متفرقات للألباني-177
استفتاح الشيخ بخطبة الحاجة .
الشيخ : إن الحمد لله ، نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله ، فلا مضل له ، و من يضلل ، فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده ورسوله .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .
ذكر الشيخ لخلاصة ما ذكره في آخر الدرس الماضي مما ورد في حديث أبي هريرة .
الشيخ : كان درسنا الأخير و الذي قبله في التعليق على حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال ( للمسلم على المسلم خمس ... ) قرأنا عليكم الحديث مرارا و الرواية الأخرى ( ست ) و هذه السادسة هي قوله عليه السلام ( وإذا استنصحك فانصحه ... ) و تكلمنا على هذه الجملة بما يسر الله عز و جل في الدرس الأخير و كان الكلام حولها خلاصته أن النصيحة واجبة من المسلم للمسلم سواء طلبت منه أو لم تطلب إلا أنها آكد و أشد حينما تطلب منه فحينئذ يتأكد عليه أن ينصح أخاه المسلم وضحنا هذا بعض الشيء و وعدنا ببيان أن النصيحة قد تتطلب أحيانا من الناصح أن يذكر شيئا يعاب عادة و شرعا بل و يعتبر غيبة و مع ذلك ففي سبيل النصيحة يستساغ ذلك بل يجوز بل قد يجب ذلك أحيانا .
كلام الشيخ عن الغيبة الجائزة بناء على ماورد في الحديث السابق في الخصلة السادسة من حديث أبي هريرة وهي (فإذا استنصحك فانصحه ) .
الشيخ : فالغيبة التي هي محرمة بالكتاب و السنة و قد وصفها الرسول عليه السلام بما هو معلوم في صحيح مسلم ( ذكرك أخاك بما يكره ... ) هذه هي الغيبة ، فذكرك أخاك بما يكره أحيانا جائز بل قد يجب كما ذكرنا آنفا و للعلماء بحث طويل في هذا الموضوع و الإمام الغزّالي في كتابه الأحياء له كتاب خاص في كتبه الكثيرة كتاب " ذم الغيبة و النميمة " و الإمام الشوكاني رحمه الله له رسالة خاصة في هذا الموضوع و المهم أن تحريم الغيبة أمر مجمع عليه لا مجال للبحث فيه لا سيما و قد تقدم معنا في هذا الكتاب " الترغيب و الترهيب " الموضوع بأحاديثه الصحيحة و إنما الغرض الآن هو بيان ما يجوز من الغيبة مما يتحرج منه كثير من الناس إما تورعا ورعا باردا وإما جهلا بالإسلام فهذا النوع من العلم هو الذي ينبغي نشره وإذاعته بين الناس حتى يصبح معلوما كما الأصل في الغيبة معلوما عند الجميع ، الأصل في الغيبة التحريم فلا أحد يجهل في ظني من المسلمين أن استغابة المسلم للمسلم حرام و لكن الجماهير يجهلون أن هناك شيئا من الغيبة تجوز بل قد تجب ها هنا أدير الآن كلامي ربطا له بموضوع قوله عليه السلام ( و إذا استنصحك فانصحه ) إذا جاء مثلا شخص إلى رجل مسلم يسأله عن آخر إما يريد أن يشاركه مثلا ، أو يريد أن يتزوج منه من أهله من بنته من أخته إلى آخره ، فيسأله ماذا تعلم عن هذا الرجل ماذا تعلم عن أخته عن ابنته ؟ المعتاد في مثل هذا السؤال أن يجاب عليه باللهجة العامية المعروفة " كل الناس خير و بركة " و قد يعلم أن هذ المسؤال عنه ليس فيه كل الخير و كل البركة بل قد يكون العكس من ذلك فيه كل الشر يزعم هذا الذي يكتم الحقيقة عن هذا السائل المستنصح أنا أريد أن أشاركه مثلا بمال فهل هو أمين ؟ و قد يكون هو عامله و جربه و خبره عن قرب و كثب فوجده ليس أمينا فيكتم عنه و يستر عليه بزعم أن هنا تنطبق القاعدة العامة الغيبة ( ذكرك أخاك بما يكره ) بمثل هذا النوع .
3 - كلام الشيخ عن الغيبة الجائزة بناء على ماورد في الحديث السابق في الخصلة السادسة من حديث أبي هريرة وهي (فإذا استنصحك فانصحه ) . أستمع حفظ
ذكر الشيخ للبيتين في الغيبة الجائزة وشرحه لهما .
الشيخ : قال العلماء تقييدا للمبدأ العام في الغيبة المحرمة قالوا بيتين من الشعر و هذه ليست طبعا من أبيات الشعراء و إنما هو من شعر الفقهاء فقالوا :
" القدح ليس بغيبة في ستة *** متظلم و معرّف و محذر
و مجاهر فسقا و مستفت و من *** طلب الإعانة في أزلة منكر "
هذه الأنواع الستة جمعها أحد العلماء في هاتين البيتن لتحفظ و كل نوع من هذه الأنواع عليه دليل من السنة الصحيحة .
" القدح ليس بغيبة في ستة *** متظلم و معرّف و محذر
و مجاهر فسقا و مستفت و من *** طلب الإعانة في أزلة منكر "
هذه الأنواع الستة جمعها أحد العلماء في هاتين البيتن لتحفظ و كل نوع من هذه الأنواع عليه دليل من السنة الصحيحة .
شرح الخصلة الأولى المبيحة للغيبة وهو المتظلم وذكر الدليل عليها .
