الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون ))(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .
تذكير الشيخ بما علق به على كتاب بعض المناوئين للدعوة السلفية ثم التعليق على جمل من كتاب يرد فيه صاحبها على السلفية ودعوتهم
الشيخ : كنا في الدرس الماضي تلونا عليكم فقرة لبعض الكتاب الإسلاميين في العصر الحاضر يتكلم فيه عن جانب من جوانب الدعوة السلفية و مدى تأثيرها في المنتمين إليها و لعل الذين حضروا الدرس السابق يذكرون جيدا قول الكاتب المشار إليه في تساؤله و استدراكه بقوله و لكن هل استطعتم أن تركزوا هذا المفهوم الصحيح في نفوس المنتسبين إلى طريقتكم تكلمت عن هذه الجملة بالذات بما يكفي و يشفي في اعتقادي في الدرس الماضي و أتكلم عن بقيتها فقد قال " الواقع يؤكد أن قليلا منهم قد أخذ نفسه بهذا المنهج أما الأكثرون فعلى الضد من ذلك لا يرون في المذاهب إلا عدوا يجب القضاء عليه و قد رأينا و سمعنا من كبارهم بين هلالين من يجاهر بهذا الرأي و من أوسطهم من يقول لابد أولا من إحراق كتب المذاهب جميعا هذا الكلام " هذا الكلام يعزوه الكاتب إلى بعض المنتسبين إلى الدعوة السلفية و هو يجعلهم قسمين كبارا و صغارا و لعل هذا التقسيم يشير إلى محاولة الرجل إلى إنصاف الذين يتكلم فيهم نقدا و الذي يهمني من التعليق على هذه الأسطر إنما هو أمران اثنان أحدهما أهم من الآخر فنبدأ بالأهم ثم بما دونه .
موقف الدعوة السلفية بالنسبة للمذاهب وأئمتها. [حقيقة الدعوة السلفية]
الشيخ : الأول هو ما موقف الدعوة السلفية بالنسبة للمذاهب و أئمتها و هو الأمر و الأهم كما ذكرنا والأمر الآخر هل في من ينتسب إلى الدعوة السلفية من يتكلم بمثل هذا الكلام الذي ذكره الكاتب و عزى طرفا منه إلى كبارهم و طرفا آخر منه إلى أوسطهم ؟ أما الأمر الأول فنحن ندندن دائما و أبدا و تكلمنا عن شيء من ذلك في الدرس السابق فلا أريد الإطالة نقول دائما و أبدا أن هذه الدعوة الدعوة السلفية إنما تقوم على فهم الكتاب و السنة و على منهج السلف الصالح الذين هم ، الذين كانوا في القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية في الحديث الصحيح بل التواتر ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) و الأئمة الأربعة و غيرهم ممن عاصرهم أو تقدم عليهم أو تأخر عنهم شيئا قليلا كل هؤلاء من أئمة السلف الصالح فنحن بهم نقتدي و إياهم نتبع في دعوتنا هذه و لذلك فلا يتصور إطلاقا أن يذم رجل سلفي المشرب و المذهب لا يتصور أن يقول مثل هذا في إمام من أئمة المسلمين أو أن يذمهم أو أن يتمنى حرق كتب هؤلاء الأئمة و عدم الإستفادة بها .
بيان أن الأئمة الأربعة هم من أئمة الدعوة السلفية وحض أتباعهم على الكتاب والسنة، وذمهم للتقليد.
الشيخ : لقد كنت تحدثت عن جانب من هذه الحقيقة في مقدمة صفة صلاة النبي صلى الله عليه و آله و سلم و ذكرت أن الأئمة و بخاصة الأئمة الأربعة لهم الفضل الأول في توجيهنا هذا المنهج الصحيح في اتباع الكتاب و السنة و قد جمعت في مقدمة صفة الصلاة أقوال الأئمة الأربعة التي فيها توضيح هذا المنهج في اتباع الكتاب و السنة و عدم الجمود على التقليد و الجمود على اتباع المذاهب ... بل و ذما له (( ... و إبراهيم الذي وفّى * ألا تزروا وازرة وزر أخرى )) وجاء في السنة الصحيحة أن رجلا من الصحابة أتى النبي صلى الله عليه و آله و سلم و معه غلام له قال ( أهذا ابنك ؟ ) قال نعم قال ( أما إنك لا تغني عليه و لا يغني عليك ) هذا كتفسير للآية السابقة (( ألا تزروا وازرة وزر أخرى ))
بيان الشيخ أن وقوع أخطاء ممن ينتسب إلى الدعوة السلفية لا يحسب على منهجهم وسلفيتهم.
