شرح حديث أبي موسى رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم، دون ماله دون عرضه وهو يقصد في ذلك ما لا، لا بد أن يقصد في ذلك وجه الله عز وجل وإلا الشيوعي بيقاتل دون أرضه فهو في سبيل الله ؟
السائل : لا
الشيخ : طبعا، هو شهيد ؟ نعم جعلوا اليوم … يعني شهيدا وليش؟ لأنه مات في قتال المعركة القومية، هذا طبعا ليس في سبيل لا سيما وهو كافر .
السائل : كافر نعم .
الشيخ : كافر . فمن قاتل، من قتل دون ماله فهو شهيد، المسلم الذي ينوي بكل أعماله وكل تصرفاته وجه الله تبارك وتعالى يعني الحديث ماشي مع هذا تماما. ومن المناسب أن نذكّر بحادثة وقعت توضح أن من قاتل رياء وشجاعة ولو كان بطلا شجاعا ولو كان يعني أبلى بلاء حسنا في الكفار المشركين ثم مات يموت قاتل نفس ولا يموت شهيدا مادام أنه لم يكن يقصد بذلك وجه الله . ففي صحيح البخاري أن رجلا في بعض المعارك لعلها غزوة أحد، غزوة أحد وإلا خيبر ؟ أحد أحد أحد أي نعم ، رُئي رجل يقاتل من بين الصحابة قتالا شديدا جدا ويكفي أن تعرفوا شدة قتاله أن الصحابة الشجعان تعجبوا من شدة استبساله حتى جاء بعضهم إلى الرسول عليه السلام فقال يا رسول الله فلان يقاتل ويقاتل لا يبالي بالموت فكان جوابه عليه الصلاة و السلام أن قال ( هو في النار ) .
السائل : وحي ؟ وحي ... .
الشيخ : وحي لكان من أين يعلم ذلك ؟ سيأتيك المؤكد لكون هذا وحي، قال عليه السلام ( هو في النار ) فانصرف المخبر وفي نفسه شيء من هذا القول .
السائل : نعم
الشيخ : هو في النار، كيف هو في النار ؟ وهو أشد الصحابة قتالا للكفار ثم عاد مرة ثانية ليقول فلان يا رسول الله، قال هو في المرة الثانية ( هو في النار ) وهكذا ثلاث مرات ، يقول راوي الحديث وهو أبو هريرة رضي الله عنه فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثالثة هو في النار كدنا أن نشك .
السائل : الله أكبر .
الشيخ : كادوا أن يشكوا في قول الرسول والشك في قوله كفر به وحاشى لأصحاب الرسول أن يشكوا ولذلك قال كدنا يعني قاربوا وأشرفوا على الشك في قول الرسول لتصادم خبر الرسول الصادق مع هذا الواقع المرئي ... .
السائل : للعينين ..
الشيخ : للعيون .
السائل : نعم .
الشيخ : يقاتل الكفار في سبيل الله أشد القتال ومع ذلك يقول الرسول عليه السلام هو فالنار . قال كدنا نشك فتعهد أحد الصحابة أن يلزم هذا الإنسان، وين ما هجم يهجم معه وين ما راح كر وفر معه، بيشوف نهاية ومصير هذا الإنسان الذي أخبر عنه الأمين الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه في النار.
فلحقه وتابعه وإذا به يراه في آخر المطاف لما تشتد به الجراحات لأنه هذا بدو يهاجم الكفار ولا يبالي بالموت لا بد أن يصاب بالجراحات الكثيرة فلم يصبر على هذه الجراحات فما كان منه إلا أن قتل نفسه بنفسه، وضع رأس السيف في بطنه واتكأ عليه هكذا فخرج من ظهره فكانت القاضية .
السائل : نعم
الشيخ : حينذاك كأنه هذا الرجل اطمأن قلبه لصدق الرسول عليه السلام فأسرع يخبر الرسول يقول يا رسول الله فلان الذي حدثناك وقلت عنه إنه في النار فعل كذا وكذا قتل نفسه فقال عليه الصلاة والسلام ( الله أكبر صدق الله ورسوله ) هذا وحي السماء .
