السائل : السلام عليكم
الشيخ : و عليكم السلام و رحمة الله
السائل : كيف حال الشيخ ؟
الشيخ : الحمد لله بخير
السائل : إن شاء الله طيّبين
الشيخ : طيّبك الله
السائل : نسأل على العقيقة ذبحها و إعطاؤها لحما أو إطعامها في وليمة أفضل ؟
الشيخ : الأفضل الأنفع لك، للذي يريد أن يذبح والنفع قسمين، قسم أخروي وقسم دنيوي، فالإنسان يتصرف في حدود وضعه، لو فرضنا إنسان شبعان لحم بطران فهذا بيذبح عن المولود أو المولودة و بيوزعها هذا أخروي، لكن لو فرضنا إنسان آخر صعلوك مثل حكايتي يعني ما هو بطران ولا هو شبعان لحم فبيفرّح نفسه وبيفرّح أولاده بهذه المناسبة الشرعية ، فإذًا الأمر كما قال تعالى (( بل الإنسان على نفسه بصيرة )) وضح لك إن شاء الله .
السائل : بارك الله فيك
الشيخ : أهلين
السائل : السلام عليكم
الشيخ : و عليكم السلام

الشيخ : الآن لمّا ذكرت أنت بن باز فهمت أنا سؤالك، مش سؤال عام، سؤالك مثل ما قال لك أبو عبد الله حول الذهب المحلق، فأنت غمغمتها بنقول نحن، ضيعتها
السائل : بس أنا مقتنع ... .
الشيخ : اصبر الله يهديك، بصورة عامة لما تفكر بصورة عامة شو بصورة عامة ناسخ ومنسوخ ما فيه، فلمّا أنت ذكرت ابن باز عرفت أن البحث في الذهب المحلق مش بصورة عامة، فالآن أنا أقول لك في الأحاديث المتعلقة بالذهب المحلق ما فيه منسوخة ، ما فيه شاذة ، لكن مع الأسف لمّا بيعيش الشخص لو كان عالمًا فاضلًا في جو أولًا علمي رتيب يعني روتين معين ، دراسة معينة ، والحياة العملية التي هو عايشها تتجاوب مع الحياة العلمية فمن الصعب أنه يجري دراسة حرة تخليه يغيّر من أفكاره و بعدين يُغيّر من حياته الاجتماعية ، فابن باز كغيره من أهل العلم عاش في المذهب الحنبلي مع المذاهب الأخرى في هذه المسألة بالذات كلها تقول بإباحة كل الذهب للنساء ، فلمّا طلع على الناس كتاب " آداب الزفاف " فوجئوا بفقه جديد يمكن ما طرق سمعهم في حياتهم كلها، وإن كان طرق سمعهم فما علق، فات من هون طلع من هون لأنه هذا دارسينه كما جاء في الحديث ( هذان حرامٌ على ذكور أمتي حِلٌ لإناثها ) بس، واكتفى بها، قعدوا الآن يفكروا شو المخلص من هذه الأحاديث التي جابها الألباني ؟ هذه الأحاديث موقف بعض العلماء المتعصبين يختلف عن موقف آخر، بعضهم مثل إسماعيل الأنصاري ، بيركب كل صعب وذلول في سبيل الكشف عن علة في تضعيف هذه الأحاديث ولا سبيل إليها من الناحية العلمية، والشيخ ابن باز بيمر سريعًا حول هذه الأحاديث بكلمة شاذة، أحاديث كثيرة كثيرة شاذة في علم الحديث له تعريف خاص، أنا اليوم خرّجت حديث في " السلسلة الصحيحة " برقم ألفين وستمائة وسبعة وثمانين نصه ( صيام ثلاثة أيام من كل شهرٍ صيام الدهر صامه وأفطره ) حديث صحيح . شو معناه ؟ ثلاثة أيام من كل شهر بثلاثين حسنة فكأنه صام شهر، ثلاثين يوم، لكن النكتة هو صام وأفطر فهو جمع في صيام الثلاثة أيام صيام الدهر شرعًا من حيث الأجر لكنه أفطر من حيث الواقع، لأنه أكثر الشهر مفطر، صام منه إيش ؟ ثلاثة أيام
السائل : يعني له أجر الصائم في إفطاره ؟