الشيخ : فإذا صدرت مثل هذه الكلمات من بعض من ينتمون إلى الدعوة السلفية فالدعوة ليست مسؤولة عنهم ولا عن قائليها لهذا الذي سمعتم من الآية و الحديث الصحيح و نحن نعترف آسفين أنه قد تصدر مثل هذه الكلامات عن بعض المتحمسين من السلفيين من الذين لهم خلق أو طبع خاص من ذلك الحدة ، و من ذلك أن يكون عقله وراء لسانه و لسانه قبل عقله فهو يقول قبل أن يفكر هذا لا نستطيع أن ... من مثله بل و من أمثاله دعوة من الدعوات فهؤلاء أصحاب الرسول صلوات الله وسلامه عليه لم يخلُ فيهم من نزلت فيه بعض الآيات و من غضب منه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و أحيانا ربما سبه و شتمه و لعنه ذلك لأن في كل طائفة و في كل جماعة من لم يتأدبوا بأدب الدعوة و لم يتخلقوا بأخلاقها .
بيان أن الدعوة السلفية لا تقوم على هدم حقوق العلماء.
الشيخ : فنحن نأخذ من هذه السطور في نقد هذا الكاتب لبعض الدعاة المنتمين إلى السلفية نأخذ ناحيتين اثنتين قلت أحدهما أهم من الأخرى الأولى أن يعرف الجميع أن الدعوة السلفية لا تقوم على هضم حقوق العلماء كيف و القرآن الكريم يقول (( و لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) فإذا كان القرآن الكريم يأمر المسلمين جميعا بأن يعدلوا في إصدار أحكامهم حتى في من يبغضونهم فكيف يكون شأنهم في من يحبونهم ؟ لذلك فنحن نعلم و كنا ذكرنا منذ قرابة عشرين سنة من احترامنا لأئمتنا و اقتدائنا و اتباعنا إياهم و لكن هذا من بيت القصيد كما يقال إننا نختلف عن جماهير المسلمين الذين لا ينتمون إلى الدّعوة السلفية نختلف عنهم في اتباعنا و في تعظيمنا و توقيرنا لأئمّتنا إختلافا جذريا و لعل هذا الإختلاف يكون سببا و مثارا لحفيظة بعض من لم يهضم الدعوة السلفية جيدا سواء ممن ينتمي إليها أو ممن لا ينتمي إليها و لكنه يتبنى بعض أفكارها و آرائها نحن حينما نوقر الأئمة و نعظمهم بعلمنا بأنهم هداة و دعاة إلى هذا الذي نحن ندعوا إليه الكتاب و السنة و إلى النظر بأنهم وسائط بيننا وبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ... .
طريقة تلقي العلم عند السلف هو التعلم على يد العلماء بخلاف الصوفية الذين طريقهم في ذلك هو الإلهام، وذكر كلام الغزالي في ذلك.
الشيخ : فإننا لا نعتقد أن هناك طريقا لطلب العلم سواء الطريق الذي يعرفه كل الناس و هو أن يتلقى الجاهل العلم عن العالم فليس لدينا طريق يدعيه بعض المنتسبين إلى بعض الطرق الصوفية أنه يمكن للإنسان لو كان أميا لا يقرأ و لا يكتب أن يتلقى العلم بغير هذا الطريق المتبع في تلقي العلم و هو ما يسمونه بالإلهام الإلهام عند كثير من الصوفية يكاد يشبه الوحي و من المؤسف أن نذكر هذه الحقيقة المُرة و هي أن الإمام الغزالي يذكر شيء من هذا الطريق الإلهامي في أول كتابه " إحياء علوم الدين " فيذكر أن الإنسان مع مجاهدته لنفسه و مراقبته لربه و منجاته إياه في خلواته يمكن أن يتلقى من الإلهام علم ما لا يعلم و يذكر هو غيره طريقة خاصة أن يجلس في غرفة مظلمة و أن يضع رأسه على ركبيتيه و أن يغمض عينيه و أن يجلس هناك في ظلمات ثلاث ظلمة الغرفة و ظلمة غمض العين و ظلمة ... الإتجاه الذي يتجه فيه على خلاف تلقي العلم فيترقب أن ينزل عليه شيء من الوحي الذي يسمونه بالإلهام من هنا جاءت عبارة يردّدها كثير من الصوفية المتقدمين منهم و المتأخرين و هي قولهم " حدثني قلبي عن ربي " لا يقول أحدهم كما يقول أئمة الحديث حدثني فلان عن فلان و لا يقول أحدهم كما علماء الفقه قال فلان في كتابه عن فلان و أننا فورا يقول حدثني قلبي عن ربي .
