متفرقات للألباني-108
الكلام على أفضيلية صلاة النافلة في البيت دون المسجد.
أبو مالك : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن البيضاء
الشيخ : إلا في المسجد نعم فلذلك الصلاة في المسجد جائزة لكن الأفضل صلاتها فى المصلى فلما قال عليه السلام ( من صلى على جنازة فليس له شيئ أي ) من أجر الذي للمصلي الفريضة في المسجد الذي قلناه آنفا ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذّ بخمسة و عشرين درجة ) هذه الفضيلة ليست للذي يصلي صلاة الجنازة في المسجد لكن يجوز له ذلك لأن الرسول عليه السلام فعل ذلك فسبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
أبو مالك : جزاك الله خيرا .
الشيخ : إلا في المسجد نعم فلذلك الصلاة في المسجد جائزة لكن الأفضل صلاتها فى المصلى فلما قال عليه السلام ( من صلى على جنازة فليس له شيئ أي ) من أجر الذي للمصلي الفريضة في المسجد الذي قلناه آنفا ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذّ بخمسة و عشرين درجة ) هذه الفضيلة ليست للذي يصلي صلاة الجنازة في المسجد لكن يجوز له ذلك لأن الرسول عليه السلام فعل ذلك فسبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
أبو مالك : جزاك الله خيرا .
بيان وجوب فصل المساجد عن المقابر وبيان أن ذلك أول سبب لحصول الشرك في الأرض.
الشيخ : ... و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فازا فوزا عظيما )) أما بعد فقد جاء فى أحاديث كثيرة منها ما يتعلق بهذه الخطبة خطبة الحاجة من قوله عليه الصلاة و السلام فإن خير هدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و من هديه عليه الصلاة و السلام الفصل بين المساجد و القبور الفصل بين المساجد و القبور و الإبعاد بين المساجد و القبور ذلك لأن القبور كانت يوما ما سببا لوقوع الناس في الإشراك بالله عز و جل و إلى ذلك أشار ربنا عز و جل في قوله تبارك و تعالى في قصة قوم نوح مع نوح (( و قالوا لا تذرنّ آلهتكم و لا تذرنّ ودا و لا سواعا و لا يغوث و يعوق و نسرا و قد أضلوا كثيرا )) يقول بن عباس رضي الله عنه كما فى صحيح البخاري هؤلاء الأربعة هؤلاء الخمسة كانوا عباد لله صالحين فلما ماتوا أوحى الشيطان ليهم أن يجعلو قبورهم فى أفنية دورهم و زين لهم ذلك بأنكم تتذكرون أعمالهم و أخلاقهم فتقتدون بهم فاستجابوا لإيحائه و أطاعوه و ما أطاع الإنسان الشيطان إلا ضل ضلالا بعيدا و من كيد الشيطان بعدوه الإنسان أنه يمكر به فهو يقدّم له قبل أيّ شيء من ضلال المجسم ضلالا خفيا و يزينه في عقولهم كما سمعتم اجعلوا مقابرهم في أفنية دوركم لماذا ؟ هذه الشبهة التي تقال اليوم في تبرير وضع الأصنام في هذه الساحات الكبرى لبعض من يزعمون بأنهم لهم جهود وطنية و مع ذلك فإن ليس لهم يعني جهود إسلامية مطلقا فيضللون الناس بمثل هذا الإيحاء الشيطاني بأن جعل هذه الأصنام في هذه الساحات فالناس يتذكرون أعمالهم ما شاء الله على أعمالهم هكذا زين الشيطان لقوم نوح أول خطوة اجعلوا قبورهم في أفنية دوركم تركهم حينا من زمان حتى جاء الجيل الثاني و وجد القبور بين أفنية الدور فزين لهذا الجيل الثاني بأن بقاء القبور هكذا كسائر الناس أمر لا يليق بهؤلاء خمسة الصالحين إذًا ماذا نفعل ؟ قال ينبغي أن تنحتوا و أن تتخذوا لهم أصنام خمسة لأنها تبقى مع الدهر ، أما هذه القبور فلتأتيها العواصف و الرياح و الأمطار و السيول فتذهب بها و يذهب مع ذلك ما يذكركم بالأخلاق و بالأعمال الصالحة أيضا اتبعوا وحي هذا الشيطان كما فعلوا أول مرة فنحتوا بهؤلاء الخمسة أصناما و وضعوها في أماكن عادية و تركهم حينًا من زمان حتى جاء الجيل الثالث قال لهم أنتم علمتم من تواريثكم من آبائكم و أجدادكم أن هذه الأصنام تمثل رجالا صالحين من رجالكم فما يليق بكم أن تجعلوا أصنامهم إلا في أماكن تليق بمنزلتهم عند ربهم فاتخذوا لهم بيوتا أشبه بالمعابد و وضعوها في أماكن رفيعة عالية فما جاء الجيل الرابع إلا وهم يعبدون هذه الأصنام يسجدون لها من دون الله تبارك و تعالى .
بيان المعنى الصحيح للعبادة .
الشيخ : و هنا لابد لي من وقفة قصيرة ألا و هي حول معنى العبادة إن كثيرا من المسلمين في هذا الزمان لا يفهمون العبادة أي التي إذا ما صرفها المسلم لغير الله عز و جل كفر إلا أن يصلي لغير الله هكذا يفهم الكثيرون اليوم بينما العبادة لها في الإسلام معنى واسع جدا جدا فمن العبادة الدعاء (( و قال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم دخرين )) (( و قال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي )) أي عن دعائي فإذًا الدعاء عبادة لذلك قال عليه الصلاة و السلام بين يدي هذه الآية (الدعاء هو العبادة ) و بهذه المناسبة أذكر و الذكرى تنفع المؤمنين الرواية التي تقرأونها في بعض الكتب و تسمعونها من بعض المدرسين بلفظ " الدعاء مخ العبادة " هذا اللفظ ضعيف أما اللفظ الصحيح ( الدعاء هو العبادة ) هذا أصح رواية و دراية ، أما رواية فهذا أمر خاص بأهل العلم أي أن إسناد هذه الرواية ( الدعاء هو العبادة ) إسنادها صحيح أما الرواية الأخرى " الدعاء مخ العبادة " فإسنادها ضعيف لأن فيها رجل إسمه عند أهل العلم معروف عبد الله بن لهيعة و هو رجل فاضل ولكنه كان سيّء الحفظ و لذلك لا يعتمد العلماء على حديثه إذا تفرد فبالأولى و أولى أن لا يعتمدوا عليه إذا خالف و هنا قد خالف لأن الثقات رووا الحديث بلفظ ( الدعاء هو العبادة ) و هو خالفهم فقال " الدعاء مخ العبادة " هذا من حيث الرواية من حيث الدراية الحديث الصحيح أبلغ فى بيان منزلة الدعاء عند الله عز و جل من الرواية الضعيفة التي تقول " الدعاء مخ العبادة " لماذا ؟ لأن الحديث الضعيف يعطينا شيئا نكرا شيئا مستنكرا في هذا العصر أشد الإستنكار و قد تأثر بهذا التقسيم كثير من الناس حتى من الناس الذين يتضاهرون بأنهم يدعون الناس إلى الإسلام فتجدهم في خطبهم يدندينون حول تقسيم الإسلام أو الشرع إلى قسمين لب وقشر تقسيم الشرع إلى لب و قشر و يبنون على ذلك نحن ما بدنا نهتم الآن بالقشور لازم نهتم بإيش ؟ باللباب ، هذا الحديث من جملة ما ينبينا على ضعفه و نكارته أنه جعل الدعاء مخ العبادة و معنى ذلك كما يقول الفقهاء مفهوم الحديث منطوقه واضح أن لب الشريعة و العبادة هو الدعاء قشره ماذا ؟ قشره الصلاة الصيام و ما شابه ذلك . إذًا هذا الحديث الضعيف يجعل الشريعة قسمين لب و قشرة و حين يسمع السامع و بخاصة من كان لا علم عنده ما دام فيه لب و فيه قشر نحن شو بدنا بالقشر نأخذ اللباب و ندع القشور و هذا نحن نسمعه من كثير من الناس إذا قلت له يا أخي لا تطل ثوبك أكثر فتجعله دون الكعبين فإن هذا خلاف السنة بل خلاف ما أمر الرسول بيقول لك هذا أمور شكلية لا قيمة لها و إنما العبرة بما في القلب هذا خطأ تقسيم الإسلام إلى لب و إلى قشر هذا خطأ في الأسلوب و في التعبير منشؤه هذا الحديث الضعيف " الدعاء مخ العبادة " هذا لا يصح عن الرسول صلى الله عليه و سلم إنما الصحيح ( الدعاء هو العبادة ) هذه جملة معترضة لأننا نعيش في زمن يضطرنا أن ندخل بعض الجمل من أجل التنبيه و تيقيض الناس من غفلتهم نعود إلى الحديث الصحيح و هو قوله عليه السلام ( الدعاء هو العبادة ) يعني على وزان قوله عليه السلام ( الحج عرفة ) هذا أسلوب عربي عظيم جدا لأن حصر الشيء في عبادة يعني أن هذه العبادة شيء عظيم عظيم جدا و كأن الحج محصور بإيش بالوقوف في عرفات حتى كأن العبادة محصورة في إيش ؟ في دعاء الله عز و جل وحده لا شريك لذلك لما الرسول عليه السلام نطق بهذا الحديث الصحيح ( الدعاء هو العبادة ) تلى قوله تعالى (( و قال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )) هل هناك من يستكبر عن دعاء الله عز و جل وحده لا شريك له ؟ قد كان هذا فى زمن ما قبل رسالة الرسول عليه السلام أي أن المشركيين كانوا يدعون إلا الله و هل في مسلمين اليوم من يدعو غير الله مع الأسف الشديد حدّث و لا حرج ذلك مع الفارق الكبير لا يفوتني التنبيه مع الفارق الكبير بين أولئك المشركين فقد كانوا مشركين كفارا بدين الإسلام أما هؤلاء فهم مسلمون أمثالنا يصلون و يصومون و لكنهم لم يفقهوا مع الأسف الشديد بعد معنى كلمة التوحيد الكلمة الطيبة لا إله إلا الله لأنها تعني لا معبود بحق في الوجود إلا الله و إذا علمنا أن الدعاء هو العبادة عرفنا بالتالي أن كل مسلم يتوجه بدعاء غير الله فقد عبد هذا الغير من دون الله تبارك و تعالى و هذه مصيبة عظمى وقع فيها كثير من المتعبدين من الصالحين لا أتكلم على الفساق و المجرمين الذين لا يصومون و لا يصلون و إنما أتكلم عن الصالحين قد يقومون الليل و الناس نيام و يصومون في النهار و الناس مفطرون يعني هم من العباد الصالحين و لكنهم مع الأسف لم يفقهوا التوحيد بعد الذي به ينجو الإنسان يوم القيامة من الخلود في النار هذه الكلمة هي الكلمة الطيبة التى قال الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عنها في الحديث الصحيح ( من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره )
بيان تحذير الشارع الحكيم من اتخاذ المساجد على القبور , وبيان ما يحصل من ذلك من الأضرار.
الشيخ : ... فالشاهد لما كانت عبادة الله عز و جل من أعظمها أن يدعى عند الشدائد دون سائر المعبودات بالباطل كان من الحكمة وضع سدود و وضع الراية بين المسلمين و بين من قد يوصلهم إلى دعاء غير الله بل إلى عبادة غير الله من ذلك أن الشارع الحكيم على لسان نبيه الكريم نهى المسلمين أن يبنوا المساجد على القبور نهى المسلمين أن يبنوا المساجد على القبور لماذا ؟ قال تعالى (( و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )) (( و أن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا )) و اليوم نرى مع الأسف الشديد كثيرا من المساجد بنيت قديما أو حديثا على قبور بعض من يظن أنه من الصالحين و قد يكون كذلك و قد يكون ليس كذلك هذا أمر لا يهمنا و لكن مع الأسف يصبح المقبور في المسجد وليا يعبد من دون الله هنا الشاهد الآن كثيرا من الناس إذا قلنا يعبد من دون الله يستنكر هذا التعبير يستنكر هذه اللفظة بيقولك ما حدا يعبده لكن هم يرون و يسمعون بآذانهم أن هذا المقبور هذا الميت مش مهم إن كان نبيا أو وليا أو صالحا أي مقبور كان يرون و يسمعون بأنه يدعى من دون الله تبارك و تعالى لكنهم لا يشعرون أنهم في دعائهم لهذا الميت من دون الله تبارك و تعالى أنهم وقعوا في الشرك شرك الألوهية ، شرك العبادة دعوا غير الله عز و جل و الله عز و جل يقول (( و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )) فإذا قام المسلم في مسجد من المساجد و قال يا سيدي أحمد امددني أعطني أنا فقير أنا مريض إبني بنتي إلى آخره هذا بلغة الشرع نستطيع أن نقول بكل صراحة عبد هذا المقبور من دون الله كيف ما سجد و لا ركع و لا صلى له حسبه أنه دعاه من دون الله تبارك و تعالى من أجل هذه المنكرات الكثيرة التي تشاهد في مساجد المسلمين اليوم في كثير من بلاد الإسلام ينادون من دون الله و ينذر لهم من دون الله و يذبح لهم من دون الله و من ذبح لغير الله فهو ملعون بنص حديث الرسول عليه السلام لماذا ؟ لأن الذبح عبادة و لذلك قال تعالى (( قل إن صلاتي و نسكي )) إن صلاتي التي أصليها هي لله و نسكي أي ذبيحتي هي لله فكم من ذبائح اليوم تقدم في مختلف البلاد الإسلامية هناك في سوريا لسيدي عبد القادر الجيلاني هناك فى مصر مثلا للسيدة زينب لسيد حسين ما أدري هنا أش عندكم ؟ النبي شعيب إلى آخره لا تكاد بعض البلاد الإسلامية تخلو من مثل هذه الشركيات و الوثنيات و أين ؟ في بيوت الله في مساجد الله التي بنيت لعبادة الله وحده لا شريك له لذلك كان من تمام التبيان لصدق ما جاء في القرآن في وصف نبينا عليه الصلاة و السلام أنه بالمؤمنين رؤوف رحيم أنه وضع السدود و الموانع القوية بيننا نحن معشر المؤمنين بالله و رسوله و بين أن نقع في الشرك من حيث ندري أو لا ندري من حيث نشعر أو لا نشعر من ذلك أن عليه الصلاة و السلام نهانا عن بناء المساجد على القبور فقال ( لعن الله اليهود و النصرى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) فهذا في صحيح البخاري و مسلم و أيضا في الصحيحين أن أم سلمة و أم حبيبة زوجتي النبي صلى الله عليه و سلم لما رجعتا من الحبشة ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه و سلم كنيستة رأتها في الحبشة و ذكر من حسن و تصاوير فيها فقال عليه الصلاة و السلام ( أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا و صوروا فيه تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله تعالى يوم القيامة ) لذلك حذرنا عليه السلام من أن نقع فيما وقع من كان قبلنا من الأنام فقال في جملة ما قال من تلك الأحاديث التي سبق الإشارة إليها في أثناء الكلام قال لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق و إلا على الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد و الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد لذلك كان من السنة أن تكون القبور بعيدة عن البيوت بل بعيدة عن المسجد فأنتم تعلمون أن الرسول عليه السلام كان يخرج من داره إلى البقيع ليسلم عليهم و ليستغفر لهم و أسوء ما تكون المقبرة بجانب المسجد إذا كانت المقبرة و لو بعضها في جهة القبلة حينئذ تأتي مشكلة و هي الصلاة إلى القبور و قد قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح ( لا تجلسوا على القبور و لا تصلوا إليها ) هذا الحديث جاء يبين حكمين شرعيين أحدهما إكرام الميت فلا يداس و لا يهان فقال ( لا تجلسوا عليها ) و الآخر عدم إكرام الميت بما لا يجوز إلا لله تبارك و تعالى ألا و هو النهي عن الصلاة إلى القبر ( لا تجلسوا على القبور و لا تصلوا إليها ) قد يقول البعض إذا كانت المقبرة في قبلة المسجد و كان بين المقبرة و بين المسجد مثل هذا الجدار فهذا فاصل نحن نقول نعم هو فاصل و لكن الإمام أحمد إمام السنة من حرصه على إبعاد المسلمين من التشبه بالكفار و السجود إلى القبور قال الجدار الذي بني للمسجد فهذا للمسجد أما المقابر إذا كانت في قبلة المسجد فلابد من بناء سور ثانٍ آخر يفصل جدار المسجد عن المقبرة ليكون المسلم حينذاك قد قطع الصلة في أثناء عبادته و سجوده لربه أن يتوجه إلى ميت مقبور في الأرض هذا مما يساعد الوقت الآن على التذكير به و أحمد الله عز و جل أن مسجدكم يعني بعيد عن هذه المشكلة ما دامت المقبرة في الجهة الغربية لكن الأفضل لو كان بيدكم الأمر لو كنتم أنتم بنيتم هذا المسجد أن يكون بعيدا على المقبرة حتى ما يكون الإنسان معرضا ليزور القبور و يستغيث بها من دون الله لأدنى مناسبة و نسأل الله عز و جل أن يفهّنا التوحيد الخالص بأقسامه المعروفة عند علماء المسلمين حتى ننجو بها يوم الدين يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم و الحمد لله رب العالمين .
4 - بيان تحذير الشارع الحكيم من اتخاذ المساجد على القبور , وبيان ما يحصل من ذلك من الأضرار. أستمع حفظ
كلام الشيخ على أدب من آداب مجالس العلم وهو الاقتراب من الشيخ والعالم للإنصات
الشيخ : الذكرى هذه تتعلق بأمرين اثنين ، إذا نحن ما استطعنا أن نوصل هم يصلون إلينا يقتربون منا فيسمعون منا جيدا و في كثير من الأحاديث الصحيحة أن الرجل حينما كان يأتي إلى النبي صل الله عليه و آله و سلم و كان يجلس بعيدا عنه و كان يقول ادنُ إدنُ
السائل : حتى يأخذو من خير شيئ
الشيخ : أيوة ههه و في قصة جبريل عليه الصلاة والسلام التي كنا في شيء و صرنا في شيء ثاني و هدي الرسول عليه السلام كله خير في حديث جبريل عليه السلام الذي يحدث به عمر الخطاب قال " بينما نحن جلوس عند رسول الله صل الله عليه و آله و سلم إذ أقبل رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر لا يعرفه منا أحد حتى دنى من النبي صلى الله عليه و آله و سلم و جلس بين يديه و وضع يديه على ركبيتيه و قال له يا محمد أخبرنا على الإيمان ... " و الحديث معروف طويل أخبرنا على الإسلام أخبرنا على الإحسان على أمارات الساعة إلى آخره و الشاهد من الحديث أن هذا القادم الذي لم يعرفه الناس دنى إلى النبي صلى الله عليه و سلم حتى وضع يديه على ركبتي الرسول و هذا كناية عن الإهتمام بالحديث مع الرسول عليه السلام نعود إلى ما بدأنا به الكلام
السائل : حتى يأخذو من خير شيئ
الشيخ : أيوة ههه و في قصة جبريل عليه الصلاة والسلام التي كنا في شيء و صرنا في شيء ثاني و هدي الرسول عليه السلام كله خير في حديث جبريل عليه السلام الذي يحدث به عمر الخطاب قال " بينما نحن جلوس عند رسول الله صل الله عليه و آله و سلم إذ أقبل رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر لا يعرفه منا أحد حتى دنى من النبي صلى الله عليه و آله و سلم و جلس بين يديه و وضع يديه على ركبيتيه و قال له يا محمد أخبرنا على الإيمان ... " و الحديث معروف طويل أخبرنا على الإسلام أخبرنا على الإحسان على أمارات الساعة إلى آخره و الشاهد من الحديث أن هذا القادم الذي لم يعرفه الناس دنى إلى النبي صلى الله عليه و سلم حتى وضع يديه على ركبتي الرسول و هذا كناية عن الإهتمام بالحديث مع الرسول عليه السلام نعود إلى ما بدأنا به الكلام
بيان بعض أحكام السترة مع ذكر بعض الأحاديث الدالة على ذلك.
