استفتاح الشيخ بخطبة الحاجة .
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و بعد :
تذكير الشيخ بمسألة اهتمام الاسلام بإصلاح الظاهر والباطن .
تذكير الشيخ بحديث أبي ثعلبة الخشني الذي رواه أحمد في مسنده و الذي فيه (.... إنما تفرقكم هذا في الوديان والشعاب من عمل الشيطان..........) وتنبيه الشيخ بهذا الحديث على أمور كثيرة أهمها ما يتعلق بآداب المجالس .
3 - تذكير الشيخ بحديث أبي ثعلبة الخشني الذي رواه أحمد في مسنده و الذي فيه (.... إنما تفرقكم هذا في الوديان والشعاب من عمل الشيطان..........) وتنبيه الشيخ بهذا الحديث على أمور كثيرة أهمها ما يتعلق بآداب المجالس . أستمع حفظ
استدلال الشيخ بحديث آخر رواه مسلم في صحيحه وفيه ( مالي أراكم عزين)
استدلاله رحمه الله بالحديث المتفق عليه عن النعمان بن بشير مرفوعا وفيه ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله.........) .
5 - استدلاله رحمه الله بالحديث المتفق عليه عن النعمان بن بشير مرفوعا وفيه ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله.........) . أستمع حفظ
استدلاله أيضا بالحديث الذي أخرجه مسلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .
كل هذه الأحاديث تؤكد أن الشرع يأمر بإصلاح الظاهر و القلب أيضا الذي هو أمر باطن و على ذلك ... الرسول صلى الله عليه و سلم و نص على قضية خطيرة جدا ألا و هي أن المسلمين إذا اختلفوا في مظاهرهم التي يأمر ربنا عز و جل بأن تكون على وتيرة واحدة فذلك يؤدي بهم إلى اختلافهم في بواطنهم و في قلوبهم .
6 - استدلاله أيضا بالحديث الذي أخرجه مسلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) . أستمع حفظ
استدلاله أيضا بحديث التسوية بين الصفوف وفيه قوله أحيانا ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم ) .
7 - استدلاله أيضا بحديث التسوية بين الصفوف وفيه قوله أحيانا ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم ) . أستمع حفظ
تنبيه الشيخ على القول السيء الذي يقول به بعضهم وهو " أن الدين قشور ولباب " .
تنبيه الشيخ على مسألة حلق اللحى في هذا الباب وتنبيه الشيخ على تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال وذلك سبب ظاهر لحصول التشبه الظاهر .
9 - تنبيه الشيخ على مسألة حلق اللحى في هذا الباب وتنبيه الشيخ على تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال وذلك سبب ظاهر لحصول التشبه الظاهر . أستمع حفظ
بعض طلاب المدارس قد تفوته الجماعة بسبب الدروس فما الحكم ؟
الشيخ : لمَ تم وقت الدرس بين الظهر و العصر فيه وقت طويل يمكن أن يتسع للصلاة ، فلمَ تفوتهم الصلاة ؟
السائل : يفوتهم الوقت يعني الجماعة في المسجد
الشيخ : تقصد الجماعة و الجماعة تقام في المدارس ؟
السائل : نعم
الشيخ : ليس في المساجد ؟
السائل : لا
كلام الشيخ على مسألة استعمال التصوير في التدريس .
