متفرقات للألباني-147
خطبة الحاجة .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديد يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد،
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
ذكر الشيخ لحديث ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ...............) وشرحه وبيان مخالفة الصوفية لهذا الحديث .
الشيخ : باب الذي يصبر على أذى الناس، روى بإسناده الصحيح عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) هذا الحديث يبين أن المسلم خير له أن يعاشر الناس وأن يعاملهم وأن يخالطهم لأن في هذه المعاشرة وفي هذه المخالطة خيرا له ولمن يخالطه ذلك لأن المخالِط إما أن يكون بحاجة إلى علم فهو بمخالطته للناس يستفيد مما عندهم لا سيما إذا كان هؤلاء الناس من أهل العلم والفضل والخلق الحسن وإن كان هو من هؤلاء أي من أهل العلم والفضل والخلق الحسن فأولى به أن يكون منفعة لغيره من هؤلاء الناس الذين يخالطهم ويعاشرهم والحقيقة أن هذا الحديث فيه رد على اتجاه يتجهه بعض الطوائف الإسلامية منذ سنين طويلة ألا وهم أولئك الذين يعرفون بالصوفية .
فإن هؤلاء الصوفية عرفوا من بين كل الجماعات أو الطوائف الإسلامية بأنهم منزوون على أنفسهم ويقبعون في زواياهم وفي بيوت كانوا يسمونها بأسماء خاصة، تكايا وزوايا بل غلى بعضهم حتى خرج عن مساكنة الناس مطلقا حتى في هذه الزوايا والتكايا فكان أحدهم يخرج يعيش مع الوحوش في الصحارى والبراري والقفار كل ذلك تهربا منهم من مخالطة الناس ذلك بأنهم يعتقدون أن هذه المخالطة لا تأتيهم بخير وإنما تجلب إليهم الشر ولذلك كانوا يؤثرون أن يعيشوا خارج البنيان ولهم في ذلك قصص وقصص كثيرة وكثيرة جدا تذكر في كتب الرقائق وكتب كرامات الأولياء والصالحين زعموا .
فهذا الحديث فيه رد صريح على هؤلاء الناس، لأن الإسلام لم يبعثه ربنا تبارك وتعالى ليعيش في صف واحد وإنما أنزل الله عز وجل دينه وبعث رسله لتكون هناك أمة يعيش بعضها مع بعض ويتعاون بعضهم مع بعض على الخير ويتناهون عن المنكر كما قال عز وجل (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) فالرجل الذي يعيش لوحده ولا يعيش بين بني جنسه ليس لديه مجال أن يتصف بهذه الصفة الخيرية التي وصف الله عز وجل بها هذه الأمة وكان من أبرز صفاتها تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، فالرجل الذي يعيش في البراري والصحارى والقفار لا يجد أحدا يأمره بالمعروف، ينهاه عن المنكر، لا يجد أحدا يعلمه شيئا مما علمه الله إن كان على علم وإن كان على جهل فلا يجد أحدا يتعلم منه مما علمه الله تبارك وتعالى . لذلك يعيش طيلة حياته قفرا كالأراضي التي هو يعيش فيها، قفرا من العلم قفرا من الخلق ومن النعومة والليونة التي ينبغي على المسلم أن يتصف بها على اعتبار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصف المؤمن بصفات كثيرة منها أنه قال ( المؤمن هين لين ) ، فهذه الصفة كونه هينا لينا لا يمكن أن ينطبع بها ذلك الإنسان الذي يعيش في الصحارى لذلك جاء في كثير من الأحاديث الصحيحة يصف فيها الرسول عليه السلام الأعراب الذين يعيشون في الصحارى ولا يعيشون في المدن بأنهم قساة القلوب غلاظ الأكباد .
