متفرقات للألباني-182
كلمة الشيخ العيد عباسي حول موضوع السلفية حقيقتها، تاريخها،وموقفها من الدعوات الأخرى .
عيد عباسي : الموضوع الذي نتحدث فيه هو عن الدعوة السلفية، ما هي حقيقتها وما هو المراد بها ؟ ولمحة عن تاريخها ثم موقفها من موقفها من الدعوات الأخرى من حيث الإجماع، وأعتذر إليكم عن عدم ... بما ... وقد كان لي اليوم بعض وقبول العذر في هذه السرعة .
الدعوة السلفية نسبة إلى السلف وفي اللغة هم القوم المتقدمون ويراد بهم في الاصطلاح أهل القرون الثلاثة الخيرة التي جاء الثناء عليها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي من بعد ذلك ناس يشهدون ولا يُستشهدون ويخونون ولا يؤتمون ويفشوا فيهم الكذب ) فهؤلاء بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل هذه القرون الثلاثة هم خير القرون ولا شك أن هديهم وطريقتهم وسيمتهم هي خير الهدي وخير السنن وخير الطرائق . ويقابل السلف الخلف وهم الذين جاؤوا بعد هذه القرون الثلاثة .
الدعوة السلفية نسبة إلى السلف وفي اللغة هم القوم المتقدمون ويراد بهم في الاصطلاح أهل القرون الثلاثة الخيرة التي جاء الثناء عليها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي من بعد ذلك ناس يشهدون ولا يُستشهدون ويخونون ولا يؤتمون ويفشوا فيهم الكذب ) فهؤلاء بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل هذه القرون الثلاثة هم خير القرون ولا شك أن هديهم وطريقتهم وسيمتهم هي خير الهدي وخير السنن وخير الطرائق . ويقابل السلف الخلف وهم الذين جاؤوا بعد هذه القرون الثلاثة .
ذكر الشيخ سبب اختلاف طريقة الخلف عن طريقة السلف .
عيد عباسي : ونحن نعلم أنه قد اختلف، اختلفت طريقة السلف عن الخلف في كثير من الأمور فقد ظهر بعد القرن الثالث أمور لم تكن وكان ذلك بسبب اختلاط المسلمين بغيرهم ودخول الثقافات الأجنبية على الأمة الإسلامية فقد دخلت ثقافات النصارى الذين أسلموا وكذلك اليهود واليونان والهنود والفرس بعد الفتوحات الإسلامية الهائلة وهذه الثقافات أثرت في المسلمين مع الأسف وخاصة في الذين لم يتمكن الإسلام في قلوبهم فقد انبهروا بها وحين اطّلعوا عليها وهي شيء جديد عليهم أخذوا بها وانبهروا فأخذوا يعتنون بها وأخذ بعض الأمراء والحكّام من الذين لم يفقهوا حقيقة الإسلام ولم يهتم للأمر وخطورته أخذوا يعطونهم الجوائز الكبيرة من أجل ترجمة كتب هذه الأمم الأجنبية إلى المسلمين .
ذكر الشيخ خطورة أخذ شيئ من العلوم الدينية عن الأمم الأخرى وجواز الإستفادة منهم في العلوم الدنيوية .
عيد عباسي : ونحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نبّه إلى خطورة ذلك وقد حذر منها ويكفينا في الدلالة على ذلك حديث عمر رضي الله حينما كتب صحائف من التوراة فرأها عليه الصلاة والسلام فسأله عنها فقال إنها، إنه كان له صديق يهودي وإنه نسخ من، منه بعض صحائف من التوراة فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ( أمتهوكون أنتم كما توهكت اليهود والنصارى والذي نفسي بيده لو أن موسى بن عمران كان حيا لما وسعه إلا أن يتبعني ) فهو عليه الصلاة والسلام يعلن أنه لا هدي إلا الهدي الذي جاء به عن ربه ولا يجوز لأحد أن يكون متّبَعا وأن يكون إماما وأن يكون قدوة وأن يكون مرضيا من الاتباع ومأخوذا عنه الهدي إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يشير إلى أنه لا يجوز للمسلمين أن يأخذوا دينهم ولا هدايتهم ولا إرشادهم ولا أخلاقهم ولا كل شيء من الأفكار والتصورات والقيم والسلوك عن أي أمة أخرى، وما السبب في ذلك؟ السبب أن الله عز وجل أدخل إليهم الهدى كاملا واختصهم بالفضل عاما كاملا فليسوا بحاجة إلى هدي آخر وليسوا بحاجة إلى إرشاد قوم آخرين قد أخبرهم الله عز وجل أنه أكمل لهم الدين وأتم عليهم النعمة ورضي لهم الإسلام دينا (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) فالذي يلجأ إلى غير طريق الوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإنما يعتقد بطريق المفهوم أن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم غير كاف ! وأن هناك هدي آخر وخير آخر يمكن أن يلتمسه لدى الأمم الأخرى وهذا مؤداه الكفر وإن كان كثير لا يفقهونه ولا يقصدونه .
فهذا النص وحده كاف للتحذير من اللجوء إلى طرائق الدول الأخرى وهديها في أفكارها وعقائدها وأخلاقها وقيمها وبالطبع وبالطبع فإن هذا لا يشمل الأمور الدنيوية حتى يقول قائل إن الإسلام حجّر على العقول وإنه ضيق على الأفكار لأن العلوم المختلفة هي عامة ... لدى الأمم الأخرى ولا يمكن أن نهمل أو أن نفرح ما يأتي به الأجانب وغير المسلمين من تقدم علمي ومن تفوق حضاري في بعض العصور، هذا صحيح، فإن العلم الدنيوي غير خاص بالمسلمين والعقل الإنساني يعمل والأمم الأخرى تعمل وتنهض والحضارة والتقدم العلمي الدنيوي كما يقال هو متداول بين الأمم فيوم يكون من حظ هذه الأمة ويوم لتلك وهي جميعا ... تسير وتعمل وتبني هذه الحضارة المادية، في ناحية العلم لم ... ربنا سبحانه وتعالى أن نأخذ عنهم العلم الدنيوي المحض الصناعي الذي فيه مثلا علم الزراعة علم الكيمياء علم الفيزياء علم الفلك لكن بشريطة أن لا يخالف شيء من هذه العلوم ومن هذه المبتكرات ما جاءنا به الإسلام الحنيف لأن هناك في، من مبتكرات العلم ومن ... أمورا قد نجدها تخالف الإسلام فلا يجوز أن نقبلها لأن الإسلام حق لا يتطرق إليه الريب والشك أن هذه العلوم فهي إنتاج بشر وهي من ... ناس يحتمل، يحتملون الخطأ والصواب ولا يخلون من أغراض ومن أهواء فلذلك إذا اقتضى النص الشرعي الواضح الصريح القطعي لنظرية علمية أو أفكار حديثة فيجب أن تكون ثقتنا بما جاءنا عن الله ورسوله لا غير، فيجب أن نقدمه على هذه الأمور ... الآخرين.
قلت لا حرج من قبول هذه العلوم بهذا الشرط وعمدتنا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الحديث المشهور الذي هو حديث تأبير النخل وخلاصته أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء المدينة وجد وأهل المدينة يأبرون النخل فقال، سألهم عما يفعلون فقالوا شيء اعتدنا عليه فقال ( لو لم أن تفعلوا لكان خيرا ) فتركوه فنقصت ثمرته فاخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فيما بعد فقال ( إذا جئتكم عن، إذا حدثتكم عن أمر من أمور دينكم فخذوا به وإذا حدثتكم عن أمر من أمور دنياكم فأنت أعلم بأمور دنياكم ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
إذًا هناك أمران أو ... أمور دينية تتضمن العقائد والأخلاق والأفكار والتصورات والقيم والثقافة والأدب فهذه يجب أن لا نقبلها إلا عن طريق ... ولا نأخذها إلا من طريق الوحي الصادق الصحيح الذي جاء به عليه الصلاة والسلام وهناك أمور دنيوية بحتة اجتماعية وعلمية فيجوز أخذها منهم بل يجب لكن بالشرط السابق أن لا نأخذ ما يخالف ما جاءنا به الوحي الصادق وعن طريق خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام.
نرجع إلى هذه الدعوة السلفية لنقول .
فهذا النص وحده كاف للتحذير من اللجوء إلى طرائق الدول الأخرى وهديها في أفكارها وعقائدها وأخلاقها وقيمها وبالطبع وبالطبع فإن هذا لا يشمل الأمور الدنيوية حتى يقول قائل إن الإسلام حجّر على العقول وإنه ضيق على الأفكار لأن العلوم المختلفة هي عامة ... لدى الأمم الأخرى ولا يمكن أن نهمل أو أن نفرح ما يأتي به الأجانب وغير المسلمين من تقدم علمي ومن تفوق حضاري في بعض العصور، هذا صحيح، فإن العلم الدنيوي غير خاص بالمسلمين والعقل الإنساني يعمل والأمم الأخرى تعمل وتنهض والحضارة والتقدم العلمي الدنيوي كما يقال هو متداول بين الأمم فيوم يكون من حظ هذه الأمة ويوم لتلك وهي جميعا ... تسير وتعمل وتبني هذه الحضارة المادية، في ناحية العلم لم ... ربنا سبحانه وتعالى أن نأخذ عنهم العلم الدنيوي المحض الصناعي الذي فيه مثلا علم الزراعة علم الكيمياء علم الفيزياء علم الفلك لكن بشريطة أن لا يخالف شيء من هذه العلوم ومن هذه المبتكرات ما جاءنا به الإسلام الحنيف لأن هناك في، من مبتكرات العلم ومن ... أمورا قد نجدها تخالف الإسلام فلا يجوز أن نقبلها لأن الإسلام حق لا يتطرق إليه الريب والشك أن هذه العلوم فهي إنتاج بشر وهي من ... ناس يحتمل، يحتملون الخطأ والصواب ولا يخلون من أغراض ومن أهواء فلذلك إذا اقتضى النص الشرعي الواضح الصريح القطعي لنظرية علمية أو أفكار حديثة فيجب أن تكون ثقتنا بما جاءنا عن الله ورسوله لا غير، فيجب أن نقدمه على هذه الأمور ... الآخرين.
قلت لا حرج من قبول هذه العلوم بهذا الشرط وعمدتنا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الحديث المشهور الذي هو حديث تأبير النخل وخلاصته أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء المدينة وجد وأهل المدينة يأبرون النخل فقال، سألهم عما يفعلون فقالوا شيء اعتدنا عليه فقال ( لو لم أن تفعلوا لكان خيرا ) فتركوه فنقصت ثمرته فاخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فيما بعد فقال ( إذا جئتكم عن، إذا حدثتكم عن أمر من أمور دينكم فخذوا به وإذا حدثتكم عن أمر من أمور دنياكم فأنت أعلم بأمور دنياكم ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
إذًا هناك أمران أو ... أمور دينية تتضمن العقائد والأخلاق والأفكار والتصورات والقيم والثقافة والأدب فهذه يجب أن لا نقبلها إلا عن طريق ... ولا نأخذها إلا من طريق الوحي الصادق الصحيح الذي جاء به عليه الصلاة والسلام وهناك أمور دنيوية بحتة اجتماعية وعلمية فيجوز أخذها منهم بل يجب لكن بالشرط السابق أن لا نأخذ ما يخالف ما جاءنا به الوحي الصادق وعن طريق خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام.
نرجع إلى هذه الدعوة السلفية لنقول .
3 - ذكر الشيخ خطورة أخذ شيئ من العلوم الدينية عن الأمم الأخرى وجواز الإستفادة منهم في العلوم الدنيوية . أستمع حفظ
رد الشيخ شبهة أن الدعوة السلفية دعوة طارئة وأن أقدم من تنتسب إليه هوشيخ الإسلام رحمه الله .
عيد عباسي : قد يقول البعض إنها دعوة طارئة وجديدة وإن أقدم من تنتسب هو شيخ الإسلام ابن تيمية ثم ابن عبد الوهاب في العصر الحاضر وهذه فكرة خاطئة بل هي باطلة وإنما الدعوة السلفية هي دعوة الإسلام الصحيح نفسه، دعوة الكتاب والسنة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم وكانت خاتمة الدعوات وآخر الشرائع وخاتم الأنبياء وإنما لم تكن يطلق عليها ذلك لأنه لم يكن هناك حاجة فالمسلمون الأولون كانوا على الإسلام الصحيح فلم تكن هناك حاجة ولم يوجد باعث للقول الإسلام السلفي أو الدعوة السلفية كما يقرّب ذلك إلينا مثلا العلوم الأخرى كالعلوم العربية، كان الناس يتكلمون العربية الفصحى دون لحن ودون خطأ فلم يكن حاجة إلى وضع قواعد النحو وإلى الاصطلاح اصطلاحات النحو واللغة والبلاغة لأنها كانت معروفة سليقة وكذلك الدعوة السلفية كان الناس عليها ولم يكن هناك شذوذ ولا ... ولكنها بدأت تظهر شيئا فشيئا عندما بدأت الأفكار الأخرى تظهر للوجود وعندما بدأت هذه الثقافات الأجنبية تؤثر في المسلمين ف ... بعضهم وتزين لبعضهم أشياء تخالف الإسلام في العقائد ... حين ذلك بدأ أئمة المسلمين من صحابة وتابعين ومن بعدهم يوجهون إلى خطورة هذه الدخائل وإلى خطورة هذه المحدثات فكانت تظهر وتشتد الدعوة شيئا فشيئا كلما زادت هذه ... وكلما زادت هذه السخافات التي تؤثر في المسلمين وكان من أبرز من ميّز هذه الدعوة ووضحها بجلاء الإمام أحمد بن حنبل حيث ظهرت فتنة خلق القرآن في زمانه وأريد حمل الناس جميعا على هذه الفكرة المحدثة الباطلة فصمد ذلك الصمود المثالي ووقف ذلك الموقف الشجاع الرائع وكان معه في صفوف المسلمين في صمودهم وأرواحهم وكان أولئك المعتزلة في صف آخر مقابل لذاك فتميزت الدعوتان وظهر الأصل بين الاتجاهين اتجاه ... وأصحاب الرأي أصحاب تقديم العقل على النقل الذين لا يعتدّون بنصوص من الكتاب والسنة ولا يعتدون بمنهج السلف الصالح وبين من يجعل الأساس الكتاب والسنة ويجعل الأساس هدي السلف الصالح.
