متفرقات للألباني-139
وجه للشيخ سؤال عن معنى التأويل ؟
الشيخ : نرجوا أن تتفضلوا بشرح واف بكل ما يتعلق بموضوع التأويل وجزاكم الله خيرا ؟
التأويل له مفهومان مفهوم لغوي ومفهموم اصطلاحي المفهوم اللغوي هو يرادف معنى التفسير التأويل هو التفسير تماما كما جاء في كثير من الآيات (( ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا )) تأويل أي تفسير أي نعم (( هذا تأويل رؤياي من قبل )) أي تفسير هذا ، هذا التأويل بهذا المعنى هو لغوي وللتأويل معنى اصطلاحي وهذا الذي يجري كثيرا في أقوال العلماء فمعنى التأويل اصطلاحا هو إخراج معنى النص من قرآن أو حديث عن ظاهره إلى معنى آخر يدل عليه الأسلوب العربي كمثل مثلا تفسير آية ما بالمجاز دون الحقيقة فتفسير الآية بالحقيقة هو تفسير في الاصطلاح وتفسير الآية بالـتأويل بمعنى إخراج النص عن ظاهره هو التأويل المصطلح عليه وهو فيما يبدو لي المراد بالسؤال مثلا الآية التي اختلف السلف والخلف في تفسيرها (( الرحمن على العرش استوى )) فما معنى استوى بدون تأويل استعلى وهذا هو تفسير السلف ومنهم أبو العالية كما وراه البخاري في صحيحه أما الخلف فيؤولون الآية أي يخرجون معناها عن ظاهرها إلى معنى آخر يبدو لهم فيقولون مثلا استوى أي استولى فهذا المعنى الذي فيه إخراجه عن ظاهر الآية هو التأويل والأمثلة على هذا تكثر كمثل قوله تبارك وتعالى (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) فتفسير هذه الآية (( وجاء ربك )) كما قال بعض السلف تفسيرها قراءتها يعني أمر ظاهر جاء وربك والملك أما تأويلها بمعنى إخراج النص عن ظاهره (( جاء ربك )) أي بعض آيات ربك أو بعض ملائكة ربك هذا هو التأويل فإذا التأويل في الاصطلاح هو الإتيان بمعنى للنص سواء كان قرآنا أو سنة لا يدل عليه ظاهر النص وإنما يصار إليه بطريق المجاز أو الكناية أو نحو ذلك ومثل هذا التأويل لا يشرع عند علماء السلف ولا يجوز المصير إليه إلا حينما تتعذر الحقيقة أي يتعذر ولا يمكن تفسير النص بدون تأويل حينئذ يذهبون إلى التأويل ومن هنا جاء الخلاف بين السلف والخلف الخلف يتوسعون كثيرا في تأويل الآيات ويخرجونها عن دلالتها الظاهرة بمجرد استبعادهم المعنى الظاهر من الآية وكثير ما يكون الاستبعاد الذي قام في أذهانهم سببه الحقيقة قياسهم الغائب على الشاهد وإذا كانت الآية التي يتأولونها تتعلق بالله عزّ وجل وبصفاته فهذا أبعد ما يكون عن الصواب حينما تؤوّل الآية تأويلا يصرف نص الآية عن ظاهر دلالتها فهؤلاء مثلا (( وجاء ربك )) ما تركوا الآية على ظاهرها كما هو واضح وإنما قالوا جاء بعض آيات ربك لماذا ؟ قالوا لأن الله عز وجل لا يوصف بأنه يجيء واستلزموا من المجيء الحركة الله لا يوصف بأنه يتحرك هذا الكلام معناه أن هؤلاء المتأولون نظروا إلى رب العالمين نظرتهم إلى خلقه فكما أن الإنسان يوصف بالحركة قالوا أنه من الضروي أن لا نصف الله بما يوصف به الإنسان فالحركة من الإنسان هذه صفته فلا يجوز أن نصف الله ببعض الصفات التي هي من صفات البشر فهذا الذي اضطرهم إلى تأويل (( وجاء ربك ))كمثال ولا شك عند العاقل أنه إذا نظر إلى هذا السبب الذي حملهم إلى التأويل ليتبين له بأنه سبب من أضعف الأسباب بل هو سبب باطل ذلك لأن لازم هذا السبب واقتصاره ما دام أن البشر يتحرك فلا يجوز أن نصف الله بأنه يتحرك وما دام أن البشر يجيء فلا يجوز أن نصف الله بأنه يجيء فرض هذا وهو باطل بلا شك الأصل ما دام أن البشر يبصر ويرى فلا يجوز أن نصف الله بأنه يبصر ويرى ما دام أن البشر يسمع فلا يجوز أن نصف الله بأنه يسمع بينما نصوص الكتاب والسنة متضافرة متتابعة متواترة على وصف الله عز وجل بأنه يسمع ويرى فقال تعالى لموسى وهارون (( إنني معكما أسمع وأرى )) كذلك قال ربنا تبارك وتعالى (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فهل هناك ضرورة لتأويل هذه النصوص التي تثبت لله عز وجل صفة السمع والبصر بمجرد اشتراك الإنسان مع الله اشتراكا لفظيا في السمع والبصر ؟ لو أنهم فعلوا ذلك لوقعوا في مثل ما وقع المعتزلة من قبلهم فإن المعتزلة اشتطوا في الـتأويل فأنكروا السمع والبصر أيضا بينما الأشاعرة مثلا الذين تأولوا المجيء فنسبوا المجيء لغير الله والله عز وجل يقول وجاء ربك فهؤلاء الذين تأولوا من الأشاعرة هذه الآية لم يتأولوا (( إنني معكما أسمع وأرى )) فما أنكروا السمع والبصر لكن المعتزلة غلوا فأنكروا السمع والبصر طيب هل أنكروا الآيات المثبتة لهاتين الصفتين صفة السمع والبصر ؟ الجواب لا ولكنهم أنكروا حقائق ما عليها فقالوا سميع بصير يساوي عليم ، عليم شيء وسميع شيء وبصير شيء آخر هذا الذي يسميه علماء السلف بالتعطيل يعني عطلوا دلالة الآية على أن الله سميع وبصير بطريق التأويل فقالوا وصف الله عز وجل لذاته بأنه سميع بصير كناية عن أنه عليم طيب ما هي الضرورة التي اضطرت هؤلاء إلى تأويل هذا النص تأويلا يؤدي إلى إنكار هاتين الصفتين ؟ قالوا لأنه إذا قلنا إن الله سميع حقيقة معناه شبهناه بالبشر الذي يوصف بأنه سميع وبصير (( إنا جعلناه سميعا بصيرا )) الله وصف آدم . هذه هي الشبهة التي إليها استند المؤولة الذين يأولون الآيات ويخرجونها عن دلالتها الظاهرة .
