متفرقات للألباني-179
استفتاح الشيخ بخطبة الحاجة .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، و خير الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، و خير الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .
تنبيه الشيخ على أمرين أن الدرس سيكون غدا بعد المغرب والثاني أن يتقاربوا في المجلس .
الشيخ : قبل الشروع في درس الترغيب أريد أن أذكر إخواننا الحاضرين و ليبلغ الشاهد الغائب بأن الدرس الآتي سيكون بعد صلاة المغرب مباشرة نظرا لأن الوقت سيصبح ضيقا بسبب تأخير الساعة حسب العرف السائد هذا شيء شيء آخر يجب أن تتقاربوا و أن ينضم بعضكم لبعض حتى يفرغ المكان في المؤخرة لا سيما و أنتم الآن في فصل هو أشبه بفصل الشتاء فماذا يكون حالكم في فصل الصيف و شدة الحر لذلك عودوا أنفسكم أولا على النظام و ثانيا على تحمل شيء مما لا أقول من المشاق و الصعوبات وإنما شيئا لم تعتده النفوس بعد هذا أرجوا أن ... بإعادة التذكير بالنسبة لموعد الدرس آخر الدرس فإذا نسيت فذكروني لأنه قد يأتي ناس لم يحضروا هذا التذكير الآن .
تتمة شرح كتاب الترغيب والترهيب و شرح حديث خباب بن الأرت قال (هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله فوقع أجرنا على الله..............) رواه البخاري ومسلم .
الشيخ : حديثنا الليلة عن خباب بن الأرت و هو صحابي جليل يقول " هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نلتمس وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم نجد ما نكفنه به إلا بردة إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه و إذا غطينا رجليه خرج رأسه فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن نغطي رأسه و أن نجعل على رجليه من الإذخر و منا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها " رواه البخاري و مسلم و الترمذي و أبو داود باختصار يفسر المؤلف بعض غريب هذا الحديث فيقول " البردة : كساء مخطط من صوف وهي النورة ، أينعت : بياء مثناة تحت بعد الألف أي أدركت و نبغت ، يهدبها : بضم الدال المهملة وتركها يعني يصح فيه الوجهان يهدُبها و يدهدِبها أي يقطعها و يجنيها " يقول خباب رضي الله عنه هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نلتمس وجه الله يعني أنهم كانوا يجاهدون في سبيل الله مخلصين له الدين هذا شأن الصحابة كقاعدة كذلك لا ينفي أن يكون فيهم من كان يجاهد لغير وجه الله عز و جل و هذا طبيعة البشر أنه لا يمكن أن يوجدوا جميعا كلهم على قلب واحد في الإخلاص و الطاعة لله عز و جل لكن لا شك أن عامة الصحابة هذا وصفهم كما يقول خبّاب بن الأرتّ رضي الله تعالى عنه لا يبغون إلا وجه الله فما يقال في بعض كتب التاريخ في العصر الحاضر ممن لا خلاق لهم أو لا دين لهم من اتهاهمهم أن الفتوحات الإسلامية الأولى إنما كان الباعث عليها هو حب الدنيا و جمع المال فهذا مع أنها دعوى مجردة لا دليل عليها فالواقع يشهد بأن الأمر كان على النقيض من ذلك تماما و الأدلة على هذا كثيرة في التاريخ الإسلامي الصحيح ، و هذا الذي بين أيدينا الآن من تلك الأدلة فهو يصرح فيقول " هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نلتمس وجه الله فوقع أمرنا على الله "
3 - تتمة شرح كتاب الترغيب والترهيب و شرح حديث خباب بن الأرت قال (هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله فوقع أجرنا على الله..............) رواه البخاري ومسلم . أستمع حفظ
لطيفة : كيف علم خباب أن أجرهم قد وقع على الله .
الشيخ : هنا وقفة بسيطة من أين علم خباب بن الأرت بأنهم حين جاهدوا في سبيل الله يبتغون وجه الله أنه وقع أجرهم على الله من أين عرف ذلك ؟ ذلك أمر ضروري في الإسلام من وعد الله عز و جل لعباده المؤمنين في عشرات النصوص من الكتاب و أكثر من ذلك في السنة أن من عمل كذا فله كذا و وعد الله عز و جل لا يتأخر (( إن الله لا يخلف الميعاد )) فإذا عرف المؤمن هذه الحقيقة أيقن إذا عرف أنه إذا أتى عملا خالصا فيه لوجه الله عز و جل أن الله تبارك و تعالى لابد أنه يثيبه على ذلك لابد و ما سمعتم في الدرس الماضي من بعض الأجوبة للأستاذ علي خشان أنهم كانوا يخافون أن لا يقبل عملهم كذلك مما يدل على ما سمعتم بيانه في تلك الجلسة أن الصحابةكانوا يخافون الله عز و جل و كانوا يعيشون بين الخوف و الرجاء لا لأنهم يشكون فيما إذا علموا عملا صالحا و أخلصوا فيه لله عز و جل يشكون أن الله لا يتقبل منهم لا كيف ذلك كيف يمكن أن يشك شاك في عمل عمله صاحبه هو أولا عليه سنة ... مخلص فيه لله عز و جل كيف يتصور أن يشك في أن يتقبل الله عز و جل عمله و الله يقول في صريح القرآن الكريم (( إنما يتقبل الله من المتقين )) و لكن شكهم فيما يتعلق بقبول الله لعملهم الصالح المخلص فيه لله و إنما كان شكهم في أنفسهم لعل عملهم لم يكن صالحا أي لم يكن مطابقا للكتاب و السنة هذا هو الشرط الأول كما تعلمون جميعا في قبول الله عز و جل للعبادة أن يكون على وجه السنة و الشرط الثاني أن يكون صاحبه قد أخلص لله فيه فمن أين لإنسان أن يكون دائما و أبدا في كل عمل يعلمه على يقين أن عمله هذا كان على وفق الكتاب و السنة من جهة و كان مخلصا فيه لله عز و جل من جهة أخرى من هاهنا كانوا يخافون أن لا يتقبل الله عز وجل منهم ... مثل الآية السابقة و ما أشرنا إلى غيرها جزم خباب بن الأرت أن أجرهم وقع على الله عز و جل يعني أن الله تقبل ذلك منهم و أنه سيؤجرهم على ذلك .
شرح قوله : (فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا ) .