ذكر الفرق بين نظرة السلفيين إلى أئمة المذاهب ونظرة غيرهم من المنتسبين إليهم، وهل اتباع الأئمة غاية أو وسيلة إلى الحق، ومن الأحق بالإتباع ؟
الشيخ : أيضا هذا مجال البحث طويل لا أريد الخوض فيه لأنني في صدد بيان نقطة الإختلاف بننا نحن السلفين الذين نشترك مع جماهير المسلمين في تقدير الأئمة و احترامهم نفترق في هذه النقطة نحن نعتبر الأئمة وسائل و وسطاء أن يبلغون العلم عن الله و رسوله فنحن لا نتبعهم لذواتهم و لا نجعل إتباعنا إياهم غاية من غاياتنا لأن الغاية الوحيدة أن نعرف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و آله سلم مما أنزله ربه عليه في كتابة أو بينه هو عليه الصلاة و السلام في سنته فهؤلاء العلماء الأجلاء نحن نتخذهم وسائط ليبلغونا دعوة الكتاب و السنة أما الجماهير من الذين يشتركون معنا في تقدير العلماء هؤلاء و احترامهم فهم طلبوا هذه الحقيقة و جعلوا إتباع العلماء إن صح إطلاقنا هذه اللفظة فيهم جعلوا إتباعهم جعلوا تقليدهم لهؤلاء الأئمة هي الغاية و الدليل قال " و بضدّها تتبين الأشياء "الدليل أن كلا منهم رضي بإمام و تمسك بكل من أقواله و لا يتمسك بشيء من أقوال علم الآخرين و هي أكثر و أكثر بأن نقول أئمة ثلاثة أو بأن أقوال أئمة ثلاثة هي بلا شك أكثر و أكثر من قول إمام واحد . فلذلك فكل مقلد لإمام من هؤلاء الأئمة فهو خاسر أكثر مما ربح من تقليده و في القسم الذي أصاب الإمام الحق في ذاك الذي يقلده هذا المقلد . أما نحن فقد عرفنا منزلة الأئمة في علمهم من جهة و عرفنا أنهم وسائل و وسائط ليسوا مقصودين بالذات في الإتباع كما هم بينوا ذلك بوضوح فى تلك الأقوال التي أشرنا إليها من مقدمة كتاب صفة الصلاة فهم يقولون مثلا لأتباعهم و أصحابهم " خذوا من حيث أخذنا " فخذوا من حيث أخذنا تأكيد لهذا الذي نقول أنهم ليسوا مقصودين بالإتباع و إنما المقصود بالإتباع هو الله ثم رسول الله و هو عليه الصلاة و السلام الوحيد الذي يجب اتباعه دون سائر الناس و هو النبي الوحيد الذي جعل الله عز و جل إتباعه دليلا أو الدليل لمحبة الله عز و جل كما في الآية المشهورة (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فإذا الفرق هام و يمكن إيجازه في كلمة قصيرة دعوتنا تنحصر في إفراد النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الإتباع فهو عندنا لا مثيل له و لا شريك له في الإتباع لا نتبع أحدا من البشر إطلاقا إلى الرسول عليه الصلاة و السلام ، أما غيرنا فالمتبوعين عندهم كثر كما هو معروف و ليت الأمر في الإتباع عندهم انحصر في اتباع الأئمة الأربعة و ليت هذا الإتباع انحصر عندهم في اتباع تلامذة هؤلاء الأئمة و ليت ليت و لا فائدة في ليت مطلقا و لكن هذا التفصيل في بيان أن الأمر خطير جدا إن الأمر بتوالي الأيام و مضي السّنين صار المتبوعون عند المدّعين الإتباع للأئمة الأربعة لا يمكن حصرهم بالألوف المؤلفة إنك إذا جئت لرجل متفقه في مذهب ما و احتججت عليه بكتاب إمام من هؤلاء الأئمة و كان هذا الإمام هو إمام هذا الإنسان الذي ينتمي إليه كالحنفي و الشافعي مثلا فجئته بالنص من كتاب الإمام قال لا نحن لا نتبع هذه النصوص !! طيب أنت رجل حنفي أو شافعي يقول نحن لانستطيع أن نأخذ من نفس الإمام إذا فهو يأخذ ممن أخذ ممن أخذ ممن أخذ حتى يصل إلى الإمام إذا هم يأخذون من المتأخرين و لا يأخذون من الأئمة المتقدمين كانت المشكلة في الحقيقة نتوهمّها محصورة بين دعوتنا في اتباع الكتاب و السنة و توحيد الرسول عليه السلام في الإتباع دون الأئمة الأربعة ، الأقطاب الأربعة بحق في العلم و إذا المشكلة أكبر من ذلك فإنهم يأبون علينا أيضا أن يضلوا متبعين للأئمة فليس عندهم من العلم و من الثقافة و الوعي أصولا و فروعا أن يجدوا في أنفسهم قدرة و إستطاعة لاتباع الأئمة أنفسهم و إنما يتبعون من من من إلى أن يأتي إلى الفقيه في العصر الحاضر و نحن عندنا أدلة و شواهد كثيرة جدا في مناقشاتنا القديمة ... إنتشار الدعوة السلفية .