الشيخ : فأول ذلك قال " القدح ليس بغيبة في ستة متظلم " أولهم المتظلم الظلوم الذي يشكو ظلمه لغيره و في هذه الحالة لابد لهذا المظلوم من أن يذكر ظالمه و أن يذكر نوع ظلم إياه هذا بلا شك غيبة و لكن هذه الغيبة ليست داخلة في المبدأ العام و إنما هذه مستثناة حتى في القرآن الكريم قال تعالى (( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم )) ، إلا من ظلم فيجوز للمظلوم أن يذكر ظالمه بالسوء من القول لماذا ؟ لكي يتمكن من الوصول إلى حقه المهضوم و في هذه الحالة قال عليه الصلاة و السلام مبينا الآية ( لي الواجد يحل عرضه و عقوبته ) اللّيّ هو المماطلة ... على الذمة و يأتي صاحب الدين يطالبه فيماطله يقول له اليوم و بكرة و بعد بكرة كما هو معروف عند كثير من الناس و ليس ذلك عن عذر فعلا أي عن عن عدم وجود ما يؤدي به دينه و إنما هو للاستفادة من هذا المال الذي بين يديه و لو تضرر من تأخير أدائه لصاحبه فقال عليه الصلاة و السلام ( لي الواجد ... ) مماطلة الواجد لما ... به ما عليه من الدين ( يحل عرضه ) يحل للدائن أن ينال من عرضه و يجب أن نتذكر أن العرض في اللغة ليس هو ما يمس فقط شرف الإنسان من ناحية نسائه بل ما يمسه بصورة عامة في خلقه فهنا يحل عرضه أي يحل للدائن المماطل من المدين أن يذكره بالمماطلة و أنه رجل مثلا أعطيناه أعناه ديّناه إلى أجل مسمى و هو اليوم مضى الشهر و الشهران و الثلاثة وإلى آخره و لسى يماطل يماطل و ما هو عن فقر و إنما عن بخل و شح كما قلنا آنفا استغلال هذا المال لصالحه الخاص ، فيحل مطله لصاحب الحق أن ينال منه لا ينال منه أن يقول مثلا كنا جرت العادة من بعض الناس مما لا خلاق لهم يسبه لشرفه لأهله لأبيه ربما و إنما لا يتعدى أن ينال منه في شخصه أولا و فيما يتعلق بمماطلته من وفاءه بالدين ثانيا قال عليه السلام عطفا على عرضه قال ( و عقوبته ) و هذه العقوبة إنما هي للحاكم الحاكم يجوز أن يحبس الدائن المدين إذا ما تبين له أنه يستطيع الوفاء و لكنه يماطل فهذا من الأحاديث التي تشهد لاستثناء المظلوم فيما إذا استغاب ظالمه من الغيبة المحرمة و هناك قصة وقعت في عهد الرسول صلوات الله و سلامه عليه فيها أولا الشاهد لهذا المستثنى من الغيب و فيها شيء من أسلوب الرسول صلوات الله و سلامه عليه في معاجالته أخطاء الظالمين و في انتصاره للمظلومين فقد جاء في الأدب المفرد للإمام البخاري و سنن أبي داود و غيرهما من حديث أبي هريرة و غيره أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله جاري ظلمني فأمره عليه الصلاة و السلام بأن يخرج متاعه و يجعله على قارعة الطريق عفش البيت قال له أطلعه وضعه في الطريق و واضح المقصد و المغزى من هذا الأمر النبوي و هو أن الناس سيسترعي انتهابهم و يلفت أنظارهم إنسان أخرج متاع البيت عفشه كله فوضعه في حافة الطريق فلا بد أن يتساءلوا وأن يسألوا ما لك ؟ و هذا الذي وقع فما كان منه إلا أن يقول جاري ظلمني ! فما يكون من الناس و هم العهد بتوجيهاتهم الإسلامية الصريحة الصحيحة التي لا تعرف للنفاق و المداهنة معنى فما يكون منهم إلا أن يدعوا على جاره الذي ظلمه بقولهم قاتله لعنه الله فكانت هذه المساب أو الشتائم كافية لتأديب الرجل و لذلك ما كان منه إلا أن ذهب إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم و قال يا رسول الله مر جاري بأن يرجع متاعه إلى داره و قد لعنني الناس قال ( لقد لعنك الله قبل أن يلعنك الناس ! ) بسبب إيذاءه لجاره المسلم و هنا حينما جاء الرجل أولا إلى النبي صلى الله عليه و سلم شاكيا قائلا جاري ظلمني يتساءل ترى هذا الجار ألا يكره أن يقال أمام الناس بل أمام سيد الناس أنه ظالم ؟ لا شك أنه يكره ذلك إذا هذا يمكن أن يدخل تحت المبدأ العام ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) فهل هذا النوع يدخل تحت المبدأ العام ؟ الجواب لا لماذا ؟ لأنه لم يقل لم يستغب هذا المظلوم أخاه الظالم من باب يعني ... النفس و شفاء غيظها و إنما محاولة منه للوصول إلى رفع الظلم عنه من جاره الظالم و لهذا لم يقف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من هذا الجار المظلوم موقف المنكر عليه لا لا هذه غيبة هذه ليست غيبة داخلة في المبدأ العام هذا الذي ينبغي أن يحفظ و هذا هو النوع الأول قال " متظلم " .
شرح الخصلة الثانية المبيحة للغيبة وهو المعرف وذكر الدليل عليها .
الشيخ : والنوع الثاني " ومعرّف " و هذا فيما يقع كثيرا و كثيرا و يخل كثير من الناس للقيام به ، المعرف لو أمثله من واقع حياتنا كما ذكرنا آنفا و لكن السنة لا بد من الاستشهاد بها لا سيما في مثل هذه النقطة الحساسة التي هي تقييد لهذا المبدأ العام الغيبة ذكرك أخاك بما يكره إلا في كذا و كذا ستة المواطن التي سمعتموها فمنها المعرف فالسنة حفظت لنا مثالا صالحا لما نحن فيه حيث جاءت في صحيح البخاري و غيره أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إن أبا جهم بالميم أبا جهم و لا يختلفن على أسماعكم بأبي جهل و إنما هو أبو جهم هو من أصحاب الرسول عليه السلام الذين آمنوا به قالت هذه المرأة " إن أبا جهم و معاوية خطباني " كأنها تقول فبما تنصح يا رسول الله فالرسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينصحها بأحدهما و لكنه ذكر لها ما لا بد من ذ كره مما نحن في صدده مما يمكن أن يعتبر ذلك بعض الجهلة أو بعض المتنطعين غيبة الرسول عليه السلام استغاب لكن استغاب استغابة جائزة بل واجبة لماذا ؟ لأنه عليه الصلاة و السلام كان جوابه لها وصف كل من الخاطبين لها أو بالأحرى بيان عيب كل من الرجلين بالنسبة لعرف النساء عادة قال عليه الصلاة و السلام ( أما أبو جهم فرجل لا يضع العصا عن عاتقه ) و هذا طبعا لا يسر النساء على التفسيرين المذكورين عند العلماء لأن هذه الجملة فسروها بمعنيين أولهما أقوى عندنا من الآخر المعنى الأول أنه ضراب للنساء لما قال عليه السلام ( لا يضع العصا عن عاتقه ) كناية بأن يضرب زوجته بأقل خطيئة تبدر منها و هو بالطبع شيء لا يرغب فيه النساء فكأنه يقول الرجل لا عيب فيه إلا هذا فإذا كان عندك استعداد تتحمليه فهو نعم الرجل ( وأما معاوية فرجل صعلوك ) ... فاتني ذكر التفسير الثاني لقوله عليه السلام ( فرجل لا يضع العصا عن عاتقه ) أي أنه كناية على أنه كثير الأسفار لأن العرب عادة يضعون المحجن العصا على كتفهم و يعلقون الزاد على رأس العصا و يمشون و يسافرون فهذا كناية على أن الرجل كثير الأسفار و هذا أيضا عيب بالنسبة للنساء لأن النساء إلا القليلات منهن يرغبن في أزواجهن أن يكونوا مثلهن من قواعد البيوت و أن لا يخرجوا لا سيما في مرات و في أيام كثيرة و كثيرة و في الأسفار و لو بسبب طلب الرزق فهذا أيضا عيب بالنسبة للنساء لكن جاءت روايات أخرى فحددت بأن المراد بهذه الجملة اللطيفة ( لا يضع العضا عن عاتقه ) أنه يضرب النساء لأتفه الأسباب أما الرجل الآخر الذي خطبها فقد قال عليه الصلاة والسلام فيه أما معاوية فرجل صعلوك طبعا لا يذهبن إلى بال أحدكم إلى معاوية حينما صار ملك الملوك و خليفة المسلمين هذه الدنيا يكون الإنسان في بداية الأمر صعلوكا ثم تدور الدنيا و يدور الدولاب و إذا يصبح بحق أو بباطل هذا بحث ثاني يصبح رئيسا فمعاوية يوم خطب تلك المرأة كان رجلا فقيرا كان رجلا صعلوكا لا يؤبه له و لا أحد يلتفت إليه و هذا أيضا عيب بالنسبة للنساء النساء بدهم رجل حسيب النسيب الجميل ، الوجيه إلى آخره هكذا فعل الرسول عليه السلام ذكر لها عيب كل من الخاطبين و هنا الشاهد هل هذه غيبة ؟ الجواب لا أولا لأن الرسول حاشاه أن يقع فيما نهى الناس عنه و ثانيا لأن الغيبة المحرمة هي التي ينال الإنسان من غيره دون أن يبتغي من وراء ذلك مصلحة خاصة لمسلم أو عامة لمسلمين و هاهنا بدهي جدا أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما وصف كلاّ من الرجلين لتلك المرأة لم يقصد النيل منهما و لم يكن بينه و بين أحد منهما أي عدواة مطلقا ولكنه ذكر ذلك نصحا للسائلة حين قالت " إن أبا جهم و معاوية خطباني " قال عليه الصلاة والسلام ( أما أبو جهم فرجل لا يضع العصا عن عاتقه و أما معاوية فرجل صعلوك ) ماذا كان عاقبة هذه الاستشارة من هذه المرأة و توضيح الرسول عليه السلام لها ما سمعتم أن انصرفت عن كل من الرجلين فدلها الرسول عليه السلام على رجل من الصحابة من أفاضل الصحابة أظنه إن لم تخني ذاكرتي أسامة بن زيد قالت فوجدت منه الرجل الصالح أو كما قالت تزوجته و وجدته هو البغية و هو المقصود لو أن مثل هذا الأمر وقع اليوم و يقع كثيرا و كثيرا و سمع أحد أولئك الجاهلين أو المتنطعين رجلا يقول لفلانة التي استنصحته أما فلان فعيبه كذا و كذا و فلان عيبه كذا يا أخي ليش تقطع رزقها هكذا يقولون يجهلون أن الدين النصحية و لذلك العلماء جزاهم الله خيرا جمعوا لنا الموضوع من جميع جوانبه فما تركوا حديث الرسول عليه السلام ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) هكذا على الإطلاق حتى يعيش المسلمون دون أن يتناصحوا بل وضحوا أن هناك أمورا داخلة في معنى الغيبة بصورة عامة لكنها مستثناة من حكم التحريم فيها فقد تبين معنا الآن النوع الأول المتظلم و النوع الثاني المعرف و معرف فهذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرّف تلك المرأة بحال خطيبيها .
شرح الخصلة الثالثة المبيحة للغيبة وهو المحذر وذكر الدليل عليها .
الشيخ : أما الثالث فهو المحذر " متظلم و معرف و محذر ... " التحذير هذا أمر خطير جدا و هذا ينبغي أن نتتخلق نحن بهذا الخلق و لا ندع الناس كما يروي بعض الغافلين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال " دعوا الناس في غفلاتها " لفقوا حديثا الجزء الأول من كلامه و الكلمة الأخيرة من كلامهم الباطل قوله عليه السلام ( دعوا الناس ... ) كلام ثابت في صحيح مسلم و لكن تمامه ليس له علاقة بتلك اللفظة التي ألصقها بالحديث الصحيح إما جاهل أو مغرض تمام الحديث في صحيح مسلم ( دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض ) و هذا له علاقة بالسماسرة الذين يخرجون عادة قديما و ربما يكون شيء من هذا حتى اليوم تاجرا قديما كان يخرج الرجل فيتلقى البدو الذين يأتون بالخيرات بالسمن ، الزبدة بالحليب بالقشطة إلى آخره من خارج البلد فيضع لهم السعر الذي يرضاه هو ففي مثل هذا قال عليه الصلاة و السلام ( دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض ) يعني يدخلوا السوق و يبيعوا كما ييسر الله عز و جل فجاء بعض الجاهلين و المغرضين كما قلنا فحذف تمام الحديث و نصب مكانها كلمة و هي ( غفلاتها ) " دعوا الناس في غفلاتها " و ما كنت أظن أن مثل هذا الحديث ينطلي على فقيه قد ينطلي أن يكون حديثا غير صحيح أما ينطلي عليه معناه و يتأثر به و هنا الشاهد ما كنت أظن هذا حتى سمعت بأذني و أنا في أول طلبي للعلم و كان لم يصل علمي يومئذ إلى هذا الذي أحدثكم به الآن أن هذا الحديث بهذا اللفظ لا أصل له حتى فوجئت به من