الشيخ : ثم يفصّل فيقول بالنسبة لهؤلاء المجاهدين في سبيل الله " فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير " هنا أيضا نكتة و فائدة مهمة يقول " منا من مات لم يأكل من أجره شيئا " و هل يأكل المجاهد في سبيل الله من أجره شيئا ؟ هذه النقطة أظن أنها تخفى على جماهير طلاب العلم بل و على كثير من خاصة العلماء و إنما يعرف ذلك من اطلع على السنة أكل من أجره بيانه و شرحه في حديث صحيح أن المجاهد في سبيل الله عز و جل إذا رجع وقد غنم شيئا فقد أكل ثلث أجره مما ادّخر الله له في الآخرة الثلثين الآخرين أما إذا لم يصب المجاهد في سبيل الله شيئا من المغانم المادية رجع و أجره موفور له عند الله عز و جل كاملا يوم القيامة إلى هذا الحديث و لا شك أن الخباب بن الأرت مثقف و كما يقولون اليوم متخرج من مدرسة رسول الله صلى الله عليه و سلم و في هذه المدرسة قال عليه السلام ما سمعتم من ذلك البيان فهو يشير إشارة بسيطة جدا إلى هذا الحديث ثم يقول " فمنا من أكل أجره و منا لم يأكل من أجره شيئا " و ضرب على ذلك مثلا مصعب بن عمير يصف حالة مصعب من الفقر الشديد حينما قتل شهيدا يوم أحد قال " فلم نجد ما نكفنه به إلا بردة " في هذا الحديث إشارة إلى أن الشهداء و إن كانوا لا يغسلون و إن كانوا لا يصلى عليهم في الغالب و فرق في هذين الحكمين بالنسبة للوارد في السنة ، فالشهيد في المعركة لا يغسل و لا يصلى عليه إلا إن تيسر عليه لبعض المسلمين فالصلاة عليه جائزة لكن الفرق بين هذا الشهيد و بين غيرهم من موتى المسلمين أن الشهيد لا تجب عليه صلاة الجنازة فيمكن دفنه بدون صلاة مطلقا لكن هذا لا يعني أنه لا تجوز الصلاة عليه صلاة الجنازة لا يعني أن الصلاة عليه صلاة الجنازة بدعة لأنه لو لم يثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم صلى على بعض الشهداء لو لم يثبت هذا لكانت الصلاة على الشهيد بدعة في الإسلام لأنه يكون من محدثات الأمور لكن لما كان من الثابت في السنة الصحيحة أن الرسول صلوات الله و سلامه عليه صلى أحيانا على بعض الشهداء دلت صلاته هذه على جواز الصلاة على الشهيد لكن أحيانا أما الغالب و هو الذي تقتضيه ظروف ... أنه لا يمكن الصلاة على هذا الشهيد ربما ... أنه تسرع إليه شيء من الفساد إلى بدنه فالسنة المبادرة إلى دفنه ، أما غسله فأمر مقطوع أنه لا يشرع و ليس كالصلاة يغسل تارة و لا يغسل تارة لا ، و إنما الحكم في ذلك أنه لا يغسل مطلقا و يدفن في ثيابه التي مات فيها لكن في هذا الحديث و غيره بيان أن معنى كون الشهيد يدفن في ثيابه التي قتل فيها لا يعني أنه ليس من السنة تكفينه بل يكفّن على ثيابه التي مات فيها ... بهذا الكفن تحقيقا لهذه السنة لما أرادوا دفن مصعب بن عمير رضي الله عنه لم يجدوا له بردة إلا بردة قصيرة لا تحيط بكل بدنه فكانت كما سمعتم من الخباب إذا غطينا رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأوجد لهم الرسول صلى الله عليه و سلم مخرجا من ذلك فأمرهم قال " فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن نغطي رأسه و أن نضع على رجليه من الإذخر " هذه حال من مات و لم يأكل من أجر جهاده شيئا كمصعب بن عمير قال في تمام الحديث " و منا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها ... " و يستفصلها و في هذا إشارة إلى ما سبق ذكره في الحديث السابق في قصة عتبة بن غزوان أنهم قد استثمروا جهادهم فكان فيهم الكثير من الأمراء في أطراف البلاد و البلاد الكثيرة مثل هؤلاء أينعت له ثمرته أما خباب بن الأرت فمات قريبا عفوا أما مصعب بن عمير فمات شهيدا و لم يدرك ذلك الزمان الذي فتح الله فيه بلاد المسلمين و جنى الكثيرون منهم من ثمار جهادهم السابق الحديث الذي بعده حديث حسن ... .
السائل : ... .
الشيخ : حديث صحيح رواه البخاري و مسلم ... عتبة بن غزوان ... .
السائل : ... .
الشيخ : ضعيف هذا .
السائل : ... .
الشيخ : حديث صحيح رواه البخاري و مسلم ... عتبة بن غزوان ... .
السائل : ... .
الشيخ : ضعيف هذا .
شرح الحديث الثاني وهو (عن أبي ذر أنه مات بالربذة ...........) رواه أحمد .
الشيخ : الحديث الثاني يعني إبراهيم بن الأشقر أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال ما يبكيك فقالت أبكي فإنه لا يد لي بنفسك و ليس عندي ثوب يسعك ... إذا كان عندي خطأ فصحح " و ليس عندي ثوب يسعك كفنا " قال " لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم -و هنا سقط استدركته وهو بعد قوله- سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ذات يوم وأنا عنده في نفر هذه زيادة - يقول الرسول عليه السلام في مجلس من الصحابة و فيهم أبو ذر ( ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يصحبه عصابة من المؤمنين ) قال أبو ذر : فكل من كان معي في ذاك المجلس مات في جماعة و فرقة ... فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة و فرقة فلم يبق منهم غيري و قد أصبحت بفلاة أموت راقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني و الله ما كذبت و لا كذبت ، قالت : و أنّا ذلك و قد انقطع الحاج ؟ قال : راقبي الطريق ، قال فبينما هي كذلك إذا هي بالقوم تخض بهم رواحلهم كأنهم ... فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا : ما لك ؟ فقلت : امرؤ من المسلمين تكفنوه و تؤجروا فيه ، قالوا : و من هو ؟ قالت : أبو ذر ، ففدوه بآبائم و أمهاتهم و وضعوا أسياطهم في نحورها يبتدرونه فقال -عندي فقالت و هو خطأ- أبشروا فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فيكم ما قال ثم قد - زيادة بين قوسين - أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن لي ثوبا من ثيابي - هنا الشاهد - من ثيابي يسع كفني لم أكفن إلا فيه فأنشدكم الله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا فكل القوم قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار و كان مع القوم قال أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي و أحد ثوبيّ هاذين اللّذين عليّ قال أنت صاحبي " رواه أحمد و اللفظ له و رجاله رجال الصحيح و البزار بنحوه باختصار ، العيبة بفتح العين المهملة وإسكان المثناة تحت بعدها موحدة هي ما يجعل المسافر فيها ثيابه يعني " شنطة السفر" .
