متفرقات للألباني-140
قال المصنف رحمه في كتابه الترغيب و الترهيب " الترغيب في حفر القبور و تغسيل الموتى وتكفينهم : عن أبي رافع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم " من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق في الجنة ومن حفر لميت قبرا حتى يجنه فكأنما أسكنه الله مسكنا حتى يبعث " رواه الطبراني في الكبير ورواته محتج و الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه " من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة ومن ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق في الجنة ومن حفر لميت قبرا فأجنه فيه أجرى الله له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجلا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ويصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
درس الليلة من الترغيب والترهيب وعلى ما جرينا عليه من الاقتصار في التدريس على الأحاديث الثابتة من حسن وصحيح وتجنب ما دون ذلك من الأحاديث وهو " الترغيب في حفر القبور و تغسيل الموتى وتكفينهم " ، الحديث الأول وهو صحيح قال رحمه الله عن أبي رافع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم ( من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين كبيرة ومن حفر لأخيه قبرا حتى يجنه فكأنما أسكنه الله مسكنا حتى يبعث ) رواه الطبراني في الكبير ورواته محتج بهم في الصحيح و الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه ( من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق في الجنة ومن حفر لميت قبرا فأجنه فيه أجرى الله له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة ) إلى آخره التخريج فيه روايات أخرى ليست من شرطنا .
في هذا الحديث حض بالغ على أن يتولى المسلم غسل أخيه الميت المسلم أولا وهذا في الواقع من الأمور التي أصبحت مهجورة ومتروكة اليوم من جماهير المسلمين المتعبدين فضلا عن غيرهم أعني أن يتولى المسلم غسل أخيه المسلم وأن لا يسلم غسله لمن اتخذوا غسل أموات المسلمين مهنة لا يقومون بها إلا لأجر يطلبونه من الدولة أو من غيرها فغسل الميت كتكفينه وتجهيزه ودفنه هو عبادة من العبادات الإسلامية التي حض النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها ونوع أنواع الحض على ذلك منه هذا الحديث الذي بين أيديكم حيث فيه قوله عليه السلام ( من غسل ميتا فكتم عليه ... ) الكتم هنا يشمل أمرين اثنين أحدهما لا يدل عادة على صلاح أو طلاح وهو ما قد يخرج من الميت وهو على المغتسل من فضلات أو ... هذا شيء طبيعي من بعض الناس الذين لهم بدن خاص أو صحة خاصة أو نحو ذلك من العلل فقد يخرج من أمثال هؤلاء شيء فهذا أولا ينبغي كتمه من الذي تولى غسله وتكفينه والشيء الآخر وهو أهم من الأول ما قد يبدو على الميت وهو يغسل أو يُغسل من ظلمة من أمر يتعلق بالنواحي المعنوية الروحية فقد يشعر الغاسل بأن ما رآه على هذا الميت الذي تولى غسله هو علامة على عدم صلاحه هذا أقل ما يقال فسواء كان ما رآه الغاسل للميت من النوع الأول أو من النوع الآخر فعليه أن يكتم ذلك على الناس وأن يبقى سرا في نفسه لا يبوح به أبدا من غسل ميتا هكذا وكتم ما رأى عليه مما لا يحسن إظهاره وإشاعته غفر الله له أربعين كبيرة وفي الرواية الأخرى مرة ويؤسفني أن أقول الآن أنني لم أتنبه حينما حضرت هذا الدرس إلى الفرق بين الروايتين الرواية الأولى ( أربعين كبيرة ) والأخرى ( أربعين مرة ) وفرق بين الرواتين وإن كان هذا الفرق يمكن التوفيق بينهما من حيث قواعد علم أصول الفقه بأن يحمل المطلق على المقيد ولكن ذلك شرطه أن يكون كلا من الروايتين ثابتا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأما إن كانت إحداهما ثابتة والأخرى غير ثابتة فحينذاك لا حاجة بنا إلى التوفيق بينهما على قاعدة ونحن في آداب غسل الميت تلك القاعدة التي تقول