التأويل له مفهومان مفهوم لغوي ومفهموم اصطلاحي المفهوم اللغوي هو يرادف معنى التفسير التأويل هو التفسير تماما كما جاء في كثير من الآيات (( ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا )) تأويل أي تفسير أي نعم (( هذا تأويل رؤياي من قبل )) أي تفسير هذا ، هذا التأويل بهذا المعنى هو لغوي وللتأويل معنى اصطلاحي وهذا الذي يجري كثيرا في أقوال العلماء فمعنى التأويل اصطلاحا هو إخراج معنى النص من قرآن أو حديث عن ظاهره إلى معنى آخر يدل عليه الأسلوب العربي كمثل مثلا تفسير آية ما بالمجاز دون الحقيقة فتفسير الآية بالحقيقة هو تفسير في الاصطلاح وتفسير الآية بالـتأويل بمعنى إخراج النص عن ظاهره هو التأويل المصطلح عليه وهو فيما يبدو لي المراد بالسؤال مثلا الآية التي اختلف السلف والخلف في تفسيرها (( الرحمن على العرش استوى )) فما معنى استوى بدون تأويل استعلى وهذا هو تفسير السلف ومنهم أبو العالية كما وراه البخاري في صحيحه أما الخلف فيؤولون الآية أي يخرجون معناها عن ظاهرها إلى معنى آخر يبدو لهم فيقولون مثلا استوى أي استولى فهذا المعنى الذي فيه إخراجه عن ظاهر الآية هو التأويل والأمثلة على هذا تكثر كمثل قوله تبارك وتعالى (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) فتفسير هذه الآية (( وجاء ربك )) كما قال بعض السلف تفسيرها قراءتها يعني أمر ظاهر جاء وربك والملك أما تأويلها بمعنى إخراج النص عن ظاهره (( جاء ربك )) أي بعض آيات ربك أو بعض ملائكة ربك هذا هو التأويل فإذا التأويل في الاصطلاح هو الإتيان بمعنى للنص سواء كان قرآنا أو سنة لا يدل عليه ظاهر النص وإنما يصار إليه بطريق المجاز أو الكناية أو نحو ذلك ومثل هذا التأويل لا يشرع عند علماء السلف ولا يجوز المصير إليه إلا حينما تتعذر الحقيقة أي يتعذر ولا يمكن تفسير النص بدون تأويل حينئذ يذهبون إلى التأويل ومن هنا جاء الخلاف بين السلف والخلف الخلف يتوسعون كثيرا في تأويل الآيات ويخرجونها عن دلالتها الظاهرة بمجرد استبعادهم المعنى الظاهر من الآية وكثير ما يكون الاستبعاد الذي قام في أذهانهم سببه الحقيقة قياسهم الغائب على الشاهد وإذا كانت الآية التي يتأولونها تتعلق بالله عزّ وجل وبصفاته فهذا أبعد ما يكون عن الصواب حينما تؤوّل الآية تأويلا يصرف نص الآية عن ظاهر دلالتها فهؤلاء مثلا (( وجاء ربك )) ما تركوا الآية على ظاهرها كما هو واضح وإنما قالوا جاء بعض آيات ربك لماذا ؟ قالوا لأن الله عز وجل لا يوصف بأنه يجيء واستلزموا من المجيء الحركة الله لا يوصف بأنه يتحرك هذا الكلام معناه أن هؤلاء المتأولون نظروا إلى رب العالمين نظرتهم إلى خلقه فكما أن الإنسان يوصف بالحركة قالوا أنه من الضروي أن لا نصف الله بما يوصف به الإنسان فالحركة من الإنسان هذه صفته فلا يجوز أن نصف الله ببعض الصفات التي هي من صفات البشر فهذا الذي اضطرهم إلى تأويل (( وجاء ربك ))كمثال ولا شك عند العاقل أنه إذا نظر إلى هذا السبب الذي حملهم إلى التأويل ليتبين له بأنه سبب من أضعف الأسباب بل هو سبب باطل ذلك لأن لازم هذا السبب واقتصاره ما دام أن البشر يتحرك فلا يجوز أن نصف الله بأنه يتحرك وما دام أن البشر يجيء فلا يجوز أن نصف الله بأنه يجيء فرض هذا وهو باطل بلا شك الأصل ما دام أن البشر يبصر ويرى فلا يجوز أن نصف الله بأنه يبصر ويرى ما دام أن البشر يسمع فلا يجوز أن نصف الله بأنه يسمع بينما نصوص الكتاب والسنة متضافرة متتابعة متواترة على وصف الله عز وجل بأنه يسمع ويرى فقال تعالى لموسى وهارون (( إنني معكما أسمع وأرى )) كذلك قال ربنا تبارك وتعالى (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فهل هناك ضرورة لتأويل هذه النصوص التي تثبت لله عز وجل صفة السمع والبصر بمجرد اشتراك الإنسان مع الله اشتراكا لفظيا في السمع والبصر ؟ لو أنهم فعلوا ذلك لوقعوا في مثل ما وقع المعتزلة من قبلهم فإن المعتزلة اشتطوا في الـتأويل فأنكروا السمع والبصر أيضا بينما الأشاعرة مثلا الذين تأولوا المجيء فنسبوا المجيء لغير الله والله عز وجل يقول وجاء ربك فهؤلاء الذين تأولوا من الأشاعرة هذه الآية لم يتأولوا (( إنني معكما أسمع وأرى )) فما أنكروا السمع والبصر لكن المعتزلة غلوا فأنكروا السمع والبصر طيب هل أنكروا الآيات المثبتة لهاتين الصفتين صفة السمع والبصر ؟ الجواب لا ولكنهم أنكروا حقائق ما عليها فقالوا سميع بصير يساوي عليم ، عليم شيء وسميع شيء وبصير شيء آخر هذا الذي يسميه علماء السلف بالتعطيل يعني عطلوا دلالة الآية على أن الله سميع وبصير بطريق التأويل فقالوا وصف الله عز وجل لذاته بأنه سميع بصير كناية عن أنه عليم طيب ما هي الضرورة التي اضطرت هؤلاء إلى تأويل هذا النص تأويلا يؤدي إلى إنكار هاتين الصفتين ؟ قالوا لأنه إذا قلنا إن الله سميع حقيقة معناه شبهناه بالبشر الذي يوصف بأنه سميع وبصير (( إنا جعلناه سميعا بصيرا )) الله وصف آدم . هذه هي الشبهة التي إليها استند المؤولة الذين يأولون الآيات ويخرجونها عن دلالتها الظاهرة .
بيان معنى التأويل وأقسام الناس فيه .
الرد على شبهة المأولين في صفات الله تعالى .