نعود لهذا الحديث لشرح بعض ما قد يشكل على بعض الناس يقول إبراهيم بن الأشقر أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة مكان قريب من المدينة فبكت امرأته لأنه كانت تعيش مع زوجها أبي ذر في فلاة من الأرض ليس هناك جليس و لا صاحب و لا صديق و لا ديار و لا أي شيء فبكت امرأته و قد حضر زوجها الموت فقال ما يبكيك ؟ قالت أبكي فإنه لا يد لي بنفسك و ليس عندي ثوب يسعك كفنا ... ما فيه ثوب أكفنك فيه و ما فيه أحد هنا يساعدني فبشرها بما كان سمعه من الرسول عليه السلام لا تبكي قائلا لها لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذات يوم و أنا عنده في نفر يقول ( ليموتن رجل منكم في فلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين ) هذه البشارة الزوجة استوحشت من وفاة زوجها وحيدا و لا كفن له يكفنه فيه فأخبرها بأن الرسول عليه السلام قد قال يوما في مجلس فيه جماعة من الصحابة هو أحدهم الواحد من هؤلاء سيموت في فلاة من الأرض في البرية لكن يشهده عصابة من المؤمنين جماعة قال أبو ذر فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة و فرقة يعني أحيانا ناس مات في جماعات و ناس ماتوا وحيدين كهو لكن هؤلاء لم يبق أحد غيري لذلك فأنا الذي سأموت في فلاة من الأرض و لا بد أن يصدق فيّ خبر الرسول عليه السلام حين قال ( يشهده عصابة من المؤمنين ) لذلك أبشري و لا تيأسي ، هنا ملاحظة أريد أن ... بها نص الحديث يخطاب الرسول عليه السلام الصحابة الحاضرين في ذلك المجلس فالصحابي انظروا كيف يتأمل في كلام الرسول الدقيق فيفهم أن هذا الخطاب مقصود به هذه الجماعة الخاصة الموجودين في ذاك المجلس و لا يذهب عنه و خاطره إلى أنه يعني واحدا من الصحابة جميعا لا ، لأنه خطاب لمن كان حاضرا في ذلك المجلس و من هنا تيقن أبو ذر ما دام أن الجماعة ماتوا تارة في جماعة و تارة وحدانا لكن ما أحد منهم مات في فلاة من الأرض و ما دام كلهم النفر ماتوا ما بقي غيري و أنا في الفلاة إذا أنا المقصود بذلك الخبر فلا بد أن يتحقق تمام الخبر ألا و هو أن يشهد موته جماعة عصابة من المؤمنين يعني من الصحابة فهو يقول " فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة و فرقة و لم يبق أحد منهم غيري و قد أصبحت من الفلاة أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني و الله ما كذبت ولا كُذبت " أي أنا ما كذبت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا الرسول عليه السلام كذب عليّ حاشا من ذلك إذا إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون لابد أن هذا الخبر يصدق لا أنا كاذب على الرسول عليه السلام و لا الرسول يكذب علينا ، لكن لا تزال هي مستوحشة و مستغربة هذا الخبر قالت " و أنى ذلك و قد انقطع الحاج ؟ " هما الزوجان يعيشان في فلاة من الأرض يعني ليس في طريق الناس و الطريق الذي يمر به الناس بقوافلهم و إنما في طريق يطرقه الحجاج عادة و لم يبق هناك حجاج قافلون من الحج لذلك من أين يأتي هؤلاء الناس الذين تظن أنت أنهم سيحضرون وفاتك قال : " راقبي الطريق " يقول قولة الرجل المؤمن المعتقد بأن خبر الرسول عليه السلام فيه سيتحقق و لابد قال فبينما هي كذلك تراقب الطريق تنفيذا لأمر زوجها إذا هي بالقوم تخبّ بهم رواحلهم ... من السيل و هو في ... تخب و بين تجد من الإسراع في السير في بعض النسخ هذه رواية أحمد فبينما هي كذلك إذا هي بالقوم تخب بهم وراحلهم كأنهم الرخم أنا هذا التشبيه في الواقع ما فهمته فإذا كان بعض إخواننا الحاضرين عندهم سابق معرفة بهذا التعريف فليفيدونا أياه يعني تشبيه بالرخم كأنهم الرخم ... .
السائل : ... .
الشيخ : .... تشبيه فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا ما لك ؟ فقالت امرؤ من المسلمين تكفونه وتأجروا فيه يعني هنا رجل حضره الموت فلعلكم تكسبون أجره و تكفنونه قالوا من هو ؟ قالت أبو ذر ... أبو ذر أول ما سمعوا باسمه فدوه بآبائهم و أمهاتهم و وضعوا سياطهم في نحورها الظاهر أن المقصود أنهم علقوا السياط التي يسوقون بها رواحلهم على الرواحل ... ليتوجهوا إلى حيث أبو ذر يحتضر قال و وضعوا سياطهم في رواحلهم يبتدرونه فقال يعني فجاؤوا إليه فقال أبشروا فإنكم النفر الذين قال الرسول صلى الله عليه و سلم فيكم ما قال يشهده عصابة من المؤمنين ... الجملة ثم هنا سقط أيضا غريب ما أدري إذا كان المصنف اختصره و ليس هذا من شأن المؤلفين و الغريب أنه توارد عليه أو تبعه فيه الهيثمي في مجمع الزوائد هذا السقط .