فإن هؤلاء الصوفية عرفوا من بين كل الجماعات أو الطوائف الإسلامية بأنهم منزوون على أنفسهم ويقبعون في زواياهم وفي بيوت كانوا يسمونها بأسماء خاصة، تكايا وزوايا بل غلى بعضهم حتى خرج عن مساكنة الناس مطلقا حتى في هذه الزوايا والتكايا فكان أحدهم يخرج يعيش مع الوحوش في الصحارى والبراري والقفار كل ذلك تهربا منهم من مخالطة الناس ذلك بأنهم يعتقدون أن هذه المخالطة لا تأتيهم بخير وإنما تجلب إليهم الشر ولذلك كانوا يؤثرون أن يعيشوا خارج البنيان ولهم في ذلك قصص وقصص كثيرة وكثيرة جدا تذكر في كتب الرقائق وكتب كرامات الأولياء والصالحين زعموا .
فهذا الحديث فيه رد صريح على هؤلاء الناس، لأن الإسلام لم يبعثه ربنا تبارك وتعالى ليعيش في صف واحد وإنما أنزل الله عز وجل دينه وبعث رسله لتكون هناك أمة يعيش بعضها مع بعض ويتعاون بعضهم مع بعض على الخير ويتناهون عن المنكر كما قال عز وجل (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) فالرجل الذي يعيش لوحده ولا يعيش بين بني جنسه ليس لديه مجال أن يتصف بهذه الصفة الخيرية التي وصف الله عز وجل بها هذه الأمة وكان من أبرز صفاتها تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، فالرجل الذي يعيش في البراري والصحارى والقفار لا يجد أحدا يأمره بالمعروف، ينهاه عن المنكر، لا يجد أحدا يعلمه شيئا مما علمه الله إن كان على علم وإن كان على جهل فلا يجد أحدا يتعلم منه مما علمه الله تبارك وتعالى . لذلك يعيش طيلة حياته قفرا كالأراضي التي هو يعيش فيها، قفرا من العلم قفرا من الخلق ومن النعومة والليونة التي ينبغي على المسلم أن يتصف بها على اعتبار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصف المؤمن بصفات كثيرة منها أنه قال ( المؤمن هين لين ) ، فهذه الصفة كونه هينا لينا لا يمكن أن ينطبع بها ذلك الإنسان الذي يعيش في الصحارى لذلك جاء في كثير من الأحاديث الصحيحة يصف فيها الرسول عليه السلام الأعراب الذين يعيشون في الصحارى ولا يعيشون في المدن بأنهم قساة القلوب غلاظ الأكباد .
2 - ذكر الشيخ لحديث ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ...............) وشرحه وبيان مخالفة الصوفية لهذا الحديث . أستمع حفظ
استدلال الشيخ على منع الانزواء والانطواء بحديث ( من بدا جفا ) .
الشيخ : فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى في بعض الأحاديث الأعرابي الذي هاجر من بداوته إلى مدينة إلى الحضارة نهاه أن يعود إلى ما كان عليه من البداوة، لذلك قال عليه الصلاة و السلام تأكيدا لهذا المعنى الذي ندندن حوله ( من بدا جفا ) ( من بدا جفا ) أي من سكن البادية، يعني من عاش عيشة البدو، ( من بدا جفا ) أي صارت طبيعته جافية غليظة، فكيف يترك المسلم المجتمع الإسلامي فهو لا يخالطهم ولا يعاشرهم ويعيش وحده كما ذكرنا خارج المدن في البراري والصحارى حينئذ يغلظ طبعه ويقل علمه وتصبح الأمور الشرعية عنده معكوسة ومقلوبة .
ذكر الشيخ لبعض آثار هذا الفهم الغالط وهو عدم تفريقهم بين التوكل والتواكل .
الشيخ : من أثار هذا العكس وهذا القلب مثلا، إنهم يفهمون التوكل بخلاف المعنى الشرعي له حيث أنهم يفهمون التوكل بمعنى التواكل وشتان بين التوكل والتواكل ! التوكل جاء ذكره في عديد من الآيات الكريمة منها قوله تبارك وتعالى (( وإذا عزمت فتوكل على الله )) فالتوكل على الله يكون بعد أن يتخذ المسلم الأسباب التي توصله عادة إلى ما يبتغيه من سبب مثلا الذي يريد من أرضه أن تثمر له الثمر اليانع وأن تنبت له الحب الكثير لا بد من أن يخدمها بكل أنواع الخدمات التي تتطلبها الأرض عادة من حرث و زرع و تنقية و سقي ونحو ذلك، فإذا هو فعل هذا يتوكل على الله عز وجل ولا يتوكل على أسبابه لأن هذه الأسباب قد تتأخر فلا بد من أن يقرنها مع التوكل على الله تبارك وتعالى .
