متفرقات للألباني-156
كلمة للشيخ في بيان العقيدة الصحيحة الصافية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله وسلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار: روى الإمام أحمد وغيره عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد عمر صحيفة فسأله عنها فقال رضي الله عنه هذه صحيفة من التوراة كتبها لي رجل من اليهود فقال عليه الصلاة والسلام ( يا ابن الخطاب أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود و النصاري و الذي نفس محمد بيده لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي ) " في هذا الحديث ما يشرح لنا جانبا من جوانب شهادة أن محمدا رسول الله ذلك أن كثيرا من المسلمين ينطقون بالركن الأول من الإسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله و لكن الكثير من هؤلاء ينطقون بما لا يفهمون معناه على وجه الصحة و لقد تكلمنا مرارا و تكرارا و في مناسبات شتى على الشهادة الأولى لا إله إلا الله و أنها تعني أنه لا معبود بحق في هذا الوجود إلا الله تبارك و تعالى هذا المعنى الموجز و هو المعنى الصحيح في هذه الكلمة الطبية لا إله إلا الله يجهل هذا المعنى كثير ممن ينطقون بهذه الكلمة و لست الآن في صدد شرح هذا المعنى الصحيح لا معبود بحق إلا الله فإنها تستلزم أن لا يتوجه المسلم إلى غير الله تبارك و تعالى بشيء من العبادات مطلقا فما يفعله كثير من الناس اليوم من دعاء غير الله و النذر لغير الله و الذبح لغير الله و الحلف بغير الله إلى غير ذلك من الأمور كل ذلك ينافي قول المسلم و شهادة المؤمن لا إله إلا الله لأن هذه الأمور التي ذكرناها كلها عبادات لا يجوز التوجه بها إلا إلى هذا الإله رب السماوات و الأرض و مع ذلك فنجد هؤلاء المسلمين الذين أشرنا إليهم يذهبون إلى القبور فيذبحون هناك و ينذرون النذور و قد يطوفون حول بعض القبور زعموا الإستشفاء طلب الإستشفاء ممن إن كان حيا لما إستطاع أن يمد للمستشفى بها شفاء لأنه لا شافي إلا الله تبارك و تعالى فكيف بهم و هم يطلبون الشفاء من الموتى من الذين أصبحوا ترابا رميما فهذا مما ينافي شهادة التوحيد هذه تكلمنا في هذه الشهادة كما قلنا مرارا و تكرارا والآن أريد أن أتكلم بشيء من التوسع و البسط حول الشهادة الثانية التي لا يتم إيمان المؤمن إلا بها فمن شهد أن لا إله إلا الله ثم لم يتبعها بشهادة أن محمدا رسول الله لن تنفعه الشهادة الأولى لذلك كان مقررا بين المسلمين جميعا أن الركن الثاني مما بني عليه الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و لكن هذه الشهادة من الشهادة لله بالوحدانية و لنبيه بالرسالة لا تنجي صاحبها من النار إلا إذا فهمها قبل كل شيء فهما صحيحا ثم حققها في منطلق حياته تحقيقا صادقا ، فكيف يكون تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله ؟ أيكون ذلك في مجرد أن نطيعه في بعض ما أتانا به عن الله عز و جل و نخالفه في أمور لم يأت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز و جل هذا ما أريد أن أبينه الآن في هذه الكلمة في هذه الليلة المباركة إن شاء الله فيجب أن نعلم أن قول المسلم و أشهد أن محمدا رسول الله أو أشهد أن محمد عبده و رسوله لا يتحقق هذا المعنى حتى يخلص له عليه الصلاة و السلام في اتباعه كما يخلص لربه في توحيده و معنى الشهادتين أن تخلص لله عز و جل في عبادته فلا تشرك معه أحدا في شيء من العبادات كما ذكرنا و أن تخلص للرسول عليه الصلاة و السلام في اتباعه فلا تشرك معه متبوعا غيره فإن فعل ذلك إنسان فلم يؤمن به إيمانا خالصا صادقا مصداق هذا الذي أقوله حديث جابر السابق فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام كما سمعتم لعمر ( والذي نفسي بيده لو كان موسى حيا لما وسعه إلا إتباعي ) فإذا كان موسى عليه الصلاة و السلام و هو الذي كلمه الله تكليما و أنزل عليه التوراة مع ذلك لو كان في زمن الرسول عليه الصلاة و السلام لما وسعه إلا إتباعه فكيف يكون حال من ليس من الأنبياء و الرسل فلابد أن يكون هذا أوجب و أوجب أن يسألوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم و ما معنى نتبع الرسول كمعنى يعبد الله أي لا يعبد غيره يعبد الله وحده لا شريك له فما معنى نتبع الرسول أي نتبعه وحده لا ... متبوعا غيره و ذلك لأن موسى كليم الله فهذه الصحيفة التي رآها الرسول في يده كأنه يقول له ألم يكفك ما أتيتك يا عمر من الله من وحي السماء حتى تشرك فيما أتيتك به ما أنزل الله على موسى فقد صار ما أنزل الله على موسى شرعا منسوخا و أن الله عز و جل أنزل القرآن على قلب محمد عليه الصلاة و السلام و جعله مهيمنا مصيطرا على سائر الكتب و الشرائع التي كانت من قبل فإذا كان موسى بشريعته لا يسعه إلا أن يدع شريعته و يخلص في اتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم و ههنا بيت القصيد من هذه الكلمة فإذا كان موسى عليه الصلاة والسلام لا يسعه إلا إتباع الرسول عليه السلام و لا يتبع شريعته