متفرقات للألباني-091
بيان أن المذهب الحق هو مذهب السلف الصالح.
الشيخ : ... مع هذا وجدت في العقيدة ثلاثة مذاهب كيف يتصور هذه المذاهب الثلاثة في العقيدة تكون حق و ربنا عزّ و جل يقول (( فماذا بعد الحقّ إلا الضلال )) لذلك لكي نكون في منجاة من الوقوع في مثل هذا الاختلاف وفي منجاة من الوقوع في مثل هذا الانحراف عن الكتاب و السّنّة فهما ليس إيمانا بالكتاب و السّنّة فكل الفرق الإسلامية تؤمن بالكتاب و السّنة لكن الكثير منها لا يؤمن بالكتاب و السّنّة يؤمن به لفظا لكن لا يؤمن به معنى فما الفائدة من الإيمان باللفظ دون الإيمان بالمعنى فعرفتم كيف يؤمنون باللفظ ... نحن ندعو للكتاب و السّنّة و على منهج السلف الصالح كيف يمكننا أن نعرف ما كان عليه سلفنا الصالح سواء ما كان متعلقا بالعقيدة أو كان متعلقا بالفقه أو ما كان متعلقا بالسّلوك الطريق أن نعرف ما كان عليه الرسول عليه السلام هو نفس الطريق الذي به نعرف ما كان عليه السلف الصالح أي باختصار ، طريق الرواية ، طريق الحديث و تلقي الروايات المتعلقة سواء ما كان منها بالنبي صلى الله عليه و سلم أو بالسلف الصالح أو بطريق الروايات و الحديث هذا الطريق حاد عنه جماهير المسلمين اليوم و قبل اليوم بقرون فجماهيرهم كانوا يعتمدون في فهم الكتاب و السنة على آرائهم وما كانوا يشعرون مطلقا في داخلة نفوسهم بأنه في حاجة إلى أن يستعينوا على فهم الكتاب و السنة بآثار السّلف الصالح ما كانوا يشعرون بهذا لكننا نحن بفضل من سبقنا من أهل العلم تنبهنا لهذه النقطة الهامة ألا وهي ضرورة فهم الكتاب و السّنّة على منهج السلف الصالح ومن الدليل على ذلك قوله تبارك وتعالى (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى و نصله جهنّم و ساءت مصيرا )) هنا دقيقة و لطيفة جدّا الآية الكريمة ربنا ذكر سبيل المؤمنين عطفا على مشاققة الله و الرسول فقال (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) ما اكتى بهذه المشاققة عطف عليها قوله (( و يتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى و نصله جهنّم و ساءت مصيرا )) ترى ما هي النكتة من ذكر سبيل المؤمنين ؟ لو أن الآية كانت فرضا و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نولّه ما تولى و نصله جهنّم و ساءت مصيرا ، ترى أنكتفي بالغرض الذي قامت به بتمام (( و يتّبع غير سبيل المؤمنين )) ؟ نقول لا إذن هنا نكتة بالغة من ذكر الله عزّ و جلّ لجملة (( و يتّبع غير سبيل المؤمنين )) عطفا على قول رب العالمين (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) لماذا ذكر هذه الجملة ؟ ليتبيّن لكم الآن لماذا أي إنّ اتباع الرسول عليه السلام و عدم الخروج على سنّته إنما يكون باتّباع سبيل المؤمنين الذين اتّبعوه بإحسان عليه الصلاة و السلام و إلا لو فعلنا كما فعلت المعتزلة و الخوارج لركبنا رؤوسنا و سلطنا أفهامنا بل أهواءنا على نصوص الكتاب و السنة لضللنا ضلالا بعيدا و لكنا من الذين شاقوا الله و الرسول باسم إيش ؟ هكذا نحن نفهم هذا هو سبب وقوع الفرق الضالة في مخالفة الشريعة في كثير من العقائد فضلا عن الأحكام الفقهية .
ذكر مثال يبين هذا القيد الكريم وهو فهم الكتاب و السنة على فهم سلف الأمة.
الشيخ : أنا عادة أضرب مثالا بسيطا لتوضيح أهميّة هذا القيد الذي استفدناه من الآية السابقة ومن الحديث الأول ( ... ما أنا عليه و أصحابي ) أضرب مثالا بسيطا آية في القرآن الكريم من أبين الآيات في بيان المراد الإلهي وهي قوله تبارك وتعالى في وصف أهل الجنّة في الجنّة (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) ماذا كان موقف المعتزلة و الخوارج بالنسبة لهذه الآية وهي صريحة في أن من نعم الله تبارك وتعالى على المؤمنين في الجنّة بل هي أكبر نعمة يمتنّ الله بها على أهل الجنّة أنّهم يرون ربهم يوم القيامة فإذا رأوه تبارك وتعالى نسوا نعيم الجنّة كلها ، ماذا المعتزلة و الخوارج تجاه هذه الآية أنكروها ؟ لا ما أنكروها لأنهم لو أنكروها لخرجوا من الدين كما تخرج الشعرة من العجين لكنّهم عطّلوها حرّفوا دلالتها الصريحة (( إلى ربها ناظرة )) قالوا إلى نعيم ربها ناظرة ما فيها شيء ، قدّروا مضافا محذوفا كما قلنا نحن آنفا لبيان كيف ينبغي أن تفهم اللغة العربية فضلا عن الكلام الإلهي القائم على اللغة العربية ، جاء الأمير ، جاء الملك هل يجوز لنا أن نفهم جاء خادم الأمير أو الملك ؟ لا . يا أخي بقول لك هذا أمر معروف في اللغة العربية تقدير مضاف محذوف وهنا بحث عند أهل العلم يقولون تقدير المضاف المحذوف يجوز عند وجود الدليل المقتضي لذلك و إلا كانت تعطّلت اللغة العربية أنا أقول جاء أحمد ما يعني أنه جاء ابنه ، جاء أبو أحمد جاء ابنه يا أخي من أين جئت بالتأويل هذا ؟ ... يعطل اللغة العربية وهنا هكذا فعل المعتزلة و غيرهم في تفسير نصوص الكتاب و السّنّة .
السائل : يفهمون الحق !
الشيخ : يفهمون الحق لكنّ الحق ما وافق أهواءهم لذلك يقولون لك فيه ضرورة للتأويل ، شو الضرورة ؟ ما دخل في عقله ومعنى هذا أنهم ما نقول ليسوا مؤمنين مطلقا لكن نقول بكل جرءة أنّ إيمانهم ناقص و ضعيف لأن الله عزّ و جلّ يقول في مطلع سورة البقرة (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) من هم ؟ (( الذين يؤمنون بالغيب )) أول صفة المتّقين الذين يؤمنون بالغيب طيب فمن الغيب (( إلى ربّها ناظرة )) ما بدّها فلسفة هم يستعملون العقل البشري مثل القوّة البشرية تستطيع أن تزيل الجبل عن مكانها ؟ لا القوة البشرية محدودة كذلك السمع محدود البصر محدود كذلك إيش ؟ كذلك العقل محدود تماما كل شيء يعني الإنسان خلق ضعيفا فهم لما يسمعون الآية (( إلى ربها ناظرة )) يكفيهم ، نحن إذا قلنا (( إلى ربها ناظرة )) معناها حصرناه في جهة ، وضعناه فوق وضعناه ... من هذه الشبهات التي استقوها من ما يشاهدونه حولهم من المخلوقين لكن الخالق نسوا أنه وصف نفسه بصفتين اثنتين إحداهما إيجابية و الأخرى سلبية ، الإيجابية صفة قائمة فيه ، السلبية تنزيه له تبارك و تعالى فقال (( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير )) ، (( ليس كمثله شيء )) تنزيه أنه أي شيء يخطر ببالك من صفات الله عزّ و جلّ يختلط عليك الأمر ليكون مثل صفاتنا ، تقول رأسا (( ليس كمثله شيء )) لكن هل هو عبارة عن معنى قائم في الذهن لا حقيقة له و لا وجود له ؟ حاشاه يعني نحن الآن نستطيع أن نتصوّر العنقاء ، العنقاء اسم عربي قديم خيالي طير كبير يتحدّث عنه السندباد البحري في قصة ألف ليلة و ليلة و أمثالها أنه عبارة عن طير كبير البيض تبعه مثل القبّة وبيحكي قصة يعني فيها طرافة و فيها ظرافة كلّها خيال في خيال العنقاء اسم بدون جسم اسم في الذهن معنى قائم في الذهن لكن في خارج الذهن يعني في الواقع لا حقيقة له ربنا عزّ و جل له الذي له كل صفات الكمال ومنزّه عن كل صفات النقصان هل هو هكذا معنى قائم في نفوسنا وليس له حقيقة قائمة خارج هذا الكون ؟ خارج هذا العقل ؟ الله أكبر من ذلك بل هو خلق السماوات فله كل صفات الكمال فهو ذات موجودة حقيقة و لها كل صفات الكمال إذ الأمر كذلك فما هي صفاته عزّ و جلّ ؟ ليس لنا مجال في العقل أن نصفه من عندنا بل قد كفانا مؤنة تشغيل عقولنا بأن وصف نفسه لنا في الكتاب و في السّنّة من جملة هذه الصفات (( إلى ربها ناظرة )) أن المؤمنين كما قال أحد فقهاء الشعراء إن نستطيع أن نقول :
" يراه المؤمنون بغير كيف *** و تشبيه و ضرب من مثال " .فرؤية الله تبارك وتعالى ثابتة في الآخرة أنكرها المعتزلة و أنكرها الخوارج ألعدم وجود نصوص من الكتاب و السنّة ؟ لا النصوص موجودة لكنّهم حرّفوها و ع طلوا معانيها فإذن ما استفادوا شيئا من إيمانهم بهذه النصوص مع إنكارهم حقائق دلائلها فإذن يجب أن نؤمن بالنص لفظا و معنى ، النص محفوظ معصوم ، كيف نعرف المعنى ؟ هنا بيت القصيد كما يقال بالرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح القرآن يفسر أول شيء بالقرآن ثم بالسّنّة الصحيحة ثم بالآثار السلفية فهل نجد عند السلف الصالح تفسير هذه الآية (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) أي إلى نعيم ربها ؟ أبدا كل أثر يأتي عن السلف يتّفق مع ظاهر الآية أوّلا ثمّ مع الأحاديث الصحيحة الصريحة في الدلالة على أن الآية على ظاهرها التي يفهمها كلّ عربيّ إذا كان لم يصب بهوى ، لم يصب بمذهبية أو حزبية مقيتة ، هناك آية أخرى قالها تعالى (( للذين أحسنوا الحسنى و زيادة )) جاء تفسير هذه الآية في الحديث الصحيح في مسلم (( للذين أحسنوا الحسنى )) أي الجنّة (( و زيادة )) أي رؤية الله في الآخرة ، فسّروها بغير شيء رؤية النعم و ما شابه ذلك مما سبق ذكره هذا اسمه تعطيل .