الشيخ : فأريد أن أذكر بأمرين اثنين و لكل منهما مناسبته الأمر الأول أن كثيرا من إخواننا الحريصين على اتباع سنة نبينا صلوات الله و سلامه عليه يعتنون بالصلاة إلى السترة و لا يفعلون كما يفعل عامة الناس الذين لا يعلمون حيث يصلي أحدهم في المسجد كيفما اتفق له و لا يصلي إلى سترة ليس حديثنا الآن مع هؤلاء و إنما حديثنا مع أولئك الإخوان الحريصين على اتباع السنة و من اتباعهم للسنة أنهم يصلون إلى السترة و السترة ليس لها شخصية معينة فسواء كان جدارا أو كان عمودا أو كان عصا أو كان إنسانا جالسا بين يديه و هكذا هذه السنة عرفها كثير من الحريصين اليوم و الحمد لله على اتباع السنة و لكن كثيرين من أتباع السنة من هؤلاء يغفلون أو ينسون ما أدري ماذا أقول عن سنة تتعلق بهذه السنة ألا و هي الدنو إليها من جهة و عدم المبالغة في الدنو إليها من جهة أخرى و إنما ينبغي أن يكون بين موضع سجود المصلي و بين السترة كما جاء في الحديث الصحيح ممرك بمقدار شبر شبرين فهذا يعني أن لا يقف المصلي بعيدا على السترة و لا أيضا أن يقترب من السترة بحيث أنه يكاد أن ينطحها برأسه هذا الجدار لا يكاد يمس الجدار برأسه هذا خلاف السنة هذا الجدار يقوم بعيدا عنه بعدا كبيرا و إنما الحد الفاصل و المحدد في صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم القائل ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) كما جاء في صحيح البخارى من حديث سهل بن سعد الساعدي قال " كان بين مصلّى النبي صلى الله عليه و سلم و بين الجدار ممر شاة " مصلّى أي موضع السجود كان بين موضع سجود الرسول عليه السلام و بين السترة التي يتوجه إليها ممر شاه أي مقدار شبر شبر و نصف شبرين بالكثير و لذلك الذي ينبغي أن نلاحظه هو أن لا نكون بعيدين كل البعد عن السترة حينما نقف نصلي إليها و الصلاة إلى السترة لابد منها كما أشرنا إليه آنفا و لا أيضا نقترب منها بحيث نكاد أن نمسها برؤوسنا و إنما الأمر كما قال ربنا عزّ و جل في القرآن الكريم بمناسبة أخرى ... وأذكرر بعض الناس يتوهمون بأن هذه السترة إنما يشرع اتخاذها فقط في الصحراء في العراء و ليس في البنيان كالدار و المسجد هذا وهم و شبهتهم في ذلك إن سترة أنما توضع حيث يخشى أن يمر أحد بين يديه و لا تتخذ بزعمهم في المسجد أو في الدار بخاصة في الدار في الغرفة الصغيرة حيث يقول هذا المصلي و من سيمر بين يدي ؟ إذا هو يصلي كيفما اتفق له نقول له هذا وهم هذا خطأ فقد يمر بين يدي المصلي من لا يراه و هذا ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بقوله ( إذا صلى أحدكم فليصلّ إلى سترة لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) فهناك خلق من خلق الله تبارك و تعالى مما وصفهم ربنا عز و جل في القرآن الكريم بقوله (( إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونه )) فالشيطان الذي خلق من مارج من نار نحن لا نراه أما هو فيرانا هو و قبيله من حيث لا نراهم و لذلك فمن الأسباب الشرعية لمنع أن تتعرض صلاة المصلي لشيء من الفساد أو النقصان أن يتخذ هذه السترة و لا يقولن أحدهم ... .
السائل : فسر لنا السترة ... .
الشيخ : ... هذه بارك الله فيك قلنا الجدار أو العمود أو العصا أو الإنسان بين يديه هو هذا نعم فالرسول صلى الله عليه و سلم في الحديث السابق لا يقطع الشيطان عليه صلاته يشير إلى أن هناك مارا قد يمر بين يديك لا تراه لأنه ليس من جنسك و لم يُخلق مما خُلقت خُلقت من طين و إنما هو خلق من مارج من نار فهو قد يمر بين يديك و لا تراه فما هي الوسيلة الشرعية في إبعاد الشيطن عن هذا المصلي أن يتعرض لصلاته بإفساد أو بنقصان أن تصلي إلى هذه السترة كما قال عليه الصلاة و السلام ( إذا صلى أحدكم فليصلّ إلى سترة ) في الرواية الأخرى أو الحديث الآخر ( إذا صلى أحدكم فليدنو من سترته لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) أي لكي لا يقطع الشيطان عليه صلاته و قد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم بينما كان يصلي ذات يوم بين أصحابه و هو مد يديه كأنه يقبض على شيء و بعد صلاته عليه السلام و فراغه منها سألوه رأيناك في صلاتك صنعت شيئا لم تكن تصنعه قال ( إن الشيطان أراد أن يقطع علي صلاتي فأخذت بحلقومه فوجدت برد لعابه في أصابعي ) قال عليه السلام ( و لولا دعوة أخي سليمان عليه الصلاة و السلام ربّ هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي لأصبح مربوطا بسارية - أي بعمود من أعمدة مسجد الرسول عليه السلام - يلعب به ولدان و صبيان المدينة ) لكن تأدبا منه عليه الصلاة و السلام مع أخيه سليمان عليه السلام الذي دعا هذه الدعوة لم يرد أن يشاركه في تسلطه عليه الصلاة و السلام على ذاك الشيطان فبعد أن كاد أن يخنقه حتى وجد برد لعابه في يده عليه السلام و أصابعه أطلق سبيله أدبا مع أخيه سليمان عليه الصلاة و السلام الشاهد من هذا الحديث أن الرسول عليه الصلاة و السلام الذي هو أكمل الناس و سيد الناس كما قال ذلك عليه السلام صراحة في صحيح البخارى و مسلم ( أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون مما ذاك ؟ ... ) ثم ذكر حديث الشفاعة الكبرى و الشاهد إذا كان سيد الناس كاد الشيطان أن يمر بين يديه لكن الرسول عليه السلام قد اصطفاه الله عز و جل بخصال و أكرمه بمعجزات لم تكن لأحد ممن بعده و ربما ممن كان قبله من ذلك أنه يرى ما لا نراه نحن يرى عليه السلام ما لا نرى نحن أي إنه عليه الصلاة و السلام و هذه فائدة لا يدخل في عموم الآية السابقة (( إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم )) إنه يراكم معشر الناس إلا سيد الناس فهو يراه عليه الصلاة و السلام و هذه خصوصية كما كان يرى جبريل عليه السلام و يرى الملائكة الكرام وقد جاء في صحيح البخارى و أقول أيضا بهذه المناسبة الطيبة أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال للسيدة عائشة يوما ( يا عائشة هذا جبريل يقرؤك السلام ) هي لا ترى جبريل و هو معها في الحجرة مع الرسول علييه السلام ( هذا جبريل يقرؤك السلام ) قالت " يا رسول الله و عليه السلام " و في رواية ( و عليك و عليه السلام ترى يا رسول الله ما لا نرى ) الشاهد هنا أن الرسول عليه السلام بإمكانه أن يرى الشيطان حينما يمر بين يديه أما نحن فلا سبيل لنا إلى ذلك و لذلك ينبغي أن نتخذ الوسائل الشرعية لإبعاد الشيطان أن يتعرض لصلاتنا بشيء من الفساد أو النقصان من أجل ذلك أمرنا عليه الصلاة و السلام أن نتخذ السترة إذا قمنا نصلي لا فرق في ذلك كما أشرت آنفا بين أن نصلي في الصحراء أو العراء أو في البنيان في المسجد الواسع الكبير أو المسجد الصغير أو الغرفة الصغرى لا فرق في ذلك لأن الشيطان له من القدرة بإمكان الله إياه أن يدخل في أي مكان