ذكر قصة وقعت للشيخ حول مسألة تكرار الجماعة في مسجد واحد
الشيخ : أنا أذكر جيدا مرة نقل إلى بعض المشايخ توفي عليه رحمة الله أني أقول بعدم مشروعية تعدد الجماعة في المسجد الواحد الذي له إمام راتب و مؤذن راتب هذه مسألة يعرفها إخواننا و من لم يعلم فليسأل الذي يعلم فلقيته أمام المسجد قال أنت تقول كذا و كذا قلت نعم قال كيف هذا ؟ قلت بهذا قال الأئمة و أتيته بكتاب الأمة للإمام الشافعي و هو شافعي المذهب فعلا فلما قرأت عليه العبارة قال نحن لا نأخذ بكلام الإمام ! قلت له لماذا ؟ قال لأنه جاء بعد الإمام الشافعي أئمة و درسوا أقواله فوجدوا فيها الراجح و المرجوح فنحن نأخذ بما رجحوه أنا أحببت أن ألفت نظره إلى ما يتهموننا به قلت له إذا في كلام الشافعي راجح و مرجوح يعني فيه صواب و خطأ فجاء من بعده فميّز صوابه من خطئه فبهت الرجل بهذه المفاجأة ثم لف الموضوع و قال نحن باجوريون لسنا شافعيون نحن باجوريون فهذا واقع كل المقلدين فلا الحنفي اليوم يقلد أبا حنيفة و لا الشافعي يقلد الشافعي و هكذا صار ... المقلدين .
منهج الدعوة السلفية هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وحده مع احترام أئمة المذاهب ومعرفة قدرهم واتباعهم إذا وافقوا قول النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : إذا ما دام لابد من الرجوع إلى متبوع فنحن متبوعنا محمد صلوات الله و سلامه عليه و لا يعني هذا أن لا نقدر كلمات الأئمة لكن يعني هذا أننا لا نتبع الأئمة لذواتهم و أشخاصهم أما الرسول فنتبعه لذاته فهو إذا قال كلمة فلا نراجعه فيها إطلاقا أما إذا قال إمام من أئمة المسلمين فضلا عن شيخ من المشايخ المتأخرين إذا قال قولا فنحن لسنا على مذهب من يقول من المشايخ من قال لشيخ لم لا يفلح أبدا !! نحن نقول له لمَ أي عالم قال قولا نحن نقول له لمَ ما الدليل ما الحجة من الكتاب و السنة ذلك لأننا مأمورون بإتباع الكتاب و السنة فهذه فارقة و فاصل هام بيننا نحن السلفيين الذين نقدر الأئمة و بين مقلديهم الذين أيضا يشاركوننا في تقدير الأئمة و لكن في اعتقادنا يعطون لهم مزية ما أعطاه الله عز وجل لأحد من البشر إلا محمد صلى الله عليه و آله و سلم .
لا يجوز القدح والطعن في أئمة المذاهب وفقههم، وما صدر من بعض من ينتسب إلى الدعوة السلفية في خلاف ذلك فهو مخطئ.
الشيخ : الشيء الثاني يجب أن نعترف به وهو أن هناك بعض الأفراد من المنتمين إلى الدعوة السلفية تصدر منهم كلمات تارة تكون صريحة في الطعن في المذاهب و تارة تكون تلميحا فنقول هذا لا يجوز في ديننا و في اعتقادنا لأن العلماء المجتهدين كما نقرر دائما وأبدا هم مأجورون أصابوا أم أخطئوا بدليل قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران و إن أخطأ فله أجر واحد ) لذلك الذي نعتقد أنه مأجور عند الله عز و جل على كل حال مهما عرفنا من هؤلاء الأئمة من زهدهم و خشيتهم من ربهم و إعراضهم عن الدنيا و صدعا بالحق الذين كانوا يؤمنون به كل ذلك لا يسمح لنا بوجه من الوجوه ... على أن شباب المسلمين ممن لا ينطبق عليهم الوصف بطلب العلم أو التحقيق غير مكلفين بمثل مسؤولية أولئك المميزين كان ذكر في الدرس السابق وصفا للدعوة السلفية و أنهم يدعون إلى الكتاب و السنة و أنهم يدرسون المذاهب الأربعة و يناقشون أدلتهم و وصف هذه الدعوة بأنها دعوة حق لكن الآن يريد أن يبين أن هذا العمل و الذي يقتضيه التحقيق العلمي لا يستطيعه عامة الناس و هو كلام صحيح لكن ما بناه عليه فهو غير صحيح كما ستسمعون .
الرد على من أوجب اتباع مذهب من المذاهب المتبعة وحرم الخروج عليهم. [خطر التحزب على الأمة الإسلامية ].
