السائل : الأحاديث وكذا. يعني إن ذكر لك حديث ... أخذه الأخ وسأله إلى الشيخ زيّنوا إيش أعيادكم بالتكبير شو أنت بدك قال لك صحيح . شو موقفك ... ؟
الشيخ : خليه يقول هذا حديث صحيح :
السائل : ما بيقول صحيح ؟
الشيخ : مثلًا يعني .
السائل : ممكن .
الشيخ : ممكن، حينئذٍ شو الحكم .
السائل : هذا العامي يوم يسأل وتقول له صحيح. بده ... يعني بدك يخضع له !
الشيخ : ... عم بنقول لك الشيخ خليل الله يهديك ... أما شيء عجيب نحكي عن العالم بيقول لك العامي .
السائل : ... يعني شو المطلوب شو اللي بيدور في خلدك أنت، يعني الشيء الوحيد اللي أنت مركز عليه ... .
السائل : ... عندنا قدرة التمييز أننا نعرف أن هذا الشيخ على حق أو على باطل ... .
السائل : يا شيخ أبو أحمد أنا بأطلب منك التمييز ... في قولة الشيخ يوم سألوا و( زينوا أعيادكم بالتكبير ) ...، يا شيخ أنت بتقول أنا عندي قدرة التمييز طيب قال لك هذا صحيح والعالم الثاني كان موجود وقال لك هذا ضعيف .
السائل : يعني أنت بده يقول هذا ضعيف وهذا صحيح ... .
السائل : لو قال لك رجاله فلان وفلان وفلان ... وقال لك: كيف يصححه العلماء شو النتيجة؟ مفيش تمييز يا شيخ، ما كان أنت متمكن من العلم ما بتستطيع تميز .
الشيخ : يا شيخ أحمد أحب أن ألفت نظرك فيه مسجل هون .
السائل : ... مسجلات ! .
الشيخ : مش هامك ؟ هذا كتاب ينطق بالحق مش هامك، أنت ليش يا أبو صياح ... عامل ... ليش ... واحد بيسألك عن العالم اللّ1ي معتقد به، الشيخ خليل ... العامي ما فيه تحديد للموضوع أبدًا ... بيرجع للعامي ... في قضية العوام ... .
السائل : ... العامي لكن تتطور أنت ... أنت ... يسأل هذا ويسأل هذا ... .
السائل : خلاصة الحديث إذا لو سمحت سؤال بالنسبة للدخان ما رأيك فيه بالنسبة للدخان فيه ناس بيقولوا: أن بيعه ومشتراه وتدخينه كله حرام ؟ .
الشيخ : كنا بنشتهي أن يكون ... حاضر حتى هو مع الأسف اللي بده يسمعه منا سامعه منا من القديم ، لكن أصابه ضعف والله أعلم ولذلك بيحتد وبيصيح وبيعيط ولفتنا نظره أن هذا عم بيستجل عليك، يعني لمّا واحد بيسمع صوته هايج هذا الهيجان ما فيه شيء يحركه التحريك هذا، بحث علمي هادئ، ونحن بنسأله عن الشيخ العالم بيقول لك العامي. الشيخ خليل هذا اللي عم بتضربه به المثل إذا أنا قلت هذا حديث ضعيف وهو قال صحيح شو الحال؟ بيقول العوام. نحن هنا مشكلتنا مع العوام ولا مشكلتنا مع العلماء اللي أنا سألته أنه من هو العالم؟ مشكلتنا مع العلماء وليست مع العوام، العوام معذورين، مهما انحرفت العامة عن الكتاب والسنة فهم معذورين واللوم يقع على من؟ على علماؤهم اللّي بيسموهم علماء ... وهذه مشكلة العالم الإسلامي اليوم ما فيه توعية، أنا ألاحظ شيء مسألة بسيطة جدًا جدًا وليست من المسائل المختلف فيها متفق عليها، هذا بيأكل بشماله وهذا بيشرب وهو قائم ما فيه خلاف بين العلماء أن السنة أنه يأكل بيمينه وما يأكل بشماله، والسنة يشرب وهو قاعد وما يشرب وهو قائم ما فيه خلاف في هذه المسائل هذه، ليش بنشوف في كل المجالس بنشوف الشباب الملتزم وغير الملتزم ... عند البايعين السندويتشات ماسك السندويش منها و يأكل منها، ... بشماله، شو بيفرق عند الإنسان بيأكل اليمين ولّا بيأكل باليسار ... فلو أنه في توعيه عامة في المجتمع هذا من أهل العلم ما بتشوف إنسان بيأكل بيده الشمال لأنه ما بيكلفه ، يعني هو أكله باليد الشمال أهون من اليمين إلا العسراوي، نحن ما نتكلم عن العسراويين هؤلاء، إنما نتكلم عن غير المبالين، فأنا بأشوف هذا الظاهرة منتشرة في هذه البلد وغير البلد شو سببه؟ سببه العلماء كامين أفواههم ما بينصحوهم. فمثل هذه المسألة هذه أكبر مثال أنه العلماء مش قائمين بواجبهم .