الشيخ : هذه الشبهة تتلخص بأنهم ينظرون إلى أن الله عز وجل إذا وصفناه بما وصف به نفسه فقد شبهناه بخلقه ونحن لا يجوز لنا أن نشبهه بخلقه هذه شبهة الرد عليها باختصار وبسهولة بالغة أن يقال إن الله عز وجل لما أثبت لنفسه السمع والبصر قدم بين يدي ذلك قوله (( ليس كمثله شيء )) ، فالله عز وجل بنص هذه الآية نزه نفسه عن أن يشابه أحدا من خلقه في شيء من صفاته ليس كمثله شيء فبعد أن نزه ونفى أن أحدا من خلقه يشبهه تبارك وتعالى في شيء من صفاته أثبت لنفسه تبارك وتعالى صفتي السمع والبصر (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، فطريقة الرد على هؤلاء المؤولة أن يقال لهم إذا قلنا إن الله سميع نقول ليس كمثل سمعه شيء وإذا قلنا بصير ليس كمثل بصره شيء كذلك حينما نقرأ وجاء ربك نقول مجيئه لا يشبه مجيء البشر (( ليس كمثله شيء )) وإلا إذا اطرد هؤلاء المؤولة لتأويل آيات الصفات أدّى التأويل بهم إلى إنكار وجود ذات الله والسبب في هذا لأننا نقول ببساطة لهؤلاء المؤولة الله موجود لا ، وجود حقيقي أم هو عدم لا شك يقول هو موجود سيقال لهم الخلق الذي خلقه الله كبشر وحيوان وشجر وحجر موجود أو عدم ؟ سنضطر أن نقول موجود إذا هنا وجودان وجود خالق المخلوقات كلها ووجود المخلوقات نفسها فهل إذا قلنا إن المخلوقات موجودة والله موجود معنى ذلك أننا شبهنا الله بمخلوقاته أو شبهنا مخلوقات الله به نفسه الجواب لا لأننا سنقول الله موجود منذ الأزل أول بلا بداية وآخر بلا نهاية والإنسان ليس كذلك إذا لما أثبتنا لله وجودا أثبتنا له وجودا ينافي وجود البشر كذلك إذا أثبتنا لله سمعا وبصرا ومجيئا واستواء ونزولا ويدا إلى آخر ما هنالك من صفات كثيرة منصوص عليها في الكتاب والسنة فإنما نثبت له صفات لا تشبه صفات المخلوقات باختصار لله صفة الوجود وللمخلوق صفة الوجود فهذا الإثبات للوجودين ليس معناه إثبات وجود مشابه لوجود فوجود الله يليق بأزليته وبخالقيته ووجود الإنسان يليق بضعفه وعجزه وكونه كان عدما فأوجده الله تبارك وتعالى فإثبات إذا كون هناك مباينة في الصفة الإلهية مع صفات المخلوقات هذه المباينة هذه التي تنفي المشابهة وهي التي تجعلنا نؤمن بالصفات كما جاءت بالكتاب والسنة دون تشبيه للمخلوقات لأن الله يقول (( ليس كمثله شيء )) ودون تعطيل أي إنكار الصفات لأن الله أثبت لنفسه الصفات منها (( وهو السميع البصير )) وما أحسن ما يقول ابن القيم رحمه الله في هذه المناسبة " فالمعطل يعبد عدما والمجسم يعبد صنما " .
المعطل يعبد عدما لماذا لأنه يقول الله يقول جاء ربك يقول لك ما جاء ! ينزل إلى السماء في آخر كل ليلة يقول ألا هل من داع يقول ما ينزل ! استوى على العرش ما استوى على العرش ! له يد ليس له يد ! هذا هو الإنكار لماذا تقول ما استوى وما يجيء فيه مشابهة لمن يجيء للمخلوقات طيب سميع بصير فيه مشابهة إذا ليس سميعا وليس بصيرا إذا هو موجود إن قال موجود كمان أنا موجود هل فيه مشابهة قال الخلاص من هذا نقول وجوده ليس كوجودنا وبصره ليس كبصره و و كل الصفات كصفات المخلوقات فالمؤول وفي مقدمتهم المعتزلة ثم يأتي من بعدهم الأشاعرة يصل بهم الأمر أنه إذا قالوا نحن نعبد الله فإنما يعبدون عدما لأنه ما صفات هذا الإله ؟ لا نعرف الله إلا بما وصف به نفسه فإذا جئنا إلى الصفات التي وصف بها نفسه فأوّلناها أي أخرجناها عن معانيها الواضحة بحجة أنه إذا قلنا جاء الإنسان يجيء إذا قلنا سميع الإنسان سميع قال علماء السلف هذا هو التعطيل الله أيضا له ذات ولكل منا ذات إذا نقول لا ذات لله عز وجل رجع إيمانهم بالله إلى العدم لذلك قال ابن القيم المعطل يعبد عدما لأنه لا يثبت لله صفة حتى صفة العلم صفة السمع والبصر أوّلها إلى صفة العلم لكن هو سيضطر إلى تأويل العلم أيضا لأننا نقول الله عالم طيب وفلان عالم الله قال في القرآن الكريم (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذي أوتوا العلم درجات )) إذا الله عالم والإنسان عالم كمان نقول إن الله ليس بعالم ليه لأنه صار اشتراك بزعمهم بين الإنسان العالم وبين الرب العالم على طريقتهم ليس لهم جواب إطلاقا أما على طريقة السلف نقول الله عالم علما ليس كعلم البشر ومن الواضح أن علم الله ذاتي أما علم الإنسان اكتسابي يعني كان جاهلا الإنسان فتعلم أما الله عز وجل فإن صح التعبير في طبيعة ذاته تبارك وتعالى هو عالم فلم يكتسب العلم بعد أن كان جاهلا كما هو الإنسان فإذا الاشتراك في الاسم لا يضر أي إذا قلنا إن الله سميع وقلنا الإنسان سميع فهذا ليس تشبيها لأنه مجرد اشتراك في الاسم نحن نقول مثلا الإنسان موجود والحيوان موجود ... نقول حينما قلنا الإنسان موجود والحيوان موجود أننا إما رفعنا الحيوان إلى صف الإنسان أو نزلنا بالإنسان من مرتبته الذي وضعه الله فيها إلى مرتبة الحيوان مجرد الاشتراك في الوجود ليس كذلك وإنما نقول وجود الإنسان يتناسب مع إنسانيته ووجود الحيوان تتناسب مع حيوانيته كذلك يقال الجماد موجود فعلا فهل وجود الجماد كوجود الحيوان الصامت أو الناطق ؟ الجواب لا ، إذا هذا يسميه العلماء بالاشتراك اللفظي وجود الحيوان في الجماد ووجود الإنسان ووجود خالق الموجودات كلها هذا كله اشتراك لفظي أما الحقيقة فلا اشتراك فيها أبدا فوجود الجماد غير وجود الحيوان حقيقة ووجود الحيوان الأعجم الذي لا ينطق غير وجود الإنسان الناطق حقيقة ووجود هذا الإنسان غير وجود الملائكة غير وجود الجن ووجود هذه المخلوقات كلها غير وجود واجب الوجود سبحانه وتعالى كذلك يقال تماما عن كل الصفات التي تأتي أو يأتي ذكرها في الكتاب والسنة فالله يجيء قطعا لأن النص صريح (( وجاء ربك )) لكن مش ضروري بعد أن نتصور نحن أنه يأتي على الرجلين و يجيء على السيارة أو الدبابة أو طيارة مما هو من طبيعة الإنسان هنا نقول ليس كمثله شيء المذهب السلفي هو الجمع بين التنزيه وبين الإثبات نثبت وننزه أما مذهب المعتزلة ومن تأثر بمذهبهم من الأشاعرة وغيرهم فهو لما ضاقت عقولهم عن أن يعقلوا أن هناك وجودا لله عز وجل حقيقي ينافي وجود المخلوقات فهم اضطروا أن يقولوا لا لا يجيء لا يستوي على العرش أو ما استوى على العرش وليس له يد ولا يتكلم حتى قالوا وهذه مشلكة أكبر و أكبر كثيرا جدا فالله عز وجل كل المسلمين يشتركون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم أنه حقيقة وليس معنى قائما في الذهن يعني هو له وجود خارج الكون وجود حقيقي وليس هو معنى يتخيله الإنسان فكل موجود له صفات بلا شك وإلا يمون خيال فالله عز وجل وجود حقيقي وأزلي ما هي صفات هذا الموجود الأزلي العقل قد يدرك شيئا منها ولكن لا يستطيع أن يستقصي الصفات كلها إلا بطريق النقل الذي هو عبارة عن الكتاب والسنة فإذا جئنا إلى هذه النصوص التي وردت في الكتاب والسنة تصف هذا الموجود الحقيقي وهو واجب الوجود سبحانه وتعالى بصفات فكان موقفنا تجاه تلك الصفات تأويلها وتعطيل معانيها بقي وجود الله وجودا خياليا ليس حقيقيا لأن قلنا إن الوجود الحقيقي له صفاته المناسبة له فإذا جئنا إلى كل صفة فتأولناها بضد ما يدل عليه النص حينئذ كأننا آمنا بوجود خيالي لا حقيقة له فكما قلنا آنفا وأكرر وأقول الله عز وجل وصف نفسه بصفات كثيرا فهو يقول يجيء ويسمع ويرى و و إلى آخره فإذا قلنا لا يسمع لا يرى لا لا معناها ما وصفنا هذا الوجود الحقيقي الغائب عنا ما وصفناه وإذ لم نصفه ما حكمنا بوجوده إلا حكما ذهنيا .