الشيخ : نعم ، الشاهد ابن حبان روى هذا الحديث بإسناد صحيح، وبعدين ساق نفس الحديث بنفس السند عن شيخ واحد اسمه يحيى بن سعيد القطان بنفس سند الشيخ الأول الذي روى اللفظ الأول، لكن يحيى بن سعيد القطان شو قال؟ هناك قال ( صامه وأفطره ) وهنا قال ( صامه وقامه ) هنا اختلف المعنى هذا لو صح أُعطي أجر الصيام والقيام شو بيقول ابن حبان ؟ بيقول وكيع الذي رواه باللفظ الأول ويحيى بن سعيد القطان الذي رواه باللفظ الآخر كلاهما ثقتان حافظان وبيسكت إحنا بقه شو بنفهم من الكلام ؟ أنه اللفظين ثابتين أنا توجهت إلى التحقيق في هذا الموضوع لأنه لأول نظرة أستبعد كلام ابن حبان أنه يكون اللفظين هذان يكونوا صحيحين في حديث واحد و من طريق واحد، بس تحت اثنين اختلفوا، واحد ( صامه وأفطره ) والثاني ( صامه وقامه ) وانطلقت أبحث فوجدت خمسة من الحفاظ مع وكيع الذي روى اللفظ الأول منهم نفس يحيى بن سعيد القطان الذي رواه ابن حبان عنه باللفظ الآخر، فمعناه: صار عندنا ست ثقات أحدهم يحيى بن سعيد القطان رواه بالرواية الأولى خلاف الرواية الأخرى التي رواها ابن حبان تكلمت أنا طويلًا هنا في "السلسلة " الآن يُقال عن الرواية الثانية ( أفطره وقامه ) شاذة ليه ؟ لأن واحد خالف خمسة من الثقات، بل هذا الواحد نفسه اثنين اختلفوا عليه، واحد رواه باللفظ الثاني و واحد رواه باللفظ الأول، فإذًا نأخذ رواية هذا الذي يوافق رواية الخمسة أولى من نأخذ تلك الرواية ، فأنا حطيت بالنسبة للفظ الأول صحيح وبالنسبة للفظ الثاني شاذ
السائل : ( صامه وقامه ) شاذ ؟
الشيخ : نعم، ( صامه وأفطره ) محفوظ صحيح . هذا مثال للحديث الشاذ، الشيخ ابن باز الله يحفظه بيلقيها كلمة سهلة أن هذا حديث شاذ شو حديث شاذ ! أولًا فيه عندنا عدة أحاديث في تحريم خاتم الذهب أو اللي بنسميه نحن الذهب المحلّق على النساء، أي حديث شاذ منها ؟ ثانيًا أين الشذوذ ؟ الشذوذ في ذهنه بس هو، وليس في العلم الذي هو علم مصطلح الحديث، علم مصطلح الحديث يتتبع الرواة كما ضربنا المثال سابقًا، فلان عن فلان واحد، فلان عن فلان اثنين، ثلاثة، أربعة، خمسة كلهم ( صامه وأفطره ) وواحد شذ قال ( صامه وقامه ) فهذا شاذ . لا يوجد في أحاديث الذهب المحلق حديث شاذ، لكن يوجد حديث ( هذان حرامان على ذكور أمتي حِل لإناثها ) هذا يُبيح الذهب كله، لكن حديث ( من أحب أن يطوق حبيبه بسوارٍ من نار فليسوره بسوار من ذهب ... ) إلى آخره، لأنه هذا الحديث خالف الحديث الأول الذي يسميه هو شاذ، وهذا لا يجوز تسميته شاذًا لا في علم مصطللح الحديث ولا في علم أصول الفقه، وإنما يسمى الحديث الأول ( حِلٌ لإناثها ) عام، وهذا حديث خاص هذه النقطة التي بيدندن حولها الشيخ ابن باز لمّا بيقول أحاديث منسوخة، أو شاذة ما بيصح أن ينسخ النص الخاص بالنص العام

السائل : شيخنا الخاتم الذي في يد اللي قال ( أتؤدين زكاته ؟ ) بيقولوا إن هذا يدل على أنه لبس مع إعطاء الزكاة . شو رأيكم أنتم في هذا القول ؟
الشيخ : لبسه مع أنه يطلع له زكاة ؟
السائل : لما بيقول أتؤدين زكاته ؟ يعني بيقولوا هذا إنه بمحظور منه لأنه ما بتؤدي زكاته، ولمّا بتطلع زكاته مش محظور هذا الخاتم هكذا قال بعض المشايخ ... .
