متفرقات للألباني-058
شرح قول الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام " كتاب الصيام عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين, إلا رجل كان يصوم صوما, فليصمه ) متفق عليه. )
الشيخ : من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِع اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) [الأحزاب:71]، أما بعد.
فإن خير الكلام كلام الله، و خير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار.
وبالنظر إلى أننا قادمون على شهر الصيام شهر رمضان المبارك، إن شاء الله تعالى رأينا أن نغتنم هذه المناسبة، من هذا الاجتماع أن نقرأ عليكم ونبيّن لكم بعض الأحاديث التي وردت في كتاب الصيام من كتاب "بلوغ المرام من أحاديث الأحكام" للحافظ أحمد بن حجر العسقلاني.
قال رحمه الله كتاب "الصيام" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ ولا يومين إلا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصمه ) متفقٌ عليه، في هذا الحديث نهيٌ صريحٌ عن التقدم بين يدي رمضان بصوم يومٍ أو أكثر من يومٍ وهذا من باب المحافظة على المقدار المفروض من الصيام، ذلك هو شهر رمضان فلا يجوز لمسلم أن يزيد على رمضان سواءً في التقدم أو في التأخر يومًا أو يومين، وهذا الحديث في الواقع وإن كان جاء خاصًا في النهي عن التقدم وعن وصل أيام من شهر شعبان بشهر رمضان ففيه تلميح قويٌ إلى أنه لا يجوز الزيادة على العبادة المفروضة، هذا حكمٌ صريح في النهي عن أن يتقدّم الرجل بصوم يوم أو يومين بين يدي رمضان ويدخل في هذا بلا شك صوم يوم الشك كما سيأتي في الحديث الثاني.
فهذا النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين يؤكد وجوب المحافظة على العبادة كما شُرعت بدون زيادة أو نقص، فالذي فرضه الله عز وجل على عباده المؤمنين إنما هو صوم شهر رمضان فقد يكون تارةً ثلاثين يومًا وقد يكون تارةً تسعًا وعشرين يومًا، فلا يجوز أن يتقدم بصوم يوم أو يومين خشية أن يصبح رمضان أكثر من ثلاثين يومًا مع الزمن مع مضي الزمن ومضي العهد بالمسلمين عن العلم بالكتاب والسنّة.
فأقول في الوقت الذي هذا الحديث ينهى نهيًا صريحًا عن التقدم بين يدي رمضان بصوم يوم أو يومين كذلك كل عبادة لا يجوز أن يتقدمها كما أنه لا يجوز أن يصل بها ما ليس منها من العبادات والطاعات الأخرى، فلابد من الفصل الذي يُحقق استقلال هذا الصوم المفروض ألا وهو صوم رمضان لابد من الفصل بإفطار قبله وبعده ليتحقق أن هذا الفرض هو فرض رمضان فقط لا يتقدمه شيء ولا يوصَل به شيء، ومن هذا القبيل تمامًا ما جاء في صحيح مسلم من نهي الرسول عليه الصلاة والسلام أن يصِل فرض الجمعة بالسنّة التي بعدها، فأمر بالفصل بين الفرض والتطوّع إما بالكلام وإما بالخروج والانصراف، نهى الرسول عليه السلام عن وصل الفرض بالسنّة التي بعده.
هذا أيضًا من باب سد الذريعة أن يوصل بالفرض ما ليس منه فيوم الجمعة بصورة خاصة وكل الفرائض بصورة عامة ينبغي بعد السلام الفصل إما بخروج وتغيير المكان وإما أن تتكلّم مع صاحبك بكلامٍ عادي تحقيقًا للفصل علمًا أن الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام بالنسبة للصلاة ( تحريمها التكبير وتحليلها التسليم ) ، يعني يحل لك ما كان حرامًا من قبل في الصلاة بمجرد قولك السلام عليكم ورحمة الله بالتسليمة الأولى، ولكن من باب التأكيد لهذا الفصل بأكثر من السلام ومن باب سد الذريعة أن يوصَل بهذه الفريضة وهي فريضة الصلاة شيءٌ ليس منها، أكد الرسول عليه السلام على المصلي أن يتكلم أو أن ينصرف، يمين يسار أمام وخلف كل هذا يؤكد هذا الأمر الذي أمر به الرسول عليه السلام ألا يتقدم بين يدي رمضان بصوم يومٍ أو يومين، يوقع شهر رمضان بدون زيادة عليه كما أنه لا يجوز النقص منه والزائد كما يقول العامة أخو الناقص.
يقول ( لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ ولا يومين ) ، هل هذا النهي على إطلاقه؟ يقول الرسول عليه السلام جوابًا على هذا السؤال ( إلا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصمه ) ، هذا الاستثناء يوضّح أن النهي السابق إنما هو خاص بمن يتعمّد التقدم بين يدي رمضان بصوم يوم أو يومين، أما إنسان أخر له نظام من الصيام مثلاً أن يكون من عادته إتباع السنّة المعروفة أن يصوم من كل أسبوع يوم الاثنين ويوم الخميس، فاتفق أن جاء يوم الخميس وكان ذلك قبل رمضان بيوم فهل يدخل في هذه النهي ( لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ أو يومين ) ؟
الجواب لا ( إلا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصمه ) ، فهذا الذي اعتاد هذا الصيام المشروع له أن يتقدم رمضان بمثل هذا الصيام لأنه لم يتقصّد هذا التقدم وكأنه المقصود مباشرة بهذا النهي هو صيام يوم الشك الذي سيأتي الحديث خاص فيه، لأن الذي يصوم يوم الشك يصوم اليوم الذي هو بين يدي رمضان ولم يثبت بعد أن هذا اليوم أي يوم الشك هو من رمضان فيصومه احتياطًا وفتح باب الاحتياط في الدين هو فتح لباب كبير من الزيادة في الدين، وهذا في الواقع له أمثلة كثيرة في بعض الأحكام الفقهية.
لعل الحاضرين يعلمون أن بعض المذاهب توجب على من صلى يوم الجمعة أن يصلّيها بعد الفراغ منها ظهرًا، بعض المذاهب توجب هذا لكن مذاهب أخرى لا توجبه من باب ما يوجبه المذهب الأول وهو أنه الصلاة لم تصح تلك فتصلّى هذه، لكن هذا المذهب الأخر يقول إنه هناك شروط فيها خلاف إذا توفرت صحت الصلاة، صلاة الجمعة وإن لم تتوفّر لم تصح الصلاة فمن باب الاحتياط يحسُن أن يُصلّى بعد الجمعة صلاة الظهر، هذا الاحتياط يؤدي بقائله إلى مخالفة ما هو معلوم من الدين بالضرورة ألا وهو أن الله عز وجل إنما فرض في كل يوم وليلة خمس صلوات، وإلى مخالفة نص أخر وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة في يومٍ مرتين ) ، فنحن نعلم أن المفروض يوم الجمعة هو صلاة الجمعة، فإذا كانت صلاة الجمعة لا تصحّ فصلاة الظهر، أما أن يصلّي مرتين مرة بنيّة الجمعة ومرة بنية الظهر فهذا خلاف هذا الحديث مع مخالفة ذلك المعلوم من الدين بالضرورة، الحديث يقول ( لا صلاة في يومٍ مرتين ) ، هذا في الوقت الواحد، وقت الظهر صلى صلاتين صلاة الجمعة ثم صلاة ظهر.
فلذلك لا يجوز أن يتقدم الإنسان على الحكم المنصوص عليه في الشرع من باب الاحتياط، أو من باب ما يقوله العامة " زيادة الخير خير "، لا خير بعدما شرع الله عز وجل على لسان نبيه عليه السلام من الخير.
الخلاصة هذا الحديث في الوقت الذي ينهى المسلم أن يتقدم بين يدي رمضان بصوم يوم أو يومين يوضح أنه لا مانع من صيام ما كان معتادًا له قبل رمضان، إذا كان له عادة أن يصوم مثلاً ثلاثة أيام من كل شهر فجاء رمضان فله أن يصوم هذه الثلاثة أيام، له أن يصوم يومين له أن يصوم يوم واحد مادام أنه لم يتقصّد الصيام من أجل رمضان لأن رمضان محدود أيامه، إنما صام تنفيذًا لتلك العادة المشروعة التي كان عليها.
إذًا هذا الحديث المتفق على صحته بين العلماء يشمل مباشرةً ما اختلف فيه العلماء من صوم يوم الشك، صوم الشك منهم من يقول بشرعيته أيضًا احتياطًا ومنهم من يقول لا يُشرع صيامه الحديث الذي سبق دليلٌ ومؤيد لهذا القول الذي يقول بعدم شرعية صوم يوم الشك ذلك لأنه سيأتي في الأحاديث الصحيحة أن رمضان يثبت بالرؤية، فإن لم يكن هناك رؤية فإتمام الشهر أي شهر شعبان ثلاثين يومًا.
فلماذا يصوم الإنسان يوم الشك؟
فإن خير الكلام كلام الله، و خير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار.
وبالنظر إلى أننا قادمون على شهر الصيام شهر رمضان المبارك، إن شاء الله تعالى رأينا أن نغتنم هذه المناسبة، من هذا الاجتماع أن نقرأ عليكم ونبيّن لكم بعض الأحاديث التي وردت في كتاب الصيام من كتاب "بلوغ المرام من أحاديث الأحكام" للحافظ أحمد بن حجر العسقلاني.
قال رحمه الله كتاب "الصيام" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ ولا يومين إلا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصمه ) متفقٌ عليه، في هذا الحديث نهيٌ صريحٌ عن التقدم بين يدي رمضان بصوم يومٍ أو أكثر من يومٍ وهذا من باب المحافظة على المقدار المفروض من الصيام، ذلك هو شهر رمضان فلا يجوز لمسلم أن يزيد على رمضان سواءً في التقدم أو في التأخر يومًا أو يومين، وهذا الحديث في الواقع وإن كان جاء خاصًا في النهي عن التقدم وعن وصل أيام من شهر شعبان بشهر رمضان ففيه تلميح قويٌ إلى أنه لا يجوز الزيادة على العبادة المفروضة، هذا حكمٌ صريح في النهي عن أن يتقدّم الرجل بصوم يوم أو يومين بين يدي رمضان ويدخل في هذا بلا شك صوم يوم الشك كما سيأتي في الحديث الثاني.
فهذا النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين يؤكد وجوب المحافظة على العبادة كما شُرعت بدون زيادة أو نقص، فالذي فرضه الله عز وجل على عباده المؤمنين إنما هو صوم شهر رمضان فقد يكون تارةً ثلاثين يومًا وقد يكون تارةً تسعًا وعشرين يومًا، فلا يجوز أن يتقدم بصوم يوم أو يومين خشية أن يصبح رمضان أكثر من ثلاثين يومًا مع الزمن مع مضي الزمن ومضي العهد بالمسلمين عن العلم بالكتاب والسنّة.
فأقول في الوقت الذي هذا الحديث ينهى نهيًا صريحًا عن التقدم بين يدي رمضان بصوم يوم أو يومين كذلك كل عبادة لا يجوز أن يتقدمها كما أنه لا يجوز أن يصل بها ما ليس منها من العبادات والطاعات الأخرى، فلابد من الفصل الذي يُحقق استقلال هذا الصوم المفروض ألا وهو صوم رمضان لابد من الفصل بإفطار قبله وبعده ليتحقق أن هذا الفرض هو فرض رمضان فقط لا يتقدمه شيء ولا يوصَل به شيء، ومن هذا القبيل تمامًا ما جاء في صحيح مسلم من نهي الرسول عليه الصلاة والسلام أن يصِل فرض الجمعة بالسنّة التي بعدها، فأمر بالفصل بين الفرض والتطوّع إما بالكلام وإما بالخروج والانصراف، نهى الرسول عليه السلام عن وصل الفرض بالسنّة التي بعده.
هذا أيضًا من باب سد الذريعة أن يوصل بالفرض ما ليس منه فيوم الجمعة بصورة خاصة وكل الفرائض بصورة عامة ينبغي بعد السلام الفصل إما بخروج وتغيير المكان وإما أن تتكلّم مع صاحبك بكلامٍ عادي تحقيقًا للفصل علمًا أن الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام بالنسبة للصلاة ( تحريمها التكبير وتحليلها التسليم ) ، يعني يحل لك ما كان حرامًا من قبل في الصلاة بمجرد قولك السلام عليكم ورحمة الله بالتسليمة الأولى، ولكن من باب التأكيد لهذا الفصل بأكثر من السلام ومن باب سد الذريعة أن يوصَل بهذه الفريضة وهي فريضة الصلاة شيءٌ ليس منها، أكد الرسول عليه السلام على المصلي أن يتكلم أو أن ينصرف، يمين يسار أمام وخلف كل هذا يؤكد هذا الأمر الذي أمر به الرسول عليه السلام ألا يتقدم بين يدي رمضان بصوم يومٍ أو يومين، يوقع شهر رمضان بدون زيادة عليه كما أنه لا يجوز النقص منه والزائد كما يقول العامة أخو الناقص.
يقول ( لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ ولا يومين ) ، هل هذا النهي على إطلاقه؟ يقول الرسول عليه السلام جوابًا على هذا السؤال ( إلا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصمه ) ، هذا الاستثناء يوضّح أن النهي السابق إنما هو خاص بمن يتعمّد التقدم بين يدي رمضان بصوم يوم أو يومين، أما إنسان أخر له نظام من الصيام مثلاً أن يكون من عادته إتباع السنّة المعروفة أن يصوم من كل أسبوع يوم الاثنين ويوم الخميس، فاتفق أن جاء يوم الخميس وكان ذلك قبل رمضان بيوم فهل يدخل في هذه النهي ( لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ أو يومين ) ؟
الجواب لا ( إلا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصمه ) ، فهذا الذي اعتاد هذا الصيام المشروع له أن يتقدم رمضان بمثل هذا الصيام لأنه لم يتقصّد هذا التقدم وكأنه المقصود مباشرة بهذا النهي هو صيام يوم الشك الذي سيأتي الحديث خاص فيه، لأن الذي يصوم يوم الشك يصوم اليوم الذي هو بين يدي رمضان ولم يثبت بعد أن هذا اليوم أي يوم الشك هو من رمضان فيصومه احتياطًا وفتح باب الاحتياط في الدين هو فتح لباب كبير من الزيادة في الدين، وهذا في الواقع له أمثلة كثيرة في بعض الأحكام الفقهية.
لعل الحاضرين يعلمون أن بعض المذاهب توجب على من صلى يوم الجمعة أن يصلّيها بعد الفراغ منها ظهرًا، بعض المذاهب توجب هذا لكن مذاهب أخرى لا توجبه من باب ما يوجبه المذهب الأول وهو أنه الصلاة لم تصح تلك فتصلّى هذه، لكن هذا المذهب الأخر يقول إنه هناك شروط فيها خلاف إذا توفرت صحت الصلاة، صلاة الجمعة وإن لم تتوفّر لم تصح الصلاة فمن باب الاحتياط يحسُن أن يُصلّى بعد الجمعة صلاة الظهر، هذا الاحتياط يؤدي بقائله إلى مخالفة ما هو معلوم من الدين بالضرورة ألا وهو أن الله عز وجل إنما فرض في كل يوم وليلة خمس صلوات، وإلى مخالفة نص أخر وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة في يومٍ مرتين ) ، فنحن نعلم أن المفروض يوم الجمعة هو صلاة الجمعة، فإذا كانت صلاة الجمعة لا تصحّ فصلاة الظهر، أما أن يصلّي مرتين مرة بنيّة الجمعة ومرة بنية الظهر فهذا خلاف هذا الحديث مع مخالفة ذلك المعلوم من الدين بالضرورة، الحديث يقول ( لا صلاة في يومٍ مرتين ) ، هذا في الوقت الواحد، وقت الظهر صلى صلاتين صلاة الجمعة ثم صلاة ظهر.
فلذلك لا يجوز أن يتقدم الإنسان على الحكم المنصوص عليه في الشرع من باب الاحتياط، أو من باب ما يقوله العامة " زيادة الخير خير "، لا خير بعدما شرع الله عز وجل على لسان نبيه عليه السلام من الخير.
الخلاصة هذا الحديث في الوقت الذي ينهى المسلم أن يتقدم بين يدي رمضان بصوم يوم أو يومين يوضح أنه لا مانع من صيام ما كان معتادًا له قبل رمضان، إذا كان له عادة أن يصوم مثلاً ثلاثة أيام من كل شهر فجاء رمضان فله أن يصوم هذه الثلاثة أيام، له أن يصوم يومين له أن يصوم يوم واحد مادام أنه لم يتقصّد الصيام من أجل رمضان لأن رمضان محدود أيامه، إنما صام تنفيذًا لتلك العادة المشروعة التي كان عليها.
إذًا هذا الحديث المتفق على صحته بين العلماء يشمل مباشرةً ما اختلف فيه العلماء من صوم يوم الشك، صوم الشك منهم من يقول بشرعيته أيضًا احتياطًا ومنهم من يقول لا يُشرع صيامه الحديث الذي سبق دليلٌ ومؤيد لهذا القول الذي يقول بعدم شرعية صوم يوم الشك ذلك لأنه سيأتي في الأحاديث الصحيحة أن رمضان يثبت بالرؤية، فإن لم يكن هناك رؤية فإتمام الشهر أي شهر شعبان ثلاثين يومًا.