المعطل يعبد عدما لماذا لأنه يقول الله يقول جاء ربك يقول لك ما جاء ! ينزل إلى السماء في آخر كل ليلة يقول ألا هل من داع يقول ما ينزل ! استوى على العرش ما استوى على العرش ! له يد ليس له يد ! هذا هو الإنكار لماذا تقول ما استوى وما يجيء فيه مشابهة لمن يجيء للمخلوقات طيب سميع بصير فيه مشابهة إذا ليس سميعا وليس بصيرا إذا هو موجود إن قال موجود كمان أنا موجود هل فيه مشابهة قال الخلاص من هذا نقول وجوده ليس كوجودنا وبصره ليس كبصره و و كل الصفات كصفات المخلوقات فالمؤول وفي مقدمتهم المعتزلة ثم يأتي من بعدهم الأشاعرة يصل بهم الأمر أنه إذا قالوا نحن نعبد الله فإنما يعبدون عدما لأنه ما صفات هذا الإله ؟ لا نعرف الله إلا بما وصف به نفسه فإذا جئنا إلى الصفات التي وصف بها نفسه فأوّلناها أي أخرجناها عن معانيها الواضحة بحجة أنه إذا قلنا جاء الإنسان يجيء إذا قلنا سميع الإنسان سميع قال علماء السلف هذا هو التعطيل الله أيضا له ذات ولكل منا ذات إذا نقول لا ذات لله عز وجل رجع إيمانهم بالله إلى العدم لذلك قال ابن القيم المعطل يعبد عدما لأنه لا يثبت لله صفة حتى صفة العلم صفة السمع والبصر أوّلها إلى صفة العلم لكن هو سيضطر إلى تأويل العلم أيضا لأننا نقول الله عالم طيب وفلان عالم الله قال في القرآن الكريم (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذي أوتوا العلم درجات )) إذا الله عالم والإنسان عالم كمان نقول إن الله ليس بعالم ليه لأنه صار اشتراك بزعمهم بين الإنسان العالم وبين الرب العالم على طريقتهم ليس لهم جواب إطلاقا أما على طريقة السلف نقول الله عالم علما ليس كعلم البشر ومن الواضح أن علم الله ذاتي أما علم الإنسان اكتسابي يعني كان جاهلا الإنسان فتعلم أما الله عز وجل فإن صح التعبير في طبيعة ذاته تبارك وتعالى هو عالم فلم يكتسب العلم بعد أن كان جاهلا كما هو الإنسان فإذا الاشتراك في الاسم لا يضر أي إذا قلنا إن الله سميع وقلنا الإنسان سميع فهذا ليس تشبيها لأنه مجرد اشتراك في الاسم نحن نقول مثلا الإنسان موجود والحيوان موجود ... نقول حينما قلنا الإنسان موجود والحيوان موجود أننا إما رفعنا الحيوان إلى صف الإنسان أو نزلنا بالإنسان من مرتبته الذي وضعه الله فيها إلى مرتبة الحيوان مجرد الاشتراك في الوجود ليس كذلك وإنما نقول وجود الإنسان يتناسب مع إنسانيته ووجود الحيوان تتناسب مع حيوانيته كذلك يقال الجماد موجود فعلا فهل وجود الجماد كوجود الحيوان الصامت أو الناطق ؟ الجواب لا ، إذا هذا يسميه العلماء بالاشتراك اللفظي وجود الحيوان في الجماد ووجود الإنسان ووجود خالق الموجودات كلها هذا كله اشتراك لفظي أما الحقيقة فلا اشتراك فيها أبدا فوجود الجماد غير وجود الحيوان حقيقة ووجود الحيوان الأعجم الذي لا ينطق غير وجود الإنسان الناطق حقيقة ووجود هذا الإنسان غير وجود الملائكة غير وجود الجن ووجود هذه المخلوقات كلها غير وجود واجب الوجود سبحانه وتعالى كذلك يقال تماما عن كل الصفات التي تأتي أو يأتي ذكرها في الكتاب والسنة فالله يجيء قطعا لأن النص صريح (( وجاء ربك )) لكن مش ضروري بعد أن نتصور نحن أنه يأتي على الرجلين و يجيء على السيارة أو الدبابة أو طيارة مما هو من طبيعة الإنسان هنا نقول ليس كمثله شيء المذهب السلفي هو الجمع بين التنزيه وبين الإثبات نثبت وننزه أما مذهب المعتزلة ومن تأثر بمذهبهم من الأشاعرة وغيرهم فهو لما ضاقت عقولهم عن أن يعقلوا أن هناك وجودا لله عز وجل حقيقي ينافي وجود المخلوقات فهم اضطروا أن يقولوا لا لا يجيء لا يستوي على العرش أو ما استوى على العرش وليس له يد ولا يتكلم حتى قالوا وهذه مشلكة أكبر و أكبر كثيرا جدا فالله عز وجل كل المسلمين يشتركون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم أنه حقيقة وليس معنى قائما في الذهن يعني هو له وجود خارج الكون وجود حقيقي وليس هو معنى يتخيله الإنسان فكل موجود له صفات بلا شك وإلا يمون خيال فالله عز وجل وجود حقيقي وأزلي ما هي صفات هذا الموجود الأزلي العقل قد يدرك شيئا منها ولكن لا يستطيع أن يستقصي الصفات كلها إلا بطريق النقل الذي هو عبارة عن الكتاب والسنة فإذا جئنا إلى هذه النصوص التي وردت في الكتاب والسنة تصف هذا الموجود الحقيقي وهو واجب الوجود سبحانه وتعالى بصفات فكان موقفنا تجاه تلك الصفات تأويلها وتعطيل معانيها بقي وجود الله وجودا خياليا ليس حقيقيا لأن قلنا إن الوجود الحقيقي له صفاته المناسبة له فإذا جئنا إلى كل صفة فتأولناها بضد ما يدل عليه النص حينئذ كأننا آمنا بوجود خيالي لا حقيقة له فكما قلنا آنفا وأكرر وأقول الله عز وجل وصف نفسه بصفات كثيرا فهو يقول يجيء ويسمع ويرى و و إلى آخره فإذا قلنا لا يسمع لا يرى لا لا معناها ما وصفنا هذا الوجود الحقيقي الغائب عنا ما وصفناه وإذ لم نصفه ما حكمنا بوجوده إلا حكما ذهنيا .