نعود لهذا الحديث لشرح بعض ما قد يشكل على بعض الناس يقول إبراهيم بن الأشقر أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة مكان قريب من المدينة فبكت امرأته لأنه كانت تعيش مع زوجها أبي ذر في فلاة من الأرض ليس هناك جليس و لا صاحب و لا صديق و لا ديار و لا أي شيء فبكت امرأته و قد حضر زوجها الموت فقال ما يبكيك ؟ قالت أبكي فإنه لا يد لي بنفسك و ليس عندي ثوب يسعك كفنا ... ما فيه ثوب أكفنك فيه و ما فيه أحد هنا يساعدني فبشرها بما كان سمعه من الرسول عليه السلام لا تبكي قائلا لها لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذات يوم و أنا عنده في نفر يقول ( ليموتن رجل منكم في فلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين ) هذه البشارة الزوجة استوحشت من وفاة زوجها وحيدا و لا كفن له يكفنه فيه فأخبرها بأن الرسول عليه السلام قد قال يوما في مجلس فيه جماعة من الصحابة هو أحدهم الواحد من هؤلاء سيموت في فلاة من الأرض في البرية لكن يشهده عصابة من المؤمنين جماعة قال أبو ذر فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة و فرقة يعني أحيانا ناس مات في جماعات و ناس ماتوا وحيدين كهو لكن هؤلاء لم يبق أحد غيري لذلك فأنا الذي سأموت في فلاة من الأرض و لا بد أن يصدق فيّ خبر الرسول عليه السلام حين قال ( يشهده عصابة من المؤمنين ) لذلك أبشري و لا تيأسي ، هنا ملاحظة أريد أن ... بها نص الحديث يخطاب الرسول عليه السلام الصحابة الحاضرين في ذلك المجلس فالصحابي انظروا كيف يتأمل في كلام الرسول الدقيق فيفهم أن هذا الخطاب مقصود به هذه الجماعة الخاصة الموجودين في ذاك المجلس و لا يذهب عنه و خاطره إلى أنه يعني واحدا من الصحابة جميعا لا ، لأنه خطاب لمن كان حاضرا في ذلك المجلس و من هنا تيقن أبو ذر ما دام أن الجماعة ماتوا تارة في جماعة و تارة وحدانا لكن ما أحد منهم مات في فلاة من الأرض و ما دام كلهم النفر ماتوا ما بقي غيري و أنا في الفلاة إذا أنا المقصود بذلك الخبر فلا بد أن يتحقق تمام الخبر ألا و هو أن يشهد موته جماعة عصابة من المؤمنين يعني من الصحابة فهو يقول " فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة و فرقة و لم يبق أحد منهم غيري و قد أصبحت من الفلاة أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني و الله ما كذبت ولا كُذبت " أي أنا ما كذبت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا الرسول عليه السلام كذب عليّ حاشا من ذلك إذا إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون لابد أن هذا الخبر يصدق لا أنا كاذب على الرسول عليه السلام و لا الرسول يكذب علينا ، لكن لا تزال هي مستوحشة و مستغربة هذا الخبر قالت " و أنى ذلك و قد انقطع الحاج ؟ " هما الزوجان يعيشان في فلاة من الأرض يعني ليس في طريق الناس و الطريق الذي يمر به الناس بقوافلهم و إنما في طريق يطرقه الحجاج عادة و لم يبق هناك حجاج قافلون من الحج لذلك من أين يأتي هؤلاء الناس الذين تظن أنت أنهم سيحضرون وفاتك قال : " راقبي الطريق " يقول قولة الرجل المؤمن المعتقد بأن خبر الرسول عليه السلام فيه سيتحقق و لابد قال فبينما هي كذلك تراقب الطريق تنفيذا لأمر زوجها إذا هي بالقوم تخبّ بهم رواحلهم ... من السيل و هو في ... تخب و بين تجد من الإسراع في السير في بعض النسخ هذه رواية أحمد فبينما هي كذلك إذا هي بالقوم تخب بهم وراحلهم كأنهم الرخم أنا هذا التشبيه في الواقع ما فهمته فإذا كان بعض إخواننا الحاضرين عندهم سابق معرفة بهذا التعريف فليفيدونا أياه يعني تشبيه بالرخم كأنهم الرخم ... .
السائل : ... .
الشيخ : .... تشبيه فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا ما لك ؟ فقالت امرؤ من المسلمين تكفونه وتأجروا فيه يعني هنا رجل حضره الموت فلعلكم تكسبون أجره و تكفنونه قالوا من هو ؟ قالت أبو ذر ... أبو ذر أول ما سمعوا باسمه فدوه بآبائهم و أمهاتهم و وضعوا سياطهم في نحورها الظاهر أن المقصود أنهم علقوا السياط التي يسوقون بها رواحلهم على الرواحل ... ليتوجهوا إلى حيث أبو ذر يحتضر قال و وضعوا سياطهم في رواحلهم يبتدرونه فقال يعني فجاؤوا إليه فقال أبشروا فإنكم النفر الذين قال الرسول صلى الله عليه و سلم فيكم ما قال يشهده عصابة من المؤمنين ... الجملة ثم هنا سقط أيضا غريب ما أدري إذا كان المصنف اختصره و ليس هذا من شأن المؤلفين و الغريب أنه توارد عليه أو تبعه فيه الهيثمي في مجمع الزوائد هذا السقط .
بيان حرص الصحابة على تبليغ العلم حتى وهم على فراش العلم .
الشيخ : نصه بعد قوله " فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ما قال أبشروا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( ما من امرءين مسلمين هلك بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتسبا و صبرا فيريان النار أبدا ) ، هذا في الواقع يفيدنا أن الصحابة كانوا حريصين على تبليغ العلم حتى في آخر رمق من حياتهم ... ليتحدث أبو ذر بمثل هذا الحديث ، ثم هنا نكتة أخرى و هي أننا نعرف عن الصحابة أنهم مع حرصهم في تبلغيهم للعلم للناس كانوا ... و يحرصون على عدم إشاعة الأحاديث المتعلقة بالترغيب فكان أحدهم لا يحدث مثل هذه الأحاديث إلا تبرئة لذمته و ذلك في آخر رمق من حياته و هذا ... على ذلك فهناك في صحيح مسلم أن معاذ لما بشره الرسول عليه السلام في القصة المعروفة بأن ( من قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه حرم الله بدنه عن النار ) يقول ما حدث بها معاذ إلا في آخر حياته تأثما يعني خشية أن يقع في إثم كتمان العلم كذلك غيره عبادة بن الصامت فيما أذكر في صحيح مسلم أيضا أبو هريرة أيضا قال لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بهذا الحديث و ذكر الآية (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات )) إلى آخرها و ذكر حديث ( أن من مات على لا إله إلا الله دخل الجنة ) فيمكن أن تحديث أبي ذر لهذا الحديث من هذا الباب لأن فيه بشارة ما من امرءين مسلمين -زوجين- يموت لهما ولدان أو ثلاثة فيحتسبان -هذا الولد عند الله- و يصبران على ذلك إلا لم يدخلا النار أبدا ، هذه بشارة عظيمة جدا و التحديث بها بدون توضيح و تعليق كأن يقال مثلا هذا ليس معناه أنه دخل الجنة و لم يدخل النار مطلقا لو كان عالم التسعة و تسعين لا يعاقب على ذلك و لا يحاسب و إنما المسألة فيها تفصيل حسب الإنسان حسب كثرة ذنوبه لكن مثل هذه البشائر يقينا أن من كان من أهلها دخل الجنة و لا بد لكن منهم من يدخلها بعد أن يصبح في النار حُممة سوادء و منهم من يدخل النار تمسه بشيء من العذاب القليل ثم يخرج منها و منهم و منهم من لا يحس بها إطلاقا نسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء الآخرين
الحضور : آمين .