الشيخ : لا ، نحن أعطينا الجواب اللي بيستدلوا هذا الاستدلال يعني مضطرين نقول إما جهلة أو أصحاب أهواء لم ؟ هذا الحديث لو جاءنا وحده كلامك نقبله، لكن جاءت أحاديث تؤكد تحريم استعمال الخاتم من ذهب، فحينئذٍ ما بيجوز أن نستدل بهذا على الجواز ونرفض تلك الأحاديث لأنه الأحكام تأتي بالتدرج . مثال هذا، مثال الذين يستدلون بجواز الشرب قائما قالوا فيه أحاديث أنه الرسول شرب قائما، لاشك أنه له معنى أحاديث في النهي عن الشرب قائمًا كنا قلنا هذا يدل على الجواز، لكن مادام جاء النهي عن الشرب قائمًا بنقول شربه قائمًا إما كان قبل النهي وإما أنه لعذر كما جاء في بعض الأحاديث شرب من قِربة معلّقة وإما خصوصية له من الأخير يقال يعني، لماذا هذه التآويل الثلاثة ؟ علشان ما نضرب حكم الشرع اللي هو شرع عام لجميع الناس ( نهى عن الشرب قائما ) إيش اللي قال؟ ( من شرب قائمًا فليستقيء )، ( شرب معك من هو شرٌ من الهر الشيطان ) كل هذه الأحاديث بنعطلها لأنه ثبت عن الرسول أنه شرب قائمًا هذا خلاف طريق العلماء . مثاله مما نحن فيه ذكرت لكم في أول الكلام أن الرسول لبس خاتم الذهب طيب يا أخي لكن ما ثبت عليه، ونهى بعدين عنه ،فلا نأخذ بالفعل الذي فعله وقد ثبت عندنا أنه نهى عنه، والأمثلة كثيرة وكثيرة جدًا، ذكرت في غير مناسبة قصة في صحيح البخاري أن الصحابة كانوا في سهرة وكان معهم علي بن أبي طالب، مبرّك ناقته أمام الدار فجاء عمه حمزة فبقر بطن الناقة أذى، شاف علي قامت قيامته وراح عند الرسول قال له حمزة عمل كذا وكذا خرج الرسول عليه السلام واهتم بالموضوع وجاء عند حمزة كلمه وجد حمزة شربان، ولذلك ما كان منه إلا أن قال للرسول ( هل أنتم إلا عبيدا لآبائي ) ما قال ليش شربان، ليش سكران ؟ لأنه ما كان وقت تحريم فالحادثة الآن استدلال بها على إباحة شرب الخمر تمامًا كالاستدلال على إباحة الشرب قائمًا أو استعمال الذهب المُحلّق، ليه ؟ مثل مانهى الشارع فيما بعد عن الخمر مطلقًا كمان نهى عن استعمال الذهب مطلقًا، هو نهى النساء عن ذهب معين . والعجيب من تمام حجج الله على عباده أن العلماء اللي بيقولوا الذهب كله حلال للنساء بيقولوا أواني الذهب حرام على النساء شو صار في كلامكم أن الذهب حلال للنساء ؟ هذا الذهب حرمتوه على النساء، معلقة حرام، فنجان حرام، كأس حرام، يشترك في هذا الحكم الرجال والنساء طيب أنتم بتقولوا الذهب حلال للنساءلا إلا هذا ؟ كويس، من أين أخذتم الاستثناء ؟ نحن جوابنا من وجهين من النبع اللي أخذتم الاستثناء هذا المتفق عليه، نحن من نفس النبع أخذنا الاستثناء المختلف فيه وهو الأحاديث المصرّحة بتحريم الذهب المحلّق، لكن مع ذلك نحن أدلتنا في تحريم هذا الذهب المختلف فيه أقوى من أدلتهم في تحريم الذهب المتفق على تحريمه على النساء ليه ؟ ما فيه عندنا نصوص خاصة في تحريم آنية الذهب على النساء ، نص خاص ما فيه عندنا في تحريم الذهب المحلّق ، في تحريم أواني الذهب على النساء عندنا حديث عام يشمل الرجال والنساء ( من أكل أو شرب في آنية ذهبٍ أو فضة فكأنما يجرجر في بطنه في نار جهنم ) سبحان الله هذا نص عام، ليش ما خصصتوه بالنساء ليش تقول للنساء مثل ما خصصتوا نهى عن خاتم من ذهب أحاديث متفق على صحتها ؟ نهى عن خاتم الذهب ، هذا نهي عام لكن نطلع منه النساء ليش ما طلعتم النساء من نص من أكل أو شرب في آنية الذهب أو الفضة بينما نحن أحاديثنا في تحريم الذهب المحلّق خاصة بالنسوة ؟ فسبحان الله صعب يعني من إنسان إذا عاش في فكرة أنه يتراجع عنها ، ولذلك من الخواطر التي تجول في نفسي أنه أنا كثيرًا ما أُعدِل من أفكاري وأرائي في كتبي، لابد يمكن لاحظتم هذه الأشياء، هذا بلا شك بيعجب العلماء لكن ما بيعجب الجهلاء
السائل : بيعتبروه تناقض بعيتبروه جهل، عدم علم، عدم ... .