( الله أكبر صدق الله ورسوله إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر ) ، سئلت أمس عن هذا الحديث أهو صحيح ؟ فقلنا نعم هو حديث صحيح وهذه مناسبته، إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر، هذا رجل فاجر قاتل الكفار أشد القتال وإذا به لم يكن مخلصا لوجه الله عز وجل في قتاله وإنما كان يقاتل إما كما جاء السؤال هنا شجاعة أو حمية أو رياء كان يقصد به وجه الله وإلا يأتيه القتل على يد الكفار فما صبر على الجراحات فقتل نفسه فقال عليه الصلاة والسلام ( الله أكبر صدق الله ورسوله إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) هذا رجل عمل بعمل أهل الجنة قاتل في سبيل الله لكنه من أهل النار لأن قتاله لم يكن خالصا لوجه الله تبارك وتعالى ( وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ) عمر بن الخطاب قبل إسلامه كان يعمل عمل الكفار فيبدو للصحابة السابقين الذين استجابوا للرسول عليه السلام يبدو لهم أن عمر بن الخطاب من أهل النار ولكن الأمر كما قال عليه السلام ( إنما الأعمال بالخواتيم ) فكما كانت خاتمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الخلاص من عمل الكفار إلى العمل بعمل أهل الإيمان وأهل الجنة ومات على ذلك كان هذا على العكس من ذلك، عمل بعمل أهل الإسلام والإيمان وجاهد في سبيل الله ولكن لم يكن ذلك في سبيل الله فمات شر ميتة وذلك بأن قتل نفسه فإذن هذا لم يقاتل في سبيل الله فلم يستفد فضل الجهاد في سبيل الله فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) .
1 - شرح حديث أبي موسى رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه أستمع حفظ
شرح حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار وفي رواية إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما على حرف جهنم فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا قال فقلنا أو قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه قد أراد قتل صاحبه رواه البخاري ومسلم
الخاطر هو مبدأ الفكرة السيئة تخطر في بال الإنسان ثم قد تستقر وقد تولّي وتذهب .
السائل : السلام عليكم
الشيخ : و عليكم السلام . فهذا الخاطر اتفقوا على أنه لا يؤاخذ عليه، إذا كانت خاطرة ثم إذا استقر هذا الخاطر في بال صاحبه أخذ شيئا من القوة وارتقى من الخاطر إلى الهم وهذا الهم قد يكون قويا بحيث أنه ينصرف عنه صاحبه .
سائل آخر : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فهذا أيضا مما لا يؤاخذ عليه بدليل الحديث السابق ( وإذا هم عبدي بسيئة ولم يعملها فلا تكتبوها شيئا ) أما إذا اشتد الهم بحيث أنه خطط له ولم يبق من وراءه إلى مباشرة العمل فذلك هو العزم، هي المرتبة الثالثة حيث لا يكون بعد العزم إلا المباشرة و التنفيذ، هذا العزم اختلف العلماء هل يؤاخذ عليه صاحبه أم لا، فمنهم من قال يؤاخذ ومنهم من قال لا يؤاخذ وهذا القول الأخير هو القول الراجح لما سبق ذكره من قيد ما لم يتكلم أو يعمل به أما الذين خالفوا ذلك القول وذهبوا إلى أنه ولو لم يقترن معه قول أو عمل فمادام أنه وصل إلى مرتبة العزم ولم يقف إلى مرتبة الهم فضلا عن الخاطر فإنه يؤاخذ فحجتهم أو من حجتهم هذا الحديث الذي بين أيدينا قال ( إنه كان حريصا على قتل صاحبه ) ولكن الجواب عن هذا الإستدلال قد عرف مما سبق وهو أن هذا الحديث ليس فيه التنصيص على أنه عزم ولم يعمل بل هو صريح أنه باشر العمل لأنه لقي صاحبه وبارزه وأراد قتله ثم ظفر به صاحبه لكن على كل حال هذا الحديث ينبغي أن نأخذ منه موعظة وتربية نفسية أن الإنسان لا يجوز له أن يستسلم لخواطره ولما يهم به وأن لا يفسح المجال أن يرتقي الخاطر إلى مرتبة الهم وأن يظل يفكر ويفكر حتى يرتقي به الهم إلى مرتبة العزم لأنه يخشى بعد ذلك أن يصل إلى مرتبة العزم لأنه التي لو صار قتيلا بينما كان يريد لنفسه أن يكون قاتلا فينقلب عليه الأمر ويصبح له جزاء القاتل وهو قتيل فيجب على الإنسان أن يسد على نفسه طرق الشيطان وذلك بأن يشغل ذهنه وخاطره بما يشغله عن الإستمرار في التفكير في المعصية .