في المرحلة الابتدائية عندنا يكون سن التلميذ بين السادسة والعاشرة فهل يجوز تدريس المرأة للصبيان في هذا السن وكذلك هل يجوز تدريس الرجال للفتيات في هذا السن ؟
الشيخ : من سن السادسة إلى العاشرة
السائل : من السادسة إلى العاشرة يعني يتخرج من الروضة في السادسة ، هو من الرابعة إلى السادسة تدرسه امرأة في الروضة و من السادسة إلى العاشرة في المرحلة الإبتدائية هل يجوز أن تدرسه نساء ؟
الشيخ : في الحقيقة هذه المسألة يجب ... رأي بعض ممن يسمونهم اليوم بعلماء النفس و أن نعلم أن كثيرا من الصبيان أو الأطفال يصير عندهم تحسس من الناحية الجنسية قبل هذا السن العاشرة فإذا كان الغالب على الصبيان أو الشباب هؤلاء أنهم يتحسسون من النواحي الجنسية فحينئذ لا يجوز أن نرفع السنة إلى السن العاشرة وإنما ننزل إلى السنة التي يغلب فيها أن هذا الولد ما يفكر و لا يخطر في باله النواحي الجنسية لأنه في كتب الفقه صحيح أنهم يذكرون بالنسبة لكثير من الأحكام منها مثلا تكليف الصبي متى يكلف ؟ طبعا حينما يبلغ سن التكليف حينما يبلغ الحلم و هو يختلف بطبيعة الحال من شخص إلى آخر لكن هذا التكليف غير ما قد يترتب من المفاسد من بعض من لم يبلغوا سن التكليف بعد من الصبيان مثلا في القرآن الكريم أن الطفل إذا كان يعني لم يطّلع على عورات النساء جاز أن يدخل على النساء و هن في ثيابهن البيتية أما إذا صار عنده علم و اطلع على عورات النساء ويحس بما هناك من شهوة و لو لم يبلغ سن التكليف لا يجوز للمرأة أن تظهر أمامه و لا يجوز لولي هذا الصبي أن يسمح له بالدخول على النساء و لو أنه لم يبلغ سن التكليف فكذلك هنا إذا كان الغالب على الأطفال أنهم يشعرون بشيء من النواحي الجنسية فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تدخل عليهم و على العكس من ذلك إذا كان الغالب ليس كذلك فيجوز هذه هي الظابطة في هذه المسألة .
12 - في المرحلة الابتدائية عندنا يكون سن التلميذ بين السادسة والعاشرة فهل يجوز تدريس المرأة للصبيان في هذا السن وكذلك هل يجوز تدريس الرجال للفتيات في هذا السن ؟ أستمع حفظ
هل يجوز استخدام الضرب لتأديب التلميذ وهل يجوز ضرب الوجه ؟
الشيخ : أما ضرب الوجه فلا يجوز قولا واحدا لقوله عليه الصلاة و السلام ( لا تضرب الوجه و لا تقبح ) أما هل يجوز ضرب الطالب بصورة عامة تأديبا ؟ الجواب لابد أن نلاحظ في ذلك قول الرسول عليه السلام المعروف في الصحيح ( مروا أولادكم للصلاة و هم أبناء سبع و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر و فرقوا بينهم في المضاجع ) ففي هذا الحديث دليل على أن الولد و لو هو طالب لا يجوز لولي أمره أن يضربه على تقصيره في اتباعه لأوامره إلا بعد أن يبلغ السن العاشرة ( مروا أولادكم للصلاة و هم أبناء سبع و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر و فرقوا بينهم في المضاجع ) و لا شك أن أي علم يريد أي أستاذ أن يقدمه إلى الطلاب فسوف لا يكون حكمه و أهميته بمثابة الصلاة فإذا كان الرسول صلوات الله و سلامه عليه ينهى أب الغلام أن يضربه بسبب تهاونه في الصلاة التي يأمره أبوه بها إلا بعد أن يبلغ السن العاشرة فمن باب أولى أن لا يجوز لغير الأب من أولياء الأمور أن يضربوا الأولاد على غير تركهم الصلاة على أمر هو دون الصلاة بكثير إلا أن يبلغ السن العاشرة فإذًا الأطفال إلى السن العاشرة لا يجوز للأستاذ أو المعلم أن يضربه حتى لو لم يطعه في الصلاة فماذا بعد الصلاة من الأمور الأخرى ممن له أهمية كالصلاة و أذكر الآن بمناسبة هذا الحديث النكتة التي أشرت إليها آنفا في الإجابة عن السؤال الذي قبله يقول الرسول عليه السلام في الحديث ( و فرقوا بينهم في المضاجع ) أبناء العشرة فرقوا بينهم في المضاجع لماذا ؟ لأن الغريزة تبدأ تتحرك و هو لم يبلغ سن التكليف فهذا يؤكد أنه يجب أن ندرس حالة من كان في السن العاشرة ما الذي يغلب عليهم أهذه الحساسية من الجنس كما يقال اليوم أم لا ؟ فإذا كان الغالب الحالة الأولى فذكرناه آنفا و إلا جاز للمدرسة أن تدخل على هؤلاء الغلمان الذين بلغوا سن العاشرة .
و بهذه المناسبة أيضا أذكر أن البلوغ بلوغ السن للشباب و الشابات يختلف كثيرا جدا في بعض البلاد عن بلاد أخرى فأعلم بقرائتي العامة في المجلات العلمية و غيرها وهو أنه في البلاد الحارة ينضج الجنس فيبلغ سن التكليف قبل بسنين من البلاد الباردة ، إذا هذه قضايا لا يجب أن تؤخذ مبدءا عاما و إنما كل بلدة أو بصورة أدق كل إقليم يدرس وضع الطلاب في سنهم مثلا هذه العاشرة هل نضج ... فيه للجنس أم لايزالون على فطرتهم الصبيانية فعلى ما يبدو من الدراسة مما هو الغالب فيعطى الحكم سلبا أو إيجابا
السائل : ... تدريس المدرسات قضية تقمّص الولد يتقمص شخصية المرأة و هذا حاصل الآن ؟
الشيخ : كيف يعني يتقمصها
السائل : أنه يتشبه بحركات المرأة ، بتصرفات المرأة والعكس إذا ما تربى مع رجل يتقمص شخصية الرجل
الشيخ : والله هذا في الحقيقة شيء نسمعه لأول مرة بس نريد أن نفهم هل كل سن هكذا أو في حدود معينة ؟ فعلى هذه الملاحظة يأتي أيضا إذا ما كان يعني واقع بصورة غالبة على الطلاب هل في كل سن هذا أو في سن العاشرة و التاسعة ؟
السائل : هو تقريبا في السن هذا
الشيخ : طيب هذا يؤكد ما قلناه آنفا أنه إذا كان فيه حساسية أنها بلغت إلى هذه الخلفية كما ذكرت فهذا يؤكد أن لا تدخل على أمثال هؤلاء الصبيان في هذه السن .
سائل آخر : وبالنسبة للضرب إذا أساء الأدب هذا الصبي ... .
الشيخ : ما فيه ضرب إطلاقا فيه توجيه فيه تأديب فيه أسلوب الكلام قد يؤثر الكلام أحيانا في الطفل أكثر من البالغ الكبير و قد لا ينفع الضرب في بعض الناس إطلاقا بل يحملهم أن يستمروا على عصيانهم أكثر و أكثر المهم خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم فلا يضرب الولد ما دام لم يبلغ سن التكليف حتى في هذه المناسبة أنا آخذ من التدرج التعليمي السابق الذكر في الحديث ( مروا أولادكم للصلاة و هم أبناء سبع ... ) إلى آخر الحديث آخذ منه أنه من الخطأ كما أراه في كثير من الآباء أنه يأمر الولد بالصلاة و لم يبلغ سن السابعة هذا خلاف ما أمر به الرسول عليه السلام ( مروا أولادكم للصلاة و هم أبناء سبع ) لذلك ما ينبغي للمسلم أن يتقدم للأمر على هذا الحد الذي وضعه الرسول عليه السلام ابتداء و إنما ما فيه عنده مانع أن يسمح له بأن ينزل معه إلى المسجد و يصلي معه إلى آخره أما يقول له تعال قم صلّ و هو لم يبلغ سن السابعة هذا خلاف هذا الحديث فأردت أن أذكركم به .
هل يجوز الزيادة على عشر ضربات قياسا على التعزير ؟
الشيخ : نعم ذلك التعزير فيه حديث صحيح أنه في باب التعزير لا يجوز أن يجلد جلد وهذا ما أظن أنه يصح أن نقول الأستاذ بيجلد الغلام أو الصبي جلدا و إنما يضربه ضربا غير مبرّح ... يدخل في باب التعزير لا يجوز أكثر من عشرة في نص الحديث الصريح لكن هذا الجلد ما ورد في موضوع تربية الولد .
السائل : ... بالنسبة لتعليق العصا ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : كما ورد في حديث ( علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه لهم أدب ) ممكن نعلق العصا في الفصل ؟
الشيخ : ممكن لمَ لا ؟ ما دام الرسول قال هذا يجوز ...
بعض التلاميذ لا ينفعه الكلام الطيب ؟
الشيخ : ما فيه ضرورة إيش الضرورة هل الضرب يربيه والذي خلقه قال لا تضربوه إلا بعد أن يبلغ سن العاشرة .