الشيخ : هم لجهلهم بالعلم يتصوروا أن العالم إذا قال قول لازم يكون معصوم فيه، وهذا منتهى الجهل، لأنه حينئذٍ بيصير هذا العالم شريك للرسول في العصمة . ثانيًا ما بيعرفوا الأئمة، فقه الأئمة وعلمهم ما بيعرفوه، ما بيعرفوا أن أبو حنيفة له في المسألة الواحدة قولين أو ثلاثة، خاصة من بين الأئمة الأربعة الإمام أحمد ما فيه أكثر منه أقوال متعارضة في المسألة الواحدة، إذا كانوا بيتجرؤا ويقولوا عن الألباني أنه هذا من جهله، لكن ماذا يقول عن الأئمة، خاصة إمام السنة الإمام أحمد ؟ فأنا جوابي على هذا أن العلم لا يقبل الجمود ، العلم دائمًا في تطور خاصة بما يتعلق بالحديث وفقه الحديث .

السائل : طيب يا شيخنا لمّا بيقولوا ما قاله إلا الألباني في هذا القول هل هذا الكلام صحيح ؟
الشيخ : لا مش صحيح، نحن ذاكرين في كتاب آداب الزفاف من سبقنا إليه هم يعرفون هذه الحقيقة و يتجاهلونها
سائل آخر : هم يركزون على ابن حجر العسقلاني، قول ابن حجر ؟
الشيخ : المسألة الأولى في الإجماع، سبحان الله نحن قلنا لهم الإجماع إثباته في هذه المسائل شيء مستحيل، ولذلك ثبت عن الإمام أحمد أنه قال "من ادّعى الإجماع فقد كذب وما يدريه لعلهم اختلفوا ". ثانيًا ما فيه إجماع في تحريم كل الذهب ... بالأحكام الشرعية والأخلاق الإسلامية، وإلى آخره يعني المجتمع ماشي على الآية (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) فلذلك هذا التحلل نحن بإمكاننا نستغله فما دام أن الناس عم بيفعلوا الأفاعيل المحرّمة بإجماع الأمة فنفعل السنة التي قال بها أئمة كثيرون ولو خالفنا الجماهير، لكن الفتنة بتأتي من المحاككة ومن المخاصمة خاصة بالتي هي أسوء وليس بالتي هي أحسن .

السائل : ماذا يعني تحري ليلة القدر، وماذا يعني إدراكها في حديث عائشة رضي الله عنها ؟
الشيخ : على كل حال طرح السؤال ولا بد من الجواب، التحري مقيّد طبعًا بنصوص معروفة، يعني أن الإنسان يتفرغ لعبادة الله في العشرة الأواخر، فإن كان ولابد يقلل، ففي الأوتار من العشر الأواخر وإلا على الأقل في السابع والعشرين ، هذا هو المقصود بالتحري، أما حديث عائشة ففيه إشعار بأن الذي يتحرى ليلة القدر ليس من الضروري أن يلمسها لمس اليد، وإنما هو أمر شعوري ضمني يراه الذي وفق لرؤية ليلة القدر وبجانبه شخص آخر لم يوفق في رؤية ليلة القدر، لأن هذه الرؤية ليست رؤية بصرية وإنما هي رؤية بصيرية قلبية
الشيخ : أعد عليّ السؤال، الاختلاف في إثبات الشهر؟
السائل : في إثبات الشهر، يعني صمنا تسعة وعشرين شعبان قالوا أنه دخل رمضان هل يؤثر هذا على العشر الأواخر ؟
الشيخ : لا ما بيؤثر، لأن رب العالمين هو الذي يُقدّر الأمور بالنسبة للمتعبدّين هؤلاء .
