متفرقات للألباني-151
افتتاح الشيخ بخطبة الحاجة
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه وتستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده و رسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار
بيان الشيخ لمنهج أهل السنة و الجماعة في التكفير بمناسبة سماعه لبعض الخطباء الذين اتهموا الشيخ بتكفير من يتبع المذاهب
الشيخ : كان المفروض أن أسمعكم بعض الأحاديث حسب الدرس النظامي الذي نحن عليه منذ سنين نختارها مما صح من كتاب الترغيب الترهيب كان هذا هو المفروض و لكن رأيت أن ألقي عليكم كلمة بمناسبة خبر وليس بالشيء الجديد في الواقع ولكنها ذكرى (( فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) حدثني من أثق به أن أحد خطباء المساجد خطب خطبة طويلة و صرح فيها هكذا كما نقل لي الناقل و هو كما ذكرت لكم هو ثقة عندي قال إن رئيس السلفيين في هذه البلدة أو قال البلاد سمعته بأذني يصرح يقول بأن من يتبع مذهب من المذاهب الأربعة فهو مشرك و لم يقل كافر و إنما مشرك أقول لم يقل هذا لأنهم يفرقون هم بين الكفر و الشرك و إن كان الأمر ليس كذلك عندنا لأن كل كفر شرك و كل شرك فلو أنه قال فهو كافر لكان تعبيره ألطف و لو أنه على ضلال و لكنه حينما قال فهو مشرك فقد زاد في الضلال ضلالا آخر وأظن أنكم لستم أو على الأقل جمهوركم ليس بحاجة إلى التفصيل الذي نحن نعتقده و نؤمن به ولكن أعتقد أن هناك بعض الإخوان يلازموننا من قريب أوما يشبه القريب ربما لم يسبق لهم أن عرفوا رأينا بوضوح في هذه المسألة أو سبق لهم ذلك ولكن لم تتمكن الفكرة من قلوبهم فربما إذا سمعوا تلك الخطبة الجائرة ربما تأثروا بها فأنا أتكلم بهذه الكلمة أولا لهؤلاء الإخوان الذين نظن بهم أنهم يريدون الحق ويحبون أن يكونوا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أما أولئك الذين لا يخشون الله و لا يخافونه و لا يقيمون وزن ليوم الحساب (( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )) فذلك لا يفيدهم شيء و لو أتيتهم بكل آية ، أقول أيها الإخوان نحن من دعوتنا أنه لا يجوز أن يكفر مسلما بل و أكثر من ذلك نقول حتى و لو كفر فعلا لو كفر فعلا نحن لا نكفره لأنه من المحتمل أن يكون له عذرا عند الله تبارك و تعالى و الله عز و جل يقول في كتابه (( و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) وليس المقصود من بعثة الرسول هو أن يبعث الرسول ثم لا تصل هذه الدعوة إلى بعضهم فبالنسبة إلى هذا البعض يكون دعوة الرسول لم تبلغهم و بالتالي لم تقم الحجة عليهم ، و من الأدلة الواضحة البينة نحن اليوم بعد بعثة الرسول عليه السلام بأربعة عشر قرن و مع ذلك نحن نقطع بأن هناك في القطب الشمالي والقطب الجنوبي على الأقل من لم يسمع بدين الإسلام باسمه مطلقا و لم يسمع باسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المستلزم الخلود لهم في النار يوم القيامة لأنه لم يتحقق فيهم شرط المؤاخذة والتكليف ألا وهو بلوغ الدعوة ثم ليس المقصود من بلوغ الدعوة بلوغ اسمها أو بلوغ لفظها فنحن نعلم هذه صورة أخرى أن كثيرا من الأروبيين سمعوا باسم الإسلام و بنبي الإسلام لكنهم ما عرفوا حقيقة الإسلام و لا كمال نبي الإسلام و هذا له أسباب كثيرة و لسنا الآن في صددها فهؤلاء الكلهم كفار بلا شك لأن من قال لا إلى إلا الله