ما هي أصول الدعوة السلفية ومقاصدها ؟
بيان أصول الدعوة السلفية الثلاث وهي القرآن الكريم والسنة الصحيحة وفهم السلف الصالح .
وهذا مما تكلمنا عليه بمناسبات شتى وأتينا بالأدلة الكافية التي تجعلنا نقطع بأن كل من يريد أن يفهم الإسلام من الكتاب والسنة بدون هذه الدعامة الثالثة فسيأتي بإسلام جديد وأكبر دليل على ذلك الفرق الإسلامية التي تزداد في كل يوم والسبب في ذلك هو عدم التزامهم هذا المنهج الذي هو كتاب وسنة وفهم السلف الصالح .
تنبيه الشيخ على جماعة محدثة أصلها من مصر لاتعتبر إلا بالقرآن والسنة ولا يأخذون بما أجمع عليه الصحابة من التفسير .
3 - تنبيه الشيخ على جماعة محدثة أصلها من مصر لاتعتبر إلا بالقرآن والسنة ولا يأخذون بما أجمع عليه الصحابة من التفسير . أستمع حفظ
بيان سبب ضلال الفرق كلها ألا وهو تركهم هذه الدعامة الثالثة وضرب بعض الأمثلة من نصوص الصفات تبين ضلالهم .
" يراه المؤمنين بغير كيف وتشبيه وضرب من مثال " قال المعتزلة لا، لا يمكن للعبد أن يرى ربه لا في الدنيا ولا في الأخرة، طيب أين تذهبون بالآية ؟ قال الأية معناها وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها إلى نعيم ربها ناظرة .
طيب تأويل إلى نعيم ربها، ربنا قال إلى ربها من أين جئت بهذه ؟ قال هذا ... حذف، هنا أنكر بن تيمية المجاز في القرآن لأنه كان معولا من أعظم وأقوى المعاول هدما للعقيدة الإسلامية، هذا النص يثبت لله عز وجل نعمة منه على عباده أن يروه يوم القيامة، يقول هؤلاء لا يمكن !! (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) لا ليس سميعا بصيرا لم ؟ لأننا إذا قلنا سميع بصير شبهناه بأنفسنا إذا ما معنى سميع بصير ؟ يعني عليم، سميع لفظتان عربيتان سميع بصير يساوي عندهم عليم بس .
طيب هل خلصنا من المشكلة؟ وفلان العليم اليوم يقال على الدكتور في اللغة العربية عليم تعبير لا بأس فيه ويجوز أن نقول على الإنسان عليم يعني مبالغة في الوصف، هل يجوز أن نقول فلان عليم ؟ نعم إذا ما نقول الله عليم لأنه صار فيه تشبيه لله بعبد الله وهكذا عطلوا صفات الله عز وجل و وصل به الأمر أن أنكر وجود الله سواء اعترفوا أو ما اعترفوا ذلك يلزمهم ورحم الله بن القيم حين يقول " المجسم يعبد صنما والمعطل يعني المؤول يعبد عدما " ولذلك يقولون هؤلاء المؤولة الذين لم يلتزموا منهج السلف الصالح في آيات الصفات وأحاديث الصفات يقولون الله لا فوق، هل تجدون في القرآن الله لا فوق ؟ نجد في القرآن يصف عباده (( يخافون ربهم من فوقهم )) هم يقولون لا فوق .
تجدون في القرآن (( الرحمن على العرش استوى )) (( تعرج الملائكة والروح إليه )) (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )) إلى آخر ذلك.
الله لا فوق، لا كان ؟ تحت ؟ لا تحت، إذا يمين ؟ لا، لا يمين، لا يسار، لا أمام، لا خلف، لا داخل العالم، لا خارجه، شو ... لوجود الله شو بقي ؟ العدم.
هذا هو العلم الذي تورط فيه كل علماء الكلام بدون استثناء إلا من كان على منهج السلف الصالح، كل علماء الكلام لا أستثني لا أشاعرة ولا ماتوريدية إلا أفراد منهم آمنوا بما كان عليه السلف الصالح كما قال صاحب قصيدة بدء الأمالي " ورب العرش فوق العرش لكن *** بلا وصف التمكن واتصال " يعني ليس كمثله شيء فالله وصف نفسه على العرش استوى ورب العرش فوق العرش لكن بلا وصف التمكن واتصال .
4 - بيان سبب ضلال الفرق كلها ألا وهو تركهم هذه الدعامة الثالثة وضرب بعض الأمثلة من نصوص الصفات تبين ضلالهم . أستمع حفظ
بيان الشيخ لفساد علم الكلام وضرورة معرفة العلم الصحيح .