الشيخ : الشاهد ففي هذا الحديث البشارة العظيمة جدا فكان أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم لا يحدثون بمثله إلا في آخر رمق من حياته حينما حدّثهم بهذا الحديث أتبع ذلك بقوله رضي الله عنه " ... قد أصبحت اليوم حيث ترون - يعني وحيدا في هذه الفلاة - و لو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لن أكفن إلا فيه فأنشدكم بالله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا " لماذا يشترط أبو ذر أن لا يكفن أبا ذر أحد من هؤلاء العصابة إذا كان قد تولى ولاية من هذه الولايات إما أن يكون أميرا على بلدة أو يكون عريفا على جماعة أو أن يكون صاحب بريد؟ فالظاهر أنه يشير إلى ما سبقت الإشارة إليه في حديث خباب بن الأرت لأنه يكونون قد أكلوا من أجورهم فلا يكون عملهم كاملا موفورا أجرهم عند الله تبارك و تعالى و يحتمل أن يعني بذلك أن قل من يسلم من استثمار هذه المناصب و هذه الولايات استثمارا غير مشروع و خاصة في هذا الزمن فلا نكاد أميرا إلا و يشتغل بأمارته و ولايته ، و لا عريفا و لا بريدا نحن نجد اليوم بعض الموظفين عندهم سيارات الدولة من أجل خدمة الدولة و إذا به يخدم نفسه و عياله و أطفاله ... و على حساب الدولة هذا استغلال طبعا لا يجوز في الإسلام هذا النوع في الوقت الذي لا نستطيع أن ننكر وجوده في بعض الأفراد من السابقين لكننا أقطع أنهم لم يكونوا بالتوسع في ذلك كما و كيفا كما هو الشأن اليوم في هؤلاء المتأخرين لكن قد يوجد بعض الأفراد فلذلك تحفظ أبو ذر و هذا من زهده و ورعه فطلب أن لا يتولى تكفينه أحد ممن تولى شيئا من هذه المناصب فوجد هناك فتى من الأنصار قال له أنا هو صاحبك ... و هذا الثوب من ثيابه الخاص به أكفنك فيهام قال أنت صاحبي فتأملوا و انظروا كيف كان السلف الصالح يعيشون و كيف كان يتورعون عن الشبهات إما ... أنفسكم تجدون الفرق شاسعا و بالتالي تجدون الثمرات التي نجنيها نحن هي ثمرات غير الثمرات التي جنوها أولئك فهم قد ورثونا تلك الثمرات بجهادهم في سبيل الله عز و جل أما نحن فقد أضعناها و أضعنا مع ذلك كثيرا من ديننا بل و فينا من خسر الدنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين .
يكفي هذا المقدار في درس الترغيب و الترهيب و أراني مضطرا بالرغم من أنني لا أريد أن أتكلم كثيرا لكن بالنظر للأسئلة التي ... السائل في الدرس الماضي هي قل من جلّ فلا بد من أن أتولى الإجابة عن سؤال واحد لأنه له علاقة هنا بعلم الحديث و لعل إخواننا فيما يأتي من الدروس يستمرون في الإجابة عن الأسئلة القديمة ثم الجديدة .
الحضور : آمين .
الشيخ : الشاهد ففي هذا الحديث البشارة العظيمة جدا فكان أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم لا يحدثون بمثله إلا في آخر رمق من حياته حينما حدّثهم بهذا الحديث أتبع ذلك بقوله رضي الله عنه " ... قد أصبحت اليوم حيث ترون - يعني وحيدا في هذه الفلاة - و لو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لن أكفن إلا فيه فأنشدكم بالله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا " لماذا يشترط أبو ذر أن لا يكفن أبا ذر أحد من هؤلاء العصابة إذا كان قد تولى ولاية من هذه الولايات إما أن يكون أميرا على بلدة أو يكون عريفا على جماعة أو أن يكون صاحب بريد؟ فالظاهر أنه يشير إلى ما سبقت الإشارة إليه في حديث خباب بن الأرت لأنه يكونون قد أكلوا من أجورهم فلا يكون عملهم كاملا موفورا أجرهم عند الله تبارك و تعالى و يحتمل أن يعني بذلك أن قل من يسلم من استثمار هذه المناصب و هذه الولايات استثمارا غير مشروع و خاصة في هذا الزمن فلا نكاد أميرا إلا و يشتغل بأمارته و ولايته ، و لا عريفا و لا بريدا نحن نجد اليوم بعض الموظفين عندهم سيارات الدولة من أجل خدمة الدولة و إذا به يخدم نفسه و عياله و أطفاله ... و على حساب الدولة هذا استغلال طبعا لا يجوز في الإسلام هذا النوع في الوقت الذي لا نستطيع أن ننكر وجوده في بعض الأفراد من السابقين لكننا أقطع أنهم لم يكونوا بالتوسع في ذلك كما و كيفا كما هو الشأن اليوم في هؤلاء المتأخرين لكن قد يوجد بعض الأفراد فلذلك تحفظ أبو ذر و هذا من زهده و ورعه فطلب أن لا يتولى تكفينه أحد ممن تولى شيئا من هذه المناصب فوجد هناك فتى من الأنصار قال له أنا هو صاحبك ... و هذا الثوب من ثيابه الخاص به أكفنك فيهام قال أنت صاحبي فتأملوا و انظروا كيف كان السلف الصالح يعيشون و كيف كان يتورعون عن الشبهات إما ... أنفسكم تجدون الفرق شاسعا و بالتالي تجدون الثمرات التي نجنيها نحن هي ثمرات غير الثمرات التي جنوها أولئك فهم قد ورثونا تلك الثمرات بجهادهم في سبيل الله عز و جل أما نحن فقد أضعناها و أضعنا مع ذلك كثيرا من ديننا بل و فينا من خسر الدنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين .
يكفي هذا المقدار في درس الترغيب و الترهيب و أراني مضطرا بالرغم من أنني لا أريد أن أتكلم كثيرا لكن بالنظر للأسئلة التي ... السائل في الدرس الماضي هي قل من جلّ فلا بد من أن أتولى الإجابة عن سؤال واحد لأنه له علاقة هنا بعلم الحديث و لعل إخواننا فيما يأتي من الدروس يستمرون في الإجابة عن الأسئلة القديمة ثم الجديدة .
ما أسباب تفاوت أحكام علماء الحديث في بيان درجة الحديث تصحيحا وتضعيفا ووضعا ؟
الشيخ : سؤال فيه غرابة يقول بعد بسم الله الرحمن الرحيم ، ما ما أسباب تفاوت أحكام علماء الحديث في بيان درجة الحديث تصحيحا و تضعيفا و تكذيبا و وضعا إلخ فالواحد منا يقرأ الحديث الواحد عند أكثر من عالم حديث ، فواحد يجعله صحيحا و آخر يجعله ضعيفا و ثالث يجعله موضوعا و رابع يجعله باطلا و خامس يجعله منكرا فالأمثلة كثيرة و عديدة و يعرفها من درس شيئا من هذا العلم وهذا - زعم القائل السائل - وهذا ما جعل طلاب العلم و الشباب المسلم يعزفون عن دراسة الحديث و يلجؤون للتقليد و الأخذ عن شيخ فنرجوا ذكر الأسباب الآنفة الذكر مع شيء من التوضيح لأمور علم الحديث ؟
نحن نقول في الجواب عن هذا السؤال إن السائل بالغ جدا في تصوير الخلاف الموجود بين علماء الحديث أقول هذا معترفا أنه لا يسعنا إنكار وجود الاختلاف لكن ليس بهذه المثابة التي يصورها السائل في حديث واحد خمسة ستة أحكام متناقضة هذا أتصور لو كان هذا السائل فعلا طالب علم لقلنا له و لو في جلسة خاصة أعطينا مثالا واحدا في حديث يقول فيه عالم من علماء الحديث صحيح و آخر ضعيف و ثالث موضوع و رابع منكر و ... باطل إلى آخره هذا تصوير خيالي في الواقع لكن كما قلت آنفا ذلك لا يعني أن علماء الحديث لا يختلفون و هذا الذي ينبغي بيانه و ذكر السبب أو الأسباب التي توجب مثل هذا الاختلاف أريد أن أذكر أن علم الحديث هو كأي علم من العلوم المبنية على البحث و الاجتهاد و الدراسة و لكل مجتهد نصيب و الحالة هذه .
