شرح قول المصنف في كتابه الآدب المفردباب الذي يصبر على أذى الناس ..... عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « المؤمن الذي يخالط الناس ، ويصبر على أذاهم ، خير من الذي لا يخالط الناس ، ولا يصبر على أذاهم »
قال المؤلف رحمه الله " لا بالذي يصبر على أذى الناس " رواه بإسناد صحيح عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) هذا الحديث يبين أن المسلم خير له أن يعاشر الناس وأن يعاملهم وأن يخالطهم لأن في هذه المعاشرة وفي هذه المخالطة خير له ولمن يخالطه ذلك لأن المخالِط إما أن يكون في حاجة إلى علم فهو مخالطته للناس يستفيد مما عندهم لا سيما إذا هؤلاء الناس من أهل العلم والفضل والخلق الحسن وإن كان هو من هؤلاء أي من أهل العلم والفضل والخلق الحسن فأولى به أن يكون منفعة لغيره من هؤلاء الناس الذين يخالطهم ويعاشرهم والحقيقة أن هذا الحديث فيه ردّ على اتجاه يتجهه بعض الطوائف الإسلامية منذ سنين طويلة ألا وهم أولئك الذين يعرفون بالصّوفية فإن هؤلاء الصوفية عرفوا من بين كل الجماعات أو الطوائف الإسلامية بأنهم منزوون على أنفسهم ويقبعون في زواياهم وفي بيوت كانوا يسمونها بهذه الأسماء خاصة ... وزوايا بل غَلا بعضهم حتى خرج عن مساكنة الناس مطلقا حتى في هذه الزوايا والتكايا فكان أحدهم يخرج يعيش مع الوحوش في الصحارى والبراري والقفار كل ذلك تهرّبا منهم من مخالطة الناس ذلك بأنهم يعتقدون أن هذه المخالطة لا تأتيهم بخير وإنما تجلب إليهم الشر ولذلك كانوا يؤثرون أن يعيشوا خارج البنيان ولهم في ذلك قصص وقصص كثيرة وكثيرة جدا سيقت في كتب الرقائق وكتب كرامات الأولياء والصالحين زعموا . فهذا الحديث فيه رد صريح على هؤلاء الناس والإسلام لم يبعثه ربنا تبارك وتعالى ليعيش في صف واحد وإنما أنزل الله عز وجل دينه وبعث رسله لتكون هناك أمة يعيش بعضها مع بعض ويتعاون بعضهم مع بعض على الخير ويتناهون عن المنكر كما قال عز وجل (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) فالرجل الذي يعيش لوحده ولا يعيش بين بني جنسه ليس لديه مجال أن يتّصف بهذه الصّفة الخيرية التي وصف الله عز وجل بها هذه الأمة و كان من أبرز صفاتها تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فالذي يعيش في الصحاري والبراري والقفار لا يجد أحدا يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر لا يجد أحدا يعلمه شيئا مما علمه الله إن كان على علم وإن كان على جهل فلا يجد أحدا يتعلم منه مما علمه الله تبارك وتعالى لذلك يعيش طيلة حياته قفرا كالأراضي التي يعيش فيها قفرا من العلم قفرا من الخلق ومن المعونة والليونة التي ينبغي على مثله أن يتصف بها على اعتبار أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وصف المؤمن بصفات كثيرة منها أنه قال ( المؤمن هين لين ) ، وهذه الصفة كونه هينا لينا لا يمكن أن ينطبع بها ذلك الإنسان الذي يعيش في الصحارى لذلك جاء في كثير من الأحاديث الصحيحة ... فيها الرسول عليه السلام الأعراب الذين يعيشون في الصحارى ولا يعيشون في المدن بأنهم قساة القلوب غلاظ الأكباد فلا جرم أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلم نهى في بعض الأحاديث الأعرابي الذي هاجر من بداوته إلى مدينة إلى الحضارة نهاه أن يعود إلى ما كان عليه من البداوة لذلك قال عليه الصلاة و السلام تأكيدا لهذا المعنى الذي ندندن حوله ( من بدا جفا ) من بدا أي من سكن البادية يعني من عاش عيشة البدو من بدا جفا أي صارت طبيعته جافية غليظة فكيف يترك المسلم المجتمع الإسلامي وهو لا يخالطهم ولا يعاشرهم ويعيش وحده كما ذكرنا خارج المدن في البراري والصحارى حينئذ يغلظ طبعه ويقل علمه وتصبح الأمور الطبيعية عنده معكوسة ومقلوبة . من آثار هذا العكس في هذا القلب
1 - شرح قول المصنف في كتابه الآدب المفردباب الذي يصبر على أذى الناس ..... عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « المؤمن الذي يخالط الناس ، ويصبر على أذاهم ، خير من الذي لا يخالط الناس ، ولا يصبر على أذاهم » أستمع حفظ
كلام الشيخ على معنى التوكل الصحيح في الإسلام.
