ومعروف أن ابن تيمية وغيره في غير موضع يقولون إن المعطل يعبد عدما وإن المشبه يعبد صنما أستمع حفظ
ما معنى قول السلف: المجسم يعبد صنما والمعطل يعبد عدما.
الشيخ : يعني الذين يشبهون الله عز وجل ببعض مخلوقاته ما أدري مثلاً إذا كانت رأيتم أو ابتليتم بالنصارى مثلاً أحيانًا يصوروا ربهم معبودهم في صورة شيخ ... وهكذا، هذا إلههم، واليهود ينصون في توراتهم المحرفة قطعًا بأن يعقوب عليه السلام لقي الله تبارك وتعالى فصارعه فصرعه، يعقوب صرع ربه وما أطلق سبيله حتى أخذ العهد منه بأن يبارك له في أولاده، فهذا النوع هو تجسيم ولا يوجد في المسلمين خاصة الذين يدعون إتباع الكتاب والسنة من يدور في ذهنه نوع من التشبيه أو التجسيم، المقصود المجسمة هذه طائفة إنقرضت كانوا يعتقدون بأن الله عز وجل يشبه خلق من خلقه شبهوه كبير وطويل ووسيم إلى آخره، فهذه هو التجسيم وهذا في الحقيقة بفضل الله إنقرض فبقي أولئك الذين كانوا يحاربون هذا التجسيم يعيشون في التأويل أخو التعطيل. فلو قلنا كما قررنا آنفًا أن كل صفة من صفات الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهو كذا وهو كذا في كل أسمائه تبارك وتعالى وصفاته، والآن تذكرت كلمة لبعض العلماء من المحدثين ألا وهو الخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد له رسالة صغيره لكنها مفيدة جدًا في مخطوطات المكتبة الظاهرية يقول القول في الصفات كالقول في الذات، فكل المختلفين هؤلاء من سلفيين وخلفيين ومفوضيين كلهم متفقون أن الله عز وجل ذات له كل صفات الكمال، لكن هل أحد منهم يقول أحد شيئين الله ليس بذات لأنه لو قلنا ذات شبهناه ما أحد يقول لنا كلام، كذلك هل يقول أن ذات الله كذات خلقه من خلق الله؟ لا أحد يقول ذلك، إذًا الله تبارك وتعالى له ذات وإن شئتم ألا تقولوا ذات قولوا له وجود، ولا يمكن أن نقول إلا هذا، فلله وجود ولله ذات، فما نقوله عن ذات الله ووجوده نقول كذلك عن كل صفات الله وأسمائه إثباتًا ونفيًا نثبت ما أثبت وننزه أو نفي ما نفى ولا نقول إلا ما قال ربنا، نقول في الذات ما يقال في الصفات، هل ندري كيف الذات؟ لا أحد، هل ندري كيف الصفات؟ لا أحد يدري، هل ننفي الذات خشية التشبيه؟ لا، هل ننفي صفة من صفات خشية التشبيه؟ لا، هذا من أوجز ما قيل في هذا الموضوع، أن نعتقد في ذات الله ما نعتقد في صفاته، أن نعتقد في صفاته ما نعتقد في ذاته سلبًا وإيجابًا ننفي عنه ما نفاه للتشبيه ونثبت له ما أثبته من الصفات وكفى الله المؤمنين القتال.