نحن نقول في الجواب عن هذا السؤال إن السائل بالغ جدا في تصوير الخلاف الموجود بين علماء الحديث أقول هذا معترفا أنه لا يسعنا إنكار وجود الاختلاف لكن ليس بهذه المثابة التي يصورها السائل في حديث واحد خمسة ستة أحكام متناقضة هذا أتصور لو كان هذا السائل فعلا طالب علم لقلنا له و لو في جلسة خاصة أعطينا مثالا واحدا في حديث يقول فيه عالم من علماء الحديث صحيح و آخر ضعيف و ثالث موضوع و رابع منكر و ... باطل إلى آخره هذا تصوير خيالي في الواقع لكن كما قلت آنفا ذلك لا يعني أن علماء الحديث لا يختلفون و هذا الذي ينبغي بيانه و ذكر السبب أو الأسباب التي توجب مثل هذا الاختلاف أريد أن أذكر أن علم الحديث هو كأي علم من العلوم المبنية على البحث و الاجتهاد و الدراسة و لكل مجتهد نصيب و الحالة هذه .
بيان الشيخ لبعض أسباب اختلاف المجتهدين في الأحكام الشرعية .
الشيخ : فما هو السبب في اختلاف الأئمة المجتهدين في الأحكام الشرعية لها ؟ أسباب هذه الاختلافات لها أسباب كثيرة لكن منها ما يناسب ذكره سببان اثنان جوهريان أساسيان الأول أن هذا يطلع على حديث و الآخر لا يطلع عليه فهذا الذي اطّلع على الحديث حينما يسأل عما تضمنه الحديث من الحكم يفتي به فيصيب ، ذاك الآخر الذي لم يطلع على الحديث يجتهد فيخطئ الحكم لأنه ما اطّلع على الحديث .
سبب آخر قد يكون كلاهما اطّلع على الحديث و لكن هذا فهمه على وجه و هذا فهمه على وجه ، على أن يكون أن هذا الاختلاف في الفهم في كثير من الأحيان يعود إلى السبب الأول و لعله من المستحسن ضرب مثل على ذلك ، الحديث المشهور في الصحيحين و غيرهما ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) و قد جاء سؤال مكتوبا إلينا أسئلة كثيرة من جملتها أن الجماعة يفسرون الحديث لا صلاة كاملة و أناس يقولون لا صلاة صحيحة شو السبب ؟ فأقول الآن الحديث صحيح عند الجميع ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) هو مثال صالح للسبب الثاني و هو الاختلاف في الفهم فلماذا اختلفوا في الحكم لأن الأحناف فهموه لا صلاة كاملة ، الشوافع و غيرهم لا صلاة صحيحة ما هو سبب الخلاف ؟ أيضا يعود إلى نص آخر اختلفوا في فهمه و لا ينبغي ذكر هذا الاختلاف في هذا النص الآخر لأنه قرآن و هو قوله تعالى (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) لما أخطأ بعضهم الفهم لهذه الآية اضطر بعد ذلك كنتيجة لهذا الخطأ أن يقع في خطإ آخر ألا و هو الخطأ في فهم الحديث السابق الآية (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) ليس معناه كما يظهر مما يتبادر من هذه الجملة فقط إنما معناها مستغرب عند من لا علم عنده بطبيعة الحال و هو المعنى (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) أي فصلوا ما تيسر من صلاة الليل ، كيف حصلنا هذا المعنى من سياق الآيات ، الآيات كلها تتحدث في قيام الليل كيف الآيات ؟
السائل : (( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل و نصفه و ثلثه و طائفة من الذين معك و الله يقدّر الليل و النهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) .
الشيخ : (( علم أن لن تحصوه )) يعني قياما بالليل (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) أي صلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل هذا ما اتفق عليه كل من المفسرين لا خلاف بينهم مطلقا لا حنفي و لا شافعي لكن من المؤسف جدا و هذا من آثار التعصب المذهبي و التقليد الجامد أن هذه الآية في كتب التفسير معناها كما سمعتم (( فاقرؤوا )) أي فصلوا لكن حينما يأتي المتفقه في المذهب الحنفي كأنه ينسى ما أجمع عليه المفسرون في معنى هذه الآية فيقول ثبت بالقرآن أن الواجب من القراءة في الصلاة هو مطلق القراءة لأن الله قال (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) و بناء على ذلك يقولون و لما كان القرآن قطعي الثبوت فلا يجوز تخصيصه بحديث آحاد لأنه كما يزعمون يفيد الظن ، فلا يجوز في رأيهم تسليط الظني على القطعي و أنا قلت هذا في الرسالة المطبوعة في مسألة حديث الآحاد و في دروسي هذه الفلسفة دخيلة لفي الإسلام تقسيم الأحاديث إلى قطعي الثبوت و ظني الثبوت و ترتيب تفاوت الأحكام بين ما كان ظني الثبوت و ما كان قطعي الثبوت هذه مسألة دخيلة في الإسلام و من آثارها هذه المسألة التي نحن بصدد التحدث عنها (( فاقرؤوا ما تيسر القرآن )) نص قرآني أولا فهم خطأ على ظاهر النص مفصولا عن السياق و السباق ، ثانيا قالوا هذا قرآن لا يجوز تحصيصه بحديث الآحاد ( لا صلاة لمن يقرأ بفاتحة الكتاب ) مع أنه قد رد عليهم إمام الأئمة حقا في الحديث ألا و هو البخاري فقد صرح في رسالته الخاصة بالقراءة وراء الإمام بقوله تواتر الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم هذا إيمام ... يحكم على الحديث بأنه متواتر فإذا لو صح التفريق بين حديث التواتر و حديث الآحاد في الأحكام لكانت الحجة قائمة في خصوص هذا الحديث على أنه يصلح لتخصيص هذه الآية لأنه حديث تواتر لكن انظروا الآية لا علاقة لها بهذا البحث إطلاقا و الحديث متواتر و ليس حديث آحاد مع ذلك أفتى الذي فهم سابقا ... (( فاقرؤوا ما تيسر )) على ظاهره و هذه الآية لا يجب تخصيصها بالحديث إذا ماذا نفعل بالحديث ؟ نعطل الحديث مطلقا لأن الحديث آحاد ؟ قال لا نعمله و نحكمه بحكم لا يتعارض مع الآية فنقول بوجوب قراءة الفاتحة لا بركنيتها لأنا إذا قلنا بركنية الفاتحة صدمنا الآية بزعمهم أما إذا قلنا بوجوب قراءة الفاتحة لا نضرب الآية و نأخذ بالآية على ظاهرها و نأخذ بالحديث فنقول معناه لا صلاة كاملة هذا من أسباب الاختلاف الفقهي يعود إلى سببين أساسيين عدم الاطلاع على الخبر أو الاطّلاع على الخبر و لكن اختلاف الفهم مثل هذا وقع للمحدثين أنفسهم مثلا حديث صحّحه فلان و ضعفه فلان الذي صحّحه نفترض أنه أصاب في التصحيح و الذي ضعفه أخطأ لماذا هذا أصاب و لماذا هذا أخطأ ؟ في كثير من الأحيان الذي ضعف الحديث مصيب حيث ضعف لكن إصابة نسبية أي إن هذا الحديث الذي صححه فلان وقف عليه ذاك الذي ضعفه من طريق فيه رجل ضعيف و لم يقف على الطريق التي وقف عليها الأول فهي طريق صحيحة لو وقف عليها الثاني لالتقى مع الأول و اتفقا على صحة الحديث و هذا كثير جدا و أحيانا يكون الطريق واحدا ، أحيانا يكون الطريق واحدا فهذا يصححه و هذا يضعفه هذا يقع ، بل يقع فيه الشك الواحد .