وهكذا أخذت تتميز الدعوة السلفية شيئا فشيئا كلما ازداد المسلمون بعدا عن دينهم الصافي الحقيقي وكلما أخذت الأفكار الأجنبية والثقافات الدخلية على الإسلام كلما أخذت ... وتشتد ويعمل بها، وفي زمن شيخ الإسلام بن تيمية كان ذلك قد استفحل وكانت الثقافات والانحرافات الفكرية قد تضخمت حتى صرفت أكثر المسلمين فلم يبق إلا قلة نادرة غريبة على المجتمع هم الذين بقوا يحافظون على دعوة الإسلام والسنة ويتقيدون بطريقة السلف الصالح فحينذلك ظهرت الحاجة الملحة إلى توضيح هذه الدعوة وإلى تمييزها فكانت كتابات شيخ الإسلام رحمه الله ... الدين ال ... التي ميّز بها الإسلام الصحيح الذي كان عليه الرسول ... الصالح، كانت كتبه منارة ... لمن يطلب الهداية وكانت ... بين الحق والباطل وقد أقام الحجة على المخالفين بالمناظرات وبالرسائل وبالكتب وفي المجالس ولم يبق حجة لمعاند إلا ما يكون بسبب العناد وما يكون بسبب الاستكبار.
فلذلك في زمنه ميّزت وظهر هذا الإسم دعوة السلف ومنهج السلف وطريقة السلف وإن كان كانت قد استعملت هذه الكلمات قبله أيضا وأظن قال هذا البيت المشهور في العقائد على مذهب السلف " وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف " أظنه قبل شيخ الإسلام، وهذه اللفظة عربية فصيحة فظهرت في كلامهم لكن كما قلت توضحت وتركزت أكثر في عند شيخ الإسلام رحمه الله كما قلت أنه سيطرت الأفكار الصوفية على الناس وطرقها المختلفة وأفكار علماء الكلام والتعصب المذهبي و البدع في الدين والأحاديث الضعيفة والموضوعة فظهرت غربة الإسلام وظهر أنه كان بحاجة ماسّة إلى أن يتبين وإلى أن يتوضح حتى يعرف الناس الحق من الباطل ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة .
لقد تابع هذا الرسالة وهذه الدعوة تلاميذ الإمام ابن تيمية ابن القيم وابن كثير وغيرهم على مر العصور لكنهم كانوا محارَبين مضطهدين مات منهم من مات في السجون وقتل من قتل وعذب من عذب وكانت الغلبة المادية في أكثر العصور للمخالفين وإن كانت الغلبة المعنوية، غلبة الحجة والبرهان لأهل السنة مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ) وقد جدد هذه الدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في نجد حينما كانت في ظلام دامس وحينما كانت الوثنيات تسيطر على البلاد فتثقف بثقافة شيخ الإسلام وأخذ عنه وقرأ كتبه وأخذ ينشرها ويدعو إليها ونال في جرّاء ذلك الأذى الكثير والحرب العوان لكن كان أن وفّقه الله عز وجل مع من أيّده من الأمراء السعوديين الأوائل كان من ذلك أن ظهرت هذه الدعوة وأثرت في المسلمين ووصلت إلى بلدان كثيرة ولا تزال بها بقيّة في البلاد السعودية وغيرها.
وهكذا أخذت تتميز الدعوة السلفية شيئا فشيئا كلما ازداد المسلمون بعدا عن دينهم الصافي الحقيقي وكلما أخذت الأفكار الأجنبية والثقافات الدخلية على الإسلام كلما أخذت ... وتشتد ويعمل بها، وفي زمن شيخ الإسلام بن تيمية كان ذلك قد استفحل وكانت الثقافات والانحرافات الفكرية قد تضخمت حتى صرفت أكثر المسلمين فلم يبق إلا قلة نادرة غريبة على المجتمع هم الذين بقوا يحافظون على دعوة الإسلام والسنة ويتقيدون بطريقة السلف الصالح فحينذلك ظهرت الحاجة الملحة إلى توضيح هذه الدعوة وإلى تمييزها فكانت كتابات شيخ الإسلام رحمه الله ... الدين ال ... التي ميّز بها الإسلام الصحيح الذي كان عليه الرسول ... الصالح، كانت كتبه منارة ... لمن يطلب الهداية وكانت ... بين الحق والباطل وقد أقام الحجة على المخالفين بالمناظرات وبالرسائل وبالكتب وفي المجالس ولم يبق حجة لمعاند إلا ما يكون بسبب العناد وما يكون بسبب الاستكبار.
فلذلك في زمنه ميّزت وظهر هذا الإسم دعوة السلف ومنهج السلف وطريقة السلف وإن كان كانت قد استعملت هذه الكلمات قبله أيضا وأظن قال هذا البيت المشهور في العقائد على مذهب السلف " وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف " أظنه قبل شيخ الإسلام، وهذه اللفظة عربية فصيحة فظهرت في كلامهم لكن كما قلت توضحت وتركزت أكثر في عند شيخ الإسلام رحمه الله كما قلت أنه سيطرت الأفكار الصوفية على الناس وطرقها المختلفة وأفكار علماء الكلام والتعصب المذهبي و البدع في الدين والأحاديث الضعيفة والموضوعة فظهرت غربة الإسلام وظهر أنه كان بحاجة ماسّة إلى أن يتبين وإلى أن يتوضح حتى يعرف الناس الحق من الباطل ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة .
لقد تابع هذا الرسالة وهذه الدعوة تلاميذ الإمام ابن تيمية ابن القيم وابن كثير وغيرهم على مر العصور لكنهم كانوا محارَبين مضطهدين مات منهم من مات في السجون وقتل من قتل وعذب من عذب وكانت الغلبة المادية في أكثر العصور للمخالفين وإن كانت الغلبة المعنوية، غلبة الحجة والبرهان لأهل السنة مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ) وقد جدد هذه الدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في نجد حينما كانت في ظلام دامس وحينما كانت الوثنيات تسيطر على البلاد فتثقف بثقافة شيخ الإسلام وأخذ عنه وقرأ كتبه وأخذ ينشرها ويدعو إليها ونال في جرّاء ذلك الأذى الكثير والحرب العوان لكن كان أن وفّقه الله عز وجل مع من أيّده من الأمراء السعوديين الأوائل كان من ذلك أن ظهرت هذه الدعوة وأثرت في المسلمين ووصلت إلى بلدان كثيرة ولا تزال بها بقيّة في البلاد السعودية وغيرها.
4 - رد الشيخ شبهة أن الدعوة السلفية دعوة طارئة وأن أقدم من تنتسب إليه هوشيخ الإسلام رحمه الله . أستمع حفظ
ذكرالشيخ لأهم الأصول التي تركز عليها الدعوة السلفية .
عيد عباسي : لن نخوض كثيرا في هذه التفصيلات التاريخية فلننتقل إلى حقيقة الدعوة السلفية، بماذا تظهر؟ ما هي أهم أفكارها؟ ما هي أهم الأصول التي تركّز عليها ؟
هناك أمور هامة وأصول أساسية تركز عليها الدعوة السلفية.
هناك أمور هامة وأصول أساسية تركز عليها الدعوة السلفية.
بيان الشيخ لحقيقة التوحيد وأقسامه .
عيد عباسي : أول هذه الأمور مسألة التوحيد، هذه المسألة أخطأ فيها جماهير المسلمين عامتهم وخاصتهم فقد شاع لديهم أن التوحيد الذي أمر الله به في كتابه وسنة نبيه هو الاعتقاد فقط بأن لهذا الكون خالقا مدبرا ورازقا حكيما يتصف بصفات الكمال وقد ملؤوا كتبهم وأتعبوا أنفسهم لإثبات هذه الحقيقة مع أنه كما سمعتم من أستاذنا أكثر من مرة هذه الحقيقة فطرية مركوزة في النفوس وفي الأذهان ولا تحتاج إلى كثير إثبات ولا إلى جهد كبير فقد قال الله تعالى مثلا (( أفي الله شك فاطر السماوات والأرض )) (( فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله )) وإنّ كل الذي ينظر إلى طريق البشر على مر العصور ليجد أن كل البشر يؤمنون بوجود، بإله خالق مدبر وحكيم إلا قلة نادرة من الملحدين على مر العصور كانوا يسمون دهريين قديما ويسمّون الآن ملاحدة أو زنادقة أو شيوعيين، هؤلاء نسبتهم قليلة جدا بالنسبة لبقية البشر، لا لا يقول قائل أنه والله الشيوعيين مثلا الأن هم سكان روسيا وسكان الصين وسكان الدول الشيوعية الأخرى الكثيرة لا يقل أحد هذا فإن سكان هذه الدول أكثرهم مؤمنون بالله، أكثرهم إما نصارى أو مثلا يهود أو وثنيون يؤمنون بإله ولكن الملاحدة منهم والشيوعيين مثلا هم قلة قليلة هم الحكّام فقط والذين يسيرون الأمور العسكريين وغيرهم يعني هم أعضاء الحزب الشيوعي لا غير، أما بقية الشعب فتعلمون لهم كنائسهم ولهم عباداتهم وكانوا يحدث، يجرون إحصاءات بين الحين والحين، أذكر من آخر الإحصاءات أن الشيوعيين في روسيا نحن ستة سبعة ملايين فقط فإذًا هم قلة، ما قيمة سبعة ملايين أو بس إليها مثلا البلدان الأخرى ... ملايين أخرى خمسة عشر مليون قل عشرين خمسين ما قيمتهم بالنسبة لسكان البشر الذين هم الآن أظن نحن ثلاثة ألاف مليون نسمة ؟
فإذًا إن عامة البشر وجماهير الناس على ممر العصور هم مؤمنون بإله فإذًا ماذا يحتاج هؤلاء؟ إن أحوج ما يكونون إليه هو أن يؤمنوا بالله الإيمان الصحيح الذي جاءنا به محمد صلى الله عليه وسلم والرسل السابقين، إنه هو الإيمان الذي يعتد به، هو الذي ينجي صاحبه من الخلود في النار إنه طريق دخول الجنة إنه هو وحده الإيمان الصحيح وما عداه كفر والمشركون كلنا نعرف أنهم كانوا يؤمنون بالإله الخالق إلا قلة نادرة جدا أيضا، أشار إلى ذلك القرآن حيث قال (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) وبيّن سبب ضلالهم وشركهم أنه اعتقاد الشفعاء والوسطاء بينهم وبين الله (( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )) ، (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) وفي شعر الجاهليين تجد كثيرا لفظة الإله والخالق ويقسمون به ويعظمونه لكنهم يعتقدون أن هذه الأصنام هي وسائط وهي مقربات لهذا الإله وإن ذكرها ودعوتها هو ضمان ليستجيب لهم الله دعاءهم ويغيثهم إذا استغاثوا به، إذًا الدعوة السلفية تهتم بتبيين التوحيد الصحيح الذي يكون الناس أحوج ما يكونون إليه وهو ما استخلفه العلماء المحققون من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أن هناك ثلاث أنواع للتوحيد ، التوحيد السابق واصطلحوا عليه أنه توحيد الربوبية، الإيمان بأن لهذا الكون خالقا رازقا متصفا بصفات الكمال والنوع الثاني من التوحيد هو توحيد الألوهية والنوع الثالث هو توحيد الصفات، هذه صحيح أسماء اصطلح عليها من هؤلاء الأئمة الأعلام ولكن مدلولها وحقيقتها موجود في ثنايا الكتاب والسنة وإنما هؤلاء وضحوها وميّزها واصطلحوا عليها لتتضح الأمور وتتبين الحقائق، توحيد الربوبية قلنا المراد به أما توحيد الألوهية فهو أيضا بصورة إجمالية أن يخص المسلم أصناف العبادة كلها لله عز وجل، هذا الخالق المدبر الذي آمن به وهذا في الحقيقة أمر طبيعي وإذا كان الله هو الخالق المدبر الرازق إلخ فلماذا يدعون غيره ؟ ولماذا يعبدوا سواه ؟ يعبدوا المخلوقين يعبدوا المحتاجين يعبدوا الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا كما يقول الشاعر " ومن قصد البحر استقل السواقي " هذا الإنسان العبد الضعيف العاجر الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا بعثا ولا حياة ولا نشورا كيف تدعوه وتترك ربك الذي بيده كل شيء، الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، هل هو ... ؟ هل هو لا يستجيب دعاءك؟ هل هو بعيد؟ هل هو ظالم حتى تخاف منه وتلجأ إلى سواه، إنه رحيم بر بعباده رؤوف بهم يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، يقبل التوبة عن عباده، إنه أقرب إلى أحدكم من ...