ترى إذا اخترع مخترع ما طريقة أو منهجا أو حزبا أو أي شيء آخر لم يأت به رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فاتبعه فلا يكون حينذاك قد أخلص للرسول عليه الصلاة و السلام في الإتباع و بالتالي لا يكون حقق معنى هذه الشهادة و أن محمدا رسول الله لأن هذه الشهادة تستلزم إتباع الرسول فيما أرسله الله به من الحق و النور فإذا إفترضنا أن إنسانا اتبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول لو إفترضنا وهذه فرضية واقعة في صور شتى و طرائق قددا فإذا فرضنا إنسانا إتبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم و لو في بعض المسائل و هو يعلم أن الرسول عليه الصلاة و السلام لم يأت بهذه المسائل من عند الله عز و جل و مع ذلك إتبع هذا الإنسان أو هذا الطريق أو هذا المذهب ... فلا يكون مخلصا في اتباعه للرسول عليه الصلاة و السلام فحينما رأى الرسل عليه الصلاة والسلام في يد عمر الصحيفة فهل يظن ظان أن عمر أراد أن يستبدل الصحيفة بالشريعة الإسلامية أو أن يعرض عن الشريعة الإسلامية أي عن الرسالة التي دعانا الرسول عليه السلام إليها وصدقه عليها و آمن بها هل يدعها إلى اتباع التوراة هذا لا يخطر على بال إنسان مطلقا إذا ما هو الذي أنكره الرسول عليه الصلاة و السلام على عمر بن الخطاب حينما قال له تلك الكلمة العظيمة ( أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود و النصارى ) أي أمنحرفون أنتم عن شريعة الله كما انحرف اليهود و النصارى عن شريعة الله ( والذي نفس محمد بيده لو كان موسى حيا لما وسعه إلا إتباعي ) فإذا كان عمر لا يعقل أن ينحرف عن اتباع الرسول عليه السلام قيد شعرة فمالذي أنكره عليه الصلاة والسلام على عمر إذا كنا نحن تبع رسول الله أن ينحرف عمر عن اتباع الرسول فيما جاء به الذي خشيه رسول الله على عمر أن يشرك مع الرسول في اتباعه غيره من الأنبياء و الرسل فماذا نقول للذين يشركون مع الرسول في اتباع غير الأنبياء و الرسل ؟ هؤلاء أشد إنكار من إنكار الرسول على عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا عرفنا هذا فالله عز وجل يقول (( اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم و لا تتخذوا من دونه أولياء )) ما معنى قوله تعالى (( و لا تتخذوا من دونه أولياء )) أي لا تتخذوا من دونه أشخاصا تتبعونهم كما لو كان أنزل عليهم من السماء أي كما تتبعون رسول الله صلى الله عليه و سلم فاتباع غير رسول الله صلى الله عليه و سلم معناه شيئين إثنين الأول الشك في أن الرسول عليه الصلاة و السلام بلغ الرسالة ونصح الأمة وأدى الأمانة فلو شك في هذا فهو كافر مرتد عن دين الإسلام ، و الشيء الآخر إشراك شخص مع الله عز و جل في التشريع و الله تبارك و تعالى أنكر أن يكون له شركاء فقال عز وجل (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله )) فلا يجوز لمسلم أن يشرع من عند نفسه شيء مهما صغر أو كبر و بالتالي لا يجوز لمسلم أن يتبع هذا المشرع و لو في أدنى مسألة فالذي شرع المسألة من عند نفسه أشرك مع الله تبارك و تعالى فلم يؤمن بحقيقة لا إله إلا الله ومن اتبع هذا المشرع من دون الله فقد اتخذه شريكا مع الله و بالتالي لم يوحّد الرسول في إتباعه وحده و لم يخلص له في ذلك و لهذا لما أنزل الله عز و جل على قلب محمد عليه الصلاة و السلام قوله عز وجل (( اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله )) كان في المجلس أحد الصحابة ممن كان تعلم القراءة و الكتابة و بالتالي كان تنصر قبل بعثة الرسول عليه الصلاة و السلام من بين العرب الوثنيين ألا و هو عدي بن حاتم الطائي لما نزلت هذه الآية كان هو قد أسلم و كفر بالنصرانية و آمن بالله و رسوله و لكنه كان على علم بما كان عليه النصارى فأشكل عليه قول ربنا تبارك وتعالى في حق النصارى (( اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله )) قال يا رسول الله و الله ما اتخذناهم أربابا من دون الله خفي عليه معنى اتخاذ النصارى الأحبار والقسيسين أربابا من دون الله توهم أن المقصود من هذه الآية أنهم إتخذوا القسيسين والرهبان يخلقون مع الله فبين له الرسول عليه السلام المقصود من هذه الآية و أنه ليس ذلك الفهم الذي عرض له فقال له على طريقة السؤال و الجواب قال ( ألستم كنتم إذا حرّموا لكم حراما حرمتموه و إذا أحلوا لكم حلالا حللتموه ؟ ) قال " أما هذا فقد كان " فقال عليه الصلاة والسلام ( ذلك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله ) أي حينما كان القسيسين يقول هذا حلال فيقولون حلال و أن هذا حرام فيقولون حرام والواقع أن هذا التحريم و التحليل صدر من عند أنفسهم و لم يتلقوه من عند نبيهم من ربهم فبين الرسول عليه السلام أن هذا هو معنى (( اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله )) فكفرت الطائفتان الطائفة التي حرمة وحللت من عند نفسها والطائفة الأخرى التي اتبعتهم على عماهم كما يقولون ... من شريعة الله تبارك و تعالى و لهذا فالمسلم إذا أخلص للرسول عليه الصلاة و السلام في الإتباع كان ذلك عصمة له من أن يخل في التوحيد لله تبارك و تعالى في عبادته فكأن توحيد الله في عبادته و إفراد الرسول في إتباعه أمران مرتبطان لا ينقطع أحدهما عن الآخر فمن أراد أن يكون من المؤمنين الصادقين المخلصين في شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فلابد له أن يوحد رسول الله في الإتباع كما يوحد الله في العبادة فمن أخل بهذا أي من أخل في توحيد الرسول في الإتباع فشأنه شأن من أخل في توحيد الله في العبادة فكل من التوحيدين إذا صح التعبير توحيد الله في عبادته و توحيد الرسول في اتباعه ركن من أركان الإسلام إذا إختل أحدهما إنهار هذا الإسلام من أصله و إذا عرفنا هذا يتبين لنا خطر ما وصل إليه بعض الناس اليوم من الإخلال بهذا الإخلاص لرسول الله في الإتباع فجعلوا الإخلاص في الإتباع لغير الرسول صلى الله عليه و سلم و أنا أذكر لكم بعض الأمثلة ، هناك بعض المشايخ الطرقيين قديما و حديثا ... يلقنون أتباعهم و مريديهم مثل الجمل الآتية " المريد بين يدي الشيخ كالميت بين يدي مغسله " هذا الكلام نقلوه من رسول الله و المؤمنون به فخصوا به المشايخ لو قال المسلم المسلم بين يدي الرسول عليه الصلاة و السلام كالميت بين يدي الغاسل ربما نقول فيه شيء من الغلو من حيث التعبير أما من حيث المعنى فهذا مصداق قول الله تبارك و تعالى (( فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما )) هذا التسليم إذا عبر عنه معبر بتلك الكلمة أي لو قال المسلم بين يدي الرسول كالميت بين يدي الغاسل لكان أفاد هذا المعنى ولو أن لا نقره في تعبيره فما بالكم و قد أقروا التعبير و المعنى كليهما معا و جعلوه لرسول الله لا لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين إخلاص إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم و هل قالوا في غير الرسول ممن هو منهم ما لم يقولوه في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أضف إلى ذلك كلمة أخرى مشهورة لديهم " من قال لشيخ لم لا يفلح أبدا " بينما نحن نجد أصحاب الرسول عليه السلام قد قالوا له في مناسبات شتى لم يا رسول الله فلم ينكر عليهم لأنه يعلم أنهم يسألون ليستفسروا عما يكون قد غيّب علهم أما هؤلاء الذين أنزلوهم منزلة الرسول المعصوم فقد قالوا فيهم " من قال لشيخه لم لا يفلح أبدا " وليس هذا فقط بل من قال لشيخه في المنام لم لا يفلح في المنام و هذا مذكور في كتاب مشهور وهو كتاب إحياء علوم الدين للغزالي الذي يعتقد جمهير الناس اليوم من المثقفين يسمونه بحجة الإسلام حجة الإسلام هذا جاء في كتابه في الإحياء أنا قرأته بنفسي حكى القصة الآتية سمى شيخا من الشيوخ التابعين في القرن الربع أن مريدا له جاءه فقال له رأيتك في المنام أنك تأمرني بشيء فقلت لك لم هذا في المنام كله قال المريد لشيخه لم قال راوي القصة في الإحياء فهجره شيخه شهرا كاملا لماذا لأن مريده قال له في المنام و ليس في اليقضة لم هجره شهرا كاملا وليس أن حجة الإسلام الغزالي أورد هذه القصة و مر عليها مر الكرام لا ، بل وقف عندها متفقها مستنبطا كما يفعل الفقيه المسلم في كتاب الله و في حديث رسول الله فقال دلت هذه القصة على أن المريد كان في قلبه زغل ضد شيخه لم لأنه لو كان قلبه خاليا مع شيخه لم ير في منامه نفسه يقول له لم مع أن كل عالم يعلم أن الرؤيا التي يراها المسلم فهي تحتمل أن تكون واحدة من ثلاثة كما قال عليه السلام في الحديث الصحيح ( الرؤى ثلاث فرؤيا من الرحمن و رؤيا من أهاويل الشيطان ورؤيا من تحديث النفس ) ... لتأويل واحد من هذه التآويل أي إن نفسه كانت تحدثه في أثناء النهار بالإعتراض على شيخه فرأى هذا في منامه مع أنه يمكن أن تكون هذه الرأيا من أهاويل الشيطان بل لعل الشيطان أراد بهذه القصة أن يذل الشيخ نفسه قبل المريد و لا شك أن الشيخ حينما يهجر تلميذه المخلص له في الإتباع لأنه قال له في المنام لم لا يكون متبعا للشرع بل يكون ... وأن قوله لما لو صدر في حياته و صحته لم يكن في ذلك أي خطأ و أي وزر فلا يجوز أن يهجر لماذا ؟ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( لا يحل لرجل مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا عن هذا و هذا عن هذا و خيرهما الذي يبادر أخاه بالسلام ) فإذا كان الرسول يقرر أنه لا يجوز هجر المسلم إلا ثلاثة أيام فما فوق ذلك حرام فكيف يجوز للشيخ العالم ذي الأخلاق الكريمة ... كيف يجوز أن يهجر أخاه المسلم ليس ثلاثة أيام بل شهرا كاملا لمجرد أنه قال له في المنام لم ، فأنظروا كم إنحرف المسلمين عن إخلاص الإتباع للرسول عليه السلام بل لقد انعدم هذا الإتباع بالكلية من أمثال هؤلاء حيث نقلوه من اتباع الرسول إلى إتباع الشيخ و لذلك وقعنا في المشكلة التي نحياها اليوم إذا قلت للإنسان قال الله قال رسول الله كان الجواب قال شيخي كذا ذلك لأن الإخلاص في الإتباع قد فقدوه بل أحل محله متبوعين آخرين وهم المشايخ الطرق هذا مثال .