سائل آخر : في الوتر حديث بلال ، في الوتر من رمضان ؟ تحروها في ليالي

السائل : وهل لليلة القدر علامات يشاهدها من يدركها غير التي وردت في الأحاديث ؟
الشيخ : لا أنا قلت آنفًا مشيرًا أن هذه العلامات لا يشعر بها الرائي لليلة القدر تلك الرؤية البصيرية، لكن لأنه قد يكون مثلًا في مسجد كالمساجد القديمة التي لا يشعر فيها الإنسان بالجو الخارجي حيث جاء في بعض الأحاديث كما تعلمون أن الجو فيها معتدل لا فيه برودة ولا فيه حرارة، وفيه من الآيات أن تُرى الشمس صباح تلك الليلة كالطست ليس لها شعاع، لكن هذه متى ؟ بعد انتهاء الليلة، لكن هذا لا يعني أن كل الناس الذين كانوا يتحرونها يدركونها ، لا، لكن هذه فيها إشارة أن هذه هي ليلة القدر . وقد قلت يمكن قريبًا مع الأخ أبو عبد الله أو غيره تقريبًا لهذا الموضوع أنه مثلًا فيه مسلمين حتى في رمضان ما بيصلوا هل تعقلون أن هؤلاء يرون ليلة القدر وقد رأوا الشمس صباح تلك الليلة كالطست، طبعًا هؤلاء لا يمكن أن يروا ليلة القدر وهم عاصون لله عز وجل حتى في الشهر المبارك، نرتقي قليلًا إلى عباد رمضان، هؤلاء الذين يصلون في رمضان فقط وما يكاد رمضان ينتهي من هنا إلا أن يولوا الأدبار، تُرى هؤلاء هم الذين يتأهلون لهذه الرؤية البصيرية لليلة القدر؟ لا، هذا الحقيقة يحتاج إلى ناس متعبدين، صافيي السريرة والقلب مع رب العالمين فهؤلاء قد يمنحهم ربنا عز وجل هذه النعمة التي أشارت السيدة عائشة إليها بقولها " إذا أنا رأيت أو علمت بليلة القدر فماذا أقول ؟ " قال ( قولي اللهم إنك عفوٌ كريم تحب العفو فاعف عني )

السائل : وهل الاختلاف في الصيام يعني في بدء الشهر إذا كان فيه خطأ هل يؤثر هذا على ليلة القدر ؟
الشيخ : أعد عليّ السؤال، الاختلاف في إثبات الشهر؟
السائل : في إثبات الشهر، يعني صمنا تسعة وعشرين شعبان قالوا أنه دخل رمضان هل يؤثر هذا على العشر الأواخر ؟
الشيخ : لا ما بيؤثر، لأن رب العالمين هو الذي يُقدّر الأمور بالنسبة للمتعبدّين هؤلاء .