هل يجوز استخدام الخادمة الكافرة أو المشركة ؟
الشيخ : يجوز استخدام المرأة الغير المسلمة مهما كان نوع كفرها ... بشرط أن تعيش المرأة المستخدمة لذلك الخادم كأنها تعيش مع رجل أجنبي ...لم تكن ربة البيت هكذا لم يجز لها أن تستخدم هذه المرأة الكافرة لأن الله عز و جل لما أباح للنساء المسلمات أن يبدين زينتهن الباطنة ذكر في جملة ذلك بعد أن قال في أول الآية (( و لا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن )) ثم قال في آخرها أو أواخرها (( أو نسائهن )) يعني المسلمات هذا هو التفسير الصحيح الذي نجده في كتب التفسير عامة أما تفسير هذه الجملة من هذه الآية بنسائهن في الخلق لا في الدين يعني فهذا تفسير مبتدع ليس له أصل في تفاسير السلف الصالح و هذا مثال من مئات الأمثلة التي ... نحن على التزام المنهج السلفي القائم على الكتاب و السنة فكما قلنا أكثر من مرة نحن ندعو إلى الكتاب و السنة و على منهج السلف الصالح لأننا نعلم أن كثيرا من المسلمين يأتون إلى آيات فيفسرونها بآرائهم فبماذا تقيم الحجة عليه إذا قال لك يا أخي هذا رأيي و هذا اجتهادي فنقول له ليس لك اجتهاد تخالف فيه ما كان عليه السلف الصالح فإذا اتفق المفسرون من الصحابة و غيرهم على تفسير هذه الآية على أن المقصود بها إنما هو نساء المسلمات لا يجوز نحن أن نقول لا ليس المقصود المسلمات و إنما المقصود المتخلقات بأخلاق الإسلام سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة و لذلك فهذه البلاد التي رزقها الله عز و جل بهذه النعم و الأموال الكثيرة التي وسّعت عليهم في الرزق و تمتعوا بمالم يتمتع به كثير من البلاد الإسلامية كان من عاقبة ذلك أن استخدموا النساء بل الرجال أيضا و هم يعلمون أنه لا يجوز للمرأة أي السيدة ربة البيت لا يجوز لها أن تظهر أمام الرجل و مع ذلك نجد الكثيرين منهم يتساهلون على علم من أزواجهن يتساهلن في خروجهن أمام الخادم و كأنه شقيق لها أو ابن لها فكيف يكون الحال بالنسبة للخادمات الخادمات يتساهلن ربات البيوت في الخروج أمامهن أكثر بكثير من الرجال لذلك أقول كلمة حق لا يجوز للزوج أن يسمح لزوجته بأن تستخدم رجلا بل لا يجوز له أن يأذن لزوجته أن تستخدم امرأة غير مسلمة إلا بشرط أن يعلم منها التدين و الخوف من الله عز و جل فتحتجب من هذه المرأة كلما دخلت أو خرجت و هذا أمر عسير جدا إلا بالنسبة للنساء المؤمنات اللاتي اعتدن أن يعشنا في عقر دورهن و هن متحجبات و هذا في هذا الزمان لا يكاد يكون له وجود فلذلك عمليا لا يحل استئجار هذه الخادمات الكافرات و أنا عشت هناك في الإمارات خاصة في الشارقة يعني شهرين أو أكثر فوجدت هناك مصيبة كبيرة جدا من الشكاوى من دخول هاته الخادمات الكافرات على ربات بيوت المسلمات و كأنها مسلمة فلما نذكّر يقولون ماذا نفعل الضرورة و ما الضرورة و للضرورة أحكام هنا يلعب الشيطان بأهواء الناس فنسأل الله عز و جل أن يعصمنا من مخالفة الشرع .
إذا ابتلي الرجل بخروج الريح أو خروج شيء من ذكره فيتوضأ لكل صلاة ولكنه يظل يحس بذلك الشيء بين الإقامة والصلاة فما العمل؟
الشيخ : هذا يعتبر من أهل الأعذار و أهل الأعذار مأمورون شرعا أن يتوضّؤوا لكل صلاة و معنى هذا أنه لا يجوز له أن يتوضأ إلا بعد دخول الوقت ثم لا يجوز له أن يتوضأ إلا أن يصلي مباشرة فإذا دخل الوقت فتوضأ ثم صلى بعد نصف ساعة و يكون السيلان عمل فيه عملا هذا لا يجوز وإنما بعد أن يؤذن يتوضأ و يتعاطى بعض الأسباب المشروعة مما يساعده على تقليل خروج السائل أو الريح و يساعده على تقليل انتشار النجاسة من بول أو غيره ثم يقوم إلى الصلاة حينما تقام فلا يضرّه و الحالة هذه إذا ما خرج منه شيء لأنه من أهل الأعذار و شأنه هذا مهما كان يعني سيلانه قويا فهو شأنه أخف بكثير من المرأة المستحاضة و هي التي يخرج منها الدم في غير ميعادها حتى كانت امرأة في زمن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و هي فاطمة بنت أبي حبيش استمرت سنتين و هي ترى الدم و كانت إذا جلست في المركن و فيه ماء يصبح هذا الماء دما من كثرة ما ينزل منها من ذلك الدم دم الإستحاضة و كانت تظن جهلا منها بحكم الشارع في هذه القضية أن هذا دم حيض فتركت الصلاة سنتين لظنها أن هذا الدم هو دم حيض المانع من الصلاة ثم جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكت أمرها إليه فقال ( إنما ذلك عرق فدعي الصلاة أيام أقرائك ثم صلي بعد ذلك ولو سال الدم ) ولكن قال لها توضئي لكل صلاة وبعض العلماء يفسرون هذا الحديث بمعنى توضئي لوقت كل صلاة و هذا توسعة لا دليل عليها في السنة لأنه تأويل الحديث و لا وجود لمصير التأويل إلا بدليل و لا دليل هاهنا فالراجح أن نقف عند ظاهر الحديث و هو مذهب جمهور الفقهاء توضئي لكل صلاة و معنى هذا أن هذه المرأة لا تستطيع أن تصلي سنة الوقت و فرض الوقت إذا أرادت أن تصلي السنة فبعد الإنتهاء منها يجب أن تتوضأ للفريضة و إلا اقتصرت على الفرض و هذا هو الواجب عليها لا أكثر فإذا إذا كان الشارع سمح للمستحاضة التي لا يكاد أن ينقطع عنها الدم أن تتوضأ للصلاة و تصلي و لو كان الدم يخرج منها فصاحب العذر من سلس بول أو ريح أولى بأن يعطى له هذا الحكم .
17 - إذا ابتلي الرجل بخروج الريح أو خروج شيء من ذكره فيتوضأ لكل صلاة ولكنه يظل يحس بذلك الشيء بين الإقامة والصلاة فما العمل؟ أستمع حفظ
جرت العادة أن يبدأ بالكبير في الشرب ونحوه وقد ذكر الحافظ ابن حجر حديثا قوى إسناده فهل يصح وهل يجوز مخالفة السنة في البدء باليمين ؟
الشيخ : هذا الأثر من حيث السند لا نوافق الحافظ بن حجر على تقويته لأن فيه رجل اسمه مجالد بن سعيد و قد ضعفه نفس بن حجر في كتابه التقريب بقوله ليس بالقوي فتقويته لإسناد هذا الحديث ينافي قوله في أحد رواته ليس بالقوي هذا أولا ، وثانيا هذا الحديث مع ضعف سنده كما بينا يخالف حديث الصحيحين المروي من طريقين أحدهما من رواية أنس بن مالك و الأخرى من الطريقين طريق سهل بن سعد الساعدي و كل منهما روى القصة الآتية و هي أن النبي صلى الله عليه و سلم استسقى فأوتي بقعب كأس كبير فيه لبن قد شيب بماء فشربه و عن يمينه بن عباس أو في رواية من الروايتين أعرابي و عن يساره أبي بكر و في رواية الأشياخ من قريش فلما شرب و بقي في الكأس فضلة التفت إلى من بيمينه بن عباس أو ذلك الأعرابي فقال ( أتأذن أن أعطي أبا بكر ) قال " و الله يا رسول الله لا أوثر أحدا على فضلة شرابك " فأعطاه و قال ( الأيمن فالأيمن ) و في رواية أخرى ( الأيمنون فالأيمنون فالأيمنون ) انتهى الحديث .
فقه الحديث : يتوهم كثير من الناس أن بدء الساقي بالرسول هو تأكيد لذلك الحديث الذي بينا ضعف إسناده أنه أمر عليه الصلاة و السلام بالبدء في السقيا بكبير القوم ليس كذلك و السبب أن في هذا الحديث الصحيح من رواية الصحابيين المشار لهما آنفا أنس بن مالك و سهل بن سعد فيه التصريح بأن الرسول عليه السلام استسقى أي طلب السقيا فإذا إنما بدأ الساقي به لأنه كان طالبا و لو أن هنا طفل صغير طلب الشراب من الماء و بُدِئ به ما واحد يقول أن من السنة أن نبدأ بالطفل الصغير لكن السنة نبدأ بالساقي أن نبدأ بطالب السقيا ... .