فلماذا يصوم الإنسان يوم الشك؟
1 - شرح قول الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام " كتاب الصيام عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين, إلا رجل كان يصوم صوما, فليصمه ) متفق عليه. ) أستمع حفظ
عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: ( من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم ) وذكره البخاري تعليقا, ووصله الخمسة, وصححه ابن خزيمة, وابن حبان .
الشيخ : لذلك عقّب المصنف "ابن حجر" رحمه الله الحديث السابق بحديث ثانٍ وهو قوله وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال ( من صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم ) ، ذكره البخاري تعليقًا ووصله الخمسة وصححه ابن خزيمة وابن حبان، ذكره البخاري تعليقًا لعل الكثيرين منكم يعرف النكتة من هذا القيد من قوله ذكره البخاري تعليقًا وعادةً يقول رواه البخاري، رواه مسلم أو متفق عليه كما سمعتم في الحديث الأول، فهنا نسمعه يقول ذكره البخاري تعليقًا، السبب في هذا أن أحاديث الإمام البخاري في صحيحه تنقسم إلى قسمين والقسم الأول ينقسم إلى قسمين،
القسمان الأولان أحاديث مرفوعة وأحاديث موقوفة، في صحيح البخاري الأحاديث المذكورة فيه قسمان،
أحاديث مرفوعة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام والقسم الأخر أحاديث موقوفة على الصحابة فمن دونهم.
القسم الأول الذي هو خاص بالأحاديث المرفوعة ينقسم إلى قسمين، أحاديث موصولة وأحاديث معلّقة.
الأحاديث الموصولة هي التي يسوقها الإمام البخاري بإسناده المتصل منه إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم وهذا القسم هو الذي يُقصد في كلام العلماء حينما يقولون أن صحيح البخاري هو أصح كتاب بعد القرأن الكريم، أو كما يُعبّر بعض المدققين في التعبير أصح ما صُنِّف في الحديث.
المقصود بهذا الكلام ليس هو على إطلاقه وإنما يقصد به هذا القسم الأول وهي الأحاديث الموصولة التي يسوقها المصنّف البخاري بأسانيده المتصلة منه إلى الرسول صلى الله عليه وأله وسلم.
أما القسم الأخر فهي الأحاديث المعلقة، الأحاديث المعلقة في صحيح البخاري تنقسم أيضًا بخصوصها إلى قسمين، القسم الأول صحيح والأخر ضعيف.
الأحاديث المعلقة التي في صحيح البخاري تنقسم إلى قسمين من حيث الصحة، صحيح وضعيف، ولذلك لا يصح لنا أن نفهم ذلك الكلام الذي نقرأه في بطون الكتب أن كتاب البخاري أصح ما صُنِّف على إطلاقه وإنما يُفهم هذا بالنسبة للقسم الأول وهي الأحاديث التي أسندها البخاري منه إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم، هذا القسم خاصةً هو أصح الأحاديث التي جُمِعت في كتاب، أما القسم الثاني وهي الأحاديث المعلّقة ففيها الصحيح وفيها الضعيف.
ما الفرق كيف نستطيع أن نُفرِّق بين القسم الأول والقسم الثاني من أحاديث البخاري؟ التفريق يكون بالنظر إلى صورة ذكر البخاري للحديث فإن كان ذكره مبتدئًا بقوله حدثني فلان ثم ساق السند منه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا معناه أن هذا الحديث من القسم الأول.
وإذا ذكره بدون إسناد كامل على الأقل كأن يقول مثلاً قال رسول الله، إذًا لم يسق سنده منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا من القسم الثاني أي من قسم الأحاديث المعلّقة في صحيح البخاري، أو يقول مثلاً قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا الأمثلة تتعدّد بنسبة تعدد الوسائط بين البخاري وبين الرسول صلى الله عليه وأله وسلم إلى أن يأتي أحيانًا فيذكر الحديث معلقًا على أحد شيوخه البخاري، يذكر الحديث معلقًا على أحد شيوخه، هنا يختلط الأمر على من لا عناية له بصحيح البخاري فيظن أن هذا الحديث من القسم الأول الموصول لأنه بدأ السند من عند شيخ من شيوخه، ولكن هنا يجب التنبّه للدقيقة الأتية وهي إذا قال البخاري قال فلان، وهو من شيوخه فهنا اختلف العلماء هل هذا يلحق بالقسم الأول أي الحديث الموصول أم يُلحق بالقسم الثاني وهو الحديث المعلّق، لأنه إذا قال حدثني فلان ارتفع الاحتمال وزال الإشكال، أما إذا قال قال فلان، فهنا اختلفوا وبسبب هذا الاختلاف وقع بعض العلماء المتقدمين في وهمٍ فضعّف حديثًا من أحاديث البخاري لأن البخاري لم يقل حينما علّق الحديث على شيخه حدثني فلان، وهذا الشيخ بالذات هو هشام بن عمار، قال في حديث ذم الملاهي ( ليكونن في أمتي أقوامٌ يستحلون الحرة والحرير والخمر والمعازف ) إلى أخر الحديث، البخاري ساق الحديث بإسناده المتصل منه إلى الرسول عليه السلام إلا أنه لمّا بدأ بالسند من عند شيخه ما قال حدثنى فلان وإنما قال قال فلان، وهذا التعبير قال هشام صورته صورة التعليق لأنه كما قلنا أنفًا كيف نعرف الحديث المعلّق من الحديث المسند؟ أن يقول قال رسول الله ما ذكر السند، أو يقول قال أبو هريرة ما ذكر السند إليه، أو يقول قال سعيد بن المسيب، أقول يعني تتعدد الصور إلى أن تأتي هذه الصورة الأخيرة قال هشام بن عمار، وذكر السند حدثنى فلان عن فلان إلى أبي مالك الأشعري وهو صحابي معروف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث.
فلما وقف ابن حزم على هذا الحديث في صحيح البخاري أعله بأنه معلق، أعله بأنه منقطع بين البخاري وبين هشام بن عمار، فإذا قيل له هشام بن عمار هو من شيوخ البخاري فأين الانقطاع؟ يقول صحيح هو من شيوخ البخاري لكن البخاري عادةً حينما يروي عن هذا الشيخ يصرّح بالتحديث فيقول حدثني هشام بن عمار فلأمر ما لم يقل في هذا الحديث خاصةً حدثني هشام بن عمار.
هذا الكلام سليم، لكن العلماء المتأخّرين قالوا ليس من الواجب أن يكون سبب قول البخاري قال هشام خلافًا لعادته حدثنا هشام ليس السبب هو أنه لم يسمع هذا الحديث من هشام وإنما السبب أنه حدّث بالحديث في مجلس المذاكرة ولم يحدّث بالحديث في مجلس التحديث، يعني البخاري كشأن أي مدرّس أو محدّث إما أن يكون في مجلس عادي فتأتي مناسبة سؤال أو إلقاء موعظة فيتحدّث دون أن يتهيّأ لهذا الدرس، بينما مجلس التحديث يراجع أصوله وكتبه التي عنده استعدادًا لإلقاء الدرس فيقولون فمن الجائز أن البخاري لم يقل هنا حدثني هشام بن عمار لأنه لم يكن قد راجع أصوله، وإنما قال قال هشام من باب التحفّظ والاحتياط.
الحديث حول هذا الحديث خاصة وإثبات أنه صحيح يطول ولا نريد طبعًا أن نخرُج طويلاً عما نحن في صدده إنما الغرض أن هذا الحديث بالذات يحشره بعض العلماء في قسم الحديث المعلق لكن مادام أن الرجل الذي علق الحديث عليه هو من شيوخ البخاري فلا يُحشر هذا النوع من الأحاديث المعلقة في القسم الثاني يعني الأحاديث المعلقة التي فيها الصحيح وفيها الضعيف لأن هشاما معروفٌ أنه من شيوخ البخاري وإذا قيل بأن البخاري لم يسمع هذا الحديث كما قال ابن حزم من هشام يلزم منه أمرٌ، وأريد الأن أن أسأل من له اشتغال من إخواننا من باب شحذ الذهن، ما الذي يلزم؟ إذا قيل إذا قيل إن البخاري لمّا علّق هذا الحديث على هشام بن عمار وافتُرِض كما قال ابن حزم أنه لم يسمعه منه وهو يقول قال هشام فيكون الحديث من أي الأقسام؟
السائل : يكون ضعيفا حينئذ.
الشيخ : ما، يكون ضعيفا بحث ثاني، من أي الأقسام؟
سائل آخر : من المعلق.
الشيخ : من المعلق.
السائل : منقطع منقطع يعني فيه انقطاع.
الشيخ : تفضل.
سائل آخر : ... .
الشيخ : أيوه هذا الجواب الصحيح.
السائل : حديث البخاري ... .
الشيخ : هذا الجواب الصحيح لأن التدليس التدليس هو أن يرويَ الراوي عمن لقيه ما لم يسمع منه، والبخاري لقيَ هشامًا وحدّث عنه مباشرةً أحاديث كثيرة كما ذكرنا، فإذا افترضنا أن البخاري هذا الحديث بالذات لم يسمعه من هشام ولذلك كما يقول ابن حزم قال قال هشام، معنى ذلك أن البخاري مدلِّس، ولم يُعرف الإمام البخاري بالتدليس فلا يجوز أن يُنسبَ إليه التدليس، ولذلك قلنا أنفًا إن العلماء ذكروا السبب الأخر وهو أنه لم يكن قد راجع الحديث ليتثبّت من أنه سمعه منه أما أن يتعمّد الرواية عن شيخ له لحديث لم يسمعه منه هذا معناه أنه مدلس وهو ليس معروفًا بالتدليس.
هذا كلام حول الأحاديث المعلقة في صحيح البخاري، الأحاديث المعلقة قسمان، صحيح وضعيف وهذا لا يمكن معرفته إلا في الغالب الأغلب إلا بالنظر لأسانيد هذه الأحاديث المعلقة خارج الصحيح.
السائل : ... .
الشيخ : لذلك رووا عنه في الصحيح بالتحديث روى أحاديث كثيرة من طريق هشام فهو عنده ثقة، إذا عرفنا هذا الكلام حول الأحاديث المعلّقة وأن فيها الصحيح والضعيف تبيّن لنا الغرض من قول المصنّف هنا في حديث ( من صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم ) ، قال ذكره البخاري تعليقًا، لماذا ذكر هذا؟ لأنه لو قال رواه البخاري لكان مدلِّسًا، لو قال المصنف رواه البخاري لكان مدلّسًا، من أين يأتي التدليس؟ من إيهام القارئ أنه هذا حديث من أصح الأحاديث، لأن أحاديث البخاري كما قلنا هي أصح الأحاديث، لكن العلماء يذكرون أنه في قسم ثاني ليس من أصح الأحاديث وهي الأحاديث المعلّقة، فلِيكون القارئ على بصيرة وعلى علم بالنوع الذي هذا الحديث عند البخاري قال ذكره البخاري تعليقًا.
ومعنى هذا أن القارئ لهذا التخريج الدقيق يجب أن يكون على تنبه أنه هذا الحديث لعل فيه شيئًا لعله من القسم الثاني، من القسم الثاني، القسم الثاني من أحاديث البخاري الأحاديث المعلقة، والأحاديث المعلّقة تنقسم إلى قسمين، أحاديث صحيحة وأحاديث ضعيفة.
لعله هذا من القسم الثاني من الأحاديث الضعيفة فعليك أن تتنبّه وأن تتحقّق من هذا الحديث هل هو من الأحاديث المعلقة الصحيحة أم الضعيفة؟
وكجواب لمثل هذا السؤال، أتبع التخريج في السابق وهو قوله ذكره البخاري تعليقًا بقوله، ووصله الخمسة وصحّحه ابن خزيمة وابن حبان، ومادام أن المصنف نقل هذا ال ... عن هذين الإمامين فهو يُشعر بأن هذا الحديث المعلق في صحيح البخاري من القسم الأول الصحيح يعني، التعليق قسمين صحيح وضعيف فإذًا لمّا قالوا صححه ابن خزيمة وابن حبان أشعر بذلك أن هذا الحديث المعلق في صحيح البخاري من القسم الصحيح الذي هو الأول من قسمي التعليق.
لكن هذا الإتْباع لهذا التخريج ( وصححه ابن خزيمة وابن حبان ) يجب أيضًا أن يؤخذ بشيء من الحذر، ذلك لأن المذكوريْن ابن خزيمة وابن حبان من المعروفين بالتساهل في التصحيح عند علماء الحديث، لأنهما يُصحّحان لبعض المجهولين في رواية الحديث، وابن حبان في هذا المجال أوسع خِطْوًا من شيخه ابن خزيمة، ابن حبان يُصحِّح أحاديث المجهولين أكثر بكثير، من شيخه ابن خزيمة، ويظهر هذا الفرق بصورة بيّنة لمن قرأ كتاب "صحيح ابن خزيمة" الذي طُبِع منه المجلد الأول والثاني وقرأ "صحيح ابن حبان" ولو بواسطة "موارد الظمأن في زوائد صحيح ابن حبان" يجد الفرق واضحًا بين الكتابين والمؤلّفيْن لهما.
ذلك أن ابن خزيمة نجده في كتابه الصحيح في كثير من الأحيان، يورد الحديث ويُتبعه أو يُقدّم بين يديه قوله إن صح، في الصحيح يورد الحديث ويصفه بقوله "إن صح فإن فلانًا لا أعرفه بجرحٍ ولا توثيق”، يورده في الصحيح وليس الشاهد أنه يورده صحيح، الشاهد الأن أنه يُعِل الحديث بالجهالة، بينما لا تجد مثل هذا في "صحيح ابن حبان" لا يُعِل حديثًا مطلقًا بالجهالة، وهذا من بالغ تساهله في تصحيح أحاديث المجهولين بخلاف ابن خزيمة فهو ليس واسع الخطْو، في تصحيح أحاديث المجهولين لكن نجد له مثل هذا التصحيح.
إذ الأمر كذلك فلابد من الاحتياط في الاحتجاج بالأحاديث التي تعزى لصحيح ابن خزيمة وبالأخص لصحيح ابن حبان لتساهلهما في التصحيح كما ذكرنا، ولكن إذا كان الناقل للتصحيح تصحيح ابن خزيمة وابن حبان مثل الحافظ بن حجر فحينئذٍ النفس تطمئن لنقله لأنه من الأئمة الحفّاظ ومن أكبر من عرفنا في المتأخّرين من العلماء العارفين بعلم الجرح والتعديل والإحاطة بطرق الحديث والمعرفة بعلله، فبهذه المجموعة تطمئن النفس لكون هذا الحديث المعلق في صحيح البخاري هو حديث صحيح لأن ابن حجر بعدما عزاه للخمسة أتبعه بقوله بأنه صححه ابن خزيمة وابن حبان وأقرّهما على ذلك، فالإقرار من ابن حجر بذلك تطمئن النفس لكون الحديث صحيحًا.
ولكن لا يلزم من هذا أن التصحيح يكون عند ابن حجر لذاته، قد يكون صحيحًا عنده لغيره، وهذا الذي ثبت عندي أن هذا الحديث إن لم تخني ذاكرتي، في إسناده شيء من الجهالة ولكن له طريقٍ أخرى تقوّى الحديث بها فصار صحيحًا لغيره وليس لذاته، بقيَ بعد هذا أن نفهم هذا الاصطلاح يقول "رواه الخمسة”، الخمسة تارةً يُراد بهم أصحاب السنن الأربعة زائد الإمام أحمد هو الخامس، و هذا اصطلاحه هنا، في هذا الكتاب المقصود بالخمسة أصحاب السنن الأربعة أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة، الخامس أحمد في مسنده، تارةً يراد بالخمسة مسلم وأصحاب السنن الأربعة، وهذا استعمال خاص بالمنتقى لابن تيمية جد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
إذًا معنى هذا التخريج أن هذا الحديث ذكره البخاري في صحيحة بدون إسناد تعليقًا وذكره أصحاب السنن الأربعة والإمام أحمد بإسناده المتصل إلى عمار بن ياسر، وصححه ابن خزيمة وابن حبان.
ثم هذا الحديث من ناحية المتن الأن، موقوف لأنه يقول قال عمار ابن ياسر " من صام اليوم الذي يشك فيه " ، ما قال قال رسول الله، فهذا ظاهره الوقف " من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم " ، فهل هذا الحديث في حكم المرفوع أم في حكم الموقوف؟
الأن ننتظر جواب من أهل الفقه والعلم فمن كان عنده علم أو عنده جواب سواء أصاب أو أخطأ المقصود مداولة العلم، من كان عنده علم أو جواب يرفع أصبعه؟ تفضل.
السائل : موقوف.
الشيخ : ليه؟
السائل : لأنه … يعني.
الشيخ : فليس سؤالي، انتبهوا لم يكن سؤالي هل هو موقوف أو مرفوع؟ هل هو في حكم المرفوع، في حكم المرفوع أم الموقوف؟ هو موقوف واضح.
السائل : نعم.
الشيخ : لأننا قلنا أنه الحديث جاء عن عمار بن ياسر قال، وما جاء عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله، فهذا الحديث موقوف، موقوف لكن السؤال هل هو في حكم المرفوع أم لا؟
فالذي عنده جواب يرفع أصبعه مجددًا، تفضل.