الشيخ : الآن ننتقل إلى سؤال أبو صالح الدخان منتشر اليوم بين المسلمين انتشار الأفيون والحشيش بين الأمريكيين، شو السبب ؟ السبب أن العلماء مش قائمين بواجبهم هذا إذا كان فيه هناك علماء حقيقة، لأنه فيه واحد عالم يُقال عندنا في الشام أنه عالم وهو من هؤلاء الجماعة المقلدين اللي ما بيتبعوا الكتاب والسنة، شافعيين شافعيين، حنفية حنفية ... إلى آخره. تحت ضغط المناقشة العلمية الدقيقة الصحيحة شو هو قال قال الحقيقة أنه ما عندنا علماء اليوم عندنا علماء مجازًا. شو معنى مجاز؟ يعني حقيقة ما فيه علماء، هذا اعترفه دكتور. الشاهد قال إذا فرضنا أنه فيه علماء في هذا العالم، في سوريا، في الأردن ... إلى آخره. طيب ليش ما يقوموا بواجب التوعية ؟ لا تأكل بالشمال يا أخي كُلْ باليمين من فضلك، لا تشرب بالشمال اشرب باليمين، ليه؟ لأنه بنسمع أحيانًا الله خلق هذه وخلق هذه. بنقول له إحنا اللي خلق هذه أمرك بتأكل فيها واللي خلق هذه أمرك أنك تتعاون مع هذه وأمرك أن تستنجي بهذه وما تستنجي بهذه وأمرك تستنثر بهذه وما تستنثر بهذه، شو معنى هذه الفلسفة ؟ أن الله خلق الاثنتين، صحيح أنه خلق الاثنتين لكن خلق لكل شيء شيئًا، وهذا من باب إيش؟ فلسفة الموضوع منطقيًا، لأنه هو بيقول لك الله خلق الثنتين . ونحن نجاوبك الجواب، لكن بندعم جوابنا بالنقل الصحيح عن الرسول - عليه السلام - : ( لا تأكل بالشمال ولا تشرب بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال ويشرب بالشمال )، كل باليمين واشرب باليمين. فلو أن العلماء قائمين بواجب التوعية ما أشوف أنا إنسان يأكل بالشمال أبدًا، لأنه ... أكلت بهذه ولّا بهذه، لأنه ما فيه هوى هون، هذه قضية شرب الدخان غير هذه، شرب الدخان فيه هوى، فيه خِصام بينه وبين نفسه الأمارة بالسوء، لكن لمّا بيأتي بيشرب هذا الكأس هذا باليمين أو يشربها باليسار ... قيمة سواء من ناحية القوة بالدنية أو من الناحية النفسية، لكن شرب الدخان هذا، الدخان من خباثته أنه بيعمل بصاحبه مثل الأفيون، بيخدره وبيطبعه بطابع حب شرب الدخان لأنه فيه المادة التي بتسمعوا فيها اللي بيسموها النيكوتين، فهذه مادة مخدرة، نحن بنقول الدخان لا يجوز شربه بوجه من الوجوه بل هو حرام .
السائل : الدخان ... هو اللي فيه النيكوتين، والله الدخان ... يعني يا شيخ ... ؟
الشيخ : شو الدخان الثاني ؟
السائل : ... ؟ .
الشيخ : هذا أم الخبائث، بل هو الدخان .
السائل : تحريم قطعي ولّا مكروه ... حسب ما يقولون، ناس كثيرون بيقولوا أنه مكروه كراهية وليس حرام .
الشيخ : لا يا سيدي حرام .
السائل : ... لأنه بيقولوا مكروه ... العلماء هم شيوخ ولا مؤاخذة ملتحين بالسنة وخطبة الجمعة على المنابر وبيدخنوا، وأنا سألتهم عدة أسئلة بيقولوا يا أخي مكروه، طيب كيف مكروه ... العالم الفولاني بتقول عنه حرام، وأنت بتقول عنه مكروه، من أين أنت جبت هذه الكراهية ؟ أنا الحقيقة هذه بأركز عليها بشكل، يعني لمّا سألت الشيخ ... .