التحذير من البدع و بيان خطرها.
الشيخ : و مثال آخر له علاقة في واقع حياتنا القريبة اليوم لقد انقسم مع الأسف الشديد المسلمون انقسمات جديدة و انقسموا إلى أفكار حديثة و كل يدعي أنه يريد أن تقيم شرع الإسلام شامخا عاليا و مع ذلك إذا دعوا إلى الله و رسوله قال كل حزب من الأحزاب نحن رأينا هكذا ! فأين تحقيق الإتباع للرسول عليه السلام إذا قيل لهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وهذا معروف لدى الجميع ( تفرقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة و افترقت النصارى على اثنتين و سبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال هي الجماعة ) و في رواية مفسرة مبينة ( هي ما أنا عليه و أصحابي ) كلهم يعلمون هذا الحديث فإذا دعوتهم إلى اتباع السلف الذين هم الميزان في معنى الفرقة الناجية من الفرق الهالكة في قول الرسول عليه السلام حينما سئل من هي هذه الفرقة الناجية قال ( هي ما أنا عليه و أصحابي ) فإذا حينما يدعى المسلم إلى تحقيق الإتباع للرسول ... على الإخلاص في اتتباع الرسول عليه السلام كان يقول لهم " اتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق " أي عليكم بما كان عليه الرسول عيله السلام دون زيادة أو نقصان و قد جاء في قصة صحيحة و فيها عبرة و بيان و شيء لهذه الترجمة " اتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق " روى الإمام الدارمي في سننه بالسند الصحيح عنه : " أن أبا موسى الأشعري جاء إلى داره صباح يوم فوجد الناس ينتظرونه ليخرجوا معه إلى المسجد فقال لهم أخرج أبو عبد الرحمن ؟ - وهي كنية عبد الله بن مسعود - قالوا لا فجلس ينتظر حتى خرج بن مسعود فقال : يا أبا عبد الرحمن لقد رأيت في المسجد آنفا شيئا قد أنكرته ومع ذلك والحمد لله لم أر إلا خيرا قال ماذا رأيت ؟ قال إن عشت فستراه رأيت أناسا حلقا حلقا و في وسط كل حلقة منها رجل يقول لمن حوله سبحوا كذا ، كبروا كذا ، أحمدوا كذا كبروا كذا وأمام كل رجل منهم حصى يعد به التسبيح و التكبير و التحميد قال بن مسعود أفلا أنكرت عليهم قال لا في إتتظار أمرك أو إنتظار رأيك ، فعاد بن مسعود إلى داره وخرج متقنعا لا يرى إلا عيناه ثم انطلق إلى المسجد ثم وقف على أصحاب الحلقة حتى رأى ما ذكر له أبو موسى فكشف على وجهه اللثام و قال أنا عبد الله بن مسعود صحابي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ويلكم ما هذا الذي تصنعوه قالوا والله يا أبا عبد الرحمن حصى - يعني بالتعبير العامي ما فيها شيء شغلة بسيطة - حصى نعد به التسبيح و التكبير و التحميد قال : عدوا سيئاتكم و أنا الضامن لكم أن لا يضيع من حسناتكم شيئا ، عدوا سيئاتكم و أنا الضامن ويحكم ما أسرع هلكتكم هذه ثيابه صلى الله عليه وسلم لم تيلى وهذه آنيته لم تكسر والذي نفسي بيده أئنكم أهدى من أمة محمد صلى الله عليه و سلم أو إنكم متمسكون بذنب ضلالة ، فقالوا و الله يا أبا عبد الرحمن - يقولون معتذرين عما فعلوا - ما أردنا إلا الخير قال : و كم من مريد للخير لم يصبه إن محمدا صلى الله عليه و سلم حدثنا ( إن أقواما يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) ، - قال شاهد القصة و راويها - فلقد رأينا أولئك الأقوام أصحاب الحلقات قال رأيناهم يقاتلوننا يوم النهروان - أي أصبحوا من الخوارج ضد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - فقاتلهم حتى استأصل شأفتهم " إلا قليلا منهم هذه القصة وقعت لعبد الله بن مسعود الآمر بقوله ( اتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق ) يعني أن الرسول عليه السلام قد جاءكم بشريعة كاملة تامة فما معنى إحداث عبادات من بعده إلا الإستدراك عليه و نسبة الرسول عليه الصلاة و السلام إلى أنه لم يؤدّ الأمانة و لم يبلغ الرسالة و إلا فمن كان مؤمنا بأن هذه الشريعة كاملة تامة فكيف يلتقي مع إيمان هذا أن يحدث بدعا و أمورا و عبادات لم تكن في عهد الرسول عليه الصلاة و السلام هذه أمور متناقضة متنافرة أن يؤمن إنسان بأن الشريعة كاملة ثم يأتي بزيادات