أما أن يقول الإنسان إن كان الله عز وجل كتب لي أن آكل من هذه الأرض، من ثمرها ومن حبها فسآكل سواء خدمتها ... لم أخدمها فهو في الواقع يخادع نفسه ويفسر التوكل بخلاف المعنى الحقيقي المراد منه ومن هذا العكس الذي يقعون فيه أو حينما يفسرون التوكل بهذا المعنى لا يعدَمون أن يركنوا إلى بعض النصوص التي يُدعمون بها تفسيرهم لكنهم في الوقت نفسه حينما يُدعمون ما يذهبون إليه من تفسير التواكل، التوكل بالتواكل
أما أن يقول الإنسان إن كان الله عز وجل كتب لي أن آكل من هذه الأرض، من ثمرها ومن حبها فسآكل سواء خدمتها ... لم أخدمها فهو في الواقع يخادع نفسه ويفسر التوكل بخلاف المعنى الحقيقي المراد منه ومن هذا العكس الذي يقعون فيه أو حينما يفسرون التوكل بهذا المعنى لا يعدَمون أن يركنوا إلى بعض النصوص التي يُدعمون بها تفسيرهم لكنهم في الوقت نفسه حينما يُدعمون ما يذهبون إليه من تفسير التواكل، التوكل بالتواكل
من الآثار السلبية لفهمهم الخاطىء سوء تفسيرهم لحديث ( لو أنكم توكلون على الله حق التوكل لرزقكم .........) وغفلتهم عن الأسباب .
الشيخ : ... قد أصيبوا أيضا بانعكاس في فهمهم لبعض تلك النصوص، من ذلك أنهم يحتجون بقوله عليه الصلاة والسلام ( لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خُماصا وتروح بطانا ) ففهموا الحديث مقلوبا، قالوا هذا الله يرزق الطير، لكنهم غفلوا عن النص وما فيه من التفريق بين الغدو والرواح حيث قال عليه الصلاة والسلام ( لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خُماصا ) ما قال تصبح خماصا في أعشاشها ثم تمسي بطانا يعني ممتلئة البطون وهي في أعشاشها وإنما قال عليه الصلاة والسلام تغدو أي تبكر بالإنطلاق وراء السعي للرزق فترجع وقد امتلأت بطونها .
إذن هذا الحديث لا يؤيد هؤلاء المتصوفة الذين يفسرون التوكل بما يساوي معنى التواكل أي الكسل وعدم الأخذ بالأسباب بل إن هذا الحديث يؤيد معنى الآية السابقة (( وإذا عزمت فتوكل على الله )) اعزم و توكل كما قال ( اعقل وتوكل ) وهذا حينما جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على ناقته قال يا رسول الله أعقلها ؟ أقيدها وأربطها أم أتوكل على الله ؟ قال ( لا ، اعقل وتوكل ) أي اجمع بين السبب وبين التوكل على الله تبارك وتعالى وهذا الموقف أي الجمع بين السبب و التوكل على الله هو موقف المسلم وضده على طرفي نقيض هؤلاء المتصوفة مثلا، يدعون الأخذ بالأسباب ويتوكلوا على الله بزعمهم .فهؤلاء أخذوا بشيء وأعرضوا عن شيء، عكسهم اليوم جماهير المسلمين لجهلهم ، أما المتصوفة فانحرافهم في مذهبهم أما جماهير المسلمين اليوم فهم يتكلون على الأسباب متأثرين في ذلك بالمنهج المادي الأوروبي فنحن نعلم يقينا أن الأوروبيين اليوم لا يكادون يذكرون الله إطلاق وإنما عمدتهم على علومهم على عقولهم على أبدانهم وأخذهم بالأسباب فهؤلاء في طرف والمتوكلة من المتصوفة في طرف، وكلاهما على طرفي نقيض والحق بينهما، والحق الجمع بين الأخذ بكل طرف من الطرفين الذين أخذ كل منهما بطرف وأعرض عن الطرف الآخر، ذلك أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على رب الأرباب هذا كله مما نستوحيه من هذا الحديث الذي نحن بصدد التعليق عليه .