لا تشعرون في الواقع ولعل هذا من الخير لبعضكم، لا تشعرون أن، لو أنكم لو درستم علم الكلام لأقام المبطلون الحجة عليكم لأن الملحد الشيوعي ونحوه لما بيقل لك لا يوجد في هذا الكون إله، ما تستطيع أنت أن تقيم الحجة عليه وأنت تقول فيه الله بيقل لك أريني إياه مثل ما قال ... أول واحد ركب طلع ... القمر ما شاف الله بيقل لك الشيوعي أريني رب العالمين بتقلوا إنت لا فوق لا تحت لا يمين لا يسار لا أمام لا خلف لا داخل العالم ولا خارجه هذا الكلام تقدر تقيم حجة به على الملحد ؟ الجواب لا لكن إذا أنت تلوت أيات الله و (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وهو الله أكبر من كل شيء إلى آخره، نحن لا نريد أن تقيم، أن تقنعه حسبنا أن نقيم الحجة عليه ولله الحجة البالغة على الناس فإذا قلت له هذا الكلام الذي يوجد في كتب الماتوريدية والأشاعرة إلا قليلا كما قلنا ما استطعت أن تدعو إلى إسلامك لكن أقول من الخير لكم أو لبعضكم أنه لم يقرأ علم الكلام . هذه حقيقة ولا يعرف أنه قد يسمع هذا الكلام فيستغرب هل يوجد في المسلمين من يعتقد هذه العقيدة ؟ نعم اقرؤوا كتب الغزالي اقرؤوا إحياء علوم الدين إقرؤوا بعض الرسائل الجديدة المطبوعة المنشورة اليوم باسم العقائد فستجدون فيها الجحد الذي يساوي أنا أؤمن بالله ولا أؤمن بالله، أؤمن بالله على أساس لا كبير ولا صغير، لا يوصف بأنه كبير ولا صغير، أي نعم هذا مطبوع اليوم طبعة جديدة عصرية وأنه لا فوق ولا تحت لا يمين لا يسار إلخ ...
ولذلك رحم الله أحد أمراء دمشق حظر مناقشة جرت بين شيخ الإسلام بن تيمية وأمثال هؤلاء المعطلة، لما سمع كلامهم وسمع كلام بن تيمية المستند إلى الكتاب والسنة وكلام السلف الصالح اقتنع أنه هذا هو العقيدة الصحيحة والتفت إلى شيخ الإسلام بن تيمية وقال هؤلاء يشير للمشايخ هؤلاء قوم أضلوا ربهم ،كلام صحيح.
السائل : أضاعوا ربهم .
الشيخ : أضاعوا ربهم، هؤلاء قوم أضاعوا ربهم ليه؟ لا فوق لا تحت لا يمين لا يسار إلخ. الشاهد والكلام طويل في هذا المجال، ما الذي أودى بعلماء المسلمين فضلا عن طلاب العلم فضلا عن عوام المسلمين، ما الذي أودى بهم إلى هذا الحضيض إلى هذا الضلال المبين؟ اليوم على غير ... أحدنا يقول " الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود " هاي ... بس الحاد على نمط آخر، وحدة الوجود التي يقول بها غلاة الصوفية هي في ألسنتنا في كل يوم الله موجود في كل مكان الله موجود في كل الوجود . وحدة الوجود تفخر بأنها موحدة ما في اثنين خالق ومخلوق ما في. خالق ومخلوق في واحد هاي وحدة الوجود، هاي فلسفة من علم التصوف، كمان عامة المسلمين الحمد لله ما قرؤوا هذا العلم لكن هم واقعون ولا يشعرون هم يقولون الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود .
أنا واحد قال لي في رمضان من ثلاثين سنة، قلت له، جاء إلى وأنا سهران بعد صلاة التراويح جاء إلي ليقول أنت إلي بتنكر وجود الخضر وبتقول أنه ميت، قلت له إي نعم قال لي أنا الخضر . أنا سمعت هذا الكلام، قلت له اتق الله، ظاهر إنه يعني في عقل، اتق الله يا رجل، قال أنا شرقت الله ومحمد وعمل هيك، هذا صوفي، هذا قاري الفتوحات المكية على الشيخ ومات إلخ. ما الذي أوصل المسلمين إلى هذا الكفر باسم الإسلام، الإنصراف عن منهج السلف الصالح . نحن ننصح كل المسلمين في عالم الدنيا كلها أن يضموا إلى ضرورة التمسك بالكتاب والسنة هذه الركيزة، الركيزة الثابتة على منهج السلف الصالح وإلا فكل طائفة في الدنيا تقول نحن على الكتاب والسنة .
إشارة الشيخ إلى الفرقة الضالة القاديانية وبيان سبب ووجه ضلالهم .
بيان الشيخ لبعض مقاصد الدعوة السلفية ؟
إلى ما نسمعه كثيرا وكثيرا جدا من بعض الناس الذين لم يفقهوا ولم يفهموا الدعوة السلفية لا من أشخاص الدعاة إليها مباشرة ولا من مؤلفاتهم وإنما فهموا الدعوة السلفية من خصومهم وأعدائهم وهؤلاء هم الذين يأتون بمثل هذا البلاء في سوء الفهم لهذه الدعوة .كثير من الناس ينقلون عنا بعضهم يتصل بنا وبعضهم يحاربنا ويطعننا في الخفاء يقول بأننا نحن ندعو المسلمين جميعا حتى عامتهم إلى الفهم من الكتاب والسنة مباشرة وأنا أقول صراحة لو كان هناك فعلا ناس يدعون الجهال الأميين الذين لا يقرؤون ولا يكتبون، يكتبون إلى أن يأخذوا الفقه والعقيدة والدين كله من الكتاب والسنة مباشرة وهم لا يحسنون قراءة آية ولا رواية حديث، صح كلام هذا وصح كلام أولئك الأعداء ولكن هل هي الدعوة هكذا ؟ نحن ندعوا من لا يفقه شيئا من العلم أن يتسلق على الكتاب والسنة وأن يفرض جهله وعاميته وأميته على الكتاب والسنة ثم يقول أنا أفهم هكذا وأنا مأمور باتباع الكتاب والسنة، هذا لا يوجد مسلم صفه ما شئت سلفي أو خلفي، لا يوجد مسلم أبدا يقول بمثل هذا الكلام ، ونحن قلنا دائما وأبدا وفي الأمس القريب يعني نهار البارح جاءني أشخاص من حمص فيهم شاب مثقف بعض الشيء بلغه من اللامذهبية المعروفة ونحوها ما يشير إليه هذا الكاتب أنه نحن ندعو الناس جميعا إلى اتباع الكتاب والسنة يعني أن الجهال يفهموا الكتاب والسنة بجهلهم فشرحت له المسألة بشيء من التفصيل، إيجازه .