سائل آخر : في الوتر حديث بلال ، في الوتر من رمضان ؟ تحروها في ليالي الوتر من رمضان، فلو كانت ، طبعًا ليالي الوتر الحقيقية قد تكون شفعا إذا أُخطأ في التقدير ؟
الشيخ : ممكن هذا يؤيد أنه ما بينافي الاختلاف هذا، ما بينافي الاختلاف
سائل آخر : يعني قد تقع مثلًا في ليلة الثامن والعشرين التي تكون مثلًا ليلة التاسع والعشرين أو ليلة السابع والعشرين عند الله عز وجل
الشيخ : عند الله ما نقول ، عند عباد الله تكون هكذا عرفتم الفرق بين عند الله وعند عباد الله ؟ يعني بالنسبة لإثباتنا الشهر ممكن هذا أن يرد أما بتكون الحقيقة عند الله غير ذلك
السائل : هو من أيش خايف
سائل آخر : قد تكون عند الله غير ذلك ... يعني تكون عند الله ليلة السابع والعشرين وتكون عندنا الثامن والعشرين في حسابنا ؟
الشيخ : ليش خايف أبو عبد الله بيعبر كيف ... بأعرف، أنت بتعيده
سائل آخر : ... في ليلة الثامن والعشرين والرسول يقول ( تحروها في الليالي الوتر ) فقد أتحراها أنا في ليلة الوتر ولا أتحراها في ليلة الشفع، بل أخشى أن يكون هناك خطأ في حساب الشهر فتفوتك ؟
الشيخ : طيب هو ما قال لك تحراها فقط قبل كل شيء قال لك وسّع لك الدائرة، في العشر الأخيرة، وبعدين صنف لك هذا التصنيف وبعدين صنف لك التصنيف الأخير الذي بيقول سبعة وعشرين، فلو فرضنا خطأً في هذا، هذا الخطأ لا يُحمل على الشرع لأن الشرع ما حدد لك الليلة في هذه الليلة فقط ولاسيما إذا تذكرت أن بعض العلماء وسعوا الدائرة بدون نص أنه في رمضان كله شايف كيف، لا، هو النص جاء في العشر الأخير، فإذا هذا الاختلاف بيخالف الواقع بالضبط في ليلة القدر في الأوتار مثلًا، هذا ما بيعارض الأصل العام الذي أمرنا به الرسول عليه السلام في تحري ليلة القدر في العشر الأخيرة
سائل آخر : يعني المقصود بقوله ( تحروها في ليالي الوتر ) إذًا هذا لا ينافي ... ؟
الشيخ : أقصد يعني ما بينافي مادام موجود الأمر العام، هو بينافي لو كان محصورًا بالأوتار التي أثبتناها نحن خطأً، ما هي محصورة
سائل آخر : أنا أقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أولًا ( تحروها في العشر الأواخر ) ثم في ليالي الوتر فهل يمكن أن يكون قوله في ليالي الوتر تخصيص الوتر من العشر الأواخر ؟
الشيخ : هذا كما لو قلت الأمر بالتحري في سبعة وعشرين تخصيص . هل تقول تخصيص ؟
سائل آخر : إذا كان ما فيه أحاديث غيرها ؟
الشيخ : لا تقول لي إذا كان هذا الشرط، لا تدخله أنت، لأنه ... هل بتقول أنه أمر تحري في السبعة وعشرين هو تخصيص ؟
سائل آخر : نعم
الشيخ : لا ، الصواب أن ليلة القدر تتنقل في هذه العشر وليس محصورًا في سبعة وعشرين، وهذا يعني كأنه ثابت بملاحظة الشمس صباح ليلة القدر، وقد يكون في السابع وقد يكون في الخامس وهكذا
سائل آخر : وقد يكون في الشفع أيضًا ؟
الشيخ : في الشفع ما أدري، قد يكون بالنسبة لهذا الإثبات الخطأ ممكن
سائل آخر : فيه نص بآخر يوم من أيام رمضان شيخنا ؟
الشيخ : نعم ... .
سائل آخر : لأنه في ليلة من الليالي طلعت ... .
الشيخ : أيوة .

السائل : ما تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه في حديث الولي ( فإذا أحببته كنت يده التي يبطش بها وسمعه الذي يسمع به ... ) ما معناه ؟ الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول بعض الناس و يفسرونه بأن قوله بمعنى بصره أي إذا كان بصره الذي يبصر به أنه يمده من بصره، أي أن الله يمده من بصره
الشيخ : من بصر الله ؟
السائل : نعم، ويمده من يده، ويمده من ... .
الشيخ : لا، هو المعنى المفهوم كما جاء في بعض الروايات التي ذكرها ابن تيمية وإن كنت أنا ما وقفت عليها بعد بي يرى، بي يبصر، بي يسمع . يعني بتوفيق الله عز وجل له، فالمعنى واضح جدًا أن الله عز وجل يكون عونًا له في كل هذه الجوارح فهو يرى بتوفيق الله عز وجل له إلى طاعته وعبادته في كل هذه الجوارح التي خلقها له
سائل آخر : هل يشبه هذا قوله تعالى (( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )) ؟
الشيخ : نعم بلا شك،هذا له صلة وثقى لأن الإنسان يرمي لكن إصابة الهدف هي بتوفيق الله عز وجل
سائل آخر : بالنسبة لبعض الناس أنه هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى ... يصبح يرى أبعد مما يرى الناس العاديين يعني ... .