كما جاء أيضا في الصحيحين أن النببي صلى الله عليه و آله و سلم زارته ليلة زوجته صفية بنت حيي فجلست عنده ما جلست ثم خرجت لتنقلب أي تنصرف إلى دارها فخرج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ليقلبها إلى أهلها فوقف معها هنية لما مر رجلين من الأنصار فلما رأوا الرسول عليه السلام قائما و معه امرأة أسرع السير هذا من أدبهما و حشمتهما و تعظيمهما لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال صلى الله عليه و سلم ( على رسلكما ) أي لا تسرعا ... في السير كما كنتما من قبل كما كنتما من قبل ( إنها صفية إنها صفية ) يقول لهما لا يدور في ذهنكما شيء هذه زوجتي ما هي امرأة غريبة قالا " يا رسول الله إن كنا لنظن بأحد فما كنا لنظن بك يا رسول " و هذا أمر طبيعي يعني كل الناس ممكن أن يظن بهم ظن السوء إلا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم المعصوم فما كان جواب الرسول عليه على قولهما ما هذا قال ( إن شيطان - و هنا الشاهد - إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) فإذا الشيطان معرض أن يمر بين يدي الإنسان و لو كان في غرفة صغيرة فلكي لا تتعرض صلاته لشيء من الفساد و النقصان كما قلنا آنفا نصلي إلى سترة هذه وسيلة شرعية ليست وسيلة مادية يمكن نحن نفهمها بعقولنا القصيرة الجامدة فهذه من أمور الغيب التى يجب الإيمان بها و الإستسلام لها لأن ذلك من أول شرائط الإيمان الصحيح كما قال ربنا عز و جل (( آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) من هم ؟ أول وصف (( الذين يؤمنون بالغيب )) فإذًا نحن نؤمن بالغيب أولا بأن هناك خلقا لا نراهم بأعيننا وهم الجن و الشياطين منهم و هذا منصوص في الكتاب و السنة و هو أمر متواتر مقطوع بوجوده و الشيء الثاني أن صلاة المصلي قد يتعرض الشيطان للإخلال بصلاة هذا الإنسان بمروره بينه و بين موضع سجوده فإذا وضع السترة كانت هذه السترة كعلم لا يجوز له أن يمر بين يديه هذه وسيلة شرعية و لا يقل الإنسان أنا أصلي في مكان ليس هناك ولد و ليس هناك حيوان يمر بين يدي لا . هناك حيوان أي خلق من خلق الله لا نراه بأعيننا ألا و هو الشيطان و هذا ما صرح به الرسول عليه السلام في الحديث السابق ( لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) يقع كثيرا أحدنا يصلي في داره و في الدار هر أو قط يريد أن يمر أو داجن يعني دجاجة أو شاة أو ماعز أو ما شابه ذلك و هذا ما وقع للرسول عليه السلام حيث كان يوما يصلي فأرادت شاة أو جدي هكذا نص الحديث جدي يعني شاة صغيرة أن يمر بين يديه فسعاها الرسول سعاها يعني نزل معها في المسابقة يعني لم يدعها تسبقه فتمر بين يديه فسعها حتى ألصق بطنه بالجدار ومرت الشاة أو الجدي خلفه عليه السلام هذا يدلنا على أهمية و اهتمام اتخاذ السترة هذه شاة أو هذا جدي حيوان لا يعقل بخلاف الشيطان الذي يجلس للإنسان بالمرصاد فهذا حيوان يمر مرا لا يعقل و لا يرمي إلى شيء أما الشيطان فيرمي إلى إفساد الصلاة مع ذلك فكان موقف الرسول عليه السلام من هذه الدابة أنه سابقها و ألصق بطنه عليه السلام بالجدار حتى مرت من خلفه هذه أمور كلها تدلنا نحن معشر المسلمين المهتمين باتباع سنة سيد المرسلين أنه يجب علينا أن نتهم أولا باتخاذ السترة وقد عرفنا أن السترة أي شيء منتصب هكذا أمامك سواء كان رقيقا أو غليظا و قد قال عليه الصلاة و السلام مبينا بلغة العرب التي كانوا يفهمونها يومئذ ما هي نوعية السترة التي هم يتداولونها يومئذ قال عليه السلام ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل )تعرفون مؤخرة الرحل ؟ ما هو أو ما هي عندكم ماذا تسمونها ؟ الرحل هو بالنسبة للجمل كالسرج بالنسبة للفرس هذا الذي يوضع على ظهر الجمل إسمه رحل و مؤخرة الرحل العمود هذا الذي يكون في الخلف واحد و في الأمام واحد هذا الذي في الأمام يلف الراكب رجله عليه فيصبح هذا اسمه في اللغة التي كان الرسول و الصحابة في زمنه يتكلمون بها إسمها الرحل و هذه العصا في الأمام و الخلف سماها الرسول عليه السلام مثل مؤخرة الرحل هذه لا تكون طويلة لا متر و لا نصف متر و إنما تكون شبرا أو أكثر قليلا هذه المؤخرة مؤخرة الرحل يعلق عليها الراكب متاعه و المقدمة هذه يلف عليها رجله فيصبح قطعة واحدة من الراحلة أه هذا مما تعلمناه ونحن أعاجم ولكن تعلمناه من لغة الرسول عليه السلام فقال ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ) كم مؤخرة الرحل ؟ شبر شبر و نص شبرين فإذا لم يكن بين يدي المصلي عصا طويلة شبر أو شبرين و مر شيء من هذه الأمور الثلاثة التي سيأتي ذكرها في تمام حديث الرسول عليه السلام تبطل صلاته تبطل يجب عليه أن يعيد الصلاة أما إذا مر شيء آخر فالصلاة تنقص و لا تبطل أي الحديث الأول يقطع صلاة أحدكم أه قوله عليه السلام ( إذا صلى أحدكم فليصلّ إلى سترة لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) القطع هنا ليس المقصود به الإبطال و إنما نقصان الأجر أما القطع المذكور في الحديث الثاني ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ثلاثة أشياء المرأة و الحمار و الكلب الأسود ) هذا يبطل الصلاة فإذا مر الكلب الأسود أو مر الحمار أو مرت المرأة بشرط أن تكون امرأة بالغة كبيرة حينئذ تبطل الصلاة إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل باختصار إذا لم يكن بين يديه سترة و هذا من فوائد السترة أنها تحفظ صلاة المتوجه إليها عن القطع بمعنى الإبطال إبطال الصلاة وعن القطع بمعنى نقصان الأجر فيجب علينا أن نهتم بالصلاة إلى سترة سواء كنّا في الدار أو كنا في المسجد أو كنا في الصحراء و نلاحظ ما ذكرته آنفا أن نكون قريبين منها بمقدار يكون شبر أو شبرين بين موضع السجود و بين السترة و لا نبتعد أكثر من ذلك و لا نتجاوز هذه المسافة التي حددها فعله عليه السلام في المسجد النبوي حيث كان يصلي هناك إلى جدار و كان بين موضع سجوده و بين الجدار مقدار ممر شاة من فوائد السترة أن الإنسان إذا كان يصلي لا إلى سترة و أراد أحد أن يمر بين يديه فليس له أن يمنعه لماذا ؟ لأنه لم يضع العلم المنبه أنني أنا في صلاة فلا تتجاوز حدك أما إذا كان وضع سترة و صلى إليها فأراد أحد أن يمر بين يديه فله أن يمنعه و له أن يدفعه بل وله أن يقاتله فإنه شيطان إما أن يكون شيطانا من شياطين الإنس لأنه قيل له هكذا ما رد عليك ثم زدت ما رد عليك ثم أراد أن يهجم رغم أنفك وأنت تصلي واقفا بين يدي ربك فضربته هكذا ضربة هذا إما أن يكون من شياطين الإنسن أو أن يكون من شياطين الجن تشبه بصورة إنسان من الإنس هذه الأحكام كلها تتعلق بهذه السترة عصا أو عمود أو أي شيء تضعه بين يديك فيمنعك من أن تنقص من صلاتك أو أن تعرضها إلى بطلان أردت أن تقول شيئا ؟
السائل : فسر لنا السترة ... .