كيف الرد على ابن حزم في إنكاره الصفات لله، وهل حديث الرجل الذي أحب سورة الإخلاص لأن فيها صفة الرحمن ضعيف ؟
الشيخ : ما الذي يهمه هذا حديث صحيح ولا ضعيف، الله عز وجل له أسماء ولا؟ هذه حقيقة بديهية (( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ))، ثم هذه الأسماء هل هي ألفاظ لا تتضمن المعاني اللائقة بالله عز وجل والتي وضعت هذه الأسماء لتدل عليها، مثلاً في عرف الناس قد يسمى إنسان بصالح وقد يكون هو في نفسه طالح، لكن الله عز وجل لمّا يكون من أسمائه العليم، هل يمكن ألا نفهم أن له صفة العدل؟ لا يمكن هذا، فمجادلة ابن حزم أو هذا الذي نقل عنه أن إستعمال كلمة الصفة هذه محدثة، فلتكن محدثة علم المصطلح كله محدث وعلم اللغة والبيان البديع كله محدث، لكن هذه إنما أحدث الأسانيد التي تقرب حقائق التي كانت موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لمّا يقول اليوم النحو أنه ضرب زيدٌ عمروٌ، وضرب زيدٌ ضرب فعل وزيدٌ فاعل وعمروًا مفعول به، هذه اللغة لو تكلمنا فيها في عهد الصحابي مع يفهمونها، لكن الحقيقة كما كانوا يقولون لمّا يعنون أن زيد هو الضارب وعمرو وهو المضروب يقولون ضرب زيدٌ عمروًا فسرها علماء النحو بأن يسموا هذا مرفوع وهذا فاعل وذاك مفعول به إلى آخره. فهذه الإصطلاحات لبيان الحقائق لا مشاحة فيها، وكما قال العلماء في كل قومٍ أن يصطلحوا على ما شاءوا فإذا كان هناك لغة حدثت فيما بعد لكي يتمكن بها المتحدث من تفهيم الناس حقائق قائمة وموجودة في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. القول بأن كلمة الصفة هذه لم تكن في حديث إن صح هذه الكلام لأني الحقيقة ما أستحضر الآن ما يضرنا أبدًا في صدد ما نحن فيه (( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))، هل هذه الأسماء الحسنى أسماء مطلقة كما قلنا يسمى فلان صالح وهو ليس فيه من الصلاح شيء، ويسمى فلان حكيم وليس فيه من الحكمة شيء، هذا هو مذهب ابن حزم و ذلك هو الضلال البعيد، ولذلك قال عنه العلماء ومنهم ابن عبد الهادي أن ابن حازم جهلي جلد لأنه ينكر الأسماء والصفات، ويفهم منه أن هذه الأسماء هي أسماء أعلام تقول مثلا الدوحة أو قطر فيه تحت معنى؟ لا، أسماء الله هكذا عياذًا بالله مما يقول.
6 - كيف الرد على ابن حزم في إنكاره الصفات لله، وهل حديث الرجل الذي أحب سورة الإخلاص لأن فيها صفة الرحمن ضعيف ؟ أستمع حفظ
لو شرحت أكثر كلامك حول المكان لله وما الدليل عليه؟
الشيخ : الكون المخلوق محدود والمكان مشتق من الكون، إذا كان السائل في عنده شك في الذي ذكرناه أن يفصح عن شكه أو عن إعتراضه أما يعيد ويطلب منا أن نعيد الكلام السابق هذا إضاعة للوقت، المكان مشتق من الكون، والكون خلقه الله عز وجل من العدم وقلنا كان الله لا شيء معه ثم خلق العرش هذا حديث عمران بن حصين، كان الله ولا شيء معه فحينما كان الله لم يكن هناك مكان لأن المكان من الكون أي مخلوق ثم وجد المكان بعد أن خلق الله تبارك وتعالى السموات والأرض. فإذا كان المكان مشتق من الكون وكان الكون عدمًا وكان الله موجودًا ولا مكان فهو تبارك وتعالى من هذه الحيثية هو الآن كما كان عليه كان، أي ليس في مكان لأنه المكان هو المخلوق وإلا لازلنا نقول أن الله عز وجل بعد أن خلق المكان أي الكون ووجد بكونه مكان إن الله عز وجل ... مستغنيًا عن المكان قد دخل أو مع في خلقه فصار كتلة واحدة كما هو عقيدة غلاة الصوفية، حيث يقولون بوحدة الوجود يقولون