الشيخ : عنق راحلته .
عيد عباسي : عنق راحلته إليه، إنه الذي يفرح بتوبة التائب أشد من فرحة الإنسان الذي كان في سفر وضلت راحلته ثم وجدها وعليها طعامه وشرابه بعد ما يئس بالهلاك فإذًا هذا الإله العظيم الحكيم الرحيم لم تتركه وتلجأ إلى غيره من هؤلاء الآلهة الذي، الضعفاء العجزة الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا حياة ولا ضرا ولا نفعا، فإذًا ... طبيعي ولذلك فتوحيد الألوهية من أخص خصائص التوحيد وهو من أهم ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الحقيقة معنى قولنا لا إله إلا الله وحده لا شريك له فكلمة لا إله إلا الله هي التي تدخل الإنسان في الإسلام وهي الكلمة الطيبة وهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال لا إله إلا الله من قلبه مخلصا من قلبه دخل الجنة ) فإذًا علق دخول الجنة على من يقول هذه الكلمة مؤمنا بها مخلصا من قلبه، ما معنى هذه الكلمة؟ هل هي الألفاظ تقال باللسان هكذا دون فقه ولا اعتقاد ولا تطبيق، ليس كذلك، إن الأمور بحقائقها، هذه الكلمة معناها الإله المعبود، أله يأله أي عبد يعبد فالإله المعبود فلا إله إلا الله معناها لا معبود بحق إلا الله فإذًا من ألصق حقائق من ألصق معاني لا إله إلا الله توجيه وتخصيص العبادة كلها، العبادة كلها بأنواعها المختلفة لله عز وجل.
كثير من المسلمين يجهلون العبادة فيظنون أن لا إله إلا الله آمنا معك إلي هي المراد بها تخصيص العبادة لله ونحن أيضا نؤمن بذلك فلا نخصص ولا ولا نسجد لأحد إلا لله، وهذا يعني قصور في الفهم فإنهم يجهلون أن العبادة معنى أشمل وأوسع من ذلك، إن العبادة هي كل ما يحبه الله ويرضاه، العبادة تشمل أنواع التعظيم التي يجب أن تخصّ بالخالق الحكيم، إنها تشمل الدعاء وتشمل النذر وتشمل الذبح وتشمل التوكل وتشمل الإنابة وتشمل الاستعانة وتشمل الذبح قلناها والخوف والخشية والاستغاثة والرجاء والمحبة كل هذه الأنواع هي من العبادات وهؤلاء من جهلهم يظنونها مقصورة على الصلاة وعلى الحج مثلا ، فيدل على ذلك نصوص كثيرة أيضا لا نحصيها الآن لضيق الوقت وإنما نذكر بعض الأمثلة مثلا الدعاء والاستعانة فيقول الله عز وجل (( إياك نعبد وإياك نستعين )) وتقديم المفعول هنا يراد به التخصيص، إياك نعبد يعني لا نبعد غيرك، إيا نستعيد يعني لا نستعين بسواك وهذا هو الفرق بين قولنا إياك نعبدك وبين قولنا نعبدك، لم يقل نعبدك لاحتمال أن يراد بها أو تشمل نعبدك ولا ما نعبد غيرك فقدم المفعول بهذا التخصيص، كذلك قوله عز وجل (( ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )) فقابل بين (( ادعوني ) و (( إن الذين يستكبرون عن عبادتي )) مبينا أن الدعاء هو عبادة ويوضح هذا تماما قوله صلى الله عليه وسلم الثابت ( الدعاء هو العبادة ) وهكذا الذبح في قوله تعالى (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي )) ونسكي أي ذبحي ومحياي ومماتي لله رب العالمين والنصوص الأخيرة كثيرة تشمل الخوف والرجاء (( وإياي فارهبون )) (( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )) (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) وما أشبه ذلك من النصوص الكريمة، هذه هذا النوع الثاني من أنواع التوحيد الذي يحهله المسلمون وتركز عليه الدعوة السلفية لأن من أخطأ فيه ولأن من جهله ولأن من اعتقد خلافه فهو مشرك ويحكم عليه بالخلود في النار إلا إذا كان لم يبلغ تبلغه هذه الدعوة فأمره إلى الله فيعذره الله ويوضح مصيره الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره أنه يسأل يبعث إليه يوم القيامة رسول إلى آخر الحديث المعروف.
النوع الثالث من أنواع التوحيد الذي أيضا يجهله كثير من المسلمين يخالفون مضمونه ويشركون بالله به هو توحيد الصفات وهو اعتقاد أن أحدا يشارك الله في صفة من صفاته، الله من صفاته يعلم الغيب وحينما يعتقد إنسان أن بشرا من البشر يعلم الغيب كما يعتقد الصوفية أن شيوخهم يكاشفون فيعلمون ما في نفسه ويطلعون على أحوالك ولو كنت في مشرق الأرض وهم في مغربها فهذا لا شك شرك في الصفات وكذلك حينما يعتقدون في بعض مشايخهم أنهم يقدرون على كل شيء وأنهم يقولون للشيء كن فيكون كما ورد في بعض كتبهم وحينما يعتقدون صفات أخرى هي من أخص خصائص الله عز وجل في أوليائهم وفي مشايخهم أو في الأنبياء والرسل فإنما هم يكونون قد أشركوا بالله عز وجل ومع الأسف هذا انتشر في على كلام، في كلام المتأخرين كثيرا الشعراء منهم الذين يسمّون، لا المدّاح للنبي صلى الله عليه وسلم الذين كتبوا قصائد في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ويختصون ، يختص الناس بتلاوتها في الموالد والاحتفالات الدينية، هذه تكثر فيها الاستغاثة، هذه الصفات وهذه، نسبة هذه الأمور التي لا يجوز إلا لله نسبتها إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وإلى مشايخهم وإلى أوليائهم والرسول عليه الصلاة والسلام قد حذر كثيرا من هذا وقد أمر بعدم المبالغة في مدحه عليه الصلاة والسلام خشية من الوقوع في هذا الانحراف الخطير، قال عليه الصلاة والسلام مثلا ( لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم فقو، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) وحينما جاء بعض الناس وقال له أنت سيدنا وابن سيدنا قال له عليه الصلاة والسلام ( قولوا بقولكم هذا أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) فكلمة سيدنا وابن سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام وجد فيها شططا لأن ابن سيدنا نسبة أن عبد الله والد رسول الله هو سيد لهم مع أنه كان مشركا كما في الأحاديث المعروفة، كما في الحديث المعروف فهذا من الشطط وقد حذرهم منه وحينما سمع بعض الجواري والأولاد ينشدون وفينا نبي يعلم ما في غد نهاهم عن ذلك أيضا وقال ( لا يعلم ما في غد إلا الله عز وجل ) فمع هذا التنبيه ومع هذا التحذير من النبي صلى الله عليه وسلم خالفه الناس صراحة وقال قائلهم البوصيري مثلا :
" دع ما ادعته النصارى في نبيهم ***واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم " ، معنى البيت أنك دع لا تقل إن محمدا بن الله وقل ما شئت فيه من الأقوال، وهذا واضح ضلاله وواضح انحرافه وشططه ... فتوحيد الصفات من أخطر أنواع التوحيد التي جهلها المسلمون وخالفوها ومعروف مسألة التوحيد هي الفيصل بين الإسلام والكفر كما قلنا فلو كان إنسان متعبدا أعظم درجات التعبد يصوم النهار يقوم الليل يتصدق يزكي ويقوم بأنواع النوافل المختلفة ويتقرب إلى الله بشتى القربات ويصل الأرحام إلخ ولو أشرك في عمره كله مرة واحدة استغاث بغير الله، قال كلمة فيها وصف أحد المخلوقات بصفة لله فإنها كل عمله باطل وإنه خالد مخلد في النار إذا لم يتب منه قال الله عز وجل (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) فإذًا المسألة خطيرة وخطيرة جدا ولذلك يوليها السلفيون الاهتمام الكبير ومن عجب أن باقي المشايخ والعلماء لا يدندون حولها بل يخاصموننا فيها ويقولون ما فيها شيء والمسألة تتعلق بالنية واسألوا نيته هذا الإنسان يريد إنما يريد بذلك وجه الله ويريد التقرب والتحبب وتعظيم هذا النبي وهؤلاء الأولياء مع أنهم يعلمون أن النية لا تشفع للعمل مهما كانت صالحة فلا بد أن يكون العمل صالحا والنية صالحة مصداقا لقول الله عز وجل (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) (( لا يشرك )) أي لتكن نيته صالحة (( فليعمل عملا صالحا )) أي موافقا للسنة كما فسرها بذلك الأئمة والمفسرون مثل ابن كثير وغيره فإذًا يجب الاهتمام بمسألة التوحيد بأنواعه الثلاثة وخاصة النوعين الأخيرين اهتماما بالغا لإنقاذ الناس من الهاوية ومن الضلال .
فإذًا إن عامة البشر وجماهير الناس على ممر العصور هم مؤمنون بإله فإذًا ماذا يحتاج هؤلاء؟ إن أحوج ما يكونون إليه هو أن يؤمنوا بالله الإيمان الصحيح الذي جاءنا به محمد صلى الله عليه وسلم والرسل السابقين، إنه هو الإيمان الذي يعتد به، هو الذي ينجي صاحبه من الخلود في النار إنه طريق دخول الجنة إنه هو وحده الإيمان الصحيح وما عداه كفر والمشركون كلنا نعرف أنهم كانوا يؤمنون بالإله الخالق إلا قلة نادرة جدا أيضا، أشار إلى ذلك القرآن حيث قال (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) وبيّن سبب ضلالهم وشركهم أنه اعتقاد الشفعاء والوسطاء بينهم وبين الله (( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )) ، (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) وفي شعر الجاهليين تجد كثيرا لفظة الإله والخالق ويقسمون به ويعظمونه لكنهم يعتقدون أن هذه الأصنام هي وسائط وهي مقربات لهذا الإله وإن ذكرها ودعوتها هو ضمان ليستجيب لهم الله دعاءهم ويغيثهم إذا استغاثوا به، إذًا الدعوة السلفية تهتم بتبيين التوحيد الصحيح الذي يكون الناس أحوج ما يكونون إليه وهو ما استخلفه العلماء المحققون من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أن هناك ثلاث أنواع للتوحيد ، التوحيد السابق واصطلحوا عليه أنه توحيد الربوبية، الإيمان بأن لهذا الكون خالقا رازقا متصفا بصفات الكمال والنوع الثاني من التوحيد هو توحيد الألوهية والنوع الثالث هو توحيد الصفات، هذه صحيح أسماء اصطلح عليها من هؤلاء الأئمة الأعلام ولكن مدلولها وحقيقتها موجود في ثنايا الكتاب والسنة وإنما هؤلاء وضحوها وميّزها واصطلحوا عليها لتتضح الأمور وتتبين الحقائق، توحيد الربوبية قلنا المراد به أما توحيد الألوهية فهو أيضا بصورة إجمالية أن يخص المسلم أصناف العبادة كلها لله عز وجل، هذا الخالق المدبر الذي آمن به وهذا في الحقيقة أمر طبيعي وإذا كان الله هو الخالق المدبر الرازق إلخ فلماذا يدعون غيره ؟ ولماذا يعبدوا سواه ؟ يعبدوا المخلوقين يعبدوا المحتاجين يعبدوا الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا كما يقول الشاعر " ومن قصد البحر استقل السواقي " هذا الإنسان العبد الضعيف العاجر الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا بعثا ولا حياة ولا نشورا كيف تدعوه وتترك ربك الذي بيده كل شيء، الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، هل هو ... ؟ هل هو لا يستجيب دعاءك؟ هل هو بعيد؟ هل هو ظالم حتى تخاف منه وتلجأ إلى سواه، إنه رحيم بر بعباده رؤوف بهم يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، يقبل التوبة عن عباده، إنه أقرب إلى أحدكم من ...
الشيخ : عنق راحلته .
عيد عباسي : عنق راحلته إليه، إنه الذي يفرح بتوبة التائب أشد من فرحة الإنسان الذي كان في سفر وضلت راحلته ثم وجدها وعليها طعامه وشرابه بعد ما يئس بالهلاك فإذًا هذا الإله العظيم الحكيم الرحيم لم تتركه وتلجأ إلى غيره من هؤلاء الآلهة الذي، الضعفاء العجزة الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا حياة ولا ضرا ولا نفعا، فإذًا ... طبيعي ولذلك فتوحيد الألوهية من أخص خصائص التوحيد وهو من أهم ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الحقيقة معنى قولنا لا إله إلا الله وحده لا شريك له فكلمة لا إله إلا الله هي التي تدخل الإنسان في الإسلام وهي الكلمة الطيبة وهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال لا إله إلا الله من قلبه مخلصا من قلبه دخل الجنة ) فإذًا علق دخول الجنة على من يقول هذه الكلمة مؤمنا بها مخلصا من قلبه، ما معنى هذه الكلمة؟ هل هي الألفاظ تقال باللسان هكذا دون فقه ولا اعتقاد ولا تطبيق، ليس كذلك، إن الأمور بحقائقها، هذه الكلمة معناها الإله المعبود، أله يأله أي عبد يعبد فالإله المعبود فلا إله إلا الله معناها لا معبود بحق إلا الله فإذًا من ألصق حقائق من ألصق معاني لا إله إلا الله توجيه وتخصيص العبادة كلها، العبادة كلها بأنواعها المختلفة لله عز وجل.