سبب آخر قد يكون كلاهما اطّلع على الحديث و لكن هذا فهمه على وجه و هذا فهمه على وجه ، على أن يكون أن هذا الاختلاف في الفهم في كثير من الأحيان يعود إلى السبب الأول و لعله من المستحسن ضرب مثل على ذلك ، الحديث المشهور في الصحيحين و غيرهما ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) و قد جاء سؤال مكتوبا إلينا أسئلة كثيرة من جملتها أن الجماعة يفسرون الحديث لا صلاة كاملة و أناس يقولون لا صلاة صحيحة شو السبب ؟ فأقول الآن الحديث صحيح عند الجميع ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) هو مثال صالح للسبب الثاني و هو الاختلاف في الفهم فلماذا اختلفوا في الحكم لأن الأحناف فهموه لا صلاة كاملة ، الشوافع و غيرهم لا صلاة صحيحة ما هو سبب الخلاف ؟ أيضا يعود إلى نص آخر اختلفوا في فهمه و لا ينبغي ذكر هذا الاختلاف في هذا النص الآخر لأنه قرآن و هو قوله تعالى (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) لما أخطأ بعضهم الفهم لهذه الآية اضطر بعد ذلك كنتيجة لهذا الخطأ أن يقع في خطإ آخر ألا و هو الخطأ في فهم الحديث السابق الآية (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) ليس معناه كما يظهر مما يتبادر من هذه الجملة فقط إنما معناها مستغرب عند من لا علم عنده بطبيعة الحال و هو المعنى (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) أي فصلوا ما تيسر من صلاة الليل ، كيف حصلنا هذا المعنى من سياق الآيات ، الآيات كلها تتحدث في قيام الليل كيف الآيات ؟
السائل : (( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل و نصفه و ثلثه و طائفة من الذين معك و الله يقدّر الليل و النهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) .
الشيخ : (( علم أن لن تحصوه )) يعني قياما بالليل (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) أي صلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل هذا ما اتفق عليه كل من المفسرين لا خلاف بينهم مطلقا لا حنفي و لا شافعي لكن من المؤسف جدا و هذا من آثار التعصب المذهبي و التقليد الجامد أن هذه الآية في كتب التفسير معناها كما سمعتم (( فاقرؤوا )) أي فصلوا لكن حينما يأتي المتفقه في المذهب الحنفي كأنه ينسى ما أجمع عليه المفسرون في معنى هذه الآية فيقول ثبت بالقرآن أن الواجب من القراءة في الصلاة هو مطلق القراءة لأن الله قال (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) و بناء على ذلك يقولون و لما كان القرآن قطعي الثبوت فلا يجوز تخصيصه بحديث آحاد لأنه كما يزعمون يفيد الظن ، فلا يجوز في رأيهم تسليط الظني على القطعي و أنا قلت هذا في الرسالة المطبوعة في مسألة حديث الآحاد و في دروسي هذه الفلسفة دخيلة لفي الإسلام تقسيم الأحاديث إلى قطعي الثبوت و ظني الثبوت و ترتيب تفاوت الأحكام بين ما كان ظني الثبوت و ما كان قطعي الثبوت هذه مسألة دخيلة في الإسلام و من آثارها هذه المسألة التي نحن بصدد التحدث عنها (( فاقرؤوا ما تيسر القرآن )) نص قرآني أولا فهم خطأ على ظاهر النص مفصولا عن السياق و السباق ، ثانيا قالوا هذا قرآن لا يجوز تحصيصه بحديث الآحاد ( لا صلاة لمن يقرأ بفاتحة الكتاب ) مع أنه قد رد عليهم إمام الأئمة حقا في الحديث ألا و هو البخاري فقد صرح في رسالته الخاصة بالقراءة وراء الإمام بقوله تواتر الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم هذا إيمام ... يحكم على الحديث بأنه متواتر فإذا لو صح التفريق بين حديث التواتر و حديث الآحاد في الأحكام لكانت الحجة قائمة في خصوص هذا الحديث على أنه يصلح لتخصيص هذه الآية لأنه حديث تواتر لكن انظروا الآية لا علاقة لها بهذا البحث إطلاقا و الحديث متواتر و ليس حديث آحاد مع ذلك أفتى الذي فهم سابقا ... (( فاقرؤوا ما تيسر )) على ظاهره و هذه الآية لا يجب تخصيصها بالحديث إذا ماذا نفعل بالحديث ؟ نعطل الحديث مطلقا لأن الحديث آحاد ؟ قال لا نعمله و نحكمه بحكم لا يتعارض مع الآية فنقول بوجوب قراءة الفاتحة لا بركنيتها لأنا إذا قلنا بركنية الفاتحة صدمنا الآية بزعمهم أما إذا قلنا بوجوب قراءة الفاتحة لا نضرب الآية و نأخذ بالآية على ظاهرها و نأخذ بالحديث فنقول معناه لا صلاة كاملة هذا من أسباب الاختلاف الفقهي يعود إلى سببين أساسيين عدم الاطلاع على الخبر أو الاطّلاع على الخبر و لكن اختلاف الفهم مثل هذا وقع للمحدثين أنفسهم مثلا حديث صحّحه فلان و ضعفه فلان الذي صحّحه نفترض أنه أصاب في التصحيح و الذي ضعفه أخطأ لماذا هذا أصاب و لماذا هذا أخطأ ؟ في كثير من الأحيان الذي ضعف الحديث مصيب حيث ضعف لكن إصابة نسبية أي إن هذا الحديث الذي صححه فلان وقف عليه ذاك الذي ضعفه من طريق فيه رجل ضعيف و لم يقف على الطريق التي وقف عليها الأول فهي طريق صحيحة لو وقف عليها الثاني لالتقى مع الأول و اتفقا على صحة الحديث و هذا كثير جدا و أحيانا يكون الطريق واحدا ، أحيانا يكون الطريق واحدا فهذا يصححه و هذا يضعفه هذا يقع ، بل يقع فيه الشك الواحد .