بأنه ليس هناك خالق ومخلوق ويضربون الأمثلة السيئة للرب تبارك وتعالى فيقولون إن الله عز وجل بالنسبة لعلاقته مع خلقه كالماء في الثلج، أو كالزبدة في الحليب هذه عقيدة وحدة الوجود، وربنا يقول هو الغني عن العالمين فربنا لأن كان قبل أن يخلق الكون وهو غني عن كل هذا الخلق الذي كونه من تراب وإنتهى الأمر، فإذًا ربنا كان ولا مكان ولمّا خلق المكان فليس هو بحاجة إليه، ولذلك فهو من حيث أنه لا مكان فهو الآن كما عليه كان ليس في مكان، ثم كناحية منطقية عقلية ولا بأس من ذلك إذا ما مشى العقل مع الشرع ما دام أن الكون وجد أزليته فإما أن يكون الله عز وجل خلق هذا الكون فوقه وهذا مستحيل، وإما أن يكون خلقه تحته، وهذا هو الذي يمكن أن يقول أما أن يقال لا فوق ولا تحت، هذا هو عين المحال. نعم
هل يجب على كل مسلم أن يتعلم ويعرف كل الأسماء والصفات لله ومعانيها، خاصة إذا كان جاهلا لا يقرأ ولا يكتب ؟
8 - هل يجب على كل مسلم أن يتعلم ويعرف كل الأسماء والصفات لله ومعانيها، خاصة إذا كان جاهلا لا يقرأ ولا يكتب ؟ أستمع حفظ
هل ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة بعلمه أم بذاته ؟
الشيخ : بذاته لو أراد بعلمه لقال بعلمه، إما نقول لهذا السائل أتم الحديث لأن هذه مشكلة المعطلة يأخذون طرفًا من الحديث، الحديث يقول ( ينزل الله في كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا فيقول ألا هل من سائلٍ فأعطيه؟ )، إلى آخره، فهنا فيقول العلم إذا فسرنا ينزل الله أي علمه وقد قال بعضهم رحمته، هذا تأويل المعطلة، لكن هذا التأويل مع تمام الحديث يتجلى لك بطلانه، هل الرحمة تقول ألا هل من سائلٍ فأعطي ألا هل من مستغفرٍ فأغفر له، الرحمة هكذا تقول؟ حاشى لله، هذا هو التعطيل بعينه. نعم
قال الله تعالى:{ لعن الذين كفروا على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه } فنحن طلبة الجامعة نرى من المنكرات الشيء الكثير، فهل الواجب علينا هو إنكار المنكر باللسان والقلب فقط مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم:" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه " أم نقع في لعنة الله عزوجل؟
الشيخ : الذي اعتقده بالنسبة لهذه المسألة بشعبتان الشعبة الأولى الحديث المعروف والذي يذكر أن ثالث درجاته الإنكار بالقلب هذا إنما يصح بالنسبة لمن يفاجئ ويرغم على أن يرى المنكر ولا سبيل له للخلاص منه، أو إنكار باليد أو إنكار باللسان المرتبة الثالثة إلى أن تأتي المرتبة الأخيرة وهي الإنكار بالقلب، هذا إنما يعتبر رخصه لهذا المسلم لاسيما إذا كان لا يستطيع الإبتعاد عن هذا المكان. فيه هناك أحاديث تشعرنا بضرورة الإبتعاد عن أماكن المنكر كمثل هذه الآية، من تلك الأحاديث التي تحضرني الآن قول صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الأخير فلا يدخل حليلته الحمام )، أو قبلها ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر )، الشاهد هذه الفقرة فهذا الحديث نص صريح بأنه لا يجوز للمسلم أن يشهد مواطن المنكر، وأنه ينبغي أن يبتعد عنها، فإذا لم يتمكن لغلبة الشر كما نرى اليوم في الأسواق وفي المتاجر وفي الأفران إلى آخره، أي شيء خاص بالإنسان فلابد أن تقع عينه على منكر بل منكرات فإذا غلب على أمره ولم يستطيع فرارًا منه فحينئذٍ يأتي مفعول هذا الحديث، إن إستعطت أن تنكر بيدك فأنت أنت، ما إستعطت إلا أن تنكر بلسانك فأنت، ما إستطعت أيضًا فأنت الضعيف فتنكر بقبلك.