2 - شرح حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار وفي رواية إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما على حرف جهنم فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا قال فقلنا أو قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه قد أراد قتل صاحبه رواه البخاري ومسلم أستمع حفظ
يرد بعضهم الحديث الصحيح "إذا تقابل المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " بأن الصحابة اقتتلوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منهم بعض المبشرين بالجنة فكيف التوفيق بين الحديثين وبين قتال بعض الصحابة زمن علي رضي الله عنهم ؟
الشيخ : الحديث محمول على الذين أو الذين يقتتلان لا في سبيل الله وإنما في سبيل الإنتصار للنفس أو الحرص على المال أو نحو ذلك و ... حمل الحديث لا بد منه والسؤال يرد في الواقع من عدم تذكر السائل على الأقل ولا أقول من عدم علمه بمثل قول الله عز وجل (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) فنحن نجد في هذه الآية تصريح رب العالمين عز وجل بإطلاق كلمة المؤمنين على كل من الطائفتين الصالحة والباغية (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) فحينما يحكم ربنا عز وجل على كل من الطائفتين المتقاتلين بأنهما من المؤمنين فحينئذ لا نستطيع أن نجمع بين الآية وبين هذا الحديث إلا بأن يحمل الحديث على تقاتل في سبيل الدنيا لا في سبيل المطالبة بالحق كما هو المقصود بالآية السابقة فكلاهما في النار هنا لأن كل منهما أراد قتل صاحبه بغير حق أما حينما يكون كل منهما يقاتل صاحبه فيما يعتقد أنه يقاتله في سبيل الله فهذا الحديث لا يحمل على مثل هذه الصورة وإنما الآية تحمل على هذه الصورة وحينذاك لا بد من حمل الحديث على التقاتل في سبيل الدنيا وكل من الصورتين يوجد في هذه الأرض فتقاتل علي مع معاوية ، تقاتل علي مع جيش عائشة ونحو ذلك كله داخل في عموم آية (( وإن طائفتان من المؤمنين )) إلخ . هذا نقوله للتوفيق بين الآية والحديث ولكن كل طائفة مؤمنة يمكن أن نتصور وجود أفراد فيهم ليسوا بمؤمنين أصلا وإنما هم أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر فظهروا مسلمين ولكنهم في أنفسهم شرعا هم منافقون وهم كما قال تعالى (( في الدرك الأسفل من النار )) ، فالجيشان المتقاتلان جيش علي وجيش معاوية أنا شخصيا لا أستغرب أن يكون هناك أفراد في كل جيشين لا تنطبق عليهم الآية لكن ينطبق عليهم الحديث يعني أفراد أخذوها حمية جاهلية في كل من الطائفتين، بينما الجمهور يتصور فيهم أنهم قاتلوا، قاتل بعضهم بعضا في سبيل إحقاق الحق الذي يعتقده، فالخلاصة أن الحديث يحمل على من كانت نيته سيئة والآية على من كانت نيته صالحة لكن قد يكون في عمله مخطئ وغير مصيب .