يلحقها بها فهذه الزيادات بلا شك ليست منها لذلك كان أصحاب الرسول عليه السلام ينكرون أشد الإنكار الإحداث في الدين لأنهم يجزمون و يقطعون بأن هذا الإحداث في الدين ينافي قول رب العالمين (( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا )) فالزيادة على هذا الإسلام ينافي هذه الآية الكريمة حيث امتن الله عز وجل بأنه أكمل علينا النعمة بإتمام الدين و من عجائب الأمور و الجحد لأهمية هذه النعمة من رب العالمين من المؤمنين بشريعته يغفلون عن هذا بينما ينتبه الكافرون بالشريعة الإسلامية فيعرفون قدر تمام هذه الشريعة و فضل و أهمية إمتنان الله عز و جل على عباده بهذه الآية الكريمة ذلك أن رجل من اليهود جاء لعمر بن الخطاب في خلافته فقال يا أمير المؤمنين آية في كتاب الله يعني في القرآن لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال عمر ما هي ؟ قال قوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا )) قال عمر " إنها نزلت يوم في عيد نزلت يوم جمعة و في عرفات " الغاية أن هذا اليهودي عرف أهمية هذه الآية الكريمة لأن الله يمتن فيها على عباده بأنه أتم الدين على المسلمين فهذه نعمة كبرى لازم تتخذوا يوم نزولها عيدا فأجاب عمر قد فعلنا لأنها نزلت في يوم جمعة و هو العيد الأسبوعي للمسلمين و زيادة على ذلك و رسول الله في عرفة في حجة الوداع فهذا اليوم يوم العيد الأسبوعي الذي نزلت فيه هذه الآية الكريمة أين المسلمون اليوم الذين يقدرون هذه الآية و ما فيها من المنة من رب العالمين على المسلمين فيقفون عند تمام الإسلام و لا يزيدون عليه من هذه الزيادات التي شوهت جمال الإسلام وضيعت صورته الحقيقية عن أعين الناس و بصائرهم و لذلك بدؤوا ينصرفون عنه لأنه ليس هو هذا الإسلام بصورته الكاملة الحقيقية التي أنزلها ربنا تبارك و تعالى على نبيه صلى الله عليه و سلم و لقد أكد الرسول عليه السلام معنى هذه الآية الكريمة حين قال ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا و أمرتكم به و ما تركت شيئا يبعدكم عن الله و يقربكم إلى النار إلا و نهيتكم عنه ) لهذه المعاني التي أدركها أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم كانوا ينهون أشد النهي عن الإبتداع في الدين لمنافاة الإبتداع لكمال الدين و لمنافاة الإبتداع لكون المشرع رب العالمين و لمنافاة الإبتداع لكون المتبوع هو محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقط ليس إلا كما يقال من تلك الآثار التي وردت عن الصحابة الكبار رضي الله عنهم قول حذيفة بن اليمان " كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا تتعبدوها " و من ذلك و هو أوضح في إنكار الزيادة في الدين قول عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما " كل بدعة ضلالة و إن رآها الناس حسنة " فأين نحن اليوم من هذه الأقوال السلفية ؟ لقد ابتعدنا جدا و فارقنا هذا الخط إلى خط آخر فبينما أصحاب الرسول ينهون عن الزيادة في الدين إذا بنا نحن نقرر بكل جرأة أن الزيادة في الدين لا بأس فيه لأنه فيه بدعة حسنة يقولون و هذا بن عمر يصرح يقول أولا يروي قول الرسول كل بدعة ضلالة هذا حديث مشهور معروف و يفسر هذه الجملة من حديث الرسول فيزيد بيانا فيقول و إن رآها الناس حسنة كل بدعة ضلالة و إن رآها الناس حسنة لم ؟ لأن الإستحسان كما قال الإمام الشافعي " من استحسن فقد شرع " لأن الإستحسان لا يجوز أن يكون من إنسان لا يدري الغيب و الشرع غيب و لو لا ذلك ما كان هناك من حاجة أن يبعث الله عز و جل الرسل و ينزل الكتب إذا كان كل إنسان يستحسن بعقله عرف هذه الحقيقة أصحاب الرسول عليه الصلاة و السلام فأمروا من جاء بعدهم بأن يخلصوا للرسول عليه الصلاة و السلام في الإتباع و لا يزيدوا على ما جاء به عليه الصلاة و السلام هذه كلمة و هي تحتمل البسط و الزيادة أثر فأكثر و لكني أخشى أن يتسرب إليكم الملل فأكتفي بهذا القدر منتظرا الأسئلة بعد أن نقيم صلاة العشاء و بهذا نكتفي في هذه الآونة ... .
التنبيه على سنية السقيا في المجالس.