الشيخ : لذلك يقول " و لا خلاف بيننا على أن سواد المسلمين ممن لا ينطبق عليهم الوصف بطلب العلم أو التحقيق فهم غير مكلفين بمثل مسؤولية أولئك المميزين " هنا الشاهد في خطورة كلامه قال " فدعوتهم إلى التحلل من المذاهب إنما هو إستجرار لهم إلى الشك في الدين نفسه و كفى بهذا تظليلا لهم و دفعا لمجموعهم إلى هاوية الضياع على هذا نفسر موقف البوطي و الحامد رحمه الله من اللامذهبية على إعتبارها في هذا المنضور خطرا يهدد الشريعة الإسلامية " هذا الكاتب مع الأسف الشديد في أول الكلام يلتقي مع السلفيين على طول الخط و في آخر الكلام يخرج عنهم على طول الخط و السبب في هذا يعود إلى شيء واحد عندي و هو أن الدعوة السلفية لما كانت بطبيعة الحال المفهوم الصحيح للإسلام و كان الإسلام بواقعه دينا شاملا لكل بل للإنسان و في كل زمان و مكان كان بطبيعة الحال الدعوة السلفية أيضا لا تختص بطائفة من المسلمين دون الآخرين إنما هي تدعو الناس جميعا كما يدعو الإسلام لأن الدعوة السلفية هي الإسلام بالمفهوم الصحيح فهي تدعو المسلمين جميعا أن يتمسكوا بإسلامهم لا تخص الدعوة السلفية طائفة دون أخرى لا تفرق من حيث الدعوة إلى اتباع الكتاب و السنة بين مثقف و غير مثقف بين متعلم و غير متعلم هي تدعو كل الفئات و كل الأفراد إلى أن يخلصوا لله عز و جل في عبادته و لنبيهم في اتباعه كل المسلمين يجب أن يشتركوا في هذا و الآن نسمع نغمة جديدة و هذا الكاتب أيضا من المشاكل التي تحيط بالدعوة السلفية أنه ينتمي إلى الدعوة السلفية و إذا به الآن يبدو منه هذا التفريق ، السبب في هذا التفريق يعود إلى أن هناك أناسا سبقوا الدعوة السلفية بالإنتماء إلى حزب أو جماعة أخرى لا تتبنى الدعوة السلفية لهم مذهبا و منهجا سُبقوا الدعوة السلفية و انتموا إلى حزب و تثقفوا بثقافته و أكثر هذه الأحزاب كما تكلمنا بشيء من التفصيل في تعليقنا على الكلمة السابقة في الدرس الماضي قائمة على التجميع و التكتيل و تكثير السواد و ليس على التثقيف و التفقه في الدين فالذي يصير و يتفق تأتي الدعوة السلفية إلى فرد من هؤلاء فيعجب بنصاعتها و وضوحها و قوة حججها فيتبناها في الجملة ولكن ما كان سبق إليه من التبني لدعوة أخرى على التكتل و التحزب لا يفسح هذا التكتل و هذا التحزب من حيث الواقع مجالا للدعوة السلفية أن تدخل إلى شغاف قلبه وأن تسيطر على كل حواسه و على كل تصرفاته فتجده هو من ناحية سلفي و من ناحية ليس سلفيا بل هو ضد السلفية وهذا مثال نحن كنا نتحدث عنه قبل أن نقرأه كما هو الشأن الآن كنا نقرأه في تصرفات بعض هؤلاء الناس نجده يعيش أحدهم و هو يدعي السلفية لكن لا أحد يستفيد من دعوته لا أحد يستفيد من تبنيه للدعوة السلفية ممن حوله شيئا إلا شيئا لا يكاد يذكر لماذا ؟ هو لا يدعو للدعوة السلفية فهو حملها لنفسه و لشخصه فقط أما الشيء الذي يدعو إليه فهو حريص و مجتهد في الدعوة إليه و هو هذا التكتل و هذا التحزب على مفاهيم إسلامية عامة لا توضح لمتبنيه الإسلام على وجه صحيح كما جاء في الكتاب و السنة هذا التكتل و هذا التحزب لا يفسح المجال لانتشار الدعوة السلفية بين جميع طبقات الأمة وأفرادها لأن هذا ينافي التكتل والتحزب كما شرحنا هذا في الدرس الماضي لأننا حين نقول " هذا هو الحق ما به خفاء *** فدعني من بنيات الطريق " سوف ينفصل واحد عن الثاني و الأخ عن أخيه و هذا ينافي التكتل ، لذلك وجد ناس هو نصفه سلفي و نصفه حزبي هو النصف الأول فيما يتعلق بشخصه و نفسه و النصف الآخر فيما يتعلق بمجتمعه الذي يعيش فيه فهو في مجتمعه ليس سلفيا لذلك هو يريد أن ندع عامة الناس كما سمعتم و عامة الناس يمثلون الأكثرية الساحقة من المسلمين بطبيعة الحال يريد أن ندعهم متمسكين بمذاهبهم و لا ندعوهم لاتباع الكتاب و السنة لأن هذا بزعمه دعوى لهم إلى متاهة و إلى ضلال و إلى التجرد و الخروج من الدين و العياذ بالله تعالى ها هنا نريد أن نبين الفرق بين الدعوة السلفية في حقيقتها و بين الدعوة السلفية في حدود ما يتحمله بعض المنتمين إليها من الأحزاب الإسلامية .