بيان الشيخ أن الناس قسمان من حيث العلم والجهل وما يتعلق بذلك من حيث تلقي الكتاب والسنة .
8 - بيان الشيخ أن الناس قسمان من حيث العلم والجهل وما يتعلق بذلك من حيث تلقي الكتاب والسنة . أستمع حفظ
كيف يمكن الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ويستنون بسنته ) والحديث الآخر ( رأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والنبي وليس معه أحد ) ؟
الشيخ : الذي يبدو لي والله أعلم في الجواب أن الحديث ما من نبي إلا، شو نص الحديث ؟
السائل : بعث، ( ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ... )
الشيخ : ما بعث الله من نبي إلا كان في قومه من يهتدي بهديه هذا من النصوص العامة التي تخصص بالحديث الآخر الذي عرض فيه على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وليس معه أحد أي أن الغالب وهذا أمر مقطوع به نظرا وبصرا الغالب أن الله عز وجل حين بعث الأنبياء فلا بد أن يكون هناك من يستجيب لدعوتهم ولكن ما بين أن يكون المستجيب قليلا أو كثيرا ولكن هذا لا ينفي أن يكون هناك بعض الأفراد من الأنبياء لم يستجب لهم أحد فالحديث الأول يحمل على الغالب من شأن الدعاة مع المدعوين، شأن الأنبياء مع المدعوين فعلى الغالب يستجيب المدعوون لدعوة الأنبياء لأنها دعوة حق مع الإختلاف كما قلنا في الكثرة و القلة ولكن أحيانا لا يستجيب للرسول أحد إطلاقا وهذا من جملة الإمتحان والإبتلاء من الله عز وجل .
إذا التوفيق بين الحديثين بقاعدة حمل العام على الخاص وبذلك يزول الإشكال وهذا لا يشكل على طلاب العلم لأنه كما في قوله تعالى مثلا (( حرمت عليكم الميتة والدم )) فهذا يشبه تماما لو سأل سائل كيف التوفيق بين الآية وبين قوله عليه السلام ( أحلت لنا ميتتان ودمان الحوت والجراد والكبد والطحال ) ؟ الجواب حرمت عليكم الميتة إلا، كذلك الدم إلا يعني هذا النص عام، النص القرآني نص عام خصّص منه ما ذكر في الحديث كذلك المبدأ العام أنه كل نبي بعثه الله عز وجل استجاب له من استجاب إلا نأخذ الإستثناء من الحديث الثاني وعرض عليه النبي وليس معه أحدا إذا عام وخاص هكذا الجمع .
9 - كيف يمكن الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ويستنون بسنته ) والحديث الآخر ( رأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والنبي وليس معه أحد ) ؟ أستمع حفظ
يقال أن الداعية الى الإسلام لابد أن لا يكون متشددا في أمور السنة وأن يتجنب الأمور التي تثير الفتنة فهل هذا صحيح وكيف نوفق بين هذا وبين الحرص على السنة ؟
الشيخ : شو أولا ؟ يخالف ؟
السائل : يقال بأن الداعية إلى الإسلام يجب أن لا يكون متشددا بأمور السنة وأنه يجب أن يكون له سياسة بعيدة تقريبا عن السنة فهل هذا صحيح ومفيد في أمور الدعوة وإن كان الأمر كذلك فهل يجوز لنا اتباعه ؟ وكيف التوفيق بينه وبين السنة ؟
الشيخ : وبين ؟
السائل : الحرص على السنة يعني.