وهذا يذكرني أن أقرر لكم معنى حديث أخرى وهو حديث مشهور وصحيح وكثيرا ما يبتلى به بعض الناس بسوء تطبيقه أو سوء فهمه ألا وهو قوله عليه السلام ( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) ومن قال لمسلم كافر، ( من كفّر مسلما فقد كفر ) أيضا هذا الحديث يجب أن يحمل وأن يفسّر كما فسّر حديث المسلمين المتقاتلين وأنهما كلاهما في النار بسوء قصدهما بخلاف ما لو كان قصدهما حسنا فمن كفّر مسلما فقد كفر فيما إذا كفّره وهو يعلم أنه ليس بكافر، يعلم أنه مسلم ثم يصدر عليه حكم الكفر فيعود عليه هذا الكفر أما إذا كفّره بناء على ما سمع منه أو ما ظهر له لم يتسرّع ولم ينتصر لنفسه ولم يتبع هواه فهذا الحديث لا ينطبق عليه حتى لو كفّره وهو مخطئ مادام أنه لم يقصد تكفيره بقلبه وإنما قصد إطلاق الحكم الذي يستحقه شرعا لكن في النتيجة كان مخطئا، هكذا يجب أن تفسر الأحاديث على ضوء الأحاديث والقواعد الشرعية وهذا أيضا يذكرنا بحقيقة هامة جدا ضل عنها أقوام قديما وحديثا فانحرفوا عن جادة الجماعة المسلمة .
يذكرنا بأن الكفر كفران كفر قلبي وكفر عمليّ فالكفر القلبي هو الذي يخرج به صاحبه من الملة أما الكفر العملي فلا يخرج به من الملة وعلى هذا أيضا ينبغي تفسير الأحاديث منها قوله عليه السلام ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ، مجرد قتال المسلم لأخيه المسلم كفر، هل يعني كفر ردة ؟ الجواب ننظر لقتاله لأخيه المسلم إن كان قتالا مقرونا باستحلال قلبي لهذا القتال، قتال المسلم فهو كفر اعتقادي ومعناه ردة وإن كان قتاله لأخيه المسلم لم يقترن معه استحلال هذا القتال بقلبه وإنما هو معصية من معاصيه لربه فهو كفر عملي وليس كفرا اعتقاديا وهذا بحث طالما طرقناه مرارا وتكرارا .
3 - يرد بعضهم الحديث الصحيح "إذا تقابل المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " بأن الصحابة اقتتلوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منهم بعض المبشرين بالجنة فكيف التوفيق بين الحديثين وبين قتال بعض الصحابة زمن علي رضي الله عنهم ؟ أستمع حفظ
بيان شؤم مخالفة منهج السلف الصالح .
فكان من شؤم هذا الإنحراف أن سجن كثيرون منهم مع الأسف الشديد لكن أشأم من ذلك ما عرفته في سفرتي الأخيرة إلى عمّان كان أحد هؤلاء وأنا أعرفه شخصيا وكان من جماعة، من جماعة التكفير هنا في الأردن فهداهم الله جميعا وضل هذا الرجل شاذا عنهم فألقي القبض عليه وأودع في السجن، مظهره مظهر شاب مسلم متديّن فمدير السجن أكرمه في الواقع نادرا ما نسمع مثل هذا الخلق من موظف ومدير سجن فأكرمه وأسكنه في غرفة خاصة لأنه هو شيخ ولا يزال هنا في الأردن في الواقع في ناس كثيرون لا يزالون على الفطرة فأكرمه وأسكنه غرفة خاصة وأفسح لزوجته أن تزوره في كل أسبوع مرة وأن يخلو بها، هذا شيء مثل الخيال لكن مع الأسف الشديد ماذا كان؟ كان أن دبر الفرار من السجن وذلك بأن جاءت إليه زوجته بملاءة عباية وزينة النساء الحمرة والبودرة وكان هذا الشاب ملتحيا فأطاح بلحيته أرضا، اتخذ ذلك سبيلا كما يفعل كثير من الناس اليوم اتخذ الداء سبيلا للدواء كما قال أبو نواس " وداوني بالتي هي الداء " ... لحيته وتبودر و ... وحط الملاءة وخرج ولم يتنبه له كل الحفظة الذين على ممر السجون كما هو معروف إلا آخر واحد شك فيه فألقى القبض عليه والقصة بقى مؤسفة جدا عاد به المدير، مدير السجن إلي أكرمه فأوقف السجناء صفا طويلا وأمروا أن يبصقوا في وجهه لأنه استغل طيبة قلب مدير السجن هذا . هذه قصة مؤسفة محزنة جدا ليس لي غرض منها إنما العبرة، انظروا كيف، ماذا يفعل الغلو في الدين بصاحبه؟ إنه ءامن مع جماعة كثيرة أو قليلة بأن المسلم إذا ارتكب معصية وأصر عليها فهو كافر لا يعرفون كفر قلبي وكفر عملي ويخالفون بذلك نصوص كثيرة جدا من الكتاب والسنة ثم تجد عاقبة هذا التحمس خور واضمحلال نفسي بحيث أنه يستحل لنفسه أن يحلق لحيته ويعلم أنها، أن حلقها حرام ثم يتشبه بالنساء لينجو من السجن بينما أحد الأنبياء السابقين وهو يوسف عليه السلام يقول (( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه )) ما فعل شيء ما فعل شيئا هو سوى أنه دعوه إلى المعصية فأثر السجن على أن يكون قريبا من هذا الجو الفاسد الذي يدعى فيه إلى معصية الله عز وجل . هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين والسلام عليكم ورحمة الله .