أوجه التوافق والاختلاف بين الدعوة السلفية والحزبية.
الشيخ : نحن نلتقي مع كل الأحزاب في حقيقة واحدة ثم نختلف في الطريقة الدعوة التفصيلية إليها و الوسائل إلى تحقيقها نلتقي جميعا أنه يجب على المسلمين أن يستأنفوا الحياة الإسلامية هذه كلمة سواء بيننا و بينهم كلنا نقول يجب أن نستأنف الحياة الإسلامية لكن أنا الآن أتساءل في حدود ما كنا نقرأه في مجتمعاتهم و ما نقرأه الآن مجسدا في هذه السطور بين أيدينا من الذي يمثل المجتمع الإسلامي أهم فقط أفراد معددون في كل قطر و في كل مصر أم هم هؤلاء المسلمون ما بين عالم و متعلم و أمي لا يقرأ و لا يكتب ؟ لا شك أنه هذا الجواب الأخير هو الذي يمثل المجتمع الإسلامي . فإذا أردنا حقيقة أن نتعاون على إستئناف الحياة الإسلامية فهل هذا يقتضي أن نقسم الناس قسمين قسم نثقفهم بالثقافة الصحيحة وليست فيها إلا الدعوة السلفية بإعتراف هذا الكاتب و القسم الآخر و هو الأكبر ندعه كما هو و معنى هذا أن ندعهم أولا على الجهل لأنه ما دام ندعو الطائفة الأولى و هي النخبة الممتازة من المسلمين ندعوهم إلى إتباع الحق أي الكتاب و السنة و لا ندعو الجمهور فمعنى ذلك أن ندع هؤلاء على جهلهم وعلى خطئهم بل و على ضلالهم ثم ليس هذا فقط بل ندعهم على اختلافهم و على تنازعهم الشديد الذي من آثاره تحرج كثيرين منهم أن يصلي المسلم وراء أخيه المسلم بحجة أن هذا مذهبه مخالف لمذهبي و حتى اليوم تجدون الأمر ظاهرا في إمتناع صلاة كثير من متبعي بل من مقلدي المذاهب ممن يدعو لاتباع الكتاب والسنة هذه ظاهرة نراها في مناسبات كثيرة و كثيرة جدا فإذا قيل إلى هؤلاء هل السلفيون كفار قال لا هؤلاء مبتدعة طيب فالصلاة وراء المبتدعة جائزة في المذهب أو لا ؟ جائزة وهم يحتجون بحديث نحن نضعفه من حيث الرواية ونصححه من حيث الدراية و هو " صلوا وراء كل بر وفاجر " فهم يرون هذا الحديث ثم يخالفونه و لا يعملون به و المذاهب كلهم قائمة عليه .
الشيخ : الشاهد فهذا الكاتب هنا يريدنا أن ندع جماهير المسلمين على جهلهم و على خطئهم و على تفرقهم فهل هذا هو الإسلام الذي يقول (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) ؟ هل الإسلام الذي يدعو جميع الفرق إلى التكاتف و إلى التعاضد و عدم التفرق يفرق بين القليل من المسلمين فهؤلاء يدعون فقط و جمهور من المسلمين يتركون كما هم ؟ هذا لا يقوله مسلم فهم شيئا من دعوة الكتاب والسنة فهما صحيحا .
الدعوة السلفية مبنية على اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وبيان أنه لم يوجد في القرون الثلاثة المفضلة مذهب معين يتبع.
