متفرقات للألباني-185
بيان خطر البدع.
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد،
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
كان بودي الأمس القريب حينما ألقى الأستاذ علي كلمته حول البدعة وأكّد فيها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( كل بدعة ضلالة ولك ضلالة في النار ) ثم ثنى الأخ أبو أحمد على كلمته بكلمة أخرى طيبة بيّن فيها خطورة البدعة وإدخالها في الدين، كان في ودي أن أتكلم بكلمة لعلها مفيدة إن شاء الله حول تلك المسألة الخطيرة والآن وقد نشطت بعض الشيء وجدت إلزاما علي أن أقول ما كان قد جال في نفسي في الأمس القريب فأقول إن موضوع حديث كلِّ بدعة ضلالة أو ( كلُّ بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) يظن كثير من الدعاة الإسلاميين أنه أمر خطب سهل لا يستحق الدندنة حوله كثيرا وكثيرا كما نفعل نحن الدعاة السلفيين فأقول بيانا لخطورة هذه المسألة يجب أن نعلم أن لها علاقة كبيرة وكبيرة جدا بالبحث السابق الذي ألمحنا إليه وذكرنا أنه لا بد من الجماعات الإسلامية أن تجعلها حقيقة واقعة في نفوسهم ألا وهي جعل الحاكميّة لله عز وجل في نفوسهم قبل أن يملؤوا الدنيا صياحا بأنه لا بد من جعلها حقيقة واقعة على وجه الأرض ونحن لمّا نقمها بعد في نفوسنا.
فلا شك أن كون البدعة مشروعة أو غير مشروعة لها علاقة وثقى بالموضوع السابق فإن هذه إن لم يكن مشروعة كما نعتقد نحن فقد أدخلنا في الشريعة ما ليس منها.
بما لم يشرعه لنا وإنما شرعه لنا بعض الذين استحسنوا الابتداع في الدين بشبهات بدت لهم فمن هنا يبدو لكم خطورة هذه المسألة وهي قوله عليه السلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) حيث أن الذي يخالف هذا النص الصريح في ذم عموم البدعة فهو في الوقت نفسه إنما يحمل الناس على أن يتقربوا إلى الله بما لم يشرعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ونحن حينما نقرر هذه الحقيقة نعلم جيدا أن للذين يذهبون إلى استحسان بعض البدع أو إلى تقسيم البدعة إلى خمسة أقسام بعد تقسيمهم ذلك التقسيم الإجمالي، بدعة حسنة وبدعة سيئة لا نعلم أن لهم أدلة زعموها وإنما هو شبهات إذا عرف حقيقة أمرها المتفقه المسلم تبيّن لها، تبيّن له أنها (( كسراب بقيعة يحسبه الظمأن ماء )) فوجدت تقوية للبحث السابق بالأمس القريب أن أذكر بعض تلك الأدلة المشار إليها التي يتمسك جماهير المشايخ اليوم ويتكؤون عليها في القول بأنه هناك في الإسلام بدعة حسنة، من أشهر هذه الشبهات هو ذاك الحديث الصحيح ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء ) هذا الحديث لا شك في صحته ولكن الشك كل الشك هو في استدلالهم بهذا الحديث على أن الرسول عليه السلام قرر به أن في الإسلام بدعة حسنة وبيان هذا من وجهين أو أكثر من وجهين، الوجه الأول هو النظر في سبب ورود هذا الحديث فإننا إذا عرفناه تبين لنا لأول ... أول وهلة أن هذا الإستدلال هو خطأ واضح بل فاضح ذلك لأن سبب الحديث يقول وهو في صحيح مسلم متنا وسببا فالحديث برواية جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاءه أعراب مجتبي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تمعّر وجهه ثم خطب في الصحابة فتلا عليهم قول الله تبارك وتعالى (( يا أيها الذين أمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصّدق وأكن من الصالحين )) وقال عليه الصلاة والسلام في جملة ما خطب به ( تصدق رجل بدرهم بدينار بصاع بره بصاع شعيره ) فما أتم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خطبته حتى قام رجل من الحاضرين وانطلق ثم رجع يحمل في طرف ثوبه ما تيسّر له من صدقة من طعام ودراهم ووضع ذلك أمام النبي عليه الصلاة والسلام فلما رأى سائر أصحابه ما فعل صاحبهم الأول قام أيضا كل منهم وجاء بما تيسّر له من صدقة فاجتمع أمام الرسول عليه الصلاة والسلام كأمثال الجبال من الطعام والدراهم فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تنوّر وجهه كأنه مُذْهبة أي كأنه فضّة مطلية بالذهب كناية عن أن الرسول عليه السلام بعد أن كان حزن على ما شاهد من فقر أولئك الأعراب تهلل وجهه فرحا وسرورا حينما شاهد أصحابه عليه الصلاة والسلام بادروا إلى الاستجابة لتحقيق ما حضهم عليه من الصدقة وقال عليه الصلاة والسلام حينذاك ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) إلى آخر الحديث .