دخل الجنة و من مات وهو يشرك بالله شيء دخل النار لكن هذا ليس على إطلاقه إنما هو مقيد بمن بلغته الدعوة الذين لم تبلغهم الدعوة لهم محاسبة خاصة يوم القيامة لهم معاملة خاصة من الله الحكيم الرؤوف الرحيم كما جاء ذلك صريحا في بعض الأحاديث الصحيحة أن الله عز و جل يرسل إلى هؤلاء الذين لم تبلغهم الدعوة من شيخ فانٍ بلغ من الكبر عتيا لا يفقه ما يقال له أو طفل صغير لم يبلغ سن التكليف أو رجل من أهل الفترة لم تبلغه الدعوة أمثال هؤلاء فربنا عز وجل يوم القيامة يرسل إليهم رسولا فمن أطاع هذا الرسول دخل الجنة و من عصاه دخل النار ذلك ليصدق فيهم أن حجة الله عز وجل قائمة على عباده جميعا حتى في ذلك المحشر في عرصات يوم القيامة فإذا كان هذا الجنس من الكفار الأروبيين اليوم سمعوا باسم الإسلام وبنبي الإسلام لكن لم تبلغهم دعوة الإسلام وأنا حين أقول لم تبلغهم دعوة الإسلام أعني دعوة الإسلام على حقيقتها وإلا فقد تبلغ أحدهم دعوة باسم أنها دعوة الإسلام فلنقل مثلا واضحا يؤمن به كل جماهير من ينتمون إلى السنة أو إلى أهل السنة ذلك المثل هو إسلام القاديانيين فالقاديانيون لهم نشاط كثير جدا في أوروبا وفي أمريكا وفي كثير من بلاد الدنيا ونعلم يقينا أن كثيرا من النصارى تقدينوا ولا أريد أن أقول أسلموا ولكن هم حينما تقدينوا بظنهم أنهم أسلموا لأن الذين دعوهم للقاديانية لم يدعوهم فعلا أو قولا على الصحيح لم يدعوهم إلى القاديانية وإنما دعوهم إلى الإسلام والقاديانيون أنفسهم في كل بلاد الدنيا ومنها هذه البلاد وبخاصة دمشق الشام بليت بهم سنين كثيرة وأنا جادلت بعضهم كثيرا وكثيرا فهم يدعون المسلمين إلى الإسلام الصحيح إلى الإسلام المصفى بزعمهم كذلك هم إذا دعوا غير المسلمين كالنصارى مثلا بزعمهم يدعونهم إلى الإسلام فأسلم بإسلامهم هذا كثير من أولئك الأوروبيين لكنهم نحن حينما نطبق على القاديانيين فضلا عن من تورطوا بهم و اغتروا بهم بدعوتهم حينما نطبق عليهم جميعا سنة الإسلام القائم على الكتاب والسنة الصحيحة من جهة والقائم على فهم هذين المصدرين على منهج السلف الصالح كما ندندن بهذا دائما وأبدا حينما نطبق هذا المبدأ الذي لا يمكن أن يكون المسلم مسلما حقا إلا على أساسه حينما نطبقه على القاديانيين نجدهم ليسوا مسلمين كيف يمكن أن يحكم بإسلام لم يصرح بأن هناك أنبياء يوحى إليهم من الله بعد خاتم الأنبياء ولا أريد أن أطيل الكلام حول القاديانيين ولاسيما قد تحدثت عنهم كثيرا وكثيرا إنما أنا أضرب بكلامي هذا مثلا واحدا أن هؤلاء الأوروبيين حينما بلغتهم دعوة الإسلام عن طريق القاديانيين وتقدينوا كما قلت آنفا هل فعلا بلغتهم دعوة الإسلام ؟ ما بلغتهم دعوة الإسلام لذلك أنا لا أستطيع أن أقول إن هؤلاء النصارى الذين كانوا يقولون بالأب والإبن و روح القدس فكفروا و حق لهم ذلك ثم آمنوا بالله الواحد الأحد و لكنهم كفروا من جهة أخرى لأن القاديانيين لقنوهم خلاف ما في الكتاب والسنة وإجماع الأمة ألا وهو مجيء أنبياء كثيرين إلى غير ذلك من العقائد المكفرة التي يعتقدونها هؤلاء النصارى لم تبلغهم الدعوة لذلك نحن لا نقول هؤلاء عند الله كفار لأن الكافر عند الله هو من قامت عليه الحجة وهذا بحث طويل وخضت فيه أكثر من مرة فلا أريد أيضا أن أطيل البحث بالتفصيل فيه لكني أدخل الآن ما أنا في صدده . كثيرون من المسلمين اليوم من أهل