الشيخ : شوف يا أبو صالح ... قال لك مكروه .
السائل : قال لي: لا، حرام قطعًا .
الشيخ : الشيخ نوح .
السائل : ... سلمان قال لي مكروه..حرام قطعًا، الشيخ على الفقير حرام، الدكتور خليل حُميض سألته حتى في المسجد ... قال لي حرام قطعًا .
الشيخ : من قال لك مكروه؟ .
السائل : اللي بيدخنوا .
السائل : أحد المشايخ قالوا له الدخان حرام ولّا حلال ؟ قال لا تسألوا واحد بيدخن. وأنا من اللي بيدخنوا فما تسألوني .
الشيخ : وواحد ثاني أو ثالث أو رابع ما أدري شو رقمه سألوه قال إن كان حرام حرقناه وإن كان حلال شربناه .
السائل : فإحنا بدنا نسمع منك ... المسألة ؟ .
الشيخ : أحد العلماء الأذكياء عندنا في سوريا جاب هيك شعر لطيف رجز، لكن يحتاج إلى شيء من الشرح قال:
الأصل فيه شرعًا الإباحة *** والنهي عنه مطلقًا قباحة
وجا خلاف عنهما طويل *** والواضح المعتمد التفصيل
إن كان يؤذيه بعقلٍ أو بدن *** أو كان ذا ضرورة إلى الثمن
فيحرم استعماله وإلا *** فجائزٌ في شرعنا وحلّى
ولكن الإكثار منه ملهي *** وريحه الكريه عنه منهي
جهادهم فيه جهادٌ في الهوى *** سكوتهم ونهيهم عنه سوى
بل ربما أغرى فتًى مشغوفًا *** بشربه واستهون المصروف
وغاية الكلام فيه أنه *** من النبات وهو حِل كله
إلا الذي يضر بالأبدان " العقل " *** أو النهى فذاك شيءٌ ثاني
قد أخبر الله "وهنا الشاهد" ثم المصطفى *** عن عسلٍ النحل بأنه شفا
مع أنه يضر المحموم *** وحرم المؤمِ من المعلوم
العسل شفاء للناس بنص القرآن لكن إذا شربه المحرور مرتفع الحرارة بيضره، وهو عسل ما يجوز يستعمله، لكن الدخان طبيعته الضرر، مش مثل العسل، كله ضرر، فإذًا سؤالك أن هذا تحريم قطعي. يا أخي التحريم قطعي، لماذا؟ لأن الرسول - عليه السلام - من كلامه ا لموجز الذي يُعد من البلاغة في مكان، كلمتين دخل تحتهما مئات المسائل ( لا ضرر ولا ضِرار ). شو معنى ( لا ضرر ) وشو الفرق بين ( لا ضرر ولا ضِرار )، لا ضرر بنفسك ولا ضرر بغيرك، لا ضرر ولا إضرار للغير، لا تضر نفسك ولا تضر غيرك، المفسدتان هاتان متحققتان في شريب الدخان، وإذا بتكون تستعذره شوفوا سيارة حتى الباص الكبير اثنين ثلاثة بتصير السيارة ما تميز اللي هو ما بيجنبك أو قدامك أو وراءك، هذا ما هو ضرر .
السائل : هذا ضرر أكبر ضرر .
الشيخ : سبحان الله .