السائل : موقوف لأنه ليس كما يقال يقال بالرأي لأنه ليس من الأمور الغيبية لأن الأمور الغيبية يقال فيها له حكم المرفوع ولا يقال بالرأي فهذا ليس من الأمور الغيبية.
الشيخ : طيب، عندك شيء وإلا هذا هو؟
السائل : … مرفوع، مرفوع لأن ... لا … بالرأي.
سائل آخر : بالعكس هو.
الشيخ : يعني عكس هو مثله.
السائل : نعم … لأنه … بالرأي.
الشيخ : ليش لا يقال بالرأي؟ إيه وضّح وضّح ليش؟ ليش لا يقال بالرأي؟ هلا.
السائل : ... .
الشيخ : أنت ما رفعت اصبعك يا أستاذ ... .
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب بس ما أذن لك بالكلام، الأن الكلام مع الأخ هنا.
السائل : ابنه ابنه.
الشيخ : ليه، نعم؟
السائل : مع ابنه.
الشيخ : ابنه أهلا وسهلا، نريد بيان لماذا هذا الحديث في حكم المرفوع؟
السائل : هو لأنه … يقال بالرأي.
الشيخ : يعني لأنه قال (فقد عصى أبا القاسم) ؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب، مده بمددك يا أستاذ مادام هذا ولده؟
السائل : يعني القضية فيها قضية عصيان لأنه الرسول (( ومن يشاقق الله ورسوله )) ، هذا شيء لا يجرؤ أن يقوله عمار من نفسه وفيه ... .
(يرد الشيخ السلام).
السائل : هذا يعتبر ... .
الشيخ : طيب شو الدليل على أنه هذا في حكم المرفوع غير ما ذكرته؟
السائل : لأنه تعبدي أمر تعبدي هذا والتعبد يتوقف على ذات الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الله عز وجل لا ... .
الشيخ : طيب حول هذا الجواب في أحد عنده بيان حول هذا، قد يكون ناس أخرون عندهم جواب غير ما سبق، فقد يكون ناس أخرون أيضا يوافقون المجيبين هنا لكن نريد تعليل إضافي إذا ما في ما في، نسمع أجوبة الأخرين، شو؟
السائل : الحديث موقوف ..
الشيخ : حول هذا الجواب وإلا لا؟
السائل : رد جوابه يعني؟
الشيخ : لا ما هو رد تأييد.
السائل : ... ؟
الشيخ : نعم.
السائل : قال الأمر التعبدي لا يقال بالرأي وقد ثبت عن الصحابة كثير من الأراء في الأمور التعبدية التي تخالف الرسول عليه الصلاة والسلام فبناء على قوله يجب أن كل أمر كل رأي جاء عن صحابي في أمر تعبّدي أن نرفعه والحق خلاف ذلك.
الشيخ : سمعت يا أستاذ ... ؟
السائل : … فقد عصى.
الشيخ : إيه بس هو الأخ يُشير إلى أنه في أحكام هناك يقال إنها حرام ويقال إنها يجب وهي أمور اجتهادية والصحابة اختلفوا في ذلك، ولذلك هذا الواقع يدفع الاحتجاج الذي لجأت إليه، طيب تفضل.
السائل : أقول لأنه في حكم المرفوع وذلك إشارة من عمار ( فقد عصى أبا القاسم ) ، وكأنه يُشعر أنه فهم هذا الحكم من الرسول عليه الصلاة والسلام.
الشيخ : طيب، غير هذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : تفضل.
السائل : الحديث موقوفٌ وليس بحكم المرفوع والسبب أنني لو كنت مكانه لفهمت هذا الأمر من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، ( وكل بدعةٍ ضلالة ) ، إلى أخره فإذًا سيدنا عمر فهم أن الزيادة ..
سائل آخر : عمار.
السائل : عفوا عمار فهم عصيان أبا القاسم بهذا الفعل من الأحاديث العامة في الابتداع.
الشيخ : طيب، في عندك شيء؟
السائل : أنا عندي أنا أقول هذا الحديث له حكم المرفوع ... .
الشيخ : ليه؟
السائل : لأنه عمار بهذه الكلمة فقط "فقد عصى أبا القاسم" كأن سمع يعني كلنا نجزم أنه سمع الرسول يقول ذلك ولكن ... .
الشيخ : طيب بدنا دليل؟
السائل : الدليل قوله " عصى أبا القاسم " .
الشيخ : أنت.
سائل آخر : كأنه يشير إلى الحديث الأخر الذي سبق وتحدثت عنه أنه نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التقدم بين يدي رمضان بيومٍ صيام.
الشيخ : في أخرون عندهم غير هذا؟ سواء أصابوا أو أخطأوا المهم التباحث وال … نعم.
السائل : أنا أقول هذا له حكم المرفوع.
الشيخ : له حكم المرفوعه.
السائل : لأن يعني هذا لا يقال ... الغيب بعدين في قضية حلال وحرام، كذلك في حديث يعني أبي هريرة لمّا الرجل يعني خرج من المسجد وأذّن فقال " أما هذا فقد عصى أبا القاسم " .
الشيخ : نعم.
السائل : فهذا حكم المرفوع يعني.
الشيخ : إيه لكن جبت بجواب رد عليه من هنا.
السائل : هذه قضية حلال وحرام يعني … الحلال والحرام لا يقال يعني إلا عن الله.
الشيخ : ... اختلفوا في كثير من الأمور هذا يقول حلال وهذا يقول حرام وهذا يقول يجب وهذا يقول لا يجب، في أمور كثيرة اختلفوا فيها،.
السائل : نعم.
الشيخ : فممكن يكون الاختلاف سببه الاجتهاد، فلا يكون التحكيم تحريم صحابي لأمر معناه أنه في حكم المرفوع ولا تحليله لأمر أنه في حكم المرفوع لأن هذا من موارد الاجتهاد والجواب ما سمعتم من الأستاذ علي وذلك ما أشرنا إليه لمّا تكلمنا على حديث ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين ) ، فقلنا إن هذا الحديث يشمل صوم يوم الشك لأنه هو اليوم الذي بين يدي رمضان فهذا الحديث يدخل فيه صوم يوم الشك، فلما صرّح عمار بن ياسر في الحديث ال ... لأن من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم فجزمه بأنه عصى أبا القاسم إنما عمدته الحديث الأول، لأنه يقول ( لا تقدموا ) ، فمن تقدم فقد عصى، فمن هنا الحديث يقال الحديث له حكم المرفوع لهذا الحديث، ولولا هذا الحديث لكان يقال هذا رأي واجتهاد منه وليس معنى تصريح المجتهد بأنه من فعل كذا فقد عصى الله ورسوله أن ذلك تلقاه عن الله ورسوله مباشرةً، لأننا نعلم جميعًا أن الأئمة كانوا يحرّمون أمورًا من باب القياس، وأن هذا القياس تارةً يكون جليًّا للناس جميعًا وتارةً يكون خفيًا على بعض الناس على الأقل، ثم هو في الأخير تارةً يصيب وتارةً يخطئ، لكن هو غير مَلوم لمّا بيحرّم أو بيمنع شيء من طريق إيش؟ الاجتهاد.
لكن بعض العلماء لهم أدب في ذلك، مثلاً الإمام أحمد، المعروف عنه أنه نادرًا ما يُصرِّح بتحريم شيء إلا أن يكون منصوصًا عليه، كذلك مالك وإنما يعبِّرون عن ذلك بقولهم " أكره " ، " أكره " "يكره" لا يزيدون على ذلك، وهذا في الواقع من جملة ديانتهم ومن جملتهم دقّتهم في التعبير عن الأحكام الشرعية خشية أن يُدانوا لماذا حرّموا وليس هناك نص بالتحريم.
خلاصة القول هذا الحديث له حكم المرفوع بدليل الحديث الذي قبله، ولذلك قلنا إن المصنف أتبع الحديث الأول بالحديث الثاني ليدخل الثاني الذي هو خاص أو أخص في الحديث الأول الذي هو أعم.
الخلاصة يتبيّن لنا من الحديثين المذكورين أن صوم يوم الشك لا يجوز صيامه وهذه مسألة فيها خلاف منذ القديم، وهذا الخلاف يجب أن لا يعتد به مادام أن هذا الحديث الأول ينهى صراحةً أن يتقدّم المسلم رمضان بصوم يوم أو يومين نهيًا عامًا فيدخل فيه صيام يوم السبت وقد صرّح بذلك عمار بن ياسر رضي الله عنه، لذلك لا ينبغي أن يشوَّش ذهننا بهذا الخلاف الطويل المديد الذي نجده هنا في الشرح وفي غير هذا الشرح من الخلاف الكثير بين العلماء في جواز صوم يوم الشك أو عدم جوازه مادام أنه الرسول عليه السلام نهى عنه التقدم بين يدي رمضان ولا يشك ذي عقل ولب أن من صام يوم الشك فقد تقدّم بيومٍ بين يدي رمضان وهذا مما يشمله النهي المذكور أنفًا.
القسمان الأولان أحاديث مرفوعة وأحاديث موقوفة، في صحيح البخاري الأحاديث المذكورة فيه قسمان،
أحاديث مرفوعة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام والقسم الأخر أحاديث موقوفة على الصحابة فمن دونهم.
القسم الأول الذي هو خاص بالأحاديث المرفوعة ينقسم إلى قسمين، أحاديث موصولة وأحاديث معلّقة.
الأحاديث الموصولة هي التي يسوقها الإمام البخاري بإسناده المتصل منه إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم وهذا القسم هو الذي يُقصد في كلام العلماء حينما يقولون أن صحيح البخاري هو أصح كتاب بعد القرأن الكريم، أو كما يُعبّر بعض المدققين في التعبير أصح ما صُنِّف في الحديث.
المقصود بهذا الكلام ليس هو على إطلاقه وإنما يقصد به هذا القسم الأول وهي الأحاديث الموصولة التي يسوقها المصنّف البخاري بأسانيده المتصلة منه إلى الرسول صلى الله عليه وأله وسلم.
أما القسم الأخر فهي الأحاديث المعلقة، الأحاديث المعلقة في صحيح البخاري تنقسم أيضًا بخصوصها إلى قسمين، القسم الأول صحيح والأخر ضعيف.
الأحاديث المعلقة التي في صحيح البخاري تنقسم إلى قسمين من حيث الصحة، صحيح وضعيف، ولذلك لا يصح لنا أن نفهم ذلك الكلام الذي نقرأه في بطون الكتب أن كتاب البخاري أصح ما صُنِّف على إطلاقه وإنما يُفهم هذا بالنسبة للقسم الأول وهي الأحاديث التي أسندها البخاري منه إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم، هذا القسم خاصةً هو أصح الأحاديث التي جُمِعت في كتاب، أما القسم الثاني وهي الأحاديث المعلّقة ففيها الصحيح وفيها الضعيف.
ما الفرق كيف نستطيع أن نُفرِّق بين القسم الأول والقسم الثاني من أحاديث البخاري؟ التفريق يكون بالنظر إلى صورة ذكر البخاري للحديث فإن كان ذكره مبتدئًا بقوله حدثني فلان ثم ساق السند منه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا معناه أن هذا الحديث من القسم الأول.
وإذا ذكره بدون إسناد كامل على الأقل كأن يقول مثلاً قال رسول الله، إذًا لم يسق سنده منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا من القسم الثاني أي من قسم الأحاديث المعلّقة في صحيح البخاري، أو يقول مثلاً قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا الأمثلة تتعدّد بنسبة تعدد الوسائط بين البخاري وبين الرسول صلى الله عليه وأله وسلم إلى أن يأتي أحيانًا فيذكر الحديث معلقًا على أحد شيوخه البخاري، يذكر الحديث معلقًا على أحد شيوخه، هنا يختلط الأمر على من لا عناية له بصحيح البخاري فيظن أن هذا الحديث من القسم الأول الموصول لأنه بدأ السند من عند شيخ من شيوخه، ولكن هنا يجب التنبّه للدقيقة الأتية وهي إذا قال البخاري قال فلان، وهو من شيوخه فهنا اختلف العلماء هل هذا يلحق بالقسم الأول أي الحديث الموصول أم يُلحق بالقسم الثاني وهو الحديث المعلّق، لأنه إذا قال حدثني فلان ارتفع الاحتمال وزال الإشكال، أما إذا قال قال فلان، فهنا اختلفوا وبسبب هذا الاختلاف وقع بعض العلماء المتقدمين في وهمٍ فضعّف حديثًا من أحاديث البخاري لأن البخاري لم يقل حينما علّق الحديث على شيخه حدثني فلان، وهذا الشيخ بالذات هو هشام بن عمار، قال في حديث ذم الملاهي ( ليكونن في أمتي أقوامٌ يستحلون الحرة والحرير والخمر والمعازف ) إلى أخر الحديث، البخاري ساق الحديث بإسناده المتصل منه إلى الرسول عليه السلام إلا أنه لمّا بدأ بالسند من عند شيخه ما قال حدثنى فلان وإنما قال قال فلان، وهذا التعبير قال هشام صورته صورة التعليق لأنه كما قلنا أنفًا كيف نعرف الحديث المعلّق من الحديث المسند؟ أن يقول قال رسول الله ما ذكر السند، أو يقول قال أبو هريرة ما ذكر السند إليه، أو يقول قال سعيد بن المسيب، أقول يعني تتعدد الصور إلى أن تأتي هذه الصورة الأخيرة قال هشام بن عمار، وذكر السند حدثنى فلان عن فلان إلى أبي مالك الأشعري وهو صحابي معروف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث.
فلما وقف ابن حزم على هذا الحديث في صحيح البخاري أعله بأنه معلق، أعله بأنه منقطع بين البخاري وبين هشام بن عمار، فإذا قيل له هشام بن عمار هو من شيوخ البخاري فأين الانقطاع؟ يقول صحيح هو من شيوخ البخاري لكن البخاري عادةً حينما يروي عن هذا الشيخ يصرّح بالتحديث فيقول حدثني هشام بن عمار فلأمر ما لم يقل في هذا الحديث خاصةً حدثني هشام بن عمار.
هذا الكلام سليم، لكن العلماء المتأخّرين قالوا ليس من الواجب أن يكون سبب قول البخاري قال هشام خلافًا لعادته حدثنا هشام ليس السبب هو أنه لم يسمع هذا الحديث من هشام وإنما السبب أنه حدّث بالحديث في مجلس المذاكرة ولم يحدّث بالحديث في مجلس التحديث، يعني البخاري كشأن أي مدرّس أو محدّث إما أن يكون في مجلس عادي فتأتي مناسبة سؤال أو إلقاء موعظة فيتحدّث دون أن يتهيّأ لهذا الدرس، بينما مجلس التحديث يراجع أصوله وكتبه التي عنده استعدادًا لإلقاء الدرس فيقولون فمن الجائز أن البخاري لم يقل هنا حدثني هشام بن عمار لأنه لم يكن قد راجع أصوله، وإنما قال قال هشام من باب التحفّظ والاحتياط.
الحديث حول هذا الحديث خاصة وإثبات أنه صحيح يطول ولا نريد طبعًا أن نخرُج طويلاً عما نحن في صدده إنما الغرض أن هذا الحديث بالذات يحشره بعض العلماء في قسم الحديث المعلق لكن مادام أن الرجل الذي علق الحديث عليه هو من شيوخ البخاري فلا يُحشر هذا النوع من الأحاديث المعلقة في القسم الثاني يعني الأحاديث المعلقة التي فيها الصحيح وفيها الضعيف لأن هشاما معروفٌ أنه من شيوخ البخاري وإذا قيل بأن البخاري لم يسمع هذا الحديث كما قال ابن حزم من هشام يلزم منه أمرٌ، وأريد الأن أن أسأل من له اشتغال من إخواننا من باب شحذ الذهن، ما الذي يلزم؟ إذا قيل إذا قيل إن البخاري لمّا علّق هذا الحديث على هشام بن عمار وافتُرِض كما قال ابن حزم أنه لم يسمعه منه وهو يقول قال هشام فيكون الحديث من أي الأقسام؟
السائل : يكون ضعيفا حينئذ.
الشيخ : ما، يكون ضعيفا بحث ثاني، من أي الأقسام؟
سائل آخر : من المعلق.
الشيخ : من المعلق.
السائل : منقطع منقطع يعني فيه انقطاع.
الشيخ : تفضل.
سائل آخر : ... .
الشيخ : أيوه هذا الجواب الصحيح.
السائل : حديث البخاري ... .
الشيخ : هذا الجواب الصحيح لأن التدليس التدليس هو أن يرويَ الراوي عمن لقيه ما لم يسمع منه، والبخاري لقيَ هشامًا وحدّث عنه مباشرةً أحاديث كثيرة كما ذكرنا، فإذا افترضنا أن البخاري هذا الحديث بالذات لم يسمعه من هشام ولذلك كما يقول ابن حزم قال قال هشام، معنى ذلك أن البخاري مدلِّس، ولم يُعرف الإمام البخاري بالتدليس فلا يجوز أن يُنسبَ إليه التدليس، ولذلك قلنا أنفًا إن العلماء ذكروا السبب الأخر وهو أنه لم يكن قد راجع الحديث ليتثبّت من أنه سمعه منه أما أن يتعمّد الرواية عن شيخ له لحديث لم يسمعه منه هذا معناه أنه مدلس وهو ليس معروفًا بالتدليس.