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
كان بودي الأمس القريب حينما ألقى الأستاذ علي كلمته حول البدعة وأكّد فيها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( كل بدعة ضلالة ولك ضلالة في النار ) ثم ثنى الأخ أبو أحمد على كلمته بكلمة أخرى طيبة بيّن فيها خطورة البدعة وإدخالها في الدين، كان في ودي أن أتكلم بكلمة لعلها مفيدة إن شاء الله حول تلك المسألة الخطيرة والآن وقد نشطت بعض الشيء وجدت إلزاما علي أن أقول ما كان قد جال في نفسي في الأمس القريب فأقول إن موضوع حديث كلِّ بدعة ضلالة أو ( كلُّ بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) يظن كثير من الدعاة الإسلاميين أنه أمر خطب سهل لا يستحق الدندنة حوله كثيرا وكثيرا كما نفعل نحن الدعاة السلفيين فأقول بيانا لخطورة هذه المسألة يجب أن نعلم أن لها علاقة كبيرة وكبيرة جدا بالبحث السابق الذي ألمحنا إليه وذكرنا أنه لا بد من الجماعات الإسلامية أن تجعلها حقيقة واقعة في نفوسهم ألا وهي جعل الحاكميّة لله عز وجل في نفوسهم قبل أن يملؤوا الدنيا صياحا بأنه لا بد من جعلها حقيقة واقعة على وجه الأرض ونحن لمّا نقمها بعد في نفوسنا.
فلا شك أن كون البدعة مشروعة أو غير مشروعة لها علاقة وثقى بالموضوع السابق فإن هذه إن لم يكن مشروعة كما نعتقد نحن فقد أدخلنا في الشريعة ما ليس منها.
بما لم يشرعه لنا وإنما شرعه لنا بعض الذين استحسنوا الابتداع في الدين بشبهات بدت لهم فمن هنا يبدو لكم خطورة هذه المسألة وهي قوله عليه السلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) حيث أن الذي يخالف هذا النص الصريح في ذم عموم البدعة فهو في الوقت نفسه إنما يحمل الناس على أن يتقربوا إلى الله بما لم يشرعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ونحن حينما نقرر هذه الحقيقة نعلم جيدا أن للذين يذهبون إلى استحسان بعض البدع أو إلى تقسيم البدعة إلى خمسة أقسام بعد تقسيمهم ذلك التقسيم الإجمالي، بدعة حسنة وبدعة سيئة لا نعلم أن لهم أدلة زعموها وإنما هو شبهات إذا عرف حقيقة أمرها المتفقه المسلم تبيّن لها، تبيّن له أنها (( كسراب بقيعة يحسبه الظمأن ماء )) فوجدت تقوية للبحث السابق بالأمس القريب أن أذكر بعض تلك الأدلة المشار إليها التي يتمسك جماهير المشايخ اليوم ويتكؤون عليها في القول بأنه هناك في الإسلام بدعة حسنة، من أشهر هذه الشبهات هو ذاك الحديث الصحيح ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء ) هذا الحديث لا شك في صحته ولكن الشك كل الشك هو في استدلالهم بهذا الحديث على أن الرسول عليه السلام قرر به أن في الإسلام بدعة حسنة وبيان هذا من وجهين أو أكثر من وجهين، الوجه الأول هو النظر في سبب ورود هذا الحديث فإننا إذا عرفناه تبين لنا لأول ... أول وهلة أن هذا الإستدلال هو خطأ واضح بل فاضح ذلك لأن سبب الحديث يقول وهو في صحيح مسلم متنا وسببا فالحديث برواية جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاءه أعراب مجتبي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تمعّر وجهه ثم خطب في الصحابة فتلا عليهم قول الله تبارك وتعالى (( يا أيها الذين أمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصّدق وأكن من الصالحين )) وقال عليه الصلاة والسلام في جملة ما خطب به ( تصدق رجل بدرهم بدينار بصاع بره بصاع شعيره ) فما أتم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خطبته حتى قام رجل من الحاضرين وانطلق ثم رجع يحمل في طرف ثوبه ما تيسّر له من صدقة من طعام ودراهم ووضع ذلك أمام النبي عليه الصلاة والسلام فلما رأى سائر أصحابه ما فعل صاحبهم الأول قام أيضا كل منهم وجاء بما تيسّر له من صدقة فاجتمع أمام الرسول عليه الصلاة والسلام كأمثال الجبال من الطعام والدراهم فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تنوّر وجهه كأنه مُذْهبة أي كأنه فضّة مطلية بالذهب كناية عن أن الرسول عليه السلام بعد أن كان حزن على ما شاهد من فقر أولئك الأعراب تهلل وجهه فرحا وسرورا حينما شاهد أصحابه عليه الصلاة والسلام بادروا إلى الاستجابة لتحقيق ما حضهم عليه من الصدقة وقال عليه الصلاة والسلام حينذاك ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) إلى آخر الحديث .
الرد على من يقسم البدع إلى حسنة وسيئة.
الشيخ : وهاهنا لا بد أن نتساءل، إذا كان الجمهور المعاصر اليوم يستدل بهذا الحديث على أن في الإسلام بدعة حسنة وعلى ذلك فهو يفسره بالمعنى المعروف عنهم وهو قولهم ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) معناه من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة فله أجرها فنحن نسألهم الآن بعد أن عرفنا سبب هذا الحديث أين موضع هذه البدعة المزعومة والموصوفة عندهم بأنها بدعة حسنة في هذه الحادثة التي وقعت في مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام وقال بمناسبتها ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) ؟ لقد سألت كثيرين ممن يحتجون بهذا الحديث على أن في الإسلام حسنة فلم يستطع أحد منهم إطلاقا أن يقول البدعة الحسنة هي هذه مما وقع في المجلس لأنه لا يوجد في المجلس إلا أمرين اثنين يستحق الوقوف عندهما.
الأمر الأول هو صدقة الصحابة بدأ من الأول وانتهاء بآخر من تصدق منهم والشيء الآخر هو أن رجلا منهم قام قبل كل أصحابه الآخرين وسن هذه الطريق وفتحها لأولئك الذين كانوا كما هو طبيعة الجماهير حينما يحضهم الواعظ المذكر بأمر مشروع قطعا فنجدهم واجمين ساكتين لكنّ فردا منهم يتنبه للموضوع ويتحمس له فينطلق ويتصدق إما آنيا أو ينطلق إلى بيته فيأتي بما يتيسر له من صدقة كما فعل ذلك الرجل في مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام .
فإذًا قال الرسول عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) بهذه المناسبة التي قام الرجل الأول فتصدق بما تيسر له ثم تبعه الآخرون فهل الصدقة بدعة؟ الجواب لا لأن الرسول عليه السلام أمرهم بنص من الآية الكريمة ثم هو فوق ذلك حضّهم على الصدقة بكلامه فلا أحد يتخيل أن يقال إن البدعة في ذلك المجلس إنما هي الصدقة .
إذًا ماهي البدعة؟ ليس هناك أيضا في بدعة يمكن أن توصف بأنها حسنة اللهم إلا أن يقال إنّ انطلاق الرجل الأول إلى داره ورجوعه بالصدقة هذا الانطلاق هو البدعة ولا أحد يقول بهذا لأنه الانطلاق والذهاب والإياب إنما هو من الأمور العادية التي ينطلق الإنسان فيها في نهاره وليله عشرات إن لم نقل مئات المرات فما هي البدعة إذًا في هذه الحادثة لم يستطيعوا ولن يستطيعوا مطلقا أن يقولوا إن في هذه الحادثة شيء وقع يمكن أن يوصف بأنه بدعة حسنة .