معنى هذا الكلام إذًا هذه الشعبة الأولى الشعبة الثانية متعلقة بدراسة هذه، أنا إعتقادي في هذا الموضوع هو أنه لا يجوز للمسلم أن يحضر أماكن المنكر وهو يعلم، إن كان هذا العلم من الواجب تفصيله حينئذٍ فيكون هناك من برر له من أن يحضر تلك الأماكن ولو كان فيها منكر وحسبه أن ينكر بقلبه إذا لم يتمكن من الإنكار باليد أو باللسان لكن بهذا بشرط ألا يتمكن من تحصيل ذلك العلم الواجب في مكانٍ آخر ليس فيه ذلك المنكر، أما بإمكانه أن يحصل العلم الواجب في مكان ليس فيه منكر فسأل عنه السائل
10 - قال الله تعالى:{ لعن الذين كفروا على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه } فنحن طلبة الجامعة نرى من المنكرات الشيء الكثير، فهل الواجب علينا هو إنكار المنكر باللسان والقلب فقط مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم:" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه " أم نقع في لعنة الله عزوجل؟ أستمع حفظ
في قوله تعالى:{ ولتصنع على عيني } هل يؤخذ منه إثبات صفة العين لله، وكذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم:" إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن " فيه إثبات الأصابع لله ؟
الشيخ : لا شك لكن لا يؤخذ من الآية أنه في عين الله كما يتوهم بعض المعطلة لأن الآية هنا هي بالمعنى الذي يسمونه تأويلاً في عين الله في أعيننا يعني في مراقبتنا وملاحظتنا وليس هذا تأويلاً كما يظن كثير من المعطلة هذا هو المعنى الذي لا يفهمه العربي الذي لا يفهم العربي غيره، وهذا له أمثلة ويسميها بعض المتأخرين بأنها من باب التأويل، مثلاً حينما جاء في سورة يوسف قوله تبارك وتعالى (( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ))، كل عربي يفهم يسأل القرية أي أهلها، والعير التي أقبلنا فيها أي أهلها، وهذا ليس تأويلاً ولكنهم يظنون أنه تأويل، ذلك لأن التأويل عندهم في إصطلاحهم هو الجملة لها معنيان معنى حقيقي أول ما يتبادر ومعنى مجازي لا يتبادر إلا بطريق التأويل، فهم يقولون إنما نفهم من النص العربي بالطريق الأول بطريق المعنى المتبادر للذهن والذي يسمونه حقيقة ما لم يكن هناك دليل يحملنا على تفسر النص بطريق التأويل، هذا المثال الأول (( فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ))، والمثال الآخر (( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ))، لا يصح فيها هذا الوصف، أي إن الذي يسمع كلٌ من الآيتين لا يتبادر في معناه في أعيينا في ظرفية وهذا الذي خاطب ربنا إنه في عين الله أي في جوف عين الله ما أحد يفهم هذا المعنى، وإنما يفهم المعنى الثاني الذي يسمونه مجازًا أو يسمونه تأويلاً، في هذا تسوية الخلاف القائم، من قال بالتأويل يكون المعنى غير متبادر، المعنى المتبادر يكون المعنى الحقيقي، مثل مثلاً (( جاء ربك ))، هذه آية في القرآن ما الذي يتبادر إلى السامع جاء الله هو نفسه ذاته وعظمته وجلاله، يأتون هم يأولنها بمعنى لا يتبادر للذهن يقولون جاء ربك يعني ملائكة ربك، أو يعني رحمة ربك أو نحو ذلك، فقولنا هنا في الآية (( جاء ربك ))، المعنى الظاهر هو أن الله بذاته جاء، ليست كآية (( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ))، يعني حيطانها ما أحد يفهم هذا الكلام.