كثير من المسلمين يجهلون العبادة فيظنون أن لا إله إلا الله آمنا معك إلي هي المراد بها تخصيص العبادة لله ونحن أيضا نؤمن بذلك فلا نخصص ولا ولا نسجد لأحد إلا لله، وهذا يعني قصور في الفهم فإنهم يجهلون أن العبادة معنى أشمل وأوسع من ذلك، إن العبادة هي كل ما يحبه الله ويرضاه، العبادة تشمل أنواع التعظيم التي يجب أن تخصّ بالخالق الحكيم، إنها تشمل الدعاء وتشمل النذر وتشمل الذبح وتشمل التوكل وتشمل الإنابة وتشمل الاستعانة وتشمل الذبح قلناها والخوف والخشية والاستغاثة والرجاء والمحبة كل هذه الأنواع هي من العبادات وهؤلاء من جهلهم يظنونها مقصورة على الصلاة وعلى الحج مثلا ، فيدل على ذلك نصوص كثيرة أيضا لا نحصيها الآن لضيق الوقت وإنما نذكر بعض الأمثلة مثلا الدعاء والاستعانة فيقول الله عز وجل (( إياك نعبد وإياك نستعين )) وتقديم المفعول هنا يراد به التخصيص، إياك نعبد يعني لا نبعد غيرك، إيا نستعيد يعني لا نستعين بسواك وهذا هو الفرق بين قولنا إياك نعبدك وبين قولنا نعبدك، لم يقل نعبدك لاحتمال أن يراد بها أو تشمل نعبدك ولا ما نعبد غيرك فقدم المفعول بهذا التخصيص، كذلك قوله عز وجل (( ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )) فقابل بين (( ادعوني ) و (( إن الذين يستكبرون عن عبادتي )) مبينا أن الدعاء هو عبادة ويوضح هذا تماما قوله صلى الله عليه وسلم الثابت ( الدعاء هو العبادة ) وهكذا الذبح في قوله تعالى (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي )) ونسكي أي ذبحي ومحياي ومماتي لله رب العالمين والنصوص الأخيرة كثيرة تشمل الخوف والرجاء (( وإياي فارهبون )) (( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )) (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) وما أشبه ذلك من النصوص الكريمة، هذه هذا النوع الثاني من أنواع التوحيد الذي يحهله المسلمون وتركز عليه الدعوة السلفية لأن من أخطأ فيه ولأن من جهله ولأن من اعتقد خلافه فهو مشرك ويحكم عليه بالخلود في النار إلا إذا كان لم يبلغ تبلغه هذه الدعوة فأمره إلى الله فيعذره الله ويوضح مصيره الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره أنه يسأل يبعث إليه يوم القيامة رسول إلى آخر الحديث المعروف.
النوع الثالث من أنواع التوحيد الذي أيضا يجهله كثير من المسلمين يخالفون مضمونه ويشركون بالله به هو توحيد الصفات وهو اعتقاد أن أحدا يشارك الله في صفة من صفاته، الله من صفاته يعلم الغيب وحينما يعتقد إنسان أن بشرا من البشر يعلم الغيب كما يعتقد الصوفية أن شيوخهم يكاشفون فيعلمون ما في نفسه ويطلعون على أحوالك ولو كنت في مشرق الأرض وهم في مغربها فهذا لا شك شرك في الصفات وكذلك حينما يعتقدون في بعض مشايخهم أنهم يقدرون على كل شيء وأنهم يقولون للشيء كن فيكون كما ورد في بعض كتبهم وحينما يعتقدون صفات أخرى هي من أخص خصائص الله عز وجل في أوليائهم وفي مشايخهم أو في الأنبياء والرسل فإنما هم يكونون قد أشركوا بالله عز وجل ومع الأسف هذا انتشر في على كلام، في كلام المتأخرين كثيرا الشعراء منهم الذين يسمّون، لا المدّاح للنبي صلى الله عليه وسلم الذين كتبوا قصائد في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ويختصون ، يختص الناس بتلاوتها في الموالد والاحتفالات الدينية، هذه تكثر فيها الاستغاثة، هذه الصفات وهذه، نسبة هذه الأمور التي لا يجوز إلا لله نسبتها إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وإلى مشايخهم وإلى أوليائهم والرسول عليه الصلاة والسلام قد حذر كثيرا من هذا وقد أمر بعدم المبالغة في مدحه عليه الصلاة والسلام خشية من الوقوع في هذا الانحراف الخطير، قال عليه الصلاة والسلام مثلا ( لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم فقو، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) وحينما جاء بعض الناس وقال له أنت سيدنا وابن سيدنا قال له عليه الصلاة والسلام ( قولوا بقولكم هذا أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) فكلمة سيدنا وابن سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام وجد فيها شططا لأن ابن سيدنا نسبة أن عبد الله والد رسول الله هو سيد لهم مع أنه كان مشركا كما في الأحاديث المعروفة، كما في الحديث المعروف فهذا من الشطط وقد حذرهم منه وحينما سمع بعض الجواري والأولاد ينشدون وفينا نبي يعلم ما في غد نهاهم عن ذلك أيضا وقال ( لا يعلم ما في غد إلا الله عز وجل ) فمع هذا التنبيه ومع هذا التحذير من النبي صلى الله عليه وسلم خالفه الناس صراحة وقال قائلهم البوصيري مثلا :
" دع ما ادعته النصارى في نبيهم ***واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم " ، معنى البيت أنك دع لا تقل إن محمدا بن الله وقل ما شئت فيه من الأقوال، وهذا واضح ضلاله وواضح انحرافه وشططه ... فتوحيد الصفات من أخطر أنواع التوحيد التي جهلها المسلمون وخالفوها ومعروف مسألة التوحيد هي الفيصل بين الإسلام والكفر كما قلنا فلو كان إنسان متعبدا أعظم درجات التعبد يصوم النهار يقوم الليل يتصدق يزكي ويقوم بأنواع النوافل المختلفة ويتقرب إلى الله بشتى القربات ويصل الأرحام إلخ ولو أشرك في عمره كله مرة واحدة استغاث بغير الله، قال كلمة فيها وصف أحد المخلوقات بصفة لله فإنها كل عمله باطل وإنه خالد مخلد في النار إذا لم يتب منه قال الله عز وجل (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) فإذًا المسألة خطيرة وخطيرة جدا ولذلك يوليها السلفيون الاهتمام الكبير ومن عجب أن باقي المشايخ والعلماء لا يدندون حولها بل يخاصموننا فيها ويقولون ما فيها شيء والمسألة تتعلق بالنية واسألوا نيته هذا الإنسان يريد إنما يريد بذلك وجه الله ويريد التقرب والتحبب وتعظيم هذا النبي وهؤلاء الأولياء مع أنهم يعلمون أن النية لا تشفع للعمل مهما كانت صالحة فلا بد أن يكون العمل صالحا والنية صالحة مصداقا لقول الله عز وجل (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) (( لا يشرك )) أي لتكن نيته صالحة (( فليعمل عملا صالحا )) أي موافقا للسنة كما فسرها بذلك الأئمة والمفسرون مثل ابن كثير وغيره فإذًا يجب الاهتمام بمسألة التوحيد بأنواعه الثلاثة وخاصة النوعين الأخيرين اهتماما بالغا لإنقاذ الناس من الهاوية ومن الضلال .
بيان الشيخ لحقيقة الإتباع للنصوص الشرعية وأقسام الناس في ذالك .
عيد عباسي : المسألة الثانية التي يركز عليها السلفيون هي مسألة الاتباع مسألة طريقة الأخذ، أخذ الأحكام وطريقة التفقه في الدين، شائع لدى الناس خاصة في القرون المتأخرة أن على كل إنسان إذا بلغ سن الرشد عليه أن ينظر يأخذ مذهبا من المذاهب الأربعة هو مذهب والده مثلا فيتفقه فيه ويلتزمه ولا يخالفه في مسألة من المسائل ويقلد تقليدا ولا يسأل عن الدليل ولا يسعى إلى الاجتهاد لأن الاجتهاد قد أغلق ولأنه ليس أمامه إلا التقليد، هذه المسألة أيضا خطيرة وهامة ويخالف فيها السلفيون جمهور الناس فهم يرون أن الأصل في التفقه في أحكام الشرع الأخذ من الكتاب والسنة مباشرة اتباعا لقول الله عز وجل (( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم )) (( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء )) .
عيد عباسي : فالأصل إذًا أخذ الأحكام من الكتاب والسنة لكن من المعروف أن الناس يتفاوتون في ذلك وأنه ليس في مقدور كل إنسان أن يأخذ من الكتاب والسنة وخاصة بعد ما فشى اللحن وبَعُد الناس عن لغة العرب وعن السليقة العربية وعن الفطرة فأصبحوا غريبين عن لغة القرآن ولغة الحديث النبوي الشريف.
ولا شك أنه من المعروف من قواعد الشريعة أنه إذا لم يستطع الإنسان أمرا فإنه يكلف بما دونه فلم يستطع هذا الإنسان الأخذ من الكتاب والسنة، أخذ أحكام دينه من الكتاب والسنة مباشرة فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها كما قال تبارك وتعالى فينزل درجة في ذلك إلى الاتباع وهم مما نختلف فيه عنهم أنهم يقولون ما فيه اتباع فقط، إما مجتهد وإما مقلد وهذه مكابرة وهذا في الواقع عناد لأنه مخالف لما هو مشاهد ولما هو محسوس فأنت ترى في الناس من هو عالم قد بلغ من العلم شوطا بعيدا قد تفقه في لغة العرب وقد درس علم أصول الفقه وقد أخذ وسائل الاجتهاد فهذا هو المحتهد الذي يتفق الكل على أنه يجوز له الأخذ بالكتاب والسنة بل يجب عليه مباشرة وهناك باقي الناس غير هذا الإنسان نحن نرى ثنتين اثنين وإن كانوا وإن كانا يتفاوتان فيما بينهما ، فيهما مراتب كثيرة، هذان الصنفان هما عامة الناس الذين لا عناية لهم بالعلم ولا دراسة لهم بالدين فهؤلاء الذين يسمون مقلدين، هؤلاء إذا تلوت عليهم الآية لا يفقهونها إلا ما ندر من الآيات الواضحة الصريحة وإذا ذكرت لهم الحديث لا يستطيعون أن يعرفوا معناه أو يعرفوا الطريقة التي يعرفون صحته من ضعفه فهؤلاء (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) يكلفون أن يسألوا أهل العلم لكن عليهم أن يبذلوا جهدهم أيضا في اختيار أهل العلم الموثوقين الذين لا تعصب لديهم والذين هم ثقات في دينهم وفي علمهم ومع ذلك فليس عليهم أن يلتزموا واحدا بعينه من هؤلاء وإنما عليهم كما قال الله تبارك وتعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) لاتعلمون اسألوا أهل الذكر لم يحدد واحدا بعينه وإنما يكون ... ذلك حسب ما يتيسر ويسر له فلان ممن يثق في علمه ودينه فيسأله فيسر له في مرة أخرى آخر فيسأله ولا يضيق على نفسه و يحبب اتباعه تقليده لعالم معين .
هناك بين هذا المقلد وبين ذاك المجتهد ناس كثيرون لهم عناية بعلم دراسة للغة دراسة للعلوم الشرعية دراسة للقرآن للتفسير للحديث فهؤلاء لا نستطيع أن نقول إنهم مثل أولئك الأولين ، أو المقلدين إنهم يختلفون عنهم وإننا نظلمهم حينما نسويهم بهم، لا شك أن لهم فضلا عليهم ولا يجوز أن نعاملهم مثلهم فإنهم إذا ذكرت لهم الآيات والأحاديث عرفوا معانيها أو تفقهوا في أكثرها بالجملة قد تخفى عليهم طبعا بعض المعاني لكن إذا استعانوا ببعض العلماء يفقهونها ويفهمونها فهؤلاء عليهم أن يبذلوا جهدهم، وجهدهم يحصل بأن يعرفوا الحكم الشرعي عن طريق عالم من العلماء ويعرفوا دليله الذي وصل به إلى الرأي الذي يتبناه، هؤلاء يستطيعون هذا، فكيف نسامحهم ونتساهل معهم فنقول لهم يكفي أن تقلدوا تسأل العالم، إيش حكم الشرع في هذا؟ فيقول لك كذا وكذا، أنت بإمكانك إذا ذكر لك الدليل أن تفقهه فلم تتنازل عن ذلك ولم تتساهل مع أنك في أمور الدنيا إذا كنت تاجرا مثلا فلا تكتفي بسؤال المختص بذلك سؤالا مجملا وعارضا وإنما تدقق وتحاسب وتقارن وتسأل أكثر من واحد، لم في أمور الدين تفعل ذلك وفي أمور الدنيا، وفي أمور الدنيا تفعل ذلك وفي أمور الدين قد تتهاون وتتساهل، هل أمر دينك أهون عليك وأضعف عندك وأقل شأنا من أمور دنياك، إنك إن كنت كذلك فما أخسرك وما أضلك .
فلا شك أن هناك مرتبة وسط بين المقلد والمجتهد ... هو الذي يطلع ... مستعينا بعالم مجتهد بعد أن يفقه دليله ويطلع على ... و ... بها ويرجح من أقوال العلماء ... في نفسه ... هذا لو ... السلفيين بمسألة أخذ الأحكام الشرعية ومسألة التفقه في الدين فباعتقادنا أنه هو الموقف الحق العدل الوسط الذي لا إفراط فيه ولا تفريط .