إذًا لم يصح تفسيرهم للجملة الكريمة من كلام الرسول عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة بقولهم من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة بأنه ليس في هذا المجلس بدعة وقعت وبناء على ذلك قال الرسول عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) فهذا أعني ملاحظتنا لسبب ورود هذا الحديث يدلنا على بطلان تفسير الحديث بذلك التفسير الخاطئ ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) بأنه ليس في هذه الحادثة بدعة أو أمر وقع يمكن أن يسمى بالبدعة.
إذا ممكن شوية تتراصوا ... دعوا الفرجات هذه لا تدعوها.
إذًا فمعنى الحديث كما يدل عليه سبب وروده هو هذا الرجل الذي انطلق وجاء بالصدقة فتح الطريقة الآخرين للصدقة حيث كانوا واجمين وكانوا منكمشين على أنفسهم فهذه هي السنة الحسنة انطلاق الرجل ورجوعه بالصدقة هي هذه هي السنة الحسنة، هذا الجواب من الوجه الأول والجواب من الوجه الثاني هو هب أن معنى ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) أي من ابتدع إلى آخر كلامه لكني أستدرك الأن فأقول بعد أن عرفنا أن سبب ورود الحديث يدل على المعنى الصحيح للحديث وهو على ظاهره من سن أي من فتح طريقا إلى سنة حسنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام هذا الرجل فأحياها بالنسبة للناس الحاضرين فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، بعد أن عرفنا هذا الحديث أقول فمن المستحيل أن نتصور أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول بمناسبة قيام هذا الرجل الأول ورجوعه بالصدقة المأمور بها نصا في القرآن والسنة أن يقول الرسول عليه السلام بمثل هذه المناسبة ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) هل تتصورون أنه هذا الذي يتكلم الآن بين ظهرانيكم إذا حضكم على صدقة مثلا فقام رجل هو أبو أحمد مثلا ودخل البيت وجاء بقرش بفرنك بليرة وضعها صدقة فتحمس الحاضرون وجاء كل منهم بصدقة فقلت أنا وأنا أعني من أنا رجل أعجمي ألباني هو ما فعل إلا صدقة فأقول من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة هل يعني تهضمون هذا التعبير وهو لم يفعل إلا الصدقة ومع ذلك أنا أقول بمناسبة هذه الصدقة وانطلاقه ومجيئه بها ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) هذا إن قلته وليس بعيد عني لأنه العرق دساس فأنا رجل أعجمي قد أخطئ في كثير من الأحيان أو قليلها من حيث التعبير العربي فما هو غريب عني إن أخطأت من هذا الخطأ لكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أفصح من نطق بالضاد حقا وإن كان هذا الحديث لا أصل له ( أنا أفصح من نطق بالضاد ) هذا حديث لا أصل له عند علماء الحديث لكن كواقع هو بلا شك أفصح من نطق بالضاد إذ الأمر كذلك فكيف يقول هو ما لا يليق بأعجمي مثلي أن يقول بمناسبة صدقة ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) الواقع إن الذين ينسبون إلى الرسول عليه الصلاة والسلام هذا التفسير لهذا الحديث الصحيح هم ينسبون الرسول عليه السلام إلى العي من الكلام والجهل بالبيان الذي هو عليه الصلاة والسلام من مزاياه ومن خصائصه أنه كما جاء في الحديث الصحيح أوتي من جوامع الكلم فهذا النبي الذي خصصه ربنا تبارك وتعالى بخصائص امتاز بها على سائر الرسل والأنبياء منها أنه أوتي جوامع الكلم، كيف يقول بمناسبة صدقة قام إنسان فسنها للحاضرين ابتدع في الإسلام بدعة حسنة هذا أبعد ما يكون صحة أن ينسب إلى رجل عادي مثلي فضلا أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي في الأصل أفصح من نطق بالضاد ثم إن الله عز وجل ميزه بأنه أوتي جوامع الكلم، هذا الدليل وحده يكفي لإبطال تأويل الحديث بقولهم من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، الوجه الثاني الذي يدل على بطلان هذا التأويل لهذا الحديث الذي هدموا به حديثا صحيحا بعمومه ألا وهو قوله ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) كذلك الوجه الثاني فإننا نقول إن هذا الوجه يؤكد هذا البطلان ذلك التفسير السابق لأننا نقول عفوا يؤكد الوجه الثاني على أنه لا يصح لهم أن يتخذوا الحديث دليلا على أن في الإسلام بدعة حسنة حتى لو سلمنا لهم بصحة تفسيرهم للحديث فنقول لهم هبوا أن معنا من سن في الإسلام سنة حسنة ، من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، هبوا جدلا أن الأمر كذلك لكننا نجد أن الحديث ذكر السنتين بوصفين أو بصفتين متباينتين الصفة الأولى حسنة والصفة الأخرى سيئة، تُرى ما هو السبيل لمعرفة السنة الحسنة من السنة السيئة، ما هو الطريق لتمييز هذه السنة الحسنة من السنة السيئة ؟ أهو العقل ؟ الجواب لا، أهو العادة التي وجدنا عليها الآباء والأجداد أيضا سيقولون لا، إذًا أهو الشرع ؟ سيقولون نعم هو الشرع لا ريب .