التوكل جاء ذكره في العديد من الآيات ومنها قوله تبارك وتعالى (( وإذا عزمت فتوكل على الله )) فالتوكل على الله يكون بعد أن يتّخذ المسلم الأسباب التي توصله عادة إلى ما يبتغيه ... مثلا الذي يريد من الأرض أن تثمر له الثمر اليانع وأن تنبت له الحب الكثير لا بد أن يخدمها بكل أنواع الخدمات التي تتطلبها الأرض عادة من حرث و زرع و تنقية و سقي ونحو ذلك فإذا هو فعل ذلك يتوكل على الله عز وجل ولا يتوكل على أسبابه لأن هذه الأسباب قد تتأخر فلابدّ من أن يقرنها مع التوكل على الله تبارك وتعالى أما أن يقول الإنسان إن كان الله عز وجل كتب لي أن آكل من هذه الأرض من ثمرها ومن حبها فسآكل سواء خدمتها أو لم أخدمها فهو في الواقع يخادع نفسه ونفسر التوكل بخلاف المعنى الحقيقي المراد منه ومن هذا العكس الذي يقعون فيه فهم حينما يفسرون التوكل بهذا المعنى لا يعدمون أن يركنوا إلى بعض النصوص التي يدعمون بها تفسيرهم لكنهم في الوقت نفسه حينما يدعمون ما يذهبون إليه من تفسير التوكل بالتواكل قد أصيبوا أيضا بانعكاس في فهمهم لبعض تلك النصوص، من ذلك أنهم يحتجون بقوله عليه الصلاة والسلام ( لإن توكّلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا و تروح بطانا ) ففهموا الحديث مقلوبا هذا الله يرزق الطير لكنهم غفلوا عن النص وما فيه من التفريق بين الغدو و الرواح حيث قال عليه الصلاة و السلام ( لإن توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا ) ما قال تصبح خماصا في أعشاشها ثم تمسي بطانا يعني ممتلئة البطون وهي في أعشاشها وإنما قال عليه السلام تغدوا أي تبكر بالإنطلاق وراء السعي للرزق فترجع وقد امتلأت بطونها .
إذًا هذا الحديث لا يؤيد هؤلاء المتصوّفة الذين يفسّرون التوكل بمعنى التواكل أي بمعنى الكسل وعدم الأخذ بالأسباب بل إن هذا الحديث يؤيد معنى الآية السابقة (( فإذا عزمت فتوكل على الله )) اعزم وتوكل كما قال ( اعقلها وتوكل ) وهو حينما جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على ناقته قال يا رسول الله أعقلها ؟ أقيدها أربطاها أم أتوكل على الله ؟ قال ( لا اعقل وتوكل ) أي اجمع بين السبب والتوكل على الله تبارك وتعالى وهذا الموقف أي الجمع بين السبب و التوكل على الله هو موقف المسلم وضده على طرفي نقيض هؤلاء المتصوفة مثلا يدعون الأخذ بالأسباب ويتوكلون على الله بزعمهم فهؤلاء أخذوا بالشيء وأعرضوا عن شيء، عكسهم اليوم جماهير المسلمين بجهلهم أما المتصوفة فانحرافهم في مذهبهم أما جماهير المسلمين اليوم فهم يتكلون على الأسباب متأثرين في ذلك بالمذهب المادي الأوروبي فنحن نعلم يقينا اليوم أن الأوروبيين اليوم لا يكادون يذكرون الله إطلاق وإنما عمدتهم على علومهم على عقولهم على أبدانهم و أخذهم بالأسباب فهؤلاء في طرف والمتواكلة من المتصوفة في طرف وكلاهما على طرفي نقيض والحق بينهما والحق الجمع بين الأخذ بكلّ طرف من الطرفين الذين أخذ كل منهما بطرف وأعرض عن الطرف الآخر ذلك أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على رب الأرباب هذا كله مما نستوحيه من هذا الحديث الذي نحن بصدد التعليق عليه .