السنة والجماعة يعيشون بين ظهراني أهل السنة والجماعة ومع ذلك هم لم يفقهوا التوحيد الذي هو أس الإسلام والذي بدونه لا ينفع من يدعي الإسلام شيء من عقائده وأعماله وكل خير يقدمه بين يدي لقاء ربه لأن الله عز و جل يقول (( لإن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )) كثير من جماهير المسلمين اليوم يعيشون بين المسلمين يصومون ويصلون ومع ذلك لم يفقهوا التوحيد الذي هو رأس الإسلام كما ذكرنا هل بلغتهم الدعوة أنا أقول من يبلغهم الدعوة المفروض أن هؤلاء تبلغهم الدعوة من مشايخهم الذين يتلقون العلم عنهم ولكن لا أقول إن هؤلاء ينطبق عليهم الكلام المأثور " فاقد الشيء لا يعطيه " من الذي يقدم التوحيد إلى من كان بحاجة إلى التعرف به ؟ هو العارف والعالم المؤمن بالتوحيد فهؤلاء المشايخ قسمان أقولها بصراحة قسم منهم يعرف التوحيد على حقيقته و لكنه قنع بنفسه و ترك الناس وما يعتقدون إما خوفا و إما حرصا على الدنيا أو الجاه أو منصب أو وظيفو أو ما شابه ذلك ومنهم من يصدق فيهم قول الله تبارك وتعالى (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) فهؤلاء يقال فيهم " فاقد الشيء لا يعطيه " فعامة المسلمين اليوم الذين نسمع منهم الشرك وهو يدخل المسجد الذي بني لعبادة الله وحده كما قال (( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )) هو دخل المسجد تزل القدم فيقول يا باز وأنت رايح إلى مسجد الباز تعبد الباز أو تعبد رب الباز وقال ... الباز مسكين هذا لا يعلم لا يعلم مثل قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا ) هذا الحديث الصحيح أصدق مكان يطبق عليه هو الكفر الذي يتلفظ به من يأتي المسجد يعبد الله وحده (( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )) وإذا به يفتتح دخول المسجد بدعاء غير الله لكن يقول آسفا لكن هو يجهل و من علمه يجهل أن قول يا باز أغثني هو عبادة للباز من دون الله تبارك وتعالى كلهم يجهلون هذه الحقيقة ولا يعرفون أن دعاء الله هو عبادة له وبالتالي لا يعلمون أن دعاء غير الله أيضا هو عبادة له و إشراك مع الله تبارك و تعالى فهذه حقائق لا يعرفها جماهير الناس ذلك لأن دعوة التوحيد مضى عليها زمن طويل داخلها كثير من الشركيات والوثنيات حتى ... على التوحيد وغطى عليها حتى صار أكثر الناس مرضى مرضا هو الموت الحقيقي لأنه ما فائدة حياة الإنسان في هذه الدنيا وهو يعيش يعبد غير الله وهو يجهل أنه يعبد غير الله وليس هذا فقط فهو يدخل المسجد ويكون في المسجد قبر فيأتيه ويطلب منه ما يطلب من الله تبارك و تعالى يطلب من المقبور الميت و قد يكون صار رميما ما لو كان هذا الميت حيا لما استطاع أن يغيثه ولا أن يمده بما منه يرجوه و يطلبه أقول مع هذه الضلالات كلها نحن لا نستطيع أن نكفر هؤلاء المسلمين لأنه لم تقم الحجة عليهم لأنه ليس هناك دعاة كثر صيطروا على جو سوريا مثلا فضلا عن بلاد أخرى وبلغت هذه الجماهير دعوة التوحيد خالصة لا شرك فيها ليس هناك من الكثرة إنما هناك أفراد قليلون جدا وأصواتهم ضائعة ليس لها تأثير إلا بأفراد يتصلون بهم في مناسبات خاصة أو عامة و لكنها ليست شاملة هذه نحن عقيدتنا لو الفرد من هؤلاء الذين يصلون معنا ويصومون معنا لو وقع في الكفر نحن ما نكفره لكن إذا علمنا ذلك نبين له أن هذا هو الكفر وهذا الشرك بالله عز وجل فإياك وإياه .
