متفرقات للألباني-174
تتمة الكلام على الحديث السابق حول الرد على المتأولة لتحريم جميع الصور بأنواع من التويلات الباطلة .
الشيخ : ... فيؤكد ذلك حديث أو أحد أحاديث أبي هريرة المتقدمة الذي روى عن ربه تبارك و تعالى أنه قال ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة فليخلقوا حبة فليخلقوا شعيرة ) إذا هذا كلام الله و قد جاء في سبب رواية أبي هريرة رضي الله عنه لهذا الحديث أنه مر بمصور يصور صورا في قصر لأحد بني أمية يصور صورا على الجدران فروى له هذا الحديث فتلك الصور أيضا و لو أننا نتصور أنها ناتئة و بارزة و لكن ليست بتعبير الفقهاء مجسمة ... إذا فالرسول عليه السلام حينما قال ( كل مصور في النار ) إنما تلقى هذا المعنى من عند الله عز و جل و قد صرح في بعض الأحاديث أن الله هو الذي ينكر على المصورين تصويرهم و يوبخهم من الذي يتجرأ فيضاهي الله عز و جل فيذهب و يصور كتصوير الله عز و جل كما قال تعالى (( فتبارك الله أحسن الخالقين )) إذا حينما قال عليه الصلاة و السلام ( كل مصور في النار ) هذا من وحي السماء فهل غريب على وحي السماء أي على الله عز و جل أن ينزل على النبي صلى الله عليه و سلم حكما عاما يشمل جزئيات لم تأت بعد إذا استحضرنا هذه الحقيقة لا غرابة أن الرسول عليه الصلاة و السلام حين قال ( كل مصور في النار ) يعني أيضا المصورين الذين لم يكونوا في عهده عليه الصلاة و السلام لأن الله هو الذي ألهمه أن قول هذه الكلمة العامة الشاملة حتى للمصورين بالآلة الفوتوغرافية .
1 - تتمة الكلام على الحديث السابق حول الرد على المتأولة لتحريم جميع الصور بأنواع من التويلات الباطلة . أستمع حفظ
ذكر الشيخ لمناقشة حصلت بينه وبين بعض الدعاة في مسألة التصوير .
الشيخ : و أذكر جيدا أنه جرى بيني و بين بعض الدعاة الإسلاميين الذين مع الأسف ليس لديهم معرفة بالسنة حول هذه المسألة فذهب إلى أن هذه الصور التي جاء تحريمها في الأحاديث إنما يقصد بها الصور اليدوية و حجته بأن هذه الآلة لم تكن و هؤلاء المصورون بها لم يكونوا في عهد الرسول عليه السلام ، فذكرته أولا بهذه الحقيقة التي شرحتها لكم أن الرسول عليه السلام يتكلم عن الله حتى عن المغيبات و هذا من شمول الإسلام نحن في كثير من المحاضرات ندندن و نطنطن بعظمة الإسلام و أنه صالح لكل زمان و لكل مكان و أن أحكامه شاملة عامة ثم نتجاهل هذه الحقيقة في مثل هذه النصوص العامة ( كل مصور في النار ) هذا كما نقول ( كل بدعة ضلالة ) فيقولون لا ليس كل بدعة ضلالة كذلك كل مصور في النار لا ليس كل مصور في النار ( كل مسكر خمر و كل خمر حرام ) لا ليس كل مسكر خمر و ليس كل مسكر حرام هذا ضرب في صدر هذه الأحاديث و هذا لا يفعله المؤمن الذي يؤمن بالله و رسوله فقلت لهذا الداعية المشار إليه إذا كنت تحتج أن هذه الآلة لم تكن في عهد الرسول عليه الصلاة و السلام و لذلك فلا تشملها الأحاديث إذا أنت يلزمك بأن هذه الأصنام التي تنتج الآن بالآلات فنحن ... هذه الآلات لكن نتخيل مثل يقولون تأتي الذبيحة تذبح من هنا و تخرج ما أدري بعد كذا متر معلبة مدّخرة في العلبة كذلك هذه المعامل الضخمة يوضع فيها الشيء الجامد مثل مادة النيلون مثلا فيميع ثم يخرج هناك أصناما جاهزة ... فهذه الأصنام تماثيل مجسمة بلا شك فلقائل يقول أيضا على ميزان ذاك القائل و ما أكثرهم إذا هذه الأصنام تصنع بالآلات ليست أصناما و ليست محرمة و إن كان ظاهر قوله ( كل مصور في النار ) ( ومن صور صورة ... ) إلى آخره يشمل هذا النوع لكن هذا النوع لم يكن في عهد الرسول عليه السلام فهل تقول هذا ؟ و الله قليل ما نجد من ينصف و كان هذا من هذا القليل أنصف قال لا هذه أصنام قلت له و هذه صور فما الفرق ! هذه أصنام لكن الآن اختلفت و هذه صور الآن اختلفت فهي داخلة في عموم قوله عليه الصلاة و السلام السابق الذكر في عديد من الأحاديث .