الشيخ : ثم هنا نوضح الأمر بعض الشيء نقول نحن لماذا نقول سلفيون و الدعوة السلفية كنا ذكرنا لكم مرارا و تكرارا كل المسلمين يدعون إلى اتباع الكتاب و السنة و لكن هذا الإتباع غير مقيد بموضوع بمنهج محدود بين واضح فرأينا نحن أنه لابد من تقييد الدعوة إلى الكتاب و السنة بما كان عليه السلف الصالح ، فالسلف الصالح كيف كانوا هل كانوا جميعا علماء ؟ هل كانوا جميعا مثقفين وحكماء أم كان القليل منهم العالم و جماهيرهم ليس بعالم فهل كان هناك هذا التقسيم الذي يدندن حوله الكاتب العلماء يؤمرون باتباع الكتاب و السنة أما الجمهور فيجب أن يتبعوا مذهبا معينا كل مسلم يعلم بالضرورة أنه في القرون المشهود لهم بالخيرية لم يكن هناك تمذهب بمذهب ما كلنا يعلم لا فرق بين عالم و متعلم و جاهل أنه لم يكن في زمن السلف الصالح مذهب اسمه مذهب أبو بكر الصديق فينتمي إليه بعض الناس فيقول أنا بكريّ وليس هناك أيضا مذهب عمري و لا عثماني و لا علوي إذا هذه القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية عامة الناس الذين يريد الكاتب أن يفرض عليهم الجمود على المذهبية عامة الناس في تلك القرون الذهبية كيف كانوا ؟ أقول بإجمال و التفصيل معلوم كيف كانوا كيف ما كانوا يجب اليوم أن يكونوا كذلك كيف ما كان عامة المسلمين في القرون المشهود لهم بالخيرية يجب أيضا عامة المسلمين اليوم و بعد اليوم فنحن نسعى إلى استئناف الحياة الإسلامية يجب أن يعيد التاريخ نفسه أن يعود المسلمون و علماؤهم كما كان علماؤهم أن يعود المسلمون أتباع العلماء و عامة المسلمين كما كان هناك أتباع العلماء و عامة المسلمين فإذا قلنا لا ، ندعوا المثقفين و العلماء إلى الكتاب والسنة و نبقي جمهور المسلمين على مذاهبهم خشية الشرود و الضلال المزعوم و معنى ذلك أننا لا نكون صادقين حينما إلى استئناف الحياة الإسلامية .
موقف الدعوة السلفية من العوام الذين لا يفقهون الكتاب والسنة، هل يأخذون من الكتاب والسنة مباشرة أم عليهم سؤال أهل العلم.
الشيخ : إذا ما موقفنا نحن بالنسبة إلى هؤلاء العامة الذين يخشى الكاتب أن يضلوا بسبب دعوتنا إلى اتباع الكتاب و السنة الواقع الذي يلوح لي أن الكاتب يشير إلى ما نسمعه كثيرا و كثيرا جدا من بعض الناس الذين لم يفقهوا و لم يفهموا الدعوة السلفية لا من أشخاص الدعاة إليها مباشرة و لا من مؤلفاتهم و إنما فهموا الدعوة السلفية من خصومهم و أعدائهم و هؤلاء هم الذين يأتون بمثل هذا البلاء في سوء الفهم لهذه الدعوة كثير من الناس ينقلون عنا بعضهم يتصل بنا و بعضهم يحاربنا و يطعننا في الخفاء يقول بأننا نحن ندعو المسلمين جميعا حتى عامتهم إلى الفهم من الكتاب و السنة مباشرة و أنا أقول صراحة لو كان هناك فعلا ناس يدعون الجهال الأميين الذين لا يقرؤون و لا يكتبون إلى أن يأخذوا الفقه و العقيدة و الدين كله من الكتاب و السنة مباشرة و هم لا يحسنون قراءة آية و لا رواية حديث صح كلام هذا و صح كلام أولئك الأعداء و لكن هل هي الدعوة هكذا نحن ندعوا من لا يفقه شيئا من العلم أن يتسلط عن الكتاب و السنة وأن يفرض جهله و عاميته و أميته على الكتاب و السنة ثم يقول أنا أفهم هكذا و أنا مأمور باتباع الكتاب و السنة هذا لا يوجد مسلم صفه ما شئت سلفي أو خلفي لا يوجد مسلما أبدا يقول بمثل هذا الكلام و نحن قلنا دائما و أبدا و في الأمس القريب يعني نهار البارح جاءني أشخاص من حمص فيهم شاب مثقف بعض الشيء بلغه من اللامذهبية المعروفة و نحوها ما يشير إليه هذا الكاتب إلى أنه نحن ندعوا الناس جميعا إلى اتباع الكتاب و السنة يعني أن الجهال يفهموا الكتاب و السنة بجهلهم فشرحت له المسألة بشيء من التفصيل إيجازه قلت له .
معنى قوله تعالى:{ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } وبين حقيقة العالم الذي يرجع إليه الجاهل في السؤال.
الشيخ : نص القرآن الكريم جعل الناس من حيث العلم و الجهل قسمين جعلهم علماء و هم الذين يفهمون الكتاب و السنة ، و يقابلهم غير العلماء نسميهم يعني الجهال الذين لا يفهمون الكتاب و السنة قسمين فلكل من القسمين واجبه بنص القرآن الكريم قال تعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ... من هم أهل الذكر ؟ أهل الرقص في الذكر المزعوم طبعا لا ، أهل الذكر هو كما قال تعالى (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) أهل الذكر هم أهل القرآن أي فاسألوا أهل العلم بالقرآن و لا يكون العالم عالما بالقرآن إلا إذا كان عالما بالسنة لأن مما في القرآن (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فالعالم هو العالم بالقرآن المبين و السنة المبينة ، العالم بالقرآن المبيَّن و الحديث المبيِّن هو كلام الرسول عليه السلام (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فنحن إذا العالم هو الذي يقول فيما يذهب إليه في كل أمور الدين في كل ما يقول هذا الإسلام يقول قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سواه ليس بعالم
موعظة الشيخ لمن ينتسب للدعوة السلفية وليس لديهم علم وتمييز بالكتاب والسنة وفهم السلف الصالح.