إذ الأمر كذلك فنحن نسلم إذا كان هذا هو التفسير لهذا الانتباه لوصف السنة بأنها حسنة وبأنها سيئة إذًا ليس الأمر بوصف السنة التي بمعنى البدعة أنها حسنة أو أنها سيئة راجع لعقول الناس وأهوائهم وعاداتهم أو عواطفهم وإنما المرجع في كل ذلك إنما هو الشرع، إذا كان الأمر كذلك فنحن نقول لهم هاتوا بدعة بمعنى لغوي أي حدثت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهاتوا الدليل من الشرع على أن هذه البدعة حسنة حتى نتفق جميعا على أنه يوجد في الإسلام مثل هذه البدعة لأن الخطر يكمن في تبني القول بالبدعة الحسنة من جهة تحكيم عقولنا وأهواءنا على استحسان بعض البدع لما ذكرته آنفا أنه حينذاك هذا الموضوع ينافي التوحيد الخالص لله تبارك وتعالى الذي من أجل هذه المنافاة قال الله عز وجل في حق النصارى (( اتخذوا ورهبانهم أربابا من دون الله )) فإذا كانت البدعة التي يحسّنها بعض الناس استحسان من عند أنفسهم ثم تابعهم ناس على ذلك فهو التشريع في الشرع بدون دليل، أما إذا سلموا معنا أن السنة الحسنة هي التي جاء وصفها أو قام الدليل الشرعي على وصفها بأنها حسنة فحينئذ نحن لا نكون في الحالة متبعين لأهواء الناس وعاداتهم وعقولهم وإنما نكون متبعين للشرع الذي أقام الدليل على استحسان هذه البدعة بذاتها .
الأمر الأول هو صدقة الصحابة بدأ من الأول وانتهاء بآخر من تصدق منهم والشيء الآخر هو أن رجلا منهم قام قبل كل أصحابه الآخرين وسن هذه الطريق وفتحها لأولئك الذين كانوا كما هو طبيعة الجماهير حينما يحضهم الواعظ المذكر بأمر مشروع قطعا فنجدهم واجمين ساكتين لكنّ فردا منهم يتنبه للموضوع ويتحمس له فينطلق ويتصدق إما آنيا أو ينطلق إلى بيته فيأتي بما يتيسر له من صدقة كما فعل ذلك الرجل في مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام .
فإذًا قال الرسول عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) بهذه المناسبة التي قام الرجل الأول فتصدق بما تيسر له ثم تبعه الآخرون فهل الصدقة بدعة؟ الجواب لا لأن الرسول عليه السلام أمرهم بنص من الآية الكريمة ثم هو فوق ذلك حضّهم على الصدقة بكلامه فلا أحد يتخيل أن يقال إن البدعة في ذلك المجلس إنما هي الصدقة .