السائل :... في الزاوية ...أنا شخصيًا بتضرر منهم
الشيخ : هذه حقيقة، إمبارح مش بعيد جيت من صلاة المغرب وطلعت بسيارتي قدام الدار لاحظت شخص واقف على الجادة قدام بيتي ومعاه ولدين ... استغربت وخفت، لما فت وأدخلت السيارة وإذا هو جاي ورائي قال لي أنا رجل فقير ورجلي مكسورة والعيد دخل وعندي أولاد وكذا ... شو كان جوابي أنا؟ الفلوس اللي عم بتصرفها على شرب الدخان ادخرهم واصرفهم على هؤلاء ...، أنا ما بأعرف الرجل لكن هو عم بيحكي ومثل الأفعى اللي بتلفح ... في السم، فهذا أكبر ضرر، ما هم شاعرين هؤلاء المدخنين، وما بنلومهم لأنه ما فيه مذكرين، ما فيه بينبههم. وبأقول لكم شيء ثاني مهم بيقول لك المفتي حرام. لكن ما يأتي يُقدّم محاضرة لهذا الإنسان المبتلى بشرب الدخان حتى يتشبع بأن شرب الدخان حرام مثل ما تشبّع بشرب الدخان، يعني تشبّع ماديًا بالدخان خليه يتشبع معنويًا أن هذا الذي ابتلي بشربه حرام. ليه بقى يأتي التحريم ؟ التحريم بيأتي من الضرر بنفسه، وبيأتي التحريم من الضرر بغيره، وهذا الضرر بالغير واضح تمامًا. عم بيجيب لكم الأمثلة ، أن بُليت ابني الأكبر اسمه عبد الرحمن وأنا أُكنى به أبو عبد الرحمن فجاء دور العسكرية الإجبارية في دمشق الشام، ما كان يشرب دخان ولا فيه أحد من أولادي بفضل الله بيشرب دخان فضلًا عن غيره، راح العسكرية بيغيب ما شاء الله شهور وبيأتي، أو ما نزل شميت رائحة دخان. طبعًا بعدما راسلناه وكتبنا له أن هذا مضر دينه ودنياه وإلى آخره ربنا عز وجل هداه وتاب، شو قال لي وهذا مثال واقعي، قال لي يا أبي كنت وأنا بأشرب دخان لمّا يعملوا لنا بعض تمارين عسكرية من جملتها الركض بيحطوا لنا هدف في ... أو جبل..اركضوا قال ما أوصل للتبة هذه أو الهضبة إلا أنا أكاد أهلك من ضيق النفس، لمّا تركنا الدخان صرت بأركد مثل الغزال ولا بأشعر بأي تعب. هذه أشياء ملموسة يا جماعة، فضرر الدخان ما يحتاج إلى إثبات ... إذاعات من أمريكا وأوربا أنه يسبب السرطان في الرئتين وإلى آخره .
السائل : ... .
الشيخ : كان فيه ... والآن خطة جديدة من أمريكا ممنوع شرب الدخان في الطائرات، شوف الضلال كيف، الخمر مباح، الدخان محرّم صار، ليش؟ لأن الدخان مؤذي للغير فذاك يشرب ...
السائل : في نفسه وبس ... .
الشيخ : شايف لون، لأنه ما عنده شرع، عندهم تجارب، التجارب يعني تارة بتخبطهم وتارة ... إلى آخره، بعد تجارب طويلة وعريضة ... فعلًا أن الدخان مضر ضرر كبير، حتى اللي ما بيشرب دخان وبيشم الهواء المشبع بالدخان حتى هؤلاء بيتضرروا . هكذت ثبت علميًا يعني، لذلك منعوا الآن الدخان في الطائرات. سيأتي زمان نحن المقلدين العم البكم الصم المسلمين اللي لازم يكونوا على بصيرة من دينهم مادام أوروبا وأمريكا منعت الدخان من الطائرات لازم إحنا إيش؟ ... .
السائل : ...؟
الشيخ : اسمحوا لي أكمل لأنه راح يصير الوقت .

الشيخ : الدخان محرّم من عدة نواحي أولًا الضرر بالنفس والضرر بالغير، وأنا بأتعجب والله ... لكن فيها عبرة بأتعجب من رجل شريب دخان وزوجته الله معافيها من الدخان كيف يلتقيان ؟! النفس في النفس، الله يعينها هذه. إذًا فيه ضرر في النفس، فيه ضرر في الغير متعدي، لكن جبت لكم المثال الأحس الله شو قال؟ (( هنّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن )) كناية عن هذا..اللي ما بيصير بين الأب والابن والبنت، أما هذان الزوجان (( هنّ لباسٌ لكم وأنتم ... ))، إيش لون بدها تشعر بلذة الجماع اللّي أباحه له ولها وهي تكاد تختنق من نتن فم زوجها الذي يجامعها، هذا إضرار مباشر، ضرب في الصدر يعني، لو ما فيه إلا هذا المثال فقط لكفى. ففيه ضرر في النفس، فيه ضرر في الغير، فيه ضرر في المال. خذوا هذا المثال من السنة الصحيحة قال - عليه السلام - : ( من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مصلانا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ). شو هي الشجرة الخبيثة الدخان؟ لا، البصل والثوم اللّي باتفاق الأطباء قديمًا وحديثًا فيهما منافع صحية، لدرجة أنه بعض الأدوية فيها خلاصات مستنبطة من الثوم والبصل ومع ذلك بسبب الرائحة الكريهة شو قال - عليه السلام - ؟ ( من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربنّ مصلانا - ليه - فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ). إذًا هؤلاء الناس الذين يشربون الدخان وبيحضروا المساجد بيؤذوا فريقين، بيؤذوا المؤمنين اللّي ما بيشربوا وبعضهم بيشرب، وبيأذوا الملائكة اللّي ما فيهم شريب دخان بطبيعة الحال، إذًا صار فيه إزدواجية في الإيذاء، إيذاء بعض المصلين وإيذاء جميع المصلين من الملائكة الذين يحضرون ويتبادلون، لأنه في الأحاديث الصحيحة نوبتان، نوبة تنزل في صلاة الفجر وتصعد ونوبة بتنزل العصر وتصعد وهكذا، فالملائكة هؤلاء يتأذون من الحلال، شو هو؟ الثوم والبصل، لدرجة روى الإمام مسلم في "صحيحه" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد، مسجد الرسول في المدينة وشم من أحدهم رائحة كريهة ثوم أو بصل أمر به فأُخرج إلى البقيع. مش بره في المسجد إلى المقبرة .