لذلك المعنى المتبادر منه هو المعنى الحقيقة لكن إصطلاحًا من المتأخرين يسمون هذا مجازًا هو مجاز الحذف، في حذف مضاف (( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ))، أي أهل القرية هذا المعنى هو الصحيح وهو الحقيقة وله أمثلة كثيرة جدًا في اللغة العربية تبين لكم أن المسألة فيها دقة وفيها إنحراف عن طريقة السلف بشبهات لا قيمة لها أبدًا، العربي حينما يقول سال الميزاب لو وقفت وقفة الجانب والمتأثر بالحقيقة والمجاز لازم تفهم سال الميزاب يعني حر حرارة كبيرة جدًا أحاطت بجو الميزاب فصان كالنار فسال، هل أحد يخطر في باله هذا المعنى من قول العربي سال الميزاب؟ لا أحد، وإنما يفعل سال الميزاب أي ماء الميزاب، فهذا الفهم ليس تأويلاً يا جماعة هذا هو المعنى المقصود من يوم جرى العربي لسانه بهذه العبارة، سال الميزاب لا يعني سال الميزاب نفسه وإنما ما يجري فيه من الماء كذلك مثلاً لمّا يقول العربي: جرى النهر، النهر في اللغة هو الأخدود، الحفرة الطويلة هذه التي يجري فيها الماء، فلما يقول العربي جرى النهر، ما يعني جرى أرض النهر الأخدود كما مثلاً شفنا هنا في المطار السلم هذا الكهربائي لمّا الإنسان يركبه يمشي فيه، إنما يعني العربي جرى النهر أي ماء النهر، هذا المعنى يسموه إصطلاحًا تأويلاً لكن الحقيقة هو الحقيقة وليس هناك مجاز، لماذا؟ لأنه ما في معنيين يمكن أن يفسر هكذا وهكذا وإنما هو معنى واحد بخلاف الأمثلة التي يضربونها أنه في حقيقة ومجاز ونصير نحن نقول يجب علينا أن نفسرها على الحقيقة لأن ذلك هناك دليل يحملنا على المجاز.كما قلنا (( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ))، (( ينزل الله ))، ما الذي يضطر للتأويل يمكن أن يكون هناك تأويل لكن الأصل ألا تأويل الأصل أن تفهم العبارة كما جاءت أنا أقول بهذه المناسبة في بلادنا هنا في سوريا أقول إذا نحن لم نضع القواعد التي وضعها أهل العلم نفسهم في ضبط الكلام أصبح الكلام فوض لا نهاية لها، قد يقول قائل جاء الأمير وبعدين نتبين لا هو يقصد جاء خادم الأمير، إيش الفرق بين جاء الأمير وجاء خادم الأمير، هل يجوز لعربيًا يقول جاء الأمير وهو يقصد خادم الأمير ولا يضع في كلامه قرينة تفهم السامع إلى أنه يقصد الخادم ما يقصد الأمير، ولذلك أنا أقول للقائلين بوحدة الوجود الصوفية هؤلاء لهم كلمات خطيرة جدًا هي الكفر الصريح فيأتي أتباعهم من الصوفيين يتكلفوا يقولون يا أخي هذا كلام ظاهره صحيح كفر لكن له تأويل، له معنى دقيق عالي أنت أهل الظاهر ما تفهمونه، نقول لهم ما معنى قول القائل منهم كل ما تراه عينك فهو الله، كل ما تراه بعينيك من مخلوقات لا فرق بين الطاهر والنجس بين الطيب والخبيث هو الله، ويقول قائلهم وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسةٍ يقولون هذا كلام له معنى ثاني أنا بقول إني نتحداكم هاتوا أي عبارة مهما كانت عريقة في الضلال أحولها لكم لحظة واحدة إلى توحيد خالص، بأي طريقة؟ طريقة التأويل، أنا أقول مثلاً الخوري خلق السموات والأرض في أكفر من هذه العبارة، جيب المضاف والمحذوف قل رب الخوري تمت العبارة رب الخوري خلق السموات والأرض هل هذا هو القاعدة التي ينبغي أن يقوم عليها تفاهم الناس بعضهم مع بعض لا، القاعدة أن الكلام حقيقة إلا في قرينة القرينة هي التي تدلنا على أن هذا المعنى غير مراد. هنا في الأمثلة التي نحن بصددها وأشعر أنني قد أطلت كثيرًا ليس من باب المجاز والحقيقة لأنه كل هذه الآيات ليس لها إلا معنى واحد، وهذا المعنى الواحد هو الذي يبادر في ذهن كل عربي سامع، أن المعنى إسأل أهل القرية إسأل أهل العير في أعيننا يعني في مراقبتنا وفي ملاحظتنا والحمد لله رب العالمين.