الشيخ : الحقيقة أن السنة لا سيما في معناها العام فلا يجوز للمسلم أن يعرض عنها ولو مؤقتا المسلم لا سيما إذا كان يقول أو يقال عنه أنه داعية فيجب أن يدعو إلى الإسلام، الإسلام كلاّ لا يتجزأ أن يبين للناس كل ما يتعلق بالإسلام لكن الأمر كما قيل " العلم إن طلبته كثير والعمر عن تحصيله قصير فقدم الأهم منه فالأهم " أن يهتم الداعية بالدعوة إلى أهم شيء ثم الذي يليه وهكذا ، ولكن إذا كان في مناسبة ما بدت له خطيئة من بعض الناس تخالف الشريعة في بعض الأحكام التي ليست من أصول الشريعة لكن الوقت وقت بيان و وقت أمر بمعروف ونهي عن المنكر فلا يجوز له أن يكتم ذلك باسم السياسة وإنما يدعو إلى السنة التي يعرفها في تلك المناسبة ولكن كما قال عز وجل (( ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن )) فما قال الله عز وجل ادعو إلى شيء واترك شيئا وإنما أمر بالدعوة بالحكمة والموعظة وبالتي هي أحسن . فمثلا إذا كان هناك إنسان يصلي في مسجد فرأى بجانبه شابا في مقتبل العمر يصلي وهو متختم بخاتم الذهب فقد يرى بعض الناس من السياسة في الدعوة أن يسكت وأن لا ينصح هذا المصلي لهذه المخالفة ، فهذا من السياسة الشرعية ومتى ينصحه يا ترى ؟ وهو قد يفوته ولا يراه مرة أخرى لذلك والمسألة والصور تتعدد وتتكرر وخاصة من الشخص كما قلت في أول الجواب إذا كان قد نصب نفسه للدعوة إلى الإسلام فهو لا يجوز أن يدعو إلى بعض الإسلام ويترك البعض الآخر لكن يجب أن يهتم بالأهم فالأهم هذا لا بد منه لكن يرى المنكر ويسكت عنه يوم و يومين والثلاثة والأربعة والشهر والشهرين بزعم أن هذه سياسة الدعوة فلم يكن الأمر كذلك في عهد الرسول عليه السلام ولا في عهد السلف الصالح وإنما القاعدة في ذلك من ناحيتين، من حيث الأسلوب وقد سمعتم الآية السابقة ومن حيث عموم الأمر فهو شامل لكل شيء لأن هناك نصوص كثيرة جدا ومن أشهرها ما هو معروف لدينا جميعا ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رأى منكرا لم يستطع تغييره بيده فينزل إلى المرتبة الثانية يغير ذلك المنكر بلسانه بالتي هي أحسن كما في الآية السابقة فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، ما قال إن اقتضت حكمة الدعوة أو سياسة الدعوة تسكت لا، قال إن استطعت فما دمت تستطيع أن تغير المنكر مهما كان، مادام أنه كما جاء في السؤال مخالف للسنة فعلينا البيان ثم (( لست عليهم بمسيطر )) ، الواقع أن المشكلة ليست مشكلة تفريق ... الإسلام وجعله قسمين قسم ندعو إليه عاجلا وقسم آخر ندعو إليه أجلا أو لا ندعو إليه بتاتا ليست هذه المشكلة لا سيما أنه ليس هناك كتاب مصنف في بيان الإسلام الذي يجب أن ندعو إليه عاجلا والإسلام الذي يجب أن ندعو إليه أجلا أو لا ندعو إليه مطلقا بزعم هيك سياسة الدعوة تقتضيه ليس هناك كتاب ولا يمكن أن يوجد مثل هذا الكتاب فهذا الذي يزعم ويريد أن يقسم الإسلام إلى قسمين، قسم ندعو إليه مباشرة وقسم نؤجل أو ننسئ فمن أين له هذا التقسيم ؟ وما دليله ؟ هذا في الواقع ينبغي أن يكون من أكبر علماء المسلمين حتى قد يسمح له بهذا التقسيم . فأين هؤلاء؟ نحن نعرف الذين يتولون الدعوة لا يعرفون من الإسلام إلا شيئا قليلا ثم هم أنفسهم يخالفون هذه القاعدة .
أنا أقولها صريحة، الذين نظريا يدعون إلى تقسيم الإسلام إلى قسمين قسم هام يبدأ به وآخر لا يشغل به، نحن نعرف أن هؤلاء يدعون إلى أمور قد لا تكن الإسلام في شيء مطلقا فضلا عن أن تكون من الإسلام الذي هو من القسم الأول الهام . و نحن تكلمنا في هذا كثيرا وكثيرا ولذلك نقتصر على هذا وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين
10 - يقال أن الداعية الى الإسلام لابد أن لا يكون متشددا في أمور السنة وأن يتجنب الأمور التي تثير الفتنة فهل هذا صحيح وكيف نوفق بين هذا وبين الحرص على السنة ؟ أستمع حفظ
يتهمونك بأنك لا تأخذ باجتهادات الأئمة الأربعة الفقهية فهل هذا صحيح ؟
أقول إن الذين يتهموننا بهذه التهمة شأني معهم كما قال الشاعر " غيري جنى وأنا المعذب فيكمو فكأنني سبابة المتندم " غيري جنى غيري الذي لا يأخذ باجتهادات الأئمة أما نحن فنأخذ باجتهاداتهم جميعا لأن الطالب للعلم لا سبيل له إلى طلب العلم إلا من طريق من طريقين، إما أن يأخذ عن إمام فقط من الأئمة الأربعة وهذا طبعا أختصر الكلام وأقطع مراحل لا بد من شرحها لأن طلاب العلم اليوم لا يستطيعون أن يأخذوا حتى ولا من إمام واحد إنما بالوسائط، لكن أقول طالب العلم اليوم لا سبيل له إلى تحصيل العلم إلا من طريق من طريقين، إما أن يأخذ عن إمام واحد والطريق الثاني يأخذ عن كل الأئمة .
الطريق الأول هو طريقة المذهبيين طريقة المقلدين الجامدين الذين أولا لا يلتفتون أبدا إلى ما قال الله وإلى ما قال رسول الله وثانيا لا يلتفتون إلى الأخذ من الأئمة الآخرين الذين هو لا ينتمي في طلبه للعلم إلى مذهبهم إذا طريق طلب العلم إما بتقليد مذهب معين وإما باتباع الأئمة دون التعصب لواحد منهم على الآخرين فما هي طريقة القوم اليوم الذين يتهموننا بأننا لا نأخذ باجتهادات الأئمة ؟ وماهي طريقتنا ؟ إذا علمتم أن طريقتنا هي الأخذ عن كل إمام وليس فقط الأئمة الأربعة فإن الله عز وجل قد تفضل على أمة محمد صلى الله عليه وأله وسلم بأئمة من أمثال الأئمة الأربعة بالعشرات بل بالمئات بل بالألوف المؤلفة .