الشيخ : يا أخي التفاسير تكثر في تسيير كمان أخير، أنه هذا له صلة بمن يقول بوحدة الوجود، ما لنا ولهم، الله عز وجل كما هو من عقيدة السلف أن الله عز وجل لا يحل في عباده ولا يخالطهم ولا يمازجهم وهو الغني عن العالمين كما هو في صريح القرآن الكريم ، فهذه تأويلات صوفية معروفة منذ قديم الزمان ، فالله عز وجل كما قال عبد الله بن المبارك رحمه الله من كِبار شيوخ الإمام أحمد " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بائنٌ من خلقه وهو معهم بعلمه " أن يكون الله عز وجل جزءًا من عباده هذا هو الكفر بعينه وهو العقيدة التي تُعرف بعقيدة وحدة الوجود الذي يقول أحدهم في التعبير عنها وأنه لا فرق عنده بين الخالق والمخلوق، وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهبٌ في كنيسة!! ويقول آخر كل ما تراه بعينك فهو الله !! الذين يقولون هذه الأقوال الباطلة هم الذين يروجون هذا الحديث ويحاولون أن يأخذوا منه ما يبطلون به الإسلام من جذره وأصله فلا يُلتفت إلى مثل هذه الأقوال وإنما تُفسر النصوص على ضوء النصوص الأخرى بحيث أنه لا يكون تعارض بين بعضها البعض . أنا أضرب لكم مثلًا مقربًا لو أن المسلم وقف عند مثل قوله عليه السلام ( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ) شو بيقدر يفهم من هذا الحديث إلا أنه هذا الموصوف، بأنه ما عنده عهد وما عنده أمانة إلا أنه كافر لأنه نفى عنه الدين والإيمان، لكن إذا نظرنا إلى النصوص الأخرى التي تفيدنا بأن الإيمان مهما كان ضعيفًا كما ذكرنا في كلمتنا الأولى من قوله عليه السلام ( من قال لا إله إلا الله نفعته يومًا من دهره ) ما بنقدر نكفر الذي يقول لا يؤدي الأمانة وإنما نفسر حينذاك الحديث على ضوء النصوص الأخرى ( لا إيمان لمن لا أمانة له ) أي لا إيمان كاملًا، فمن أين نأتي بهذه الإضافة ( كاملًا ) أو بهذه الصفة ؟ من الأدلة الأخرى التي تحول بيننا وبين تكفير من ارتكب معصية ما. هذا الحديث القدسي هذا المشهور يجب أيضًا أن يُفسّر على ضوء العقيدة (( الرحمن على العرش استوى )) شو جاب (( الرحمن على العرش استوى )) حتى يكون فيه عين الإنسان المخلوق وفي أعينهم ويكون داخل وممازج لهذه المخلوقات حتى قال قائلهم كما سمعتم آنفًا كل ما تراه بعينك فهو الله !! تعالى الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا .

السائل : ما حكم تارك الصلاة ؟ وما حكم صدقته وصيامه وحجه ؟
الشيخ : الذي يبدو لي أن الجواب يكون ذو وجهين الوجه الأول قائمٌ على قوله تعالى (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره )) والجانب الثاني هناك حديث يقول وهو طبعًا صحيح ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإن تمت فقد أفلح وأنجح وإن نقصت فسد سائر عمله ) هنا البحث الآن ، هل نفهم من فساد العمل بالنسبة لمن فسدت صلاته أن سائر أعماله لا تُقبل ولا فائدة منها له أم أن الفساد هنا يعني شيئًا غير هذا المعنى ؟ مثلًا هل يستوي بالنسبة لرجلين أحدهما كان يُصلي صلاة سيئة، بحيث لمّا نُظر إليها يوم الحساب تبين أنها فاسدة لكن له حسنات من زكاة، من صدقة، من صيام كما جاء في السؤال، هل يستوي هذا الرجل مع رجل آخر لا صلى ولا صام ولا تصدق ؟ نصوص الشريعة تحول بيننا وبين مثل هذا الاعتقاد ، فإذًا ينبغي لنا أن نفهم الفساد المذكور في الحديث ليس بمعنى هدم الأعمال الصالحة كلها التي جاء بها، لا، لأن معنى ذلك أننا جعلنا هذا الإنسان كما يقول بعض العلماء اليوم كافرًا، أي تارك الصلاة كافر لأن الكفار هم الذين تحبط أعمالهم الصالحة بسبب كفرهم كما قال عز وجل (( وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورا )). المسلم ليس من ما عرفناه عنه في الإسلام أن يحبط عمله كليًا ، وإنما يرى جزاءه يوم القيامة من خيرٍ أو شر كما ذُكِر آنفًا في الآية السابقة (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره )) غيره .