2 - بيان الشيخ لمنهج أهل السنة و الجماعة في التكفير بمناسبة سماعه لبعض الخطباء الذين اتهموا الشيخ بتكفير من يتبع المذاهب أستمع حفظ
بيان حكم الانتساب إلى مذهب من المذاهب الأربعة .
الشيخ : و من هذا و دون هذا بكثير ما ابتلي به كثير من المسلمين اليوم حتى صار دين وهو تقليد مذهب من المذاهب الأربعة كيف يتصور أن نكفر هؤلاء المسلمين لأنهم يتبعون مذهبا من المذاهب الأربعة هذا أبعد ما يكون عن واقعنا ونحن لا نقول مداهنون لو أردنا أن نداهن أحدا لما سمعتم هذا الكلام الذي قلناه إن أكثر الناس لا يعلمون التوحيد لا يعرفه أكثر المسلمين اليوم لكننا نقول ما ندين الله تبارك وتعالى به فالتقليد نحن الذي نعتقده أنه ليس دينا ولا غرابة في ذلك فنحن نقول في الوقت الذي نعتقد أن نداء غير الله شرك و مع ذلك لا نكفر هذا المنادي لأنه جاهل بالأولى أن نقول حينما نعتقد أن التقليد ليس دينا وجماهير الناس قد اتخذوه دينا فنحن لا نكفر هؤلاء لأن هذا أولا ليس كفرا في نفسه إلا في حدود ضيقة سأشير إليها قريبا إن شاء الله فكيف نكفر من وقع في خطأ بل في ذنب هذا افتراء علينا وليس أول فرية افتريت علينا وإنما هو كما قلت لكم التذكير والذكرى تنفع المؤمنين نحن يا إخواننا نقول في التقليد أن الأصل الواجب على كل مسلم أن يدين بالكتاب والسنة وأن يتبع ما ثبت في الكتاب والسنة هذا هو الواجب على كل مسلم بدون تفريق بين عالم و بين متعلم و بين أمي في العقيدة لا فرق في ذلك إطلاقا الفرق يأتي في الطريق في الأسلوب بمعنى العالم كيف يعرف حكم الله والأمي كيف يعرف حكم الله يختلفان أشد الإختلاف العالم يعرف حكم الله بدراسته لكتاب الله ولحديث رسول الله الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب كيف يعرف حكم الله وهو إذا فتح المصحف لا يقرأ وكذلك الحديث لا يقرأ الجواب في نفس القرآن الكريم (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) اسألوا أهل الذكر عن ماذا ؟ عن رأي فلان ومذهب فلان وإجتهاد فلان و استنباط فلان أم عن ما قال الله وما قال رسول الله لا شك السؤال عن حكم الله الذي أنزله في كتاب الله و بينه رسول الله صل الله عليه وسلم في حديثه فالإختلاف بين العالم وبين الأمي الجاهل ليس في خصوص وجوب اتباع الكتاب والسنة على كل منهما وإنما الإختلاف في طريقة الوصول إلى معرفة ما يجب اتباع الكتاب والسنة فالعالم يعرف ذلك مباشرة أما العامي والجاهل فلا يمكنه أن يعرف ذلك إلا بواسطة العالم هنا يبدأ الخطأ فواسطة الأمي والجاهل لمعرفة حكم الله وحكم رسوله هو العالم فالعالم وسيلة و ليس غاية و الغاية هو اتباع الكتاب والسنة فإذا وصل الأمر إلى قلب هذه الحقيقة فذلك هو الضلال المبين ما هو ذلك القلب أن نجعل الوسيلة غاية أن لا نسأل عن حكم الله و لا عن حكم رسول الله لكن نسأل العالم شو رأيك يقول له رأيي كذا فيخضع له و يتبعه و كان من المفروض باعتباره مسلما لمن أسلم ؟ أسلمت لله رب العالمين كان المفروض أن يسلم قلبه و عقله و تفكيره و حياته و مماته كما في اقرآن الكريم (( قل إن و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين )) لله رب العالمين كان يجب عليه أن يسلم هذا كله وإذا بنا بصدد قلب الحقائق و جعل الوسيلة غاية أصبحنا نجعل العالم هو الغاية كما لو كان الرسول نفسه صلاة الله و سلامه عليه الذي إذا قال لا يجوز مخالفته و من تعمد بقلبه مخالفته فقد كفر و خرج من الدين خروج الشعرة من العجين أهكذا شأن العلماء أن ننزلهم منزلة الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم ؟ لا لذلك فرق النص القرآني في عديد من الآيات ومن ألطفها فرق بين الرسول الذي يجب اتباعه لأنه معصوم في عصمة الله له وبين الآخذين عنه فرق بأبدع عبارة فقال تعالى (( و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم )) لم يظهر الفعل في المرة الثالثة ما قال أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أطيعوا أولي الأمر منكم وإنما قال (( و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم )) وهذا كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى للإلفات النظر أن إطاعة أولي الأمر وهم العلماء و الحكام ليس كل الحكام وإنما الذين يحكمون بما أنزل الله يطاعون تبعا لطاعتهم لله والرسول أما الرسول فيطاع لأنه رسول لأنه يحكي عن الله ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فأصبحنا نحن لا نفرق بين الرسول و بين الناقل عن الرسول و الفاهم عن الرسول و هم أولوا الأمر و هم الحكام
بيان أن التقليد ليس دينا .
الشيخ : لذلك نحن نقول التقليد ليس دينا والواجب على كل مسلم إطاعة الله وإطاعة الرسول والحرص على ذلك لكن الجاهل يسأل العالم فإذا كان هناك علماء و يدّعون العلم و أنهم يفهمون إذا قيل له قال الله كذا و قال رسوله كذا أعرض و نأى بجانبه نحن مشكلتنا ليست مع العامة لأننا نقل أن العامة لا يفهمون وطريقهم سؤال أهل العلم نحن مشكلتنا مع هؤلاء الخطباء الذين ذكرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في غير ما حديث واحد رأى ليلة أسري به عليه الصلاة و السلام ناسا يأخذون من أشداقهم بحدائد من نار كلاليب من نار فلما سمع الرسول ذلك من جبريل أو رأى ذلك سأل جبريل قال ( من هؤلاء ؟ قال هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون ) فهم يقولون نحن نتبع الكتاب والسنة فإذا جاء الكتاب والسنة قالوا نحن لا نفهم الكتاب والسنة فمن الذي يفهم الكتاب والسنة إذا لم يبقى أحد يفهم الكتاب والسنة معنى هذا القضاء على الإسلام لأن رسول الإسلام يقول ... الدعوة لكن أيت دعوة هذه ونحن بعد لم نفقها بل نصرح أنه لا يمكننا أن نفهمها من الكتاب والسنة وإنما من طريق العلماء ثم ... كما يقال ليتهم يقولون نأخذ الشريعة من العلماء المجتهدين الذين فهموا الكتاب و السنة و هم بلا شك أعلم من المتأخرين و لكن هذا ليس معناه أن نحكم على المتأخرين بالجهل و أن نفرض عليهم الجهل و عدم الإشتغال بمعرفة الكتاب و السنة ذلك تماما كما هو شأن النصارى مع قسيسيهم ورهبانهم خبرا من وحي السماء من جهة و واقعا في الأرض من جهة أخرى أما خبر السماء فكلكم يقرأ قول الله تبارك و تعالى في حق النصارى (( اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم )) أما الواقع فعامة النصارى لا يعرفون ما في الإنجيل و ما في التوراة هذا خاص بقصيصيهم و رهبانهم و ذلك ليتمكن هؤلاء القسيسون و الرهبان من التحكم بعامة النصارى و شعوب