أحد المشايخ توفي عليه رحمة الله حيث كان هناك مسجد في منطقة كنا نسكن فيها قديما مع والدي رحمه الله فيه قبر فكنت أحاول أن أبين للناس أن الأمر كما قال ابن القيم رحمه الله مسجد و قبر لا يجتمعان في دين الإسلام و كان جمهور الناس يستغربون هذا لأنهم مع الأسف الشديد يجدون أكثر مساجدهم القديمة فيها قبر أو اكثر و ما سمعوا أحدا من هؤلاء المشايخ يقول لهم مثل هذا الكلام أنه على الأقل لا يجوز أن يكون في المسجد قبر و كان لي صديق و كانت صداقته لي حديثة العهد فلما بلغه ما أقول أخذني عند ذلك الشيخ و بظنه أن هذا الشيخ رجل عالم فاضل و أنه سيقيم الحجة علي فاجتمعت به و في داره و إذا بالشيخ جمع بين أمرين متناقضين أولا كان عند حسن ظني به حيث أنه وافقني على هذا الحكم و هذا قل من وافقني حتى اليوم من المشايخ لأن الأمر قد عم و طم لا سيما و أكثرهم لا يعلمون من السنة إلا شيئا قليلا جدا أما هذا الرجل فوافقني و لكن بقدر ما سرني أحزنني لكن قال يا أخي ماذا نقول للناس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " دعوا الناس في غفلاتهم " أنا قلت آنفا بأن هذا الحديث لم أكن قد سمعته من قبل و لكن قلت له يا شيخ هل هذا الحديث صحيح ؟ قال نحن قرأناه في الكتب قلت لكن إذا كان هذا الحديث صحيح أين الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ؟ يعني جادلته بما عندي من الثقافة العامة و أما هذا الحديث فلم يكن به عندي علم فهذا معناه يا شيخ تعطيل الحكم حكم شرعي ، الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر المأمورين به في القرآن و السنة إلى آخره غمغم الموضوع و... الموضوع لكن أنا بالي انشغل هل يوجد في الدنيا مثل هذا الحديث فما كدت أنتهي و لو بعد ... مـتـأخر من الليل و أصل إلى الدار إلا رأسا بدأت أبحث فيه و إذا هو مذكور في الكتب التي تميز الصحيح من الضعيف مما لا أصل له و لا أزال أذكره أنني أول ما رجعت إلى كتاب " كشف الخفاء و مزيل الإلباس عن الأحاديث المشتهرة بين الناس " للشيخ إسماعيل العجلوني و إذا به يذكر الحقيقة السابقة أن الحديث في صحيح مسلم ( دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض ) أما " دعوا الناس في غفالاتها " فهو ينقل فيما أظن عن الحافظ السّخاوي أو العسقلاني أن هذه اللفظة لا أصل له فقلت الحمد لله فالبحث الذي بحثته استنادا للمبادئ العامة طابق الواقع أن هذه اللفظة لا تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأعود لأقول إن النبي صلى الله عليه و سلم بعد أن وضح لنا فيما سبق من الأمثلة أنه لا مانع من ذكر المسلم لعيب فيه نصحا لغيره أو تحذيرا فليس يجوز للمسلم اليوم أن يقول تلك الكلمة التي قلناها آنفا ... برزقها أو رزقه ! كذلك التحذير ، التحذير أمر هام لأنه أيضا داخل في باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و من أحاديث الرسول عليه السلام قوله ( لا تصاحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقي ) فإذا رأيت أيها المسلم أخاك المسلم يصاحب رجلا سيء الخلق أو يخالط شبابا منحرفين عن الإسلام عن شريعة الله فواجب عليك أن تحذرهم لتحذير الرسول عليه السلام في الحديث السابق ( لا تصاحب إلا مؤمنا ) لماذا ؟ لأن الأمر كما يقول العامة أخذا من أحاديث الرسول عليه السلام الصحيحة " الصاحب ساحب " فحينما ترى الشاب الناشيء في طاعة الله يخالط شبابا سفهاء لا خلاق لهم فيجب أن تخشى عليه أن يسحبوه إلى ما لا خلاق لهم و لذلك ينبغي عليك أن تحذرهم فالصاحب ساحب هذا مأخوذ من قوله عليه الصلاة و السلام في البخاري و مسلم قال ( مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك إما أن يحذيك - يعطيك - و إما أن تشتري منه و إما أن تشم منه رائحة طيبة ) فأنت على كل حال ربحان أقل شيء تشم شيئا تستفيد به والإنسان ينفق قسطا من ماله في سبيل أن يستشم الروائح الطيبة الزكية فإذا صاحبت المسلم الرجل الصالح فأنت لا بد مستفيد منه كمثل بائع المسك إما أن يعطيك مجانا و إما أن تشتري منه بالفلوس و إما أن تشم منه رائحة طيبة ( و مثل الجليس السوء كمثل الحداد إما أن يحرق ثيابك و إما أن تشم منه رائحة كريهة ) فإذا الصاحب ساحب فعلا إن كان صالحا نفعك و لو نفع بسيط جدا كالرائحة الطيبة و إن كان طالحا أضر بك إما ضررا بالغا و هو الذي قال عنه بأنه يحرق ثيابك و إما دون ذلك بأن تشم منه رائحة كريهة نعم .
السائل : ... .
الشيخ : أيضا يذكرنا الأستاذ بقوله عليه السلام ( المرء على دينه خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) من يتخذ له خليلا و صاحبا و صديقا على دين خليله هذا كله يؤكد هذا المعنى المشهور الصاحب ساحب فلذلك فليس من الغيبة إذا أردت أن تحذر مسلما من مصاحبة جماعة أو فرد أن تقول فلان فيه كذا و كذا لأنك لا تريد الشماتة في هذا و إنما تريد تحذير صاحبك منه هذا القسم الثالث المحذر .
السائل : ... .
الشيخ : أيضا يذكرنا الأستاذ بقوله عليه السلام ( المرء على دينه خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) من يتخذ له خليلا و صاحبا و صديقا على دين خليله هذا كله يؤكد هذا المعنى المشهور الصاحب ساحب فلذلك فليس من الغيبة إذا أردت أن تحذر مسلما من مصاحبة جماعة أو فرد أن تقول فلان فيه كذا و كذا لأنك لا تريد الشماتة في هذا و إنما تريد تحذير صاحبك منه هذا القسم الثالث المحذر .
شرح الخصلة الرابعة المبيحة للغيبة وهو المجاهر بالفسق وذكر الدليل عليها .