السائل : ... ؟
الشيخ : ... بيملأ الكناية، شو معنى هذا ؟ أن هذا لا يليق به أن يعيش مع الأحياء هذا يليق أنه يعيش مع الأموات لأن الأموات لا يشعرون، بيحسوا رائحة طيبة ولّا كريهة. هذا في الطيّب البصل والثوم فما بالكم بالخبيث لا يؤكل ولا يُمضغ ولا أي شيء إنما يشرب الدخان ... هذه الأدلة كلها تكفي، واحدة من هذه الأدلة تكفي لبيان أن شرب الدخان حرام ما بالك ... .

السائل : إذا دخل المصلون المسجد فعند دخوله إلى المسجد فوجد الإمام في تكبيرة الإحرام وهمّ بالركوع الإمام فركع المصلي عند... ؟
الشيخ : كيف في تكبيرة الإحرام وهم بالركوع .
السائل : عفوًا، في الركوع، هم في الركوع، فدخل إلى باب المسجد فوجد الإمام راكع فركع مع ركوع الإمام ... إلى ... فقام الإمام قبل ما يدخل ... .
الشيخ : ما تمكن من أن ينضم إلى الصف؟ .
السائل : نعم، فهل تحسب ركعة ولّا لا ؟
الشيخ : تُحسب ركعة .
السائل : الدليل على هذا .
الشيخ : مادام أنه شارك الإمام في الركوع ولو أنه كان خارج الصف لأن السنة من دخل المسجد كما ذكرت فوجد الإمام راكعًا أن يركع ويشارك الإمام في الركوع ثم يدب دبيبًا وهو راكع حتى ينضم إلى الصف، ولا بأس بعد ذلك إذا لم يتمكن من الانضمام إلى الصف إلا بعد أن رفع الإمام رأسه، المهم أنه شاركه في الركوع، ومن شارك الإمام في الركوع تُحسب له ركعة، لكن كثير من العلماء لا يرون الركوع خارج الصف ثم الدب والمشي وهو راكع إلى الصف، لكن السنة التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحة في أن من دخل المسجد ووجد الإمام راكعًا فليركع حيث هو ثم ليمشِ وهو راكع حتى يدرك الإمام، وما أدرك الإمام فرفع رأسه من الركوع بيرفع رأسه من الركوع بيمشي خطوات حتى ينضم إلى الصف. هكذا السنة .

السائل : ولو ما أدرك تسبيحة، أدرك هيئة الركوع ولم يدرك تسبيحة .
الشيخ : طبعا هذه قضية أخرى ما لها علاقة بكونه ركع خارج الصف أو داخل الصف، هذه مسألة أخرى، إدراك الركوع يكون بمجرد مشاركة الإمام في الركوع، أما أدرك تسبيحة وما أدرك التسبيح في الركوع ليس ركنًا، فالركن هو الركوع، أما التسبيح فهو واجب من واجبات الصلاة، فإذا لم يتمكن من الإدراك ولو تسبيحة واحدة فصلاته صحيحة لكن فاته هذا الواجب .

السائل : سؤال ثاني دخل إنسان مسجد في صلاة الجمعة فكان على اعتبار أنه فيه إمام خطيب يعني بده يخطب في هذا المسجد ... دخل جماعة إلى المسجد فكان أنه ... إمام بيخطب في هذا المسجد فلمّا وجدوا الإمام اللّي بده يخطب ما وجدوه في هذا المسجد ولكن خطيب ثاني، وهذا الخطيب معروف عنه أنه لا يطبق السنة وتركوا المسجد فشو الحكم في هذا الأمر؟
الشيخ : هذا سؤال ناقص، تركوا المسجد وراحوا إلى أين؟ .