الشيخ : يا إخواننا آداب المجالس هي الآداب التي جاء بها الإسلام أما ما لم يأت به الإسلام منها فليست من الآداب و هذا باب واسع و الكلمة السابقة لو تأملنا فيها لصفّينا مما عليه نحن اليوم مئات المسائل و الأعمال و منها ما نحن في صدده الآن فجرت العادة أن الساقي إذا أراد أن يسقي الحاضرين بدأ بكبير القوم و رئيسهم و أفضلهم و سيدهم هكذا العادة لكن السنة على خلاف ذلك و بيانه فيما رواه الإمام البخاري و مسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه و حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم أتى دار أنس بن مالك هو و بعض أصحابه فاستسقى أي طلب السقيا فأوتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بقعب أي كأس كبير فيه لبن أي حليب قد شيب بماء أي خلط بماء فشرب رسول الله صلى الله عليه و سلم و بقي في القعب بقية أي سؤر و كان عن يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم بن عباس و هو بعد غلام لم يبلغ سن التكليف و في رواية رجل من الأعراب و عن يساره أبو بكر و الأشياخ من قريش فالتفت رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يعطي من عن يمينه و كان في مجلس عن يساره عمر فكأنه يلمح للرسول أبو بكر هو سيد القوم بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال الرسول عليه السلام لمن عن يمينه أتأذن أن أعطيه قال و الله يا رسول الله لا أوثر أحدا عن فضلة شرابك فأعطاه و قال ( الأيمن فالأيمن ) بعض الناس يظن أن هذا الحديث يدل على أن الساقي لازم يبدأ بكبير القوم لأن الساقي هنا بدأ بالرسول عليه السلام لكن غفل هذا هل أن الساقي إنما بدأ بالرسول عليه السلام لأنه طلب السقيا يعني ... تشبيه هذا طفل صغير أول ما حضرنا طلب السقيا فأتيت له بكأس ماء فهل معناه أنك أعطيته لأنه بيستحق لأنه سيد القوم أعلم القوم أو لأنه طلب ؟ لأنه طلب فالرسول عليه السلام في ذلك المجلس إنما أعطاه الساقي لأنه طلب الرسول عليه السلام السقيا بدليل أنه ما جاب كؤوس عديدة إنما أتى بكأس واحد فشرب ما شرب و بقي فضله هذه الفضلة لابد يأخذها واحد من أهل لمجلس ما فيه كسات كما تفضلت أن الآن قهوة شاي لا ما فيه فهذه البقية الباقية في الكأس لمن أعطاه الرسول عليه السلام ؟ لمن عن يمينه بن عباس أبو بكر كان عن يساره ما أعطاه إياها كان عن يمينه بن عباس استأذن أن يعطي أبو بكر قال لا
السائل : هو قصد أبو بكر
الشيخ : لا مش قصد ، انتبه لما أقول عمر بن الخطاب أراد من الرسول أن يعطي إلى أبو بكر لأنه سيد القوم لكن الرسول يغلم بوحي السماء أنه ينبغي أن يبدأ بيمينه مش بكبيركم فأراد أن يلفت نظر من عن يمينه الذي هو بيستحق أنه آثر أنت أبا بكر خلي هو يأخذ قال و الله يا رسول الله لا أوثر أحدا على فضلة شرابك قال له تفضل أنت أحق بها من كبير القوم أي أبو بكر فإذا لا يجوز الإستدلال بهذه القصة أن السنة في الإسقاء العام أن يبدأ بكبير القوم لأن كبير القوم هنا بدئ به لأنه استسقى الذي يؤكد لنا هذا شيء آخر وهو أن النبي صلى الله عليه و سلم حينما شرب و بقي في القعب بقية و أراد أن يسقي فمن الساقي الآن الرسول أم ذاك الذي أعطاه ؟ الرسول بلا شك إذا لو كان الساقي وهو هنا الرسول أنه من الأدب أن يبدأ بكبير القوم بمن كان يبدأ بأبي بكر ... أنت أحق بها الطفل تعطيه لأكبر منك ما بتعطيه هذا حقك و لكي يعلم الناس أن الرسول عليه السلام حينما أعطى بن عباس و ما أعطى أبو بكر ما هي إهانة لأبي بكر و عدم تقدير لفضله و صحبته للرسول و هجرته معه لا وإنما لأن الشرع يقول ( الأيمن فالأيمن ) فلذلك لما تقول حضرتك أنا يعني أنت نحن في مستواك أولا هذا المستوى الله أعلم منازل الناس عند الله قد يكون رجل يعني ما ... العيب لكن هو عند اللع في أعلى الدرجات و قد يكون رجل آخر متكلم عالم و يعجب الناس لكن عند الله لا يساوي جناحة بعوضة فالتفاضل عند الله نحن ما نعرفه لكن نعرف الشرع الظاهر الشرع الظاهر يقول إذا كنت في مجلس ما فيه كبير و لا صغير ابدأ بما عن يمينك و استريح
السائل : لكن مخالفة صغيرة هل هذا إثم مثلا لو عملنا بمخالف رأي الرسول
الشيخ : الله أكبر نحن على إيش نتكلم ... راح نقولك لما الرسول عليه الصلاة و السلام يضع مبدأ أو شرع و يلزمنا به فمخالفته إثم يعني لا يجوز لكن لما يضع شيء ما هو على سبيل الإلزام يجوز أنك لا تفعله أما هنا لا يجوز تخالف لأنه قال لك ( الأيمن فالأيمن ) هذا الشرع ثم أنت لماذا تخالفه ؟
السائل : باعتبارك كبير القوم باعتبارك سيد المجلس ... .
الشيخ : هذه مصيبتنا نحن لأنه نحن أمثالنا يعني الذي عنده شوية معلومات يكون عند حسن الظن عند الناس والناس يعملون له مائة حساب لأن الشيخ يزعل ينشتق لأنه زعله هذا ليس في سبيل الله .