السائل : يفهمون الحق !
الشيخ : يفهمون الحق لكنّ الحق ما وافق أهواءهم لذلك يقولون لك فيه ضرورة للتأويل ، شو الضرورة ؟ ما دخل في عقله ومعنى هذا أنهم ما نقول ليسوا مؤمنين مطلقا لكن نقول بكل جرءة أنّ إيمانهم ناقص و ضعيف لأن الله عزّ و جلّ يقول في مطلع سورة البقرة (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) من هم ؟ (( الذين يؤمنون بالغيب )) أول صفة المتّقين الذين يؤمنون بالغيب طيب فمن الغيب (( إلى ربّها ناظرة )) ما بدّها فلسفة هم يستعملون العقل البشري مثل القوّة البشرية تستطيع أن تزيل الجبل عن مكانها ؟ لا القوة البشرية محدودة كذلك السمع محدود البصر محدود كذلك إيش ؟ كذلك العقل محدود تماما كل شيء يعني الإنسان خلق ضعيفا فهم لما يسمعون الآية (( إلى ربها ناظرة )) يكفيهم ، نحن إذا قلنا (( إلى ربها ناظرة )) معناها حصرناه في جهة ، وضعناه فوق وضعناه ... من هذه الشبهات التي استقوها من ما يشاهدونه حولهم من المخلوقين لكن الخالق نسوا أنه وصف نفسه بصفتين اثنتين إحداهما إيجابية و الأخرى سلبية ، الإيجابية صفة قائمة فيه ، السلبية تنزيه له تبارك و تعالى فقال (( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير )) ، (( ليس كمثله شيء )) تنزيه أنه أي شيء يخطر ببالك من صفات الله عزّ و جلّ يختلط عليك الأمر ليكون مثل صفاتنا ، تقول رأسا (( ليس كمثله شيء )) لكن هل هو عبارة عن معنى قائم في الذهن لا حقيقة له و لا وجود له ؟ حاشاه يعني نحن الآن نستطيع أن نتصوّر العنقاء ، العنقاء اسم عربي قديم خيالي طير كبير يتحدّث عنه السندباد البحري في قصة ألف ليلة و ليلة و أمثالها أنه عبارة عن طير كبير البيض تبعه مثل القبّة وبيحكي قصة يعني فيها طرافة و فيها ظرافة كلّها خيال في خيال العنقاء اسم بدون جسم اسم في الذهن معنى قائم في الذهن لكن في خارج الذهن يعني في الواقع لا حقيقة له ربنا عزّ و جل له الذي له كل صفات الكمال ومنزّه عن كل صفات النقصان هل هو هكذا معنى قائم في نفوسنا وليس له حقيقة قائمة خارج هذا الكون ؟ خارج هذا العقل ؟ الله أكبر من ذلك بل هو خلق السماوات فله كل صفات الكمال فهو ذات موجودة حقيقة و لها كل صفات الكمال إذ الأمر كذلك فما هي صفاته عزّ و جلّ ؟ ليس لنا مجال في العقل أن نصفه من عندنا بل قد كفانا مؤنة تشغيل عقولنا بأن وصف نفسه لنا في الكتاب و في السّنّة من جملة هذه الصفات (( إلى ربها ناظرة )) أن المؤمنين كما قال أحد فقهاء الشعراء إن نستطيع أن نقول :
" يراه المؤمنون بغير كيف *** و تشبيه و ضرب من مثال " .فرؤية الله تبارك وتعالى ثابتة في الآخرة أنكرها المعتزلة و أنكرها الخوارج ألعدم وجود نصوص من الكتاب و السنّة ؟ لا النصوص موجودة لكنّهم حرّفوها و ع طلوا معانيها فإذن ما استفادوا شيئا من إيمانهم بهذه النصوص مع إنكارهم حقائق دلائلها فإذن يجب أن نؤمن بالنص لفظا و معنى ، النص محفوظ معصوم ، كيف نعرف المعنى ؟ هنا بيت القصيد كما يقال بالرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح القرآن يفسر أول شيء بالقرآن ثم بالسّنّة الصحيحة ثم بالآثار السلفية فهل نجد عند السلف الصالح تفسير هذه الآية (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) أي إلى نعيم ربها ؟ أبدا كل أثر يأتي عن السلف يتّفق مع ظاهر الآية أوّلا ثمّ مع الأحاديث الصحيحة الصريحة في الدلالة على أن الآية على ظاهرها التي يفهمها كلّ عربيّ إذا كان لم يصب بهوى ، لم يصب بمذهبية أو حزبية مقيتة ، هناك آية أخرى قالها تعالى (( للذين أحسنوا الحسنى و زيادة )) جاء تفسير هذه الآية في الحديث الصحيح في مسلم (( للذين أحسنوا الحسنى )) أي الجنّة (( و زيادة )) أي رؤية الله في الآخرة ، فسّروها بغير شيء رؤية النعم و ما شابه ذلك مما سبق ذكره هذا اسمه تعطيل .
بيان العلم المفيد في الدنيا و الآخرة مع التحذير من الفرقة القديانية.
الشيخ : باختصار و لعلي أطلت أكثر مما أراد السائل بالسؤال باختصار أقول رحم الله ابن القيم الذي قال :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول و بين رأي فقيه
كلا و لا جحد الصفات و نفيها *** حذرا من التعطيل و التشبيه " .
هذا هو العلم قال الله ، قال رسول الله ، قال الصحابة اليوم الفرق الإسلامية كلّها يأخذون من هذا الكلام اثنين قال الله و قال رسول الله لكن يلفون و يدورون على ما قال الله و قال رسول الله و يأتونك بمذهب ما أنزل الله به من سلطان و حسبكم مثالا على ذلك الفرقة الجديدة وهي القاديانية الذين يسمّون بالأحمدية فهؤلاء آخر الفرق الإسلامية التي لها كيان و لها طقوس و لها ظهور و لها دعوة شائعة في البلاد الأروبية و الأمريكية باسم الإسلام ، هؤلاء مسلمون يصلون الصلوات الخمس و يحجّون إلى بيت الله الحرام و لكنهم حقائق شرعية منصوصة في الكتاب و السّنّة لم يسبقوا إلى القول بها موش مثل المعتزلة الماتوريدية و الأشاعرة فهم ينكرون مثلا أن يكون هناك خلق هم الجنّ مع أن هناك سورة في القرآن اسمها سورة الجنّ طيب هل ينكرون القرآن و ينكرون السورة ؟ لا ، لكن يقولون لنا أنتم ما فهمتم معنى الجن ، الجن مثل الإنس و البشر اللفظين هاذين يدلان على مسمى واحد و إلى على مسمّيين ؟
السائل : مسمّى واحد .
الشيخ : مسمّى واحد ، هم جابوا مسمى ثالث الإنس و البشر و الجنّ أسماء ثلاثة تطلق على مسمّى واحد و هم البشر لما تأتيهم بآية من القرآن (( خلقتني من نار و خلقته من طين )) يقول لك هذه موش نار حقيقية و لا طين حقيقي و إنما هذا مجاز و لما تأتيه بحديث صحيح في مسلم ( خلق الله الملائكة من نور و خلق الجان من نار و خلق آدم مما وصف لكم ) يقول لك هذا حديث آحاد ، حديث ليس متواترا يعني و حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة وهذه دلالة و هي أن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة مع الأسف الشديد ما هو مذهب قادياني ، القاديانية سبقوا إلى هذه الضلالة بقرون لكن لم يسبقوا إلى تفسير الجنّ بأنهم الإنس أو البشر ، الأزهر الشريف الآن الأزهر الذي يسمونه الشريف يقرر على الطلاب الذين يوزّعونهم في العالم الإسلامي للدعوة للإسلام أن الحديث الصحيح لا يحتجّ به في العقيدة إلا إذا كان متواترا شو معنى متواتر يعني يكون جاي من طرق عديدة يعني يكون راوه عشرة من الصحابة و عشرة من التابعين عن عشرة من الصحابة و هكذا ، و على كل حال أردت أن أختصر و لكن كما يقال الحديث ذو شجون
سائل آخر : شو بيستفيدوا من التعطيل ؟
الشيخ : ما فهمت .
سائل آخر : ماذا يستفيدون من التعطيل ؟
الشيخ : اتّباع الأهواء بيحكموا عقولهم ما بيحكّموا شرعهم
سائل آخر : (( أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه )) .
الشيخ : نعم .
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول و بين رأي فقيه
كلا و لا جحد الصفات و نفيها *** حذرا من التعطيل و التشبيه " .
هذا هو العلم قال الله ، قال رسول الله ، قال الصحابة اليوم الفرق الإسلامية كلّها يأخذون من هذا الكلام اثنين قال الله و قال رسول الله لكن يلفون و يدورون على ما قال الله و قال رسول الله و يأتونك بمذهب ما أنزل الله به من سلطان و حسبكم مثالا على ذلك الفرقة الجديدة وهي القاديانية الذين يسمّون بالأحمدية فهؤلاء آخر الفرق الإسلامية التي لها كيان و لها طقوس و لها ظهور و لها دعوة شائعة في البلاد الأروبية و الأمريكية باسم الإسلام ، هؤلاء مسلمون يصلون الصلوات الخمس و يحجّون إلى بيت الله الحرام و لكنهم حقائق شرعية منصوصة في الكتاب و السّنّة لم يسبقوا إلى القول بها موش مثل المعتزلة الماتوريدية و الأشاعرة فهم ينكرون مثلا أن يكون هناك خلق هم الجنّ مع أن هناك سورة في القرآن اسمها سورة الجنّ طيب هل ينكرون القرآن و ينكرون السورة ؟ لا ، لكن يقولون لنا أنتم ما فهمتم معنى الجن ، الجن مثل الإنس و البشر اللفظين هاذين يدلان على مسمى واحد و إلى على مسمّيين ؟
السائل : مسمّى واحد .