السائل : طبعًا التحقوا بالمسجد اللي فيه الخطيب ... .
الشيخ : طيب ويقينًا بيدركوا الخطبة وبيدركوا الصلاة ؟
السائل : أي نعم .
الشيخ : يعني مثلًا قد يكون المسجد بعيدًا فلا يمكن إدراكه، فإذا كان قريبًا فلا بأس من ذلك
السائل : ما فيه إثم ؟
الشيخ : ما فيه إثم.

السائل : ما المقصود من ذكر الله عز وجل ؟
الشيخ : ذكر الله ينقسم إلى قسمين، ذكر لفظي وذكر قلبي، والأذكار التي جاءت في الكتاب والسنة هي تعني الذكر اللفظي، والذكر اللفظي يتضمن الذكر القلبي، والذكر القلبي إذا كان عاريًا عن الذكر اللفظي لا يكون ذكرًا وإنما يكون تفكيرًا .
يعني مثلًا بعض الناس يقرؤون، يفتحوا المصحف ويقرؤوا بذهنهم ما بيحركوا لسانهم، هذا ليس قراءة وليس ذكرًا، فلا يكتب له فضيلة قوله - عليه السلام - : ( من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات لا أقول ألم حرفٌ بل ألفٌ حرف لامٌ حرفٌ ميمٌ حرف )، فالذي يقرأ من المصحف ببصره لا يُكتب له هذا الأجر الكثير، هذا إثمه، والتكفير إنما يكون في آيات الله وفي ملكوت الله في السموات والأرض كما أشار ربنا عز وجل في قوله : (( الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم )) هذا هو الذكر اللفظي القلبي، ثم قال: (( ويتفكرون في خلق السموات والأرض )) هذا هو الذكر القلبي، ثم قال بعد قوله: (( ويتفكرون في خلق السموات والأرض )) هذا هو الذكر القلبي ثم قال (( ربنا ما خلقت هذا باطلًا سبحانك فقنا عذاب النار )) هذا الذكر اللفظي والقلبي. يجب أن نتنبه إذًا إلى شيئين اثنين، في الذكر المشروع يجب أن يتوفر فيه تحريك اللسان واستحضار الجنان، فإذا اختل أحدهما خرج عن كونه ذِكرًا، الذكر الشرعي يجب أن يتوفر فيه ذِكر اللسان وذِكر الجنان، فإذا اختل أحدهما خرج عن كونه ذِكرًا. عرفت كيف ؟ فيه إنسان بيذكر الله، لكن قلبه لاهي، ساهي ما له قيمة هذا الذكر، آخر بيذكر الله في قلبه وفي بصره لكن ما بيحرّك لسانه. هذا ليس ذِكرًا، فإذًا الذكر الشرعي هو الجمع بين ذكر اللسان وذكر الجنان.

السائل : ... ما هو الدين في الإسلام ؟
الشيخ : الدين هو الاعتقاد بما شرع الله عزّ وجل من الأحكام الشرعية، وهذه الأحكام تنقسم إلى قسمين أحكام عملية، وأحكام اعتقادية. فهذا هو الدين.
فإذا لم يتمكن الإنسان في قلبه الاعتقاد الجازم بما شرع الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ولم يعمل بما جاء فيه فدينه ناقص، ولهذا قال - عليه السلام -، أشار صلى الله عليه وسلم بقوله: ( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ) ، الدين إذًا هو بمعنى الإسلام، هل يجمع كل شيء جاء عن الله عزّ وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، لكن كلمة الدين قد تأتي بمعنى آخر، فمثلًا نحن نقرأ في كل يوم في سورة الفاتحة (( مالك يوم الدين ))، فهنا الدين بمعنى آخر .
السائل : يوم الحساب .
الشيخ : نعم، فــــــ (( مالك يوم الدين )) يعني مالك يوم القيامة الذي يُدان فيه الناس جميعًا صالحهم وطالحهم، فهذا لفظ الدين هنا غير المعنى الذي شرحناه آنفًا، وهو في مثل قوله تعالى : (( إن الدين عند الله الإسلام ))، الدين إذًا بالمعنى الأول هو يساوي الإسلام، لكن قد يأتي بمعنى الإدانة والمحاسبة للآخرين، وهذا المعنى الثاني هو المقصود في قولنا في سورة الفاتحة (( مالك يوم الدين )) .