إذن هذا الحديث لا يؤيد هؤلاء المتصوفة الذين يفسرون التوكل بما يساوي معنى التواكل أي الكسل وعدم الأخذ بالأسباب بل إن هذا الحديث يؤيد معنى الآية السابقة (( وإذا عزمت فتوكل على الله )) اعزم و توكل كما قال ( اعقل وتوكل ) وهذا حينما جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على ناقته قال يا رسول الله أعقلها ؟ أقيدها وأربطها أم أتوكل على الله ؟ قال ( لا ، اعقل وتوكل ) أي اجمع بين السبب وبين التوكل على الله تبارك وتعالى وهذا الموقف أي الجمع بين السبب و التوكل على الله هو موقف المسلم وضده على طرفي نقيض هؤلاء المتصوفة مثلا، يدعون الأخذ بالأسباب ويتوكلوا على الله بزعمهم .فهؤلاء أخذوا بشيء وأعرضوا عن شيء، عكسهم اليوم جماهير المسلمين لجهلهم ، أما المتصوفة فانحرافهم في مذهبهم أما جماهير المسلمين اليوم فهم يتكلون على الأسباب متأثرين في ذلك بالمنهج المادي الأوروبي فنحن نعلم يقينا أن الأوروبيين اليوم لا يكادون يذكرون الله إطلاق وإنما عمدتهم على علومهم على عقولهم على أبدانهم وأخذهم بالأسباب فهؤلاء في طرف والمتوكلة من المتصوفة في طرف، وكلاهما على طرفي نقيض والحق بينهما، والحق الجمع بين الأخذ بكل طرف من الطرفين الذين أخذ كل منهما بطرف وأعرض عن الطرف الآخر، ذلك أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على رب الأرباب هذا كله مما نستوحيه من هذا الحديث الذي نحن بصدد التعليق عليه .
5 - من الآثار السلبية لفهمهم الخاطىء سوء تفسيرهم لحديث ( لو أنكم توكلون على الله حق التوكل لرزقكم .........) وغفلتهم عن الأسباب . أستمع حفظ
بيان فوائد مخالطة الناس والصبر على أذاهم .
الشيخ : ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) لأن في هذه المخالطة كما ذكرنا تفتيحا لذهن المسلم أو تفتيحا منه لأذهان إخوانه المسلمين إن كان يعلم ذلك، على كل حال، الذي يعيش بين إخوانه فهو إما مستفيد وإما مفيد وقد يجتمعان يستفيد ويفيد في أن واحد . فلا شك أن مخالطة الناس لا سيما في الأزمان الصعبة التي يكثر فيها الفساد بين الناس لا شك أن المخالف سوف يلقى شدة ويلقى عنتا وصعوبة وأذى ولذلك كانت المخالطة خيرا له لأنه يثاب على صبره في مخالطته لبني جنسه صبرا جميلا .
ومن أجل هذه النكتة أتبع المصنف هذا الحديث بأحاديث أخرى يلفت نظر المسلم الذي حضه النبي عليه السلام على المخالطة وعلى الصبر فيما لو أصيب بأذى، أتبع هذا الحديث في باب الصبر على الأذى
ومن أجل هذه النكتة أتبع المصنف هذا الحديث بأحاديث أخرى يلفت نظر المسلم الذي حضه النبي عليه السلام على المخالطة وعلى الصبر فيما لو أصيب بأذى، أتبع هذا الحديث في باب الصبر على الأذى
ذكر حديث ( ليس أحد أصبر على أذى من الله ) واستدلال الشيخ به على الصبر على أذى الناس .