مواصلة الشيخ شرح الحديث السابق.
شرح قول المصنف رحمه : باب الصبر على الأذى عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ليس أحد - أو ليس شيء - أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل ، وإنهم ليدعون له ولدا ، وإنه ليعافيهم ويرزقهم »
ماهو هذا الأذى الذي يسمعه ربنا عز وجل ثم هو يصبر عليه صبرا لا يصبر عليه أحدا من العالمين ؟ قال في تمام الحديث ( إنهم ليدعون له ولدا -أو- يدّعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم ) إنهم ليتهمون الله عز وجل ... لأن له شريكا لأن له ولدا ومع ذلك عم بيرزقهم خيرات الدنيا وحين يمرضون يعافيهم، كيف هذا وهم يسبّونه ويدعون له الولد والشريك ذلك من فضل الله تبارك وتعالى على عباده لذلك قال عليه الصلاة و السلام ( ليس شيء وليس أحد أصبر على أذى من الله عز وجل يسمعه من أحد، ذلك لأنهم يدعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم ) .
قد يقول قائل هذا الله، الله عز وجل له كل صفات الكمال فهو يستطيع أن يصبر هذا الصبر الذي ليس مثله صبر في الدنيا فكيف نحن نستطيع أن نتتبع هذه ؟ نقول لا يمكن للإنسان مهما سما و علا أن تصبح صفته مشابهة لصفة من صفات الله عز وجل لكن هذا من باب التقريب لأن الله يقول (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ومع أنه قال في حقه وهو السميع البصير لمّا ذكر آدم عليه السلام قال (( فجعلناه سميعا بصيرا )) لكن سمع آدم وبنيه ليس كسمع الله عز وجل وبصره بطبيعة الحال لكن فيه نوع مشاركة في اللفظ فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن ... لله عز وجل في تمام الصفة فهو أن يقارب الإتصاف بشيء من صفة الصبر التي يتصف بها الله تبارك وتعالى و أنه من صفاته الصبور الشكور ، وبهذه المناسبة أذكر بحديث مشهور ومنصوص في بعض الكتب ولا أصل له ولكن له صلة بهذا المعنى الذي ندندن حوله هذا الحديث لفظه " تخلقوا بأخلاق الله " تخلقوا بأخلاق الله حديث لا أصل له أي لم يرو عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مطلقا حتى ولو بإسناد موضوع وإنما اشتهر في الأزمنة المتأخرة أن الرسول عليه الصلاة و السلام قال " تخلقوا بأخلاق الله " لكن هل لهذا الحديث الذي لا أصل له رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صحة من حيث المعنى ؟ هل يمكن أن يقال للإنسان تخلق بأخلاق الله ؟ الجواب يمكن في غالب صفات الله عز وجل ولا يمكن بل لا يجوز شرعا أن يتخلّق المخلوق بشيء من بعض صفات الله عز وجل مثلا من صفاته أنه الجبار فلا يجوز للمسلم أن يتخلق بالجبروت لأن صفة الجبروت صفة تليق بالله تبارك و تعالى الخالق لذلك جاء في بعض الأحاديث القدسية أن من تكبر وتجبر قصمه الله عز وجل لأن الكبرياء والجبروت هما من صفات الله عز وجل لكن لو جئنا لصفة الصبر وصفة الحلم فهنا يقال تخلقوا بهذه الأخلاق الإلاهية لكن بقدر الإستطاعة بقدر ما يتناسب مع الطبيعة البشرية في هذه النقطة أي في كون الإنسان لا يستطيع أن يقارب بالتشبه بصبر الله عز وجل جاء بحديث ... يتعلق بخلق من خلق الله عز وجل وهو الرسول صلى الله عليه وسلم فحينئذ تبقى المقاربة و المشابهة متجانسة بين الإنسان المأمور بأن يتخلق بخلق الصبر وبين هذا الإنسان الكامل الذي ستسمعون ما جاء فيه من الصبر .