السائل : يا سيدي سمعتك مرة في الصلاة في قراءة الفاتحة بتقرأ (( ملكِ يوم الدين ))، ما الفرق بين (( ملكِ يوم الدين )) و (( مالك يوم الدين )) في الناحية اللفظية؟
الشيخ : لا، بدك تقول من الناحية المعنوية، وإلا الفرق من الناحية اللفظية واضح، هذه فيها ألف (( مالك )) وهذه ما فيها ألف (( ملك ))، لكن يبدو أن سؤالك شو الفرق من حيث المعنى .
السائل : نعم .
الشيخ : يقول علماء اللغة ، وهذا طبعًا من اختصاص علماء اللغة (( ملك يوم الدين )) أبلغ وأعم ... من (( مالك يوم الدين ))، (( مالك يوم الدين )) يعني مالك الحساب .
السائل : مالك يعني صاحب، مالك صاحب ؟
الشيخ : لا، أبلغ من صاحب، لأن الصاحب ما بيملك الصاحب، خلي بالك ما بيجوز نفسر (( مالك )) بمعنى صاحب،فأنا صاحبك وأنت صاحبي لكن ما منا من أحد مالك الآخر، لكن رب العالمين مالك الناس أجمعين، (( ملك الناس )) أبلغ من (( مالك الناس )) المعنى واحد الناس بس أبلغ، مثلًا بتأتي ألفاظ فيها مبالغة، فلان ضارب. يعني يضرب، فلان ضرّاب. يعني كثير الضرب، هذه المبالغة يعني، وهكذا أمثلة كثيرة وكثيرة جدًا والقراءتان (( مالك )) و (( ملك )) قراءتان صحيحتان متواترتان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي إنه عليه الصلاة والسلام أوحيت إليه هذه الآية على وجهين، فهو لذلك يقرأ تارة (( مالك يوم الدين )) وتارة (( ملك يوم الدين )) والقرّاء اللّي بيسموهم القراء السبعة وفيه قراء عشرة هم كأهل الحديث تقريبًا، فمحدّث ورد إليه أحاديث كثيرة وفاتته أحاديث أخرى، إمام ثاني وردت إليه أحاديث لم ترد للأول لكن فاتته أحاديث وردت إلى الأول، وهكذا فالقرّاء تقريبًا هكذا، فقراءة حفص التي نقرأ بها نحن اليوم هي قراءة (( مالك ))، قراءة (( ملك )) قراءة قراء آخرين وكلاهما قراءتان صحيحتان.

السائل : هل يجوز الخلط بين قراءتين أو ثلاث قراءات في وقت واحد؟
الشيخ : هذا سؤاله هذا كبيرًا، والجواب نعم خلافًا لما يُسمع من بعض القرّاء، الحقيقة أبو معاذ أصاب القراء ما أصاب الفقهاء المتأخرين، هل يجوز الخلط بين المذاهب؟ نحن نقول يجوز ولا يجوز، يجوز أن نأخذ من كل مذهبٍ ما وافق الكتاب والسنة، لكن لا يجوز أن نأخذ من كل مذهب ما يوافق شهواتنا وأهوائنا، عرفت كيف، هذا يسمّى تلفيقًا، والتلفيق لا يجوز، لأن التلفيق طريق للتخلص من الأحكام الشرعية إن ما صح في هذا المذهب صح في هذا المذهب، ما جاز في هذا المذهب جاز في هذا المذهب، وبهذه الطريقة من التلفيق يتخلص المسلم من التكاليف الشرعية، هذا التلفيق لا يجوز.