الشيخ : مسمّى واحد ، هم جابوا مسمى ثالث الإنس و البشر و الجنّ أسماء ثلاثة تطلق على مسمّى واحد و هم البشر لما تأتيهم بآية من القرآن (( خلقتني من نار و خلقته من طين )) يقول لك هذه موش نار حقيقية و لا طين حقيقي و إنما هذا مجاز و لما تأتيه بحديث صحيح في مسلم ( خلق الله الملائكة من نور و خلق الجان من نار و خلق آدم مما وصف لكم ) يقول لك هذا حديث آحاد ، حديث ليس متواترا يعني و حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة وهذه دلالة و هي أن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة مع الأسف الشديد ما هو مذهب قادياني ، القاديانية سبقوا إلى هذه الضلالة بقرون لكن لم يسبقوا إلى تفسير الجنّ بأنهم الإنس أو البشر ، الأزهر الشريف الآن الأزهر الذي يسمونه الشريف يقرر على الطلاب الذين يوزّعونهم في العالم الإسلامي للدعوة للإسلام أن الحديث الصحيح لا يحتجّ به في العقيدة إلا إذا كان متواترا شو معنى متواتر يعني يكون جاي من طرق عديدة يعني يكون راوه عشرة من الصحابة و عشرة من التابعين عن عشرة من الصحابة و هكذا ، و على كل حال أردت أن أختصر و لكن كما يقال الحديث ذو شجون
سائل آخر : شو بيستفيدوا من التعطيل ؟
الشيخ : ما فهمت .
سائل آخر : ماذا يستفيدون من التعطيل ؟
الشيخ : اتّباع الأهواء بيحكموا عقولهم ما بيحكّموا شرعهم
سائل آخر : (( أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه )) .
الشيخ : نعم .
ذكر قصة للشيخ جرت له في منى مع بعض الأزهريين مع مواصلة الرد على المعطلة .
الشيخ : الشاهد أذكر جيّدا بمناسبة الأزهر الشريف و أنه يقرّر هذه العقيدة ... أخطأ أبو أحمد و من ناوله الكأس أخطأت لأنك لم تنبّهه فبدأ الخطأ منه و أنت سايرته ... أذكر جيّدا يعني منذ عشر سنين أو أكثر كنّا في منى في الحجّ و في ليلة من ليالي منى الجميلة الجوّ هناك هادئ و ربنا متجلي فيه على عباده جلست أتحدّث مع بعض الحجاج هناك فيهم من مصر فيهم من سورية إلى آخره لما دخل علينا رجل مصري أزهري جلس بعد السلام ، أحسّ بأن الذي يتكلم له اتّجاه خاصّ يعني بالقلم العريض الذي يسمّونه وهّابي يعني ونحن نقول سلفي فأحب هو أن يثير مشكلة وهي يقول إن الجماعة الوهابية مجسّمة يقولون أن الله عزّ و جلّ في السماء وعلى العرش استوى أنا سمعت له من أجل أن أرد عليه انتهى من الكلام ، قلت له يا شيخ (( الرحمن على العرش استوى )) هذا كلام البشر أم كلام الله ؟ سمعتك تقول إن الوهابية يقولون هكذا هذا كلام ربّ العالمين ، شو قال المسكين ؟ قال صحيح هذا كلام ربّ العالمين لكن المعنى مو مثل ما يقول هؤلاء . ماذا يقول هؤلاء أنا قلت له ؟ يقولون أن (( الرحمن على العرش استوى )) يعني استعلى قلت له و إلا شو المعنى غير هيك ؟ قال لا هذا معناه أنه حصرنا ربنا في مكان وهنا الشاهد و النكتة تأتي قلت له يا شيخ أنت فاهم من الجماعة خطأ هم ينزّهون الله عن المكان و الذين يخالفونهم هم الذين يجعلون في مكان قال كيف ؟ قلت له المكان حادث أم قديم ؟ قال لا ، حادث لأنه من كان يكون (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) قلنا له طيب الآن نحن هنا جالسين في منى ألسنا في مكان ؟ قال نعم ، قلنا له فوق ماذا يوجد ؟ قال السماء الدنيا قلت له مكان ؟ قال نعم ، قلت له و فوق السماء الدنيا ... السماء السابعة ، و إيش فيه في السماء السابعة ؟ قال العرش ، قلنا له طيب و إيش فيه فوق العرش ؟ هنا نكتة قال و هنا الشاهد قال الملائكة الكروبيون
السائل : من ؟
الشيخ : الملائكة الكروبيون .
السائل : يعني الملائكة المقرّبون ؟
الشيخ : لا لا الكروبيون التعبير هذا منقول لكن ليس صحيحا أنا تجاهلت الموضوع قلت له شو الملائكة الكروبيون ؟ قال هذا نوع من الملائكة الذين ربنا خلقهم قلت له هؤلاء فوق العرش ؟ قال نعم ، قلت له فيه آية أنهم فوق العرش ؟ (( فيه الرحمن على العرش استوى )) فيه آية استوى على العرش الملائكة الكروبيون ؟ قال لا ، قلت فيه حديث ؟ قال لا ، قلت له عجيب طيب من أين جاءتكم هذه العقيدة ؟ قال الأزهر الشريف هيك علّمنا ، قلت له سبحان الله هنا الشاهد قلت له سبحان الله الأزهر الشريف يقرّر أن الحديث الصحيح الثابت إسناده عن النبي صلى الله عليه و سلم لا تثبت به عقيدة ، طيب هنا لا آية و لا حديث من أين جئتم بهذه العقيدة ؟ على كل حال هذه جملة معترضة بالنسبة له بدّي أتابع الحديث معه بالنسبة ل (( الرحمن على العرش استوى )) قلنا له طيب نغض النظر الآن عن هذه العقيدة التي اعترفت أنت أنها ليس لها أصل لا في الكتاب و لا في السّنّة ولكنها عقيدة أزهرية سلّمنا جدلا أن فوق العرش ملائكة كروبيون و فوق الملائكة الكروبيون إيش فيه ؟ قال ما فيه شيء قلنا له طيب هات نذكر لكم شيئا و مهمّ قلت له لما سألت المكان مشتقّ من كان يكون إلى آخره قال نعم قلت له الكون محدود و إلا غير محدود ؟ قال محدود قلنا له إذن تسلسلنا في البحث إلى أن وصلنا للعرش و جاء هو بخرافة الملائكة الكروبيون و سايرته أنا بعدين و قلت له هب أن هنالك ملائكة كروبيون فماذا بعد ذلك ؟ هل فيه شيء هناك ؟ انتهى الكون؟ قال انتهى الكون إذن ما بقي فيه مكان ؟ ما بقي فيه مكان ، إذن لما نحن نقول الرحمن استعلى على العرش ليش تتهمونا أننا جعلناه في مكان ؟ ليس هناك مكان باعترافنا باتّفاق الجميع أن الكون محدود و آخر الكون الذي ما بعده كائن هو العرش و ربنا عزّ و جلّ فوق العرش فوق المخلوقات كلّها كما قال أيضا الفقيه الشاعر :
" و رب العرش فوق العرش لكن *** بلا وصف التمكّن و اتصال " .
فهو الغني عن العالمين لكن لا مناص عقلا و شرعا من أن نقول إن الله عزّ و جلّ فوق المخلوقات كلها لأنه غني على العالمين أو نقول أنه هو في المخلوقات كلّها داخل فيها و مثل ما يقولون امتزاج الماء بالثلج وقد قال بعض غلاة الصوفية و ما الله إلا إيش ... .
سائل آخر : إلا راهب في كنيسة .
الشيخ : كالماء في الثلج أو هيك شيء يعني ... المهم إما أن نقول أن الله عزّ و جلّ فوق المخلوقات كلّها أو نقول داخلها أو نقول كما سمعت أنا أحد مشايخي في دمشق و على المنبر و في اليوم الأعظم يوم الجمعة يقول الله لا فوق و لا تحت و لا يمين و لا يسار و لا أمام و لا خلف لا داخل العالم و لا خارجه لا متّصلا به و لا منفصلا عنه ... لو قيل لأفصح العرب كلاما و بيانا صف لنا المعدوم ما استطاع أن يصفه بأكثر مما يصف هؤلاء معبودهم ، الله لا فوق و لا تحت و لا يمين و لا يسار لا أمام و لا خلف لا داخل العالم و لا خارجه لا متّصلا به و لا منفصلا عنه هذا هو المعدوم هذا هو المعدوم لذلك أعجبني جدّا كلمة من أحد أذكياء الأمراء ابن تيمية الله يرحمه و يجازيه عن الإسلام خيرا جاهد في سبيل الدفاع عن مذهب السلف جهادا كبيرا و كما تعلمون دائما أهل البدعة يقومون ضدّ أهل السّنّة و بخاصّة قديما و في زمان ابن تيمية كل المشايخ ضدّه فشكوه إلى الأمير في دمشق ... بدأ النقاش في بعض النقاط الاعتقادية منها أن ابن تيمية يقول الله عزّ و جلّ له صفة العلوّ فوق المخلوقات كلّها هم يقولون لا الله في كل مكان مثل ما تسمعون في هذا الزمان أدنى مناسبة يقول لك الله موجود في كلّ وجود شلون الله موجود في كلّ وجود ؟ من جملة الوجود المجاري و الكهاريز و المراحيض و البارات و الخانات و الحانات و و إلى آخره الله موجود في كلّ وجود الخلاصة جرى نقاش بين ابن تيمية و المشايخ أقام الحجة ابن تيمية عليهم بمثل هذا الكلام الذي سمعتموه و أكثر منه شو قال هذا الأمير الذكي العاقل ليس عالما لكن سمع المناقشة بين ابن تيمية و بين جمهور المشايخ فقال عن المشايخ هؤلاء قوم أضاعوا ربّهم هذا كلام صحيح لأن الواحد يقول لا فوق و لا تحت و لا يمين و لا يسار و و إلى آخر الكليشة المصدّية هذه هؤلاء فعلا أضاعوا ربهم موش عارفين ربنا الذين يعبدونه أنت لما تسجد تقول سبحان ربي الأعلى موش عارف سبحان ربّي الأعلى هو في كل مكان شو معنى سبحان ربي الأعلى ؟ (( الرحمن على العرش استوى )) أي استعلى لذلك ضروري جدّا جدّا أن نتمسّك بهذا المنهج الذي هو العمل بالكتاب و السّنّة وعلى منهج السلف الصالح و لذلك قال أهل العلم :
" و كل خير في اتّباع من سلف *** و كل شر في ابتداع من خلف " . ومعذرة من الإطالة .
السائل : من ؟
الشيخ : الملائكة الكروبيون .