هذا كلام حول الأحاديث المعلقة في صحيح البخاري، الأحاديث المعلقة قسمان، صحيح وضعيف وهذا لا يمكن معرفته إلا في الغالب الأغلب إلا بالنظر لأسانيد هذه الأحاديث المعلقة خارج الصحيح.
السائل : ... .
الشيخ : لذلك رووا عنه في الصحيح بالتحديث روى أحاديث كثيرة من طريق هشام فهو عنده ثقة، إذا عرفنا هذا الكلام حول الأحاديث المعلّقة وأن فيها الصحيح والضعيف تبيّن لنا الغرض من قول المصنّف هنا في حديث ( من صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم ) ، قال ذكره البخاري تعليقًا، لماذا ذكر هذا؟ لأنه لو قال رواه البخاري لكان مدلِّسًا، لو قال المصنف رواه البخاري لكان مدلّسًا، من أين يأتي التدليس؟ من إيهام القارئ أنه هذا حديث من أصح الأحاديث، لأن أحاديث البخاري كما قلنا هي أصح الأحاديث، لكن العلماء يذكرون أنه في قسم ثاني ليس من أصح الأحاديث وهي الأحاديث المعلّقة، فلِيكون القارئ على بصيرة وعلى علم بالنوع الذي هذا الحديث عند البخاري قال ذكره البخاري تعليقًا.
ومعنى هذا أن القارئ لهذا التخريج الدقيق يجب أن يكون على تنبه أنه هذا الحديث لعل فيه شيئًا لعله من القسم الثاني، من القسم الثاني، القسم الثاني من أحاديث البخاري الأحاديث المعلقة، والأحاديث المعلّقة تنقسم إلى قسمين، أحاديث صحيحة وأحاديث ضعيفة.
لعله هذا من القسم الثاني من الأحاديث الضعيفة فعليك أن تتنبّه وأن تتحقّق من هذا الحديث هل هو من الأحاديث المعلقة الصحيحة أم الضعيفة؟
وكجواب لمثل هذا السؤال، أتبع التخريج في السابق وهو قوله ذكره البخاري تعليقًا بقوله، ووصله الخمسة وصحّحه ابن خزيمة وابن حبان، ومادام أن المصنف نقل هذا ال ... عن هذين الإمامين فهو يُشعر بأن هذا الحديث المعلق في صحيح البخاري من القسم الأول الصحيح يعني، التعليق قسمين صحيح وضعيف فإذًا لمّا قالوا صححه ابن خزيمة وابن حبان أشعر بذلك أن هذا الحديث المعلق في صحيح البخاري من القسم الصحيح الذي هو الأول من قسمي التعليق.
لكن هذا الإتْباع لهذا التخريج ( وصححه ابن خزيمة وابن حبان ) يجب أيضًا أن يؤخذ بشيء من الحذر، ذلك لأن المذكوريْن ابن خزيمة وابن حبان من المعروفين بالتساهل في التصحيح عند علماء الحديث، لأنهما يُصحّحان لبعض المجهولين في رواية الحديث، وابن حبان في هذا المجال أوسع خِطْوًا من شيخه ابن خزيمة، ابن حبان يُصحِّح أحاديث المجهولين أكثر بكثير، من شيخه ابن خزيمة، ويظهر هذا الفرق بصورة بيّنة لمن قرأ كتاب "صحيح ابن خزيمة" الذي طُبِع منه المجلد الأول والثاني وقرأ "صحيح ابن حبان" ولو بواسطة "موارد الظمأن في زوائد صحيح ابن حبان" يجد الفرق واضحًا بين الكتابين والمؤلّفيْن لهما.
ذلك أن ابن خزيمة نجده في كتابه الصحيح في كثير من الأحيان، يورد الحديث ويُتبعه أو يُقدّم بين يديه قوله إن صح، في الصحيح يورد الحديث ويصفه بقوله "إن صح فإن فلانًا لا أعرفه بجرحٍ ولا توثيق”، يورده في الصحيح وليس الشاهد أنه يورده صحيح، الشاهد الأن أنه يُعِل الحديث بالجهالة، بينما لا تجد مثل هذا في "صحيح ابن حبان" لا يُعِل حديثًا مطلقًا بالجهالة، وهذا من بالغ تساهله في تصحيح أحاديث المجهولين بخلاف ابن خزيمة فهو ليس واسع الخطْو، في تصحيح أحاديث المجهولين لكن نجد له مثل هذا التصحيح.
إذ الأمر كذلك فلابد من الاحتياط في الاحتجاج بالأحاديث التي تعزى لصحيح ابن خزيمة وبالأخص لصحيح ابن حبان لتساهلهما في التصحيح كما ذكرنا، ولكن إذا كان الناقل للتصحيح تصحيح ابن خزيمة وابن حبان مثل الحافظ بن حجر فحينئذٍ النفس تطمئن لنقله لأنه من الأئمة الحفّاظ ومن أكبر من عرفنا في المتأخّرين من العلماء العارفين بعلم الجرح والتعديل والإحاطة بطرق الحديث والمعرفة بعلله، فبهذه المجموعة تطمئن النفس لكون هذا الحديث المعلق في صحيح البخاري هو حديث صحيح لأن ابن حجر بعدما عزاه للخمسة أتبعه بقوله بأنه صححه ابن خزيمة وابن حبان وأقرّهما على ذلك، فالإقرار من ابن حجر بذلك تطمئن النفس لكون الحديث صحيحًا.
ولكن لا يلزم من هذا أن التصحيح يكون عند ابن حجر لذاته، قد يكون صحيحًا عنده لغيره، وهذا الذي ثبت عندي أن هذا الحديث إن لم تخني ذاكرتي، في إسناده شيء من الجهالة ولكن له طريقٍ أخرى تقوّى الحديث بها فصار صحيحًا لغيره وليس لذاته، بقيَ بعد هذا أن نفهم هذا الاصطلاح يقول "رواه الخمسة”، الخمسة تارةً يُراد بهم أصحاب السنن الأربعة زائد الإمام أحمد هو الخامس، و هذا اصطلاحه هنا، في هذا الكتاب المقصود بالخمسة أصحاب السنن الأربعة أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة، الخامس أحمد في مسنده، تارةً يراد بالخمسة مسلم وأصحاب السنن الأربعة، وهذا استعمال خاص بالمنتقى لابن تيمية جد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
إذًا معنى هذا التخريج أن هذا الحديث ذكره البخاري في صحيحة بدون إسناد تعليقًا وذكره أصحاب السنن الأربعة والإمام أحمد بإسناده المتصل إلى عمار بن ياسر، وصححه ابن خزيمة وابن حبان.
ثم هذا الحديث من ناحية المتن الأن، موقوف لأنه يقول قال عمار ابن ياسر " من صام اليوم الذي يشك فيه " ، ما قال قال رسول الله، فهذا ظاهره الوقف " من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم " ، فهل هذا الحديث في حكم المرفوع أم في حكم الموقوف؟
الأن ننتظر جواب من أهل الفقه والعلم فمن كان عنده علم أو عنده جواب سواء أصاب أو أخطأ المقصود مداولة العلم، من كان عنده علم أو جواب يرفع أصبعه؟ تفضل.
السائل : موقوف.
الشيخ : ليه؟
السائل : لأنه … يعني.
الشيخ : فليس سؤالي، انتبهوا لم يكن سؤالي هل هو موقوف أو مرفوع؟ هل هو في حكم المرفوع، في حكم المرفوع أم الموقوف؟ هو موقوف واضح.
السائل : نعم.
الشيخ : لأننا قلنا أنه الحديث جاء عن عمار بن ياسر قال، وما جاء عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله، فهذا الحديث موقوف، موقوف لكن السؤال هل هو في حكم المرفوع أم لا؟
فالذي عنده جواب يرفع أصبعه مجددًا، تفضل.
السائل : موقوف لأنه ليس كما يقال يقال بالرأي لأنه ليس من الأمور الغيبية لأن الأمور الغيبية يقال فيها له حكم المرفوع ولا يقال بالرأي فهذا ليس من الأمور الغيبية.
الشيخ : طيب، عندك شيء وإلا هذا هو؟
السائل : … مرفوع، مرفوع لأن ... لا … بالرأي.
سائل آخر : بالعكس هو.
الشيخ : يعني عكس هو مثله.
السائل : نعم … لأنه … بالرأي.
الشيخ : ليش لا يقال بالرأي؟ إيه وضّح وضّح ليش؟ ليش لا يقال بالرأي؟ هلا.
السائل : ... .
الشيخ : أنت ما رفعت اصبعك يا أستاذ ... .
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب بس ما أذن لك بالكلام، الأن الكلام مع الأخ هنا.
السائل : ابنه ابنه.
الشيخ : ليه، نعم؟
السائل : مع ابنه.
الشيخ : ابنه أهلا وسهلا، نريد بيان لماذا هذا الحديث في حكم المرفوع؟
السائل : هو لأنه … يقال بالرأي.
الشيخ : يعني لأنه قال (فقد عصى أبا القاسم) ؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب، مده بمددك يا أستاذ مادام هذا ولده؟
السائل : يعني القضية فيها قضية عصيان لأنه الرسول (( ومن يشاقق الله ورسوله )) ، هذا شيء لا يجرؤ أن يقوله عمار من نفسه وفيه ... .
(يرد الشيخ السلام).
السائل : هذا يعتبر ... .
الشيخ : طيب شو الدليل على أنه هذا في حكم المرفوع غير ما ذكرته؟
السائل : لأنه تعبدي أمر تعبدي هذا والتعبد يتوقف على ذات الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الله عز وجل لا ... .
الشيخ : طيب حول هذا الجواب في أحد عنده بيان حول هذا، قد يكون ناس أخرون عندهم جواب غير ما سبق، فقد يكون ناس أخرون أيضا يوافقون المجيبين هنا لكن نريد تعليل إضافي إذا ما في ما في، نسمع أجوبة الأخرين، شو؟
السائل : الحديث موقوف ..
الشيخ : حول هذا الجواب وإلا لا؟
السائل : رد جوابه يعني؟
الشيخ : لا ما هو رد تأييد.
السائل : ... ؟
الشيخ : نعم.
السائل : قال الأمر التعبدي لا يقال بالرأي وقد ثبت عن الصحابة كثير من الأراء في الأمور التعبدية التي تخالف الرسول عليه الصلاة والسلام فبناء على قوله يجب أن كل أمر كل رأي جاء عن صحابي في أمر تعبّدي أن نرفعه والحق خلاف ذلك.
الشيخ : سمعت يا أستاذ ... ؟
السائل : … فقد عصى.
الشيخ : إيه بس هو الأخ يُشير إلى أنه في أحكام هناك يقال إنها حرام ويقال إنها يجب وهي أمور اجتهادية والصحابة اختلفوا في ذلك، ولذلك هذا الواقع يدفع الاحتجاج الذي لجأت إليه، طيب تفضل.
السائل : أقول لأنه في حكم المرفوع وذلك إشارة من عمار ( فقد عصى أبا القاسم ) ، وكأنه يُشعر أنه فهم هذا الحكم من الرسول عليه الصلاة والسلام.
الشيخ : طيب، غير هذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : تفضل.
السائل : الحديث موقوفٌ وليس بحكم المرفوع والسبب أنني لو كنت مكانه لفهمت هذا الأمر من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، ( وكل بدعةٍ ضلالة ) ، إلى أخره فإذًا سيدنا عمر فهم أن الزيادة ..
سائل آخر : عمار.
السائل : عفوا عمار فهم عصيان أبا القاسم بهذا الفعل من الأحاديث العامة في الابتداع.
الشيخ : طيب، في عندك شيء؟
السائل : أنا عندي أنا أقول هذا الحديث له حكم المرفوع ... .
الشيخ : ليه؟
السائل : لأنه عمار بهذه الكلمة فقط "فقد عصى أبا القاسم" كأن سمع يعني كلنا نجزم أنه سمع الرسول يقول ذلك ولكن ... .
الشيخ : طيب بدنا دليل؟
السائل : الدليل قوله " عصى أبا القاسم " .
الشيخ : أنت.
سائل آخر : كأنه يشير إلى الحديث الأخر الذي سبق وتحدثت عنه أنه نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التقدم بين يدي رمضان بيومٍ صيام.
الشيخ : في أخرون عندهم غير هذا؟ سواء أصابوا أو أخطأوا المهم التباحث وال … نعم.
السائل : أنا أقول هذا له حكم المرفوع.
الشيخ : له حكم المرفوعه.
السائل : لأن يعني هذا لا يقال ... الغيب بعدين في قضية حلال وحرام، كذلك في حديث يعني أبي هريرة لمّا الرجل يعني خرج من المسجد وأذّن فقال " أما هذا فقد عصى أبا القاسم " .
الشيخ : نعم.
السائل : فهذا حكم المرفوع يعني.
الشيخ : إيه لكن جبت بجواب رد عليه من هنا.
السائل : هذه قضية حلال وحرام يعني … الحلال والحرام لا يقال يعني إلا عن الله.
الشيخ : ... اختلفوا في كثير من الأمور هذا يقول حلال وهذا يقول حرام وهذا يقول يجب وهذا يقول لا يجب، في أمور كثيرة اختلفوا فيها،.
السائل : نعم.
الشيخ : فممكن يكون الاختلاف سببه الاجتهاد، فلا يكون التحكيم تحريم صحابي لأمر معناه أنه في حكم المرفوع ولا تحليله لأمر أنه في حكم المرفوع لأن هذا من موارد الاجتهاد والجواب ما سمعتم من الأستاذ علي وذلك ما أشرنا إليه لمّا تكلمنا على حديث ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين ) ، فقلنا إن هذا الحديث يشمل صوم يوم الشك لأنه هو اليوم الذي بين يدي رمضان فهذا الحديث يدخل فيه صوم يوم الشك، فلما صرّح عمار بن ياسر في الحديث ال ... لأن من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم فجزمه بأنه عصى أبا القاسم إنما عمدته الحديث الأول، لأنه يقول ( لا تقدموا ) ، فمن تقدم فقد عصى، فمن هنا الحديث يقال الحديث له حكم المرفوع لهذا الحديث، ولولا هذا الحديث لكان يقال هذا رأي واجتهاد منه وليس معنى تصريح المجتهد بأنه من فعل كذا فقد عصى الله ورسوله أن ذلك تلقاه عن الله ورسوله مباشرةً، لأننا نعلم جميعًا أن الأئمة كانوا يحرّمون أمورًا من باب القياس، وأن هذا القياس تارةً يكون جليًّا للناس جميعًا وتارةً يكون خفيًا على بعض الناس على الأقل، ثم هو في الأخير تارةً يصيب وتارةً يخطئ، لكن هو غير مَلوم لمّا بيحرّم أو بيمنع شيء من طريق إيش؟ الاجتهاد.
لكن بعض العلماء لهم أدب في ذلك، مثلاً الإمام أحمد، المعروف عنه أنه نادرًا ما يُصرِّح بتحريم شيء إلا أن يكون منصوصًا عليه، كذلك مالك وإنما يعبِّرون عن ذلك بقولهم " أكره " ، " أكره " "يكره" لا يزيدون على ذلك، وهذا في الواقع من جملة ديانتهم ومن جملتهم دقّتهم في التعبير عن الأحكام الشرعية خشية أن يُدانوا لماذا حرّموا وليس هناك نص بالتحريم.
خلاصة القول هذا الحديث له حكم المرفوع بدليل الحديث الذي قبله، ولذلك قلنا إن المصنف أتبع الحديث الأول بالحديث الثاني ليدخل الثاني الذي هو خاص أو أخص في الحديث الأول الذي هو أعم.
الخلاصة يتبيّن لنا من الحديثين المذكورين أن صوم يوم الشك لا يجوز صيامه وهذه مسألة فيها خلاف منذ القديم، وهذا الخلاف يجب أن لا يعتد به مادام أن هذا الحديث الأول ينهى صراحةً أن يتقدّم المسلم رمضان بصوم يوم أو يومين نهيًا عامًا فيدخل فيه صيام يوم السبت وقد صرّح بذلك عمار بن ياسر رضي الله عنه، لذلك لا ينبغي أن يشوَّش ذهننا بهذا الخلاف الطويل المديد الذي نجده هنا في الشرح وفي غير هذا الشرح من الخلاف الكثير بين العلماء في جواز صوم يوم الشك أو عدم جوازه مادام أنه الرسول عليه السلام نهى عنه التقدم بين يدي رمضان ولا يشك ذي عقل ولب أن من صام يوم الشك فقد تقدّم بيومٍ بين يدي رمضان وهذا مما يشمله النهي المذكور أنفًا.
2 - عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: ( من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم ) وذكره البخاري تعليقا, ووصله الخمسة, وصححه ابن خزيمة, وابن حبان . أستمع حفظ
كلمة للشيخ محمد عيد عباسي عن أهمية الأخذ بالسنة الصحيحة و الرجوع إلى الحق وابتغاء الرحلة في طلب العلم .