أما إذا كان ديدنه أن يتتبع الصحيح من كل مذهبٍ سواء كان له أو كان عليه فهذا هو الاتباع، وهذا هو الانطلاق على بصيرة كما قال تعالى: (( قل هذه سبيل أدعو إلى الله على بصيرة أنا وما اتبعني ))، نضرب مثلًا أنا مثلًا نشأت حنفيًا ابن حنفيٍ، والمذهب الذي نشأت فيه ونشأ فيه أبي من قبلي يرى أن خروج الدم بمقدار الألف ينقض الوضوء، فأنا لمّا ربنا عز وجل يسر لي دراسة السنة والاطلاع عليها وجدت أولًا أنه لا دليل على أن هذا الدم القليل ينقض الوضوء وعلى العكس من ذلك وجدت ما يدل على أن الدم مهما كان كثيرًا فهو لا ينقض الوضوء ومن ذلك قصة الرسول عليه الصلاة والسلام حينما رجع من إحدى الغزوات وأمسى بهم المساء في وادٍ وبطبيعة الحال بدهم يناموا ويباتوا في ذلك الوادي ليستريحوا من وعثاء السفر، لكن وهم راجعون من الغزو فمن الحكمة أن قائد الجيش وبخاصة وهو محمد بن عبد الله - صلوات الله وسلامه عليه - لابد أن يتحفظ من أن يباغته عدوٌ وهو نائمٌ وجيشه، ولذلك كان من الحكمة ومن السياسة العسكرية أن قال لأصحابه الذين حوله : ( من يكلؤنا الليلة ) من يحفظنا الليلة ، من يحرسنا ؟ فقام شابان من الأنصار أحدهما أوسيٌ والآخر خزرجيٌ فقالا نحن يا رسول الله. يعني نقول بهذا الواجب، واجب الحراسة ... الاستجابة السريعة من هذين الشابين الأنصاريين أمرٌ بدهيٌ جدًا لأنهم رُبوا على عين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاشوا تحت كنفه وتربيته أحسن تربية، ومن تربيته - عليه السلام - لهؤلاء الأصحاب الكرام أنه كان يُذكرهم دائمًا بمثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( عينان لا تمسهما النار عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ حرست في سبيل الله ) ، فإذًا كان من الطبيعي أن يسارع هذان الشابان إلى تحقيق طلبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ( من يكلؤنا الليلة؟ ) قالا: نحن يا رسول الله. فقال لهما: ( كونا على فم الشِعب ). الشِعب طريق مثل ما بنشوف الطرق في هذه الأجبل، الجبال، طريق ضيق يمشوا فيه الناس. هذا هو الشِعب، قال لهما: ( كونا على فم الشِعب ) وانطلقا، واستلما الحراسة التي وكل أمرها إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن من عقلهما ودينهما لم يريا من الفائدة أن يُضيع ذلك الوقت فقط في الحراسة وإنما هو في عبادة الله سبحانه وتعالى فاتفقا على أن يتناوبا الحراسة. هذا يحرس نصف الليل بينما الآخر ينام ليتبادل الحراسة فيما بعد. فقام أحدهما يحرس ثم من طمعه في الخير لم يكتف بالقيام بوظيفة الحراسة فقط بل قام يصلي وهو يراقب، والذي خشيه الرسول -عليه السلام- من أن يباغته عدوٌ ولذلك جعل هذين الحارسين ... حيث كان هناك عينٌ من عيون الكفار المشركين، وهذا العين أي الجاسوس كان خارج القرية التي غزاها الرسول - عليه السلام - فلمّا رجع إلى قريته وجد الدنيا قائمة قاعدة، إيش الخبر؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم هجم على القرية وقتل من قتل وسبى من سبى من الرجال والنساء وكان هذا الرجل من جملة من قُتل له وسُبي له من نساء وبنات وإلى آخره، لذلك قال لا أدخل القرية حتى أثأر ثأرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك فهو انطلق يتتبع آثار جيش الرسول صلى الله عليه وسلم حتى رآهم نزلوا في ذلك الوادي فكمن وتخبأ وراء صخرة يترقب الفرصة السانحة له ليأخذ بثأره وإذا به يجد الشابان يقفان أمامه في مرمى قوسه، لكن أحدهما كما قلنا يضع جنبه وينام وذلك ينتصب يصلي فما كان منه إلا أن أخرج سهمًا من كنانته ووضعه في قوسه وسدده إلى الصحابي القائم يصلي. يقول راوي الحديث وهو جابر بن عبد الله الأنصاري فوضعها في ساقه. لا يقول : رماه في ساقه. هذا أسلوب عربي بديع جدًا، كأنه هذا ... من دقة الإصابة، فوضعها في ساقه، فنضح الدم منه. فماذا يفعل هذا الصحابي؟ ماذا فعل؟ لم يقطع صلاته. وهذا هو الشاهد الآن، بل انحنى قليلًا وأخذ الحربة وكأنما يُخرج من ساقه شوكة ورماها هكذا واستمر يصلي، ورماه للمرة الثانية فوضعها في ساقه ورماه المرة الثالثة فوضعها في ساقة حتى أتم الرجل ركعتين ثم إما استيقظ صاحبه أو أيقظه. المهم صاحبه النائم هاله الأمر، الدماء تسيل منه فقال له الجريح قال لقد كنت في سورة أقرؤها. هذا هو الذكر، ..واحد. لقد كنت في سورة أقرؤه ولولا أني خشيت أن أُضيّع ثغرًا وضعني رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراسته لكان ... .