الشيخ : فإذا الآية جعلت الناس قسمين العالم يسأله الجاهل و الجاهل هذه وظيفته أن يسأل العالم فينسبون إلينا أننا نقول وظيفة هؤلاء الجهال أن يفهموا ما فهمه العلماء هذا أمر مستحيل من هنا تتسرب و تذاع و تشاع هذه الفرية فربما تأخذ بعقل بعض من سمع بالدعوة السلفية في جانب من تفاصيلها و تبناها و لكنه فاتته هذه الحقيقة وهي أن الدعوة السلفية لا تسمح للجاهل بأن يتعالم و لا فرق في هذه النقطة بين الدعوة السلفية و بين كل الدعوات الأخرى فالجاهل جاهل مهما ادعى ، لكن أنا أقول هذه الحقيقة لفهم الدعوة السلفية و إن كنت أجد نفسي مضطرا إلى أن مثل هؤلاء الذين يتهمون الدعوة بما ليس فيها و الدعاة بما هم بريؤون منه لا أستطيع أن أنكر وهذه موعظة مني إلى إخواني أن هناك ناس ممن استجابوا للدعوة السلفية و لما يتمكنوا من أن يصبحوا من أهل العلم من الذين يتمكنون من فهم المسألة بدراستهم لنصوص الكتاب و السنة أولا ثم بالإستعانة بأقوال العلماء المتقدمين الذين درسوا هذه النصوص من الكتاب و السنة ثانيا أقول آسفا أنني لا أستطيع أن أبرّئ بعض الإخوان المتحمسين إلى الدعوة أنهم قد يكونون شبهة إلى أمثال أولئك الذين يقولون في الدعوة و في دعاتها و شبهة لهذا الكاتب الذي اتّفق أخيرا مع المتعصبين للمذهبية أنه دعوة هؤلاء الناس الذين لا تمييز لهم إلى إتباع الكتاب والسنة هو تضليل لهم وإخراج لهم من الدين . فإذا هنا قضيّتان قضية تتعلق ببعض إخواننا فأنا أنصحهم بأن لا يتسرعوا بادعاء أنهم أصبحوا في منزلة و في مكانة يتمكنون فيها من أن يفهموا نصوص الكتاب و السنة إستقلالا بذواتهم و أشخاصهم دون الإستعانة و دون الإلتفات إلى هذا التراث الضخم الذي ورثناه من علمائنا الذين أشرنا في مقدمة كلمتنا هذه إلى جهودهم وفضلهم علينا ومن جهة أخرى نفيد هؤلاء الذين ينسبون إلى الدعوة ما ليس منها أن الدعوة لا تعطي مجالا للجهال أن يتفهموا القرآن و السنة مباشرة و لكن في الوقت نفس أريد أن أقول ... .
وجوب اتباع الكتاب والسنة على جميع المسلمين في كل زمان ومكان.
الشيخ : إن الدعوة تشمل في دعوتها على التفصيل السابق المسلمين جميعا علمائهم و غير علمائهم كلهم كلهم يؤمرون باتباع الكتاب و السنة لكن العالم إستقلالا غير العالم اتباعا للعالم و الفرق الواضح في الدعوة السلفية السلفي الأمي لا يقول أنا مذهبي كذا فأفتي بمذهبي أما غير السلفي يقول أنا مذهبي كذا فيقول ماهو الحكم هذا التفريق هو الفرق من الفروق الجوهرية الظاهرة بين الدعوة السلفية و الدعوة الخلفية ، و الكلمة التي وردة هنا تعني إبقاء عامة المسلمين على مذاهبهم هذا حينما يبتلى في مسألة بيسأل عن مذهبه وذاك حين يبتلى بيسأل عن مذهبه و ظل المجتمع الإسلامي هكذا يرث الولد عن والده الجمود على المذهب و يصبح العمل بالكتاب و السنة نسيا منسيا . إذا هؤلاء الذين يخشون أن يضل جماهير المسلمين بسبب الدعوة السلفية ما جائتهم هذه الخشية إلا لجهلهم بالدعوة السلفية و نحن إذا كنا متفقين و أرجو أن نكون متفقين أن من الواجب أن نعيد الحياة الإسلامية الأولى والحياة الإسلامية الأولى لم يكن فيها تمذهب مع أنه كان فيها علماء و كان فيها غير العلماء فالذي كان يعمله هؤلاء الذين ليسوا بعلماء هو الذي يجب أن يعمله في كل زمان وفي كل مكان . أرى هناك الأخ يلح بسؤال فتفضل ... .