فالذين يأخذون بطريقة اتباع الكتاب والسنة فهم الذين يأخذون باجتهادات الأئمة أما الذين يقلدون مذهبا معينا فهؤلاء لا يستفيدون من الأئمة الآخرين ولا يأخذون باجتهاداتهم إذن فقد ظهر أنني كما قلت لكم آنفا " غيري جنى وأنا المعذب فيكمو " غيري الذي لا يأخذ باجتهادات الأئمة وليس أنا، أنا آخذ باجتهادات الأئمة كلهم دون تفريق دون واحد والآخر منهم .
ثم لا بد هنا إلى التنبيه إلى أن هذه الطريقة التي نسلكها نحن في عدم التعصب لإمام على إمام هي الطريقة التي خطها ونهّجها نفس الأئمة الأربعة وغيرهم خطوها للمسلمين لأن ذلك هو الذي يقتضيه الكتاب والسنة، أن لا نقلد شخصا معينا لأن الشخص المعين معرض للخطأ والصواب ونحن حين نقول خطأ لا نعني اللمز ولا الغمز ولا الطعن كما يتهمنا أولئك الناس وإنما نعني أنه أي المجتهد من هؤلاء المجتهدين إما أن يؤجر أجرين وإما أن يؤجر أجرا واحدا فإذا أجر أجرا واحدا فذلك يساوي عندنا أخطأ وأخطأ يساوي عندنا أجر أجرا واحدا، الناس من جملة ما اضربطت في مفاهيمهم وخرجوا عن الفهم الصحيح للكتاب والسنة أن المسلم إذا قال في حق رجل عالم أخطأ اعتبر هذا طعنا في الذي قيل فيه إنه أخطأ، وهذا جهل . لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في أبي بكر في قضية أخطأت هل طعن الرسول في صاحبه في الغار ؟ حاشى، بل لقد قال في بعض أصحابه حينما أفتوى فتوى فأخطأ فيها كذب فلان وكذب في اللغة التي نكاد أن ننساها معناها أي هذه الكلمة كذب أي أخطأ فنحن إذا قلنا اليوم كذب فلان، يا لطيف ولا نقولها لأنه القوم لا يفقهون لغتهم لكن لا يسعنا أن نقول إلا أخطأ وأخطأ يساوي أجر أجرا واحد. الخلاصة والبحث في هذا طويل، نحن نحترم الأئمة كلهم ونأخذ باجتهاداتهم وليس باجتهاد واحد منهم وعلى العكس من ذلك كل متمذهب إذا قال نحن نحترم الأئمة ونعظمهم فهو منافق يقول ما لا يعتقد، في كتب المذهب الحنفي بصورة خاصة يقول بن عابدين " إذا سئلنا عن مذهبنا قلنا مذهبنا صواب يحتمل الخطأ وإذا سئلنا على مذهب غيرنا قلنا خطأ كله " مذهب غيرنا .
أنا حنفي مذهبي كله صواب يحتمل الخطأ ومذهب غير أبي حنيفة مذهب مالك والشافعي وأحمد والثوري وعبد الرحمان بن مهدي وغيرهم كل هؤلاء مذهبهم خطأ يحتمل الصواب هذا قولهم مسطورا مطبوعا أما نحن إذا قلنا فلان أخطأ في هذه المسألة ونعني أجر أجرا واحدا ... أما المطبوع في الكتب كل المذاهب خطأ إلا مذهبنا فهذا معليش ! وهذه عقيدة يجب أن يعتقدوها خلاصة القول " رمتني بدائها وانسلت " نحن نتبع الأئمة ليس المقلدون هم الذين يتبعون أبدا واحترامهم للأئمة إن أرادوا أن يكونوا صادقين فعليهم أن يثبتوا لنا في ماذا اتبع الحنفي الشافعي ؟ في أي مسألة ؟ وفي أي مسألة اتبع الإمام مالكا ؟ وفي أي مسألة اتبع الإمام أحمد ؟ حتى نعتقد أنهم يحترمون الأئمة .
أما أن يظل يعيش أحدهم لا يحيد قيد شعرة عن مذهبه ولا يعترف بما قيمة شعرة في المذاهب الأخرى أنه صواب فهو حين يقول أنه يحترم الأئمة يحتاج إلى ما يدعمه ويصدقه . أما نحن واقعنا فيشهد أننا نحترم الأئمة كلهم، أنا مثلا ... حنفي في بلادي لا يعرف إلا المذهب الحنفي والإسلام كله المذهب الحنفي هناك وربنا عز وجل اتفضل علينا وألهم أبانا فهاجر بنا لنتعلم اللغة العربية ونتعلم الإسلام من مصدريه الصافيين الكتاب والسنة، لقد عرفنا الأئمة وعرفنا فضلهم وعلمهم و و إلخ فأنا حنفي تعلمت الفقه الحنفي ... .
وقيل أنه حرام وقيل أن الصلاة باطلة إذا رفعت يديك عند ... وهذا مسجل في الكتب وهي مطبوعة . لما تبينت لي السنة في رفع اليدين وجدت الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام مالك أيضا أخذناها إما من الجمهور كمالك والشافعي وأحمد أو تارة عن الشافعي دون مالك وتارة عن مالك دون الشافعي وتارة عن أحمد دون هذا وهذا . هذا هو احترامنا للأئمة لكن هم تارة بقصد سيء وتارة بسوء فهم وقد يكون القصد حسنا يتوهمون أننا إذا قلنا القول برفع اليدين، بأن رفع اليدين في الصلاة مكروه خطأ، أه طعن في الإمام أبي حنيفة، لا ما طعنا في الإمام إبي حنيفة إذا شو بتقولوا ؟ بتقولوا مذهبنا كله صواب يحتمل الخطأ إذا طعنتم في الأئمة كلهم وفي أقوالهم كلها معليش هكذا، يعني يجمعون بين متناقضات في أذهانهم .