السائل : يعني الملائكة المقرّبون ؟
الشيخ : لا لا الكروبيون التعبير هذا منقول لكن ليس صحيحا أنا تجاهلت الموضوع قلت له شو الملائكة الكروبيون ؟ قال هذا نوع من الملائكة الذين ربنا خلقهم قلت له هؤلاء فوق العرش ؟ قال نعم ، قلت له فيه آية أنهم فوق العرش ؟ (( فيه الرحمن على العرش استوى )) فيه آية استوى على العرش الملائكة الكروبيون ؟ قال لا ، قلت فيه حديث ؟ قال لا ، قلت له عجيب طيب من أين جاءتكم هذه العقيدة ؟ قال الأزهر الشريف هيك علّمنا ، قلت له سبحان الله هنا الشاهد قلت له سبحان الله الأزهر الشريف يقرّر أن الحديث الصحيح الثابت إسناده عن النبي صلى الله عليه و سلم لا تثبت به عقيدة ، طيب هنا لا آية و لا حديث من أين جئتم بهذه العقيدة ؟ على كل حال هذه جملة معترضة بالنسبة له بدّي أتابع الحديث معه بالنسبة ل (( الرحمن على العرش استوى )) قلنا له طيب نغض النظر الآن عن هذه العقيدة التي اعترفت أنت أنها ليس لها أصل لا في الكتاب و لا في السّنّة ولكنها عقيدة أزهرية سلّمنا جدلا أن فوق العرش ملائكة كروبيون و فوق الملائكة الكروبيون إيش فيه ؟ قال ما فيه شيء قلنا له طيب هات نذكر لكم شيئا و مهمّ قلت له لما سألت المكان مشتقّ من كان يكون إلى آخره قال نعم قلت له الكون محدود و إلا غير محدود ؟ قال محدود قلنا له إذن تسلسلنا في البحث إلى أن وصلنا للعرش و جاء هو بخرافة الملائكة الكروبيون و سايرته أنا بعدين و قلت له هب أن هنالك ملائكة كروبيون فماذا بعد ذلك ؟ هل فيه شيء هناك ؟ انتهى الكون؟ قال انتهى الكون إذن ما بقي فيه مكان ؟ ما بقي فيه مكان ، إذن لما نحن نقول الرحمن استعلى على العرش ليش تتهمونا أننا جعلناه في مكان ؟ ليس هناك مكان باعترافنا باتّفاق الجميع أن الكون محدود و آخر الكون الذي ما بعده كائن هو العرش و ربنا عزّ و جلّ فوق العرش فوق المخلوقات كلّها كما قال أيضا الفقيه الشاعر :
" و رب العرش فوق العرش لكن *** بلا وصف التمكّن و اتصال " .
فهو الغني عن العالمين لكن لا مناص عقلا و شرعا من أن نقول إن الله عزّ و جلّ فوق المخلوقات كلها لأنه غني على العالمين أو نقول أنه هو في المخلوقات كلّها داخل فيها و مثل ما يقولون امتزاج الماء بالثلج وقد قال بعض غلاة الصوفية و ما الله إلا إيش ... .
سائل آخر : إلا راهب في كنيسة .
الشيخ : كالماء في الثلج أو هيك شيء يعني ... المهم إما أن نقول أن الله عزّ و جلّ فوق المخلوقات كلّها أو نقول داخلها أو نقول كما سمعت أنا أحد مشايخي في دمشق و على المنبر و في اليوم الأعظم يوم الجمعة يقول الله لا فوق و لا تحت و لا يمين و لا يسار و لا أمام و لا خلف لا داخل العالم و لا خارجه لا متّصلا به و لا منفصلا عنه ... لو قيل لأفصح العرب كلاما و بيانا صف لنا المعدوم ما استطاع أن يصفه بأكثر مما يصف هؤلاء معبودهم ، الله لا فوق و لا تحت و لا يمين و لا يسار لا أمام و لا خلف لا داخل العالم و لا خارجه لا متّصلا به و لا منفصلا عنه هذا هو المعدوم هذا هو المعدوم لذلك أعجبني جدّا كلمة من أحد أذكياء الأمراء ابن تيمية الله يرحمه و يجازيه عن الإسلام خيرا جاهد في سبيل الدفاع عن مذهب السلف جهادا كبيرا و كما تعلمون دائما أهل البدعة يقومون ضدّ أهل السّنّة و بخاصّة قديما و في زمان ابن تيمية كل المشايخ ضدّه فشكوه إلى الأمير في دمشق ... بدأ النقاش في بعض النقاط الاعتقادية منها أن ابن تيمية يقول الله عزّ و جلّ له صفة العلوّ فوق المخلوقات كلّها هم يقولون لا الله في كل مكان مثل ما تسمعون في هذا الزمان أدنى مناسبة يقول لك الله موجود في كلّ وجود شلون الله موجود في كلّ وجود ؟ من جملة الوجود المجاري و الكهاريز و المراحيض و البارات و الخانات و الحانات و و إلى آخره الله موجود في كلّ وجود الخلاصة جرى نقاش بين ابن تيمية و المشايخ أقام الحجة ابن تيمية عليهم بمثل هذا الكلام الذي سمعتموه و أكثر منه شو قال هذا الأمير الذكي العاقل ليس عالما لكن سمع المناقشة بين ابن تيمية و بين جمهور المشايخ فقال عن المشايخ هؤلاء قوم أضاعوا ربّهم هذا كلام صحيح لأن الواحد يقول لا فوق و لا تحت و لا يمين و لا يسار و و إلى آخر الكليشة المصدّية هذه هؤلاء فعلا أضاعوا ربهم موش عارفين ربنا الذين يعبدونه أنت لما تسجد تقول سبحان ربي الأعلى موش عارف سبحان ربّي الأعلى هو في كل مكان شو معنى سبحان ربي الأعلى ؟ (( الرحمن على العرش استوى )) أي استعلى لذلك ضروري جدّا جدّا أن نتمسّك بهذا المنهج الذي هو العمل بالكتاب و السّنّة وعلى منهج السلف الصالح و لذلك قال أهل العلم :
" و كل خير في اتّباع من سلف *** و كل شر في ابتداع من خلف " . ومعذرة من الإطالة .
ما حكم إثبات صفة الحركة لله تعالى ؟
السائل : ... مثل ما تفضلت في الحديث ربنا لا حركة ... ؟
الشيخ : أنا ما قلت أنه ليس له حركة هم الذين يقولون ، هم الذين يقولون لما يؤوّلون (( و جاء ربّك )) يقولون لا ، الله لا يجيء لا يروح و لا يجيء ليش ؟ لأن ربنا لا يوصف بالحركة لكن نحن نقول نحن لا نقول ربنا يتحرّك لأن صفة يتحرّك أو لا يتحرّك هذه ما هي مذكورة في القرآن و لا في السّنّة لكن مذكور صراحة بأنه جاء بأنه ينزل فإذا كان هم يفسرون جاء بالحركة فنحن لا نفسرها هكذا لكن لا ننكر المجيء لا نقول جاء ربّك أي أمر ربّك لا نقول ينزل ربّنا أي رحمته عرفت عليّ كيف ؟ فيمكن أنت دخلت عليك الشبهة من قول نحن ربنا لا يتحرّك
الحلبي : و نثبت المجيء .
الشيخ : أيوه لكن في المقابل نثبت المجيء هذه تشبه قضيّة أخرى ، الحركة نسبتها إلى الله لم ترد لا سلبا و لا إيجابا واضح إلى هنا ؟ يشبه هذا لفظة أخرى تتعلّق بالعلوّ الإلهي هل يجوز أن نقول الله في جهة ؟ ابن تيمية له كلام وجيه في هذه القضية قال نحن لا نقول بأن الله في جهة و لا نقول بأنه ليس في جهة لأن لفظة الجهة لم ترد لا سلبا و لا إيجابا لكن إذا قيل لنا كما قيل لنا هناك في منى أنه أنتم لما تقولون (( الرحمن على العرش استوى )) أي استعلى معناه جعلتموه في جهة و وصف الله بأنه في جهة هذا لا يليق بالله عزّ و جلّ لأن الجهة من صفات المخلوقين فيقول ابن تيمية الذي يقول بالجهة أو ينفيها نسأله ماذا تعني بهذه الكلمة ؟ إذا قال الله في جهة يعني جهة العلو كما وصف به نفسه ما لنا سبيل في الإنكار عليه لأن المعنى الذي ذكره صحيح لكن اللفظ غير وارد و إذا كان الذي ينفي الجهة عن الله نقول له ماذا تعني ؟ تعني أن الله عزّ و جلّ ليس فوق مخلوقاته أي نعم الله لا يوصف بأنه فوق و لا تحت و لا يمين ... نقول أنت أخطأت هو الآن أنكر الجهة بالمعنى الثابت شرعا فهو أخطأ مرّتين المرة الأولى جاء بلفظة غير واردة وهي الجهة و المرة الثانية أنه أنكر المعنى الثابت في الشرع في آيات الإستواء و العلوّ وضح لك الآن ؟
السائل : واضح ... أنه يتحرّك .
الشيخ : لا نقول يا حبيبي لا نقول يتحرّك نحن لا نقول بمعنى جاء تحرّك معناه نعطي الصفة التي نحن نعرفها لأنفسنا و ننسبها لربّنا ولذلك نحن ... اسمع يا أخي ولذلك نحن أتينا بالآية (( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير )) فهو سميع و بصير لكن سمعه و بصره ليس كسمعنا و بصرنا نحن الآن لما نبصر الشيء تتحرّك العين و إلا لا ؟
السائل : ممكن تتحرّك ممكن لا .
الشيخ : لا موش ممكن خليك أنت ما تحرّك عينك لشوف ينفع ؟
السائل : بدنا اللحظة يشوف و إلا ما بيشوف .
الشيخ : و كل لحظة أنت الآن في اللحظات بتشوف فيها ما بتحرّك جفنك أبدا ؟ شوف هذه الفلسفة هذه التي أضلّت الناس !
السائل : اللحظة التي تنظر فيها ؟
الشيخ : أي نعم اللحظة التي تنظر فيها موش ممكن .
الحلبي : كلمة أبدا ... .