هذا الميت لا يستحق هذا العزاء فإذا كانت إحدى الروايتين لا تصح فلماذا نشغل أنفسنا بها أقول آسفا لم أتنبه للخلاف بين الروايتين لأتحقق من ثبوتهما معا أو من إحداهما فهذا إذا يعلق إلى الدرس الآتي إن شاء الله حتى لا نتكلم بغير علم وعلى كل حال ففي هذا الحديث حض عظيم جدا على أن يتولى المسلم تغسيل أخيه المسلم وأن يكتم ما قد يرى عليه مما أشرنا إليه آنفا ففيه أن الله عز وجل يغفر له أربعين ذنبا قد تكون هذه الذنوب كما في الرواية الأولى من الكبائر وليس ذلك على الله بعزيز وقد تكون دون ذلك ففضل الله عز وجل أوسع من ذلك وفي حديث آخر سيأتي قريبا إن شاء الله ما يؤكد الرواية المطلقة لكن الأمر يتوقف إلى الرجوع إلى سند الرواية الأولى التي نحن الآن في صددها وهي قوله عليه السلام والسلام ( من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين كبيرة ... ) ولا شك أن الذي يتولى غسل الأموات ليس رغبة فيما عند الله وإنما طمعا في أن ينال ما عند عباد الله من الأجر والمادة لا شك أن أمثال هؤلاء لا يهمهم التقيد بمثل هذا الأدب فقد يتحدث بسوء ما رأى ممن تولى تغسيله ففي هذا الحديث إذا تحذير غير مباشر من أن يتحدث المغسل بشيء مما يرى ممن تولى تغسيله ثم في الحديث حض على أمر آخر أيضا أصبح مع الأسف مهنة لا يمكننا أن نرى أحدا يقوم بذلك إلا ما قد يقع في بعض القرى أو الضواحي البعيدة عن العاصمة ذلك هو قوله عليه السلام ( ومن حفر لأخيه قبرا حتى يجنه ... ) أي يستره ويحفظه من أن ينبش سواء من الوحوش أو أمثال الوحوش من بعض الناس الذين لهم غاية في التنبيش عن مقابر المسلمين في هذه الفقرة الثانية من الحديث حض من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن يحفر المسلم قبر أخيه المسلم حتى يجنه ويواريه ويستره يقول في بيان فضل من حفر القبر للمسلم ( فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث ) وفي هذا الحديث أو في هذا التشبيه بيان لأمر طالما غفل عنه جماهير الأغنياء من المسلمين اليوم ألا وهو فضل من ييسر لأخيه المسلم الفقير الذي لا يجد له مأوى ومسكنا يأوي إليه ونأخذ فضل هذا من التشبيه لأن من حفر قبرا لأخيه فكأنه أسكنه في مسكن إلى يوم يبعث فالمشبه دون المشبه به عادة فإذًا إسكان المسلم الحي الفقير إسكانه في بيت يكنه ويحفظه أفضل بلا شك من أن يحفر له أو لغيره من المسلمين قبرا يستره ويجنه إلى يوم يبعث فالرسول عليه السلام يقول ( ومن حفر لأخيه قبرا حتى يجنه فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث ) فإذا فيه حض لأغنياء من المسلمين أن يفكروا في الفقراء والمساكين الذين لا يجدون لهم مسكنا ويعيشون ربما في مساكن ضيقة يجدون في ذلك حرجا من جهات عديدة ومنها أنه لا يتيسر لهم تأمين أجرة هذا السكن في كثير من الأحيان فمن ساعد أخاه المسلم وأوجد له سكنا وذلك بأن يشتري له سكنا أو يغنيه عن أجرة السكن الذي يسكنه فهذا من باب أولى يكون له أجره كما لو أسكنه إلى يوم القيامة .
هكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحض المسلمين على أن يتعاونوا وعلى أن يقوم أحياءهم ببعض الحقوق التي لأمواتهم عليهم ولا شك ولا ريب أن مثل هذا التوجيه لا وجود له في الأجيال الأخرى وهذا مما يدل على كمال وتمام شريعة الإسلام وصدق الله العظيم إذ يقول (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) وهنا شيء لا بأس به من التنبيه عليه وهو تعليقا على قوله عليه السلام ( من حفر لأخيه قبرا ... ) إن النبي عليه الصلاة والسلام كما ذكرنا لكم مرارا وتكرارا قد وضع للمسلمين مبادئ وقواعد أمرهم أن يلتزموها لكي يحتفظوا بذلك إذا ما حافظوا عليها على شخصيتهم المسلمة وأن يمتازوا ليس فقط بعقائدهم وأخلاقهم وإنما أيضا بمظاهرهم وأعمالهم من ذلك أنه جعل قبر المسلم يختلف وهو شيء باطني غير الشيء الظاهري لأننا نتكلم عن حفر القبر لقد جعل الرسول عليه السلام ... .