4 - شرح قول المصنف رحمه : باب الصبر على الأذى عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ليس أحد - أو ليس شيء - أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل ، وإنهم ليدعون له ولدا ، وإنه ليعافيهم ويرزقهم » أستمع حفظ
شرح قول المصنف رحمه قال عبد الله : قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة ، كبعض ما كان يقسم ، فقال رجل من الأنصار : والله ، إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله عز وجل ، قلت أنا : لأقولن للنبي صلى الله عليه وسلم ، فأتيته ، وهو في أصحابه ، فساررته (1) ، فشق ذلك عليه صلى الله عليه وسلم وتغير وجهه ، وغضب ، حتى وددت أني لم أكن أخبرته ، ثم قال : « قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ».
هذا العض يأخذ وضعه الطبيعي حتى تعاد القصة هكذا دواليك المرأة تفر والهر تعضها فتركض و تركض فيعود موضع العض سليما فتعضها فتعذب بنفس الآلة التي هي عذبتها، خلاصة الكلام حول هذا الحديث كلنة عامية لكنها حكمة الحجر إلي ما بيعجبك ب ... حبست الهرة فتعذبت بالنار بسبب هذا الحبس يمكن نتصور جاء هذا بلا مبالاة ممكن نتصور أنه هي ما تقصدت ربطها حتى لا تأكل إنما ربطتها ثم لم تبالي بها ولم تهتم بشأنها حتى ماتت فعذبت بها و العكس من ذلك شو فيها تنزل تعبي خفها أو نعلها بالماء ثم تسقي ذلك الكلب ... وإذا الله عز وجل يغفر لهذه المرأة البغي ولذلك الرجل الذنوب كلها بسبب هذا العمل الذي ما بيعدل ... لكن الله عز وجل كما قال (( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) والسلام عليكم ورحمة الله .
قبل كل شيء طبعنا في الدار الجديدة ... إلا نسختين والسبب أولا ... بالنسبة لحجمه وثانيا لأنه مو كتاب مستقل هذا ... الخامس والسادس من ضعيف الجامع الصغير فضعيف الجامع الصغير عندي كصحيح الجامع الصغير من واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة الصحيح مطبوع كله من سنين الضعيف مطبوع منه الأربعة من سنين الآن الله يسر لنا فطبعنا تكملة الضعيف والخامس والسادس فإذا كان أحد منكم عنده الأجزاء السابقة أو ... بنفس النسخة هذه لأنه ما بيرسلوها من هذا الكتاب أو هذه الأجزاء بل الأجزاء السابقة أحاديث مستقلة فيها بيان لجماهير الأحاديث الرائجة بين الناس وهي ضعيفة هذا خاص بالضعيف ... يا الله
السائل : السلام عليكم
5 - شرح قول المصنف رحمه قال عبد الله : قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة ، كبعض ما كان يقسم ، فقال رجل من الأنصار : والله ، إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله عز وجل ، قلت أنا : لأقولن للنبي صلى الله عليه وسلم ، فأتيته ، وهو في أصحابه ، فساررته (1) ، فشق ذلك عليه صلى الله عليه وسلم وتغير وجهه ، وغضب ، حتى وددت أني لم أكن أخبرته ، ثم قال : « قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ». أستمع حفظ
نصيحة من الشيخ عن الذهب المحلق للنساء.
بيان أوجه الغيبة المستثناة من التحريم.