الشيخ : لا لا اسمح لي حركة الجفن يا أخي أنت الظاهر تفهمها الآن أنه هكذا ، هكذا لا يرى لكن إذا كان هكذا بيشوف يعني الحركة هلّأ الإنسان إذا يدقق في شيء ... يضم شوية ... فأنت تظن أنه كل من يريد أن ينظر لابد ما يحرّك جفنيه هذا خطأ الشاهد من هذا الكلام كلّه أنه أنت لما بدّك تنظر بعينك لابد الجفن يتحرّك قليلا أو كثيرا لكن مع ذلك نأتيك من باب أقرب أنت لما تنظر تنظر بحدقة و ببياض و بجفن إلى آخره هل هذه الصفات نصف ربّنا بها لأنّه بصير ؟ ليش ؟ (( ليس كمثله شيء )) الآن أنت إذا تريد تفسّر المجيء الإلهي بالنزول الإلهي ... الحركة من أين تأخذ هذا اللّزوم ؟ منّا ، معناها شبّهنا ربّ العالمين بنا و من هنا ضل المعتزلة و أمثالهم ، كيف ذلك ؟ اسمح لي أنت لا تقل شيئا أنت اسمع الآن فقط !
السائل : ... .
الشيخ : لا أنا أوضّح لك الآن الله يهديك وجهة نظرك تبيّنها من قبل موش أثناء سماع الجواب من هنا ضل المعتزلة و أمثالهم كيف ؟ لما سمعوا (( و هو السميع البصير )) رأسا تبادر في ذهنهم أن سمعه كسمعنا و بصره كبصرنا (( يد الله فوق أيديهم )) تبادر لذهنهم أن يد الله كيد البشر إلى آخره (( و جاء ربّك )) و ينزل و إلى آخره تبادر إلى أذهانهم من هذه الصفات التي وصف الله بها نفسه أنها هي الصفات الموجودة عندنا شايف كيف ؟ طيّب هذه الصفات معناها الله شبّه حاله بعباده آه التشبيه باطل بداهة لذلك الذين قالوا ما دام في هذه الآيات فيه تشبيه الخالق بالمخلوق فالتشبيه باطل إذن نحن نؤوّل الآيات وما نقول بظاهرها حتّى ما نقع في التشبيه عرفت كيف الآن بالنسبة لموضوع الحركة هم فهموا من المجيء أنه يلزمه الحركة وفهمهم للنزول كذلك ، الحركة من صفة المخلوق إذن ربّنا لا يجيء و لا ينزل نحن نقول (( ليس كمثله شيء )) نثبت الصفة التي وصف بها نفسه دون تشبيه و دون إيش ؟ تكييف فهمت كيف ؟ لا تقل أنت ليش نفيت الحركة نحن نفيناها لأنها لم ترد
السائل : ... .
الشيخ : الحركة ، اسمح لي شويّة حركة تليق بجلاله ثبتت و إلا مجيء يليق بجلاله هو الثابت ؟
السائل : أنا أقصد ... .
الشيخ : جاوب الله يهديك ، شايف شلون بتبيّن قصدك الأول يجيك السؤال ترجع تقول أقصد وهذه لا تنتهي بيّن شو قصدك من الأول ، أنا أقول لك الآن حركة تليق بجلاله وردت هذه الحركة التي تليق بجلاله ؟
السائل : ليس ... .
الشيخ : جاوب يا حبيبي ، جاوب قل وردت أو ما وردت ريّح حالك و ريّحنا .
السائل : لا ما وردت .
الشيخ : طيب إذن شو ... تقول شيئا ما ورد يعني مثل ما واحد يقول أنه ربنا له شعر لكن إيش ليس كمثل شعرنا !! يا حبيبي هذه الصفة أنت تصف ربّك بصفة هذه الصّفة هل وردت في الكتاب و السّنّة ؟ لا ما وردت ريّح حالك نحن ... خالصين مع الجماعة الضالين هدول في الصفات التي أثبتها الله لنفسه إلا كمان بدّهم يعطّلوها و نزيد نحن ... و في الطنبور نغمة و في الطين بلّة و نجيب صفات من عندنا و نضيف إليها إيش تليق بجلاله !
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟ كيف ؟
السائل : آية (( يوم يكشف عن ساق )) ... .
الشيخ : احكي يا أخي شو عندك ؟
السائل : ألا تدلّ على الحركة هذا الذي أقصده يعني وضّح لي هذه الآية تفسيرها و معناها
الشيخ : ليش هلّأ تطول بس الحق مو عليك ، اسمع شوية هلأ أنت كنّا في المجيء صحيح و إلا لا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : الآن ليش انتقلت (( يوم يكشف عن ساق )) خلصنا من الأولى ، خلصنا من الأولى ، خلصنا من الأولى ؟ ثلاث مرات سؤال الدنيا ليل و إلا نهار ما فيه جواب ، الله يهديك لا تضيّع وقتنا فيه غيرك بدّو يسأل ، طوّل بالك نحن إذا ما طوّلنتا بالنا على الناس ما اجتمع هؤلاء الناس !
السائل : جزاك الله خيرا شيخنا .
الشيخ : كنا في المجيء و بيّنا لك نحن لك في المجيء على اعتبارها صفة لله عزّ و جلّ لكن لا نضيف إليها معاني نعرفها من أنفسنا و هي الحركة حتما نحن إذا نقول فلان جاء إلى الدار شو فيه تلازم ؟ فيه حركة ، نحن الآن لما نسمع ربنا يصف نفسه أنه جاء و بأنه ينزل ما يجوز نضيف إلى هذه الصفة صفة قائمة في أنفسنا و ملازمة للمجيء البشري فنضيف الصفة القائمة في أنفسنا للمجيء الإلهي هذا هو التشبيه و لذلك ظننت أنا أنه انتهينا معك أنه نحن نصف ربّنا بما وصف به نفسه ، بماذا وصف نفسه ؟ جاء . حركة ؟ قلنا لك آنفا هل الحركة جاءت كصفة من صفات الله ؟ قلت أنت حركة تليق بجلاله و ضربت لك مثالا و قلت لك واحد يقول الله له شعر لكن شعر يليق بجلاله ما استفدنا شيئا من هذا الكلام كلّه قفزت بمساعدة صاحبك هناك إلى (( يوم يكشف عن ساق )) يا حبيبي لما ننتهي من البحث الأول تأخذ أنت الجواب من نفسك من فهمك للجواب عن البحث الأول و ترتاح في كل الآيات هل انتهينا بالنسبة إلى (( جاء ربّك )) بأنه لا تلازم بين المجيء و بين الحركة إلا بالصفة البشرية و (( ليس كمثله شيء )) انتهينا منها إذن لا يجوز للمسلم أن يقول إن الله يتحرّك و لا يجوز له أن يقول لا يتحرّك لأنه لم يرد هذا و لا هذا كما قلنا لك ، الله في جهة لا نقول في جهة و لا نقول ليس في جهة لكن نستفسر منه ماذا يعني الله في جهة ؟ يعني أن الله على العرش استوى كما يليق بجلاله نقول له المعنى أصبت و اللفظة أخطأت لأنك جئت بلفظ ما جاء في السّنّة ، فالآن أنت استفدنا معك شيء بهذا البيان المتعلق بـ (( و جاء ربّك )) و الأمثلة التي ضربناه لك و اقتنعت تماما أنه لا نزيد عن الصفة القرآنية أو الحديثيّة شيء و نقف عند التعبير عند التعبير الإلهي أو النبوي ، اتّفقنا على هذا و إلا ما اتّفقنا ؟ إن كنّا اتفقنا و الحمد لله أقول لك سؤالك عن (( يوم يكشف عن ساق )) الجواب هو نفسه عن (( جاء ربّك )) و ( ينزل الله ... ) و إلى آخره و إن كنّا ما اتفقنا فاستعجال الأمر و القفز في البحث لا يحسن إلى آية أخرى و ثانية و ثالثة و رابعة اتّفقنا و إلا لا يزال في المسألة غموض !
السائل : ... .
الشيخ : طيب إيش الفرق حينئذ بين جاء و (( يوم يكشف عن ساق )) (( يوم يكشف عن ساق )) مثل و جاء نؤمن كما جاءت لأن صفات الله يجب أن نؤمن بها من باب يؤمنون بالغيب .
الحلبي : الله أكبر .
الشيخ : لكن لا تكييف و لا تعطيل .
السائل : أنا لا أكيّف .
الشيخ : لما تقول حركة هذه من أين أتيت بها ؟ هذا مو تكييف ؟ الحركة أخذتها من البشر و ألصقتها برب البشر !
السائل : ... .
الشيخ : كيف ؟
الحلبي : ... في السمع .
السائل : و البصر نفس الشيء .
الشيخ : إذن ما اتفقنا ما استفدنا شيئا ما استفدنا شيئا ، يا حبيبي قلنا لك (( جاء ربّك )) ثابت في القرآن تحرّك ربّك موش جاية لا في القرآن و لا في السّنّة !
الحلبي : شيخنا قضية مناظرة الإمام أبي الحسن رحمه الله مع المعتزلة في لفظ الحكيم و العاقل !
الشيخ : الله أكبر .
الحلبي : لفظ الحكيم نفس معنى العاقل لا يجوز إثبات أن الله عاقل مع إثبات أن الله حكيم ليش ؟ لأنه هكذا في الكتاب و في السّنّة وردت وكذلك معنى المجيء بما نفهم نحن حركة لكن لا نثبت الحركة لله لأنه ما أثبتها لنفسه و نثبت له المجيء كما أثبته لنفسه فالله وصف نفسه و الرسول وصف ربّه فنؤمن بما وصف الله به نفسه و ما وصف الرسول صلى الله عليه و سلم به ربه و بالله التوفيق .
الشيخ : أنا ما قلت أنه ليس له حركة هم الذين يقولون ، هم الذين يقولون لما يؤوّلون (( و جاء ربّك )) يقولون لا ، الله لا يجيء لا يروح و لا يجيء ليش ؟ لأن ربنا لا يوصف بالحركة لكن نحن نقول نحن لا نقول ربنا يتحرّك لأن صفة يتحرّك أو لا يتحرّك هذه ما هي مذكورة في القرآن و لا في السّنّة لكن مذكور صراحة بأنه جاء بأنه ينزل فإذا كان هم يفسرون جاء بالحركة فنحن لا نفسرها هكذا لكن لا ننكر المجيء لا نقول جاء ربّك أي أمر ربّك لا نقول ينزل ربّنا أي رحمته عرفت عليّ كيف ؟ فيمكن أنت دخلت عليك الشبهة من قول نحن ربنا لا يتحرّك
الحلبي : و نثبت المجيء .