السائل : (( اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ )) [الأنفال:24]، والحياة هي الحياة العظيمة في الأخرة واللهم نعم أننا نحيا في الدنيا حياة طيبة إذا استجبنا لله وللرسول إذا دعانا لما يحيينا فيا معشر المسلمين الاستجابة لله أن نسلّم ونذعن وننقاد لكل ما جاء عن الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ودوّن فيه بين دفتي القرأن، فهذا الدين الذي ارتضاه الله لكم نظامًا وارتضاه الله لكم صراطًا وارتضاه الله لكم سبيلاً فمن زاغ عنه فلا يلومن إلا نفسه وقال به عليه الصلاة والسلام بعد أن خط خطًا مستقيمًا وجعل على يمينه وعلى شماله خطوطٌ متعرجة وقال ( هذا صراط الله وهذه سبل وعلى رأس كل سبيل منها شيطان يدعو فمن أجابه قذفه في النار ) ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وتلا قوله تعالى (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) [الأنعام:153]، فمعشر المسلمين استجيبوا لله والاستجابة لله أن تكون هذه الرحلة مثلا ليست رحلة للتلذذ ولا رحلةٌ للتمتّع في الحياة الدنيا ولا الركون إليها ولا لكي نقوي أنفسنا وأولادنا ونسائنا وأن نأخذ من الدنيا دورًا في الملذات لا، الاستجابة لله ما في مانع هذا لم يُحرَّم علينا ولكن شريطة أن يقصد به وجه الله وأن يقصد به طلب العلم وأن يقصد به كالمؤتمر الإسلامي يتعارف بعضنا على بعض و تتألف القلوب وأن يعرف أحدنا من أي طرفٍ كان بمثل هذا المجتمع يتعارف على الطرف الأخر ( والمؤمن للمؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ولو كان باكستاني أو عربي أو تركي أو أيّ لأن الله سبحانه وتعالى يريد الأجسام المسلمة أن تكون جسمًا واحدا وأن تداعي بعضها لبعض وركنٍ للأخر وعضوا للأخر لأنه يا معشر المسلمين إذا كنا مجيئنا خاص للسبح على البحر فظهر الفساد في البر والبحر ولا نرى والله إلا ما يقيظنا ويقيظ المسلمين عامة ويقيظ الملائكة في السماء ويقيظ الله تبارك وتعالى من فوق عرشه، ولكن علينا أن نأمر بالمعروف وننهى عن الفحشاء والمنكر في المسير في السيارة على البحر في الرحلات وأن نتعارف ونتألف وأن ... بعض البعض لأن.
... ولو تفاوت هذا النقص ببعضنا أكثر من بعض وقل بالبعض الأخر أقل من البعض، فبارك الله فيكم المفروض فينا معشر المسلمين أن نستجيب لله والاستجابة لله بأن لانعمل إلا بما شرع الله ولا نستحل إلا ما حلّل الله وأن نتقيّد بما شرع الله وهناك اجتهادات وهناك أخطاء والبشرية كلها مبنية على ذلك لكن على المسلم حينما يرى الحق أن يُذعن وينقاد له ويكون مذهبه، وإذا اجتهد فأخطأ، إذا كان لا ... له إلا أن يتحرى الحق فأخطأ فله أجر وهذا معلومٌ لديكم إنما للذكرى عرضناه، فلا أحدنا يحمل على أخيه إذا كان سريعًا في الفتوى فإنه يجب على الإنسان أن لا يكون متوقفًا عن أي حكمًا كان، بل يهتم إلى أن يحل أي حكم كان شريطًة أن لا يجزم به وشريطة أن يتتبعه فإذا وجد نفسه أنه مخطئ يرجع في ال … ، هكذا فعل الأئمة وهكذا فعل السلف الصالح وهكذا حتى اجتهادات النبي عليه الصلاة والسلام إذا رأي غيرها رجع عنها، ولا يمكن قول يثبت إلا قول الله وقول رسوله والقول الذي يوافق قول الله وقول رسوله فإنه ثابت بثبوت القولين الذي ركن إليهما أو استنبط الأحكام منهما، فبارك الله فيكم قول الله وقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إلى هذه الأمة وهو حريصٌ عليها وبها رءوفٌ رحيم وبلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة جزاه الله عنا خيرًا وحشرنا تحت لوائه، فبارك الله فيكم هذا النبي ... نفسه وأثر نفسه على أن يُقدم لنا هذا الخير العظيم ففعل عليه الصلاة والسلام، فلا تتركوا ما تركه النبي بين أيديكم، نعم هناك سنّة للخلفاء لكن هذه السنّة توافق سنّة الله وتوافق فرائض الله، فإن خالفتها فليس بسنّة لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( عليكم بسنتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهددين ) ، وفي رواية: ( بهديي ) زيادة، ( المهددين بهديي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجز ) فالتمسك بالهدي فلا يعتبر هدي على وجه الأرض إلا هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا يسمى أي اتجاه اسمه هدي إلا هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإن الهدى فيه ولا يتعداه والحق فيه ولا يتخطاه.
فبارك الله فيكم، المفروض علينا معشر المسلمين أن ننقاد ونذعن لما جاء عن الله ورسوله في الكتاب وفي السنّة الصحيحة الذي تعبوا عليها أهل الجرح والتعديل وبيّنوا لنا رتب الحديث حوالي اثنا عشر رتبة أو أكثر فيجب علينا أن نأخذ بما صح ونعمل به ونعض عليه بالنواجذ وأن لا نقلد حتى أبا بكرٍ الصديق إلا بأمر كان مستنبطه من الأحكام الشرعية ولم نجد له مخالف من الإجماع.
فبارك الله فيكم المفروض علينا قلنا أن رحلتنا تكون لوجه الله وهي طلب العلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة ) ، وأن لا توانوا وأن لا تتهاونون عن طلب العلم فإن طلب العلم فريضة وليس فرض كفاية، فرض عين حتى على المرأة وحتى على الطفل وعلى جميع أفراد الناس فإنه لا ينجو من النار إلا عالمًا كما ورد في سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدنيا ملعونة ملعونٌ ما فيها إلا ذكر الله ) ، يقصد كتاب الله ( ومن ولاه ) ، أي التف حوله وحكم بما فيه وغض بغضاه وأبعد عن نواهيه ( إلا ذكر الله ومن ولاه وعالمًا أو متعلم ) ، فالرجل الذي ليس من أصحاب ذكر الله ولا موالي له وليس عالم ولا مجالس للعلماء يتعلم على أيديهم فهذا كما جاء عن النبي ملعونًا على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم، والملعون هنا هو المطرود من رحمة الله، فإذا طرد أحدنا من رحمة الله لا فائدة في أن تكون له الأرض والدنيا كلها شرقًا مطلع الشمس ومغربها غربًا كلها باسمه كلها بسندات تمليك باسمه فإذا انغمس في النار والله أنه، إن هذا الشقاء وهذا هو الخسران المبين، أجارنا الله وإياكم أن تستهوينا الشهوات والأنفس ونسأل الله أن يجعل محل ذلك حب الله وحب رسوله وحب الشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ويقول عليه الصلاة والسلام ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) ، ويقول تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، والنبي صلى الله عليه وسلم حريصٌ علينا حرصًا تامًا صحيحًا، الله شهد بهذا وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم تحركت بهذا، فالنبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى الهدى وبيّن الله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ )) [الأنفال:24]، فالحياة الناس أموات إلا من حيِّيَ تحت عنوان لا إله إلا الله من حُيِيَ هذه الحياة فهو حيًا يقظًا فطنًا وهو حيًا يتلذذ ويتمتع في حياةٍ ساميةٌ عالية لا مثيل لها لأنه منتظم في نظامٍ أراده الله له وقضى أن يتبعه وأما الناس الذين يتبعون الشهوات والدنيا والدرهم والدينار ويحبون كل ما هب ودب ويسيرون وراء كل زاعق وناعق ويصدقون كل ما قيل ويُحدِّثون بكل ما سمعوا فهؤلاء لا مثيل لهم إلا الحيوانات ولا مثيل لهم إلا البهائم ولا مثيل لهم إلا الأمم الذي لا بالت في الدين ولا خلّصت أنفسها من النار فالسفيه من سفه نفسه فأجارنا الله وإياكم أن تستهوينا النفس وأن تجتالنا الشياطين (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )) [الأنفال:24]، (( استجيبوا لله )) أي لكتاب الله استجيبوا لرسول الله أي أن نستجيب للسنّة الصحيحة التي وردت عن رسول الله بسندٍ صحيح.
(( اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ )) [الأنفال:24]، فالحياة إخواني هي في الدنيا فعلاً أن نحيى حياة طيبة والحياة الطيبة قلنا أن يستقيم الإنسان على الشريعة السمحاء وأن يستقيم على الأوامر يرتاح ضميره من جهة ثم أنه لا يُغضب الله من جهةٍ أخرى ثم أنه لا يتعدّى على المجتمع والأخرين ثم أن كل شيءٍ بين يديه بقدرٍ معلوم وبحدودٍ معقولة، ويكون فعلاً أنه محمودًا في الدنيا ومرغوبا فيه ولو أعداءه يحبونه فنبينا صلى الله عليه وسلم لا أعلم ... إلا رجلٌ زاحمه على المنصب أو رجلٌ كما جاء (( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )) [الفلق:5]، إلا رجل حاسد كأبي جهل وغيره وهو يعلم إذا استشهد يشهد أنه على حق، كما جاء أثر عنه اللعين أنه يقول والله إنه على حق والله إنه نبي ولكن نحن وبنو هاشم كفرسي رهان، أطعموا فأطعمنا وأسقوا فسقينا والأن يقولون منا نبي فمن أين نأتي بنبي؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم تملّك القلوب حبًا ويشهد به العالم أنه طيّب الجناح طيّب الجانب طيّب ما بين يديه عمله خيرًا ما فعل إلا خير، فنحن دعاة ونحن لنا في رسول الله أسوة حسنة ونحن نسير على هذا الأثر ونسير على هذا المنهج فيجب علينا أن نُمثِّل الرسول صلى الله عليه وسلم وممكن أن أحدنا يُطيق ما طاق رسول الله إلا الأمور المعلقة برسول الله الذي يمكن أن ألا يطيقها إلا هو وهي قليلة جدًا، أما الأمور التعبدية فكلنا نستطيع أن نطيق ذلك، ما عدا التهجد من الليل يمكن أن يصعب علينا.
فبارك الله فيكم يجب أن نكون أسوة حسنة لرسول الله وأن نمثل رسول الله وأن نعرض الصورة التي كان عليها رسول الله للناس والمسلم داعية وهو صامت، داعية للجيران وهو لا يُكلِّمهم، داعية في مشيه داعية في نظره داعية في تحرُّكاته عاقلاً أديبًا مؤمنًا، إذا رأى نفسه أنه مخطئ رجع وأعلن ذلك لا يستحيي ولا يخشى في الله لومة لائم كما فعل هكذا سلفنا الصالح، كانوا إذا صح لهم أمرًا خلاف ما هم عليه رجعوا عنه وأعلنوا ذلك لا يستحون ولا يخافون إلا من الله تبارك وتعالى، وإن الرغبة والرهبة عبادة فيجب أن نرغب في هذا الدين ونرهب من جميع ما يوقعنا فيما يغضب الله فـ (( اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ )) [الأنفال:24]، هذا دليلٌ أن الإنسان يُحاسب يوم القيامة على ما أخفى وعلى ما أعلن والله يحاسبنا على الباطن ولو أن الشريعة لا تحاسبنا إلا على الظاهر وهذا حد الشريعة في الناس، ولكن الله سبحانه وتعالى أعظم حكمًا وأجل وأقدر وهو أخبر في عباده (( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ )) بلى (( وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) [الملك:14]، فالله يحاسبنا على السرائر وعلى ما يخطر في البال فاتقوا الله حق تقواه وراقبوه مراقبة كأنك تراه فأخي المسلم يمكن أحدنا تُحدِّثه نفسه أن يزني فما رأيك لو أبا المرأة أو أخاها حاضرًا أيزني؟ لا لم؟ لأن عليه رقابة، أحدنا يمكن تحدثه نفسه أن يسرق فيمكن ألا يسرق لمَ؟ إذا أصحاب المال عيونهم منصبة على المحل لا يمكن أن يسرق، السبب في ذلك أن يحول بينه وبين ذلك الرغبة التي يريدها هو الرقابة، فالرقابة من الله حاصلة في كل حالٍ وحين وفي كل زمانٍ ومكان ويراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين فاتق الله عبد الله، عبد الله خاف الله، الله يراك حين تهم حتى لو هممت بشيء لا يعلمه الناظرين والذين يراقبون على عرضهم ومالهم لا يرون ما خطر في بالك، نعم يرون ما فعلت فلا تتحرك، لكن ما خطر في بالك لا يرونه، أما الله تبارك وتعالى أشد رقابةً منهم يراك في حركاتك وسكناتك ويرى ما خطر في بالك فاتق الله، خاف الله يا عبد الله ويا أيها العبد ما خلقك الله لتتمتع في هذه الدنيا وتأخذ ستين أو سبعين أو ثمانين أو تسعين من العمر مستلذا في هذه الدنيا تصلي وتؤيد هذا الدين وتعلّم أولادك على بعضه، لكن إذا أوذيت في الله أبعدت عما يؤذيك، وتجنبت ما تتعرض له، تتجنب بعض التعبد حتى لا تتعرض لبعض من المهلكات أو الأذى، لا ما عليك يا أخي المسلم يا عبد الله إلا أن تؤدي دورك الذي خُلقت لأجله وأن تؤدّي ما فرض الله عليك وأن تأخذ دورك في هذه الدنيا وأن تتأسّى برسول الله والجنة … هذه من يجيء يدخلها؟ الجنة عرضها السموات والأرض وأقل ملاك فيها يملك بقدر الدنيا عشر مرات لا تعط هذه لأي رجلٍ منكم، لا تعطى إلا لرجلٍ صدق ظاهرًا وباطنا وعمِل لما يرضي الله ظاهرا وباطنا وفعل الخير وأمر به وتؤامر بالمعروف وتناهى عن المنكر ويجب عليه أن يُطبِّق هذا على نفسه وذويه وأهله وبنيه وجيرانه وممن أطاعه وممن قبل منه النصيحة والدعوة فالمفروض عليك لا أن تتحرك بقدر ما ترى نفسك تعبّدت، أن تتحرك بقدر ما تُطيق، يجب على المسلم أن يتحرّك للدعوة بقدر ما يطيق، نعم (( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها )) لكن إذا وسعت نفسك أن تجتهد ليلاً ونهارًا وأن تكتب وأن تتحدث وأن تعمل الخير وأن تنشر في الأرض وأن تفلح وأن تُعمِّر في هذه الدنيا أي العقيدة تعمر القلوب الذي مهدومة وخربة من عدم وجود القرأن فيها وعدم وجود خوف الله وخوف معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالمفروض على كل مسلم منا أن يخشى الله ويراقبه وأن يحسب حساب الوقفة بين يدي الله يوم تقوم الناس لرب العالمين ولابد ما تموتون كما تنامون وتُحشرون كما تستيقظون، وهذا قريبٌ جدًا ولو رأيناه بعيدًا، فأن الله سبحانه وتعالى سيطوي السماوات كطي السجل للكتب، والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة ويقول وأنا الجبار، ولا بد من انتهاء هذه الدنيا، ولا بد من ارتحالنا من هذا البرزخ إلى برزخ الأخرة والوقوف بين يدي الله فيجب أن نخاف الله ونخشاه، ونراقبه ولا نعصاه، فالمفروض علينا معشر المسلمين أن نعمل بقدر ما نطيق ولا بقدر ما نرى أننا أدينا خمس صلوات وأدينا فرض رمضان وحجينا وهذا انتهى … نعلم أولادنا، لا مفروض عليك يسألك الله يوم القيامة على قدر ما تُطيق، فإن صرفت من بعض هذه الطاقة كلها لامرأتك نعم لها حق ولكن هذا الحق لا يزيد على الثلث فإن صرفت أغلب الأوقات إلى الملذات والملهيات والنساء والمكيفيات فأنت مسؤول عن ذلك يوم القيامة، هذا الجسم صنعه الله ليستخدمه وصنعه الله لغرض يريده يقول (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ )) [الذاريات:57]، فالله يريد منك أن تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والنكر وأن تتأسّى بما سبق من قبلك من الرسل وخاصة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يجب علينا أن نطيعه ويجب علينا أن نأخذه مذهبًا لنا ونأخذ طريقه مسلكًا لنا ولا نحيد عنه قيد شبر فمن زاغ عنه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ( وعلى يمين الصراط سبل متعرجة فمن أجاب داعيها سقط في النار ) ، معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، أو قذفوه فيها.