الشيخ : ثم قال " و مجاهر فسقا " المعلن فسقه و فجوره و عصيانه لله تبارك و تعالى لا يبالي بذلك إطلاقا و هذا فرق بين من يعصي الله و يتستر بمعصيته هذا لا يجوز استغابته هذا داخل في الميدأ العام أما الذي يعلن فسقه و فجوره بل و قد يفتخر بذلك و لا يبالي بالناس أي مبالاة فهذا لا غيبة له فهذا كما قال عليه السلام في الحديث الصحيح ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين )قالوا " من هم يا رسول الله ؟ " قال ( هم -أو- هو الذي يبيت يعصي الله عز و جل ثم يصبح فيحدث الناس بما فعل فيكشف ستر الله عنه ) (كل أمتي معافي ... ) يعني ربنا عز و جل يعافي المبتلين بالمعاصي المتسترين بها ما لا يعافي الجاهرين بها لا سيما إذا اقترن مع الجهل المباهاة و المفاخرة فهذا تأثيره أشد كثير يعني الجهر بالمعصية أشد تأثيرا من المعصية التي ... و التفاخر بالمعصية أشد تأثيرا و أشد إضرارا للآخرين من الذي يجهر بها فقط و لا يتفاخر بها فهذا الذي يفسق و يخرج عن طاعة الله عز و جل علنا لا يخشى الله و لا يستحيي من عباد الله فهذا ليس له غيبة و لا أستدل على هذا بما هو مشهور ببعض كتب الرقائق و التصوف مما يعزى إلى الرسول صلى الله عليه و سلم و لا يصح كقولهم " ليس لفاسق غيبة " و قولهم " أترعون " يقولون عن الرسول عليه السلام " أترعون عن ذكر الفاجر بما فيه اذكروا الفاجر بما فيه يحذره الناس " هذا الحديث و ذاك من جملة الأمثلة الكثيرة التي تجعل علماء الحديث يقولون لا ينبغي النظر إلى الحديث تصحيحا من زواية معناه فإذا كان معناه صحيحا فيكون الحديث صحيحا بمعنى يكون الرسول عليه السلام قد قاله ؟ الجواب لا ، لا يلزم من صحة المعنى صحة المبنى صحة تركيب الجملة و أن الرسول عليه السلام هكذا قالها لا تلازم بين الأمرين أبدا و إلا لم يكن هناك حكماء لم يكن هناك علماء يتكلمون بالكلام الحسن و بالحكم مع أن هذا موجود بطبيعة الحال فالحكم التي تصدر من العلماء مستقاة بلا شك من الكتاب و السنة لكن ألفاظها و تركيب جملها لن تصدر من الرسول صلوات الله و سلامه عليه لذلك لا يجوز أن ينسب كل كلام جميل أو صحيح في نفسه إلى الرسول عليه السلام لأننا نعلم يقينا أن الناس لا يزالون ينطقون بالحكمة ، و ندري أن الرسول عليه السلام و إن كان هو ... الحكمة و لكنه لم يتكلم بكل شيء بمثل هذه الجمل التي وردت إلينا ، أريد أن أقول ليس لفاسق غيبة هذا صحيح أي معناه لكن ما ثبت عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كذلك في الحديث الثاني و هو أبدع في التعبير قال " أترعون - أتتورعون - عن ذكر الفاجر بما فيه " الحقيقة أنا لسان حالي الآن هو تحذير الناس من أن يقعوا في مثل هذا التورع البارد رجل عاث في الأرض فسادا فسقا و فجورا جهرا و علنا هذا من الورع لا لا تستغيبه لا ، فهذا المعنى صحيح لكن المبنى أي الجملة ما صحت نسبته إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال " أترعون عن ذكر الفاجر بما فيه " استفهام استنكاري لا تتورعوا هذا التورع البارد " اذكروا الفاجر بما فيه يحذره الناس " صحيح الغاية من ذكر الفاجر الفاسق المعلن بفسقه و فجوره هو تحذير الناس منه .
أقول لا أستدل على هذا النوع الرابع و هو المجاهر فسقا لا أستدل على استثناءه من الغيبة المحرمة بحديث " ليس لفاسق غيبة " والحديث الآخر " أترعون عن ذكر الفاجر بما فيه اذكروا الفاجر بما فيه يحذر الناس " ، و إنما كما أقول دائما و أبدا فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يغني العالم الفقيه عما لم يصح عنه ، فهناك في صحيح البخاري و غيره من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن رجلا استأذن في الدخول على النبي صلى الله عليه و آله و سلم ( ائذنوا له بئس أخو العشيرة هو ) الشاهد هنا أي سبابه لأنه ذمه شر مذمة ( بئس أخو العشيرة هو ) فلما دخل الرجل هش إليه الرسول صلى الله عليه و سلم و بش و جلس ما جلس و تحدث ما تحدث ثم انصرف الرجل و كانت تراقب الموضوع السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما فاسترعى انتباهها قول الرسول عليه السلام في الأول حينما استأذن الرجل ( بئس أخو العشيرة هو ) و حينما جلس معه إذا به يهاششه و يباششه و لذلك قالت يا رسول الله كأنها تريد أن تستنبط من الرسول عليه السلام شيئا خفي عليها كيف قلت ( بئس أخو العشيرة هو ) ثم هششت إليه و بششت ، فأجابها بقوله عليه السلام يا عائشة ( إن شر الناس عند الله تبارك و تعالى منزلة يوم القيامة من يتقيهم الناس مخافة شرهم ) قال شراح الحديث إن هذا الرجل كان رئيس قبيلة ... شاب صالح فأيضا ... لبعض الناس أن يتحدث إليه إلى هذا الشاب الصالح لأن فلان عنده ... أو هو نفسه ما فيه مانع أبدا هو نفسه يتحدث مع الرجل مباشرة يقول أنا عندي فلانة ... أقدمك لك إياه زوجة لك هذا ليس هناك مانع إطلاقا سواء من الرجل أو من المرأة لكن ليس هناك ما يجيز أن تتولى المرأة الذهاب للرجل نفسه و تتحدث معه في هذا الموضوع فإن هذا أمر فيه حساسية و لم يكن لأحد هذا الشأن إلا لنبينا عليه الصلاة و السلام حيث أن الله عز وجل أحلّ له ما شاء من النساء و لذلك كانت تأتيه المرأة تعرض نفسه عليه ثم لا يرضاها لأمر ما فيقوم بعض الناس و يقول يا رسول الله زوجنيها و هكذا وقع و هذا صار في زمن الرسول عليه السلام فقال له ( زوجتكها بما معك من القرآن ) قصة طويلة معروفة الخلاصة سبق أن ذكرنا قول الرسول عليه السلام لتلك المرأة ودلالته لها على أسامة فهذا مجرد دلالة فقط فلان رجل صالح ... عليها البقية غيره .
أقول لا أستدل على هذا النوع الرابع و هو المجاهر فسقا لا أستدل على استثناءه من الغيبة المحرمة بحديث " ليس لفاسق غيبة " والحديث الآخر " أترعون عن ذكر الفاجر بما فيه اذكروا الفاجر بما فيه يحذر الناس " ، و إنما كما أقول دائما و أبدا فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يغني العالم الفقيه عما لم يصح عنه ، فهناك في صحيح البخاري و غيره من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن رجلا استأذن في الدخول على النبي صلى الله عليه و آله و سلم ( ائذنوا له بئس أخو العشيرة هو ) الشاهد هنا أي سبابه لأنه ذمه شر مذمة ( بئس أخو العشيرة هو ) فلما دخل الرجل هش إليه الرسول صلى الله عليه و سلم و بش و جلس ما جلس و تحدث ما تحدث ثم انصرف الرجل و كانت تراقب الموضوع السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما فاسترعى انتباهها قول الرسول عليه السلام في الأول حينما استأذن الرجل ( بئس أخو العشيرة هو ) و حينما جلس معه إذا به يهاششه و يباششه و لذلك قالت يا رسول الله كأنها تريد أن تستنبط من الرسول عليه السلام شيئا خفي عليها كيف قلت ( بئس أخو العشيرة هو ) ثم هششت إليه و بششت ، فأجابها بقوله عليه السلام يا عائشة ( إن شر الناس عند الله تبارك و تعالى منزلة يوم القيامة من يتقيهم الناس مخافة شرهم ) قال شراح الحديث إن هذا الرجل كان رئيس قبيلة ... شاب صالح فأيضا ... لبعض الناس أن يتحدث إليه إلى هذا الشاب الصالح لأن فلان عنده ... أو هو نفسه ما فيه مانع أبدا هو نفسه يتحدث مع الرجل مباشرة يقول أنا عندي فلانة ... أقدمك لك إياه زوجة لك هذا ليس هناك مانع إطلاقا سواء من الرجل أو من المرأة لكن ليس هناك ما يجيز أن تتولى المرأة الذهاب للرجل نفسه و تتحدث معه في هذا الموضوع فإن هذا أمر فيه حساسية و لم يكن لأحد هذا الشأن إلا لنبينا عليه الصلاة و السلام حيث أن الله عز وجل أحلّ له ما شاء من النساء و لذلك كانت تأتيه المرأة تعرض نفسه عليه ثم لا يرضاها لأمر ما فيقوم بعض الناس و يقول يا رسول الله زوجنيها و هكذا وقع و هذا صار في زمن الرسول عليه السلام فقال له ( زوجتكها بما معك من القرآن ) قصة طويلة معروفة الخلاصة سبق أن ذكرنا قول الرسول عليه السلام لتلك المرأة ودلالته لها على أسامة فهذا مجرد دلالة فقط فلان رجل صالح ... عليها البقية غيره .