الشيخ : أيوه لكن في المقابل نثبت المجيء هذه تشبه قضيّة أخرى ، الحركة نسبتها إلى الله لم ترد لا سلبا و لا إيجابا واضح إلى هنا ؟ يشبه هذا لفظة أخرى تتعلّق بالعلوّ الإلهي هل يجوز أن نقول الله في جهة ؟ ابن تيمية له كلام وجيه في هذه القضية قال نحن لا نقول بأن الله في جهة و لا نقول بأنه ليس في جهة لأن لفظة الجهة لم ترد لا سلبا و لا إيجابا لكن إذا قيل لنا كما قيل لنا هناك في منى أنه أنتم لما تقولون (( الرحمن على العرش استوى )) أي استعلى معناه جعلتموه في جهة و وصف الله بأنه في جهة هذا لا يليق بالله عزّ و جلّ لأن الجهة من صفات المخلوقين فيقول ابن تيمية الذي يقول بالجهة أو ينفيها نسأله ماذا تعني بهذه الكلمة ؟ إذا قال الله في جهة يعني جهة العلو كما وصف به نفسه ما لنا سبيل في الإنكار عليه لأن المعنى الذي ذكره صحيح لكن اللفظ غير وارد و إذا كان الذي ينفي الجهة عن الله نقول له ماذا تعني ؟ تعني أن الله عزّ و جلّ ليس فوق مخلوقاته أي نعم الله لا يوصف بأنه فوق و لا تحت و لا يمين ... نقول أنت أخطأت هو الآن أنكر الجهة بالمعنى الثابت شرعا فهو أخطأ مرّتين المرة الأولى جاء بلفظة غير واردة وهي الجهة و المرة الثانية أنه أنكر المعنى الثابت في الشرع في آيات الإستواء و العلوّ وضح لك الآن ؟
السائل : واضح ... أنه يتحرّك .
الشيخ : لا نقول يا حبيبي لا نقول يتحرّك نحن لا نقول بمعنى جاء تحرّك معناه نعطي الصفة التي نحن نعرفها لأنفسنا و ننسبها لربّنا ولذلك نحن ... اسمع يا أخي ولذلك نحن أتينا بالآية (( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير )) فهو سميع و بصير لكن سمعه و بصره ليس كسمعنا و بصرنا نحن الآن لما نبصر الشيء تتحرّك العين و إلا لا ؟
السائل : ممكن تتحرّك ممكن لا .
الشيخ : لا موش ممكن خليك أنت ما تحرّك عينك لشوف ينفع ؟
السائل : بدنا اللحظة يشوف و إلا ما بيشوف .
الشيخ : و كل لحظة أنت الآن في اللحظات بتشوف فيها ما بتحرّك جفنك أبدا ؟ شوف هذه الفلسفة هذه التي أضلّت الناس !
السائل : اللحظة التي تنظر فيها ؟
الشيخ : أي نعم اللحظة التي تنظر فيها موش ممكن .
الحلبي : كلمة أبدا ... .
الشيخ : لا لا اسمح لي حركة الجفن يا أخي أنت الظاهر تفهمها الآن أنه هكذا ، هكذا لا يرى لكن إذا كان هكذا بيشوف يعني الحركة هلّأ الإنسان إذا يدقق في شيء ... يضم شوية ... فأنت تظن أنه كل من يريد أن ينظر لابد ما يحرّك جفنيه هذا خطأ الشاهد من هذا الكلام كلّه أنه أنت لما بدّك تنظر بعينك لابد الجفن يتحرّك قليلا أو كثيرا لكن مع ذلك نأتيك من باب أقرب أنت لما تنظر تنظر بحدقة و ببياض و بجفن إلى آخره هل هذه الصفات نصف ربّنا بها لأنّه بصير ؟ ليش ؟ (( ليس كمثله شيء )) الآن أنت إذا تريد تفسّر المجيء الإلهي بالنزول الإلهي ... الحركة من أين تأخذ هذا اللّزوم ؟ منّا ، معناها شبّهنا ربّ العالمين بنا و من هنا ضل المعتزلة و أمثالهم ، كيف ذلك ؟ اسمح لي أنت لا تقل شيئا أنت اسمع الآن فقط !
السائل : ... .
الشيخ : لا أنا أوضّح لك الآن الله يهديك وجهة نظرك تبيّنها من قبل موش أثناء سماع الجواب من هنا ضل المعتزلة و أمثالهم كيف ؟ لما سمعوا (( و هو السميع البصير )) رأسا تبادر في ذهنهم أن سمعه كسمعنا و بصره كبصرنا (( يد الله فوق أيديهم )) تبادر لذهنهم أن يد الله كيد البشر إلى آخره (( و جاء ربّك )) و ينزل و إلى آخره تبادر إلى أذهانهم من هذه الصفات التي وصف الله بها نفسه أنها هي الصفات الموجودة عندنا شايف كيف ؟ طيّب هذه الصفات معناها الله شبّه حاله بعباده آه التشبيه باطل بداهة لذلك الذين قالوا ما دام في هذه الآيات فيه تشبيه الخالق بالمخلوق فالتشبيه باطل إذن نحن نؤوّل الآيات وما نقول بظاهرها حتّى ما نقع في التشبيه عرفت كيف الآن بالنسبة لموضوع الحركة هم فهموا من المجيء أنه يلزمه الحركة وفهمهم للنزول كذلك ، الحركة من صفة المخلوق إذن ربّنا لا يجيء و لا ينزل نحن نقول (( ليس كمثله شيء )) نثبت الصفة التي وصف بها نفسه دون تشبيه و دون إيش ؟ تكييف فهمت كيف ؟ لا تقل أنت ليش نفيت الحركة نحن نفيناها لأنها لم ترد
السائل : ... .
الشيخ : الحركة ، اسمح لي شويّة حركة تليق بجلاله ثبتت و إلا مجيء يليق بجلاله هو الثابت ؟
السائل : أنا أقصد ... .
الشيخ : جاوب الله يهديك ، شايف شلون بتبيّن قصدك الأول يجيك السؤال ترجع تقول أقصد وهذه لا تنتهي بيّن شو قصدك من الأول ، أنا أقول لك الآن حركة تليق بجلاله وردت هذه الحركة التي تليق بجلاله ؟
السائل : ليس ... .
الشيخ : جاوب يا حبيبي ، جاوب قل وردت أو ما وردت ريّح حالك و ريّحنا .
السائل : لا ما وردت .
الشيخ : طيب إذن شو ... تقول شيئا ما ورد يعني مثل ما واحد يقول أنه ربنا له شعر لكن إيش ليس كمثل شعرنا !! يا حبيبي هذه الصفة أنت تصف ربّك بصفة هذه الصّفة هل وردت في الكتاب و السّنّة ؟ لا ما وردت ريّح حالك نحن ... خالصين مع الجماعة الضالين هدول في الصفات التي أثبتها الله لنفسه إلا كمان بدّهم يعطّلوها و نزيد نحن ... و في الطنبور نغمة و في الطين بلّة و نجيب صفات من عندنا و نضيف إليها إيش تليق بجلاله !
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟ كيف ؟
السائل : آية (( يوم يكشف عن ساق )) ... .
الشيخ : احكي يا أخي شو عندك ؟
السائل : ألا تدلّ على الحركة هذا الذي أقصده يعني وضّح لي هذه الآية تفسيرها و معناها
الشيخ : ليش هلّأ تطول بس الحق مو عليك ، اسمع شوية هلأ أنت كنّا في المجيء صحيح و إلا لا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : الآن ليش انتقلت (( يوم يكشف عن ساق )) خلصنا من الأولى ، خلصنا من الأولى ، خلصنا من الأولى ؟ ثلاث مرات سؤال الدنيا ليل و إلا نهار ما فيه جواب ، الله يهديك لا تضيّع وقتنا فيه غيرك بدّو يسأل ، طوّل بالك نحن إذا ما طوّلنتا بالنا على الناس ما اجتمع هؤلاء الناس !
السائل : جزاك الله خيرا شيخنا .
الشيخ : كنا في المجيء و بيّنا لك نحن لك في المجيء على اعتبارها صفة لله عزّ و جلّ لكن لا نضيف إليها معاني نعرفها من أنفسنا و هي الحركة حتما نحن إذا نقول فلان جاء إلى الدار شو فيه تلازم ؟ فيه حركة ، نحن الآن لما نسمع ربنا يصف نفسه أنه جاء و بأنه ينزل ما يجوز نضيف إلى هذه الصفة صفة قائمة في أنفسنا و ملازمة للمجيء البشري فنضيف الصفة القائمة في أنفسنا للمجيء الإلهي هذا هو التشبيه و لذلك ظننت أنا أنه انتهينا معك أنه نحن نصف ربّنا بما وصف به نفسه ، بماذا وصف نفسه ؟ جاء . حركة ؟ قلنا لك آنفا هل الحركة جاءت كصفة من صفات الله ؟ قلت أنت حركة تليق بجلاله و ضربت لك مثالا و قلت لك واحد يقول الله له شعر لكن شعر يليق بجلاله ما استفدنا شيئا من هذا الكلام كلّه قفزت بمساعدة صاحبك هناك إلى (( يوم يكشف عن ساق )) يا حبيبي لما ننتهي من البحث الأول تأخذ أنت الجواب من نفسك من فهمك للجواب عن البحث الأول و ترتاح في كل الآيات هل انتهينا بالنسبة إلى (( جاء ربّك )) بأنه لا تلازم بين المجيء و بين الحركة إلا بالصفة البشرية و (( ليس كمثله شيء )) انتهينا منها إذن لا يجوز للمسلم أن يقول إن الله يتحرّك و لا يجوز له أن يقول لا يتحرّك لأنه لم يرد هذا و لا هذا كما قلنا لك ، الله في جهة لا نقول في جهة و لا نقول ليس في جهة لكن نستفسر منه ماذا يعني الله في جهة ؟ يعني أن الله على العرش استوى كما يليق بجلاله نقول له المعنى أصبت و اللفظة أخطأت لأنك جئت بلفظ ما جاء في السّنّة ، فالآن أنت استفدنا معك شيء بهذا البيان المتعلق بـ (( و جاء ربّك )) و الأمثلة التي ضربناه لك و اقتنعت تماما أنه لا نزيد عن الصفة القرآنية أو الحديثيّة شيء و نقف عند التعبير عند التعبير الإلهي أو النبوي ، اتّفقنا على هذا و إلا ما اتّفقنا ؟ إن كنّا اتفقنا و الحمد لله أقول لك سؤالك عن (( يوم يكشف عن ساق )) الجواب هو نفسه عن (( جاء ربّك )) و ( ينزل الله ... ) و إلى آخره و إن كنّا ما اتفقنا فاستعجال الأمر و القفز في البحث لا يحسن إلى آية أخرى و ثانية و ثالثة و رابعة اتّفقنا و إلا لا يزال في المسألة غموض !
السائل : ... .
الشيخ : طيب إيش الفرق حينئذ بين جاء و (( يوم يكشف عن ساق )) (( يوم يكشف عن ساق )) مثل و جاء نؤمن كما جاءت لأن صفات الله يجب أن نؤمن بها من باب يؤمنون بالغيب .
الحلبي : الله أكبر .
الشيخ : لكن لا تكييف و لا تعطيل .
السائل : أنا لا أكيّف .
الشيخ : لما تقول حركة هذه من أين أتيت بها ؟ هذا مو تكييف ؟ الحركة أخذتها من البشر و ألصقتها برب البشر !
السائل : ... .
الشيخ : كيف ؟
الحلبي : ... في السمع .
السائل : و البصر نفس الشيء .
الشيخ : إذن ما اتفقنا ما استفدنا شيئا ما استفدنا شيئا ، يا حبيبي قلنا لك (( جاء ربّك )) ثابت في القرآن تحرّك ربّك موش جاية لا في القرآن و لا في السّنّة !
الحلبي : شيخنا قضية مناظرة الإمام أبي الحسن رحمه الله مع المعتزلة في لفظ الحكيم و العاقل !
الشيخ : الله أكبر .
الحلبي : لفظ الحكيم نفس معنى العاقل لا يجوز إثبات أن الله عاقل مع إثبات أن الله حكيم ليش ؟ لأنه هكذا في الكتاب و في السّنّة وردت وكذلك معنى المجيء بما نفهم نحن حركة لكن لا نثبت الحركة لله لأنه ما أثبتها لنفسه و نثبت له المجيء كما أثبته لنفسه فالله وصف نفسه و الرسول وصف ربّه فنؤمن بما وصف الله به نفسه و ما وصف الرسول صلى الله عليه و سلم به ربه و بالله التوفيق .
ما هي الموصفات التي ينبغي أن تبنى عليها المساجد اليوم على السنة ؟
السائل : ما هي المواصفات في بناء المسجد على السّنّة ؟ نرجو التوضيح ؟
الشيخ : وهذا ما لا يمكنك أن تقوم به اليوم شو الفايدة ؟
السائل : فيه بعض الإخوة يبنوا مسجد !
الشيخ : ما بيستطيعوا .
السائل : ... .
الشيخ : لأن وزارة الأوقاف الإسلامية واقف حجر عثرة في تطبيق السّنّة المحمّدية !
سائل آخر : ... .
الشيخ : المسجد السلفي كنت وضعت له خارطة في كتاب كنت بدأت به قديما و يعني مشيت شوط قصير فيه و هو الذي كنت سمّيته " الثمر المستطاب في فقه السّنّة و الكتاب " لما وصلت إلى كتاب المساجد و نهي الرسول عن زخرفة المساجد و أحاديث منها ما في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل يوما إلى مسجده من باب ، كان له أبواب ، دخل من باب فقال ( لو تركنا هذا الباب للنساء ) هكذا قال ، الرسول معه عبد الله بن عمر يدخلون إلى المسجد ، الرسول عليه السلام يقول هذا الحديث و يلتقطه عبد الله بن عمر يقول الرسول عليه السلام ( لو تركنا هذا الباب للنساء ) يعني لا ندخل نحن الرجال منه قال نافع " ما دخل ابن عمر بعد ذلك من هذا الباب " .
الحلبي : الله أكبر التّصديق .
الشيخ : أنا أخذت من هذا الحديث أنه ينبغي أن يكون في المسجد السلفي باب خاص بالنساء لا يشاركها الرجال في الجملة اتّفق لي أني زرت مصر من عشر سنوات و زرنا قرية أو بلدة كبيرة اسمها سوهاج و هناك جماعة يسمون أنصار السّنّة هناك فقالوا لنا نحن نبني مسجد إذا تريد تشوف كذا فذهبت معهم قالوا هنا الباب و هنا القبلة إلى آخره بعد ما وصفوا لي قلت لهم أين باب النساء فاستفادوا و أرجوا أن يكونوا طبّقوها يعني ، الشاهد المسجد الذي تدل عليه الأثار و الأحاديث الصحيحة ينبغي أولا أن لا يكون فيه سارية عمود يكون قطعة واحدة مسح حتى لا يقطع الصفوف بعدين لا ينبغي أن يكون فيه محراب و يبغي أن لا يكون فيه منبر يقطع الصفوف و يكون المنبر ثلاث درجات هو يقوم بواجب المنبر و واجب المحراب و فيه ردّ عملي على الذين يقولون المحراب من أجل أن يدل على القبلة نقول لهم المنبر يدّل على القبلة! و هذا المنبر الذي يدل على القبلة للأعمى أكثر من المحراب إلى آخره لكن هذه تحججات باطلة لتسليك هذه البدعة التي ابتلي الناس بها منذ القرن الأول تقريبا ... على العكس من ذلك قال لهم ( اتقوا هذه المحاريب ... ) لأن هذه من عادة النصارى في كنائسهم و لذلك كان بعض السلف و منهم عبد الله بن مسعود كان يكره الصلاة في الطاق يعني المحراب فكان يتجنب الصلاة في المحراب لأن هذا من شيم... له باب للنساء يدخلن منه و يخرجن منه لا يشاركهن الرجال و ينبغي أن يكون هناك مكان لصلاة النساء لكن هذا المكان ليس من الضروري أن يكون محجوبا عن الرجال بستارة أو بجدار لأن اللباس الشرعي الذي يفترض أن يكون ملبوسات النساء هو الحجاب و لأن النساء يحسن بهن أن يشاركن الرجال في رؤية الإمام و حركات المقتدين من خلفه و هذا كله من هديه عليه السلام و سيرته ، اليوم الناس يتركون أشياء هامة و يأتون بأشياء غير هامة من هذه الأشياء الغير الهامة أنهم يفصلون النساء عن الرجال بالباطون ما فيه ضرورة لهذا الفصل لكن الضرورة التي يوحيها إليهم ما هي ؟ أنهم هم شايفين النساء أكثرهم متبرجات فهم بدّهم يصلوا هيك مكشوفات معناه وقعت عين الرجال على ما لا يجوز فحينئذ نقول :
" أوردها سعد و سعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " .
ما تعالج الأخطاء بأخطاء يقال للنساء اللاتي يردن الحضور في المسجد و هذا يجوز لهن و قد يكون أفضل لهنّ أحيانا على عكس القاعدة ( و بيوتهنّ خير لهنّ ) يقال لهن البسوا اللباس الشرعي و احضرن المسجد كما أنتن ما أحد يشوف منكن عورة محرّمة إطلاقا لا هم لا يستطيعون توجيه النساء إذن ماذا يفعلوا ؟ يحجبون النساء على الرجال رغم أنف الرجال و النساء معا فهذا مما يحضرني بالنسبة للمسجد ، أقول أن هذا ما بإمكانك لأن وزارة الأوقاف تشترط عليك شرطا أنه لازم يكون فيه محراب ، لازم يكون فيه مأذنة تنطح السحاب بينما هذه المأذنة هي في اعتقادي من المصالح المرسلة و ليست سنّة تعبديّة ، المأذنة من المصالح المرسلة يعني المقصود منها
السائل : ... .
الشيخ : ... حتى إن كان من جيبه الخاص أو المجموع كلّ هذا إضاعة للمال فالمهمّ المأذنة من المصالح المرسلة المقصود هو تبليغ صوت المؤذّن إلى أبعد مكان ممكن ، لم تكن يومئذ الوسائل المبتكرة اليوم من مكبّرات الصوت و لذلك تعاطوا وسائل طبيعية ميسّرة يومئذ فبنوا إيش ؟ المآذن ثمّ مع الزّمن تفنّنوا في بناء المآذن ، أنا أتيح لي السفر إلى المغرب يعني يمكن شوفتوها في الصور في عاصمة المغرب الرباط فيه مأذنة يمكن عرضها ستّة أو سبعة أمتار بيت يعني ممكن تجعلها و لفوق و فوق تطلع تكشف البلد كلّها ليش هذا التكلّف ، ليش إضاعة المال ؟ قال بدّنا نبلّغ الناس صوت المؤذن ، في زمن الرسول عليه السلام لم يكن هناك مأذنة لكن في بعض الروايات الثابتة لدينا أن الرسول عليه السلام مؤذّنه كان يظهر ... مكان مرتفع في هذا المكان فيؤذّن فيه و أحد مؤذّني الرسول عليه السلام عمر بن أم مكتوم كان ضريرا فكان يصعد إلى ذاك المكان و هو ضرير و يؤذّن الصبح و لا يؤذّن حتى يمرّ الناس به و شايفينوا موش مخبّأ في هذه المأذنة التي لا يراها الرائي فيقال له أصبحت أصبحت فيؤذّن بناء على إخبار الناس المارين في الطريق فالمأذنة لم تكن في عهد الرسول عليه السلام لكن فيه صعود من مكان إلى مكان مرتفع و لذلك جاء في صحيح البخاري أنه كان بين إقامة الصلاة و بين السحور أظنّ مقدار ما يصعد هذا المؤذّن و ينزل ذاك ، المؤذّن الأوّل و الثاني فيه أذانين فمعناه فيه صعود و فيه نزول هذا يشعرنا بروز المؤذّن و صعوده إلى مكان مرتفع هو أمر مقصود من أجل تبليغ الناس الصوت مع ذلك فالناس جعلوا المأذنة غاية ما هي وسيلة ، يعني خرجوا عن كونها وسيلة ، الوسيلة هي أن تطلع فوق و تبلّغ الناس لكن عادوا في المبالغة في رفع بنيانها و تشييدها و يبالغون في نحت حجارتها و و إلى آخره حتى في زمن وجود مكبّرات الصوت ، نحن نشوف مثلا مسجد صلاح الدين الأيوبي نشوف طبقة ، طبقة ثانية و طبقة ثالثة ... إضاعة المال و لا أحد يسأل .. لأنه يؤذّن وسط المسجد إذن صار بناء المأذنة في المساجد يعني مثل " الإكليروس " ليس له معنى لا معقول و لا منقول هذا مما حذّر عنه الرسول عليه السلام بقوله ( لا تقوم الساعة حتّى يتباهى الناس بالمساجد ) الشاطر الذي يبني مسجد لا مثيل له يبني منارة لا مثيل لها هذا من علامات قيام الساعة بنص حديث الرسول عليه السلام . أما زخرفت المسجد ما ذكرنا نحن آنفا فينبغي أن يكون المسجد ساذجا ليس فيه يعني زخارف و لذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما اضطر إلى توسيع المسجد النبوي في زمانه قال للبناء المهندس الذي يسمونه اليوم قال " أكنّ الناس من الحرّ و القرّ و لا تحمّر و لا تصفّر " يعني شو الغاية من المسجد ؟ يكنّ الناس يأويهم من الحرّ و القرّ " لا تحمّر و لا تصفّر " .