... ولو تفاوت هذا النقص ببعضنا أكثر من بعض وقل بالبعض الأخر أقل من البعض، فبارك الله فيكم المفروض فينا معشر المسلمين أن نستجيب لله والاستجابة لله بأن لانعمل إلا بما شرع الله ولا نستحل إلا ما حلّل الله وأن نتقيّد بما شرع الله وهناك اجتهادات وهناك أخطاء والبشرية كلها مبنية على ذلك لكن على المسلم حينما يرى الحق أن يُذعن وينقاد له ويكون مذهبه، وإذا اجتهد فأخطأ، إذا كان لا ... له إلا أن يتحرى الحق فأخطأ فله أجر وهذا معلومٌ لديكم إنما للذكرى عرضناه، فلا أحدنا يحمل على أخيه إذا كان سريعًا في الفتوى فإنه يجب على الإنسان أن لا يكون متوقفًا عن أي حكمًا كان، بل يهتم إلى أن يحل أي حكم كان شريطًة أن لا يجزم به وشريطة أن يتتبعه فإذا وجد نفسه أنه مخطئ يرجع في ال … ، هكذا فعل الأئمة وهكذا فعل السلف الصالح وهكذا حتى اجتهادات النبي عليه الصلاة والسلام إذا رأي غيرها رجع عنها، ولا يمكن قول يثبت إلا قول الله وقول رسوله والقول الذي يوافق قول الله وقول رسوله فإنه ثابت بثبوت القولين الذي ركن إليهما أو استنبط الأحكام منهما، فبارك الله فيكم قول الله وقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إلى هذه الأمة وهو حريصٌ عليها وبها رءوفٌ رحيم وبلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة جزاه الله عنا خيرًا وحشرنا تحت لوائه، فبارك الله فيكم هذا النبي ... نفسه وأثر نفسه على أن يُقدم لنا هذا الخير العظيم ففعل عليه الصلاة والسلام، فلا تتركوا ما تركه النبي بين أيديكم، نعم هناك سنّة للخلفاء لكن هذه السنّة توافق سنّة الله وتوافق فرائض الله، فإن خالفتها فليس بسنّة لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( عليكم بسنتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهددين ) ، وفي رواية: ( بهديي ) زيادة، ( المهددين بهديي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجز ) فالتمسك بالهدي فلا يعتبر هدي على وجه الأرض إلا هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا يسمى أي اتجاه اسمه هدي إلا هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإن الهدى فيه ولا يتعداه والحق فيه ولا يتخطاه.
فبارك الله فيكم، المفروض علينا معشر المسلمين أن ننقاد ونذعن لما جاء عن الله ورسوله في الكتاب وفي السنّة الصحيحة الذي تعبوا عليها أهل الجرح والتعديل وبيّنوا لنا رتب الحديث حوالي اثنا عشر رتبة أو أكثر فيجب علينا أن نأخذ بما صح ونعمل به ونعض عليه بالنواجذ وأن لا نقلد حتى أبا بكرٍ الصديق إلا بأمر كان مستنبطه من الأحكام الشرعية ولم نجد له مخالف من الإجماع.
فبارك الله فيكم المفروض علينا قلنا أن رحلتنا تكون لوجه الله وهي طلب العلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة ) ، وأن لا توانوا وأن لا تتهاونون عن طلب العلم فإن طلب العلم فريضة وليس فرض كفاية، فرض عين حتى على المرأة وحتى على الطفل وعلى جميع أفراد الناس فإنه لا ينجو من النار إلا عالمًا كما ورد في سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدنيا ملعونة ملعونٌ ما فيها إلا ذكر الله ) ، يقصد كتاب الله ( ومن ولاه ) ، أي التف حوله وحكم بما فيه وغض بغضاه وأبعد عن نواهيه ( إلا ذكر الله ومن ولاه وعالمًا أو متعلم ) ، فالرجل الذي ليس من أصحاب ذكر الله ولا موالي له وليس عالم ولا مجالس للعلماء يتعلم على أيديهم فهذا كما جاء عن النبي ملعونًا على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم، والملعون هنا هو المطرود من رحمة الله، فإذا طرد أحدنا من رحمة الله لا فائدة في أن تكون له الأرض والدنيا كلها شرقًا مطلع الشمس ومغربها غربًا كلها باسمه كلها بسندات تمليك باسمه فإذا انغمس في النار والله أنه، إن هذا الشقاء وهذا هو الخسران المبين، أجارنا الله وإياكم أن تستهوينا الشهوات والأنفس ونسأل الله أن يجعل محل ذلك حب الله وحب رسوله وحب الشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ويقول عليه الصلاة والسلام ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) ، ويقول تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، والنبي صلى الله عليه وسلم حريصٌ علينا حرصًا تامًا صحيحًا، الله شهد بهذا وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم تحركت بهذا، فالنبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى الهدى وبيّن الله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ )) [الأنفال:24]، فالحياة الناس أموات إلا من حيِّيَ تحت عنوان لا إله إلا الله من حُيِيَ هذه الحياة فهو حيًا يقظًا فطنًا وهو حيًا يتلذذ ويتمتع في حياةٍ ساميةٌ عالية لا مثيل لها لأنه منتظم في نظامٍ أراده الله له وقضى أن يتبعه وأما الناس الذين يتبعون الشهوات والدنيا والدرهم والدينار ويحبون كل ما هب ودب ويسيرون وراء كل زاعق وناعق ويصدقون كل ما قيل ويُحدِّثون بكل ما سمعوا فهؤلاء لا مثيل لهم إلا الحيوانات ولا مثيل لهم إلا البهائم ولا مثيل لهم إلا الأمم الذي لا بالت في الدين ولا خلّصت أنفسها من النار فالسفيه من سفه نفسه فأجارنا الله وإياكم أن تستهوينا النفس وأن تجتالنا الشياطين (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )) [الأنفال:24]، (( استجيبوا لله )) أي لكتاب الله استجيبوا لرسول الله أي أن نستجيب للسنّة الصحيحة التي وردت عن رسول الله بسندٍ صحيح.
(( اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ )) [الأنفال:24]، فالحياة إخواني هي في الدنيا فعلاً أن نحيى حياة طيبة والحياة الطيبة قلنا أن يستقيم الإنسان على الشريعة السمحاء وأن يستقيم على الأوامر يرتاح ضميره من جهة ثم أنه لا يُغضب الله من جهةٍ أخرى ثم أنه لا يتعدّى على المجتمع والأخرين ثم أن كل شيءٍ بين يديه بقدرٍ معلوم وبحدودٍ معقولة، ويكون فعلاً أنه محمودًا في الدنيا ومرغوبا فيه ولو أعداءه يحبونه فنبينا صلى الله عليه وسلم لا أعلم ... إلا رجلٌ زاحمه على المنصب أو رجلٌ كما جاء (( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )) [الفلق:5]، إلا رجل حاسد كأبي جهل وغيره وهو يعلم إذا استشهد يشهد أنه على حق، كما جاء أثر عنه اللعين أنه يقول والله إنه على حق والله إنه نبي ولكن نحن وبنو هاشم كفرسي رهان، أطعموا فأطعمنا وأسقوا فسقينا والأن يقولون منا نبي فمن أين نأتي بنبي؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم تملّك القلوب حبًا ويشهد به العالم أنه طيّب الجناح طيّب الجانب طيّب ما بين يديه عمله خيرًا ما فعل إلا خير، فنحن دعاة ونحن لنا في رسول الله أسوة حسنة ونحن نسير على هذا الأثر ونسير على هذا المنهج فيجب علينا أن نُمثِّل الرسول صلى الله عليه وسلم وممكن أن أحدنا يُطيق ما طاق رسول الله إلا الأمور المعلقة برسول الله الذي يمكن أن ألا يطيقها إلا هو وهي قليلة جدًا، أما الأمور التعبدية فكلنا نستطيع أن نطيق ذلك، ما عدا التهجد من الليل يمكن أن يصعب علينا.
فبارك الله فيكم يجب أن نكون أسوة حسنة لرسول الله وأن نمثل رسول الله وأن نعرض الصورة التي كان عليها رسول الله للناس والمسلم داعية وهو صامت، داعية للجيران وهو لا يُكلِّمهم، داعية في مشيه داعية في نظره داعية في تحرُّكاته عاقلاً أديبًا مؤمنًا، إذا رأى نفسه أنه مخطئ رجع وأعلن ذلك لا يستحيي ولا يخشى في الله لومة لائم كما فعل هكذا سلفنا الصالح، كانوا إذا صح لهم أمرًا خلاف ما هم عليه رجعوا عنه وأعلنوا ذلك لا يستحون ولا يخافون إلا من الله تبارك وتعالى، وإن الرغبة والرهبة عبادة فيجب أن نرغب في هذا الدين ونرهب من جميع ما يوقعنا فيما يغضب الله فـ (( اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ )) [الأنفال:24]، هذا دليلٌ أن الإنسان يُحاسب يوم القيامة على ما أخفى وعلى ما أعلن والله يحاسبنا على الباطن ولو أن الشريعة لا تحاسبنا إلا على الظاهر وهذا حد الشريعة في الناس، ولكن الله سبحانه وتعالى أعظم حكمًا وأجل وأقدر وهو أخبر في عباده (( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ )) بلى (( وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) [الملك:14]، فالله يحاسبنا على السرائر وعلى ما يخطر في البال فاتقوا الله حق تقواه وراقبوه مراقبة كأنك تراه فأخي المسلم يمكن أحدنا تُحدِّثه نفسه أن يزني فما رأيك لو أبا المرأة أو أخاها حاضرًا أيزني؟ لا لم؟ لأن عليه رقابة، أحدنا يمكن تحدثه نفسه أن يسرق فيمكن ألا يسرق لمَ؟ إذا أصحاب المال عيونهم منصبة على المحل لا يمكن أن يسرق، السبب في ذلك أن يحول بينه وبين ذلك الرغبة التي يريدها هو الرقابة، فالرقابة من الله حاصلة في كل حالٍ وحين وفي كل زمانٍ ومكان ويراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين فاتق الله عبد الله، عبد الله خاف الله، الله يراك حين تهم حتى لو هممت بشيء لا يعلمه الناظرين والذين يراقبون على عرضهم ومالهم لا يرون ما خطر في بالك، نعم يرون ما فعلت فلا تتحرك، لكن ما خطر في بالك لا يرونه، أما الله تبارك وتعالى أشد رقابةً منهم يراك في حركاتك وسكناتك ويرى ما خطر في بالك فاتق الله، خاف الله يا عبد الله ويا أيها العبد ما خلقك الله لتتمتع في هذه الدنيا وتأخذ ستين أو سبعين أو ثمانين أو تسعين من العمر مستلذا في هذه الدنيا تصلي وتؤيد هذا الدين وتعلّم أولادك على بعضه، لكن إذا أوذيت في الله أبعدت عما يؤذيك، وتجنبت ما تتعرض له، تتجنب بعض التعبد حتى لا تتعرض لبعض من المهلكات أو الأذى، لا ما عليك يا أخي المسلم يا عبد الله إلا أن تؤدي دورك الذي خُلقت لأجله وأن تؤدّي ما فرض الله عليك وأن تأخذ دورك في هذه الدنيا وأن تتأسّى برسول الله والجنة … هذه من يجيء يدخلها؟ الجنة عرضها السموات والأرض وأقل ملاك فيها يملك بقدر الدنيا عشر مرات لا تعط هذه لأي رجلٍ منكم، لا تعطى إلا لرجلٍ صدق ظاهرًا وباطنا وعمِل لما يرضي الله ظاهرا وباطنا وفعل الخير وأمر به وتؤامر بالمعروف وتناهى عن المنكر ويجب عليه أن يُطبِّق هذا على نفسه وذويه وأهله وبنيه وجيرانه وممن أطاعه وممن قبل منه النصيحة والدعوة فالمفروض عليك لا أن تتحرك بقدر ما ترى نفسك تعبّدت، أن تتحرك بقدر ما تُطيق، يجب على المسلم أن يتحرّك للدعوة بقدر ما يطيق، نعم (( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها )) لكن إذا وسعت نفسك أن تجتهد ليلاً ونهارًا وأن تكتب وأن تتحدث وأن تعمل الخير وأن تنشر في الأرض وأن تفلح وأن تُعمِّر في هذه الدنيا أي العقيدة تعمر القلوب الذي مهدومة وخربة من عدم وجود القرأن فيها وعدم وجود خوف الله وخوف معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالمفروض على كل مسلم منا أن يخشى الله ويراقبه وأن يحسب حساب الوقفة بين يدي الله يوم تقوم الناس لرب العالمين ولابد ما تموتون كما تنامون وتُحشرون كما تستيقظون، وهذا قريبٌ جدًا ولو رأيناه بعيدًا، فأن الله سبحانه وتعالى سيطوي السماوات كطي السجل للكتب، والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة ويقول وأنا الجبار، ولا بد من انتهاء هذه الدنيا، ولا بد من ارتحالنا من هذا البرزخ إلى برزخ الأخرة والوقوف بين يدي الله فيجب أن نخاف الله ونخشاه، ونراقبه ولا نعصاه، فالمفروض علينا معشر المسلمين أن نعمل بقدر ما نطيق ولا بقدر ما نرى أننا أدينا خمس صلوات وأدينا فرض رمضان وحجينا وهذا انتهى … نعلم أولادنا، لا مفروض عليك يسألك الله يوم القيامة على قدر ما تُطيق، فإن صرفت من بعض هذه الطاقة كلها لامرأتك نعم لها حق ولكن هذا الحق لا يزيد على الثلث فإن صرفت أغلب الأوقات إلى الملذات والملهيات والنساء والمكيفيات فأنت مسؤول عن ذلك يوم القيامة، هذا الجسم صنعه الله ليستخدمه وصنعه الله لغرض يريده يقول (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ )) [الذاريات:57]، فالله يريد منك أن تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والنكر وأن تتأسّى بما سبق من قبلك من الرسل وخاصة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يجب علينا أن نطيعه ويجب علينا أن نأخذه مذهبًا لنا ونأخذ طريقه مسلكًا لنا ولا نحيد عنه قيد شبر فمن زاغ عنه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ( وعلى يمين الصراط سبل متعرجة فمن أجاب داعيها سقط في النار ) ، معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، أو قذفوه فيها.
3 - كلمة للشيخ محمد عيد عباسي عن أهمية الأخذ بالسنة الصحيحة و الرجوع إلى الحق وابتغاء الرحلة في طلب العلم . أستمع حفظ
الحث على جهاد النفس و الإخلاص مع بيان أهمية المال في حياة المسلم إلا أن العلم أفضل العبادات ذلك أنه تحقيق لسبب وجود الناس في هذه الدنيا.
السائل : فيا مشعر المسلمين أنا أرى أننا كلنا نعاهد الله من هذه اللحظة ومن هذه الساعة أننا نعمل لله ونجاهد لله والجهاد إخواني الجهاد فريضة ومن أعظم الفرائض التي فرضها الله على البشرية، ولم تصلح أمه إلا بالجهاد وما تركت أمة الجهاد إلا أذلها الله لأن الجهاد هو دفاع عن الحق وليس اعتداء على الأخرين فالجهاد نعم أحيانًا يكون جهاد قلم وأحيانًا جهاد كلمة، وأحيانًا يتطلب جهاد ضرب دماء سفك دماء وأحيانًا هذا الجهاد يكون مصابرة فيجب علينا أن نصابر الأعداء ونصابر أعداء الله ونكاتبهم ونرد عليهم ونتكلم معهم ونجادلهم بالتي هي أحسن، ونناقش ونكون دائبين لا نستكين وأن لا يأخذنا الملل ولا يأخذنا السأم ولا يأخذنا الفترات التي تأخذ الناس العجزة علينا أن ننفر لله خفافًا وثقالًا ونجاهد في سبيل الله فيجب علينا (( يَا أَيُّهَا الَّذِين آمَنُوا مَالَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُم انفِرُوا فِي سَبِيل اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِن الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ))[التوبة:38]، فيجب علينا أن نستجيب لله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )) [الأنفال:24]، فاتقوا الله يا عباد الله عبد الله أنت مسؤولٌ عن نفسك وجوارحك ومسؤول ظاهرًا وباطنا، ثم مسؤول عن أولادك فيجب عليك أن تسير على المنهج ولا يتأتّى هذا إلا باتباعك العلم وإلا بشرائك الكتب الإسلامية الصحيحة وأن تتركها إرثًا لأبنائك لا تورّث لهم الطوابق اللهم إن لم يحصل الكتب قبلها، ربما أولادك المال الذي تخلفه لهم يصنعونه سلما يرتقون به لأن ينالوا فقر، ويرتقون به إلى أن يغضبوا الله وربما يصنعونه مهدة يهدمون كل ما بنيت في حياتك فما يدريك لعل أولادك أشقياء مجرمين، كما قال بعض السلف وربما عمر بن عبد العزيز أو غيره قيل له لمَ تترك أولادك ... المال بين أيديهم؟ فقال إن كانوا أتقياء فالله يرزق الأتقياء (( من يتق الله يجعل له مخرج ويرزقه من حيث لا يحتسب )) ، وإن كانوا مجرمين ما أنا مستعد أن أخلي عندهم مال يعينهم لأن المال يعين أصحابه على الجرائم وهو السلم الذي يرتقي به، وهو المطية التي يمتطيها المجرمون المال والمال يطول صاحبه إذا كان مجرما وكان المال مقدم بين يديه بكثرة يطول أكبر جريمة ويفعل أكبر مما يغضب الله لمَ؟ لأن المال وسيلة للطاعة ووسيلة للمعصية، وسيلة عظمى فلا تترك المال الكثير قبل أن تترك الإرث الكثير من إرث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي قسمه علينا وكانوا الصحابة يتكاثرون ويهجمون ويهبون إلى أن يتقاسموا الإرث النبوي وهو الحديث وهو العلم فيجب عليك، قلنا لا يتأتى هذا إلا بالعلم، العلم العلم، العلم العلم، عليكم بالعلم النبي صلى الله عليه وسلم بيّن ( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة ) ، فمفروض على كل مخلوقٍ منا أن يعلم لمَ خلقه الله أن يعلم كيف الوقوف بين يدي الله يوم القيامة؟ ماذا يقدم إلى الله حينما أسأل، فيجب على الإنسان لا يرى أنه كثّر ولا تمنن تستكثر، يجب عليك أن لربك فاصبر واعلم أن أول ما بدأ به القرأن في الأرض وأول أية تشرف الأرض (( اقرأ )) ، ومعنى اقرأ تعلم وتزود فبعد أن قرأ عليه الصلاة والسلام ونزلت عليه هذه فما الذي أنزل بعدها؟ (( قم فأنذر )) ، بعد أن تقرأ قم فأنذر الناس، ما فيك … ( قم فأنذر) ما المسألة بعد أن تقرأ ما يحق لك مضى عهد النوم يا خديجة إذا قالت له نم لك اهجع من الليل قليلا، يقول لها (مضى عهد النوم يا خديجة ) ، العهد ما هو عهد نوم، فأنزِل عليه (( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا )) [المزمل:5]، وأعلم أنا ويعلم كلكم أن ما بعد رسول الله من رسول وكلكم مسؤول عن هذه الرسالة ومحاسبٌ عليها يوم العرض على الله، كلكم مسؤول عن هذه الرسالة ما الذي صنعته، وتعلمون الحديث ( ما تزالا قدما مؤمنٌ من دار الدنيا إلى دار الأخرة حتى يُسأل عن أربع ) ، من هذه الأربع؟ (عن علمه ماذا عمل به ) ، فإذا علمت فُرِضَ عليك أن تُبلِّغ ما علمت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( نضّر الله امرئ سمع مقالتي فوعاها فبلّغها كما سمعها فرب مبلغٍ أوعى ما سامع ) ، فيجب عليك، وقوله عليه الصلاة والسلام ( بلغوا عني ولو أية ) ، فمفروض عليك أن تعلم فريضة فإن علمت ما لك إلا أن تشمّر عن سواعد الجد وتقارع الناس سواء كان قراعًا في اللسان أو قراعًا في القلم أو قراعًا في السيف اللهم لا نبدأ الناس بمثل هذا إنما نعرض هذه الدعوة فمن رأيناه عاقبة أو عقبة في وجهنا أو سدا منيعا بيننا وبين عباد الله الذين نريد أن نوصل لأذانهم هذه الدعوة نحن نزيله بأي وسيلةٍ كانت اللهم إذا كان فعلاً أنه لا يسمح لنا بأن نناظر الناس ونحدّثهم وصلى الله على سيدنا محمد.