الشيخ : ... وأورد تحته حديثا بإسناد صحيح عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال ( ليس أحد -أو- ليس شيء أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل ) فالله الذي خلق الناس فهو يسمع الأذى من الناس وهم عباد له مخلوقون له مع ذلك فهو يصبر عليهم أي لهذا ... المسلم أنه إذا كان ربك الذي خلق الناس مع ذلك يؤذونه فيصبر على أذاهم كما سيشرحه الحديث، فأنت أولى أيها المسلم أن تصبر فيما إذا أصابك أذى ، ماهو هذا الأذى الذي يسمعه ربنا عز وجل ثم هو يصبر عليه صبرا لا يصبر عليه أحدا من العالمين ؟ قال في تمام الحديث ( إنهم ليدعون له ولدا -أو- يدّعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم )
إنهم ليتهمون الله عز وجل بأكبر تهمة بأن له شريكا بأن له ولدا ومع ذلك عم بيرزقهم خيرات الدنيا وحين يمرضون يعافيهم، كيف هذا وهم يسبونه ويدعون له الولد والشريك ؟ ذلك من صبر الله تبارك وتعالى على عباده، لذلك قال عليه السلام ( ليس شيء وليس أحد أصبر على أذى من الله عز وجل يسمعه من أحد، ذلك لأنهم يدعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم ) ، قد يقول قائل هذا الله، الله عز وجل له كل صفات الكمال فهو يستطيع أن يصبر هذا الصبر الذي ليس مثله صبر في الدنيا، فكيف نحن نستطيع أن نتشبه به ؟
نقول لا يمكن للإنسان مهما سما وعلا أن تصبح صفته مشابهة لصفة من صفات الله عز وجل لكن هذا من باب التقريب لأن الله يقول (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ومع أنه قال في حقه وهو السميع البصير لمّا ذكر آدم عليه السلام قال (( فجعلناه سميعا بصيرا )) لكن سمع آدم وبنيه ليس كسمع الله عز وجل وبصره بطبيعة الحال لكن في نوع مشاركة في اللفظ فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتتبع لله عز وجل في تمام الصفة فهو أن يقارب الإتصاف بشيء من صفة الصبر التي يتصف بها الله تبارك وتعالى فمن صفاته أنه الصبور الشكور .
إنهم ليتهمون الله عز وجل بأكبر تهمة بأن له شريكا بأن له ولدا ومع ذلك عم بيرزقهم خيرات الدنيا وحين يمرضون يعافيهم، كيف هذا وهم يسبونه ويدعون له الولد والشريك ؟ ذلك من صبر الله تبارك وتعالى على عباده، لذلك قال عليه السلام ( ليس شيء وليس أحد أصبر على أذى من الله عز وجل يسمعه من أحد، ذلك لأنهم يدعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم ) ، قد يقول قائل هذا الله، الله عز وجل له كل صفات الكمال فهو يستطيع أن يصبر هذا الصبر الذي ليس مثله صبر في الدنيا، فكيف نحن نستطيع أن نتشبه به ؟
نقول لا يمكن للإنسان مهما سما وعلا أن تصبح صفته مشابهة لصفة من صفات الله عز وجل لكن هذا من باب التقريب لأن الله يقول (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ومع أنه قال في حقه وهو السميع البصير لمّا ذكر آدم عليه السلام قال (( فجعلناه سميعا بصيرا )) لكن سمع آدم وبنيه ليس كسمع الله عز وجل وبصره بطبيعة الحال لكن في نوع مشاركة في اللفظ فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتتبع لله عز وجل في تمام الصفة فهو أن يقارب الإتصاف بشيء من صفة الصبر التي يتصف بها الله تبارك وتعالى فمن صفاته أنه الصبور الشكور .
تنبيه الشيخ على الحديث الذي لاأصل له ( تخلقوا بأخلاق الله ) .