ما حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول في الصلاة ؟
السائل : حكم التشهد في التشهد الأول الصلاة على الرسول عليه السلام هل هي مكروهة و ما الدليل و هل يكمل المصلي التحيات بالصلاة على الآل ؟
الشيخ : الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الصلاة ليس لها محل إلا التشهد ثم التشهد كما هو معلوم تشهدان في الرباعية و الثلاثية فاتفق العلماء على أن التشهد الأخير هو موضع للصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم و اختلفوا في التشهد الأول هل تشرع الصلاة على الرسول عليه السلام أم لا ؟ فالأحناف كرهوا ذلك كراهة تحريمية ، الشافعية رأوا ذلك مسنونا مشروعا و هذا الذي لا نشك فيه مطلقا لأن الأحاديث التي جاءت في شرعية الصلاة على الرسول عليه السلام في السلام مطلقة لم تقيد بالتشهد الثاني و هذا بحث يأخذ من الوقت شيئا كثيرا و لكن أكتفي بهذا الإيجاز مع حديث صريح في الموضوع و هو من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها في بعض أحاديثها لما وصفت صلاة النبي صلى عليه و آله و سلم في الليل أنه صلى تسع ركعات جلس على الركعة الثامنة و تشهد و صلى على النبي صلى عليه و آله و سلم ثم قام إلى الركعة التاسعة فهذا نص صريح في الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم في التشهد الذي قبل الأخير والذي ليس فيه سلام غيره ؟
السائل : هل ورد في السنة أن دعاء المريض مستجاب وإذا كان كذكل فهل نطلب منه الدعاء لنا ؟
الشيخ : عفوا قبل هذا تذكرت أنه بقي شيء من الجواب على السؤال السابق و الصلاة على النبي صلى عليه وآله وسلم ينبغي أن لا نجعلها بتراء وإنما كاملة يعني كما يقول المذهب الشافعي أنه يقول اللهم صل على محمد و لا يذكر الآل إذا قال و على آله محمد ثم يقوم ، نقول لم تأت الصلاة هكذا لكن جاءت صيغ متعددة بعضها فيها طول و بعضها فيها قصر فإذا كان الإنسان يصلي وراء إمام و سريع القراءة ليس بطيئها فهو قد جرب بأنه لا يكاد ينتهي هو من التشهد إذا يكون قام الإمام ففي هذه الحالة يختار المصلي أقصر صيغة على النبي صلى الله عليه و سلم الثابتة عنه و قد كنت جمعتها في كتابي صفة صلاة النبي صلى عليه و آله و سلم فأقصرها أن يجمع بين قوله الصلاة و التبريك ( اللهم صل على محمد و على آله محمد كما صليت و باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) هذا أقصر شيء جاء فإن استطاع أن يتمم فبها وإلا يتابع الإمام و ليس عليه شيء و إنما إذا صلى هو إماما أو صلى منفردا فينبغي أن يحافظ على الصلاة على النبي صلى عليه و آله و سلم حتى في التشهد الأول لأن هذه الصلاة أكمل و البحث هذا طويل و يكفي أن تتذكروا حديث الصحابي لما نزل قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما )) قالوا " يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك ؟ " قالوا هذا السلام قد عرفناه يعني السلاك في التشهد يعني كل سلام في التشهد معه صلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقال لهم ( قولوا اللهم صل على محمد ... ) إلى آخر الحديث و إلى اختلاف الروايات كما قلنا آنفا منها الطويل ومنها القصير . نعم
الشيخ : الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الصلاة ليس لها محل إلا التشهد ثم التشهد كما هو معلوم تشهدان في الرباعية و الثلاثية فاتفق العلماء على أن التشهد الأخير هو موضع للصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم و اختلفوا في التشهد الأول هل تشرع الصلاة على الرسول عليه السلام أم لا ؟ فالأحناف كرهوا ذلك كراهة تحريمية ، الشافعية رأوا ذلك مسنونا مشروعا و هذا الذي لا نشك فيه مطلقا لأن الأحاديث التي جاءت في شرعية الصلاة على الرسول عليه السلام في السلام مطلقة لم تقيد بالتشهد الثاني و هذا بحث يأخذ من الوقت شيئا كثيرا و لكن أكتفي بهذا الإيجاز مع حديث صريح في الموضوع و هو من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها في بعض أحاديثها لما وصفت صلاة النبي صلى عليه و آله و سلم في الليل أنه صلى تسع ركعات جلس على الركعة الثامنة و تشهد و صلى على النبي صلى عليه و آله و سلم ثم قام إلى الركعة التاسعة فهذا نص صريح في الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم في التشهد الذي قبل الأخير والذي ليس فيه سلام غيره ؟
السائل : هل ورد في السنة أن دعاء المريض مستجاب وإذا كان كذكل فهل نطلب منه الدعاء لنا ؟
الشيخ : عفوا قبل هذا تذكرت أنه بقي شيء من الجواب على السؤال السابق و الصلاة على النبي صلى عليه وآله وسلم ينبغي أن لا نجعلها بتراء وإنما كاملة يعني كما يقول المذهب الشافعي أنه يقول اللهم صل على محمد و لا يذكر الآل إذا قال و على آله محمد ثم يقوم ، نقول لم تأت الصلاة هكذا لكن جاءت صيغ متعددة بعضها فيها طول و بعضها فيها قصر فإذا كان الإنسان يصلي وراء إمام و سريع القراءة ليس بطيئها فهو قد جرب بأنه لا يكاد ينتهي هو من التشهد إذا يكون قام الإمام ففي هذه الحالة يختار المصلي أقصر صيغة على النبي صلى الله عليه و سلم الثابتة عنه و قد كنت جمعتها في كتابي صفة صلاة النبي صلى عليه و آله و سلم فأقصرها أن يجمع بين قوله الصلاة و التبريك ( اللهم صل على محمد و على آله محمد كما صليت و باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) هذا أقصر شيء جاء فإن استطاع أن يتمم فبها وإلا يتابع الإمام و ليس عليه شيء و إنما إذا صلى هو إماما أو صلى منفردا فينبغي أن يحافظ على الصلاة على النبي صلى عليه و آله و سلم حتى في التشهد الأول لأن هذه الصلاة أكمل و البحث هذا طويل و يكفي أن تتذكروا حديث الصحابي لما نزل قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما )) قالوا " يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك ؟ " قالوا هذا السلام قد عرفناه يعني السلاك في التشهد يعني كل سلام في التشهد معه صلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقال لهم ( قولوا اللهم صل على محمد ... ) إلى آخر الحديث و إلى اختلاف الروايات كما قلنا آنفا منها الطويل ومنها القصير . نعم
هل ورد في السنة أن دعاء المريض مستجاب وإن كان كذلك فهل نطلب منه الدعاء ؟
السائل : سؤال هل دعاء المريض ورد في السنة أنه مستجاب و إذا كان كذلك فهل يطلب منه الدعاء ؟
الشيخ : في بعض الأحاديث أن دعوة المريض مستجابة و أنا الآن غير مستحضر لها و قد يصبر علينا السائل لأننا في صدد هذا البحث يعني عيادة المريض فقد يأتي في الكتاب مثل هذا الحديث أو ما يقوم مقامه .