ضرب الشيخ مثالا لوقوع العالم في التناقض أحيانا في التصحيح والتضعيف ومثل بنفسه .
الشيخ : ... و أنا لا أذهب بكم بعيدا أضرب لكم مثلا بنفسي حتى ما تقولون أن الشيخ ما يخطئ بل الشيخ يخطئ لكن خطأه هو أحسن من خطأ غيره لأنه يبحث و يتعب و إلى آخره فلا بد من أن يقع في الخطأ أما الذي لا يبحث فإن الذي لا يحبث فستكون أخطاؤه كثيرة ، ما هو المثال ؟ البارحة أو أول البارحة جاءني رجل من إخواننا من طلاب العلم من حلب و لفت نظري إلى حديث واحد أقول هذا لتصححوا ما عندكم حديث واحد موجود في كتابي صحيح الجامع و ضعيف الجامع أول ما تبادر لذهني أن هذا النوع له أمثلة كثيرة في الكتابين لكن حين البحث و التحقيق يبدو أن ... المخطئ و السبب أن الحديث في أحد الكتابين بلفظ و في الكتاب الآخر بلفظ آخر و في أحدهما ما ليس في الآخر ، و لذلك فأحدهما وضع في الصحيح و الآخر وضع في الضعيف ، و هذا من دقة العلم لكن لما أراني النص ليس من هذا النوع إطلاقا النص ( أي إخواني لمثل هذا فاعملوا ) هذا نص الحديث أو معناه أوردناه في الصحيح و أوردناه في الضعيف ... حتى أدرس الموضوع على مهل و على روية في أحد الكتابين عزوت الحديث بسلسلة الأحاديث الصحيحة ، ... الخطأ مبني على خطأ أحد الحديثين أوردته في الصحيحة و الآخر أوردته لما رجعت وجدت السند واحد ! لا تتعجبوا إذا اختلف علماء الحديث في أنفسهم ... و وجدت السند واحدا لكن سرعان ما تنبهت للخطأ ، الخطأ فيه رجلان و هذا من أسباب الاختلاف بين علماء الحديث كلا الرجلين اسمه و اسم أبيه واحد ، اسم كل واحد منهما يشبه الآخر مع ... عبد الله بن واقد ، عبد الله بن واقد هنا اثنان أحدهما حراني و الآخر هروي و مشهور في كتب الحديث ... هو الحراني و كنيته أبو واقد و لا ... حتى تفهموني جيدا من غفلتي أنا أن عبد الله بن واقد ... في الحديث مكنيا بكنيته و هو أبو واقد و إذا هو مكني ... عفوا جاء مكنيا بأبي رجاء و عبد الله بن واقد أبو رجاء ثقة أما عبد الله بن واقد أبو واقد ضعيف أنا غفلت عن رؤيتي للكنية أبو رجاء عبد الله بن واقد و رحت قائل عبد الله بن واقد ضعيف بدون ... وبدون رجوع للمصادر فضعفنا الحديث ، في الصحيحة ... أن عبد الله بن واقد أبو رجاء فوضعناه في الصحيح لما جاء الأخ أريته السبب لهذا الخطأ ، هذا إنسان واحد يقع في مثل هذا فأولى أن يقع واحد في مثل الخطأ الذي وقعت فيه أنا و يقع الثاني على الصواب الذي غفلت عنه أنا و هكذا ، فإذا السبب نستطيع أن نلخصه أن هذا يطلع على طريق الحديث لم يطلع عليه الآخر فيصححه وذاك اطّلع على حديث بإسناد ضعيف فيضعفه لكن لو التقيا و تفاهما و اتفقا على ... الحديث و له أسباب كثيرة فلو فرضنا السند واحد واحد صححه و واحد ضعفه ... مثل أبو واقد صاحبنا أبو واقد يكون السبب أن المترجم أحد الرجلين وقف على توثيق لهذا و ذاك وقف على تضعيف لكن التضعيف أرجح من التوثيق و قد يكون العكس المهم إذا كان لهذا السؤال فائدة ... فهو تنبيه الحاضرين إلى شيئين اثنين : الأول أن الخلاف أمر طبيعي من البشر و لذلك نحن لا ننقم أبدا على أئمة الفقه كما لا ننقم على أئمة الحديث حينما اختلفوا فيه لأن هذا الأمر طبيعي و الأسباب طبيعية كونية و سنة الله في خلقه و لكن نتخذ ذلك وسيلة لإلفات نظر الناس إلى أنه يجب أن يتعلموا و أن يجتهدوا كما اجتهد الأئمة السابقون من كان منهم من علماء الفقه و من كان منهم من علماء الحديث و حينما يكثر الفقهاء في الأمة و يكثر المحدثون فيهم أيضا تقل الخلافات سواء ما كان منها خلافا فقهيا أو ما كان منها خلافا حديثيا أما لما يكون في ميدان في بعض البلاد شخص واحد في الفقه المعرض للخطأ ما فيه من ... خطأه لذلك أنا فرح جدا حينما أشعر الآن أنه هناك من إخواننا في هذه البلدة و في غيرها من يقدم إليّ خطئي لأني أصبحت أشعر بدأنا نجني ثمار نشر السنة بين الناس و علم الحديث و مصطلح الحديث بينما سابقا و أنا بلا شك كأي ... في أي علم كنت كثير الخطأ ... من ينبهني لماذا لأني عشت في هذا العلم لوحدي فنسأل الله عز و جل أن يوقض الأمة الإسلامية لتتفقه في دينها بالاعتماد على الكتاب و السنة و أن يلهم الجماعات منهم يقوم بواجب هذا التفقه الصحيح و دراسة علم السنة دراسة علمية صحيحة و بهذا القدر كفاية و الحمد لله رب العالمين .
اضيفت في - 2008-06-18