4 - الحث على جهاد النفس و الإخلاص مع بيان أهمية المال في حياة المسلم إلا أن العلم أفضل العبادات ذلك أنه تحقيق لسبب وجود الناس في هذه الدنيا. أستمع حفظ
ما حكم التوقف في بعض المسائل الشرعية ؟
العيد عباسي : فنحن ما ينزل الوحي عندنا ولا يأتي جبريل لكن هناك يسأل الإنسان من هو أعلم منه، بيراجع المسألة مثلاً سُئلت عن مسألة ما أعرف الحكم الشرعي ما مرت عليّ من قبل، هيك رأسا باجتهد.
الاجتهاد يكون بعد بذل الجهد، من بذل الجهد مراجعة الكتب سؤال العلماء، النظر البحث في النصوص مراجعة أقوال أهل العلم شراح الأحاديث مفسّرو الأيات.
فالتوقف هذا شيء واجب لمن لا يعرف الحكم، وإلا فسيخبط في دين الله خبط عشواء، الإنسان عالم يعرف الحكم يقوله، ما يعرف الحكم نقول له قل ما يخطر على بالك؟ ما بيصير.
نقول له إذا كان أهل الاجتهاد اجتهد لا بأس لكن الاجتهاد حتى يجتهد ... في هذه المسألة أحيانًا يتطلب الأمر أيامًا وأشهرًا، فهذه المدة كلها شو موقفه فيها؟ متوقف ما عم يصدر حكم حتى ينتهي من تحقيق القضية، واقع أستاذنا حفظه الله أظن بتشوفوا أنتم في أحاديث كثيرة ساكت عنها ... يُسأل فيقول ما أعرف فلو كان الصواب على رأيك كان يجب أن يفتي أنه والله هذا صحيح هذا كذا ما يجزم إنه والله الغالب كذا، إيه هكذا يكون يستحل الإنسان الحرام ويعني يحرّم الحلال.
السائل : وهاي بفضل الله.
العيد عباسي : لا تشكره في كتب كتب الأستاذ الشيخ ناصر حققها كتاب " مشكاة المصابيح " ما هو هيك تعرفوه كتاب " مشكاة المصابيح" في الطبعة الأولى اللي هي منتشرة الأن بين الأيدي كثير من الأحاديث ما هي محققة ساكت عنها رواه أحمد ساكت الشيخ بقي سنوات الطبعة الثانية أو التحقيق الثاني بيّن أكثر الأحاديث التي كان ساكت عنها يعني بيّن حكمها وفي بعض الأحاديث التي كان حاكم عليها بدا له اجتهاد جديد، وما يزال بعض الأحاديث وإن كان قليلة جدًا من غير بيان، المسكوت عنها، فهذا أيضًا من أوضح الأمثلة على أنه الإنسان يجب أن يقول بعلم، فإذا لم يعلم يسكت، ويمكن يكون قولك صحيح إذا لم يكن في الدنيا كلها إلا هذا الإنسان والناس اللي بدهم يعملوا؟ بنقل لهم اجتهدوا بما يبدو له في هذه اللحظة، لكن من قال أنه والله الأمة الإسلامية ما في غير إنسان واحد؟ أنت ما عرفت سألوك وجّههم يسألوا غيرك ( وفوق كل ذي علمٍ عليم ) ، فلذلك التوقف هو الواجب وأنه يبدي الحكم هكذا ما هو صواب لأنه سيأتي رأيًا خميرا غير ناضج مثل الخبز اللي بيكون إيه غير ناضج فنجتنبه وما في عليه إثم، تذكر أنت قول الإمام مالك كانوا يأتون إليه من الأفاق فيأتي بعضهم جاؤوا وفد من رواء النهر من خراسان معهم أربعين مسألة سألوه المسألة الأولى ما رأيك فيها يا إمام؟ يقول لهم لا أعرف، المسألة الثانية الثالثة من أربعين مسألة ستة وثلاثين مسألة يقول لهم لا أدري لا أدري لا أدري، حتى عجزوا وهو مالك، أين نحن من مالك؟ أين من أدنى أدنى فقالوا له قالوا ضربنا لك أكباد الإبل ومع ذلك تقول لا أدري، يقول قال لهم من قال لا أدري فقد أفتى، يعني أتكلف لكم أقول في دين الله بغير علم، فهذا مسلك السلف الصالح وذكرت سابقًا مثلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك حينما كان يُسأل يتوقف حتى يأتيه الوحي، وهذا أيضًا من موقف أساتذتنا المعاصرين، فلعله يعني يتضح بهذا الصواب إن شاء الله.
السائل : الصواب ... ؟
العيد عباسي : هو الحقيقة نحن نُقدِّر في أخونا أبو حسن ونعرف له هذا أمثلة كثيرة أنه رجّاع إلى الحق والحمد لله يعني هذا خلق طيب جدًا ويدل على الإخلاص والتواضع، ثبته الله وزاده وإيانا وجميعًا إن شاء الله، وطبعًا هو حثنا على العلم وهو إن شاء الله أول من يطبق ذلك.
السائل : ... فهذا اللي باعرفه.
العيد عباسي : والله أنا ما تذكرت الأن بالضبط نسألوا أبو حسن، أنت قلت أنه الله بيحاسب الإنسان على ما في نفسه؟
السائل : قول الأية في القرأن.
العيد عباسي : (( وإن تُبدو ما في أنفسكم )) ؟
الاجتهاد يكون بعد بذل الجهد، من بذل الجهد مراجعة الكتب سؤال العلماء، النظر البحث في النصوص مراجعة أقوال أهل العلم شراح الأحاديث مفسّرو الأيات.
فالتوقف هذا شيء واجب لمن لا يعرف الحكم، وإلا فسيخبط في دين الله خبط عشواء، الإنسان عالم يعرف الحكم يقوله، ما يعرف الحكم نقول له قل ما يخطر على بالك؟ ما بيصير.
نقول له إذا كان أهل الاجتهاد اجتهد لا بأس لكن الاجتهاد حتى يجتهد ... في هذه المسألة أحيانًا يتطلب الأمر أيامًا وأشهرًا، فهذه المدة كلها شو موقفه فيها؟ متوقف ما عم يصدر حكم حتى ينتهي من تحقيق القضية، واقع أستاذنا حفظه الله أظن بتشوفوا أنتم في أحاديث كثيرة ساكت عنها ... يُسأل فيقول ما أعرف فلو كان الصواب على رأيك كان يجب أن يفتي أنه والله هذا صحيح هذا كذا ما يجزم إنه والله الغالب كذا، إيه هكذا يكون يستحل الإنسان الحرام ويعني يحرّم الحلال.
السائل : وهاي بفضل الله.
العيد عباسي : لا تشكره في كتب كتب الأستاذ الشيخ ناصر حققها كتاب " مشكاة المصابيح " ما هو هيك تعرفوه كتاب " مشكاة المصابيح" في الطبعة الأولى اللي هي منتشرة الأن بين الأيدي كثير من الأحاديث ما هي محققة ساكت عنها رواه أحمد ساكت الشيخ بقي سنوات الطبعة الثانية أو التحقيق الثاني بيّن أكثر الأحاديث التي كان ساكت عنها يعني بيّن حكمها وفي بعض الأحاديث التي كان حاكم عليها بدا له اجتهاد جديد، وما يزال بعض الأحاديث وإن كان قليلة جدًا من غير بيان، المسكوت عنها، فهذا أيضًا من أوضح الأمثلة على أنه الإنسان يجب أن يقول بعلم، فإذا لم يعلم يسكت، ويمكن يكون قولك صحيح إذا لم يكن في الدنيا كلها إلا هذا الإنسان والناس اللي بدهم يعملوا؟ بنقل لهم اجتهدوا بما يبدو له في هذه اللحظة، لكن من قال أنه والله الأمة الإسلامية ما في غير إنسان واحد؟ أنت ما عرفت سألوك وجّههم يسألوا غيرك ( وفوق كل ذي علمٍ عليم ) ، فلذلك التوقف هو الواجب وأنه يبدي الحكم هكذا ما هو صواب لأنه سيأتي رأيًا خميرا غير ناضج مثل الخبز اللي بيكون إيه غير ناضج فنجتنبه وما في عليه إثم، تذكر أنت قول الإمام مالك كانوا يأتون إليه من الأفاق فيأتي بعضهم جاؤوا وفد من رواء النهر من خراسان معهم أربعين مسألة سألوه المسألة الأولى ما رأيك فيها يا إمام؟ يقول لهم لا أعرف، المسألة الثانية الثالثة من أربعين مسألة ستة وثلاثين مسألة يقول لهم لا أدري لا أدري لا أدري، حتى عجزوا وهو مالك، أين نحن من مالك؟ أين من أدنى أدنى فقالوا له قالوا ضربنا لك أكباد الإبل ومع ذلك تقول لا أدري، يقول قال لهم من قال لا أدري فقد أفتى، يعني أتكلف لكم أقول في دين الله بغير علم، فهذا مسلك السلف الصالح وذكرت سابقًا مثلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك حينما كان يُسأل يتوقف حتى يأتيه الوحي، وهذا أيضًا من موقف أساتذتنا المعاصرين، فلعله يعني يتضح بهذا الصواب إن شاء الله.
السائل : الصواب ... ؟
العيد عباسي : هو الحقيقة نحن نُقدِّر في أخونا أبو حسن ونعرف له هذا أمثلة كثيرة أنه رجّاع إلى الحق والحمد لله يعني هذا خلق طيب جدًا ويدل على الإخلاص والتواضع، ثبته الله وزاده وإيانا وجميعًا إن شاء الله، وطبعًا هو حثنا على العلم وهو إن شاء الله أول من يطبق ذلك.
السائل : ... فهذا اللي باعرفه.
العيد عباسي : والله أنا ما تذكرت الأن بالضبط نسألوا أبو حسن، أنت قلت أنه الله بيحاسب الإنسان على ما في نفسه؟
السائل : قول الأية في القرأن.
العيد عباسي : (( وإن تُبدو ما في أنفسكم )) ؟
ما معنى قوله تعالى (( واعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه...)) ؟
السائل : لا هي تشبه هذه لكن الأية.
سائل آخر : (( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )) [الأنفال:24].
السائل : أنا قلت إن الله يعلم ما تُحدّثكم به أنفسكم ويحاسبكم على مثل الظاهر الباطن، هذا القول.
السائل : ... الأية تفهم معناها.
السائل : أفهم أن الله.
سائل آخر : ... .
السائل : أن الله يعلم ما في ضمائر الناس.
العيد عباسي : هذا خطأ فظيع (( أن الله يحول )) شو معناها يحول؟ يحول أنا أقف حائل بيني وبينك حائل بيني وبينك، شو يعني؟ مانع.
السائل : ... .
العيد عباسي : أيه ما معنى أنه يعني يحاسب ويطلع، هذا من وين جبتها؟ يحول ليست معناها يحاسب ويطلع، هذا خطأ فظيع (( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ )) ، يعني يا إنسان بادر إلى الطاعة وإلى امتثال أمر الله قبل أن تموت فيكون هناك حاجز، الله بيمنعك بينك وبين … وبين قلبك.
السائل : لا في معنى أخر في هذا.
العيد عباسي : معنى الوفاة يعني.
السائل : يا أستاذ ... .
العيد عباسي : تفضل.
السائل : ... .
العيد عباسي : فهو؟
(انقطع الصوت).
السائل : أن الله تبارك وتعالى يأمرنا أن نمشي على هذه الدعوة المباركة إن تُكتب لنا الحياة وإن كنا نحن ضعاف لكن ببركة استقامتنا واستجابتنا لأمر الله فإن الله قادر تبارك وتعالى بعزته وقدرته وعظمته أن يجعل من ضعفنا قوة ومن قوة عدوّنا ضعفًا، ألم تعلم أن عمر رضي الله عنه عندما عزم على قتل محمد في اللحظة التي أراد أن يقتل محمد أحال الله بينه وبين قلبه فحوّل قلبه من قلب حاقدٍ مصممٍ على قتله إلى قلبٍ محبٍ مصممٍ على الدفاع من أجل دين الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فإذًا الله تبارك وتعالى قادر على أن يجعل كما قلنا من ضعفنا قوة ومن قوة عدونا ضعفًا وهذا ما ذكره ربنا في سورة الممتحنة عندما قال ربنا تبارك وتعالى (( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِن اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )) [الممتحنة:4].
سائل آخر : (( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )) [الأنفال:24].
السائل : أنا قلت إن الله يعلم ما تُحدّثكم به أنفسكم ويحاسبكم على مثل الظاهر الباطن، هذا القول.
السائل : ... الأية تفهم معناها.
السائل : أفهم أن الله.
سائل آخر : ... .
السائل : أن الله يعلم ما في ضمائر الناس.
العيد عباسي : هذا خطأ فظيع (( أن الله يحول )) شو معناها يحول؟ يحول أنا أقف حائل بيني وبينك حائل بيني وبينك، شو يعني؟ مانع.
السائل : ... .
العيد عباسي : أيه ما معنى أنه يعني يحاسب ويطلع، هذا من وين جبتها؟ يحول ليست معناها يحاسب ويطلع، هذا خطأ فظيع (( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ )) ، يعني يا إنسان بادر إلى الطاعة وإلى امتثال أمر الله قبل أن تموت فيكون هناك حاجز، الله بيمنعك بينك وبين … وبين قلبك.
السائل : لا في معنى أخر في هذا.
العيد عباسي : معنى الوفاة يعني.
السائل : يا أستاذ ... .
العيد عباسي : تفضل.
السائل : ... .
العيد عباسي : فهو؟
(انقطع الصوت).
السائل : أن الله تبارك وتعالى يأمرنا أن نمشي على هذه الدعوة المباركة إن تُكتب لنا الحياة وإن كنا نحن ضعاف لكن ببركة استقامتنا واستجابتنا لأمر الله فإن الله قادر تبارك وتعالى بعزته وقدرته وعظمته أن يجعل من ضعفنا قوة ومن قوة عدوّنا ضعفًا، ألم تعلم أن عمر رضي الله عنه عندما عزم على قتل محمد في اللحظة التي أراد أن يقتل محمد أحال الله بينه وبين قلبه فحوّل قلبه من قلب حاقدٍ مصممٍ على قتله إلى قلبٍ محبٍ مصممٍ على الدفاع من أجل دين الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فإذًا الله تبارك وتعالى قادر على أن يجعل كما قلنا من ضعفنا قوة ومن قوة عدونا ضعفًا وهذا ما ذكره ربنا في سورة الممتحنة عندما قال ربنا تبارك وتعالى (( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِن اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )) [الممتحنة:4].
الكلام على العداوة بين المؤمنين والكفار.