نسأل الله عز وجل أن يهدينا وإياهم لاحترام الأئمة واتباعهم حسب منهجهم هم لا حسب المقلدين تقليدا أعمى.
ورد في الحديث أن الله يبعث على رأس كل مائة سنة مجددا لهذه الأمة فهل هذا صحيح ؟ وما نوع هذا التجديد ؟
الشيخ : الحديث صحيح، والتجديد أنواع هذا هو الصحيح في تفسير الحديث فالإسلام يحتاج إلى تجديد كلما مضى عليه برهة من الزمن طويل أو قصير.
وتجديد الإسلام يكون من نواحي متعددة أهمها تجديد مفاهيمه الصحيحة حيث ينحرف المسلمون مع الزمن عن فهم الإسلام كتابا وسنة فهما صحيحا فأعظم تجديد هو هذا المجدد الذي يأتي إلى المسلمين بالمفاهيم الصحيحة التي كان عليها سلفنا الصالح لنصوص الكتاب والسنة ومن هذا التجديد الأهم هو أن يصفي السنة مما دخل فيها مما ليس منها ثم هو يدعو المسلمين إلى الإعتماد على هذه السنة الصحيحة مع القرآن ومع ذاك البيان الصحيح لكل منهما الذي كان عليه سلفنا الصالح . هذا التجديد وهو أهم تجديد ولا تقوم قائمة المسلمين وقائمة الحركات الإسلامية والدعوات كلها الإسلامية والأحزاب الإسلامية كلها إلا إذا بنيت على هذا التجديد الأصيل .
تجديد السنة بتمييز ما ليس منها وطرحها جانبا وتجديد المفاهيم الصحيحة لنصوص الكتاب والسنة لدعوة المسلمين إلى المفاهيم التي كان عليها سلفنا الصالح لكن هذا في الواقع لا يكفي لا بد هناك من تجديد مثلا لعلوم أخرى يتطلب تطور الحياة العلمية والإجتماعية أن يتوجه بعض الناس إلى تجديدها ونضرب على ذلك مثلا علم اللغة فهذا العلم لا بد من التجديد فيه وتقريبه إلى الناس حتى العرب أنفسهم الذين ابتعدوا قليلا أو كثيرا عن لغتهم بسبب العجمة التي تسربت إليهم فلا بد إذا من تجديد العلم وكذلك يقال لا بد من تجديد النواحي التربوية والنفسية وتوجيه المسلمين إلى ما يوافق أيضا الكتاب والسنة من هذه النواحي كلها، ولا شك أن فردا بل جماعة لا تستطيع أن تقوم بكل هذه الجهود وهذه التجديدات ولذلك ذكر بعض العلماء كمثال لأنواع التجديد ذكر من المجددين صلاح الدين الأيوبي مع أن الرجل لم يكن مشهورا بالعلم ولكن لما جدد الحياة الإسلامية بأن حضهم على الجهاد وحملهم على مقاتلة الأعداء وإخراجهم من البلاد بعد أن احتلوها سنين طويلة فاعتبروه من جملة المجددين .
فإذا التجديد لا يحصر في ناحية دون أخرى فما دامت الحياة تتجدد فلا بد أيضا من العلوم من أن تتجدد وأن تنشأ هذه العلوم وفق الكتاب والسنة الصحيحة وعلى المفهوم الذي كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم .
12 - ورد في الحديث أن الله يبعث على رأس كل مائة سنة مجددا لهذه الأمة فهل هذا صحيح ؟ وما نوع هذا التجديد ؟ أستمع حفظ
سؤال حول كتابكم صفة الصلاة وما ورد فيها من تغيير الصحابة لصيغة السلام في التشهد فكيف نوجه هذا التغيير ؟
الشيخ : كأن السائل فهم أن الصحابة غيروا النص الذي تلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الذي هو بصيغة الخطاب " السلام عليك أيها النبي " كأنه فهم أنهم غيروه من عند أنفسهم وهذا ما نبرأ به أقل الناس فهما للسنة حتى لو كان خلفيا سلفيا أعني حتى لو كان من الخلف الذين يتبنون منهج السلف .
لا نتصور رجلا من المتأخرين يفقه أن الأوراد توقيفية يتجرّأ على أن يغير حرفا واحدا في ورد تلقاه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالأسانيد فكيف نتصور صحابيا واحدا كمثل، لا سيما إذا كان مثل بن مسعود يقدم على تغيير نص تلقاه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة ؟! هذا الخاطر يجب أن لا يخطر على بال السائل أو غيره أبدا .