11 - في قوله تعالى:{ ولتصنع على عيني } هل يؤخذ منه إثبات صفة العين لله، وكذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم:" إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن " فيه إثبات الأصابع لله ؟ أستمع حفظ
يقال أنك في أيام صغرك كنت ممن يتوسل بالقبور هل هذا صحيح ؟
الشيخ : أقول إن الله عز وجل بفضله قد صانني عن هذا لكن يبدوا أن الرجل قد سمع شيئًا فأساء سمعه، كان لي والد رحمه الله توفي كان من أهل العلم المذهبي، ونشأت أنا منذ صغري تابعًا له أذهب معه إلى المساجد وإلى أماكن زياراته للقبور فكنت أذهب معه بلا شك وأنا بعد شاب يافع لا أفهم السنة والبدعة والشرك و التوحيد ونحو ذلك، لكن سرعان ما بدأت أتفتح وأعرف حتى وصل الأمر بي أنني بفضل الله عز وجل ورحمته بينت لوالدي أن قصدك للمساجد التي فيها القبور قصدك الصلاة فيها هي من الأمور الشركية التي نهى ربنا عز وجل عنها في كتابه ونبينا صلى الله عليه وسلم في حديثه، وكان من ذلك، ذلك الكتاب الذي أعيد طبعه مرارًا " تحذير الساجد من إتخاذ القبور مساجد " فيمكن السائل سمعني أنني كنت في أول حياتي يعني كنت أروح مع أبي وأتابعه في زياراته وكنت أصلى مع مثلاً في مسجد بني أميه وفيه قبر يزعم أنه قبر يحيى عليه السلام وهذا الزعم باطل لا أصل له، لكن القبر واضح ومبني عليه قبلة و يزار ويستغاث به من دون الله ويروي بعض الناس هناك نكتة أنه جاءت امرأة تستغيث بيحيى عليه السلام وتقولدخلك إبني مريض فسمعها ... فقال جاء إنسان آخر فأخذه معه قال لها عند مريض طبعًا، والقصد كنت أصلي مع والدي في هذا المسجد لكن لما تبين لي الحقيقة لم أعد أصلي في هذا المسجد يمكن منذ خمسين سنة، ما دخلت هذا المسجد إطلاقًا لأنه يقصد من دون الله ومن دون كل المساجد، لماذا؟ لأنه فيه قبر يحيى عليه السلام فهذا يمكن أصل الكلام الذي سأله عنه السائل، أما أني كنت أتوسل في أدعيتي وفي صلواتي وفي غير ذلك فهذا مما ربنا عز وجل صاننا منه والحمد لله رب العالمين.
السائل : في النهاية نشكر فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني والأسئلة التي الإخوة سألها طويلة وإن شاء الله قد تأتي فرصة أخرى إن شاء الله نسأل فيها الشيخ ونرجو الله عز وجل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى ولعل فيما سمعنا يكون عبرة، أونستطيع أن تكون فهم الإخوة بأن هذا المنهج وهذا الطريق الذي يسلك هو منهاج السلف وطريقهم ما هو أمر محدث ولا هو أمر جديد وإنما هذا دين الله عز وجل الذي نزل من السماء، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما سمعنا وجزآكم الله خير.