بيان الخلاف بين أهل السنة والمعتزلة في القرآن .
الشيخ : وضربت لكم بعض الأمثلة السابقة والآن أريد أن أضرب مثلا آخر لخطورته أظن أن الكثيرات منكن يعلم الخلاف بين المعتزلة وبين أهل السنة بصورة عامة في القرآن الكريم فالمعتزلة يقولون إنه حادث وأهل السنة يقولون هو قديم أزلي لماذا لأن أهل السنة يقولون القرآن كلام الله فهو صفة من صفات الله فالله أزلي بصفانه فإذا صفة الكلام ليست حادثة وإنما هي صفة أزلية لله قديمة كذاته المعتزلة يقولون لا ، كلام الله الذي هو القرآن حادث والله ما تكلم كيف هذا والله يقول (( وكلم الله موسى تكليما )) ؟ أثبت الله لنفسه الكلام في هذه الآية وفي غيرها من الآيات قال الله كذا و كذا وقال وقال تكلم كله يدل على أن لله صفة الكلام كل هذه النصوص أنكرها المعتزلة هل أنكروها بمعنى قالوا ليس في القرآن (( وكلم الله موسى تكليما )) لا وإنما أنكروها بتأويلها أي بتعطيل معانيها بماذا ؟ قالت المعتزلة إذا قلنا إن الله يتكلم فالإنسان يتكلم فشابهنا الله بالإنسان وليس كمثله شيء فلا يجوز أن نقول إن الله يتكلم إذا هذا الكلام ما هو الذي بين أيدينا ونقول كلام الله قال هذا الكلام هو تخيلوا أشياء هذا كلام سجله الله في اللوح المحفوظ ثم نقله جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طيب فمن تكلم به ! لا بد أن يتكلم به إما جبريل حينما أنزله أو أيضا جبريل خيله هذا الكلام خيله في قلب الرسول عليه السلام فرسول الله عبر عنه للصحابة فإذا معنى قول المعتزلة هذا القرآن ليس كلام الله أنه تكلم به غير الله حينئذ اشتركوا مع الذين قالوا إن هو إلا قول البشر من هم الذين قالوا قول البشر ؟ هم المشركون الذين كذبوا الرسول عليه السلام في قوله هذا كلام الله أوحاه إليّ فكذبوه وقالوا هذا كلامه فيلتقي المعتزلة المؤمنون بالله ورسوله وبأن دين الإسلام قائم على القرآن وعلى الحديث يلتقي المعتزلة بشؤم التأويل مع هؤلاء الكفار الذين نسبوا القرآن إلى أنه من قول البشر وكل إنسان يدري أن الكفر يتحقق سواء قيل إن هذا القرآن هو قول البشر أو قول الملائكة كله كفر لأن الحقيقة أنه كلام الله تبارك وتعالى فما الذي أودى بالمعتزلة إلى هذه الهوة السحيقة فأنكروا أن يكون القرآن، الكريم كلام الله ولذلك قالوا فهو حادث هو من ... التأويل أي من شؤم التأويل أن أودى بهم إلى أن ينكروا أن يكون لله كلام أصلا وبالتالي أنكروا أن يكون هذاالقرآن كلام الله تبارك وتعالى إذا هو يا قول محمد يا قول جبريل يا قول خلق من خلق الله الكثير المهم أنهم يقولون صراحة ليس هو كلام الله عز وجل والسبب هو عدم انتباهم للفرق بين وجود الله وصفاته وجودا حقيقا ينافي وجود المخلوق وصفاته منافاة حقيقة لم ينتبهوا لهذا فقالوا مجرد ما يشترك المخلوق مع الخالق في صفة من الصفات من ذلك الكلام لزم من ذلك أن نشابه الله بخلقه أو نشابه الخلق بربه تبارك وتعالى والجواب (( ليس كمثله شيء )) الله يتكلم ولكن كلامه ليس ككلامنا ما أن ذاته ليس كذاتنا وكل صفاته ليست كصفاتنا . ثم إن الله تبارك وتعالى خلق في هذا العصر آية فيها رد واقعي على المعتزلة وأمثالهم ذلك لأن المعتزلة يقولون إن الله يتكلم معناه له شفتان معناه له لسان معناه أسنان معناه له لثة معناه معناه إلى آخره من ضيق عطنهم وقصر تفكيرهم فلم يتسع عقلهم أن يكون الله عز وجل شيئا حقيقيا ينافي هذه الحقائق التي خلقها الله فخلق الله عز وجل في هذا العصر من جملة ما خلق آلة صماء بكماء هي الراديو فنحن نسمع الراديو يتكلم بكلام عربي مبين لا له شفة ولا له أسنان ولا له لهاة ولا له شيء هذا في الحقيقة من أكبر آيات الله في هذا العصر للرد على المؤولة أي المعطلة الذين يتخيلون أن يكون ضروريا الله مثل حكايتنا في كلامه لكن هو ليس مثلنا إذا أنكرنا كلامه ... فخلق الله عز وجل الراديو يتكلم بدون أي آلة أي لسان مما هو معروف لدينا بأنه هو الأخرس مثلا لماذا لا يتكلم فيه نقص هناك طبعا - أنا لست طبيبا - فيه نقص في تركيبه الجسدي فلم يستطع يتكلم الله عز وجل خلق الراديو يتكلم بأوضح كلام في أي لغة من لغات الدنيا وهو ليس له أي آلة من آلات الإنسان التي يتكلم بها عادة إذا كان الله خلق الله آلة جامدة تتكلم بدون هذه الوسائل أليس الله عز وجل بقادر على أن يتكلم بدون لسان وشفتين وأسنان و و ؟ بلى إنه على ذلك قدير كلها قدرة فانظروا إذا كيف أن المعتزلة ضاق عقلهم أن يتفكروا ويعلموا أن الله مش ضروري إذا وصف نفسه بأنه يتكلم أن يكون كالإنسان له أعضاء الإنسان التي يتكلم بها هذه آية من آيات الله الراديو كما قلنا باختصار هذا التأويل الذي ذهب إليه كثير من المتأخرين وقليل من المتقدمين كان سببا لانحراف علماء كبار عن طريق السنة والصحابة الذين كانوا يؤمنون ما وصف الله عزو جل به نفسه بشرط الإثبات والتنزيه (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) .
مذهب المعتزلة في استواء الله تعالى.
الشيخ : المعتزلة حينما أنكروا أن يكون الله استوى على العرش هذا مثال آخر وله علاقة بحياتنا الفكرية والعقائدية القائمة اليوم حينما أنكروا أن الله على العرش كما قال تعالى صراحة (( الرحمن على العرش استوى )) لماذا أنكروا قالوا لأنا إذا قلنا استوى بمعنى استعلى معناه حطيناه في مكان ! والله منزه عن المكان هذا أيضا جاء من ضيق عقلهم وتفكيرهم والحقيقة كما يقول أيضا ابن القيم تبعا لابن تيمية إن المعتزلة وأمثالهم حينما يتأولون النصوص يتقدم تأويلهم أنهم فهموا من النصوص التشبيه فهموا أن الرحمن على العرش استوى كما يستوي الشيخ على كرسيه أو السلطان على عرشه والله عز وجل لا ينبغي أن يكون كذلك إذا استوى ليس معناه استعلى معنى التأويل أنه سبق إلى ذهنهم التشبيه وإلا لو لم يفهموا التشبيه لما كان من حاجة إلى تأويل وأنا أفصل لكم هذا لضرورة المسألة . هم فهموا أن الخالق كالمخلوق من جهة أن المخلوق لو أزيل عنه الكرسي لوقع على أم رأسه الله عزّ وجل قال (( ليس كمثله شيء )) فإذا الله حينما استوى أي استعلى على العرش ليس كالإنسان ولذلك جاء في كلام بعض العلماء في هذه النقطة بالذات شعر فقهاء فيه علم ، قال:
" ورب العالمين فوق العرش لكن *** بلا وصف التمكن واتصال " .