وإنما يقول العلماء في مثل هذا إن ذلك الذي فعلوه هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم إياهم ومعنى التوقيف أي أن الرسول عليه السلام هو الذي ألمح وأشار إليهم أن هذا هو في حياتي أما بعد وفاتي فتتكلمون بصغة الغيبة ليس بصيغة الحاضر فتقولون في التشهد " السلام على النبي " ونحن نعرف بعد الصحابة عن الإبتداع بصورة عامة وبعدهم عنه في الأذكار بصورة خاصة وبالأخص منهم عبد الله بن مسعود الذي جاء النص الصحيح في البخاري عنه أنه قال " علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد في الصلاة وكفي بين كفيه " كفي بين كفيه كناية عن اهتمام المعلم بالمتعلم بتلقينه ما هو في طريق تعليمه إياه . قال بن مسعود " علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التشهد وكفي بين كفيه التحيات لله ... " وذكر التشهد المعروف عن بن مسعود والذي عليه الحنفية " التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " قال بن مسعود بعد أن ذكر النص الذي لقنه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفه بين كفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ونحن بين ظهرانيه، وهو بين ظهرانينا " يعني علمه أن يقول هذا وهو بين ظهرانيهم يعني وهو حي معهم، قال فلما مات قلنا " السلام على النبي " ، ماقال هو قلت وحاشاه أن يقول كما قلت لكم آنفا حاشاه أن يتصرف في مثل هذا النص الذي تلقاه من الرسول مباشرة وبهذا الإهتمام الذي عبر عنه بقوله " كفي بين كفيه " وإنما ذلك مما فهمه أثناء التلقين لذلك قال في آخر الحديث وهو بين ظهرانينا فلما مات قال قلنا، ما قال قلت ... هو يقول من عند نفسه شيئا يغير فيه نص الرسول عليه السلام وهو يعلم أن تعليم الرسول صلوات الله وسلامه عليه هو وحي من الله، هو وحي من الله . والذين يجهلون هذه الحقيقة أو يغفلون أو يتغافلون عنها هم في الواقع في خطأ كبير جدا . الذين يتقدمون إلى أوراد الرسول عليه السلام وإلى أذكاره فيزيدون فيها ما شاؤوا من الزيادات لا يتصورون أبدا أنهم يزيدون على الوحي، لا يخطر في بالهم هذا . وهذا في الواقع تفريق خبيث لا يتنبهون له بين الله ورسوله تفريق خبيث بين الكتاب والسنة بين ما جاء في الكتاب وما جاء في السنة . وإلا هل يجرأ أحد هؤلاء أن يزيد في نص القرآن حرفا واحدا من أجل إشباع نهمته وغلوه في حبيبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم مثلا . هل يقول أحدهم حين قال الله (( محمد رسول الله والذين معه أشداء )) إلخ هل يقول أحدهم محمد سيدنا محمد رسول الله ما أحد يقول هذا ؟
إيه رأسا بيقل لك هذا زيادة على القرآن ما بيجوز.
طيب والزيادة على ما ليس من القرآن وهو وحي أيضا، أيضا لا يجوز لكنهم يفرقون كما قلت لكم بجهلهم كذلك ما يقول أحدهم محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله لأنه هذا الزيادة على النص فنحن معشر الذين ينتمون إلى السلف لا نفرق بين الله ورسوله أبدا، لا نفرق بين كتاب الله وحديث رسول الله، بين تعليم الله وتعليم رسول الله، كلاهما يصدران من مشكاة واحدة هي مشكاة الوحي من السماء .
لذلك لما علم النبي صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب ورد الإضطجاع حين النوم ( اللهم إني أسلمت نفسي إليك و وجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة و رهبة إليك لا ملجأ ولا منجأ منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ) قال له ( إذا أنت قلت ذلك ومت من ليلتك مت على الفطرة ) .
فأعاد هذا الدعاء البراء بن عازب بين يدي الرسول عليه السلام ليتمكن من حفظه فلما وصل إلى قوله الأخير " آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك "، إيش قال هو " وبرسولك الذي أرسلت " بدل أن يقول "وبنبيك الذي أرسلت " قال " وبرسولك الذي أرسلت " فصده الرسول عليه السلام ورده عن ذلك وقال له قل ( وبنبيك الذي أرسلت ) .
لو سألنا هؤلاء المغيرين والمبدلين في أذكار الرسول عليه السلام، هل هناك فرق يفسد المعنى الذي جاء به الرسول عليه السلام في هذا الورد بين تعليم الرسول الذي هو "وبنبيك الذي أرسلت" وبين ما أخطأ في براء فقال ( وبرسولك الذي أرسلت ) هل هناك فرق ؟
لو لم يكن محمد عليه السلام رسولا وكان نبيا فقط صار فيه تغيير للمعنى لأنه الرسول أعم من النبي كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا لكن نبينا عليه الصلاة والسلام ليس هو فقط رسول بل هو خاتم الأنبياء والرسل جميعا فحينما قال البراء " وبرسولك الذي أرسلت " ما خالف الواقع أبدا لكنه خالف التعليم النبوي ، يا إخواننا انتبهو لها، كل شيء هو أنه خالف تعليم الرسول إياه أما المعنى فماشي مستقيم تماما لذلك قال له قل ( وبنبيك الذي أرسلت ) على هذا جرى الصحابة وذكرت لكم مرارا في مثل هذه المناسبة عن كثير من الصحابة كيف كانوا يفرون من أن يعدل الرجل عن لفظ الرسول إلى لفظ من عنده .
فهناك مثلا في مسند الإمام أحمد أن سعد بن أبي وقاص سمع رجلا يقول في التلبية في الحج " لبيك ذا المعارج " قال له وهذا من حكمة الصحابة أيضا في إنكار المنكر قال إنه لذو المعارج ولكن ما هكذا كنا نقول في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا نقول لبيك اللهم لبيك إلى آخر التلبية المعروفة قال له لبيك ذو المعارج هو ذو المعارج لكن التلبية ما هكذا كانت في عهد الرسول عليه السلام .