النصارى و أن يستعبدوهم من دون الله تبارك و تعالى و هذا معروف و آخر شيء بلغنا بلغ الجميع و بلغ بعض الخاصة شيء آخر فقد عرفتم أن اليهود قد برؤوا من تهمة صلبهم لإلههم عيسى بزعمهم فطهروا صحيفتهم بسبب تدخل السياسة و فرض السياسة المعينة على رئيس النصارى أن يصدر هذا ... و في الإنجيل خطابا لبطرس ما تعقده في الأرض يكون معقودا في السماء و كذلك نائبه و هو البابا هذا هو التأله و هذه هي الربوبية التي ذكرها الله عز وجل في القرآن (( اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله )) آخر شيء بلغنا أن الراهبات في ... الأخيرة أصدر البابا قرارا مجاراة منه للعصر الحاضر أي تبرج النساء أنه يجوز للراهبات الذي كنا نحن نأسف إلى عهد قريب أن لباسهن و سترتهن أستر و أشرع من لباس كثير من نساء المسلمات و إذا بالبابا يصدر قرارا بأنه يجوز للراهبات أن يكشفن عن غرة رؤوسهن مقدمة رؤوسهن لماذا ؟ لأن العصر الحاضر الآن ما عاد يتحمل هذا الجمود على هذا التلفف وهذا التحجب ... إذا هو يحل ما شاء و يحرم ما شاء آالمسلمون يحوز لهم أن يفعلوا مثل هذا الفعل ؟ حاشى لله و ما ذكر الله عز و جل في الآية السابقة في كتابنا إلا تحذيرا لعلمائنا أن يسلكوا مسلك القسيسين و الرهبان فينصبوا أنفسهم محليلين و محرمين من دون الله رب العالمين تبارك و تعالى هذا من جهة العلماء و من جهة عامة الناس ألا يغتروا بتقليد أعمى لهؤلاء الذين يحللون و يحرمون و هذا مع الأسف الشديد أقولها صريحة قد صدق فينا أيضا مثل ما صدق في اليهود و النصارى خبر الله من السماء اتخذوا هذه حقيقة واقعة و خبر السماء من الرسول الله يقول ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبرا و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) فهل وقع في هذا المسلمون ؟ نعم نحن نسمع اليوم الخطيب يقول كذبا على الناس فلان يكفر المسلمين كلسان حالهم آمين أين أنتم و قول رب العالمين (( يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) هذه الآية منسوخة ما الذي نسخها ؟ لا ليست هي منسوخة القرآن كله منسوخ لأنه لا أحد يعمل به ولا يجوز لأحد أن يقرأ القرآن و لا حديث الرسول عليه السلام إلا للبركة و لذلك ران على قلوب المسلمين هذا الجهل العميق فأصبحوا لا يتأثرون بما يتلون من كتاب الله و ما يدرسون من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف و نحن كنا نسمع و لا يزال مع الأسف يقولون نحن نتبع حديث رسول الله و إذا كان حديث رسول الله صلى الله عليه سلم و هو المبين للقرآن الكريم يقرأ للبركة و يعني بذلك لا للتفقه فيه و لا لتفهمه خلافا لقول صاحب هذا الحديث و هو الرسول عليه السلام ( من يرد الله به به خيرا يفقه في الدين ) لا للتفقه في الدين يقرؤنه كما سمعتم للبركة مع أن الحديث يفسّر القرآن و يوضحه فإذا كانوا يزعمون أنهم إنما يقرؤون حديث الرسول عليه السلام للبركة لأنهم ليس باستطاعتهم أن يتفهموه فليت شعري حينما يقرؤون القرآن لماذا يقرؤونه ؟ أيضا زعموا للبركة و من االعجائب و هذا من المتناقضات يقرؤون في كتب الغزالي و أمثاله ثم هناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنا أقول سلفا هذا الحديث منسوب إلى الرسول لا أصل له لكن انظروا إلى المعنى الذي ينقلونه يقرؤون في كتاب الإحياء أن الرسول قال أو بعض السلف " رب تال للقرآن والقرآن يلعنه " على من ينطبق هذا الحديث إن كان حديثا أكثر من أن ينطبق على هؤلاء الذين يقرؤون القرآن ثم لا يتدبرونه أقول هذا بمناسبة الآية التي ذكرتها أخيرا (( يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) هل هذه الآية منسوخة ؟ لا يا جماعة موجودة في القرآن و محكمة و علماء التفسير يذكرون المناسبة و السبب الذي من أجله نزلت الآية و نحو ذلك لكن لما كان جماهير المسلمين الخاصة منهم فضلا عن العامة يقرؤونه للتبرك فلم يعد لهذا القرآن تأثير ما في قلوب هؤلاء التالين له والرسول عليه السلام يقول في الحديث الصحيح ( والقرآن حجة لك أو عليك ) فعاد هذا القرآن حجة على جماهير المسلمين لماذا ؟ نحن مضى علينا قرابة نصف قرن من الزمان لا تزال الفريات تتنوع في كل سنة شيء يتكرر وشيء يبتكر من جديد ما أحد من هؤلاء الناس جاء إلي أو إلى بعض إخواننا ممن يمكن أن يعرف عندهم صحيح أنت بتكفر المسلمين لأنهم يتبعوا المذاهب ما واحد أتى يسأل إطلاقا إذا هم هذه الآية كأنها منسوخة لديهم صحيح أنت بتقول الذي بيصلي على الرسول بعد الأذان هذا خير منه الذي يزني بأمه اسمعوا يا جماعة هذا ليس خيال هذا واقع مجلة التمدّن الإسلامي مطبوعة و هناك عدد منشور فيه هذا الخبر رجل لا يزال في قيد الحياة واكتفى بالإعتذار في المجلة لكن ما اعتذر للناس الذين اتهموا بهذه التهمة الباطلة نشر في بعض الرسائل أن هناك مؤذن في بعض الأماكن سماه كان يؤذن فقال له أحد هؤلاء يعني السلفيين لا تصلي على الرسول لأن تزني بأمك خير من الصلاة على الرسول بعد الأذان فقام أحد المشايخ الفضلاء وهو الشيخ محمد بهجة بيطار رحمه الله فكتب إلى مجلة التمدّن الإسلامي بيانا بأن هذه القصة فرية محضة والمؤذن نعرفه وإلخ لذلك نرجوا من الذي نشر هذا الخبر أن يبادر إلى تكذيبه فبادر المسكين و أنا في الواقع لما أذكر هؤلاء بين من يأسى عليهم و يشفق و بين من يحقد عليهم و يغضب ، لم ؟ لأنه كيف يدخل في عقل هذا الإنسان أنه يجد مسلم في الدنيا يصلي ويصوم يقول أنه زنى الرجل بأمه خير من الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام بعد الأذان كتب هذا و نشره في رسالة فلما اطلع هذا طلب الشيخ بهجة جزاه الله خيرا ...كتب للمجلة والله أحدهم حدثنا بهذا الخبر ... و مثل هذه الأخبار تتكرر لكن ألستم تنقمون على هذا الإنسان بلا شك لكن هذا خير من هؤلاء الناس الذين يلقون الفريات و البهت المتتالي على المنابر و لا يخشون الله إذا كان هؤلاء حرصا على مناصبهم لا يخشون الله فليحذر الذين يسمعون هذه الكلمات أن يشاركوا هذا المبطل و هذا المفتري على المؤمنين في إثمه و ليحذروا أن ينقلوا مثل هذه الأخبار لما ذكرنا من قول الله عز و جل (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) نحن نقول الأصل هو اتباع الكتاب و السنة كما ذكرنا لجميع الناس لكن الناس يختلفون في طريقة الوصول إلى معرفة الكتاب و السنة العالم بعلمه ، و الأمي أو الجاهل بسؤاله لأهل العلم ، و طلاب العلم بين هؤلاء و هؤلاء يتدرجون و يسلكون الطريق ليتمكنوا من معرفة ما قال الله و ما قال رسول الله .