السائل : لاحظوا هذه المفاصلة لاحظوا قوة العدو، كثرة العدو وقلة وضعف سيدنا إبراهيم مع أصحابه من حيث القلة، كانت النتيجة في هذا الموقف الكريم والمفاصلة التامة بين إبراهيم وهؤلاء الكفار أن الله أكد بأن نمشي على هذا الطريق الذي سار عليه إبراهيم فقال فيما بعد (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )) [الممتحنة:6]، ثم قال في نهاية الأية.
...
والأية التي تليها (( عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً )) هنا شاهدنا (( عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ )) كما عادى إبراهيم والذين معه، الله قادر أن يجعل بفضل هذه المفاصلة بيننا وبينهم، قادر رب العالمين بفضل هذه المفاصلة التامة من أجل الله تبارك وتعالى أن يقلب قلوبهم الحاقدة كما قلَب قلْب عمر الذي كان مصرا على قتل محمد أن يُغيّر قلوبهم فيصيروا مؤمنين، ثم ختم الله الأية بمعنى معجز وبليغ يجب أن نزداد ثقةً بالله تبارك وتعالى بقدرته على نصرنا وإن كنا ضعافا كما ذكرنا والله قديرٌ على ذلك بأن ينقلهم من ذوي الكفر إلى ذوي الإيمان والله غفورٌ لذنوبهم وسيّئاتهم رحيمٌ بكم إذ قوّاكم بهم بفضل مفاصلتكم لهم، … إغاضتهم من أجل الله تبارك وتعالى، هذه كلمة موجزة حول تدعم الأية الكريمة (( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )) [الأنفال:24].
نسأل الله تبارك وتعالى أن يملأ قلوبنا حبه وإيمانًا به تبارك وتعالى وثقةً فإن هذا هو الطريق الذي يجب أن نسلكه وهو الطريق الذي ... الله تبارك وتعالى وبه ننتفع ونعتز ونعزّ به في الدنيا وفي الأخرة والحمد لله رب العالمين.
السائل : بمعنى أن لا ... .
العيد عباسي : لا يزال معنا … فيه ما هو هكذا؟ أي يعني أن الله يحاسب على ما في النفوس ما تزال أنت تعتقد بهذا؟
سائل آخر : لا أقول يعلم ما في النفوس.
العيد عباسي : يعلم لكن يحاسب؟
السائل : طبعا يحاسب عليها إذا نويت على الشر فتركته يحاسبك عليه عليك حسنة.
سائل آخر : عدل.
سائل آخر : هذا تعديل.
العيد عباسي : طيب إذا نوى على شر فلم يعني يستطع تنفيذه لعائق دنيوي فهذا يحاسب عليه؟
السائل : ومن هذا … لا توصل له حسنة إذا العائق وإذا العائق هو ال … لا يكتب له حسنة.
العيد عباسي : يعني راح بده يشرب الخمر شاف ما معه مصاري؟
السائل : هذا أقول لا يكتب له أجر بس لا يُحاسب.
العيد عباسي : طيب شو … إذًا، يحاسب على ما في نفسه.
السائل : يعني ما قلت أظن يحاسب والله أعلم قلت يعلم، علم.
العيد عباسي : بس أنا قلت لك أو ... قول تعالى (( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ )) [البقرة:284].
السائل : نعم.
العيد عباسي : وأنه مثل … الأية الأخرى ... نتكلم أو نعمل؟
فهذا يجب أن تحدده بما صح في الأحاديث وبما ورد في تتمّة الأيات، ورد في تتمة الأيات أن الله رفع عن الناس ما همّوا وما حدثوا به أنفسهم ما لم يعملوا به، في الحديث السابق قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله رفع عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به ) .
السائل : ولذلك يمكن الأية منسوخة هذه.
الشيخ : شلون أنت بقى أنت يعني تستشهد بها مادام منسوخة ونزل بعدها قول الله (( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها )) .
السائل : أبو عمار أنا قلت لك يعلم علم ما يعني يحاسب ترى ما.
العيد عباسي : إخواننا إخواننا ..
السائل : … يعني قلت يعلم ترى أنا قلت.
العيد عباسي : يعلم نحن معك، لكن الظاهر فهم البعض أنه بمعنى المحاسبة.
...
...
والأية التي تليها (( عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً )) هنا شاهدنا (( عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ )) كما عادى إبراهيم والذين معه، الله قادر أن يجعل بفضل هذه المفاصلة بيننا وبينهم، قادر رب العالمين بفضل هذه المفاصلة التامة من أجل الله تبارك وتعالى أن يقلب قلوبهم الحاقدة كما قلَب قلْب عمر الذي كان مصرا على قتل محمد أن يُغيّر قلوبهم فيصيروا مؤمنين، ثم ختم الله الأية بمعنى معجز وبليغ يجب أن نزداد ثقةً بالله تبارك وتعالى بقدرته على نصرنا وإن كنا ضعافا كما ذكرنا والله قديرٌ على ذلك بأن ينقلهم من ذوي الكفر إلى ذوي الإيمان والله غفورٌ لذنوبهم وسيّئاتهم رحيمٌ بكم إذ قوّاكم بهم بفضل مفاصلتكم لهم، … إغاضتهم من أجل الله تبارك وتعالى، هذه كلمة موجزة حول تدعم الأية الكريمة (( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )) [الأنفال:24].
نسأل الله تبارك وتعالى أن يملأ قلوبنا حبه وإيمانًا به تبارك وتعالى وثقةً فإن هذا هو الطريق الذي يجب أن نسلكه وهو الطريق الذي ... الله تبارك وتعالى وبه ننتفع ونعتز ونعزّ به في الدنيا وفي الأخرة والحمد لله رب العالمين.
السائل : بمعنى أن لا ... .
العيد عباسي : لا يزال معنا … فيه ما هو هكذا؟ أي يعني أن الله يحاسب على ما في النفوس ما تزال أنت تعتقد بهذا؟
سائل آخر : لا أقول يعلم ما في النفوس.
العيد عباسي : يعلم لكن يحاسب؟
السائل : طبعا يحاسب عليها إذا نويت على الشر فتركته يحاسبك عليه عليك حسنة.
سائل آخر : عدل.
سائل آخر : هذا تعديل.
العيد عباسي : طيب إذا نوى على شر فلم يعني يستطع تنفيذه لعائق دنيوي فهذا يحاسب عليه؟
السائل : ومن هذا … لا توصل له حسنة إذا العائق وإذا العائق هو ال … لا يكتب له حسنة.
العيد عباسي : يعني راح بده يشرب الخمر شاف ما معه مصاري؟
السائل : هذا أقول لا يكتب له أجر بس لا يُحاسب.
العيد عباسي : طيب شو … إذًا، يحاسب على ما في نفسه.
السائل : يعني ما قلت أظن يحاسب والله أعلم قلت يعلم، علم.
العيد عباسي : بس أنا قلت لك أو ... قول تعالى (( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ )) [البقرة:284].
السائل : نعم.
العيد عباسي : وأنه مثل … الأية الأخرى ... نتكلم أو نعمل؟
فهذا يجب أن تحدده بما صح في الأحاديث وبما ورد في تتمّة الأيات، ورد في تتمة الأيات أن الله رفع عن الناس ما همّوا وما حدثوا به أنفسهم ما لم يعملوا به، في الحديث السابق قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله رفع عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به ) .
السائل : ولذلك يمكن الأية منسوخة هذه.
الشيخ : شلون أنت بقى أنت يعني تستشهد بها مادام منسوخة ونزل بعدها قول الله (( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها )) .
السائل : أبو عمار أنا قلت لك يعلم علم ما يعني يحاسب ترى ما.
العيد عباسي : إخواننا إخواننا ..
السائل : … يعني قلت يعلم ترى أنا قلت.
العيد عباسي : يعلم نحن معك، لكن الظاهر فهم البعض أنه بمعنى المحاسبة.
...
الكلام على تفسير أبي بكر منام الرجل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
السائل : الرسول عليه الصلاة والسلام وقصّه عليه فطلب أبو بكر رضي الله عنه أن يُفسِّر هذا المنام، أن يُأوّل هذا المنام فسمح له الرسول صلى الله عليه وسلم وأوّله أبو بكر فقال كيف رأيته يا رسول الله هل أصبت؟ قال ( أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا ) ، إذًا أخطأ أبو بكر رضي الله عنه.
العيد عباسي : هاي واحدة واحدة ثانية.
السائل : ... المنام، المنام يؤخذ به ... حتى.
سائل آخر : ما هو شرعا يعني هو قال.
السائل : يعني عم أتكلم ... الكلام على الرسول.
سائل آخر : ... .
السائل : يعني هل مر في عهد.
العيد عباسي : يعني اجتهد اجتهادًا فظهر خطؤه ببيان الرسول عليه الصلاة والسلام ..
السائل : حسب ما نعلم بأنه الكلام اللي يحبه الرسول … رب العالمين.
...
السائل : جاء إلى ابن عمر وقال له ما تقول في كذا وكذا؟ قال له حلال أو حرام، قال له ولكن أبو بكر عمر قالا بخلاف ذلك، قال أقول لك قال رسول الله تقول قال أبو بكر وعمر.
...
العيد عباسي : ... ابن عباس.
السائل : أيوة بن عباس.
العيد عباسي : فقال لهم قد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلام وتمتعنا معه، فقال له إن أباك عمر ينهى كان ينهى عن التمتع قال ويحك أحدثك عن رسول الله وتقول قال عمر … أبدا.
السائل : أنا أعرف تماما أنه أقول لك قال رسول الله وتقول قال أبا بكر وعمر أما المسألة ما أعرفها، أما كلمة أبا بكر وعمر اثنين.
... (انقطع الصوت).
العيد عباسي : هاي واحدة واحدة ثانية.
السائل : ... المنام، المنام يؤخذ به ... حتى.
سائل آخر : ما هو شرعا يعني هو قال.
السائل : يعني عم أتكلم ... الكلام على الرسول.
سائل آخر : ... .
السائل : يعني هل مر في عهد.
العيد عباسي : يعني اجتهد اجتهادًا فظهر خطؤه ببيان الرسول عليه الصلاة والسلام ..
السائل : حسب ما نعلم بأنه الكلام اللي يحبه الرسول … رب العالمين.
...
السائل : جاء إلى ابن عمر وقال له ما تقول في كذا وكذا؟ قال له حلال أو حرام، قال له ولكن أبو بكر عمر قالا بخلاف ذلك، قال أقول لك قال رسول الله تقول قال أبو بكر وعمر.
...
العيد عباسي : ... ابن عباس.
السائل : أيوة بن عباس.
العيد عباسي : فقال لهم قد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلام وتمتعنا معه، فقال له إن أباك عمر ينهى كان ينهى عن التمتع قال ويحك أحدثك عن رسول الله وتقول قال عمر … أبدا.
السائل : أنا أعرف تماما أنه أقول لك قال رسول الله وتقول قال أبا بكر وعمر أما المسألة ما أعرفها، أما كلمة أبا بكر وعمر اثنين.
... (انقطع الصوت).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :( سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: - إذا رأيتموه فصوموا, وإذا رأيتموه فأفطروا, فإن غم عليكم فاقدروا له) متفق عليه .
الشيخ : أورد الإمام ابن حجر هنا حديثًا ثالثاً ويظهر ارتباط هذه الأحاديث بعضها ببعض ارتباطًا وثيقًا فقد ذكرنا أن الحديث الأول الذي يشمل الحديث الثاني وأنه يدل بالتالي على النهي عن صيام يوم الشك لأنه بين يدي رمضان، الأن يأتي بحديث يُبيِّن فيه متى يشرع المسلمين بصيام رمضان؟ فيقول وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( إذا رأيتموه ) ، يعني الهلال ( فصوموا ) ( وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمّ عليكم فاقدروا له ) ، متفقٌ عليه، هذا من الأحاديث الصحيحة التي أخرجها البخاري من القسم الأول وتابعه على إخراجه أيضًا صاحبه الإمام مسلم فهو من الأحاديث الصحيحة المحتج بها، وهو حديث يدل على أن الدخول في شهر رمضان لا يكون إلا برؤية الهلال إذا كان هناك مجال لرؤية الهلال، هذا هو الحال الأول، لا يجوز الدخول أو لا يجوز إثبات شهر رمضان إلا برؤية هلاله.
ويرد السؤال التقليدي فإن كان هناك سحاب أو غبار أو نحو ذلك يحول بين الناس وبين رؤية الهلال فحينئذٍ يأتي الحكم الثاني في هذا الحديث يقول ( فاقدروا له ) ، ويجب تفسير هذه الجملة بالأحاديث الأخرى التي تُصرِّح ( فأتموا شهر شعبان ثلاثين يومًا ) ، هذا هو التقدير الذي ذُكِرَ في هذا الحديث وهو غير واضح إلا ببيان الأحاديث الأخرى التي تُصرِّح بأنه إن غُمّ علينا هلال شهر رمضان فعلينا أن نُتبع اليوم الثلاثين لشبعان إما في الحادي والثلاثين نعتبره أول شهر رمضان، وهناك رواية أخرى على سبيل البيان لهذه الجملة ( فاقدروا له ) ، قال المصنف وله أي البخاري في حديث أبي هريرة ( فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ) .
السائل : إذا غم في رمضان.
الشيخ : يأتي هذا فيما بعد، إذًا الدخول في شهر رمضان يكون برؤية الهلال فإن غم فبإتمام شهر شعبان ثلاثين يومًا، لكن هذا يستلزم أمرًا هامًا لا أدري إذا كان المسؤولون في الدول الإسلامية المزعومة اليوم في المحاكم الشرعية يراعون هذا الأمر؟
جاء في سنن أبي داود وغيره من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفّظ من شهر شعبان ما لا يتحفّظ من شهر رمضان، يعني إن الرسول عليه السلام كان له عناية خاصة بإثبات هلال شهر شعبان أكثر من هلال رمضان، لأنه إثبات هلال رمضان في بعض الأحيان إذا غُمّ علينا مُتعلّق بإثبات هلال شعبان، لأنه يقول ( فإن غم فأتموا ثلاثين ) ، طيب من أين ندري نحن أنه هذا اليوم الذي نحن فيه هو اليوم الثلاثين من شهر شعبان إن لم نكن قد أثبتنا هلال شعبان؟ لذلك فينبغي على طائفة من المسلمين أن يُعنوْا لإثبات هلال شعبان كما يُعنوْا لإثبات هلال رمضان لأنه إن غُمّ علينا هلال رمضان نتمّ شعبان ثلاثين يومًا وهذا يقتضي أن نكون قد أثبتنا أول شعبان حتى نستطيع أن نقول اليوم ثلاثين هو تمام شهر شعبان وغدًا يكون أول شهر الصيام شهر رمضان.
السائل : في هذا الجمع الطيب.
ويرد السؤال التقليدي فإن كان هناك سحاب أو غبار أو نحو ذلك يحول بين الناس وبين رؤية الهلال فحينئذٍ يأتي الحكم الثاني في هذا الحديث يقول ( فاقدروا له ) ، ويجب تفسير هذه الجملة بالأحاديث الأخرى التي تُصرِّح ( فأتموا شهر شعبان ثلاثين يومًا ) ، هذا هو التقدير الذي ذُكِرَ في هذا الحديث وهو غير واضح إلا ببيان الأحاديث الأخرى التي تُصرِّح بأنه إن غُمّ علينا هلال شهر رمضان فعلينا أن نُتبع اليوم الثلاثين لشبعان إما في الحادي والثلاثين نعتبره أول شهر رمضان، وهناك رواية أخرى على سبيل البيان لهذه الجملة ( فاقدروا له ) ، قال المصنف وله أي البخاري في حديث أبي هريرة ( فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ) .
السائل : إذا غم في رمضان.
الشيخ : يأتي هذا فيما بعد، إذًا الدخول في شهر رمضان يكون برؤية الهلال فإن غم فبإتمام شهر شعبان ثلاثين يومًا، لكن هذا يستلزم أمرًا هامًا لا أدري إذا كان المسؤولون في الدول الإسلامية المزعومة اليوم في المحاكم الشرعية يراعون هذا الأمر؟
جاء في سنن أبي داود وغيره من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفّظ من شهر شعبان ما لا يتحفّظ من شهر رمضان، يعني إن الرسول عليه السلام كان له عناية خاصة بإثبات هلال شهر شعبان أكثر من هلال رمضان، لأنه إثبات هلال رمضان في بعض الأحيان إذا غُمّ علينا مُتعلّق بإثبات هلال شعبان، لأنه يقول ( فإن غم فأتموا ثلاثين ) ، طيب من أين ندري نحن أنه هذا اليوم الذي نحن فيه هو اليوم الثلاثين من شهر شعبان إن لم نكن قد أثبتنا هلال شعبان؟ لذلك فينبغي على طائفة من المسلمين أن يُعنوْا لإثبات هلال شعبان كما يُعنوْا لإثبات هلال رمضان لأنه إن غُمّ علينا هلال رمضان نتمّ شعبان ثلاثين يومًا وهذا يقتضي أن نكون قد أثبتنا أول شعبان حتى نستطيع أن نقول اليوم ثلاثين هو تمام شهر شعبان وغدًا يكون أول شهر الصيام شهر رمضان.
السائل : في هذا الجمع الطيب.
اضيفت في - 2008-06-18