الحلبي : فيه زيادة " تفتن الناس " ؟
الشيخ : ما أذكر هذا " لا تحمّر و لا تصفّر " ليه لأنها زخارف و بيوت الله يجب أن تكون منزّهة عن أمور الدنيا هذا بيت الله ، اليوم انعكست المفاهيم مع الأسف الشديد بسبب ابتعاد الناس عن الاقتداء بهدي الرسول عليه السلام ، اليوم إذا ذكرت للناس .
الشيخ : وهذا ما لا يمكنك أن تقوم به اليوم شو الفايدة ؟
السائل : فيه بعض الإخوة يبنوا مسجد !
الشيخ : ما بيستطيعوا .
السائل : ... .
الشيخ : لأن وزارة الأوقاف الإسلامية واقف حجر عثرة في تطبيق السّنّة المحمّدية !
سائل آخر : ... .
الشيخ : المسجد السلفي كنت وضعت له خارطة في كتاب كنت بدأت به قديما و يعني مشيت شوط قصير فيه و هو الذي كنت سمّيته " الثمر المستطاب في فقه السّنّة و الكتاب " لما وصلت إلى كتاب المساجد و نهي الرسول عن زخرفة المساجد و أحاديث منها ما في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل يوما إلى مسجده من باب ، كان له أبواب ، دخل من باب فقال ( لو تركنا هذا الباب للنساء ) هكذا قال ، الرسول معه عبد الله بن عمر يدخلون إلى المسجد ، الرسول عليه السلام يقول هذا الحديث و يلتقطه عبد الله بن عمر يقول الرسول عليه السلام ( لو تركنا هذا الباب للنساء ) يعني لا ندخل نحن الرجال منه قال نافع " ما دخل ابن عمر بعد ذلك من هذا الباب " .
الحلبي : الله أكبر التّصديق .
الشيخ : أنا أخذت من هذا الحديث أنه ينبغي أن يكون في المسجد السلفي باب خاص بالنساء لا يشاركها الرجال في الجملة اتّفق لي أني زرت مصر من عشر سنوات و زرنا قرية أو بلدة كبيرة اسمها سوهاج و هناك جماعة يسمون أنصار السّنّة هناك فقالوا لنا نحن نبني مسجد إذا تريد تشوف كذا فذهبت معهم قالوا هنا الباب و هنا القبلة إلى آخره بعد ما وصفوا لي قلت لهم أين باب النساء فاستفادوا و أرجوا أن يكونوا طبّقوها يعني ، الشاهد المسجد الذي تدل عليه الأثار و الأحاديث الصحيحة ينبغي أولا أن لا يكون فيه سارية عمود يكون قطعة واحدة مسح حتى لا يقطع الصفوف بعدين لا ينبغي أن يكون فيه محراب و يبغي أن لا يكون فيه منبر يقطع الصفوف و يكون المنبر ثلاث درجات هو يقوم بواجب المنبر و واجب المحراب و فيه ردّ عملي على الذين يقولون المحراب من أجل أن يدل على القبلة نقول لهم المنبر يدّل على القبلة! و هذا المنبر الذي يدل على القبلة للأعمى أكثر من المحراب إلى آخره لكن هذه تحججات باطلة لتسليك هذه البدعة التي ابتلي الناس بها منذ القرن الأول تقريبا ... على العكس من ذلك قال لهم ( اتقوا هذه المحاريب ... ) لأن هذه من عادة النصارى في كنائسهم و لذلك كان بعض السلف و منهم عبد الله بن مسعود كان يكره الصلاة في الطاق يعني المحراب فكان يتجنب الصلاة في المحراب لأن هذا من شيم... له باب للنساء يدخلن منه و يخرجن منه لا يشاركهن الرجال و ينبغي أن يكون هناك مكان لصلاة النساء لكن هذا المكان ليس من الضروري أن يكون محجوبا عن الرجال بستارة أو بجدار لأن اللباس الشرعي الذي يفترض أن يكون ملبوسات النساء هو الحجاب و لأن النساء يحسن بهن أن يشاركن الرجال في رؤية الإمام و حركات المقتدين من خلفه و هذا كله من هديه عليه السلام و سيرته ، اليوم الناس يتركون أشياء هامة و يأتون بأشياء غير هامة من هذه الأشياء الغير الهامة أنهم يفصلون النساء عن الرجال بالباطون ما فيه ضرورة لهذا الفصل لكن الضرورة التي يوحيها إليهم ما هي ؟ أنهم هم شايفين النساء أكثرهم متبرجات فهم بدّهم يصلوا هيك مكشوفات معناه وقعت عين الرجال على ما لا يجوز فحينئذ نقول :
" أوردها سعد و سعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " .
ما تعالج الأخطاء بأخطاء يقال للنساء اللاتي يردن الحضور في المسجد و هذا يجوز لهن و قد يكون أفضل لهنّ أحيانا على عكس القاعدة ( و بيوتهنّ خير لهنّ ) يقال لهن البسوا اللباس الشرعي و احضرن المسجد كما أنتن ما أحد يشوف منكن عورة محرّمة إطلاقا لا هم لا يستطيعون توجيه النساء إذن ماذا يفعلوا ؟ يحجبون النساء على الرجال رغم أنف الرجال و النساء معا فهذا مما يحضرني بالنسبة للمسجد ، أقول أن هذا ما بإمكانك لأن وزارة الأوقاف تشترط عليك شرطا أنه لازم يكون فيه محراب ، لازم يكون فيه مأذنة تنطح السحاب بينما هذه المأذنة هي في اعتقادي من المصالح المرسلة و ليست سنّة تعبديّة ، المأذنة من المصالح المرسلة يعني المقصود منها
السائل : ... .
الشيخ : ... حتى إن كان من جيبه الخاص أو المجموع كلّ هذا إضاعة للمال فالمهمّ المأذنة من المصالح المرسلة المقصود هو تبليغ صوت المؤذّن إلى أبعد مكان ممكن ، لم تكن يومئذ الوسائل المبتكرة اليوم من مكبّرات الصوت و لذلك تعاطوا وسائل طبيعية ميسّرة يومئذ فبنوا إيش ؟ المآذن ثمّ مع الزّمن تفنّنوا في بناء المآذن ، أنا أتيح لي السفر إلى المغرب يعني يمكن شوفتوها في الصور في عاصمة المغرب الرباط فيه مأذنة يمكن عرضها ستّة أو سبعة أمتار بيت يعني ممكن تجعلها و لفوق و فوق تطلع تكشف البلد كلّها ليش هذا التكلّف ، ليش إضاعة المال ؟ قال بدّنا نبلّغ الناس صوت المؤذن ، في زمن الرسول عليه السلام لم يكن هناك مأذنة لكن في بعض الروايات الثابتة لدينا أن الرسول عليه السلام مؤذّنه كان يظهر ... مكان مرتفع في هذا المكان فيؤذّن فيه و أحد مؤذّني الرسول عليه السلام عمر بن أم مكتوم كان ضريرا فكان يصعد إلى ذاك المكان و هو ضرير و يؤذّن الصبح و لا يؤذّن حتى يمرّ الناس به و شايفينوا موش مخبّأ في هذه المأذنة التي لا يراها الرائي فيقال له أصبحت أصبحت فيؤذّن بناء على إخبار الناس المارين في الطريق فالمأذنة لم تكن في عهد الرسول عليه السلام لكن فيه صعود من مكان إلى مكان مرتفع و لذلك جاء في صحيح البخاري أنه كان بين إقامة الصلاة و بين السحور أظنّ مقدار ما يصعد هذا المؤذّن و ينزل ذاك ، المؤذّن الأوّل و الثاني فيه أذانين فمعناه فيه صعود و فيه نزول هذا يشعرنا بروز المؤذّن و صعوده إلى مكان مرتفع هو أمر مقصود من أجل تبليغ الناس الصوت مع ذلك فالناس جعلوا المأذنة غاية ما هي وسيلة ، يعني خرجوا عن كونها وسيلة ، الوسيلة هي أن تطلع فوق و تبلّغ الناس لكن عادوا في المبالغة في رفع بنيانها و تشييدها و يبالغون في نحت حجارتها و و إلى آخره حتى في زمن وجود مكبّرات الصوت ، نحن نشوف مثلا مسجد صلاح الدين الأيوبي نشوف طبقة ، طبقة ثانية و طبقة ثالثة ... إضاعة المال و لا أحد يسأل .. لأنه يؤذّن وسط المسجد إذن صار بناء المأذنة في المساجد يعني مثل " الإكليروس " ليس له معنى لا معقول و لا منقول هذا مما حذّر عنه الرسول عليه السلام بقوله ( لا تقوم الساعة حتّى يتباهى الناس بالمساجد ) الشاطر الذي يبني مسجد لا مثيل له يبني منارة لا مثيل لها هذا من علامات قيام الساعة بنص حديث الرسول عليه السلام . أما زخرفت المسجد ما ذكرنا نحن آنفا فينبغي أن يكون المسجد ساذجا ليس فيه يعني زخارف و لذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما اضطر إلى توسيع المسجد النبوي في زمانه قال للبناء المهندس الذي يسمونه اليوم قال " أكنّ الناس من الحرّ و القرّ و لا تحمّر و لا تصفّر " يعني شو الغاية من المسجد ؟ يكنّ الناس يأويهم من الحرّ و القرّ " لا تحمّر و لا تصفّر " .
الحلبي : فيه زيادة " تفتن الناس " ؟
الشيخ : ما أذكر هذا " لا تحمّر و لا تصفّر " ليه لأنها زخارف و بيوت الله يجب أن تكون منزّهة عن أمور الدنيا هذا بيت الله ، اليوم انعكست المفاهيم مع الأسف الشديد بسبب ابتعاد الناس عن الاقتداء بهدي الرسول عليه السلام ، اليوم إذا ذكرت للناس .
اضيفت في - 2008-06-18