السائل : ... .
الشيخ : ... ظننت أني أخطأت في شيء .
السائل : ... .
الشيخ : ... ظننت أني أخطأت في شيء .
الطريقة الصحيحة في معاملة الكتاب والسنة .
الشيخ : الغرض أن تلاحظ التفصيل الأصل اتباع الكتاب و السنة لمن يستطيعه و هذا المفروض أن يستطيعه أهل العلم و العامة يسألون أهل العلم هذا صريح جدا لكن أن ينقلب الأمر فيصبح العلماء جهالا لا يعرفون الكتاب و السنة و يفرضون على الناس أرائهم و أقوالهم فهذا خلاف الإسلام و هذا يؤدي أن يصيب المسلمين ما أصاب النصارى كما ذكرنا لخضوعهم لقسيسيهم و رهبانهم و من ينقل عنا أن اتباع المسلم لمذهب من المذاهب هو كفر أو شرك فهو مفتري و الله عز و جل حسيبه يوم القيامة أما نحن عقيدتنا أنه يجب على المسلمين اليوم جميعا و بخاصة العلماء في كليات الشريعة أن يطوّروا مناهج التدريس بحيث يأتي زمن يصبح الجو العام في العالم الإسلامي هو الجو العام الذي كان في السلف الأول ، في السلف الأول لم يكن هناك مذاهب و لا طرق لم يكن هناك قال الله قال رسول الله و الأمر كما قيل " و كل خير في اتباع من سلف *** و كل شر في ابتداع من خلف " فالرضى بهذا الواقع السيء على عجره و بجره وبخاصة مما نحن فيه الرضى ببقاء الناس جهالا بكتاب الله و بحديث رسول الله الذي أوصل بهم إلى أن يجهلوا التوحيد الذي هو رأس الأمر فهذا لا يجوز في دين الإسلام قولا واحد ، تطوير المناهج يؤدي مع الزمن إلى أن يعود المسلمون إلى ذلك العهد الصافي الذي لم يكن فيه بَكريّ و لا عمري و لا عثماني و لا علوي فضلا عن أن يكون فيهم حنفي أو مالكي أو شافعي أو حنبلي و يوم يعود المسلمون حقيقة إلى هذه الحياة العلمية التي لا يعلو و لا يحكم فيها إلا قال الله قال رسول الله يومئذ أنا أعتقد تقوم قائمة المجتمع الإسلامي و الدولة الإسلامية أما و نحن ماضون على هذا الخطأ و على هذا الضلال من الإبتعاد على كتاب الله و حديث رسول الله و اتهام من يدعوا إلى كتاب الله و إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يكفر و يضلل و ما أشبه ذلك فمع الأسف سيضل المسلمون هكذا مغلوبين على أمورهم يحكمهم من لا يدين بدينهم و يتسلط عليهم اليهود و هم بجوارهم ثمّ لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا ذلك لأن الله عز و جل يقول (( إن تنصروا الله ينصركم )) و كيف يكون نصر الله و نحن نحارب دين الله كتابا و سنة باسم الدين " إن كنت تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم " ما كنت أود أن أطيل هذه الكلمة ولكن هكذا اتفق ولعل في هذا القدر كفاية و قد حان على ما أظن وقت صلاة العشاء فلنكتفي بهذا القدر إلا إذا كان الأستاذ أبو عمار عنده كلمة ...
اضيفت في - 2008-06-18