عيد عباسي : فالأصل إذًا أخذ الأحكام من الكتاب والسنة لكن من المعروف أن الناس يتفاوتون في ذلك وأنه ليس في مقدور كل إنسان أن يأخذ من الكتاب والسنة وخاصة بعد ما فشى اللحن وبَعُد الناس عن لغة العرب وعن السليقة العربية وعن الفطرة فأصبحوا غريبين عن لغة القرآن ولغة الحديث النبوي الشريف.
ولا شك أنه من المعروف من قواعد الشريعة أنه إذا لم يستطع الإنسان أمرا فإنه يكلف بما دونه فلم يستطع هذا الإنسان الأخذ من الكتاب والسنة، أخذ أحكام دينه من الكتاب والسنة مباشرة فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها كما قال تبارك وتعالى فينزل درجة في ذلك إلى الاتباع وهم مما نختلف فيه عنهم أنهم يقولون ما فيه اتباع فقط، إما مجتهد وإما مقلد وهذه مكابرة وهذا في الواقع عناد لأنه مخالف لما هو مشاهد ولما هو محسوس فأنت ترى في الناس من هو عالم قد بلغ من العلم شوطا بعيدا قد تفقه في لغة العرب وقد درس علم أصول الفقه وقد أخذ وسائل الاجتهاد فهذا هو المحتهد الذي يتفق الكل على أنه يجوز له الأخذ بالكتاب والسنة بل يجب عليه مباشرة وهناك باقي الناس غير هذا الإنسان نحن نرى ثنتين اثنين وإن كانوا وإن كانا يتفاوتان فيما بينهما ، فيهما مراتب كثيرة، هذان الصنفان هما عامة الناس الذين لا عناية لهم بالعلم ولا دراسة لهم بالدين فهؤلاء الذين يسمون مقلدين، هؤلاء إذا تلوت عليهم الآية لا يفقهونها إلا ما ندر من الآيات الواضحة الصريحة وإذا ذكرت لهم الحديث لا يستطيعون أن يعرفوا معناه أو يعرفوا الطريقة التي يعرفون صحته من ضعفه فهؤلاء (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) يكلفون أن يسألوا أهل العلم لكن عليهم أن يبذلوا جهدهم أيضا في اختيار أهل العلم الموثوقين الذين لا تعصب لديهم والذين هم ثقات في دينهم وفي علمهم ومع ذلك فليس عليهم أن يلتزموا واحدا بعينه من هؤلاء وإنما عليهم كما قال الله تبارك وتعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) لاتعلمون اسألوا أهل الذكر لم يحدد واحدا بعينه وإنما يكون ... ذلك حسب ما يتيسر ويسر له فلان ممن يثق في علمه ودينه فيسأله فيسر له في مرة أخرى آخر فيسأله ولا يضيق على نفسه و يحبب اتباعه تقليده لعالم معين .
هناك بين هذا المقلد وبين ذاك المجتهد ناس كثيرون لهم عناية بعلم دراسة للغة دراسة للعلوم الشرعية دراسة للقرآن للتفسير للحديث فهؤلاء لا نستطيع أن نقول إنهم مثل أولئك الأولين ، أو المقلدين إنهم يختلفون عنهم وإننا نظلمهم حينما نسويهم بهم، لا شك أن لهم فضلا عليهم ولا يجوز أن نعاملهم مثلهم فإنهم إذا ذكرت لهم الآيات والأحاديث عرفوا معانيها أو تفقهوا في أكثرها بالجملة قد تخفى عليهم طبعا بعض المعاني لكن إذا استعانوا ببعض العلماء يفقهونها ويفهمونها فهؤلاء عليهم أن يبذلوا جهدهم، وجهدهم يحصل بأن يعرفوا الحكم الشرعي عن طريق عالم من العلماء ويعرفوا دليله الذي وصل به إلى الرأي الذي يتبناه، هؤلاء يستطيعون هذا، فكيف نسامحهم ونتساهل معهم فنقول لهم يكفي أن تقلدوا تسأل العالم، إيش حكم الشرع في هذا؟ فيقول لك كذا وكذا، أنت بإمكانك إذا ذكر لك الدليل أن تفقهه فلم تتنازل عن ذلك ولم تتساهل مع أنك في أمور الدنيا إذا كنت تاجرا مثلا فلا تكتفي بسؤال المختص بذلك سؤالا مجملا وعارضا وإنما تدقق وتحاسب وتقارن وتسأل أكثر من واحد، لم في أمور الدين تفعل ذلك وفي أمور الدنيا، وفي أمور الدنيا تفعل ذلك وفي أمور الدين قد تتهاون وتتساهل، هل أمر دينك أهون عليك وأضعف عندك وأقل شأنا من أمور دنياك، إنك إن كنت كذلك فما أخسرك وما أضلك .
فلا شك أن هناك مرتبة وسط بين المقلد والمجتهد ... هو الذي يطلع ... مستعينا بعالم مجتهد بعد أن يفقه دليله ويطلع على ... و ... بها ويرجح من أقوال العلماء ... في نفسه ... هذا لو ... السلفيين بمسألة أخذ الأحكام الشرعية ومسألة التفقه في الدين فباعتقادنا أنه هو الموقف الحق العدل الوسط الذي لا إفراط فيه ولا تفريط .
رد الشيخ على بعض من يتهم السلفيين بأنهم يوجبون الإجتهاد على كل أحد واتهامات أخرى .
عيد عباسي : ويفتري علينا المخالفون افتراءات باطلة، لا نحن دائما نكرر براءتنا منها، يدعون أننا نكره الأئمة الأربعة وأننا نطعن فيهم وأننا نوجب الاجتهاد على كل مسلم وأننا نأمر كل أحد أن يكون مجتهدا عالما ولا يجوز له أن يقلد وهذا ظلم وافتراء طالما بيّنا بطلانه وطالما بيّنا براءتنا منه ومع ذلك فلا يتقون الله كما، ويصرون على نسبته إلينا ويشهد الله أننا منه براء كما يقال " براءة الذئب من دم ابن يعقوب " مع أن كتبنا طافحة ببيان هذه الحقيقة فبعضهم مثلا سوّد كتابا ملأه وحشاه بإثبات جواز التقليد والاستدلال على أن التقليد جائز وواجب على بعض الناس، كل ذلك ... على السلفيين يوهم الآخرين أنهم ينكرون التقليد، فهذا من الظلم الشنيع ومع أنه قد بيّن له ذلك وأحدث له أن السلفيين يقولون بأن الجاهل عليه أن يقلد مع ذلك يصرون على هذا وهذا يبين ما في نفوسهم من الضغينة وما في نفوسهم من الحقد والتحامل و ...
هذه المسألة الثانية .
هذه المسألة الثانية .
ذكر الشيخ لمسألة التزكية النفسية والتصفية الروحية عند الصوفية .
عيد عباسي : والمسألة الثالثة هي مسألة التزكية النفسية والتصفية الروحية ، هذه المسألة قد شاع بين المتأخرين فيها طريق المتصوفة، هؤلاء الذين يعتمدون تزكية، على تزكية النفوس على المجاهدات الروحية والوسائل النصية وما أحدثه مشائخهم من أمور ادّعوا أنها توصلهم إلى الله وقد اعتمدوا فيها على غير ما جاءهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هؤلاء والحق يقال هم المتصوفة إن أول درجات التصوف ابتداع وآخر درجاته زندقة، أول ما يدخل الإنسان في الصوفية لا بد أن يقوم ببعض البدع، لأنه ما الذي يميز الصوفي عن غيره من أهل السنة، أهل السنة يلتزمون بالكتاب والسنة وهدي السلف الصالح فلم يختلف الصوفي عنهم؟ إن قالوا نحن على الكتاب والسنة طيب لماذا إذًا تختصون لأنفسكم طريقا لماذا تلتزمون بأوراد لماذا تلتزمون بنوع معين من الذكر وطريقة خاصة به لماذا تفرقون المسلمين فهذا شاذلي وهذا رفاعي وهذا قادري وما أشبه ذلك، إنه لا شك أن الحقيقة البينة الناصعة تدل على أنهم يبتدعون في دين الله، فلا يكتفون بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهدي السلف الصالح وإنما يزيدون ما استحسنوه لأنفسهم وما أضافوه إلى الدين من أمور هو منها بريء وأمور هي ضلالات فلذلك طرق الصوفية والسلفيون ينكرونها جملة وتفصيلا وليست المسألة كما يتوهم البعض إن مسألة اتباع والمشهور الصوفية هي نفس ما جاء في الإسلام من درجة الإحسان أو ... ، أو التزكية أو ترقيق القلوب أو الجانب ... الضلال الآخر وهو أنهم يعتقدون أن هناك طريقة لمعرفة الغيب ولمعرفة حقائق الأمور عن طريق الكشف ولا يرجعون فيه إلى ما جاءهم عن طريق الشرع ويزهدون في التعلم وبعضهم أحرق كتبه وقال آخرون أنتم تأخذون علومكم من ميت عن ميت علمية ونحن نأخذها عن الحي الذي لا يموت.
وهذا الذي قلنا ... الكشف من أبشع ... الباطل ومن أضل الضلال وهو إذا تقطع، إذا نظر فيها الإنسان نظرة شاملة صحيحة يجده إلغاء لكل ما جاءنا به الإسلام و ... ما جاء عن طريق ال ... والتضليل والأهواء والنزغات الشيطان، الشيطانية بهم، وهذا خطر عظيم ما بعده خطر، إنه استهانة يدعون أنه أن الملائكة تأتيهم و ... وأن الله هو الذي يخبرهم ويلهمهم، وما الدليل على ذلك؟ ما الذي يضمن أنه وحي من الله؟ أنه إلهام من الله وليس نزغات الشياطين ؟
والأمور بنتائجها وتعلم من آثارها، أيضا لا يتسع المقام للإفاضة في ذلك فحسبنا أن نكتفي بهذا، هذه الأسس هامة ... للدعوة السلفية .
وهذا الذي قلنا ... الكشف من أبشع ... الباطل ومن أضل الضلال وهو إذا تقطع، إذا نظر فيها الإنسان نظرة شاملة صحيحة يجده إلغاء لكل ما جاءنا به الإسلام و ... ما جاء عن طريق ال ... والتضليل والأهواء والنزغات الشيطان، الشيطانية بهم، وهذا خطر عظيم ما بعده خطر، إنه استهانة يدعون أنه أن الملائكة تأتيهم و ... وأن الله هو الذي يخبرهم ويلهمهم، وما الدليل على ذلك؟ ما الذي يضمن أنه وحي من الله؟ أنه إلهام من الله وليس نزغات الشياطين ؟
والأمور بنتائجها وتعلم من آثارها، أيضا لا يتسع المقام للإفاضة في ذلك فحسبنا أن نكتفي بهذا، هذه الأسس هامة ... للدعوة السلفية .
بيان الشيخ لأهمية الرد على البدع وأهلها .
عيد عباسي : وهناك أمور أخرى تتصف بها ومن مبادئها وتركز عليها يمكن أن تكون سلبية وهي التحذير من أمور البدع وما دخل على الدين من المحدثات التي شوهت جماله وكدرت صفاءه وعكرت ما كان عليه من جمال ونقاء، هذه المحدثات دخلت على الدين فغيرت حكم الله وضللت الناس فالسلفيون يهتمون بتنبيه الناس إليها ويحذرونهم منها والاتباع أمر ليس سهلا، ليس في المسألة كما يقال شرعيات أنه شو فيها ؟ زيادة الخير خير لأن حقيقة الابتداع أنه استدراك على الله عز وجل وإنه تشريع بالرأي وبالعقل، هذا الأمر يقال لك، يتعبد به ويتقرب به إلى الله عز وجل، ما مستند ذلك ؟ إنه الرأي والاستحسان ليس غير وهو ينسخ آية (( اليوم أكملت لكم دينكم )) من أساسها وغير ذلك من الأيات، مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من البدع كثيرا وقال عليه الصلاة والسلام ( إياكم ومحدثات الأمور ) وجعلها في خطبة الحاجة التي كان يكررها كل أسبوع في خطبة الجمعة وفي غيرها من المجالس كل ذلك توكيدا وتذكيرا بخطورة البدع وبأهمية الالتزام بما جاءنا عن الله ورسوله ومع ذلك فقد أصم هؤلاء الخلف أذانهم عن هذه الأحاديث البينة وعن نصوص الكتاب الواضحة وأصروا على البدع وزادوا فيها .
تنبيه الشيخ لضرورة التحذير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة .
عيد عباسي : أمر آخر أيضا سلبي يحذر منه السلفيون وينبهون عليه وهو تلك الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي كانت عمدة كثيرا من البدع هذه الأحاديث شاع لدى الناس إيرادها وذكرها، الخطباء والمدرسون والكتّاب والمؤلفون، تجد الكتب طافحة بنسبة الأقوال إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه الأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم منها براء، ولا يتحرجون مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام ينبه إلى ذلك كثيرا ويحذر منه ويبين خطورته وأنه كذب عليه وليس ككذب ( إن كذبا علي ليس ككذب على أحدكم ) فيستحل بالحديث المنسوب إلى رسول الله مما لا يصح، يستحل به الحرام ويبنى به الأحكام ولا ... وهذا أيضا أمر هام تقوم به الدعوة السلفية وتبين ما صح من الحديث مما لم يصح، هذه مقدمة أطلت فيها أشعر ... تتمة لا يتسع الآن المقام لها وهو موقف السلفي من الدعوات الأخرى فلعل ذلك في موقف آخر ومجلس ثاني إن شاء الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
سائل آخر : جزاكم الله خير .