السائل : هو قصد أبو بكر
الشيخ : لا مش قصد ، انتبه لما أقول عمر بن الخطاب أراد من الرسول أن يعطي إلى أبو بكر لأنه سيد القوم لكن الرسول يغلم بوحي السماء أنه ينبغي أن يبدأ بيمينه مش بكبيركم فأراد أن يلفت نظر من عن يمينه الذي هو بيستحق أنه آثر أنت أبا بكر خلي هو يأخذ قال و الله يا رسول الله لا أوثر أحدا على فضلة شرابك قال له تفضل أنت أحق بها من كبير القوم أي أبو بكر فإذا لا يجوز الإستدلال بهذه القصة أن السنة في الإسقاء العام أن يبدأ بكبير القوم لأن كبير القوم هنا بدئ به لأنه استسقى الذي يؤكد لنا هذا شيء آخر وهو أن النبي صلى الله عليه و سلم حينما شرب و بقي في القعب بقية و أراد أن يسقي فمن الساقي الآن الرسول أم ذاك الذي أعطاه ؟ الرسول بلا شك إذا لو كان الساقي وهو هنا الرسول أنه من الأدب أن يبدأ بكبير القوم بمن كان يبدأ بأبي بكر ... أنت أحق بها الطفل تعطيه لأكبر منك ما بتعطيه هذا حقك و لكي يعلم الناس أن الرسول عليه السلام حينما أعطى بن عباس و ما أعطى أبو بكر ما هي إهانة لأبي بكر و عدم تقدير لفضله و صحبته للرسول و هجرته معه لا وإنما لأن الشرع يقول ( الأيمن فالأيمن ) فلذلك لما تقول حضرتك أنا يعني أنت نحن في مستواك أولا هذا المستوى الله أعلم منازل الناس عند الله قد يكون رجل يعني ما ... العيب لكن هو عند اللع في أعلى الدرجات و قد يكون رجل آخر متكلم عالم و يعجب الناس لكن عند الله لا يساوي جناحة بعوضة فالتفاضل عند الله نحن ما نعرفه لكن نعرف الشرع الظاهر الشرع الظاهر يقول إذا كنت في مجلس ما فيه كبير و لا صغير ابدأ بما عن يمينك و استريح
السائل : لكن مخالفة صغيرة هل هذا إثم مثلا لو عملنا بمخالف رأي الرسول
الشيخ : الله أكبر نحن على إيش نتكلم ... راح نقولك لما الرسول عليه الصلاة و السلام يضع مبدأ أو شرع و يلزمنا به فمخالفته إثم يعني لا يجوز لكن لما يضع شيء ما هو على سبيل الإلزام يجوز أنك لا تفعله أما هنا لا يجوز تخالف لأنه قال لك ( الأيمن فالأيمن ) هذا الشرع ثم أنت لماذا تخالفه ؟
السائل : باعتبارك كبير القوم باعتبارك سيد المجلس ... .
الشيخ : هذه مصيبتنا نحن لأنه نحن أمثالنا يعني الذي عنده شوية معلومات يكون عند حسن الظن عند الناس والناس يعملون له مائة حساب لأن الشيخ يزعل ينشتق لأنه زعله هذا ليس في سبيل الله .
التحذير من الفتيا بغير علم.(
الشيخ : أن تخاف من زعله إذا كنت تزعله لأنك خالفة شرع الذي بين لك إياه أما إذا هو خالف الشرع لا تبالي به هن لازم يرشدونا رشدنا ما هو لازم يبلغنا بأقوالنا و أفعالنا وأنا بهذه المناسبة راح أروي لكم حديث خطير جدا في حق العلماء الذين يقولون ما لا يفعلون يقول الرسول عليه الصلاة والسلام و الحديث في صحيح البخاري ... يروي الإمام البخاري في صحيحه من حديث أسامة بن زيد قال قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ( يؤتى بالعالم يوم القيامة ) بالعالم أو بالجاهل ؟
الحضور : بالعالم .
الشيخ : ( يؤتى بالعالم يوم القيامة فيلقى في النار فتنفلق أقطاب بطنه ) مصارينه يطلعوا لبرّه ( و يدور في النار كما يدور الحمار بالرحى فيطيف به أهل النار ) متعجبين ( يرونه فيتذكرونه قالوا يا فلان ألست كنت تأمرنا بالمعروف و تنهانا عن المنكر ؟ فيقول نعم كنت آمركم بالمعروف و لا آتيه و أنهاكم عن المنكر و آتيه ) هذا العالم ليس له قيمة عند الله لا يساوي جناح بعوضة و لذلك يقول أهل العلم : "
و عالم بعلمه لم يعملن ** معذب من قبل عباد الوثن " وجاء في حديث آخر في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عن قال قال الرسول صلى الله عليه و سلم ( أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ) أي تشعل ( ثلاثة عالم و مجاهد و غني ) هؤلاء لازم يكون في أعلى الدرجات لماذا هم في لنار قبل كل شيء ( أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة عالم و مجاهد و غني يؤتى بالعالم فيقال أي عبدي ماذا فعلت بما علمت فيقول يا ربي نشرته بين الناس في سبيلك يقال له كذبت إنما علمت ليقول الناس فلان عالم و قد قيل خذو به إلى النار ) يعني أنت كنت تعلم الناس لا في سبيل مرضاتي و إنما في سبيل شهرتك و انتشار صيتك بين الناس ليقول الناس فلان عالم و الذي أردته حصلته فقد قال الناس عنك عالم فقد أخذت أجرك فخذ جزائك اليوم (( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )) هذا العالم ما أتى الله بقلب سليم بل أتى الله بقلب مليء بالرياء و حب الظهور و السمعة الحسنة قد قيل خذوا به إلى النار هذا العالم ( ثم يؤتى بالمجاهد فيقال له ماذا عملت فيما أعطيتك من قوة ؟ فيقول يا ربي قاتلت في سبيلك فيقال له كذبت إنما قاتلت ليقول الناس فلان مجاهد و قد قيل ... ) كمان أنت أخذت جزائك في الدنيا فلان مجاهد ، فلان بطل ( ... خذوا به إلى النار ثم يؤتى بالرجل الغني فيقال له ماذا عملت فيما أنعمت عليك من مال فيقول يا رب بثثته و أنفقته في سبيلك فيقال له كذبت إنما فعلت ليقول الناس فلان كريم وقد قيل خذوا به إلى النار ) فالمقصود أن التفاضل عند الله عز و جل ما يكون فيما يظهر بمجرد علم أو منزلة أو ما شابه ذلك و إنما بالتسابق بالعمل الصالح عند الله عز و جل
الحضور : بالعالم .
الشيخ : ( يؤتى بالعالم يوم القيامة فيلقى في النار فتنفلق أقطاب بطنه ) مصارينه يطلعوا لبرّه ( و يدور في النار كما يدور الحمار بالرحى فيطيف به أهل النار ) متعجبين ( يرونه فيتذكرونه قالوا يا فلان ألست كنت تأمرنا بالمعروف و تنهانا عن المنكر ؟ فيقول نعم كنت آمركم بالمعروف و لا آتيه و أنهاكم عن المنكر و آتيه ) هذا العالم ليس له قيمة عند الله لا يساوي جناح بعوضة و لذلك يقول أهل العلم : "
و عالم بعلمه لم يعملن ** معذب من قبل عباد الوثن " وجاء في حديث آخر في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عن قال قال الرسول صلى الله عليه و سلم ( أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ) أي تشعل ( ثلاثة عالم و مجاهد و غني ) هؤلاء لازم يكون في أعلى الدرجات لماذا هم في لنار قبل كل شيء ( أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة عالم و مجاهد و غني يؤتى بالعالم فيقال أي عبدي ماذا فعلت بما علمت فيقول يا ربي نشرته بين الناس في سبيلك يقال له كذبت إنما علمت ليقول الناس فلان عالم و قد قيل خذو به إلى النار ) يعني أنت كنت تعلم الناس لا في سبيل مرضاتي و إنما في سبيل شهرتك و انتشار صيتك بين الناس ليقول الناس فلان عالم و الذي أردته حصلته فقد قال الناس عنك عالم فقد أخذت أجرك فخذ جزائك اليوم (( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )) هذا العالم ما أتى الله بقلب سليم بل أتى الله بقلب مليء بالرياء و حب الظهور و السمعة الحسنة قد قيل خذوا به إلى النار هذا العالم ( ثم يؤتى بالمجاهد فيقال له ماذا عملت فيما أعطيتك من قوة ؟ فيقول يا ربي قاتلت في سبيلك فيقال له كذبت إنما قاتلت ليقول الناس فلان مجاهد و قد قيل ... ) كمان أنت أخذت جزائك في الدنيا فلان مجاهد ، فلان بطل ( ... خذوا به إلى النار ثم يؤتى بالرجل الغني فيقال له ماذا عملت فيما أنعمت عليك من مال فيقول يا رب بثثته و أنفقته في سبيلك فيقال له كذبت إنما فعلت ليقول الناس فلان كريم وقد قيل خذوا به إلى النار ) فالمقصود أن التفاضل عند الله عز و جل ما يكون فيما يظهر بمجرد علم أو منزلة أو ما شابه ذلك و إنما بالتسابق بالعمل الصالح عند الله عز و جل
السنية في السقيا في المجالس ( مواصلة الموضع السابق).
الشيخ : والخلاصة أن من أدب المجالس أن الساقي يبدأ بيمينه ليس بكبير القوم و يمكن إذا أخذت بأن يبدأ أنت و غيرك ممن عادته أن يفتح أبواب منزله للضيوف يمكن ترتاح ليش ممكن قد يأتيك شيخين فلابد أن تكون عالم بتاريخ الرجال يا ترى أيهما أفضل أيهما أعلم قد يأتيك كبير و صغير في السن يعني هذا قاضي و هذا مفتي ، يا ترى القاضي مقدّم على المفتي ؟ بروتكولات مخصصة معينة فيما أظن عندك قائمة في الرسميات هذه لكن إذا أردت أن ترتاح الأيمن فالأيمن
السائل : سنتبع هذا إن استطعنا إلى ذلك سبيلا
الشيخ : تستطيع بإذن الله (( وإذا عزمت فتوكل على الله ))
السائل : الذي وضعهم ربنا في النار العالم و المجاهد والغني يظلوا للأبد
الشيخ : لا . بيرجعوا
السائل : الحمد لله
الشيخ : تنقذهم شهادة لا إله إلا الله
السائل : بارك الله فيك
السائل : سنتبع هذا إن استطعنا إلى ذلك سبيلا
الشيخ : تستطيع بإذن الله (( وإذا عزمت فتوكل على الله ))
السائل : الذي وضعهم ربنا في النار العالم و المجاهد والغني يظلوا للأبد
الشيخ : لا . بيرجعوا
السائل : الحمد لله
الشيخ : تنقذهم شهادة لا إله إلا الله
السائل : بارك الله فيك
ما حكم القيام للداخل على الجماعة الجالسة؟
السائل : بينما يكون الجماعة جلوس ويدخل واحد القيام هذا واجب أو غير واجب ؟
الشيخ : هذا أيضا ليس من آداب المجالس في الإسلام
الشيخ : هذا أيضا ليس من آداب المجالس في الإسلام
اضيفت في - 2008-06-18