يعني قال تعالى (( إن الله لغني عن العالمين )) فهو غني عن العرش أن يجلس عليه وإنما له تبارك وتعالى صفة العلو و كما قلت مرارا وتكرارا ... في موسم مضى في الحج التقينا أو جاءنا رجل من علماء الأزهر فجرى حديث طويل بيني وبنيه في هذه القضية من جملتها قلنا له أليس الله كان ولا شيء معه قال نعم ، قلنا هذه نقطة التقاء لا خلاف بيننا والحمد لله قلنا له إذا كان الله ولا شيء معه هل كان في مكان قال لا قلت وهذا هو اعتقادنا قلت وهذا هو اعتقادنا فالله عز و جل لما خلق الخلق بعد أن كان عدما هل دخل فيه وامتزج فيه امتزاج الماء في الثلج أو السمن والزبدة في الحليب أم بقي مستغنيا عن خلقه قال بقي مستغنيا عن خلقه قلنا له إذا بقي مستغنيا عن خلقه هل هو لا يزال ليس في مكان كما اتفقنا آنفا قال نعم ليس في مكان ، إذا الله ليس في مكان قبل الخلق وبعد الخلق قلت له المكان شيء وجودي أم عدمي يعني يتخيله في الذهن أو له وجود حقيقي قال له وجود حقيقي يجلس فيه الإنسان يتمتع به إلى آخره هذه كانت الخطوة الأولى في التلاقي معه وسلسلنا الأمثلة واتفقنا قلنا فلما خلق الله الخلق هل ظل كما كان مستغنيا عن الخلق وليس في مكان ؟ قال نعم قلنا لما الله خلق الخلق العقل الآن يحكم بشيء من شيئين والشرع طبعا هو المرجح العقل يقول إما أن يكون الله عز وجل حينما خلق الخلق هو فوق خلقه وإما أن يكون خلق خلقه فوقه ذاته هل يمكن هذا ؟لم يبق إلا الأمر الأول وهو أن يكون الله عز وجل فوق المخلوقات هذه الفوقية التي يحكم بها العقل ضرورة هي التي أخبر الله في كتابه وفي حديث نبيه أما الكتاب خذوا آيات ما شئتم أشهر هذه الآيات آية العرش (( الرحمن على العرش استوى )) أي استعلى و منها آية نقرأها ونمر عليها مر الكرام ولا نتبه إلى أن الله عز وجل يصف فيها شيئين ذاته تبارك وتعالى نصفه بصفة الفوقية الشيء الثاني يصف المؤمنين بأنهم يؤمنون بهذه الصفة فيقول تبارك وتعالى (( يخافون ربهم من فوقهم ... )) يعني المؤمن حينما يخشى الله إما دائما وأبدا هذا من صفة الأنبياء والرسل وإما أحيانا فهو يلاحظ حين يخشاه ويخافه أنه يخاف ربا على العرش استوى فإذن هذه الآية من جملة الآيات التي تثبت فوقية الله على عرشه وعلى خلقه جميعا قلت للشيخ ما رأيك هل أنت تؤمن معي في هذا الكلام قال نعم ، قلت فأين المكان الذي تتهمنا به ؟! المكان هو طبيعة المخلوق فالله عز وجل فوق المخلوقات أي حيث لا مكان ولا زمان لأن الله الآن من هذه الحيثية كما كان وسلسلنا الموضوع معه قال هل كان في مكان قال لا فلما تسلسلنا معه في البحث وصلنا إلى نقاط تلاقينا فيها لكن لا هو شعر أنه أثبتنا لله مكانا ولا أنا أيضا شاعر بأني أثبت لله مكانا قلت له إذا لماذا تتهمون السلفيين الذين يثبتون ماو صف الله به نفسه منها صفة الفوقية وصفة العلو أن معناها حصروه في مكان لكن الحقيقة اعكس تصب الذين أنكروا صفة الله هذه وأنه فوق مخلوقاته كلها هم الذين حصروه في مكان والدليل على هذا الذي أقول ألسنة الناس اليوم ما بين عالم وجاهل لا فرق في ذلك بينهم هم الذين يقولون الله موجود في كل مكان ... إنكار ما جاء في كتاب الله وفي حديث رسول الله . مرماها أن الله ليس فوق المخلوقات لأنه فوق المخلوقات مكان ما فيه كما شرحنا لكم لأنه عدم كان الله ولا شيء معه إطلاقا فلما خلق المخلوقات بخلق المخلوقات وجد الزمان و وجد المكان فهو ما حل في هذا المكان ولا حل في هذا الزمان فإذا الله مستغن عن المخلوقات بما فيه الزمان وبما فيه المكان فالله ليس في مكان هذه عقيدة أهل السنة أو السلفية بالعبارة الصريحة أما جماهير الناس اليوم فهم يقولون عبارتين كلتاهما تؤديان إلى ضلال واحد ، يقولون الله موجود في كل مكان أو الله موجود في كل الوجود ، الله موجود في كل مكان هذا مكان ولا مؤاخذة المطبخ مكان وغير المطبخ أيضا مكان فالله في كل هذه الأمكنة هذا معنى كلام الناس الله موجود في كل مكان في المواقف في المراقص في السينمائيات إلخ المكان اسم جنس يشمل مكان طاهر ومكان قذر فلما يقول القائل الله موجود في كل مكان يعني هو موجود في كل الأمكنة هذه في الأماكن الطاهرة والقذرة مع أنه لا يجوز للمسلم أن يقول إن الله موجود في الأمكنة الطاهرة لا يجوز أن يقول هذا لأننا إذا قلنا الله موجود في الأمكنة الطاهرة فقد حصرناه وهو مستغن عن خلقه جميعا وهو فوق السموات كلها .
" ورب العالمين فوق العرش لكن *** بلا وصف التمكن واتصال " .