الشيخ : ... هذه بارك الله فيك قلنا الجدار أو العمود أو العصا أو الإنسان بين يديه هو هذا نعم فالرسول صلى الله عليه و سلم في الحديث السابق لا يقطع الشيطان عليه صلاته يشير إلى أن هناك مارا قد يمر بين يديك لا تراه لأنه ليس من جنسك و لم يُخلق مما خُلقت خُلقت من طين و إنما هو خلق من مارج من نار فهو قد يمر بين يديك و لا تراه فما هي الوسيلة الشرعية في إبعاد الشيطن عن هذا المصلي أن يتعرض لصلاته بإفساد أو بنقصان أن تصلي إلى هذه السترة كما قال عليه الصلاة و السلام ( إذا صلى أحدكم فليصلّ إلى سترة ) في الرواية الأخرى أو الحديث الآخر ( إذا صلى أحدكم فليدنو من سترته لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) أي لكي لا يقطع الشيطان عليه صلاته و قد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم بينما كان يصلي ذات يوم بين أصحابه و هو مد يديه كأنه يقبض على شيء و بعد صلاته عليه السلام و فراغه منها سألوه رأيناك في صلاتك صنعت شيئا لم تكن تصنعه قال ( إن الشيطان أراد أن يقطع علي صلاتي فأخذت بحلقومه فوجدت برد لعابه في أصابعي ) قال عليه السلام ( و لولا دعوة أخي سليمان عليه الصلاة و السلام ربّ هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي لأصبح مربوطا بسارية - أي بعمود من أعمدة مسجد الرسول عليه السلام - يلعب به ولدان و صبيان المدينة ) لكن تأدبا منه عليه الصلاة و السلام مع أخيه سليمان عليه السلام الذي دعا هذه الدعوة لم يرد أن يشاركه في تسلطه عليه الصلاة و السلام على ذاك الشيطان فبعد أن كاد أن يخنقه حتى وجد برد لعابه في يده عليه السلام و أصابعه أطلق سبيله أدبا مع أخيه سليمان عليه الصلاة و السلام الشاهد من هذا الحديث أن الرسول عليه الصلاة و السلام الذي هو أكمل الناس و سيد الناس كما قال ذلك عليه السلام صراحة في صحيح البخارى و مسلم ( أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون مما ذاك ؟ ... ) ثم ذكر حديث الشفاعة الكبرى و الشاهد إذا كان سيد الناس كاد الشيطان أن يمر بين يديه لكن الرسول عليه السلام قد اصطفاه الله عز و جل بخصال و أكرمه بمعجزات لم تكن لأحد ممن بعده و ربما ممن كان قبله من ذلك أنه يرى ما لا نراه نحن يرى عليه السلام ما لا نرى نحن أي إنه عليه الصلاة و السلام و هذه فائدة لا يدخل في عموم الآية السابقة (( إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم )) إنه يراكم معشر الناس إلا سيد الناس فهو يراه عليه الصلاة و السلام و هذه خصوصية كما كان يرى جبريل عليه السلام و يرى الملائكة الكرام وقد جاء في صحيح البخارى و أقول أيضا بهذه المناسبة الطيبة أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال للسيدة عائشة يوما ( يا عائشة هذا جبريل يقرؤك السلام ) هي لا ترى جبريل و هو معها في الحجرة مع الرسول علييه السلام ( هذا جبريل يقرؤك السلام ) قالت " يا رسول الله و عليه السلام " و في رواية ( و عليك و عليه السلام ترى يا رسول الله ما لا نرى ) الشاهد هنا أن الرسول عليه السلام بإمكانه أن يرى الشيطان حينما يمر بين يديه أما نحن فلا سبيل لنا إلى ذلك و لذلك ينبغي أن نتخذ الوسائل الشرعية لإبعاد الشيطان أن يتعرض لصلاتنا بشيء من الفساد أو النقصان من أجل ذلك أمرنا عليه الصلاة و السلام أن نتخذ السترة إذا قمنا نصلي لا فرق في ذلك كما أشرت آنفا بين أن نصلي في الصحراء أو العراء أو في البنيان في المسجد الواسع الكبير أو المسجد الصغير أو الغرفة الصغرى لا فرق في ذلك لأن الشيطان له من القدرة بإمكان الله إياه أن يدخل في أي مكان كما جاء أيضا في الصحيحين أن النببي صلى الله عليه و آله و سلم زارته ليلة زوجته صفية بنت حيي فجلست عنده ما جلست ثم خرجت لتنقلب أي تنصرف إلى دارها فخرج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ليقلبها إلى أهلها فوقف معها هنية لما مر رجلين من الأنصار فلما رأوا الرسول عليه السلام قائما و معه امرأة أسرع السير هذا من أدبهما و حشمتهما و تعظيمهما لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال صلى الله عليه و سلم ( على رسلكما ) أي لا تسرعا ... في السير كما كنتما من قبل كما كنتما من قبل ( إنها صفية إنها صفية ) يقول لهما لا يدور في ذهنكما شيء هذه زوجتي ما هي امرأة غريبة قالا " يا رسول الله إن كنا لنظن بأحد فما كنا لنظن بك يا رسول " و هذا أمر طبيعي يعني كل الناس ممكن أن يظن بهم ظن السوء إلا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم المعصوم فما كان جواب الرسول عليه على قولهما ما هذا قال ( إن شيطان - و هنا الشاهد - إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) فإذا الشيطان معرض أن يمر بين يدي الإنسان و لو كان في غرفة صغيرة فلكي لا تتعرض صلاته لشيء من الفساد و النقصان كما قلنا آنفا نصلي إلى سترة هذه وسيلة شرعية ليست وسيلة مادية يمكن نحن نفهمها بعقولنا القصيرة الجامدة فهذه من أمور الغيب التى يجب الإيمان بها و الإستسلام لها لأن ذلك من أول شرائط الإيمان الصحيح كما قال ربنا عز و جل (( آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) من هم ؟ أول وصف (( الذين يؤمنون بالغيب )) فإذًا نحن نؤمن بالغيب أولا بأن هناك خلقا لا نراهم بأعيننا وهم الجن و الشياطين منهم و هذا منصوص في الكتاب و السنة و هو أمر متواتر مقطوع بوجوده و الشيء الثاني أن صلاة المصلي قد يتعرض الشيطان للإخلال بصلاة هذا الإنسان بمروره بينه و بين موضع سجوده فإذا وضع السترة كانت هذه السترة كعلم لا يجوز له أن يمر بين يديه هذه وسيلة شرعية و لا يقل الإنسان أنا أصلي في مكان ليس هناك ولد و ليس هناك حيوان يمر بين يدي لا . هناك حيوان أي خلق من خلق الله لا نراه بأعيننا ألا و هو الشيطان و هذا ما صرح به الرسول عليه السلام في الحديث السابق ( لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) يقع كثيرا أحدنا يصلي في داره و في الدار هر أو قط يريد أن يمر أو داجن يعني دجاجة أو شاة أو ماعز أو ما شابه ذلك و هذا ما وقع للرسول عليه السلام حيث كان يوما يصلي فأرادت شاة أو جدي هكذا نص الحديث جدي يعني شاة صغيرة أن يمر بين يديه فسعاها الرسول سعاها يعني نزل معها في المسابقة يعني لم يدعها تسبقه فتمر بين يديه فسعها حتى ألصق بطنه بالجدار ومرت الشاة أو الجدي خلفه عليه السلام هذا يدلنا على أهمية و اهتمام اتخاذ السترة هذه شاة أو هذا جدي حيوان لا يعقل بخلاف الشيطان الذي يجلس للإنسان بالمرصاد فهذا حيوان يمر مرا لا يعقل و لا يرمي إلى شيء أما الشيطان فيرمي إلى إفساد الصلاة مع ذلك فكان موقف الرسول عليه السلام من هذه الدابة أنه سابقها و ألصق بطنه عليه السلام بالجدار حتى مرت من خلفه هذه أمور كلها تدلنا نحن معشر المسلمين المهتمين باتباع سنة سيد المرسلين أنه يجب علينا أن نتهم أولا باتخاذ السترة وقد عرفنا أن السترة أي شيء منتصب هكذا أمامك سواء كان رقيقا أو غليظا و قد قال عليه الصلاة و السلام مبينا بلغة العرب التي كانوا يفهمونها يومئذ ما هي نوعية السترة التي هم يتداولونها يومئذ قال عليه السلام ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل )تعرفون مؤخرة الرحل ؟ ما هو أو ما هي عندكم ماذا تسمونها ؟ الرحل هو بالنسبة للجمل كالسرج بالنسبة للفرس هذا الذي يوضع على ظهر الجمل إسمه رحل و مؤخرة الرحل العمود هذا الذي يكون في الخلف واحد و في الأمام واحد هذا الذي في الأمام يلف الراكب رجله عليه فيصبح هذا اسمه في اللغة التي كان الرسول و الصحابة في زمنه يتكلمون بها إسمها الرحل و هذه العصا في الأمام و الخلف سماها الرسول عليه السلام مثل مؤخرة الرحل هذه لا تكون طويلة لا متر و لا نصف متر و إنما تكون شبرا أو أكثر قليلا هذه المؤخرة مؤخرة الرحل يعلق عليها الراكب متاعه و المقدمة هذه يلف عليها رجله فيصبح قطعة واحدة من الراحلة أه هذا مما تعلمناه ونحن أعاجم ولكن تعلمناه من لغة الرسول عليه السلام فقال ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ) كم مؤخرة الرحل ؟ شبر شبر و نص شبرين فإذا لم يكن بين يدي المصلي عصا طويلة شبر أو شبرين و مر شيء من هذه الأمور الثلاثة التي سيأتي ذكرها في تمام حديث الرسول عليه السلام تبطل صلاته تبطل يجب عليه أن يعيد الصلاة أما إذا مر شيء آخر فالصلاة تنقص و لا تبطل أي الحديث الأول يقطع صلاة أحدكم أه قوله عليه السلام ( إذا صلى أحدكم فليصلّ إلى سترة لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) القطع هنا ليس المقصود به الإبطال و إنما نقصان الأجر أما القطع المذكور في الحديث الثاني ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ثلاثة أشياء المرأة و الحمار و الكلب الأسود ) هذا يبطل الصلاة فإذا مر الكلب الأسود أو مر الحمار أو مرت المرأة بشرط أن تكون امرأة بالغة كبيرة حينئذ تبطل الصلاة إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل باختصار إذا لم يكن بين يديه سترة و هذا من فوائد السترة أنها تحفظ صلاة المتوجه إليها عن القطع بمعنى الإبطال إبطال الصلاة وعن القطع بمعنى نقصان الأجر فيجب علينا أن نهتم بالصلاة إلى سترة سواء كنّا في الدار أو كنا في المسجد أو كنا في الصحراء و نلاحظ ما ذكرته آنفا أن نكون قريبين منها بمقدار يكون شبر أو شبرين بين موضع السجود و بين السترة و لا نبتعد أكثر من ذلك و لا نتجاوز هذه المسافة التي حددها فعله عليه السلام في المسجد النبوي حيث كان يصلي هناك إلى جدار و كان بين موضع سجوده و بين الجدار مقدار ممر شاة من فوائد السترة أن الإنسان إذا كان يصلي لا إلى سترة و أراد أحد أن يمر بين يديه فليس له أن يمنعه لماذا ؟ لأنه لم يضع العلم المنبه أنني أنا في صلاة فلا تتجاوز حدك أما إذا كان وضع سترة و صلى إليها فأراد أحد أن يمر بين يديه فله أن يمنعه و له أن يدفعه بل وله أن يقاتله فإنه شيطان إما أن يكون شيطانا من شياطين الإنس لأنه قيل له هكذا ما رد عليك ثم زدت ما رد عليك ثم أراد أن يهجم رغم أنفك وأنت تصلي واقفا بين يدي ربك فضربته هكذا ضربة هذا إما أن يكون من شياطين الإنسن أو أن يكون من شياطين الجن تشبه بصورة إنسان من الإنس هذه الأحكام كلها تتعلق بهذه السترة عصا أو عمود أو أي شيء تضعه بين يديك فيمنعك من أن تنقص من صلاتك أو أن تعرضها إلى بطلان أردت أن تقول شيئا ؟
ما حكم الصلاة مقابل وجه فلان من الناس إذا كان جالساً مثلا؟
السائل : أقول بعض الناس من بعض المصلين ... عندما يصلي ... على المصلين فالمصلي هذا يصلي قدامه ... هذه ؟
الشيخ : أيوة
السائل : و صليت و احترفت علينا من هناك
الشيخ : بوجهي
السائل : بوجهك
الشيخ : أيوة
السائل : و نحن قعدين نصلي نكمل السنة
الشيخ : يعني تصلي السنة إلى وجه الإمام مثلا هنا شيء هناك وهو هناك حديث يقول " لا يفلح وجه صلّي إليه " هذا حديث لا أصل له في السنة هذا حديث لا أصل له في السنة لكن إذا كان المصلي يصلي إلى وجه هذا الإمام الذي التفت إلى المصلين يلتهي به و النظر إليه فحينئذ من هذه الزاوية و من هذه الناحية يكره أن يصلي إليه و ليس لأن هناك حديث يمنع مباشرة الصلاة إلى وجه المسلم هذا أو الجالس أمامك و قد جاء في صحيح البخارى و مسلم أيضا أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان إذا قام يصلي إلى الليل كان يصلي إلى عائشة و هي معترضة بين يديه اعتارض الجنازة أي هكذا بطولها على سرير و هو عليه السلام يصلي إليها و من الممكن أن تكون صلاته عليه السلام إليها مستقبلا لواجهتها و ممكن أن يكون مستقبلا لقفاها و ظهرها المهم في الموضوع ليس هناك نهي ينهى عن هذا الشيء إلا إذا كان هذا المصلي يلتهي بالنظر إلى وجه هذا المستقبل له فهذا مكروه و إلا فلا . واضح الجواب إن شاء الله ؟
السائل : إيه
الشيخ : جيد
الشيخ : أيوة
السائل : و صليت و احترفت علينا من هناك
الشيخ : بوجهي
السائل : بوجهك
الشيخ : أيوة
السائل : و نحن قعدين نصلي نكمل السنة
الشيخ : يعني تصلي السنة إلى وجه الإمام مثلا هنا شيء هناك وهو هناك حديث يقول " لا يفلح وجه صلّي إليه " هذا حديث لا أصل له في السنة هذا حديث لا أصل له في السنة لكن إذا كان المصلي يصلي إلى وجه هذا الإمام الذي التفت إلى المصلين يلتهي به و النظر إليه فحينئذ من هذه الزاوية و من هذه الناحية يكره أن يصلي إليه و ليس لأن هناك حديث يمنع مباشرة الصلاة إلى وجه المسلم هذا أو الجالس أمامك و قد جاء في صحيح البخارى و مسلم أيضا أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان إذا قام يصلي إلى الليل كان يصلي إلى عائشة و هي معترضة بين يديه اعتارض الجنازة أي هكذا بطولها على سرير و هو عليه السلام يصلي إليها و من الممكن أن تكون صلاته عليه السلام إليها مستقبلا لواجهتها و ممكن أن يكون مستقبلا لقفاها و ظهرها المهم في الموضوع ليس هناك نهي ينهى عن هذا الشيء إلا إذا كان هذا المصلي يلتهي بالنظر إلى وجه هذا المستقبل له فهذا مكروه و إلا فلا . واضح الجواب إن شاء الله ؟
السائل : إيه
الشيخ : جيد
الكلام على بعض أحكام العقيقة.