عيد عباسي : وإياك .
سائل آخر : جزاكم الله خير .
عيد عباسي : وإياك .
تعليق الشيخ الألباني على كلمة الشيخ العيد عباسي
الشيخ : اثنتان منهما من باب التنبيه والتذكير والأخرى من باب التوضيح والتأكيد والبيان، المسألة الأولى من الاثنتين .
كلام الشيخ على ما جاء في المحاضرة من أن الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله كان سلفيا .
الشيخ : جاء في تضاعيف كلام الأستاذ عيد عباسي أنه ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أنه من أولئك الدعاة السلفيين وهو كذلك بلا شك ولكن الواقع يشهد بأنه سلفي في العقيدة وما دمتم سمعتم شيئا من التفصيل في كلامه عن الدعوة السلفية وأن منها أنها تدعو إلى اتباع الكتاب والسنة كلا حسب استطاعته كما سمعتم وأنها تحذر من اتخاذ التقليد مذهبا ودينا مادام أن الدعوة السلفية هذا من مذهبها فيجب أن نعلم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كان سلفيا في العقيدة وله الفضل الأول من بعد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله جميعا في نشر دعوة التوحيد في العالم الإسلام بصورة عامة وفي البلاد النجدية والحجازية فيما بعد بصورة خاصة يعود الفضل إليه بعد ابن تيمية ولذلك فلعل انكبابه واجتهاده في دعوة الناس إلى هذا التوحيد الخالص المصفى من أدران الشرك والوثنية بكل التفاصيل هو الذي صرفه عن الاشتغال بإتمام الدعوة السلفية وذلك في محاربة الجمود على التقليد وعلى التمذهب الذي صار فيما قبل زمانه وفي زمانه وفيما بعده صار دينا كل من ترك التقليد نبز بالزيغ والانحراف ونحو ذلك مما ألمح الأستاذ المحاضر إليه في كلمته السابقة.
وهو من هذه الحيثية أي من حيث أنه كان يدعو للتوحيد دون ما سوى ذلك مما يتعلق بالإسلام المصفى على ما سمعتم يختلف عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإن هذا الشيخ الجليل قد دعى إلى الإسلام بعموم الإسلام من كل نواحيه أن يفهم على الوجه الصحيح على التفصيل الذي سمعتموه فهو مثلا يحذر من الأحاديث الضعيفة ويحذر من بناء الأحكام الشرعية عليها وهو إلى آخر ما هنالك من تفاصيل ذكرها الأستاذ بخلاف الشيخ محمد بن عبد الوهاب فلم تكن له هذه العناية، لا في الحديث ولا في الفقه السلفي فهو من الناحية المذهبية حنبلي ومن ناحية الحديثية كغيره فليس له آثار في الفقه تدلنا على أنه كابن تيمية سلفي المنهج في التفقه في الدين، لعل له في ذلك عذرا كما ألمحنا إليه آنفا وكذلك في الأحاديث فهو كغيره مع الأسف الشديد لا معرفة عنده بالحديث الصحيح والضعيف ومن الأدلة التي تدلنا على هذا أن له رسالة مطبوعة متداولة عند أتباعه النجديين حتى اليوم اسمها "آداب المشي إلى المسجد" وقد أورد في مطلع هذه الرسالة الحديث المعروف عند السلفيين عامة إلا القليل منه بضعفه، أورد الحديث المعروف بضعفه عند عامة السلفيين ألا وهو حديث أبي سعيد الخدري الذي أخرجه الإمام بن ماجه في سننه من طريق الفضيل بن مرزوق عن عطية السعدي، عن عطية العوفي والسعدي أيضا لكن المشهور عن العوفي أكثر عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته للمسجد قال ( اللهم إني أسألك بحق السائلين إليك وبحق ممشاي هذا ) إلى آخر الحديث، فهو أولا أورده دون أن ينبه على ضعفه مع أن فيه علتين اثنتين لو واحدة منهما استقلت لنهضت بتضعيف الحديث فكيف بالعلتين مجتمعتين معا وثانيا إن ظاهر هذا الحديث يخالف ما كان يدعو إليه من عقيدة ومن إخلاص التوحيد والدعوة لله عز وجل وهو التوسل بالمخلوقين فهو كابن تيمية وككل سلفي بصير في سلفيته وفي دعوته يحارب التوسل إلى الله بعباد الله عز وجل وفي هذا الحديث في ظاهر التوسل إلى الله بحق السائلين وبحق هذا العبد الذي يمشي إلى طاعة الله وإلى عبادته، أقول هذا غير ناس أن الحديث لو صح لأمكن تأويله كما كنت ذكرته في بعض مؤلفاتي لكن موضع الشاهد في هذا أنه أورده كأدب من آداب المسجد إذا خرج المسلم من بيته فعليه أن يدعو بهذا الدعاء وهو حديث ضعيف.
فهذا يدل على أن شيخ الإسلام الثاني في التوحيد محمد بن عبد الوهاب ليس كشيخ الإسلام الأول من حيث أنه كان سلفيا في كل الدعوة في كل نواحي الدعوة ومجالاتها الكثيرة، هذه الناحية الأولى أردت التنبيه عليها وهذا طبعا من باب إعطاء كل ذي حق حقه، نحن بلا شك لا يسرنا أبدا أن ينال أحد من الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما يفعل أعداء الدعوة وأعداء التوحيد حيث يتهمونه بكل ما يُتهم به السلفيون في كل بلاد الدنيا ولكن هذا لا يحملنا على الغلو في إعطاء كل شخص من حملة الدعوة السلفية ما ليس فيه فيجب أن نفرق بين ابن تيمية وبين محمد بن عبد الوهاب ونعطي كل ذي حق حقه، من أجل هذا قلت ما قلت وإلا فشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب له منزلته في الدعوة عندنا بعد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وهو من هذه الحيثية أي من حيث أنه كان يدعو للتوحيد دون ما سوى ذلك مما يتعلق بالإسلام المصفى على ما سمعتم يختلف عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإن هذا الشيخ الجليل قد دعى إلى الإسلام بعموم الإسلام من كل نواحيه أن يفهم على الوجه الصحيح على التفصيل الذي سمعتموه فهو مثلا يحذر من الأحاديث الضعيفة ويحذر من بناء الأحكام الشرعية عليها وهو إلى آخر ما هنالك من تفاصيل ذكرها الأستاذ بخلاف الشيخ محمد بن عبد الوهاب فلم تكن له هذه العناية، لا في الحديث ولا في الفقه السلفي فهو من الناحية المذهبية حنبلي ومن ناحية الحديثية كغيره فليس له آثار في الفقه تدلنا على أنه كابن تيمية سلفي المنهج في التفقه في الدين، لعل له في ذلك عذرا كما ألمحنا إليه آنفا وكذلك في الأحاديث فهو كغيره مع الأسف الشديد لا معرفة عنده بالحديث الصحيح والضعيف ومن الأدلة التي تدلنا على هذا أن له رسالة مطبوعة متداولة عند أتباعه النجديين حتى اليوم اسمها "آداب المشي إلى المسجد" وقد أورد في مطلع هذه الرسالة الحديث المعروف عند السلفيين عامة إلا القليل منه بضعفه، أورد الحديث المعروف بضعفه عند عامة السلفيين ألا وهو حديث أبي سعيد الخدري الذي أخرجه الإمام بن ماجه في سننه من طريق الفضيل بن مرزوق عن عطية السعدي، عن عطية العوفي والسعدي أيضا لكن المشهور عن العوفي أكثر عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته للمسجد قال ( اللهم إني أسألك بحق السائلين إليك وبحق ممشاي هذا ) إلى آخر الحديث، فهو أولا أورده دون أن ينبه على ضعفه مع أن فيه علتين اثنتين لو واحدة منهما استقلت لنهضت بتضعيف الحديث فكيف بالعلتين مجتمعتين معا وثانيا إن ظاهر هذا الحديث يخالف ما كان يدعو إليه من عقيدة ومن إخلاص التوحيد والدعوة لله عز وجل وهو التوسل بالمخلوقين فهو كابن تيمية وككل سلفي بصير في سلفيته وفي دعوته يحارب التوسل إلى الله بعباد الله عز وجل وفي هذا الحديث في ظاهر التوسل إلى الله بحق السائلين وبحق هذا العبد الذي يمشي إلى طاعة الله وإلى عبادته، أقول هذا غير ناس أن الحديث لو صح لأمكن تأويله كما كنت ذكرته في بعض مؤلفاتي لكن موضع الشاهد في هذا أنه أورده كأدب من آداب المسجد إذا خرج المسلم من بيته فعليه أن يدعو بهذا الدعاء وهو حديث ضعيف.
فهذا يدل على أن شيخ الإسلام الثاني في التوحيد محمد بن عبد الوهاب ليس كشيخ الإسلام الأول من حيث أنه كان سلفيا في كل الدعوة في كل نواحي الدعوة ومجالاتها الكثيرة، هذه الناحية الأولى أردت التنبيه عليها وهذا طبعا من باب إعطاء كل ذي حق حقه، نحن بلا شك لا يسرنا أبدا أن ينال أحد من الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما يفعل أعداء الدعوة وأعداء التوحيد حيث يتهمونه بكل ما يُتهم به السلفيون في كل بلاد الدنيا ولكن هذا لا يحملنا على الغلو في إعطاء كل شخص من حملة الدعوة السلفية ما ليس فيه فيجب أن نفرق بين ابن تيمية وبين محمد بن عبد الوهاب ونعطي كل ذي حق حقه، من أجل هذا قلت ما قلت وإلا فشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب له منزلته في الدعوة عندنا بعد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
13 - كلام الشيخ على ما جاء في المحاضرة من أن الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله كان سلفيا . أستمع حفظ
كلام الشيخ على قوله " إن المشركين كانوا يعتقدون في الله أنه حكيم " ورده على الأشاعرة الذين ينكرون هذه الصفة .
الشيخ : التنبيه الثاني جاء كلام الأستاذ عيد عباسي في صدد تحدثه عن توحيد الربوبية وأن هذا التوحيد يعتقده جماهير الناس والأمم حتى المشركين وهذا كلام حق ولكن جاء في أثناء كلامه بأنهم يعتقدون بالله أنه خالق مدبر حكيم، فأنا أريد أن ألفت النظر ولي هدف غير الهدف الظاهر من كلمتي هذه، قوله أن المشركين كانوا يعتقدون بأن لهذا الكون خالقا مدبرا لوقف إلى هنا لكان الكلام مسلما ولكنه أضاف إلى ذلك وصفا وصفة أخرى وهي صفة حق لله تبارك وتعالى ولكنه نسب إلى الكفار أنهم كانوا يعتقدون بالله هذه الصفة أيضا وهي أنه حكيم، من المؤسف أن أقول وهذا هو الشيء الآخر الذي أرمي إليه في هذا الكلام، أن اعتقاد أن الله حكيم ليس فقط مما لا يعتقده المشركون الذين كانوا يشركون في توحيد الألوهية وفي توحيد الصفات كما سمعتم شيئا من التفصيل في ذلك، ليس المشركون هؤلاء وحدهم كانوا لا يعرفون الله حكيما، يعرفونه خالقا مربيا مدبرا أمّا أنهم يعرفونه حكيما فلا ولكن مع الأسف الشديد هناك جماهير من المسلمين اليوم لا يعقتدون هذه الصفة لله رب العالمين، هذا ما أردت التنبيه عليه يعني وصف المشركين بأنهم يعتقدون بأن الله حكيم هذا خطأ لأننا نعلم أن هذه الحكمة هي في كثير من الأمور إيمانية ومن أجل ذلك شك في هذه الصفة بعض الطوائف الإسلامية، بعض المذاهب الإسلامية ولا أكتم الحق ولذلك أقول إن كتب الأشاعرة طافحة بأن الله عز وجل لا يوصف بأنه حكيم مع علمهم بأن هذا الاسم الكريم مذكور في القرآن الحكيم الكريم ولكنهم يتأولون هذا الإسم حكيم بأنه من الحُكم وليس من الحكمة فهو حكيم على وزن فعيل بمعنى فاعل أي إنه حاكم أما أنه حكيم بمعنى أنه يضع الشيء في محله مقرونا بالحكمة فهذا مع الأسف الشديد لا أقول إن الأشاعرة لا يؤمنون به بل يصرحون بنفيه وكتبهم طافحة بذلك وشبهاتهم معروفة لأنهم يتساءلون فيقولون ما الحكمة من تعذيب الأطفال ؟ أين الحكمة في تعذيب الأطفال ؟ أين الحكمة في تعذيب الحيوانات ؟ لا شك أن المسلم المؤمن بحكمة الله عز وجل يقول والله قد لا أدري ما الحكمة في تعذيب الأطفال وإن كان بعض علماء التوحيد المؤمنون بهذا الاسم حكيم وبمعناه الصحيح يحاولون أن يوجدوا حكمة ظاهرة في تعذيب، في تأليم الأطفال وتعذيب الحيوانات ولكن أنا في اعتقادي ليس كل مسلم يستطيع أن يستكشف الحكمة الإلاهية في كل تصرف إلاهي ولذلك فلا بد من نهاية الأمر من الإيمان، الإيمان الذي هو الشرط الأول في وصف المؤمنين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة، فالإيمان بالغيب هو الفصل الحق بين المؤمن الصادق والمؤمن الكاذب فإذا نحن عرفنا الله عز وجل أنه وصف نفسه بأنه حكيم فيجب أن نؤمن سواء ظهرت لنا الحكمة أو لم تظهر على أن حكمة الحكيم العليم واضحة بينة في كثير من هذا الخلق المشهود لا سيما المتخصصين في دراسة نظام هذا الكون لكن تبقى هناك أمور كثيرة أو قليلة يخفى الحكمة فيها على كل الناس أو جل الناس أو أقل الناس فما الذي يمنعنا أن نقول (( ويسلموا تسليما )) عجز الأشاعرة عن أن يقفوا على الحكمة في بعض تصرفات الله عز وجل فيما يخلق حملهم إلى انحراف عن هذا النص القرآني فيقول الله قال (( فعّال لما يريد )) (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) فهموا ذلك بأنه لا يسأل عما يفعل لأنه يفعل ما لا حكمة فيه، يفعل ما لا عدل فيه، فعال لما يريد يعني كأي جبار من جبابرة الأرض يتصرف في حدود جبروته دون أن يتقيد بعدل أو بحكمة، هكذا وهم يقولون (( ليس كمثله شيء )) ويغالون في ذلك حتى نفوا عنه الصفات التي وصف الله بها نفسه في كتابه ووصفه بها نبيه في حديثه مع ذلك يتأولون هذه الصفات لماذا ؟ قال تنزيها لله رب العالمين ثم ينسون هذا كله فيصفون الله عز وجل بمثل ما يصفون به الجبابرة، إنه فعال لما يريد بدون عدل وبدون حكمة ومن هنا توصلوا إلى التصريح بقولهم في عقيدة الجوهرة المشهورة عند الأشاعرة، " لله تعذيب الطائع وإثابة العاصي " وشرح هذا عند بعضهم ممن لا يستحيي ولا يخجل أن الله تبارك وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا له أن يدخل محمدا عليه الصلاة والسلام وأن يلقيه في الدرك الأسفل من النار مكان إبليس الرجيم وأن يرفع إبليس الرجيم ويجعله في الدرجة الوحيدة التي قال الرسول عليه السلام ( أرجو أن أكون أنا هو ) في الحديث المعروف لديكم جميعا، قالوا هذا في كتبهم، له إثابة العاصي وتعذيب الطائع فلماذا لا يعذب الحيوان ولماذا لا يعذب الطفل الذي لا يعرف الطاعة من المعصية، وهم يقولون لله أن يعذب الطائع أن يدخل الرسول في الدرك الأسفل من النار ويرفع إبليس في أعلى درجات الجنان.