" فالقدح ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر " أنا شايف فلان بيعاش فلان ... تمشي مع فلان خير إن شاء الله ... لأن هذا فيه تحذير الشاب الصالح نحذره من أن يخالط الشاب الفاسد ، الشاب ذو الخلق الحسن ينهى أن يخالط الشاب ذو الخلق السيء ليه ؟ لأن طبيعة الناس أنها تنعدي مثل الفواكه الجميلة ... بجانب الفاكهة الفاسدة أفسدتها وانتقلت لها العدوى سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا ، ومن أجل ذلك حذر الرسول عليه السلام من رفقة السوء فقال ( مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك إما أن يحذيك ) يعني يعطي بالمجان ( وإما أن تشتري منه وإما أن تشم منه رائحة طيبة ) فجليس الرجل الصالح على كل حال كسبان مثله كمثل من يجالس العطار فإما أن يعطيه مجانا وإما أن يشتري منه بمقابل وإما على الأقل أن يشم منه رائحة طيبة ، ومثل الجليس السوء فهو كما قال عليه السلام تمام الحديث ( إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة كريهة ) هذا و ذاك مثل الجليس الصالح ومثل الجليس السوء، فإذا رأينا إنسانا طالحا يخالط إنسانا صالحا فنحن نحذره ونقول له فلان الي تمشي معه بيفعل كذا بيقول كذا بيعتقد كذا إلخ ... ليست هذه الغيبة مكروهة بل هذه الغيبة واجبة ومو بس جائزة تحذيره دير بالك تمشي مع فلان عنده كذا وكذا هذا واجب ، إذًا صار معنا حتى الآن ثلاث خصال متظلم ومعرف ومحذر، الخصلة الرابعة والمجاهر فسقا و مجاهر فسقا واحد بيشرب خمر علنا ... وهذا يستحي من عباد الله هذا هو الفاسق المجاهر بفسقه هذا ... يقال فلان بيشرب الخمر و ما يستحيي من الناس ... من حيث المعنى داخل من حيث الأدلة المخصصة ليس هذا النوع من ذاك النص العام هذا هو الفاسق المعلن فسقه وفجوره، فلان فاتح مثلا بار فاتح محل خمور هذا ... هذا مستثنى من الغيبة المحرمة .
السؤال الثالث عفوا النوع الخامس بعد ما قال و مجاهر فسقا قال ومستفت هذا هو القسم الخامس من الغيبة المستثناة من التحريم ومستفت المستفتي يروي أمثلة و وقائع كثيرة يأتي الرجل إلى العالم فيقول زوجتي بتفعل كذا وكذا وكذا أو المرأة تأتي إلى العالم تقول زوجي يفعل كذا وكذا وكل منهما يصف الآخر ... غيبة هذا جائز أم محرم ؟ هذا جائز لأنه مستثنٍ من الغيبة المحرمة والدليل على ذلك قصة هند لما جاءت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقالت " يا رسول الله إن زوجي رجل شحيح " ... تبخِّله، رجل شحيح أي بخيل يعني مو قال إن واجباته ... زوجته وأولاده " فهل يجوز لي أن آخذ من ماله ما يكفيني أنا وأولادي ؟ " قال عليه السلام ( خذي من ماله ما يكفيك أنت و ولدك بالمعروف ) هذا هو الحديث وليس بعد فيه من ال ... من ناحية مما نحن فيه وهو قول المرأة زوجي شحيح كيف سكت الرسول عن هذه الغيبة ؟ لأنها غيبة جاءت بمناسبة الإستفتاء فزوجي بخيل مو قائم بواجب الإنفاق علي ... وعلمه قال لها يجوز لكن بشرط واحد أو بالأحرى شرطين اثنين الشرط الأول مفهوم ضمنا وكأنه يقول إن كنت صادقة أنه بخيل و أنه ما يقوم بواجبه بحقّ النفقة فيجوز أن تأخذي لنفسك من ماله ما يكفيك وولدك لكن بشرط بالمعروف يعني بما يعرف عادة أن هذا المقدار الذي تأخذينه كاف، كأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول لها لا تستغلّي سماح الشرع لك بأن تأخذي من مال زوجك البخيل المقصر في حق النفقة أنت و أولادك ... بمقدار ما يكفيك أنت وولدك ... خذي من ماله ما يكفيك أنت وولدك بالمعروف ، هذا المثال مما ... وتصدق به يعني إذا كنت يعني في سعة من المال ثم جاءك رزق من غير ... .