وأبدع من هذا أيضا في أسلوب الإنكار قصة بن عمر التي ذكرتها لكم أكثر من مرة أيضا سمع رجلا عطس فقال الحمد لله والصلاة على رسول الله، قال وأنا أقول معك الحمد لله والصلاة على رسول الله لكن ما هكذا علمنا رسول الله قل الحمد لله رب العالمين .
كأنه القضية الآن تتكرر تماما لكن مع الأسف دون أن يكون هناك متجاوبين مع المنكرين، هذه زيادة اليوم في عباداتنا تأتي بصورة عجيبة وأكثرها الزيادة في الأذان، اتباع الرسول عليه السلام كما قال بن عمر وأنا أقول معك والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن الرسول ما هكذا علمنا، فهكذا الصحابة والآثار كثيرة جدا جدا كانوا يتورعون أن يأتوا بتغيير للفظ الرسول عليه السلام ومن أشهرهم في ذلك وأدقهم صاحبنا صاحب حديث التشهد الذي علمه الرسول إياه وكفه بين كفيه ألا وهو عبد الله بن مسعود حيث روى الإمام أبو جعفر الطحاوي في كتابه شرح معاني الأثار بالسند الصحيح عن بن مسعود أنه كان إذا علم أصحابه التشهد يأخذ عليهم الحرف الواحد، يأخذ عليهم الحرف الواحد يعني إذا مثلا زاد حرف أو نقص حرف يقل له لا ارجع وقلها كما تلقيتها عن الرسول عليه السلام فهل نتصور مثل هذا الصحابي لو كان وحده هل نتصوره يأتي إلى التعليم الذي لقنه الرسول عليه السلام إياه مباشرة " السلام عليك أيها النبي " فيأتي ويعدل منه إلى السلام على النبي دون أن يكون عنده تعليم وتوجيه من الرسول عليه السلام له بذلك، حاشاه بذلك . فكيف وليس هو في الميدان وحده، هو أولا يروي لنا فيقول فلما مات رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قلنا يعني نحن معشر الصحابة " السلام على النبي " ولذلك تأكيدا لهذا المعنى الذي رواه لنا بن مسعود بصيغة الجمع قلنا " السلام على النبي " جاء هذا التشهد مع اختلاف الألفاظ كما هو مذكور في صفة الصلاة عن السيدة عائشة ب " السلام على النبي "، جاء عن عمر بن الخطاب في موطأ مالك " السلام على النبي " وهكذا ، إذن هذا نقوله هو اتفاق وإجماع من الصحابة ذهبوا إليه ليس اجتهادا منهم وتغييرا للنص كما يتبادر من سؤال السائل وإنما هذا بتوقيف من الرسول صلوات الله وسلامه إياهم .
وما أبدع هذا الأمر فيما إذا عرفنا اليوم غلو الناس في دعاء الموتى والإستغاثة بغير الله عز وجل فكأن النبي صلى الله عليه وسلم أومأ وأشار إلى هؤلاء الصحابة من باب سد الذريعة أنه أنا إذا مت قولوا " السلام على النبي " ذلك لأن كثيرا من الناس اليوم يتوهمون أوهاما كثيرة منها أن الموتى يسمعون، الموتى جميعا، يتوهمون كثير من الناس اليوم إذا ما قلنا كلهم أن الموتى يسمعون فمن باب أولى سيدهم سيد المسلمين جميعا محمد عليه السلام يسمع من باب أولى فما بالكم إذا كان الرسول هو لا يسمع، هو لا يسمع حتى الصلاة عليه وهو أفضل ما يقال في حقه عليه السلام فهل يسمع استغاثة المستغيثين به من دون الله عز وجل هل يسمع توسل المتوسلين به من دون الله عز وجل ؟
الصلاة على الرسول لا يسمعها هو وقد يستغرب بعضكم ممن لم يطرق سمعه مثل هذا الكلام من قبل، كيف الرسول عليه السلام لا يسمع الصلاة عليه ؟ نعم اسمعوا حديث الرسول عليه السلام الذي قد تسمعونه وهو ( أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني ) إسمعوا قال ( فإن صلاتكم تبلغني ) ما قال أسمعها، قالوا " كيف ذاك وقد أرمت ؟ " قال ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) ويوضح هذا التبليغ ( فإن صلاتكم تبلغني ) يوضحها حديث آخر يرويه أيضا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) ( يبلغوني عن أمتي السلام ) فإذن الرسول عليه السلام إذا صلى أحدنا عليه لا يسمع هذا السلام كما يتوهم جميع الناس تقريبا وإنما هناك ملائكة مخصصين موظفين من رب العالمين ينقلوا سلام المصلين عليه إليه صلوات الله وسلامه عليه . فإذا كان عليه الصلاة والسلام لا يسمع فإذن نحن نخاطبه حيث جاء الخطاب فقط كما نخاطب الموتى نقول لهم " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين " إلى آخر الدعاء المعروف لكن هذا لا يعني أننا نخاطب من لا يسمع .
الموتى لا يسمعون بنص القرأن ونص السنة وقد شرحت هذا شرحا وافيا في مقدمة كتاب " الآيات البينات في عدم سمع الأموات عند الحنفية السادات " مقدمة ضافية هناك فمن شاء منكم رجع إليها للتوسع في هذا الموضوع . خلاصة القول السلام على النبي هذا توقيف من النبي للصحابة وليس تغييرا منهم وحاشاهم من مثل ذلك وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .