متفرقات للألباني-162
سؤال غير واضح عن حديث متعلق بمسألة غيبية ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... هذا جاء معناه في حديث طويل في الصحيحين أو في أحدهما ، المعنى هذا صحيح و ثابت ولما تعاظم الأمر على أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ذكرهم بيأجوج ومأجوج وهم حطب جهنّم فأحدهم لا يموت و إلا ويخلف من بعده ألف ولد ولذلك نقول الحصة الكبرى لجهنم من يأجوج و مأجوج و أضف هنا في آخر الزمان لما يخرج البعض خلافا لبعض التفاسير العصرية التي تنبع من صدور بعض الناس التي لا تتسع للإيمان بالأمور الغيبية فيريدون أن نجعل الدين أمرا عقليا مهضوما فكريا وذلك خلاف أول شرط من شروط الإيمان الذي ذكره الله عزّ و جلّ في أول سورة البقرة (( هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب )) فنحن نؤمن بكل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث الصحيح
الشيخ : ... هذا جاء معناه في حديث طويل في الصحيحين أو في أحدهما ، المعنى هذا صحيح و ثابت ولما تعاظم الأمر على أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ذكرهم بيأجوج ومأجوج وهم حطب جهنّم فأحدهم لا يموت و إلا ويخلف من بعده ألف ولد ولذلك نقول الحصة الكبرى لجهنم من يأجوج و مأجوج و أضف هنا في آخر الزمان لما يخرج البعض خلافا لبعض التفاسير العصرية التي تنبع من صدور بعض الناس التي لا تتسع للإيمان بالأمور الغيبية فيريدون أن نجعل الدين أمرا عقليا مهضوما فكريا وذلك خلاف أول شرط من شروط الإيمان الذي ذكره الله عزّ و جلّ في أول سورة البقرة (( هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب )) فنحن نؤمن بكل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث الصحيح
الكلام على خلق الله عزوجل وعلى نوعيه المباشر وغير المباشر ؟
الشيخ : وإنما خلق الله عز وجل وطبعا أنا مضطر إلى الإيجاز لنستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة لاسيما ومثل هذا البحث كنا طرقناه مرارا تفصيليا إنما ألفت النظر السائل والحاضرين إلى أن خلق الله عز وجل له صورتان خلق مباشر لادخل للإنسان فيه فهذا الإنسان فيه مسير وأمثلته واضحة جدا فالآن نحن في مجلس فيه عشرات من الناس هذا طويل وهذا قصير وهذا أسمر وهذا أشقر وهذا أبيض وإلى آخره هذا خلق الله ليس لأحد منا فيه إرادة مطلقا ولكن نرى بعضنا صافي الرأس آخرين حسّر ناس حليقين ناس بلحية هيك الله خلقنا ؟ لا ، هذا كله من صنعنا نحن لكن بمشيئة الله عز وجل (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) ومثال أدق من هذا الواقع نحن كذرّية لآدم عليه الصلاة والسلام كل منا له والدان فنحن من خلق الله لكن لو لم يتصل أبي بأمي ماكنت أنا لو لم يتصل أبوك وأمك أحدهما بالآخر ما كنت أنت وأنت إلى آخره نحن خلق الله لكن بالواسطة من الواسطة الله خلقنا نحصن أنفسنا وأن نحصن نساءنا وأن نتمتع بحلالنا فيأتي من وراء ذلك إذا شاء الله الذرية فالخلق كله خلق الله لكن نوع منه يخلقه الله دون تكليف لبشر وشيء منه هو تكليف من الله لهذا البشر فهذا النوع الثاني من خلق الله يجب أن أدندن ليرسخ في الذهن كل شيء هو خلق الله ليس كما تظن المعتزلة أبدا وكل شيء بمشيئة الله لكن المهم أن تعرف التفصيل فشيء من خلق الله بواسطتنا نحن أمرنا كلفنا تعبدنا ففعلنا بمحض إرادتنا واختيارنا فهذا خلق لكن بكسبنا وإرداتنا .
الكلام على مسألة هل الإنسان مسير أم مخير ؟
الشيخ : بعد هذه التوطئة المختصرة الوجيزة هل الإنسان مسيّر أم مخيّر الجواب في قسم مما يتعلق به مسير يعني لا كسب له فيه و لا إرادة والأمثلة كثيرة و قد ذكّرناكم ببعضها ، قسم آخر ليس مسيرا بمعنى مختار الآن أنا أتكلّم و أنتم تصغون ترى نحن مسيرون في هذا و هذا أم مختارون ؟ مختارون جميعا ما جئتم إلى هنا و ما جئت أنا هنا إلا بمحض اختياري و لا أتكلم إلا بمحض اختياري و الآن يمكن نعمل تجربة سأصمت الله ما يفرض علي الكلام ، أصمت إن شئت أطوّل عليكم الصّمت بنطوّل لكن لا يناسبنا فالآن أقول هذا الكلام هو خلق الله لكن باختياري و كسبي فالإنسان في بعض الأمور مسير في أمور أخرى مخيّر و أي إنسان يقول أنه مسير على طول ... بأن تصفعه في وجهه فإذا قال لك لم ؟ قل أنا مجبور أنا مسيّر ماني خيار و الفلسفة التي دخلت في الإعتزال هي التي أفسدت فطر المسلمين التي توافق تماما ما جاء في كتاب الله و ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم (( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون )) هل يقال لمن كان مسيرا أي من كان مجبورا يقال له اعمل ؟! اركع ، اسجد توضّأ هذا الكلام مستحيل لو قال لك عبد فغللته بالأغلال و قلت له اذهب إلى السوق و سُم لي حاجة لكنت أنت أظلم الناس فكيف يتصور هؤلاء القائلون بالجبر أن الله عز و جل خلق الإنسان و أجبره على طريق الخير أو الشر فهو مجبور ، كيف يقال هذا في الله الذي هو أحكم الحاكمين و أعدل العادلين و نحن لا نرضى أن نصف أنفسنا بما يصف به هؤلاء ربهم ظلما و بغيا هذا مكتوب وواضح جدّا ولذلك لقد بالغ في الكفر و في الضلال ذاك الشاعر الذي وصف ربه بقوله ممثلا لعلاقة العبد مع ربه قال :
" ألقاه في اليم مكتوفا و قال له *** إياك إياك أن تبتل بالماء " أجبر الجبارين و أظلم الظالمين لو فعل هذا لكان فوق ظلمه و فوق جبروته فكيف ينسب هذا إلى الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
" ألقاه في اليم مكتوفا و قال له *** إياك إياك أن تبتل بالماء " أجبر الجبارين و أظلم الظالمين لو فعل هذا لكان فوق ظلمه و فوق جبروته فكيف ينسب هذا إلى الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
كلام الشيخ على الحديث المتفق عليه ( يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب...............) .
الشيخ : الحديث المعروف في الصحيحين أنه عليه السلام قال ذات يوم ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر ) ثم في القصة شيء من الطول قال عليه السلام في وصفهم ( هم الذين لا يسترقون و لا يكتوون ولا يتطيرون و على ربهم يتوكّلون ) فقام رجل من الصحابة اسمه عكاشة أو عكّاشة فقال " يا رسول ادع الله أن يجعلني منهم " قال ( أنت منهم ) قام رجل آخر فقال " يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم " قال ( سبقك بها عكاشة ) فهؤلاء من السبعين ألف هؤلاء نخبة السبعين ألف الأخرى خواص فإذا هو استزاد من ربه فزاده سبعين ألف أُخر هذا ليس معناه أنهم في نفس النسبة ، في نفس الفضيلة بمعنى مثلا إذا كان صعب على بعض الحاضرين أن يفهموا أن هؤلاء النخبة الأولو كما يقولون اليوم البعض فنحن نتسائل الآن ترى أي سبعين من هذه السبعينات يدخل الجنة قبله يأتي الجواب هؤلاء السبعون الأول فمن هنا يظهر أنه لا تعارض بين هذا وبين ذاك الحديث، غيره ؟
هل الرجل الذي يموت مؤمنا يدخل الجنة أو هو تحت مشيئة الله إما يدخله الجنة أو يعذبه بالنار ؟
الشيخ : هل الرجل الذي يموت مؤمنا سيدخل الجنة أو إن شاء الله أدخله الجنة و إن شاء أدخله النار ؟ هذا السؤال فيه نوع من الغرابة لكن لعله يخيل إلي أن السائل إما أن يكون قرأ شيئا من علم الكلام أو أنه سمع من بعض الناس شيئا من هذا العلم .
في علم الكلام جملة مأثورة عند الأشاعرة يقولون وهم يظنون أنهم يثنون على ربهم بما يقولون ، هم يقولون " لله تعذيب الطائع و إثابة العاصي " !! هذه الجملة مذكورة في الجوهرة و في غيرها من الشروح و غيرها من المتون و هناك تفاصيل في هذه الجملة تضخّم المسألة جدا ، حيث يقولون لله تعالى أن يدخل محمّدا صلى الله عليه و سلم النار و يجعله في الدرك الأسفل منها ، و على العكس من ذلك لكني أريد أن أقول لا تستعجلوا حتى لا نظلم الناس لأنه ما يقولونه يكفيهم ظلما فما نريد أن تفهموا شيئا أكثر مما يقولونه ، قالوا على العكس من ذلك لله عز و جل أن يدخل إبليس الرجيم جنات النعيم و يجعل مقامه في المقام الأعلى لماذا ؟ قالوا لله تعذيب الطائع و إثابة العاصي حجتهم في ذلك مثل قوله عز و جل (( فعال لما يريد )) و قوله (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) لكن مثل هذه النصوص المطلقة لا يجوز الإعتماد عليها بدون ضمّها إلى نصوص أخرى مثلا الله تبارك و تعالى الذي يقول (( فعال لما يريد )) (( لا يسأل عما يفعل )) يقول (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )) إذن هذه الآية و أمثالها من الآيات الكثيرة و أحاديث أكثر تبين أن الله عز و جل حينما يقول (( فعال لما يريد )) لا ظالما و لا معرضا عن الحكمة و العدل و إنما (( فعال لما يريد )) مع حكمته تبارك و تعالى و عدله الذي لا مثل له حسبكم في هذا من الأحاديث الصريحة الصحيحة قوله عليه الصلاة و السلام ( قال الله تبارك و تعالى ) حديث قدسي ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ) هذا نص صريح له فائدتان إحداهما سلبية و الأخرى إيجابية ، السلبية أن الله عز و جل لا يظلم أما الإيجابية أن الله قادر على الظلم لأنه قال ( حرمت الظلم على نفسي ) فهو قادر على أن يظلم الناس و لكن الله عز و جل لا يظلم الناس شيئا و لكن الناس أنفسهم يظلمون هذا من تلك النصوص الكثيرة لما وجد أولئك من علماء الكلام مثل هذه النصوص الصريحة القاطعة بأن الله عز و جلّ يعامل عباده بمجموع الصفات العليا التي اتصف بها ليس فقط بصفة أنه فعال لما يريد كما يفهمون ، فعال لما يريد يعني ولو بظلم (( لا يسأل عما يفعل )) لأنه يظلم لا ، (( لا يسأل عما يفعل لأنه )) لأن الله عز و جل حكيم عليم يضع كل شيء في محله المناسب له فلا يستطيع أحد أن يسأله لما وضعت هذا هنا و هذا هنا لم أدخلت محمّدا الجنة و أعطيته الدرجة الرفيعة و ألقيت إبليس في أسفل سافلين من النار لا أحد يسأل هذا السؤال لأن الله عز و جل حكيم عليم يضع كل شيء في محله المناسب له لما وجد علماء الكلام مثل هذه النصوص القاطعة بأن الله عز و جل لا يعذّب الطائع حاشاه كيف و هو يقول في استفهام إنكاري (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )) قالوا لكي فقط ليدافعوا عن كلمة قالها بعض أسلافهم و كل إنسان خطاء فالحق أن يدعوا تلك الكلمة و لا يحاولوا إثباتها ولو بطريق العقل حيث رجعوا فقالوا شرعا لا يقال لله عز و جل تعذيب الطائع و إثابة العاصي قالوا و إنما يقال هذا عقلا وهذه مشكلة كانوا في مشكلة فوقعوا في مشكلة أخرى ذلك أنهم الآن يصورون للناس أن الإسلام شيء و العقل شيء ، فالعقل يجيز شيئا و الإسلام يمنعه وهل هذا هو الإسلام ؟ الإسلام يمشي مع العقل السليم كالتوئمين تماما لذلك نحن نقول لا عقلا و لا شرعا يجوز للمسلم أن يقول أو أن يصف ربه بقوله له تعذيب الطائع و إثابة العاصي كيف ألم نفهم ؟ ألم نعقل ربنا أنه حكيم ، عليم ، عادل هكذا فهمناه فكيف نكابر و نقول له عقلا أن يعذب الطائع ؟! على هذا لا يجوز إلا أن نقطع بأن الله عز و جل وعد المؤمنين الجنّة حتى لو سرق ، حتى أصحاب الكبائر يوما ما سيدخلون الجنة قطعا (( إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون )) و لا يجوز الشك إطلاقا في هذه الحقيقة ، و يقابلها حقيقة أخرى أن الكفار موش عندنا عند الله تبارك و تعالى وهم الذين بلغتهم الشريعة الإسلامية بأصولها الصحيحة غير محرّفة و لا مبدّلة ثم كفروا بها و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم فهؤلاء سيدخلون جهنم خالدين فيها أبدا بدون نهاية و هناك مرتبة بين المرتبتين العصاة من المسلمين هؤلاء إما أن يشمل الكثيرين منهم ربنا عز و جل بمغفرته فيدخلهم الجنة بدون عذاب أو أن يعذّبهم بسبب ذنوبهم ثم ينجيهم من الخلود في النار إيمانهم و لو كان هذا الإيمان مثل ذرة هذا الهباء الصغير مهما كان هذا الإيمان قليلا فهو إذا كان إيمانا صحيحا مطابقا للشريعة الإسلامية كتابا و سنّة فصاحبه لا يخلد في النار لا يخلد في النار إلا الكفار هذا الذي يجب على المسلم أن يعتقده ، المؤمن الذي مات على الإيمان الصحيح و كانت حسناته أكثر من سيئاته فهو في الجنّة " ترانزيت " بدون عذاب ومن كان قد ارتكب شيئا من المعاصي فإن لم يشمله الله عز و جل بمغفرته سيعذّب في النار بالمقدار الذي يستحقه ثم يخرج منها إلى الجنّة أما الكفار فيخلدون فيها أبدا كما هو نص القرآن ونص السّنّة المتواترة عن النبي عليه الصلاة و السلام .
في علم الكلام جملة مأثورة عند الأشاعرة يقولون وهم يظنون أنهم يثنون على ربهم بما يقولون ، هم يقولون " لله تعذيب الطائع و إثابة العاصي " !! هذه الجملة مذكورة في الجوهرة و في غيرها من الشروح و غيرها من المتون و هناك تفاصيل في هذه الجملة تضخّم المسألة جدا ، حيث يقولون لله تعالى أن يدخل محمّدا صلى الله عليه و سلم النار و يجعله في الدرك الأسفل منها ، و على العكس من ذلك لكني أريد أن أقول لا تستعجلوا حتى لا نظلم الناس لأنه ما يقولونه يكفيهم ظلما فما نريد أن تفهموا شيئا أكثر مما يقولونه ، قالوا على العكس من ذلك لله عز و جل أن يدخل إبليس الرجيم جنات النعيم و يجعل مقامه في المقام الأعلى لماذا ؟ قالوا لله تعذيب الطائع و إثابة العاصي حجتهم في ذلك مثل قوله عز و جل (( فعال لما يريد )) و قوله (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) لكن مثل هذه النصوص المطلقة لا يجوز الإعتماد عليها بدون ضمّها إلى نصوص أخرى مثلا الله تبارك و تعالى الذي يقول (( فعال لما يريد )) (( لا يسأل عما يفعل )) يقول (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )) إذن هذه الآية و أمثالها من الآيات الكثيرة و أحاديث أكثر تبين أن الله عز و جل حينما يقول (( فعال لما يريد )) لا ظالما و لا معرضا عن الحكمة و العدل و إنما (( فعال لما يريد )) مع حكمته تبارك و تعالى و عدله الذي لا مثل له حسبكم في هذا من الأحاديث الصريحة الصحيحة قوله عليه الصلاة و السلام ( قال الله تبارك و تعالى ) حديث قدسي ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ) هذا نص صريح له فائدتان إحداهما سلبية و الأخرى إيجابية ، السلبية أن الله عز و جل لا يظلم أما الإيجابية أن الله قادر على الظلم لأنه قال ( حرمت الظلم على نفسي ) فهو قادر على أن يظلم الناس و لكن الله عز و جل لا يظلم الناس شيئا و لكن الناس أنفسهم يظلمون هذا من تلك النصوص الكثيرة لما وجد أولئك من علماء الكلام مثل هذه النصوص الصريحة القاطعة بأن الله عز و جلّ يعامل عباده بمجموع الصفات العليا التي اتصف بها ليس فقط بصفة أنه فعال لما يريد كما يفهمون ، فعال لما يريد يعني ولو بظلم (( لا يسأل عما يفعل )) لأنه يظلم لا ، (( لا يسأل عما يفعل لأنه )) لأن الله عز و جل حكيم عليم يضع كل شيء في محله المناسب له فلا يستطيع أحد أن يسأله لما وضعت هذا هنا و هذا هنا لم أدخلت محمّدا الجنة و أعطيته الدرجة الرفيعة و ألقيت إبليس في أسفل سافلين من النار لا أحد يسأل هذا السؤال لأن الله عز و جل حكيم عليم يضع كل شيء في محله المناسب له لما وجد علماء الكلام مثل هذه النصوص القاطعة بأن الله عز و جل لا يعذّب الطائع حاشاه كيف و هو يقول في استفهام إنكاري (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )) قالوا لكي فقط ليدافعوا عن كلمة قالها بعض أسلافهم و كل إنسان خطاء فالحق أن يدعوا تلك الكلمة و لا يحاولوا إثباتها ولو بطريق العقل حيث رجعوا فقالوا شرعا لا يقال لله عز و جل تعذيب الطائع و إثابة العاصي قالوا و إنما يقال هذا عقلا وهذه مشكلة كانوا في مشكلة فوقعوا في مشكلة أخرى ذلك أنهم الآن يصورون للناس أن الإسلام شيء و العقل شيء ، فالعقل يجيز شيئا و الإسلام يمنعه وهل هذا هو الإسلام ؟ الإسلام يمشي مع العقل السليم كالتوئمين تماما لذلك نحن نقول لا عقلا و لا شرعا يجوز للمسلم أن يقول أو أن يصف ربه بقوله له تعذيب الطائع و إثابة العاصي كيف ألم نفهم ؟ ألم نعقل ربنا أنه حكيم ، عليم ، عادل هكذا فهمناه فكيف نكابر و نقول له عقلا أن يعذب الطائع ؟! على هذا لا يجوز إلا أن نقطع بأن الله عز و جل وعد المؤمنين الجنّة حتى لو سرق ، حتى أصحاب الكبائر يوما ما سيدخلون الجنة قطعا (( إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون )) و لا يجوز الشك إطلاقا في هذه الحقيقة ، و يقابلها حقيقة أخرى أن الكفار موش عندنا عند الله تبارك و تعالى وهم الذين بلغتهم الشريعة الإسلامية بأصولها الصحيحة غير محرّفة و لا مبدّلة ثم كفروا بها و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم فهؤلاء سيدخلون جهنم خالدين فيها أبدا بدون نهاية و هناك مرتبة بين المرتبتين العصاة من المسلمين هؤلاء إما أن يشمل الكثيرين منهم ربنا عز و جل بمغفرته فيدخلهم الجنة بدون عذاب أو أن يعذّبهم بسبب ذنوبهم ثم ينجيهم من الخلود في النار إيمانهم و لو كان هذا الإيمان مثل ذرة هذا الهباء الصغير مهما كان هذا الإيمان قليلا فهو إذا كان إيمانا صحيحا مطابقا للشريعة الإسلامية كتابا و سنّة فصاحبه لا يخلد في النار لا يخلد في النار إلا الكفار هذا الذي يجب على المسلم أن يعتقده ، المؤمن الذي مات على الإيمان الصحيح و كانت حسناته أكثر من سيئاته فهو في الجنّة " ترانزيت " بدون عذاب ومن كان قد ارتكب شيئا من المعاصي فإن لم يشمله الله عز و جل بمغفرته سيعذّب في النار بالمقدار الذي يستحقه ثم يخرج منها إلى الجنّة أما الكفار فيخلدون فيها أبدا كما هو نص القرآن ونص السّنّة المتواترة عن النبي عليه الصلاة و السلام .
5 - هل الرجل الذي يموت مؤمنا يدخل الجنة أو هو تحت مشيئة الله إما يدخله الجنة أو يعذبه بالنار ؟ أستمع حفظ
هل كان إبليس من الملائكة ؟
السائل : هل كان إبليس من الملائكة ؟
الشيخ : السؤال خطأ مزدوج لأنك أنت أردت تقول كان فقلت مو من الملائكة يعني هذا إقرار بالواقع
السائل : كان
الشيخ : هاه ، فالسؤال خطأ لأنه لم يكن يوما ما من الملائكة وهذا وهم شائع عند الناس يقولون أن إبليس كان طاووس الملائكة مو من الملائكة ! طاووس الملائكة .
الحقيقة أن إبليس كان جنّا صالحا يعبد الله مع الملائكة لكن لما اختبر سقط لما أمر بالسجود لآدم استعلى و استكبر و قال (( أأسجد لمن خلقت طينا )) لسنا الآن في هذا الصدد المهم أن هذا وهم شائع لأن القرآن يقول (( كان من الجن ففسق عن أمر ربه )) فهو لم يكن يوما ما من الملائكة .
الشيخ : السؤال خطأ مزدوج لأنك أنت أردت تقول كان فقلت مو من الملائكة يعني هذا إقرار بالواقع
السائل : كان
الشيخ : هاه ، فالسؤال خطأ لأنه لم يكن يوما ما من الملائكة وهذا وهم شائع عند الناس يقولون أن إبليس كان طاووس الملائكة مو من الملائكة ! طاووس الملائكة .
الحقيقة أن إبليس كان جنّا صالحا يعبد الله مع الملائكة لكن لما اختبر سقط لما أمر بالسجود لآدم استعلى و استكبر و قال (( أأسجد لمن خلقت طينا )) لسنا الآن في هذا الصدد المهم أن هذا وهم شائع لأن القرآن يقول (( كان من الجن ففسق عن أمر ربه )) فهو لم يكن يوما ما من الملائكة .
لما رفض إبليس السجود لآدم أخرجه الله من الجنة فكيف تمكن من الوسوسة لآدم في الجنة ليخرج منه وهل من أدلة على ذلك ؟
السائل : لما رفض إبليس السجود أخرجه الله من الجنّة و حرمها عليه و بقي آدم في الجنّة فكيف تمكّن إبليس من الوسوسة لآدم و حواء ؟ و هل من نصوص في بيان هذه ؟ جزاك الله خيرا .
الشيخ : السؤال هذا كيف ؟ سؤال خلفي و ليس بسلفي لأننا نقول لكم دائما و أبدا أن السؤال عن الأمور المغيبة لا يجوز و السائل بطبيعة الحال يشعر معي أنه ليس هناك آية بل و لا حديث أن الرسول عليه السلام بيّن لنا كيف تمكّن الشيطان من الوسوسة لآدم عليه الصلاة و السلام فلذلك فنحن نؤمن بأن الشيطان وسوس بنص القرآن أما الكيف فنخشى أن نقول السؤال عنه بدعة أخرجوا الرجل فإنه مبتدع .
الشيخ : السؤال هذا كيف ؟ سؤال خلفي و ليس بسلفي لأننا نقول لكم دائما و أبدا أن السؤال عن الأمور المغيبة لا يجوز و السائل بطبيعة الحال يشعر معي أنه ليس هناك آية بل و لا حديث أن الرسول عليه السلام بيّن لنا كيف تمكّن الشيطان من الوسوسة لآدم عليه الصلاة و السلام فلذلك فنحن نؤمن بأن الشيطان وسوس بنص القرآن أما الكيف فنخشى أن نقول السؤال عنه بدعة أخرجوا الرجل فإنه مبتدع .
7 - لما رفض إبليس السجود لآدم أخرجه الله من الجنة فكيف تمكن من الوسوسة لآدم في الجنة ليخرج منه وهل من أدلة على ذلك ؟ أستمع حفظ
هل يعتبر لبس السراويل من دون القميص والعمامة من التشبه بالكفار ؟
السائل : هل لبس السراويل تشبه بالكفار إذا كان من غير ارتداء القميص فوقها و العمامة ؟
الشيخ : ما أدري هل السائل يعني بالسراويل بالمعنى المفهوم لغة و إلا أراد أن يستعمل كلمة السروال بدل البنطالون حينئذ بعد الإستظهار ... البنطالون ، فإذا كان السائل يعني السروال الذي نفهمه و هو اللباس الفضفاض العريض الذي لا يزال يلبسه بعض المسلمين فأنا ما فهمت من أين يأتي التشبه هنا وما أدري ماذا خطر بباله ؟
السائل : الظاهر البنطالون .
الشيخ : فإذا كان يعني البنطالون ، فالبنطالون تكلمنا عنه مرارا و تكرارا ليس من لباس المسلمين لأنه يصف و يحجم العورة هو يضيق من حيث ينبغي أن يتّسع و يتّسع حيث ينبغي أن يضيق و هكذا اعكس لا تصب هكذا نظام اليوم الحياة مع الأسف فالتشبه يكون بلباس البنطالون ليس بلباس السروال إن كان عنى بالسروال البنطالون أو عنى شيئا آخر فلم نفهمه . غيره ؟
الشيخ : ما أدري هل السائل يعني بالسراويل بالمعنى المفهوم لغة و إلا أراد أن يستعمل كلمة السروال بدل البنطالون حينئذ بعد الإستظهار ... البنطالون ، فإذا كان السائل يعني السروال الذي نفهمه و هو اللباس الفضفاض العريض الذي لا يزال يلبسه بعض المسلمين فأنا ما فهمت من أين يأتي التشبه هنا وما أدري ماذا خطر بباله ؟
السائل : الظاهر البنطالون .
الشيخ : فإذا كان يعني البنطالون ، فالبنطالون تكلمنا عنه مرارا و تكرارا ليس من لباس المسلمين لأنه يصف و يحجم العورة هو يضيق من حيث ينبغي أن يتّسع و يتّسع حيث ينبغي أن يضيق و هكذا اعكس لا تصب هكذا نظام اليوم الحياة مع الأسف فالتشبه يكون بلباس البنطالون ليس بلباس السروال إن كان عنى بالسروال البنطالون أو عنى شيئا آخر فلم نفهمه . غيره ؟
هل يشترط للإمام في الصلاة أن يكون ملتحيا ؟
الشيخ : يقول السائل هل يشترط للإمام في الصلاة أن يكون ملتحيا ؟ نقول لا يشترط لصحّة الصلاة أن يكون ملتحيا لكني كنت أتمنّى أن يكون السؤال كالآتي هل يشترط في إيمان المسلم أن يكون ملتحيا ؟ هكذا ينبغي أن يكون السؤال .
و طبعا من كان منكم لا يزال مبتلى بهذه المعصية فلا يشكلن عليه تحويل السؤال على النحو السابق إلا من كان يرى أن الإيمان لا يقبل الزيادة فحينئذ يفهم أن هذا السؤال أنه حليق اللحية خارج من الإيمان فليس بمسلم لكن إذا علمتم أن الإيمان يقبل الزيادة و أنه مراتب لا يعلمها إلا الله عز و جل فحينئذ تفهمون الفهم الصحيح وهو أنه من كان حليقا فإيمانه ناقص بحيث يمكن إذا كان لنا أن نقيس على بعض تعابير الرسول عليه السلام يمكننا أن نقول لا إيمان له لكن ليس لنا مثل هذا القياس و المقيس عليه هو قول الرسول عليه السلام ( لا إيمان لمن لا أمانة له و لا دين لمن لا عهد له ) ففي هذا الحديث نفى الرسول عليه الصلاة و السلام الإيمان عن من لا أمانة له لا يؤدّي الأمانات إلى أهلها و هو يعني الإيمان الكامل الذي إذا تحقق فيه صاحبه كان ذلك بشيرا له بأنه من أهل الجنة أما إن نقص عن ذلك فهو يستحق دخول النار أما هل يدخلها أو لا ، هذا أمره إلى الله و حسابه عند الله لذلك نقول حلق اللحية معصية كبيرة فهي و إن لم تكن شرطا من شروط صحة الصلاة لأن كون الشيء شرطا من شروط صحة الصلاة قد يتوهّم بعض الناس أنه أمر كبير مع أن العكس هو الصواب كون الشيء شرطا من شروط الإيمان الكامل أخطر من أن يكون شرطا من شروط صحة الصلاة مثلا يقول الرسول عليه الصلاة و السلام ( لا يصليّن أحدكم و ليس على عاتقيه من ثوبه شيء ) لو صلى إنسان عاري نصف البدن الأعلى هذا معروف عند جميع الناس إلا أهل العلم بالحديث أنه هذا لا شيء عليه لأنه صلى ساتر العورة لكن الرسول عليه الصلاة و السلام يلفت النظر إلى أن في الصلاة شيء آخر يليق بالصلاة وهو أن يستر القسم الأعلى من بدنه أيضا كما قال ( من وجد إزارا و رداءا فليتزر و ليرتد فإن الله أحق أن يتزيّن له ) لكن هذا الرجل لو خرج يمشي في الطريق مكشوف القسم الأعلى ما عليه بأس إطلاقا من الناحية الإسلامية أما العرف فإذا خرجت أنت الرجل مكشوف القسم الأعلى و هو ليس بعورة عيّرك الناس حتى النساء أما إذا خرجن هن مكشوفات القسم الأدنى فلا بأس لأنه موضة !! المهم فهذا الكشف خارج الصلاة لابأس فيه فإذا كان هناك حكم عام يتعلق بالمسلم خارج الصلاة لا يجوز أن يكون حليقا فحينئذ هذا الحكم أخطر من أن يكون شرطا من شروط الصلاة يعني لو كان لا يجوز للمسلم أن يمشي مكشوف القسم الأعلى هذا أخطر و أشد في الحكم مما هو عليه الآن لا يجوز هكذا أن يصلي لكن يجوز أن يمشي هكذا و لذلك فيجب أن نتنبّه لهذه الأمور و نضعها في مواضعها فحلق اللحية ليس خاصا بالصلاة بل هي معصية خارج الصلاة و داخل الصلاة لكن الإنسان لو صلى وهو حليق صلاته صحيحة كما أن إيمانه صحيح لكن إيمانه ناقص صلاته ناقصة بطبيعة الحال و لذلك فنحن نغتنمها فرصة و نذكر المبتلين بأن يحاولوا الخلاص من هذه المصيبة لأنها مصيبة الدهر و الواقع لا يشعر بقباحتها إلا الذين عافاهم الله عز و جل ممن ابتلى به غيرهم إن أخطر ما يخشى على جماهير المبتلين بهذه المعصية أنه لم يبق عندهم حتى المرتبة الأخيرة من مراتب إنكار المنكر لأنه مات حسهم بأن هذه معصية قال عليه السلام كما تعلمون جميعا ( من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) فإذا مات القلب و لم يعد يحس بأن هذه معصية فليس من وراء ذلك ذرة من إيمان كما جاء في حديث آخر لذلك أرجو أن يبادر المبتلون إلى طاعة الله و الرسول و الخلاص من هذه الموبقة و المعصية .
ما حكم حلق الشاربين في الدين و هل حرمته كحرمة حلق اللحى ؟ هذا سؤال طريف لأن الواقع حلق الشاربين له صورتان ... .
السائل : السلام عليكم
الشيخ : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، كان في بعض السلف من الصحابة و غيرهم طبعا ممن ائتمروا بقوله عليه الصلاة و السلام ( و أعفوا اللحى ) كانوا يحلقون شواربهم وذلك فهم منهم للطرف الأول من الحديث ( أحفوا الشارب ) أو ( حفوا الشارب ) و في رواية ( ألهكوا ) و في أخرى ( جزّوا ) فهموا من هذه الأحاديث استئصال الشارب فكانوا يستأصلون الشارب و يعفون اللحى كما أمر الرسول عليه الصلاة و السلام لكن علماء آخرون لم يفهموا فهمهم الخاص للشوارب و إنما فهموا أن المقصود بالإستئصال و الحف و الجز هو ما يزيد على الشفة و ليس استئصال الشارب من أصله و جذره و لهم أدلة كثيرة على ذلك لسنا الآن في صددها من أوضحها ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث المغيرة بن شعبة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و قد وفى شاربه أي نمى و طال حتى سد الشّفة كما هو شأن بعض الذين خرجوا عن الإسلام قديما و حديثا ممن يتشّبهون بستالين و لينين و أمثالهم فيطيلون شواربهم فأخذ الرسول عليه السلام سواكا فوضعه تحت ما طال من الشارب و أخذ مقراضا سكينا فقرضه فكان هذا بيان عملي من الرسول عليه السلام لقوله ( أحفوا الشارب ) بمعنى استأصلوا ما زاد على الشّفة فهذا هو الصواب في مسألة الشارب ليس هو الحلق و لكن إذا كانت النيات لها علاقة ببعض الأعمال أحيانا فلا شكّ أنه ثمّة فرقا كبيرا بين أولئك الذين يأتمرون بالأمرين بإحفاء الشارب و إعفاء اللحى ولكنهم يخطؤون في فهم معنى الإحفاء لا شكّ أنه هناك فرقا كبيرا بين هؤلاء الذين يستأصلون شاربهم و بين الشباب اليوم الذين يستأصلون الشارب مع اللحية من باب التشبه بالكفار ولذلك فإذا كان الدافع على حلق الشارب هو التشبّه فهذا لا يجوز و إذا كان الدافع على ذلك هو الفهم الخطأ فهو خطأ وصاحبه مأجور عليه أجرا واحدا غير مأزور .
أحاديث النهي هل تفيد التحريم ؟ مثلا لا للحصر ( حفوا الشارب و أعفوا اللحى ) نقول نعم الأصل في الأمر يفيد الوجوب و مخالفته تفيد التحريم وهناك أمور كثيرة جدا اقترنت مع أمر الرسول عليه الصلاة و السلام بإعفاء اللحى بسطنا القول فيها في كتابي " آداب الزفاف في السنّة المطهرة " فمن شاء التوسّع فليرجع إليه
السائل : هل يجوز للرجل أن يأخذ من لحيته قبل أن تبلغ قبضة ؟ أي هل الواجب هو مجرّد الإطلاق أم القبضة ؟
الشيخ : الذي نختاره القبضة
السائل : ... .
الشيخ : فيها المسألة نظر و الأحسن اتباع السّنّة على كل حال .
و طبعا من كان منكم لا يزال مبتلى بهذه المعصية فلا يشكلن عليه تحويل السؤال على النحو السابق إلا من كان يرى أن الإيمان لا يقبل الزيادة فحينئذ يفهم أن هذا السؤال أنه حليق اللحية خارج من الإيمان فليس بمسلم لكن إذا علمتم أن الإيمان يقبل الزيادة و أنه مراتب لا يعلمها إلا الله عز و جل فحينئذ تفهمون الفهم الصحيح وهو أنه من كان حليقا فإيمانه ناقص بحيث يمكن إذا كان لنا أن نقيس على بعض تعابير الرسول عليه السلام يمكننا أن نقول لا إيمان له لكن ليس لنا مثل هذا القياس و المقيس عليه هو قول الرسول عليه السلام ( لا إيمان لمن لا أمانة له و لا دين لمن لا عهد له ) ففي هذا الحديث نفى الرسول عليه الصلاة و السلام الإيمان عن من لا أمانة له لا يؤدّي الأمانات إلى أهلها و هو يعني الإيمان الكامل الذي إذا تحقق فيه صاحبه كان ذلك بشيرا له بأنه من أهل الجنة أما إن نقص عن ذلك فهو يستحق دخول النار أما هل يدخلها أو لا ، هذا أمره إلى الله و حسابه عند الله لذلك نقول حلق اللحية معصية كبيرة فهي و إن لم تكن شرطا من شروط صحة الصلاة لأن كون الشيء شرطا من شروط صحة الصلاة قد يتوهّم بعض الناس أنه أمر كبير مع أن العكس هو الصواب كون الشيء شرطا من شروط الإيمان الكامل أخطر من أن يكون شرطا من شروط صحة الصلاة مثلا يقول الرسول عليه الصلاة و السلام ( لا يصليّن أحدكم و ليس على عاتقيه من ثوبه شيء ) لو صلى إنسان عاري نصف البدن الأعلى هذا معروف عند جميع الناس إلا أهل العلم بالحديث أنه هذا لا شيء عليه لأنه صلى ساتر العورة لكن الرسول عليه الصلاة و السلام يلفت النظر إلى أن في الصلاة شيء آخر يليق بالصلاة وهو أن يستر القسم الأعلى من بدنه أيضا كما قال ( من وجد إزارا و رداءا فليتزر و ليرتد فإن الله أحق أن يتزيّن له ) لكن هذا الرجل لو خرج يمشي في الطريق مكشوف القسم الأعلى ما عليه بأس إطلاقا من الناحية الإسلامية أما العرف فإذا خرجت أنت الرجل مكشوف القسم الأعلى و هو ليس بعورة عيّرك الناس حتى النساء أما إذا خرجن هن مكشوفات القسم الأدنى فلا بأس لأنه موضة !! المهم فهذا الكشف خارج الصلاة لابأس فيه فإذا كان هناك حكم عام يتعلق بالمسلم خارج الصلاة لا يجوز أن يكون حليقا فحينئذ هذا الحكم أخطر من أن يكون شرطا من شروط الصلاة يعني لو كان لا يجوز للمسلم أن يمشي مكشوف القسم الأعلى هذا أخطر و أشد في الحكم مما هو عليه الآن لا يجوز هكذا أن يصلي لكن يجوز أن يمشي هكذا و لذلك فيجب أن نتنبّه لهذه الأمور و نضعها في مواضعها فحلق اللحية ليس خاصا بالصلاة بل هي معصية خارج الصلاة و داخل الصلاة لكن الإنسان لو صلى وهو حليق صلاته صحيحة كما أن إيمانه صحيح لكن إيمانه ناقص صلاته ناقصة بطبيعة الحال و لذلك فنحن نغتنمها فرصة و نذكر المبتلين بأن يحاولوا الخلاص من هذه المصيبة لأنها مصيبة الدهر و الواقع لا يشعر بقباحتها إلا الذين عافاهم الله عز و جل ممن ابتلى به غيرهم إن أخطر ما يخشى على جماهير المبتلين بهذه المعصية أنه لم يبق عندهم حتى المرتبة الأخيرة من مراتب إنكار المنكر لأنه مات حسهم بأن هذه معصية قال عليه السلام كما تعلمون جميعا ( من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) فإذا مات القلب و لم يعد يحس بأن هذه معصية فليس من وراء ذلك ذرة من إيمان كما جاء في حديث آخر لذلك أرجو أن يبادر المبتلون إلى طاعة الله و الرسول و الخلاص من هذه الموبقة و المعصية .
ما حكم حلق الشاربين في الدين و هل حرمته كحرمة حلق اللحى ؟ هذا سؤال طريف لأن الواقع حلق الشاربين له صورتان ... .
السائل : السلام عليكم
الشيخ : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، كان في بعض السلف من الصحابة و غيرهم طبعا ممن ائتمروا بقوله عليه الصلاة و السلام ( و أعفوا اللحى ) كانوا يحلقون شواربهم وذلك فهم منهم للطرف الأول من الحديث ( أحفوا الشارب ) أو ( حفوا الشارب ) و في رواية ( ألهكوا ) و في أخرى ( جزّوا ) فهموا من هذه الأحاديث استئصال الشارب فكانوا يستأصلون الشارب و يعفون اللحى كما أمر الرسول عليه الصلاة و السلام لكن علماء آخرون لم يفهموا فهمهم الخاص للشوارب و إنما فهموا أن المقصود بالإستئصال و الحف و الجز هو ما يزيد على الشفة و ليس استئصال الشارب من أصله و جذره و لهم أدلة كثيرة على ذلك لسنا الآن في صددها من أوضحها ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث المغيرة بن شعبة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و قد وفى شاربه أي نمى و طال حتى سد الشّفة كما هو شأن بعض الذين خرجوا عن الإسلام قديما و حديثا ممن يتشّبهون بستالين و لينين و أمثالهم فيطيلون شواربهم فأخذ الرسول عليه السلام سواكا فوضعه تحت ما طال من الشارب و أخذ مقراضا سكينا فقرضه فكان هذا بيان عملي من الرسول عليه السلام لقوله ( أحفوا الشارب ) بمعنى استأصلوا ما زاد على الشّفة فهذا هو الصواب في مسألة الشارب ليس هو الحلق و لكن إذا كانت النيات لها علاقة ببعض الأعمال أحيانا فلا شكّ أنه ثمّة فرقا كبيرا بين أولئك الذين يأتمرون بالأمرين بإحفاء الشارب و إعفاء اللحى ولكنهم يخطؤون في فهم معنى الإحفاء لا شكّ أنه هناك فرقا كبيرا بين هؤلاء الذين يستأصلون شاربهم و بين الشباب اليوم الذين يستأصلون الشارب مع اللحية من باب التشبه بالكفار ولذلك فإذا كان الدافع على حلق الشارب هو التشبّه فهذا لا يجوز و إذا كان الدافع على ذلك هو الفهم الخطأ فهو خطأ وصاحبه مأجور عليه أجرا واحدا غير مأزور .
أحاديث النهي هل تفيد التحريم ؟ مثلا لا للحصر ( حفوا الشارب و أعفوا اللحى ) نقول نعم الأصل في الأمر يفيد الوجوب و مخالفته تفيد التحريم وهناك أمور كثيرة جدا اقترنت مع أمر الرسول عليه الصلاة و السلام بإعفاء اللحى بسطنا القول فيها في كتابي " آداب الزفاف في السنّة المطهرة " فمن شاء التوسّع فليرجع إليه
السائل : هل يجوز للرجل أن يأخذ من لحيته قبل أن تبلغ قبضة ؟ أي هل الواجب هو مجرّد الإطلاق أم القبضة ؟
الشيخ : الذي نختاره القبضة
السائل : ... .
الشيخ : فيها المسألة نظر و الأحسن اتباع السّنّة على كل حال .
اضيفت في - 2008-06-18