الشيخ : بعد هذا ننتقل إلى المسألة الأخرى التي أشرت إليها في مطلع كلمتي هذه و التي أردت أن أذكر بها و أن أثني بها تذكيرا هي أن أخانا أبي سعد أسعدنا الله و إياه في الدنيا و الآخرة أحيا بهذه الدعوة سنة طالما غفل عنها كثير من خاصة الناس فضلا عن عامتهم أعني بذلك العقيقة الذبح بمناسبة المولود هذه سنة بل سنة واجبة أمر بها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كل والد ينعم الله تبارك و تعالى عليه بمولود إذا كان هذا المولود ذكرا عليه ذبيحتان و إذا كان أنثى فعليه ذبيحة واحدة كما قال عليه الصلاة و السلام ( عن الغلام شاتان متكافئتان ) ( عن الغلام شاتان متكافئتان ) أي متماثلتين سنا و حجما و لونا أي بالمعنى الأوسع الذي يدخل تحت المعنى المتكافئ هذا مكافئ لهذا أي جسما و لونا و سنا و نحو ذلك ( عن الغلام شاتان متكافئتان و عن الجارية شاة واحدة ) هذا التعبير في الشرع عن الغلام أي يجب معناه يجب عن الغلام شاتان تذبحان عنه كما في أحاديث أخرى يوم سابعه تذبحان عنه يوم سابعه و إن لم يتيسر له و هذا يقع كثيرا ففي الأسبوع الثاني فإن لم يتيسر له ففي الحادي و العشرين يعني معه ثلاث مراحل المرحلة الأولى و هي الفضلى و هي الأولى أن يذبح في الأسبوع الأول أي في اليوم السابع لولادة المولود و إلا ففي الأسبوع الثاني يعني الرابع عشر و إلا ففي الحادي و العشرين هذه السنة الواجبة مع الأسف الشديد يهملها أكثر الناس اليوم مع أنهم قد يأتون بما لا يجب فإنسان بمناسبة ما قد يذبح ليس شاة أو شاتين بل يذبح ما شاء الله من الشياه و الغنم بمناسبة فرح ما هذا لا يمنع شرعا و لكن يجب الإهتمام بالشرع بما هو الأهم فالأهم فإذا كان هذا الإنسان من الناس أنعم الله عليه و استطاع بمناسبة فرح من الأفراح التي تعرض للإنسان في حياته أن يذبح ذبيحة أو أكثر لم يأمر الشارع بها و لكنه أيضا لم ينهى عنها فأولى بها و أولى أن يهتم بأن يذبح ما أمر الله به تبارك و تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه و آله و سلم بمناسبة أن الله عز و جل رزقه غلام فهو عليه أن يقوم بشكر هذه النعمة هذه نعمة و نحن اليوم نعيش في زمن تعددت فيه سبل الفساد و الإنحراف و هذا من عجائب ما يقع في هذا الزمان فتجد ناسا رزقهم الله تبارك و تعالى أزوجا أو تجد شخصا رزقه الله عز و جل زوجة ولودا فيرزقه الله الواحد و الثاني و الثالث ثم يملاّن من هذه النعمة المتوالية فيتعاطان أسباب تقليل أو تحديد النسل كما يقولون اليوم بينما تجد شخصا آخر رزق امرأة عقيما فيسعى من طبيب إلى آخر يريد أن يفحص نفسه أو يفحص زوجه و قد يتعرض لبعض المحرمات من التعرض لكشف العورة عنه أو عن زوجته في سبيل ماذا ؟ في سبيل الحصول على ولد فانظر هذا التنافر بين الناس اليوم ذاك ربنا يرزقه الولد بعد الولد فيستكثر هذا الخير و يمل و يمجه و يرفضه بتعاطي وسائل تحديد النسل و الآخر يتعاطى وسائل القضاء على العقم الذي قد يكون منه و قد يكون منها و قد يكون منه معها فإذا كان الله عز و جل الشاهد إذا كان الله عز و جل قد أنعم على الإنسان بزوجة ولود فهذا خير قدمه الله إليه كما أشار الرسول صل الله عليه و آله و سلم إليه في الحديث الصحيح المشهور ( تزوجوا الولود الودود فإني مباهٍ بكم الأنبياء ) و في رواية ( فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ) فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة تزوجوا الولود الودود أي تقصّدوا من النساء ما عرف آباؤها و أمهاتها بإيش ؟ بالإنسال و بكثرة الأولاد لأن الرسول عليه السلام يحب من أمّته أن تتكاثر و تتكاثر حتى يباهي بذلك الأمم يوم القيامة فإذا كان هذا الإنسان رزقه الله عز و جل ولدا فمن الواجب عليه أن يقدر شكر هذه النعمة و ذلك بأن يذبح لله إما شاة إن كانت أنثى و إما شاتين إن كان ذكرا
هل يشترط في ذبيحة العقيقة أن تكون موافقة لذبيحة الأضحية ؟
السائل : سنة الشاة كبيرة أو صغيرة ؟
الشيخ : حسن هذا السؤال مهم الحقيقة أن كثير من العلماء ، صار الوقت ؟ حتى ما يصير خلاف ، يكون جواب عن هذا السؤال كثير من العلماء يشترطون في العقيقة ما يشترط في الأضحية من شروط سواء من حيث السن أو من حيث السلامة من العيوب كالعور و الكسر و العرج و نحو ذلك لكن بعض العلماء يذهبون إلى ما هو أوسع للناس من ذلك و يقولون أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لم يشترط في العقيقة ما اشترط في الأضحية و لذلك فعلى المكلف بذبح عقيقة أن يذبح ما كان أمتع له و لعياله و لمن حوله من جيرناه و من الفقراء الذين يعرفهم يجب أن تكون هذه العقيقة سليمة من العيوب كما هو الشأن في الأضحية فهذا لا دليل عليه و الرسول عليه السلام أطلق ... .
الشيخ : حسن هذا السؤال مهم الحقيقة أن كثير من العلماء ، صار الوقت ؟ حتى ما يصير خلاف ، يكون جواب عن هذا السؤال كثير من العلماء يشترطون في العقيقة ما يشترط في الأضحية من شروط سواء من حيث السن أو من حيث السلامة من العيوب كالعور و الكسر و العرج و نحو ذلك لكن بعض العلماء يذهبون إلى ما هو أوسع للناس من ذلك و يقولون أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لم يشترط في العقيقة ما اشترط في الأضحية و لذلك فعلى المكلف بذبح عقيقة أن يذبح ما كان أمتع له و لعياله و لمن حوله من جيرناه و من الفقراء الذين يعرفهم يجب أن تكون هذه العقيقة سليمة من العيوب كما هو الشأن في الأضحية فهذا لا دليل عليه و الرسول عليه السلام أطلق ... .
اضيفت في - 2008-06-18