تنبيه الشيخ على أن التفريق بين التصوير اليدوي والتصوير الآلي يليق بمذهب أهل الظاهر غير أنه يستحيل أن يقولوا به .
الشيخ : و هنا شيء لا بد من التنبيه عليه إما على الرغم من وجود هذه النصوص العامة التي لا تفرق بين مصور و مصور و بين صورة و صورة التفريق بين المصور اليدوي و المصور الآلي هذا التفريق إنما يليق بمذهب أهل الظاهر الذين يجمدون على بعض الألفاظ و لا يلحقون بها معان أو مسائل أخرى لا تشملها الألفاظ و إنما تشملها معانيها ، أهل الظاهر معروف عنهم الجمود على الألفاظ و كثيرا ما ضربت لكم أكثر من مثل واحد أقتصر الآن على مثال واحد لتوضيح من لم يتضح له مذهب أهل الظاهر فهناك حديث في الصحيحين ( نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن البول في الماء الراكد ) واضح أن المقصود من هذا النهي هو المحافظة على نقاوة الماء و على سجيته و طبيعته و ألا يعرض بالتلوث بالنجاسة سواء قلّت أو كثرت لأنه قد يتنجس فعلا هكذا فهم هذا الحديث جماهير العلماء أما أهل الظاهر فقالوا المنهي عنه البول في الماء الراكد مباشرة فمعنى هذا الكلام كما هو يقول فلو أنه بال في إناء ثم أراق هذا البول من الإناء في الماء الراكد جاز من الذي يقول بهذا المنطق ؟ أهل الظاهر الذين يقفون عند ظاهر اللفظ ظاهر اللفظ نهى عن البول في الماء الراكد الذي بال في إناء ليس فيه ماء هذا يقال لغة بال في الماء الراكد ؟ لا ، هذا بال في الإناء فجمد على هذا اللفظ لكن لو تأمل إلى مقصد الشارع من هذا النهي لعلم أن المقصود المحافظة على نقاوة الماء إذا هذه المحافظة أو هذه الغاية التي رمى إليها الشارع بهذا النهي يجب المحافظة عليها و المحافظة عليها يوجب علينا ألا ننظر إلى الوسيلة و لا نقف عند اللفظ الظاهر فسواء بال في الإناء في الماء الراكد مباشرة أو بال مثلا في أنبوب طال أو قصر ثم وصل هذا الأنبوب بما فيه من الجراثيم إلى الماء الراكد ما فيه فرق بين هذا و هذا هذا مثال ولا أريد أن أطيل الآن فقد طال الوقت الذين يقولون هذه الصورة التي صورها المصور بيده حرام أما إذا صورها بالآلة حلال هذا ابن حزم الظاهري يستحي أن يقوله ، و لذلك قلت لبعض المتورطين في مثل الجمود في مسألة التصوير قلت من باب التنكيت زعموا بأن شيخا من هؤلاء الذين يفرقون بين التصوير اليدوي فهو حرام و بين التصوير الآلي فهو حلال زعموا أن شيخا من هؤلاء زار تلميذا نابغا من تلامذته في بيته فرأى هذا التلميذ قد وضع صورة الشيخ في صدر المكان فوعظه و أنكر عليه أنا ... مرارا و تكرار أنه اقتناء الصور حرام لأنها تمنع دخول الملائكة فما بالك أنا وضعت صورتي قال له فضيلة الشيخ هذه صورة فوتوغرافية و هذه ليست صورة يدوية و نحن فهمنا منكم الفرق بين الصورة اليدوية فهي حرام ونحن اجتنبنا عنها و بين الصورة الفوتوغرافية فهي حلال هذه صورة فوتوغرافية فربط الشيخ على كتف التلميذ و قال له بارك الله فيك لقد فقهت وفهمت ! هذا فقه فلو أن إنسانا جاء إلى الصورة الأولى أي الصورة اليدوية التي يحرمها الشيخ ... صورة يدوية فصورها بالآلة الفوتوغرافية و أطاح تلك و وضع بديلها الصورة الفوتوغرافية هذه كمان من جملة إيش اللف و الدروان و الحيل فالصورة الأولى أي الصورة اليدوية حرام فنزعها و وضع مكانها الصورة الفوتوغرافية المأخوذة عن الصورة اليدوية هذه هي ظاهرية ابن حزم و هذا لا ينبغي أن يتورط الإنسان فيقول به و أخيرا ما الفرق من حيث النتيجة بين الصورة الفوتوغرافية و بين الصورة اليدوية ؟ الغاية التي من أجلها حرم الشارع الصور مطلقا كل ذلك يتحقق في الصورة سواء كانت فوتوغرافية أو يدوية .
3 - تنبيه الشيخ على أن التفريق بين التصوير اليدوي والتصوير الآلي يليق بمذهب أهل الظاهر غير أنه يستحيل أن يقولوا به . أستمع حفظ
ذكر الشيخ لعلة تحريم التصوير .
الشيخ : و الذي ظهر لنا أن الشارع حرم التصوير لأمرين اثنين الأمر الأول سبق التصريح به و هو يضاهون بخلق الله يعني يشابهون الله عز و جل في الخلق هذه الصورة الذي صورها شابه الله عز و جل في تصويره لخلقه فهذا سبب للتحريم ، سبب آخر استنبطه العلماء استنباطا مراعاة منهم للتاريخ البعيد حيث جاء في القرآن في قصة نوح عليه الصلاة و السلام مع قومه حينما نهاهم عن الشرك و دعاهم إلى عبادة الله وحده و ترك عبادة الأصنام لم يطيعوه و لم يصغوا إليه بل قال بعضعن لبعض كما قال تعالى (( لا تذرن آلهتكم و لا تذرن ودا و لا سواعا و لا يغوث و يعوق و نسرا )) يقول ابن عباس هؤلاء الخمسة كانوا عبادا لله صالحين فلما ماتوا و أرادوا دفنهم حيث يذكر الناس جميعا في المقابر جاءهم الشيطان بصورة ناصح قال هؤلاء هم من تعرفونهم في صلاحهم و إحسانهم إلى مجتمعهم فأنصح لكم بأن تميزوهم عن سائر الناس بأن تجعلوا قبروهم في أفنية دوركم فاستجابوا له و دفنوهم خارجين عن المقابر و قريبا من دورهم فكانوا كلما خرجوا من بيوتهم و دخلوا مروا عليهم في أول الأمر تذكروا أعمالهم الصالحة و ربما اقتدوا فمع الزمن بدأ الانفلات عن التوحيد إلى الإشراك بعض الشيء لكن الشيطان لم يقنع بهذا فجاء إلى الجيل الثاني و قال لهم هؤلاء كما علمتم من آبائكم هم من هم و لذلك فأنصح أن تتخذوا لهم أصناما خمسة لأن هذه القبور تذهب مع العوامل الطبيعية فاتخذوا لهم أصناما خمسة و وضعوها في مكان فزيّن لهم فيما بعد أن يضعوها في أماكن رفيعة تتناسب مع عظمتهم و ترجمة حالهم عندهم و كذا وضعت الأصنام في أماكن رفيعة فأخذوا يسجدون لها و يعظمونها من دون الله و ينذرون و يذبحون فوقعوا في الشرك الأكبر فأرسل الله إليهم نوحا عليه السلام ينذرهم مما هم فيه فتنادوا أن لا تسمعوا له و لا تطيعوه وقالوا (( لا تذرن آلهتكم و لا تذرن ودا و لا سواعا ... )) إلى آخره .
فإذا السبب الثاني الذي فهمه العلماء في سبب التحريم هو أن الصور كانت يوما ما سببا لتدرج الناس من الشرك الأصغر ثم إلى الشرك الأكبر ، و الله عز و جل غيور فهو يغار على عباده المؤمنين أن ينحرفوا و لو فردا واحدا و لو بعد ألوف السنين بسبب ما ينحرف عن التوحيد إلى الشرك و لذلك سد هذا الباب بالنهي عن الصور التي مطلقا سواء كانت مجسمة أو غير مجسمة و النوعان معروفان قديما و سواء كانت التصوير يدويا كما كان الشأن قديما أو التصوير الآلي كما هو الشأن حديثا تصوير آلي صور مجسمة و هي الأصنام و تصوير آلي على الورق الصور الفوتوغرافية المعروفة اليوم كل هذا وهذا حرام لما ذكرناه من أحاديث ومن التفقه فيها .
فإذا السبب الثاني الذي فهمه العلماء في سبب التحريم هو أن الصور كانت يوما ما سببا لتدرج الناس من الشرك الأصغر ثم إلى الشرك الأكبر ، و الله عز و جل غيور فهو يغار على عباده المؤمنين أن ينحرفوا و لو فردا واحدا و لو بعد ألوف السنين بسبب ما ينحرف عن التوحيد إلى الشرك و لذلك سد هذا الباب بالنهي عن الصور التي مطلقا سواء كانت مجسمة أو غير مجسمة و النوعان معروفان قديما و سواء كانت التصوير يدويا كما كان الشأن قديما أو التصوير الآلي كما هو الشأن حديثا تصوير آلي صور مجسمة و هي الأصنام و تصوير آلي على الورق الصور الفوتوغرافية المعروفة اليوم كل هذا وهذا حرام لما ذكرناه من أحاديث ومن التفقه فيها .
مسألة استثناء الدمى من الصور المحرمة لما ورد في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسرب إلى عائشة صاحباتها من أترابها ليلعبن معها.........) وما ورد عند أبي داود من قصة الفرس ذو الجناحين وكذا ما ورد في ذلك من الأحاديث مما فيه إباحة الصور للمصلحة الراجحة التي لا يخالطها مفسدة .
الشيخ : و هناك بحث أو تتمة لهذا البحث و هو بعد أن عرفنا أن الصور كلها محرمة على هذا التفصيل السابق فهل هناك شيء يستثنى منها ؟ الحديث الذي ترويه السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يسرب إليها صاحباتها من بنات جنساها و أترابها لتلعبن معها بلعب البنات أي بالصور التي كانت تصنع للبنت لتلعب بها و تتسلى في بيتها فكانت جيرانها من أترابها يسربهن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فيدفعهن إليها ليلعبن معها هذا حديث رواه البخاري في صحيحه و روى أبو داود عنها بإسناده الصحيح أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم دخل عليها يوما فوجدها بين لعبها و فيها خيل ذوات أجنحة فتعجب أو أظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم تعجبه قائلا ( خيل ذوات أجنحة ) فقالت " يا رسول الله ألم يبلغك أن خيل سليمان عليه السلام كانت ذوات أجنحة ؟ " فضحك الرسول عليه الصلاة و السلام و معنى هذا إقراره إياها على أمرين اثنين الأول على اللعب ، اللعب بهذه اللعب و الأمر الثاني أن هذه اللعب لا مانع و لا بأس أن تكون مجسمة و ممثلة لخلق لا وجود له إلا في الخيال و أعني بذلك الخيل ذاوت الأجنحة فنستفيد من هذا الحديث الأخير الذي رواه أبو داود فائدة لا نستفيدها من الحديث الأول الذي رواه البخاري و هما كلاهما معا نستفيد منهما فائدة جواز لعب الأطفال بالصور المجسمة أما حديث عائشة عند أبي داود فالفائدة التي نستفيدها ما كانت لتخطر على بالنا لولا أن بعض الكتاب في العصر الحاضر حمل الأحاديث المحرمة للتصوير على ما إذا كان التصوير مغايرا لما خلق الله و على ذلك حمل الحديث أو أحد الأحاديث المتقدمة في الدرس الماضي الحديث القدسي ( و من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة ، فليخلقوا حبة ، فليخلقوا شعيرة ) حمل هذا الحديث على التصوير المباين لما صوّر الله و خلق فاستفدنا ردا على هذا الحمل من حديث عائشة المذكور لأن عائشة صورت خيلا ذوات أجنحة فهذا يخالف ما خلق الله فلو كان التحريم منصبا فقط على الصور التي تخالف في صورتها ما صور الله و خلق لكانت هذه الصور من الخيل ذوات الأجنحة لم يقرها الرسول عليه الصلاة و السلام لأنها لا تشبه ما خلق الله .
فهذه الفائدة استقل بها حديث أبي داود عن عائشة دلنا على أن العلة في تحريم الصور ليس هو أنه لا يشبه خلق الله بل التحريم مطلق يشمل كل صورة يصنعها الإنسان المخلوق إلا بما نحن في صدد استثنائه الآن حيث إن حديث عائشة الأول و الثاني دل على جواز لعب الأطفال بلعب البنات يعني الدمى و كذلك يدل على ذلك حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه أن أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم كانوا حينما كانوا يصومون أطفالهم الذين لم يبلغوا الحنث و سن التكليف كانوا يصنعون لهم لعبا من العهن و القطن ليلتهوا بها عن الطعام و الشراب حتى يفطروا مع الصائمين الرجال الكبار فدل هذا الحديث و ذاك على جواز استعمال الصور التي الأصل فيها المنع فيما إذا كان يترتب على هذا الاستعمال فائدة راجحة لا يرتبط معها مفسدة واضحة هذا الحديث و ذاك الحديث حديث هام في نقدي و علمي لأنه يفسح المجال لأهل العلم أن يتخذوا مذهبا وسطا بين إباحة التصوير الذي جنح إليه اليوم كثير من العلماء و الكتاب إباحة عامة بحجة أن الصور اليوم تصور بالآلة الفوتوفراغية و قد عرفتم أن هذه الحجة حجة داحضة و بين علماء آخرين يلتزمون التحريم مطلقا دون أي استثناء فحديث عائشة و حديث الصحابة في اتخاذ اللعب من العهن فهذا و ذاك يدل أو يفسح المجال لأهل العلم أن يستثنوا بعض الصور من التحريم و هذا البعض ينبغي أن يكون مثل لعب عائشة و لعب الأطفال الصائمين أي لا يترتب من وراء ذلك إلا مصلحة أما لعب عائشة فالمصلحة فيها واضحة و هي ما في ذلك من تمرين الطفلة منذ حداثة سنها على الاعتناء بتربية أطفالها و أولادها و العناية بثيابها فتقا و رتقا و خياطة و نحو ذلك أما الحديث الآخر ففيه اتخاذ الصور ملهاة للأطفال عن الانصراف إلى الإفطار في الصيام الواجب فيمكن إذا تبين هذا إلحاق كل صورة بمثل هذه الصور إذا ترتب من وراء ذلك كما قلنا مصلحة راجحة و لم يقترن معها مفسدة ظاهرة .
فهذه الفائدة استقل بها حديث أبي داود عن عائشة دلنا على أن العلة في تحريم الصور ليس هو أنه لا يشبه خلق الله بل التحريم مطلق يشمل كل صورة يصنعها الإنسان المخلوق إلا بما نحن في صدد استثنائه الآن حيث إن حديث عائشة الأول و الثاني دل على جواز لعب الأطفال بلعب البنات يعني الدمى و كذلك يدل على ذلك حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه أن أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم كانوا حينما كانوا يصومون أطفالهم الذين لم يبلغوا الحنث و سن التكليف كانوا يصنعون لهم لعبا من العهن و القطن ليلتهوا بها عن الطعام و الشراب حتى يفطروا مع الصائمين الرجال الكبار فدل هذا الحديث و ذاك على جواز استعمال الصور التي الأصل فيها المنع فيما إذا كان يترتب على هذا الاستعمال فائدة راجحة لا يرتبط معها مفسدة واضحة هذا الحديث و ذاك الحديث حديث هام في نقدي و علمي لأنه يفسح المجال لأهل العلم أن يتخذوا مذهبا وسطا بين إباحة التصوير الذي جنح إليه اليوم كثير من العلماء و الكتاب إباحة عامة بحجة أن الصور اليوم تصور بالآلة الفوتوفراغية و قد عرفتم أن هذه الحجة حجة داحضة و بين علماء آخرين يلتزمون التحريم مطلقا دون أي استثناء فحديث عائشة و حديث الصحابة في اتخاذ اللعب من العهن فهذا و ذاك يدل أو يفسح المجال لأهل العلم أن يستثنوا بعض الصور من التحريم و هذا البعض ينبغي أن يكون مثل لعب عائشة و لعب الأطفال الصائمين أي لا يترتب من وراء ذلك إلا مصلحة أما لعب عائشة فالمصلحة فيها واضحة و هي ما في ذلك من تمرين الطفلة منذ حداثة سنها على الاعتناء بتربية أطفالها و أولادها و العناية بثيابها فتقا و رتقا و خياطة و نحو ذلك أما الحديث الآخر ففيه اتخاذ الصور ملهاة للأطفال عن الانصراف إلى الإفطار في الصيام الواجب فيمكن إذا تبين هذا إلحاق كل صورة بمثل هذه الصور إذا ترتب من وراء ذلك كما قلنا مصلحة راجحة و لم يقترن معها مفسدة ظاهرة .
5 - مسألة استثناء الدمى من الصور المحرمة لما ورد في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسرب إلى عائشة صاحباتها من أترابها ليلعبن معها.........) وما ورد عند أبي داود من قصة الفرس ذو الجناحين وكذا ما ورد في ذلك من الأحاديث مما فيه إباحة الصور للمصلحة الراجحة التي لا يخالطها مفسدة . أستمع حفظ
تنبيه الشيخ على أن لعب البنات المباحة هي التي تصنع في البيت .
الشيخ : أريد قبل الانتقال من هذا البحث إلى بحث جديد نسرد عليكم كالعادة أحاديثه من كتاب الترغيب أن أنبه على شيء لا يدخل في هذا الاستثناء و إن كان خلاف ما يظنه الكثيرون لعب البنات التي جاء الحديث بإباحتها إنما هي اللعب التي تصنع من داخل البيت فليس من هذه اللعب المباحة للأطفال الصغار هذه الأصنام و التماثيل التي ترد إلى بلادنا من بلاد الكفر و الفسق و الخلاعة باسم تسلية الأطفال فهذه اللعب ليست من صنع بيتنا و دارنا بل و لا من صنع بلادنا و إنما هي من صنع بلاد الكفر فإن هذه الصور ليس فيها ما في الصور التي تصنع في البيت مما أشرنا إليه من فائدة التدرب على الخياطة و نحو ذلك ، و لذلك فلا يظهر فيها السبب في الاستثناء لهذه الصور من التحريم بل زيادة على ذلك إن هذه الصور تحمل معها عادات الإفرنج ، عادات الكفار من حيث اللباس و الزينة و نحو ذلك فكأننا نقل بواسطة هذه الصور إلى بناتنا و هن بعد في سن الصغر العادات الكافرة فتعتاد عليها قبل أن تبتلى بلباسها ... الذي يمثل فتاة تلبس ما يسمى باللغة العربية بالتبان يعني اللباس الذي ليس له أكمام يعني الشرت مثلا الكالسون فهي ترى هذا فقد تنشأ على ذلك و تطلب نفسها مثل هذا اللباس و لو كان عرف و تدين أهل بيتها لا يساعدها على هذا اللباس و هي في هذا السن فتنشأ و تنشأ و تكبر و هي ترى هذه المناظر فتعتاد على ذلك و تتطلب نفسها فيما بعد مثل هذا اللباس و مثل هذه الزينة التي ليست هي زينة المسلمين ، لذلك لا أرى أن هذه التماثيل و الأصنام التي يشتريها الآباء للأولاد هي من الصور المستثناة من التحريم هذا الذي أحببت التذكير به والذكرى تنفع المؤمنين .
الكلام على بقية الأحاديث في باب التصوير والتزويق من خلال شرح الحديث الذي ورد فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتزر بمرط فيه صور رحال وبيان جواز الصور التي ليس فيها روح .
الشيخ : ... الذي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتّزر به إنما كان إما من صوف أو ... من غيره ثم ذكر أن هذا المرط كان مرحلا ففسر المرحل بأن عليه صور الرحال ففيه إشارة إلى أن التزويق و التصوير و التمثيل و هو التصوير كان معهودا في عهد الرسول عليه السلام و لكنهم كانوا يبتعدون عن تصوير ما له روح و حياة ذلك لأن الإسلام حرم التصوير ما دام صورة لها روح و سواء كانت هذه الصورة مجسمة أو غير مجسمة سواء كان لها ظل أو ليس لها ظل كمثل هذه الرحال التي كانت تصور في هذه ... أو في مثل هذا المرط الذي خرج للرسول عليه السلام على الصحابة يوما و عليه صور الرحال أي السرج يعني بدون راكب ، ففيه تنبيه إلى أن المسلم إذا أراد أن يشبع نهمة فنه كما يقولون اليوم فمجاله في هذه الحدود فيما أحل الله عز و جل من التصوير لكل شيء لا روح فيه فيجوز أن يصور الأشجار و الأنهار و الجبال و الصور الطبيعة كلها و لا يصور الإنسان و الحيوان هذا يؤخذ من كون مرط الرسول عليه السلام كان مرحلا عليه صور الرحال
7 - الكلام على بقية الأحاديث في باب التصوير والتزويق من خلال شرح الحديث الذي ورد فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتزر بمرط فيه صور رحال وبيان جواز الصور التي ليس فيها روح . أستمع حفظ
إذا اقتنع شخص بعدم جواز التصوير فهل له أن يحتفظ ببعض الصور للذكرى وهي عنه مخبأة ؟
الشيخ : إنسان اقتنع بعدم جواز التصوير فهل له أن يحتفظ ببعض الصور القديمة للذكرى علما أنه لا يعرضها ؟
كثر هذا السؤال و هو أمر عجيب إذا كنا اقتنعنا أن التصوير لا يجوز لا اقتناءه و لا تصويره و لا نحو ذلك فلماذا الإحتفاظ به في بيوتنا زعموا للذكرى ، فالذكرى هذه أو هذا النوع من الذكرى ليست ذكرى إسلامية هذه ذكرى كافرة أجنبية هم يتعاملون بهذه النماذج من هذه الذكريات يعملوا رحلة ياخذوا صورة واحد يقف أمام صخرة واحد أمام شجرة هذه الذكرى أما الذكرى الإسلامية الصحيحة و هو التناصح و التذاكر في العلم و التعامل بالأخلاق الحسنة الجميلة هذه هي الذكرى الحق و هذه هي التي يستفيد منها المسلم لذلك أنا أعتقد أن كل شاب مسلم ابتلي بزمانه بمثل هذه الذكرى الكافرة الأجنبية فاحتفظ عنده بصور لأصداقه فينبغي أن يبادر إلى تمزيقها و إلى عدم الاحتفاظ بها لأن الاحتفاظ بها أقل ما ... أنه يرى جواز التصوير و إن كان هو يقول أنا اقتنعت بأن التصوير حرام لكن هذا الاقتناع كما قال " و كل إناء بما فيه ينضح " هذا الاقتناع إذا كان صحيحا فسوف يبادر إلى تمزيق كل صورة لديه ، اللهم إلا ما لا بد منها لا يفهم بعض السامعين يمزقون الجوازات و الهويات و نحو ذلك لأنك ستضطر إلى أن تزيد ضرورة أخرى بأن تتصور مرة ثانية ... الأولى فالضروات تبيح المحظورات صحيح و لكن الضرورة تقدر بقدرها و نحن نعرف من سيرة السلف الصالح و عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم مع الفرق الكبير بيننا و بينهم نحن عشنا في جو إسلامي و مع ذلك فلا نعيش مع الأسف في جو إسلامي أما هم عاشوا في جو جاهلي ثم جاءهم الإسلام فعالج فيهم كثيرا من المنكرات منها الخمر فلما نزل تحريم الخمر ماذا فعل بالخمور التي كانت عندهم و كانوا لما اشتروها داخلة في باب الإباحة و باب الحلال لقد أراقوها حتى سالت الطرق في المدينة بالخمور ما واحد قال واحد منهم يا أخي ما كنت أعرف هو معذور لأنه ما كان فيه حكم شرعي يومئذ أما التصوير قبل ألف و أربعمائة سنة تأتينا الأحكام و الأحاديث عن الرسول عليه الصلاة و السلام تترى أن ( كل مصور في النار ) ( لا تدخل الملائكة فيه صورة أو كلب ) و بعدين نعيش في جو لا إسلامي كما ألمحت آنفا لأن المسلمين لا يعرفون الإسلام لا يعرفون دينهم قد كان هذا ثم هدى الله من شاء من الشباب المسلم فعليهم أن يحسنوا التوبة و أن يقلعوا عن كل هذه الصورة و أن يمزقوها شر ممزق إن كانوا حقيقة اقتنعوا بتحريمها ... .
كثر هذا السؤال و هو أمر عجيب إذا كنا اقتنعنا أن التصوير لا يجوز لا اقتناءه و لا تصويره و لا نحو ذلك فلماذا الإحتفاظ به في بيوتنا زعموا للذكرى ، فالذكرى هذه أو هذا النوع من الذكرى ليست ذكرى إسلامية هذه ذكرى كافرة أجنبية هم يتعاملون بهذه النماذج من هذه الذكريات يعملوا رحلة ياخذوا صورة واحد يقف أمام صخرة واحد أمام شجرة هذه الذكرى أما الذكرى الإسلامية الصحيحة و هو التناصح و التذاكر في العلم و التعامل بالأخلاق الحسنة الجميلة هذه هي الذكرى الحق و هذه هي التي يستفيد منها المسلم لذلك أنا أعتقد أن كل شاب مسلم ابتلي بزمانه بمثل هذه الذكرى الكافرة الأجنبية فاحتفظ عنده بصور لأصداقه فينبغي أن يبادر إلى تمزيقها و إلى عدم الاحتفاظ بها لأن الاحتفاظ بها أقل ما ... أنه يرى جواز التصوير و إن كان هو يقول أنا اقتنعت بأن التصوير حرام لكن هذا الاقتناع كما قال " و كل إناء بما فيه ينضح " هذا الاقتناع إذا كان صحيحا فسوف يبادر إلى تمزيق كل صورة لديه ، اللهم إلا ما لا بد منها لا يفهم بعض السامعين يمزقون الجوازات و الهويات و نحو ذلك لأنك ستضطر إلى أن تزيد ضرورة أخرى بأن تتصور مرة ثانية ... الأولى فالضروات تبيح المحظورات صحيح و لكن الضرورة تقدر بقدرها و نحن نعرف من سيرة السلف الصالح و عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم مع الفرق الكبير بيننا و بينهم نحن عشنا في جو إسلامي و مع ذلك فلا نعيش مع الأسف في جو إسلامي أما هم عاشوا في جو جاهلي ثم جاءهم الإسلام فعالج فيهم كثيرا من المنكرات منها الخمر فلما نزل تحريم الخمر ماذا فعل بالخمور التي كانت عندهم و كانوا لما اشتروها داخلة في باب الإباحة و باب الحلال لقد أراقوها حتى سالت الطرق في المدينة بالخمور ما واحد قال واحد منهم يا أخي ما كنت أعرف هو معذور لأنه ما كان فيه حكم شرعي يومئذ أما التصوير قبل ألف و أربعمائة سنة تأتينا الأحكام و الأحاديث عن الرسول عليه الصلاة و السلام تترى أن ( كل مصور في النار ) ( لا تدخل الملائكة فيه صورة أو كلب ) و بعدين نعيش في جو لا إسلامي كما ألمحت آنفا لأن المسلمين لا يعرفون الإسلام لا يعرفون دينهم قد كان هذا ثم هدى الله من شاء من الشباب المسلم فعليهم أن يحسنوا التوبة و أن يقلعوا عن كل هذه الصورة و أن يمزقوها شر ممزق إن كانوا حقيقة اقتنعوا بتحريمها ... .
اضيفت في - 2008-06-18