يعني قال تعالى (( إن الله لغني عن العالمين )) فهو غني عن العرش أن يجلس عليه وإنما له تبارك وتعالى صفة العلو و كما قلت مرارا وتكرارا ... في موسم مضى في الحج التقينا أو جاءنا رجل من علماء الأزهر فجرى حديث طويل بيني وبنيه في هذه القضية من جملتها قلنا له أليس الله كان ولا شيء معه قال نعم ، قلنا هذه نقطة التقاء لا خلاف بيننا والحمد لله قلنا له إذا كان الله ولا شيء معه هل كان في مكان قال لا قلت وهذا هو اعتقادنا قلت وهذا هو اعتقادنا فالله عز و جل لما خلق الخلق بعد أن كان عدما هل دخل فيه وامتزج فيه امتزاج الماء في الثلج أو السمن والزبدة في الحليب أم بقي مستغنيا عن خلقه قال بقي مستغنيا عن خلقه قلنا له إذا بقي مستغنيا عن خلقه هل هو لا يزال ليس في مكان كما اتفقنا آنفا قال نعم ليس في مكان ، إذا الله ليس في مكان قبل الخلق وبعد الخلق قلت له المكان شيء وجودي أم عدمي يعني يتخيله في الذهن أو له وجود حقيقي قال له وجود حقيقي يجلس فيه الإنسان يتمتع به إلى آخره هذه كانت الخطوة الأولى في التلاقي معه وسلسلنا الأمثلة واتفقنا قلنا فلما خلق الله الخلق هل ظل كما كان مستغنيا عن الخلق وليس في مكان ؟ قال نعم قلنا لما الله خلق الخلق العقل الآن يحكم بشيء من شيئين والشرع طبعا هو المرجح العقل يقول إما أن يكون الله عز وجل حينما خلق الخلق هو فوق خلقه وإما أن يكون خلق خلقه فوقه ذاته هل يمكن هذا ؟لم يبق إلا الأمر الأول وهو أن يكون الله عز وجل فوق المخلوقات هذه الفوقية التي يحكم بها العقل ضرورة هي التي أخبر الله في كتابه وفي حديث نبيه أما الكتاب خذوا آيات ما شئتم أشهر هذه الآيات آية العرش (( الرحمن على العرش استوى )) أي استعلى و منها آية نقرأها ونمر عليها مر الكرام ولا نتبه إلى أن الله عز وجل يصف فيها شيئين ذاته تبارك وتعالى نصفه بصفة الفوقية الشيء الثاني يصف المؤمنين بأنهم يؤمنون بهذه الصفة فيقول تبارك وتعالى (( يخافون ربهم من فوقهم ... )) يعني المؤمن حينما يخشى الله إما دائما وأبدا هذا من صفة الأنبياء والرسل وإما أحيانا فهو يلاحظ حين يخشاه ويخافه أنه يخاف ربا على العرش استوى فإذن هذه الآية من جملة الآيات التي تثبت فوقية الله على عرشه وعلى خلقه جميعا قلت للشيخ ما رأيك هل أنت تؤمن معي في هذا الكلام قال نعم ، قلت فأين المكان الذي تتهمنا به ؟! المكان هو طبيعة المخلوق فالله عز وجل فوق المخلوقات أي حيث لا مكان ولا زمان لأن الله الآن من هذه الحيثية كما كان وسلسلنا الموضوع معه قال هل كان في مكان قال لا فلما تسلسلنا معه في البحث وصلنا إلى نقاط تلاقينا فيها لكن لا هو شعر أنه أثبتنا لله مكانا ولا أنا أيضا شاعر بأني أثبت لله مكانا قلت له إذا لماذا تتهمون السلفيين الذين يثبتون ماو صف الله به نفسه منها صفة الفوقية وصفة العلو أن معناها حصروه في مكان لكن الحقيقة اعكس تصب الذين أنكروا صفة الله هذه وأنه فوق مخلوقاته كلها هم الذين حصروه في مكان والدليل على هذا الذي أقول ألسنة الناس اليوم ما بين عالم وجاهل لا فرق في ذلك بينهم هم الذين يقولون الله موجود في كل مكان ... إنكار ما جاء في كتاب الله وفي حديث رسول الله . مرماها أن الله ليس فوق المخلوقات لأنه فوق المخلوقات مكان ما فيه كما شرحنا لكم لأنه عدم كان الله ولا شيء معه إطلاقا فلما خلق المخلوقات بخلق المخلوقات وجد الزمان و وجد المكان فهو ما حل في هذا المكان ولا حل في هذا الزمان فإذا الله مستغن عن المخلوقات بما فيه الزمان وبما فيه المكان فالله ليس في مكان هذه عقيدة أهل السنة أو السلفية بالعبارة الصريحة أما جماهير الناس اليوم فهم يقولون عبارتين كلتاهما تؤديان إلى ضلال واحد ، يقولون الله موجود في كل مكان أو الله موجود في كل الوجود ، الله موجود في كل مكان هذا مكان ولا مؤاخذة المطبخ مكان وغير المطبخ أيضا مكان فالله في كل هذه الأمكنة هذا معنى كلام الناس الله موجود في كل مكان في المواقف في المراقص في السينمائيات إلخ المكان اسم جنس يشمل مكان طاهر ومكان قذر فلما يقول القائل الله موجود في كل مكان يعني هو موجود في كل الأمكنة هذه في الأماكن الطاهرة والقذرة مع أنه لا يجوز للمسلم أن يقول إن الله موجود في الأمكنة الطاهرة لا يجوز أن يقول هذا لأننا إذا قلنا الله موجود في الأمكنة الطاهرة فقد حصرناه وهو مستغن عن خلقه جميعا وهو فوق السموات كلها .
شرح حديث معاوية السلمي رضي الله عنه (قصة الجارية التي قالت إن الله في السماء ).
الشيخ : وأخيرا نروي الحديث الآتي تأكيدا لهذ العقيدة أي عقيدة استواء الرب على عرشه واستعلاءه على جميع خلقه من جهة وكدليل لإبطال التأويل الذي مصيره الإنكار الحقائق الإلهية يروي الإمام مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم السّلمي رضي الله عنه أنه صلى يوما وراء النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجل بجانبه فقال له يرحمك الله معاوية بن الحكم السلمي يقول للذي عطس بجانبه يرحمك الله كأنه خارج الصلاة لا يعلم أن هذا كلام ولا يجوز للمصلي أن يتكلم فنظر إليه من كان عن جنبيه نظرة إسكات فما كان منه إلا انزعج أكثر من قبل وقال واثكلا أمياه مالكم تنظرون إليّ ... المسكين لبعده عن العلم ما عرف خطئه وأنه تكلم في الصلاة وأن الكلام مبطل ولو كان بكلمة يرحمك الله أيها العاطس فما كان من الصحابة إلا أخذوا ضربا على أفخاذهم تسكيتا له يقول معاوية فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أقبل إليّ تصورا نفسية هذا الإنسان الذي شعر بعد لأي بعد زمن أنه مخطيء والرسول جاء عنده شو يتصور يسوي معه بده يؤنبه بده يجهله يا جاهل مثل ما يعملوا مشايخنا إلا قليلا منهم يعني إذا واحد يخطيء خطيئة فاحشة يكاد الإنسان من شدة ما يؤنبه أنه يتمنى أن الأرض تبلعه يمكن يتصور هذا معاوية أن الرسول عليه السلام اللي جاء له ... يخطئه ويؤنبه قال معاوية فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إلي فو الله ما ضربني ولا قهرني ولا شتمني وإنما قال لي ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتكبير وتحميد ) ، لما رأى معاوية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخلق اللطيف الناعم كأنه عاد إلى نفسه يحاسبها إنه جاهل