الشيخ : وبهذه المناسبة أذكّر بحديث مشهور ومذكور في بعض الكتب ولا أصل له ولكن له صلة بهذا المعنى الذي ندندن حوله، هذا الحديث لفظه " تخلقوا بأخلاق الله " ، " تخلقوا بأخلاق الله " حديث لا أصل له أي لم يروى عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مطلقا حتى ولا بإسناد موضوع وإنما اشتهر في الأزمنة المتأخرة أن الرسول عليه السلام قال ( تخلقوا بأخلاق الله ) لكن هل لهذا الحديث الذي لا أصل له رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صحة من حيث المعنى ؟ هل يمكن أن يقال للإنسان تخلق بأخلاق الله ؟ الجواب يمكن في غالب صفات الله عز وجل ولا يمكن بل لا يجوز شرعا أن يتخلق المخلوق بشيء من بعض صفات الله عز وجل، مثلا من صفاته أنه الجبار فلا يجوز للمسلم أن يتخلق بالجبروت لأن صفة الجبروت صفة تليق بالله تبارك و تعالى الخالق .
لذلك جاء في بعض الأحاديث القدسية أن من تجبر وتكبر قصمه الله عز وجل لأن الكبرياء والجبروت هما من صفات الله عز وجل لكن لو جئنا لصفة الصبر، لصفة الحلم فهنا يقال تخلقوا بهذه الأخلاق الإلهية لكن بقدر الإستطاعة، بقدر ما يتناسب مع الطبيعة البشرية،
في هذه النقطة أي في كون الإنسان لا يستطيع أن يقارب بالتشبه بصبر الله عز وجل .
لذلك جاء في بعض الأحاديث القدسية أن من تجبر وتكبر قصمه الله عز وجل لأن الكبرياء والجبروت هما من صفات الله عز وجل لكن لو جئنا لصفة الصبر، لصفة الحلم فهنا يقال تخلقوا بهذه الأخلاق الإلهية لكن بقدر الإستطاعة، بقدر ما يتناسب مع الطبيعة البشرية،
في هذه النقطة أي في كون الإنسان لا يستطيع أن يقارب بالتشبه بصبر الله عز وجل .
ضرب أمثلة من صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى .
الشيخ : ... جاء بحديث ثانٍ يتعلق بخلق من خلق الله عز وجل وهو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحينئذ ستبقى المقاربة في المشابهة متجانسة بين الإنسان المأمور بأن يتخلق بخلق الصبر وبين هذا الإنسان الكامل الذي ستسمعون ما جاء فيه من الصبر . ذلك هو الحديث الثاني في باب الصبر على الأذى رواه المصنف رحمه الله بإسناده الصحيح عن عبد الله وعبد الله هنا هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يقول قسم النبي صلّى الله عليه وسلم قسمة كبعض ما كان يقسم فقال رجل من الأنصار " والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله " !! هذا كلام يقال في حق أعدل الناس قاطبة وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل في حقه والله إنها قسمة ما أريد بها وجه الله عز وجل قلت أنا بن مسعود يقول " لأقولن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم " يظهر أن هذا الأنصاري قال هذا الكلام بعيدا عن الرسول عليه السلام في محضر من الصحابة وكان منهم عبد الله بن مسعود فقال " لأقولن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتيته وهو في أصحابه فساررته فشق ذلك عليه صلى الله عليه وآله وسلم وتغير وجهه وغضب حتى وددت أني لم أكن أخبرته " ثم قال ( قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ) الحديث واضح المعاني حيث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كانت تأتيه المغانم إما بسبب الحروب أو بسبب الجزية التي يفرضها بسبب المصالحة بعد انتصار الجيش المسلم فكان من عادته عليه السلام أنه إذا جاءه مال جاء به إلى المسجد و وزعه على الناس وهو بطبيعة الحال يوزعه لقسمة يراعي فيها أمورا لا يدركها سائر الناس فهو مثلا قد يعطي إنسانا أكثر من آخر لماذا ؟ لسابقيته في الإسلام، لبلائه الحسن في الإسلام فيبدو لبعض ناقصي الإيمان والعقل أنه هنا فيه محاباة مع أنه الحقيقة ليس هناك شيء من المحاباة وأحيانا على العكس من ذلك يعطي إنسانا هو حديث عهد بالإسلام ليس له سابقة في الإسلام وليس له جهاد في الإسلام، مع ذلك يعطيه أكثر ممن له سابقة في الإسلام فيستنكر ذلك بعض قاصري العقول ويقول كيف هذا ؟ ... الإسلام لسة ما حظر ولا معركة كيف يزيد عليه العطاء ؟ فيجهل هذا الإنسان أن الرسول يعطيه تأليفا له، تأليفا لقلبه وقد يكون رئيسا في قومه فهو إذا جلب قلبه إليه جلب من وراءه من بني قومه، هكذا هذه سياسة شرعية لا يحسنها أحد مثل الرسول عليه الصلاة والسلام فهو صلى الله عليه وآله وسلم قسم يوما قسمة كما هي عادته بمثل هذا البيان الذي ذكرناه فقال رجل من الأنصار " إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله " هذا الأنصاري قاصر النظر كما شرحت آنفا إنه يقول لماذا هذا يعطيه أكثر من هذا مثلا فسمع هذه الكلمة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فنقلها إلى الرسول عليه السلام وسارره بها يعني قالها له سرا فلما سمع ذلك عليه السلام ثقل عليه ، شق ذلك عليه وتغيرت ملامح وجهه وظهر عليه آثار الغضب حتى تمنى ابن مسعود رضي الله عنه أن لم يكن قد أخبره بهذا الخبر الذي انزعج منه عليه السلام هذا الإنزعاج الكثير .
فماذا كان موقف الرسول عليه السلام تجاه هذه التهمة التي اتهمه بها ذلك الأنصاري ؟ لم يزد على قوله ( قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ) .
في هذا الحديث إشارة إلى آية (( ولا تكونوا كالذين آذوا موسى )) ماذا كان إيذاؤهم ؟ هو الحديث كأنه مقتبس من الآية أنه موسى أوذي بأكثر من هذا، ولذلك نهى الله عباده المؤمنين أن يؤذوا (( كالذين آذوا موسى من قبل )) يعني اليهود، ماذا فعلوا ؟ اليهود أخباث أشرار كان الله عز وجل يمتن عليه دائما يرسل إليهم الأنبياء دائما وأبدا حتى قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( كان من قبلكم كلما مات نبي خلفه نبي، ألا ولا نبي بعدي )
فماذا كان موقف الرسول عليه السلام تجاه هذه التهمة التي اتهمه بها ذلك الأنصاري ؟ لم يزد على قوله ( قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ) .
في هذا الحديث إشارة إلى آية (( ولا تكونوا كالذين آذوا موسى )) ماذا كان إيذاؤهم ؟ هو الحديث كأنه مقتبس من الآية أنه موسى أوذي بأكثر من هذا، ولذلك نهى الله عباده المؤمنين أن يؤذوا (( كالذين آذوا موسى من قبل )) يعني اليهود، ماذا فعلوا ؟ اليهود أخباث أشرار كان الله عز وجل يمتن عليه دائما يرسل إليهم الأنبياء دائما وأبدا حتى قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( كان من قبلكم كلما مات نبي خلفه نبي، ألا ولا نبي بعدي )
ذكر الشيخ لقصة موسى مع قومه في اغتساله وهروب الحجر بثوبه .
الشيخ : فكان الله عز وجل مع امتنانه وتفضله على اليهود بأن يرسل إليهم دائما وأبدا أنبياء يحفظونهم من الزيغ، من الإنحراف، من الضلال، من الجهل مع ذلك كانوا غلاظ و شداد كانوا قساة القلوب كما حدثنا ربنا في القرآن في مثل قوله (( ويقتلون الأنبياء بغير حق )) فالذين كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق لا، ليس كثير عليهم أن يؤذوا موسى فبرّأه الله مما قالوا، ماذا قالوا في حق موسى؟ اليهود أتباعه لقد قالوا إنه آدر.