الشيخ : في بعض الأحاديث أن دعوة المريض مستجابة و أنا الآن غير مستحضر لها و قد يصبر علينا السائل لأننا في صدد هذا البحث يعني عيادة المريض فقد يأتي في الكتاب مثل هذا الحديث أو ما يقوم مقامه .
هل يأثم من يصلي في صف مقطوع بعمود أو منبر علما أنه قد يكون الصف الأول ؟
السائل : هل يأثم من يصلي في صف مقطوع بمنبر أو غيره من الأعمدة و ما الدليل على ذلك و على من يقع الإثم مع العلم أن الصف قد يكون الصف الأول ... ؟
الشيخ : قد يكون الصف الأول إيش ؟
السائل : يعني الذي ورد فيه فضل ؟
الشيخ : إيه ، الرسول عليه السلام قد قال في الحديث الصحيح ( من وصل صفا وصله الله و من قطع صفا قطعه الله ) و هذا الحديث صريح الدلالة لأن قطع الصف إثم و لذلك فينبغي على المسلم أن لا يقطع الصف بشخصه و لا يتخذ الأسباب التي تقطع الصف أما المقصد الأول من كلامي بشخصه فهو واضح أنه الصف ما كمل فتجي أنت فتتركه و تعمل صف ثاني هذا معروف و هذا لا يجوز كما هو واضح ، لكن لا يتخذ الأسباب هذا له صور كثيرة من كان مثلا مهندسا معماريا لا يخطط مسجدا يضع فيه منبرا طويل يقطع الصف لأول و ربما الثاني فإنه يشمله الحديث السابق ( و من قطع صفا قطعه الله ) لأنه تسبب لقطع الصف بل أكثر من صف ، كذلك هذا المهندس يجب أن يخطط اليوم في اعتقادي بناء مساجد بدون سواري عضدات لأنها تقطع الصفوف كما هو مشاهد و الهندسة العصرية اليوم فيما رأيت في بعض بلاد الغرب و ما سمعت أيضا تساعد على بناء أكبر مسجد بدون أي عضادة في وسط المسجد طبعا و لست مهندسا حتى أشرح لكم ولستم بحاجة إلى ذلك و لكن هذا ممكن عمليا و إن افترضنا أننا في بلاد لما يوجد فيها مثل هؤلاء المعماريين أو المهندسين فحينئذ يجب أن يكون تخطيط المسجد في وضع السواري يلاحظ فيها أن يكون خلف الصف و ألا يضطر المصطفون في الصف أن يصطفوا على جانبي العضادة أو السارية كل هذا يؤخذ من قوله ( من وصل صفا وصله الله و من قطع صفا قطعه الله ) فالذي يخطط لبناء مسجد ليس فيه عضادة هذا يشمله الشطر الأول من الحديث ( من وصل صفا وصله الله ) لأنه لم يبق هناك في المسجد صف يضطر إلى أنه ينقطع ، و العكس بالعكس اللهم إلا من كان غافلا و ليس عنده العلم فعسى أن يكون ذلك عذرا له عند الله تبارك و تعالى فمن دخل مسجدا و فيه من هذه المنابر الجائرة الظالمة التي بنيت على معصية الله و رسوله وع لى خلاف سنته في منبره فعليه أن يحاول الصلاة في الصف الأول عن يسار المنبر و ألا يصف على يمين المنبر لأن هذا الصف منقطع و إن كان الصف ثمة فيعقد صفا ثانيا و ثالثا إن اقتضى الأمر حتى يتصل الصف من يمين إلى يسار ، و المحافظة على هذه السنة سبب لعدم تعريض صلاة المصطفين هكذا للبطلان في بعض الأحيان و لو أن ذلك يقع أحيانا نادرا .
الشيخ : قد يكون الصف الأول إيش ؟
السائل : يعني الذي ورد فيه فضل ؟
الشيخ : إيه ، الرسول عليه السلام قد قال في الحديث الصحيح ( من وصل صفا وصله الله و من قطع صفا قطعه الله ) و هذا الحديث صريح الدلالة لأن قطع الصف إثم و لذلك فينبغي على المسلم أن لا يقطع الصف بشخصه و لا يتخذ الأسباب التي تقطع الصف أما المقصد الأول من كلامي بشخصه فهو واضح أنه الصف ما كمل فتجي أنت فتتركه و تعمل صف ثاني هذا معروف و هذا لا يجوز كما هو واضح ، لكن لا يتخذ الأسباب هذا له صور كثيرة من كان مثلا مهندسا معماريا لا يخطط مسجدا يضع فيه منبرا طويل يقطع الصف لأول و ربما الثاني فإنه يشمله الحديث السابق ( و من قطع صفا قطعه الله ) لأنه تسبب لقطع الصف بل أكثر من صف ، كذلك هذا المهندس يجب أن يخطط اليوم في اعتقادي بناء مساجد بدون سواري عضدات لأنها تقطع الصفوف كما هو مشاهد و الهندسة العصرية اليوم فيما رأيت في بعض بلاد الغرب و ما سمعت أيضا تساعد على بناء أكبر مسجد بدون أي عضادة في وسط المسجد طبعا و لست مهندسا حتى أشرح لكم ولستم بحاجة إلى ذلك و لكن هذا ممكن عمليا و إن افترضنا أننا في بلاد لما يوجد فيها مثل هؤلاء المعماريين أو المهندسين فحينئذ يجب أن يكون تخطيط المسجد في وضع السواري يلاحظ فيها أن يكون خلف الصف و ألا يضطر المصطفون في الصف أن يصطفوا على جانبي العضادة أو السارية كل هذا يؤخذ من قوله ( من وصل صفا وصله الله و من قطع صفا قطعه الله ) فالذي يخطط لبناء مسجد ليس فيه عضادة هذا يشمله الشطر الأول من الحديث ( من وصل صفا وصله الله ) لأنه لم يبق هناك في المسجد صف يضطر إلى أنه ينقطع ، و العكس بالعكس اللهم إلا من كان غافلا و ليس عنده العلم فعسى أن يكون ذلك عذرا له عند الله تبارك و تعالى فمن دخل مسجدا و فيه من هذه المنابر الجائرة الظالمة التي بنيت على معصية الله و رسوله وع لى خلاف سنته في منبره فعليه أن يحاول الصلاة في الصف الأول عن يسار المنبر و ألا يصف على يمين المنبر لأن هذا الصف منقطع و إن كان الصف ثمة فيعقد صفا ثانيا و ثالثا إن اقتضى الأمر حتى يتصل الصف من يمين إلى يسار ، و المحافظة على هذه السنة سبب لعدم تعريض صلاة المصطفين هكذا للبطلان في بعض الأحيان و لو أن ذلك يقع أحيانا نادرا .