فلا بد أن يتعلم لذلك أخذ يلقي على النبي صلى الله عليه وسلم السؤال بعد السؤال فقال " يا رسول الله إنا منا أقواما يأتون الكهان " يعني المنجمين والعرافين قال ( فلا تأتوهم ) قال يا رسول الله إنا منا أقواما يتطيرون يتشاءمون قال ( فلا يصدنكم ) يعني إذا تشاءم أحدكم فلا يتجاوب معها يتم ماشي في سبيله وهذه طبعا كلمات سريعة وتحتاج إلى شرح ربما في مناسبة أخرى إن شاء الله نشرحها قال " يا رسول الله إنا منا أقواما يخطون ضرب بالرمل " قال عليه الصلاة والسلام ( قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطه فذاك ) قال يا رسول الله هذه كمان جملة تحتاج إلى شرح فيما بعد قال " يا رسول الله - وهنا الشاهد - عندي جارية ترعى لي غنما في أحد فسطا الذئب يوما على غنمي فلما أخبرتني وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة " ، يعني هو ندمان على ما فعل فيقول " وعليّ عتق رقبة " كأنه يسأل الرسول هل يجزؤني أن أعتق هذه الجارية كفارة ظلمي لها بسبب ... وضرب إياها تلك اللطمة قال عليه السلام ( ائت بها ) فلما جاءت سألها الرسول عليه السلام ( أين الله ؟) قالت في السماء قال لها من أنا قالت ( أنت رسول الله ) قال لسيدها ( اعتقها فإنها مؤمنة ) هذا الحديث في صحيح مسلم فاعتبروا يا أولي الأبصار مع كونه في صحيح مسلم كثير من المشايخ اليوم ينكرون صحة هذا الحديث من حيث الإسناد وإسناده من أصح الأسانيد بعضهم ما ينكره لأن السند صحيح شو يقولوا يقولوا الرسول راعى ثقافة الجارية الجارية هذه بدوية فسايرها في مفاهيمها هي تعني الله في السماء يعني مو هي الأصنام التي موجودة الأرض هي التي خلقت المخلوقات إنما غير الأصناف الله يعني يقولوا إن الرسول عليه السلام لما قالت هي في السماء ما تعني يعني فوق وإنما تعني أن مجرد إثبات أن لهذا الكون خالقا وليست هي الأصنام التي تعبدها أهل الجاهلية نقول لهم أولا رسول الله لا يقر على باطل ولو كانت جارية لو كانت بدوية واجب الرسول عليه السلام يعلّم المتعلم أو يعلّم الجاهل فإذا افترضت أن هذه الجارية جاهلة وتتكلم بالباطل في ظنكم أنتم اللي ما يقولوا الله في السماء فلما يشوفوا هذا الجواب من الجارية يقولون الجارية مخطئة في هذا كيف مخطئة و الرسول أقرها ، يعني أقرها لأنها عنت معنى مطلقا مجردا عن إثبات أن الله له صفة العلو فنقول لهم الجارية في الحقية يبدو لي من وراء هذه القرون الطويلة أنها أفقه من هؤلاء العلماء لسببين اثنين أنها أولا أثبتت ما أثبت الله في كتابه حيث قال (( أأمتنم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا )) فإذا معناه الجارية مثقفة بثقافة القرآن فهي أثبتت وشهدت ما شهد به القرآن فكيف تقولون أنه هي كانت مخطئة في قولها أن الله في السماء هذا أولا ثانيا هل تعتقدون أن الرسول عليه السلام يقر الباطل قولوا لا ، فكيف أقر هذا الجارية على هذا القول الذي تنكرونه الجارية تقول إن الله في السماء وأنتم تقولون الله ليس في السماء فكيف وقف الرسول عليه السلام تجاه هذه الجارية موقف للمقر للباطل الذي أنتم تعتقدون أنه باطل فهذا هو إيمانكم برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى هذا الحديث في صحيح مسلم فالناس اليوم الذين ينكرون علو الله فوق خلقه ما بين منكر له مع صحته وما بين مقر بأن الجارية مخطئة والرسول سايرها في كلامها لأنها قصدت فقط إثبات أن الله هو الخالق هذا من شؤم التأويل الحقيقة الذي يدرس موضوع التأويل يجد له أخطارا لا تكاد تنتهي من إنكار آيات و إنكار أحاديث صحيحة إما إذا كان النص آية فبالتأويل وإن كان النص حديثا إما بطريق الإنكار كما هو شأن هذا الحديث أو بطريق التأويل كما يفعل البعض .
ما معنى حديث " قد كان نبي من الأنبياء يخط ..."؟
الشيخ : ما معنى ( قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطه فذاك ) ؟ هذا ألمحت إلى معناه آنفا يقول الرسول عليه السلام في الحديث السّابق نبي من الأنبياء كان الله عز وجل قد أنعم عليه بنعمة الضرب بالرمل يتخذ ذلك وسيلة للاطلاع على بعض المغيبات والاطّلاع على المغيبات هو من خصوص الأنبياء والرسل . لكن الله عز وجل ذاك النبي الذي علمه ضرب الخط كان ينبئه عن بعض المغيبات بواسطة الرمل بينما الأنبياء الآخرين ينبئهم فورا بواسطة جبريل عليه الصلاة والسلام بمعنى أن الخط على الرمل علم خص الله به بعض أنبيائه معجزة له يقول الرسول عليه السلام من باب التعليق بالمحال من وافق خطه اليوم خط ذلك النبي فهو مصيب ومن لا فليس بمصيب وإنما يتعاطى الدجل لأن هذا العلم لم يبق إليه سبيل ولا طريق لأنه خاص بذاك النبي هذا اللي يسميه العلماء التعليق بالمحال وهذا يكون فيه الجواب بهذ الأسلوب فيه نكتة فهو بدل أن يقول الضرب بالرمل باطل يعطيك فائدة أن الضرب بالرمل كان لنبي من الأنبياء السابقين فهات إذا كان باستطاعتك أن يطابق علمك علم ذلك النبي فأنت الموفق ماذا سيكون الجواب فيه بإمكان أن يطابق ضرب رمل إنسان غير موحى إليه ضرب ذلك النبي الموحى إليه هذا اسمه تعليق بالمحال فإذا المقصود به التعجيز ... فإن كنت تستطيع أن تعيد الأيام التي فاتت الصلاة فيها فاقض طبعا هو يعرف أنه ما باستطاعته أن يعيد تلك الأيام فإذ سيعلم إذا قضى كذلك هنا ! إن كان باستطاعته أن يوافق خطه خط ذلك النبي فهو المصيب ... وهو يعلم أن ذلك النبي مضى و انقضى وراح بمعجزته ككل الأنبياء الذي ذهبوا بمعجزاتهم فإذا خلاصة معنى ( فمن وافق خطه خط فذاك ) هذا تعليق بالمستحيل فلا يمكن موافقة خط اليوم الرمالين المنجمين خط ذاك النبي إذا فالضرب بالرمل أمر غير مشروع لأنه تعليق بالمحال كتعليق قضاء الصلاة بإعادة الأيام .
وأخيرا أسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهنا في ديننا وأن يلهمنا أن نسلك منهج السلف الصالح في فهم الشريعة ويحفظنا ويصوننا عن أن ننحرف يمنيا ويسارا كما وقع في ذلك كثير من الطوائف المنتمية إلى الإسلام .
وأخيرا أسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهنا في ديننا وأن يلهمنا أن نسلك منهج السلف الصالح في فهم الشريعة ويحفظنا ويصوننا عن أن ننحرف يمنيا ويسارا كما وقع في ذلك كثير من الطوائف المنتمية إلى الإسلام .
اضيفت في - 2008-06-18