قالوا هذا صراحة، من أين أخذوا هذا؟ من إطلاقات الآيات الكريمة (( فعال لما يريد )) بلا شك هو فعال لما يريد، هل أحد يستطيع أن يحول بينه وبين ما يريد لكن هل فعال لما يريد بمعنى أنه لا عدل عنده حاشا لله، هل فعال لما يريد بمعنى أنه لا حكمة عنده حاشا لله ولذلك يجب كما نقول دائما وأبدا كل مسألة يجب أن تضم النصوص فيها بعضها إلى بعض وتؤخذ الخلاصة من مجموع هذه النصوص ففعال لما يريد إنما يريد الله عز وجل من هذا النص وأمثاله أن لا أحد يستطيع أن يحول بينه وبين ما يريد أن يفعله لكن هذا ليس معناه أنه ليس بحكيم وليس بعادل كيف والله عز وجل يقول (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )) الجبابرة من العبيد قد يفعلون هذا كما هو الواقع اليوم والمشاهد يرفعون السفلة المجرمين في وظائف وفي منازل رفيعة جدا ويعكسون فيضعون الناس الصالحين في وظائف يستطيع أن يقوم بها الأطفال الصغار.
هذا شأن الجبابرة أن الله عز وجل الجبار بحق الحكيم العليم فهو منزه عن كل شيء ينافي صفة الكمال فيه تبارك وتعالى، هذا ما أردت التنبيه عليه بالمناسبة وأنا أريد كما قلت أن أرمي عصفورين بحجر واحد، العصفور الأول أن لا نصف الكفار بأنهم كانوا يعتقدون بأن الله حكيم لأن هذا بعض المسلمين ما آمنوا به مع أن الله عز وجل أنزل هذه الصفة في القرآن الكريم والعصفور الثاني إلفات النظر إلى أهمية الدعوة السلفية التي تدعو الناس جميعا إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة دون انحراف إلى الأخذ بأقوال علماء الكلام ففي علماء الكلام ما هو إلحاد وكفر بالقرآن وهذا مثاله قد جاءكم من باب التحذير عن وصف الكفار بأنهم يؤمنون بأن الله في الوقت الذي يقولون بأن الله خالق ومدبر للكون يؤمنون بأنه حكيم هذا إذا أمن به المسلمون فهذا هو واجبهم لأن الله ذكر لهم في القرآن أن الكفار الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر فلا يمكن أن يؤمنوا بأن الله حكيم لأن حكمته تخفى في كثير من الأمور من أجل ذلك وقعت الأشاعرة في هذا الانحراف الخطير.
قالوا هذا صراحة، من أين أخذوا هذا؟ من إطلاقات الآيات الكريمة (( فعال لما يريد )) بلا شك هو فعال لما يريد، هل أحد يستطيع أن يحول بينه وبين ما يريد لكن هل فعال لما يريد بمعنى أنه لا عدل عنده حاشا لله، هل فعال لما يريد بمعنى أنه لا حكمة عنده حاشا لله ولذلك يجب كما نقول دائما وأبدا كل مسألة يجب أن تضم النصوص فيها بعضها إلى بعض وتؤخذ الخلاصة من مجموع هذه النصوص ففعال لما يريد إنما يريد الله عز وجل من هذا النص وأمثاله أن لا أحد يستطيع أن يحول بينه وبين ما يريد أن يفعله لكن هذا ليس معناه أنه ليس بحكيم وليس بعادل كيف والله عز وجل يقول (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )) الجبابرة من العبيد قد يفعلون هذا كما هو الواقع اليوم والمشاهد يرفعون السفلة المجرمين في وظائف وفي منازل رفيعة جدا ويعكسون فيضعون الناس الصالحين في وظائف يستطيع أن يقوم بها الأطفال الصغار.
هذا شأن الجبابرة أن الله عز وجل الجبار بحق الحكيم العليم فهو منزه عن كل شيء ينافي صفة الكمال فيه تبارك وتعالى، هذا ما أردت التنبيه عليه بالمناسبة وأنا أريد كما قلت أن أرمي عصفورين بحجر واحد، العصفور الأول أن لا نصف الكفار بأنهم كانوا يعتقدون بأن الله حكيم لأن هذا بعض المسلمين ما آمنوا به مع أن الله عز وجل أنزل هذه الصفة في القرآن الكريم والعصفور الثاني إلفات النظر إلى أهمية الدعوة السلفية التي تدعو الناس جميعا إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة دون انحراف إلى الأخذ بأقوال علماء الكلام ففي علماء الكلام ما هو إلحاد وكفر بالقرآن وهذا مثاله قد جاءكم من باب التحذير عن وصف الكفار بأنهم يؤمنون بأن الله في الوقت الذي يقولون بأن الله خالق ومدبر للكون يؤمنون بأنه حكيم هذا إذا أمن به المسلمون فهذا هو واجبهم لأن الله ذكر لهم في القرآن أن الكفار الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر فلا يمكن أن يؤمنوا بأن الله حكيم لأن حكمته تخفى في كثير من الأمور من أجل ذلك وقعت الأشاعرة في هذا الانحراف الخطير.
14 - كلام الشيخ على قوله " إن المشركين كانوا يعتقدون في الله أنه حكيم " ورده على الأشاعرة الذين ينكرون هذه الصفة . أستمع حفظ
تعليق الشيخ على ما جاء في الكلمة من تمسك السلفيين بالكتاب والسنة وتنبيهه لضرورة تقييد ذالك بفهم السلف الصالح .
الشيخ : المسألة الثالثة وهي في الواقع كما قلت زيادة بيان لبعض ما جاء في كلام الأخ، الدعوة السلفية تلتقي مع الدعوات الأخرى كلها قديمها وحديثها مما يحوم دعاتها في دائرة الإسلام كلهم يلتقون في كلمة سواء وهي أنهم يرجعون إلى الكتاب وإلى السنة، فالدعوة السلفية من هذه الحيثية لا مزية لها على سائر االدعوات خاصة ما كان منها قائما في العصر الحاضر اليوم ولكن إنما تتميز الدعوة السلفية في هذا المجال الذي يدندن الجميع حول الكتاب والسنة أنهم يدعون إلى فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح لا يكتفون فقط بدعوة المسلمين إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة بل يزيدون على ذلك إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح لأنه هذه الفرق الكثيرة التي أشار إليها الرسول عليه السلام إشارة عابرة في حديث الفرق الثلاث والسبعين قال عنها كلها، ( كلها في النار إلا واحدة ) قالوا من هي يا رسول الله قال ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) وفي الرواية الأخرى وهي أصح قال ( هي الجماعة ) وفي الحديث الآخر ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) إلى آخر الحديث فنجد هنا في الحديثين تنبيه إلى هذا القيد الذي يتمسك به السلفيون من بين سائر الدعاة كتاب وسنة وفهم على منهج السلف الصالح لأن الرسول عليه السلام ما قال ما أنا عليه فقط وإنما قال ( وأصحابي ) ما قال عليكم بسنتي فقط وإنما قال ( وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) وهذا في الواقع اقتباس من القرآن الكريم كمثل قول رب العالمين (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) فالله عز وجل قال ويتبع غير سبيل المؤمنين لماذا جاء بهذا الجملة، هذه الجملة بيانية خطيرة جدا كان يكفي أن يقول (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ... نوله ما تولى )) ولكنه أضاف إلى مشاققة الرسول قوله عز وجل (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) لحكمة بالغة ألا وهي أن مشاققة الرسول إنما تظهر بمخالفة سنة المؤمنين ومنهج السلف الصالح الذي سمعتم عنه الكلمة السابقة لذلك يقول ابن القيم تأكيدا وإشارة عابرة سريعة إلى هذا القيد في فهم الكتاب والسنة يقول :
" العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة " .
أيضا لم يكتف بقوله العلم قال الله قال رسوله كما يقول جماهير المسلمين وإنما أضاف إلى ذلك قال : " ...........*** الصحابة ليس بالتمويه .
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين قول فقيه .
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه " .
أريد باختصار أن الدعوة السلفية تدندن في جملة ما تدندن حول فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ومن هنا تأتيهم العصمة من الوقوع في الوقائع التي تكلم عنها علماء الإسلام وأنها انحرفت عن الجادة كالمعتزلة وكالمرجئة وكالجبرية ونحو ذلك ومن الأفكار الحديثة اليوم التي يتكلم بها ويسطرها كثير من الكتاب الإسلاميين باسم الإسلام وهي ليست من الإسلام في شيء ولا يمكن لأحد من أهل العلم أن يعرف ذلك إلا إذا كان متمسكا بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.
" العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة " .
أيضا لم يكتف بقوله العلم قال الله قال رسوله كما يقول جماهير المسلمين وإنما أضاف إلى ذلك قال : " ...........*** الصحابة ليس بالتمويه .
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين قول فقيه .
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه " .
أريد باختصار أن الدعوة السلفية تدندن في جملة ما تدندن حول فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ومن هنا تأتيهم العصمة من الوقوع في الوقائع التي تكلم عنها علماء الإسلام وأنها انحرفت عن الجادة كالمعتزلة وكالمرجئة وكالجبرية ونحو ذلك ومن الأفكار الحديثة اليوم التي يتكلم بها ويسطرها كثير من الكتاب الإسلاميين باسم الإسلام وهي ليست من الإسلام في شيء ولا يمكن لأحد من أهل العلم أن يعرف ذلك إلا إذا كان متمسكا بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.
15 - تعليق الشيخ على ما جاء في الكلمة من تمسك السلفيين بالكتاب والسنة وتنبيهه لضرورة تقييد ذالك بفهم السلف الصالح . أستمع حفظ
شرح الشيخ لحديث سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه "...الثلث و الثلث كثير... ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون..." .
الشيخ : قال وعن أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري رضي الله عنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله عنهم قال جاءني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هنا رضي الله عنهم أشكل عليّ لأنه سعد ... ما أعلم أن أباه كان صحابيا .
السائل : لا من العشرة رضي الله عنهم، من العشرة رضي الله عنهم .
الشيخ : أحسنت، طيب قال جاءني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت يا رسول الله إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال ( لا ) قلت فالشطر يا رسول الله قال ( لا ) قلت فالثلث يا رسول الله قال ( الثلث والثلث كثير أو كبير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك ) قال فقلت يا رسول الله أخلف بعد أصحابي قال ( إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابه هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة ) يرثي له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن مات بمكة متفق عليه.