السائل : يقول السائل هنا إذا كانت صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث فما حكمتها بالنسبة للطفل الصغير الذي ولد ليومه ؟
الشيخ : الحكمة أن هذا خير بالنسبة لأبيه ولأمه وقد يُدّخر له شيء من الأجر وإن كان العمل ليس له، فالمقصود به هو منفعة الوالدين قبل كل شيء .

السائل : إذا أقيمت الصلاة هل يجوز ترك الصلاة المسنونة ؟
الشيخ : يجب قطعها فورًا بحيث لا تفوته تكبيرة الإحرام .

السائل : بالنسبة لزكاة الفطر ، الطفل الذي يولد ليلة العيد عليه زكاة ؟
الشيخ : مادام ما دخل العيد بعد أو ليلة العيد معناها في برهة الصدقة فعليه زكاة
السائل : فما تنتهي يعني بغياب شمس الثلاثين من رمضان ؟
الشيخ : المهم دخول صلاة العيد، ينتهي الوقت .

السائل : ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أُنزل القرآن على سبعة أحرف ) ؟
الشيخ : الأحرف هي قراءات كان نزل جبريل عليه السلام بها على محمدٍ صلى الله عليه وسلم وقرأها على أصحابه كذلك، ولذلك وقعت حوادث، أن أحد الصحابة قرأ على وجه من تلك الوجوه أمام صحابيٍ آخر فأنكر عليه وقال أنا سمعت الرسول عليه السلام يقرأ بخلاف هذا الوجه. فتنازعا وذهبا إلى الرسول عليه السلام فحكم لهما وصوّب كل قراءة من قراءتيهما وأخبر بأنها هكذا أُنزل . لكن كثير من العلماء يذهبون أن هذه القراءات كانت للتسهيل على العرب يومئذٍ باعتبار أن لهم لهجات مختلفة بعضها عن بعض، ولذلك لمّا جُمع القرآن جعل عثمان بن عفان رضي الله عنه القراءة على لغة قريش فقط، فالله أعلم إذا كان هذا لأنه أنا ما أدري وما كونت رأيًا في هذه القضية، وإن كانت نفسي تميل إلى أن الذي فعله عثمان هو المنجى والمخلص من كثرة الاختلافات التي وقعت فيما بعد لاسيما لمّا تجاوزوا القراءات السبع إلى القراءات العشر وربما أكثر من ذلك . وعلى كل حال ففي اعتقادي أن هذه القراءات في الحقيقة تحتاج إلى دراسة من جماعات من أهل العلم المتخصصين، في القراءات لأنني أعتقد أنه وقع في هذه القراءات من الاختلاف ما وقع في المذاهب الفقهية، فكما أنه لا يغنينا أن نقول في هذه الأحكام الفقهية وكله من رسول الله ملتمسٌ أو أن نقول الحديث الذي لا أصل له ( اختلاف أمتي رحمة ) كذلك لا نستطيع أن نقول في هذه القراءات المختلفة إنها رحمة إلا بعد أن نثبت أمرين اثنين الأمر الأول ثبوت كل قراءة من هذه القراءات السبع أو العشر عن الرسول صلى الله عليه وسلم والأمر الثاني أن هذه القراءات هي شريعة مستمرة إلى يوم القيامة . فالنقطتان بحاجة إلى أُناس من القراء الحفاظ المجيدين ، أن يحرروا هذه النقاط حتى يكون الناس على بينة من أمر دينهم . وفي هذا القدر كفاية
سائل آخر : ... إذا قبلنا قدميك فنحن مقصرين .
الشيخ : قد قف شعري مما قلت
سائل آخر : لا يا شيخ
الشيخ : ... الحمد لله بخير
السائل : ... يا شيخنا وردت أحاديث عن الذهب منسوخة أو شاذة؟
الشيخ : ... عن الذهب. شو يعني الذهب؟
السائل : يعني يقولون بعض العلماء أنه فيه أحاديث وردت عن الذهب أو الحلي ... وفيه هناك أحاديث منسوخة أو شاذة ... هل هذا صحيح، هل ورد في ذلك؟ يعني سؤال عام ... أحاديث الذهب، في الذهب المحلق.تعني؟.جميعه