ما الفرق بين كلمة القتال و الجهاد شرعا وما أنواع الجهاد ؟
الشيخ : ليس في الإسلام قتال معرّا ومجردا عن الجهاد فكل قتال يجب أن يبتغى به وجه الله تبارك وتعالى وهذا هو الفرق بين قتال المسلمين وقتال الكافرين، المسلمون يقصدون من الجهاد في سبيل الله قصدا لا يقصده الآخرون من الكفار ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم ) أما مباشرة الجهاد فالواقع هذا مشكلة المسلمين اليوم ونحن ذكرنا لكم مرارا وتكرارا أن هذا الجهاد لا بد له من مقدمات وأول هذه المقدمات وأهمها هو فهم التوحيد على الوجه الصحيح الذي ينجو به صاحبه من الخلود في النار وعلى العكس من ذلك من لم يصر موحدا لم يفده عمله الصالح شيئا كما قال عز وجل (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )) ثم بعد التوحيد يكون العلم الذي يتعلمه المسلم علما صافيا مأخوذا من الكتاب والسنة فقط وهذا وذاك مما لم يجمع المسلمون اليوم على الإهتمام به ولذلك فأول الجهاد الذي ينشده كل مسلم هو أن تعرف التوحيد وأن تتثقف الثقافة الإسلامية الصحيحة ثم الله عز وجل بعد ذلك يأذن للإسلام والمسلمين بالعز وبالنصر الذي وعدهم به، نعم؟
هل تعد فلسطين دار حرب أم دار سلم وما المسلم مما يجري في الأقصى وما حكم من تعاون مع اسرائيل بالإكراه ؟
الشيخ : طبعا هذا لا يجوز لكن أكثر الأسئلة التي وردت هنا تؤخذ من الجواب على السؤال السابق، ما الذي يستطيع المسلمون أن يفعلوه تجاه إسرائيل بل غير إسرائيل لا شيء أبدا وهذا الأمر يعرفه كل واحد منا .
ومن الحماقة في اعتقادي أن يفكر المسلم ليعمل شيئا لا يستطيعه في الوقت الذي يعرض فيه عن الشيء الذي هو يستطيعه فهذا السائل يتساءل وليس هو في الواقع يمثل رأيه بل رأي جماهير من الشباب المسلم الضائع أنه ماذا نعمل ؟ ماذا تعمل ؟ (( يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) ماذا تعمل ؟ عليكم أنفسكم لأنه بداهة لا نستطيع أن نعمل شيئا إطلاقا بالنسبة لفلسطين بالنسبة لأفغانستان بالنسبة لبلاد كثيرة جدا تعمل فيها الثورات الشيوعية وغيرها لكننا نستطيع أن نتفقه في الدين نستطيع أن نفهم الإسلام فهما صحيحا ولو بحذر، ونستطيع أن نطبق الإسلام على أنفسنا حيث لا أحد يتدخل بيننا وبين إسلامنا هذا لا نطبقه ولا نفعله أما فلسطين وأما بلاد الأخرى ماذا نعمل لها ؟ اعمل لنفسك حينذاك سيوجد لك الوقت والطاقة والقدرة التي تساعدك على العمل لغيرك وما أحسن تلك الجملة التي يذكرها بمثل هذه المناسبة أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم .
السائل : مسألة دار حرب أم دار سلم ؟
الشيخ : لا شك هي دار حرب لكن أيضا هذه الأحكام الإسلامية ليس لها مفعول اليوم لأنه ما حكم دار الحرب وما حكم دار الإسلام وبمن تتعلق هذه الأحكام بالدول الإسلامية فأين هذه الدول الإسلامية حتى نقول هذه دار حرب فيجب أن، لا نزال إيش؟ نحاربهم ونستحل دماءهم وأموالهم و و إلخ .
لا شيء من هذه الأحكام لأنه ليس هناك حكومات إسلامية تحكم بما أنزل الله عز وجل .
السائل : طبعا الخدمة هون في جيش إسرائيلي عم ... مكرها
الشيخ : هذا سؤال دائما أقول يعني أقولها لا مؤاخذة يعني كثيرا ما أتحمل أخطاء بعض الناس في أسئلتهم وفي معاملتهم لكن السؤال ما بتحملوا، واحد بيقل لي أنا ما بستطيع أصلي قائما، صلّ قاعدا يا أخي إذا كنت ما تستطيع شو بقلك شو تتصور أقل لك، صل قائما، أنت بتقول لا أستطيع أن أصلي قائما شو تتصور أقل لك أنا وإلا غيري حتى توجه لي السؤال هذا ؟
فخذوها قاعدة شيء غير مستطاع ربنا عز وجل ما بيكلفنا به فهنا مكرها شو بنقل له بقى، بنقل له لا بتروح، إيه مكره، إيه لا تروح ...
السائل : لا هو في حدود الكراهة هو ... .
الشيخ : ... ليس لها حدود وليست ... حدود فهو يقول مكرها، الإكراه ... الإستطاعة ليس لها حدود، اتق الله ما استطعت، ربنا ما قال الإستطاعة توزن بميزان من الموازين المادية أو الموازين الأخرى الدقيقة التي حدثت في العصر الحاضر، الإستطاعة و الإكراه يعود إلى المكلف مثلا خذوا حادثة بلال الحبشي وعمار بن ياسر كلاهما عذب في سبيل الله عز وجل فبلال صبر تحت الضرب وتحت العذاب في الشمس و و إلخ حتى أنقذه الله عز وجل بشراء أبي بكر إياه وعتقه له، عمار ما استطاع ذلك الصبر لكن من الذي يستطيع أن يحدد ها الإستطاعة عن تلك الإستطاعة كل يكلف نفسه فهو قيل له سب الرسول عليه السلام ... نتركك فسب الرسول وتخلص بعد ذلك ذهب إلى الرسول عليه السلام بعد ما أحس يعني بشيء من الراحة، عرف أنه أخطأ فحكى للرسول عليه السلام فقال ( كيف تجد قلبك ) ، قال أجد قلبي مطمئن بالإيمان قال ( فإن عادوا فعد ) إن عادوا للعذاب لا تستطيعه ولا تطيقه فعد إنت للخلاص منه باللفظ الذي لا تجد أثره على قلبك فإن كان مقصود السؤال ما حكم من يساق للجيش الإسرائيلي يقاتل وربما يقاتل المسلمين فالجواب ما سمعتم أما إن كان يسأل، ما هو الإكراه ؟ الجواب لا نستطيع تحديد الإكراه لا سيما في الإكراه في القتال، في الإكراه مثلا ارتكاب محرمات، فيه الإكراه لا يمكن حصر الإكراهات بأنواعها ثم لا يمكن تحديد أي إكراه منها بتحديد مادي يمكن أن يكون مكره، زيد من الناس فيعرف نسبته عمر من الناس هذا أمر مستحيل لذلك جاءت هذه الأمور مطلقة في الكتاب الكريم حتى كل إنسان يعمل بالنص في حدود طاقته واستطاعته .