درس الليلة من الترغيب والترهيب وعلى ما جرينا عليه من الاقتصار في التدريس على الأحاديث الثابتة من حسن وصحيح وتجنب ما دون ذلك من الأحاديث وهو " الترغيب في حفر القبور و تغسيل الموتى وتكفينهم " ، الحديث الأول وهو صحيح قال رحمه الله عن أبي رافع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم ( من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين كبيرة ومن حفر لأخيه قبرا حتى يجنه فكأنما أسكنه الله مسكنا حتى يبعث ) رواه الطبراني في الكبير ورواته محتج بهم في الصحيح و الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه ( من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق في الجنة ومن حفر لميت قبرا فأجنه فيه أجرى الله له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة ) إلى آخره التخريج فيه روايات أخرى ليست من شرطنا .
في هذا الحديث حض بالغ على أن يتولى المسلم غسل أخيه الميت المسلم أولا وهذا في الواقع من الأمور التي أصبحت مهجورة ومتروكة اليوم من جماهير المسلمين المتعبدين فضلا عن غيرهم أعني أن يتولى المسلم غسل أخيه المسلم وأن لا يسلم غسله لمن اتخذوا غسل أموات المسلمين مهنة لا يقومون بها إلا لأجر يطلبونه من الدولة أو من غيرها فغسل الميت كتكفينه وتجهيزه ودفنه هو عبادة من العبادات الإسلامية التي حض النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها ونوع أنواع الحض على ذلك منه هذا الحديث الذي بين أيديكم حيث فيه قوله عليه السلام ( من غسل ميتا فكتم عليه ... ) الكتم هنا يشمل أمرين اثنين أحدهما لا يدل عادة على صلاح أو طلاح وهو ما قد يخرج من الميت وهو على المغتسل من فضلات أو ... هذا شيء طبيعي من بعض الناس الذين لهم بدن خاص أو صحة خاصة أو نحو ذلك من العلل فقد يخرج من أمثال هؤلاء شيء فهذا أولا ينبغي كتمه من الذي تولى غسله وتكفينه والشيء الآخر وهو أهم من الأول ما قد يبدو على الميت وهو يغسل أو يُغسل من ظلمة من أمر يتعلق بالنواحي المعنوية الروحية فقد يشعر الغاسل بأن ما رآه على هذا الميت الذي تولى غسله هو علامة على عدم صلاحه هذا أقل ما يقال فسواء كان ما رآه الغاسل للميت من النوع الأول أو من النوع الآخر فعليه أن يكتم ذلك على الناس وأن يبقى سرا في نفسه لا يبوح به أبدا من غسل ميتا هكذا وكتم ما رأى عليه مما لا يحسن إظهاره وإشاعته غفر الله له أربعين كبيرة وفي الرواية الأخرى مرة ويؤسفني أن أقول الآن أنني لم أتنبه حينما حضرت هذا الدرس إلى الفرق بين الروايتين الرواية الأولى ( أربعين كبيرة ) والأخرى ( أربعين مرة ) وفرق بين الرواتين وإن كان هذا الفرق يمكن التوفيق بينهما من حيث قواعد علم أصول الفقه بأن يحمل المطلق على المقيد ولكن ذلك شرطه أن يكون كلا من الروايتين ثابتا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأما إن كانت إحداهما ثابتة والأخرى غير ثابتة فحينذاك لا حاجة بنا إلى التوفيق بينهما على قاعدة ونحن في آداب غسل الميت تلك القاعدة التي تقول هذا الميت لا يستحق هذا العزاء فإذا كانت إحدى الروايتين لا تصح فلماذا نشغل أنفسنا بها أقول آسفا لم أتنبه للخلاف بين الروايتين لأتحقق من ثبوتهما معا أو من إحداهما فهذا إذا يعلق إلى الدرس الآتي إن شاء الله حتى لا نتكلم بغير علم وعلى كل حال ففي هذا الحديث حض عظيم جدا على أن يتولى المسلم تغسيل أخيه المسلم وأن يكتم ما قد يرى عليه مما أشرنا إليه آنفا ففيه أن الله عز وجل يغفر له أربعين ذنبا قد تكون هذه الذنوب كما في الرواية الأولى من الكبائر وليس ذلك على الله بعزيز وقد تكون دون ذلك ففضل الله عز وجل أوسع من ذلك وفي حديث آخر سيأتي قريبا إن شاء الله ما يؤكد الرواية المطلقة لكن الأمر يتوقف إلى الرجوع إلى سند الرواية الأولى التي نحن الآن في صددها وهي قوله عليه السلام والسلام ( من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين كبيرة ... ) ولا شك أن الذي يتولى غسل الأموات ليس رغبة فيما عند الله وإنما طمعا في أن ينال ما عند عباد الله من الأجر والمادة لا شك أن أمثال هؤلاء لا يهمهم التقيد بمثل هذا الأدب فقد يتحدث بسوء ما رأى ممن تولى تغسيله ففي هذا الحديث إذا تحذير غير مباشر من أن يتحدث المغسل بشيء مما يرى ممن تولى تغسيله ثم في الحديث حض على أمر آخر أيضا أصبح مع الأسف مهنة لا يمكننا أن نرى أحدا يقوم بذلك إلا ما قد يقع في بعض القرى أو الضواحي البعيدة عن العاصمة ذلك هو قوله عليه السلام ( ومن حفر لأخيه قبرا حتى يجنه ... ) أي يستره ويحفظه من أن ينبش سواء من الوحوش أو أمثال الوحوش من بعض الناس الذين لهم غاية في التنبيش عن مقابر المسلمين في هذه الفقرة الثانية من الحديث حض من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن يحفر المسلم قبر أخيه المسلم حتى يجنه ويواريه ويستره يقول في بيان فضل من حفر القبر للمسلم ( فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث ) وفي هذا الحديث أو في هذا التشبيه بيان لأمر طالما غفل عنه جماهير الأغنياء من المسلمين اليوم ألا وهو فضل من ييسر لأخيه المسلم الفقير الذي لا يجد له مأوى ومسكنا يأوي إليه ونأخذ فضل هذا من التشبيه لأن من حفر قبرا لأخيه فكأنه أسكنه في مسكن إلى يوم يبعث فالمشبه دون المشبه به عادة فإذًا إسكان المسلم الحي الفقير إسكانه في بيت يكنه ويحفظه أفضل بلا شك من أن يحفر له أو لغيره من المسلمين قبرا يستره ويجنه إلى يوم يبعث فالرسول عليه السلام يقول ( ومن حفر لأخيه قبرا حتى يجنه فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث ) فإذا فيه حض لأغنياء من المسلمين أن يفكروا في الفقراء والمساكين الذين لا يجدون لهم مسكنا ويعيشون ربما في مساكن ضيقة يجدون في ذلك حرجا من جهات عديدة ومنها أنه لا يتيسر لهم تأمين أجرة هذا السكن في كثير من الأحيان فمن ساعد أخاه المسلم وأوجد له سكنا وذلك بأن يشتري له سكنا أو يغنيه عن أجرة السكن الذي يسكنه فهذا من باب أولى يكون له أجره كما لو أسكنه إلى يوم القيامة .
هكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحض المسلمين على أن يتعاونوا وعلى أن يقوم أحياءهم ببعض الحقوق التي لأمواتهم عليهم ولا شك ولا ريب أن مثل هذا التوجيه لا وجود له في الأجيال الأخرى وهذا مما يدل على كمال وتمام شريعة الإسلام وصدق الله العظيم إذ يقول (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) وهنا شيء لا بأس به من التنبيه عليه وهو تعليقا على قوله عليه السلام ( من حفر لأخيه قبرا ... ) إن النبي عليه الصلاة والسلام كما ذكرنا لكم مرارا وتكرارا قد وضع للمسلمين مبادئ وقواعد أمرهم أن يلتزموها لكي يحتفظوا بذلك إذا ما حافظوا عليها على شخصيتهم المسلمة وأن يمتازوا ليس فقط بعقائدهم وأخلاقهم وإنما أيضا بمظاهرهم وأعمالهم من ذلك أنه جعل قبر المسلم يختلف وهو شيء باطني غير الشيء الظاهري لأننا نتكلم عن حفر القبر لقد جعل الرسول عليه السلام ... .
1 - قال المصنف رحمه في كتابه الترغيب و الترهيب " الترغيب في حفر القبور و تغسيل الموتى وتكفينهم : عن أبي رافع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم " من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق في الجنة ومن حفر لميت قبرا حتى يجنه فكأنما أسكنه الله مسكنا حتى يبعث " رواه الطبراني في الكبير ورواته محتج و الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه " من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة ومن ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق في الجنة ومن حفر لميت قبرا فأجنه فيه أجرى الله له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة أستمع حفظ
اضيفت في - 2008-06-18