ومعنى آدر أنه مصاب بمرض في خصيتيه فالله عز وجل أراد أن يكشف هذه التهمة لليهود بامتحان أيضا لموسى عليه الصلاة والسلام ذلك أن الله عز وجل قدر عليه ما يأتي، كان من عادته أعني موسى عليه الصلاة والسلام أنه إذا اغتسل خرج بعيدا عن الناس، يغتسل في ماء بمجمع ماء في نهر جاري ونحو ذلك بعيدا عن أعين الناس فنزع موسى عليه الصلاة والسلام ثيابه ووضعها على حجر ونزل في الماء وإذا به يرى أمرا عجبا، هو يغتسل والحجر يمشي، الحجر الذي وضع عليه ثيابه يمشي كأنها يعني دابة أو نحو ذلك وتنبه للأمر لأنه إن استمر الحجر يمشي فيسيظل عريانا ... سيطلع عليه الناس وهذا لا يجوز في الأديان كلها فما كان منه إلا أن ركض وراء الحجر يضربه بعصاه يأمره أن يقف حتى استمر يمشي وراء الحجر فالله عز وجل قدر عليه قدرا ليبرّأه الله عز وجل مما اتهموه به من تلك التهمة القبيحة حتى وصل الحجر قريبا من بني إسرائيل وموسى يركض خلفه فرأوه بأم أعينهم أنه كأحسن ما خلق الله عز وجل وليس كما زعموا أنه آدر ويقول الرسول عليه السلام ( إن لفي الحجر أثرا من ضرب موسى له بعصاه ) فقوله عليه السلام في هذا الحديث ( قد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر ) يشير إلى هذه القصة وهي التي أشار إليها ربنا عز وجل في الآية السابقة (( ولا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا )) (( كالذين آذوا موسى )) أي اليهود (( الذين أذوا موسى فبرأه )) أي آذوه بتهمة اتهموه بها فبرأه الله عز وجل من هذه التهمة فالرسول عليه السلام يشير إلى هذه التهمة بإشارة ناعمة لطيفة ( قد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر ) جاء بيان هذه التهمة في صحيح البخاري وصحيح مسلم .
ومعنى آدر أنه مصاب بمرض في خصيتيه فالله عز وجل أراد أن يكشف هذه التهمة لليهود بامتحان أيضا لموسى عليه الصلاة والسلام ذلك أن الله عز وجل قدر عليه ما يأتي، كان من عادته أعني موسى عليه الصلاة والسلام أنه إذا اغتسل خرج بعيدا عن الناس، يغتسل في ماء بمجمع ماء في نهر جاري ونحو ذلك بعيدا عن أعين الناس فنزع موسى عليه الصلاة والسلام ثيابه ووضعها على حجر ونزل في الماء وإذا به يرى أمرا عجبا، هو يغتسل والحجر يمشي، الحجر الذي وضع عليه ثيابه يمشي كأنها يعني دابة أو نحو ذلك وتنبه للأمر لأنه إن استمر الحجر يمشي فيسيظل عريانا ... سيطلع عليه الناس وهذا لا يجوز في الأديان كلها فما كان منه إلا أن ركض وراء الحجر يضربه بعصاه يأمره أن يقف حتى استمر يمشي وراء الحجر فالله عز وجل قدر عليه قدرا ليبرّأه الله عز وجل مما اتهموه به من تلك التهمة القبيحة حتى وصل الحجر قريبا من بني إسرائيل وموسى يركض خلفه فرأوه بأم أعينهم أنه كأحسن ما خلق الله عز وجل وليس كما زعموا أنه آدر ويقول الرسول عليه السلام ( إن لفي الحجر أثرا من ضرب موسى له بعصاه ) فقوله عليه السلام في هذا الحديث ( قد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر ) يشير إلى هذه القصة وهي التي أشار إليها ربنا عز وجل في الآية السابقة (( ولا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا )) (( كالذين آذوا موسى )) أي اليهود (( الذين أذوا موسى فبرأه )) أي آذوه بتهمة اتهموه بها فبرأه الله عز وجل من هذه التهمة فالرسول عليه السلام يشير إلى هذه التهمة بإشارة ناعمة لطيفة ( قد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر ) جاء بيان هذه التهمة في صحيح البخاري وصحيح مسلم .
اضيفت في - 2008-06-18