الشاهد من هذا الحديث هو قوله المناسب للباب تبتغي بها وجه الله تبارك وتعالى أي إن كل إنفاق ينبغي أن يقصد به المنفق وجه الله تبارك وتعالى ونعود لشرح ما قد يكون غامضا في الحديث، في حجة الوداع مرض سعد بن أبي وقاص أحد العشر المبشرين بالجنة مرضا أشرف منه على الهلاك على الموت فجاء فعاده الرسول عليه الصلاة والسلام فشكى إليه أمره قال يا رسول الله إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى أي فأخشى أن يدركني الموت وأنا ذو مال لا يرثني إلا ابنة لي أفأتصدق بثلثي مالي أي قبل موتي قال ( لا ) قلت فالشطر يعني النصف يا رسول الله فقال ( لا ) قلت فالثلث يا رسول الله قال ( الثلث والثلث كثير ) و فيه الشك إلي شك فيه الراوي قال أو كبير فالثلث كثير أو كبير فنجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع تصريح سعد بأنه ليس له وارث يرثه إلا ابنة له لم يسمح لسعد بأن يوصي بشطر من المال فضلا عن الثلثين ولمّا قال سعد إذًا أتصدق بالثلث قال ( الثلث والثلث كثير ) هذا تعبير يبيح للغني أن يتصدق بثلث ماله ولكن مع ملاحظة أنه خلاف الأفضل لأنه قال ( الثلث والثلث كثير ) يعني إذا كان ولا بد فتتصدق بالثلث لكن مع ذلك فالثلث كثير أي اجعل صدقتك لورثتك فإن الأقربين أولى بالمعروف لا تتصدق بأكثر من مالك، لا تتصدق ولو بالثلث وإن كان ولا بد فالثلث والثلث كثير يعلل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا الذي حضه عليه من الإقلال من الصدقة بقوله عليه الصلاة والسلام ( إنك أن تذر ) أي أن تترك ( ورثتك أغنياء من بعدك خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ) يمدون أكفهم يسألونهم من المال الذي أعطاهم الله عز وجل فلذلك لا ينبغي لك أن تتصدق بثلثي مالك ولا بنصف مالك وإن كان ولا بد فالثلث والثلثان يبقيان لمن يرثك لتمنعهم بهذا المال الذي تتركه لهم من أن يتكففوا أيدي الناس وأن يسألوهم ويشحدوا منهم ثم يذكر الرسول عليه السلام جملة أخرى فيها بيان فضل الإنفاق على العيال بصورة خاصة فيقول ( وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها ) مهما كانت هذه النفقة يسيرة وبسيطة في أعين الناس ( حتى ما تجعل في في امرأتك ) يعني في فمها اللقمة يرفعها الرجل إلى فم زوجته فهي صدقة ولكن بشرط أن يبتغي بذلك وجه الله تبارك وتعالى هنا الشاهد من هذا الحديث أن المسلم مهما عمل من أعمال صالحة فهي لا تكون صالحة مقبولة عند الله إلا إذا ابتغى بها وجه الله تبارك وتعالى، ( وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك ) قال فقلت يا رسول الله أخلّف بعد أصحابي؟ يعني أعيش وأحيى مدة من الحياة بعد أصحابي الذين ماتوا قال ( إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ) هذا كالحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره ( خيركم من طال عمره وحسن عمله ) فهو يقول ( إنك لن تخلف يعني تعيش من بعد أصحابك فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون ) هنا في نكتة قلما تأتي في النصوص الشرعية يقول ( ولعلك أن تخلّف فينتفع بك أقوام ) ما وقف إلى هنا بل قال ( ويضر بك أخرون ) كيف يضر الآخرون؟ بسبب كفرهم وعصيانهم وضلالهم يعني الرسول عليه السلام لما بعث فانتفع به ناس وتضرر به آخرون الذين انتفعوا واضح أمرهم أما الذين تضرروا فقد أقيمت حجة الله عليهم، ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فتضرروا بذلك .
السائل : لا من العشرة رضي الله عنهم، من العشرة رضي الله عنهم .
الشيخ : أحسنت، طيب قال جاءني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت يا رسول الله إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال ( لا ) قلت فالشطر يا رسول الله قال ( لا ) قلت فالثلث يا رسول الله قال ( الثلث والثلث كثير أو كبير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك ) قال فقلت يا رسول الله أخلف بعد أصحابي قال ( إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابه هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة ) يرثي له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن مات بمكة متفق عليه.
الشاهد من هذا الحديث هو قوله المناسب للباب تبتغي بها وجه الله تبارك وتعالى أي إن كل إنفاق ينبغي أن يقصد به المنفق وجه الله تبارك وتعالى ونعود لشرح ما قد يكون غامضا في الحديث، في حجة الوداع مرض سعد بن أبي وقاص أحد العشر المبشرين بالجنة مرضا أشرف منه على الهلاك على الموت فجاء فعاده الرسول عليه الصلاة والسلام فشكى إليه أمره قال يا رسول الله إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى أي فأخشى أن يدركني الموت وأنا ذو مال لا يرثني إلا ابنة لي أفأتصدق بثلثي مالي أي قبل موتي قال ( لا ) قلت فالشطر يعني النصف يا رسول الله فقال ( لا ) قلت فالثلث يا رسول الله قال ( الثلث والثلث كثير ) و فيه الشك إلي شك فيه الراوي قال أو كبير فالثلث كثير أو كبير فنجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع تصريح سعد بأنه ليس له وارث يرثه إلا ابنة له لم يسمح لسعد بأن يوصي بشطر من المال فضلا عن الثلثين ولمّا قال سعد إذًا أتصدق بالثلث قال ( الثلث والثلث كثير ) هذا تعبير يبيح للغني أن يتصدق بثلث ماله ولكن مع ملاحظة أنه خلاف الأفضل لأنه قال ( الثلث والثلث كثير ) يعني إذا كان ولا بد فتتصدق بالثلث لكن مع ذلك فالثلث كثير أي اجعل صدقتك لورثتك فإن الأقربين أولى بالمعروف لا تتصدق بأكثر من مالك، لا تتصدق ولو بالثلث وإن كان ولا بد فالثلث والثلث كثير يعلل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا الذي حضه عليه من الإقلال من الصدقة بقوله عليه الصلاة والسلام ( إنك أن تذر ) أي أن تترك ( ورثتك أغنياء من بعدك خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ) يمدون أكفهم يسألونهم من المال الذي أعطاهم الله عز وجل فلذلك لا ينبغي لك أن تتصدق بثلثي مالك ولا بنصف مالك وإن كان ولا بد فالثلث والثلثان يبقيان لمن يرثك لتمنعهم بهذا المال الذي تتركه لهم من أن يتكففوا أيدي الناس وأن يسألوهم ويشحدوا منهم ثم يذكر الرسول عليه السلام جملة أخرى فيها بيان فضل الإنفاق على العيال بصورة خاصة فيقول ( وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها ) مهما كانت هذه النفقة يسيرة وبسيطة في أعين الناس ( حتى ما تجعل في في امرأتك ) يعني في فمها اللقمة يرفعها الرجل إلى فم زوجته فهي صدقة ولكن بشرط أن يبتغي بذلك وجه الله تبارك وتعالى هنا الشاهد من هذا الحديث أن المسلم مهما عمل من أعمال صالحة فهي لا تكون صالحة مقبولة عند الله إلا إذا ابتغى بها وجه الله تبارك وتعالى، ( وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك ) قال فقلت يا رسول الله أخلّف بعد أصحابي؟ يعني أعيش وأحيى مدة من الحياة بعد أصحابي الذين ماتوا قال ( إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ) هذا كالحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره ( خيركم من طال عمره وحسن عمله ) فهو يقول ( إنك لن تخلف يعني تعيش من بعد أصحابك فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون ) هنا في نكتة قلما تأتي في النصوص الشرعية يقول ( ولعلك أن تخلّف فينتفع بك أقوام ) ما وقف إلى هنا بل قال ( ويضر بك أخرون ) كيف يضر الآخرون؟ بسبب كفرهم وعصيانهم وضلالهم يعني الرسول عليه السلام لما بعث فانتفع به ناس وتضرر به آخرون الذين انتفعوا واضح أمرهم أما الذين تضرروا فقد أقيمت حجة الله عليهم، ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فتضرروا بذلك .
16 - شرح الشيخ لحديث سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه "...الثلث و الثلث كثير... ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون..." . أستمع حفظ
رد الشيخ على من يزعم أن الدعوة للكتاب والسنة تفرق الناس .
الشيخ : ولهذا فلنا في مثل هذا النص النبوي عبرة بالنسبة لبعض الناس الذين ينقمون علينا أن في دعوتنا تفرقة للأمة وهم يريدون تجميع الأمة وتكتيلها لكن هذا التجميع وهذا التكتيل ليس على هدى من الله بينما نحن حينما ندعو الناس إلى اتباع الكتاب والسنة لا شك أن في ذلك تفريقا للناس وهذا التفريق ليس خيرا ولكن نحن لسنا مسؤولين، نحن نقدم الخير إلى أهل الخير الذين يقبلونه ولا علينا بعد ذلك إذا رفضه آخرون فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لسعد ( ولعلك أن تخلف من بعدك فينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون ) .
وهذا جاء وأخبره بأنه يصلي الصلاة التي رأها من الرسول عليه السلام فهو يطيل في الأوليين ويخفف الأخريين فأقره عمر على ذلك فأظن أنه في هذه المناسبة أو في غيرها دعا سعد بن أبي وقاص على هذا الرجل .
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... أرسل عمر إلى الكوفة نفسها ... استطلع .
الشيخ : ... المهم بهذه المناسبة دعى سعد بن أبي وقاص عليه فاستجاب الله فيه دعاءه فعاش رجلا مريضا هزيلا كان يصرح بأن دعوة سعد بن أبي وقاص أدركته، أي نعم .
فهذا جاءت أو بهذه القصة الصحيحة كمثال على قول عليه السلام ( ويضر بك آخرون ) أي نعم. نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : طبعا، ( ولعلك أن تخلّف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون ) ثم يدعو الرسول عليه السلام فيقول ( اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ) يعني تقبلها منهم ووفقهم للعمل بمستلزماتها ولا تردهم على أعقابهم بأن يصبحوا نادمين على هجرتهم من مكة إلى المدينة وقد جاء في السنة الصحيحة بأن المهاجريّ الذي هاجر من مكة إلى المدينة ثم جاء إلى مكة حاجا أو معتمرا لا يجوز له أن يمكث في مكة أكثر من ثلاثة أيام وفورا يجب أنه يسحب إلى موطن هجرته لماذا؟ خشية أن يركن ويحن إلى وطنه فيندم على هجرته السّابقة فينقلب على أعقابه خاسرا لذلك قال عليه السلام ( اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة ) البائس هو سعد بن خولة هو من المهاجرين، هاجر من مكة إلى المدينة ولكن جاءه الأجل فمات في مكة ويعتبر الرسول عليه السلام هذا نقص في أجر هذا الإنسان مع أنه لا يملك الموت، الموت مفروض عليه فيقول لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة .
وهذا جاء وأخبره بأنه يصلي الصلاة التي رأها من الرسول عليه السلام فهو يطيل في الأوليين ويخفف الأخريين فأقره عمر على ذلك فأظن أنه في هذه المناسبة أو في غيرها دعا سعد بن أبي وقاص على هذا الرجل .
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... أرسل عمر إلى الكوفة نفسها ... استطلع .
الشيخ : ... المهم بهذه المناسبة دعى سعد بن أبي وقاص عليه فاستجاب الله فيه دعاءه فعاش رجلا مريضا هزيلا كان يصرح بأن دعوة سعد بن أبي وقاص أدركته، أي نعم .
فهذا جاءت أو بهذه القصة الصحيحة كمثال على قول عليه السلام ( ويضر بك آخرون ) أي نعم. نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : طبعا، ( ولعلك أن تخلّف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون ) ثم يدعو الرسول عليه السلام فيقول ( اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ) يعني تقبلها منهم ووفقهم للعمل بمستلزماتها ولا تردهم على أعقابهم بأن يصبحوا نادمين على هجرتهم من مكة إلى المدينة وقد جاء في السنة الصحيحة بأن المهاجريّ الذي هاجر من مكة إلى المدينة ثم جاء إلى مكة حاجا أو معتمرا لا يجوز له أن يمكث في مكة أكثر من ثلاثة أيام وفورا يجب أنه يسحب إلى موطن هجرته لماذا؟ خشية أن يركن ويحن إلى وطنه فيندم على هجرته السّابقة فينقلب على أعقابه خاسرا لذلك قال عليه السلام ( اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة ) البائس هو سعد بن خولة هو من المهاجرين، هاجر من مكة إلى المدينة ولكن جاءه الأجل فمات في مكة ويعتبر الرسول عليه السلام هذا نقص في أجر هذا الإنسان مع أنه لا يملك الموت، الموت مفروض عليه فيقول لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة .
كلام الشيخ على زيادة " لكن البائس سعد ابن خولة..." .
الشيخ : أذكر أن لبعض العلماء من المحدثين كلاما في هذه الجملة الأخيرة لكن البائس سعد بن خولة يقولون إن هذه الزيادة مدرجة في الحديث ليست من رواية سعد بن أبي وقاص الذي روى لنا هذا الحديث كله وإنما هذا مدرج في آخر الحديث من كلام الزهري وممن ذكر ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني ومن فوائد كتابي مختصري لصحيح البخاري بسبب الطريقة التي يعلمها بعضكم في جمع الروايات من مواطنها المتفرقة من صحيح البخاري أنني وجدت في صحيح البخاري زيادة في بعض الروايات قال سعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ولكن البائس ) فوضع هذه كما تعلمون بين معقوفتين كزيادة في صحيح البخاري .
اضيفت في - 2008-06-18