ذكر الشيخ لقصة حصلت له في بعض مساجد دمشق عندما قدم لصلاة الصبح وكلامه عن مفاسد قطع الصف بالمنبر ونحوه .
الشيخ : قد كنت ذكرت لكم مرة و أذكر لكم هذا باختصار لما فيه من العبرة قدّمت مرة لصلاة الصبح في مسجد مضايا الفوقاني وهو من المساجد القديمة فيه منبر يقطع الصف و كان يومئذ يوم الجمعة صبح الجمعة فلما قدموني أنا لا أحفظ سورة السجدة بتمامها أولا و ثانيا عندي رأي لأن الناس ينبغي أن ينبهوا أن لمحافظة على سورة السجدة دائما و أبدا و إن كان من السنة ليس ذلك من الواجب ، فالشاهد أنا ابتدأت من سورة كهيعص و قرأت ما يسر الله عز و جل فلما ركعت هوى الناس كلهم ساجدين العادة غلبت عليهم العادة أن التكبيرة الأولى في صبح الجمعة هي للسجود فسجدوا جميعا فالذين كانوا خلفي أحسوا أني راكع و لست بساجد فتداركوا أمرهم و شاركوني في الركوع أما الذين خلف المنبر ساجدين ما شاء الله إلى أن سمعوا قولي سمع الله لمن حمده و هناك بدأت الفوضى والشوشرة ما أدري إش قالوا الله أعلم يعني بعد الصلاة صلينا و الجماعة أولئك ما عاد يعرفوا شو يسووا مساكين فقعدت أعظهم و أذكرهم يا جماعة أنتم عرب أو عجم إذا كنتم معتادين أن الإمام يقرأ لكم سورة ق والقرآن و المجيد و بين ما ألهمني الله لحكمة أنا أو كهيعص لا تفرقون بين هذا و هذا لو هذا وقع في بلاد العجم كان كثيرا فكيف أنتم عرب لكن أنتم بالكم مشغول وراء الزرع و الضرع و البقر و ما شابه ذلك الشاهد هذا كله من مفاسد المنبر لأن الجماعة الذين كانوا ورائي مباشرة استطاعوا أن يتداركوا الأمر أما أولئك ما أحسّوا بشيء حتى سمعوا سمع الله لمن حمد إلى آخره فبطلت صلاتهم هذا من شؤم مخالفة السنة و قد لا يدخل في عقل كثير من الناس خاصة الذين هم حديثوا عهد بالاتصال بالسنة يقول لك يا أخي شو فيها إن كانت ثلاثة درجات أو ست درجات أنت ما تعرف شو فيها لكن الذي شرع على فعل الرسول عليه السلام و على قوله حينما أمر نجارا يصنع له منبرا صنعه له ثلاثة درجات فهذا توصية الرسول عليه السلام بلا شك لماذا ؟ لأن الغاية من المنبر ظهور الشخص بثلاث درجات كفاية و بركة ثم ينبغي أن لا يقطع الصفوف ثلاث درجات لا يقطع الصفوف و هذا مجرب في بعض المساجد التي تمسك الناس فيها بالسنة فمخالفة السنة دائما شؤم و ضرر لكن قد يحس به من عنده إحساس بأهمية السنة و قد لا يحس به من تبلد ذهنه و علمه على ما وجد عليه الناس لهذا أقول من مواصفات المسجد السني هو أن يكون منبره ثلاث درجات كمنبر الرسول عليه السلام أولا و ثانيا أن يكون وسط المسجد وما يؤخذ إلى طرف المسجد هذه بدعة أخرى ! و الناس أصبحوا اليوم مثل رجالات القانون الذين يضعون القوانين من عند أنفسهم ... ما يعرفون يا ترى هناك ... لذلك تجي أيام سريعة و قريبة يغيروا رأيهم في القانون عم يغيروا آراءهم في الدساتير إيش رأيكم الدساتير التي المفروض فيها أن تضل كما هي لا تغير و لا تبدل يغيروا فيها يبدلوا ليش ؟ لأنها ليست تنزيلا من حكيم حميد المسلمون مع الأسف المتأخرون هكذا يفعلون فإن دينهم تحت التجربة حطوا هذه المنابر الطويلة قطعت الصفوف مئات السّنين أخيرا صحوا من نوههم و غفوتهم أنه شو الفائدة من قطع الصف هذا لكان خذوه بالجانب الأيسر أو الأيمن طيب مشان أيش يا أخي ما تتبعوا السنة خير الهدى هدى محمد لا جرم أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم كان يحافظ على هذه الجملة ( خير الهدى هدى محمد ) فلا غرابة أن نلتزمها نحن دائما و أبدا عسى أن يستيقظ هؤلاء الغافلون النائمون إلى اليوم دائما هو يقول خير الهدى هدى محمد و هم يعلمون أن المنبر محمد كان ثلاث درجات فما يقنعون بهذا إلا بالتجارب آخر تجربة يا سيدي لا بالوسط و لا بالزوارية هناك و إنما من فوق يطلع من فوق يطلع من هنا و هنا من فوق على طريقة الكنائس تماما فكأن المساجد انطبق عليها اليوم إخبار الرسول عليه السلام الذي يتحدث عن الله ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد ) بينما المنبر ذو ثلاث درجات يحقق الغرض و لا يكلف الكلفة و لا فيها المباهات و لا المفاخرة و هكذا يعيش المسلمون في تجارب ودينهم واضح بيّن كما قال عليه الصلاة و السلام ( تركتكم على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يضل عنها إلا هالك ) نسأل لله عز و جل أن يحيينا على السنة وأن يميتنا عليها و السلام علكيم ورحمة الله .
اضيفت في - 2008-06-18