إذًا ماهي البدعة؟ ليس هناك أيضا في بدعة يمكن أن توصف بأنها حسنة اللهم إلا أن يقال إنّ انطلاق الرجل الأول إلى داره ورجوعه بالصدقة هذا الانطلاق هو البدعة ولا أحد يقول بهذا لأنه الانطلاق والذهاب والإياب إنما هو من الأمور العادية التي ينطلق الإنسان فيها في نهاره وليله عشرات إن لم نقل مئات المرات فما هي البدعة إذًا في هذه الحادثة لم يستطيعوا ولن يستطيعوا مطلقا أن يقولوا إن في هذه الحادثة شيء وقع يمكن أن يوصف بأنه بدعة حسنة .
إذًا لم يصح تفسيرهم للجملة الكريمة من كلام الرسول عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة بقولهم من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة بأنه ليس في هذا المجلس بدعة وقعت وبناء على ذلك قال الرسول عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) فهذا أعني ملاحظتنا لسبب ورود هذا الحديث يدلنا على بطلان تفسير الحديث بذلك التفسير الخاطئ ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) بأنه ليس في هذه الحادثة بدعة أو أمر وقع يمكن أن يسمى بالبدعة.
إذا ممكن شوية تتراصوا ... دعوا الفرجات هذه لا تدعوها.
إذًا فمعنى الحديث كما يدل عليه سبب وروده هو هذا الرجل الذي انطلق وجاء بالصدقة فتح الطريقة الآخرين للصدقة حيث كانوا واجمين وكانوا منكمشين على أنفسهم فهذه هي السنة الحسنة انطلاق الرجل ورجوعه بالصدقة هي هذه هي السنة الحسنة، هذا الجواب من الوجه الأول والجواب من الوجه الثاني هو هب أن معنى ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) أي من ابتدع إلى آخر كلامه لكني أستدرك الأن فأقول بعد أن عرفنا أن سبب ورود الحديث يدل على المعنى الصحيح للحديث وهو على ظاهره من سن أي من فتح طريقا إلى سنة حسنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام هذا الرجل فأحياها بالنسبة للناس الحاضرين فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، بعد أن عرفنا هذا الحديث أقول فمن المستحيل أن نتصور أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول بمناسبة قيام هذا الرجل الأول ورجوعه بالصدقة المأمور بها نصا في القرآن والسنة أن يقول الرسول عليه السلام بمثل هذه المناسبة ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) هل تتصورون أنه هذا الذي يتكلم الآن بين ظهرانيكم إذا حضكم على صدقة مثلا فقام رجل هو أبو أحمد مثلا ودخل البيت وجاء بقرش بفرنك بليرة وضعها صدقة فتحمس الحاضرون وجاء كل منهم بصدقة فقلت أنا وأنا أعني من أنا رجل أعجمي ألباني هو ما فعل إلا صدقة فأقول من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة هل يعني تهضمون هذا التعبير وهو لم يفعل إلا الصدقة ومع ذلك أنا أقول بمناسبة هذه الصدقة وانطلاقه ومجيئه بها ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) هذا إن قلته وليس بعيد عني لأنه العرق دساس فأنا رجل أعجمي قد أخطئ في كثير من الأحيان أو قليلها من حيث التعبير العربي فما هو غريب عني إن أخطأت من هذا الخطأ لكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أفصح من نطق بالضاد حقا وإن كان هذا الحديث لا أصل له ( أنا أفصح من نطق بالضاد ) هذا حديث لا أصل له عند علماء الحديث لكن كواقع هو بلا شك أفصح من نطق بالضاد إذ الأمر كذلك فكيف يقول هو ما لا يليق بأعجمي مثلي أن يقول بمناسبة صدقة ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) الواقع إن الذين ينسبون إلى الرسول عليه الصلاة والسلام هذا التفسير لهذا الحديث الصحيح هم ينسبون الرسول عليه السلام إلى العي من الكلام والجهل بالبيان الذي هو عليه الصلاة والسلام من مزاياه ومن خصائصه أنه كما جاء في الحديث الصحيح أوتي من جوامع الكلم فهذا النبي الذي خصصه ربنا تبارك وتعالى بخصائص امتاز بها على سائر الرسل والأنبياء منها أنه أوتي جوامع الكلم، كيف يقول بمناسبة صدقة قام إنسان فسنها للحاضرين ابتدع في الإسلام بدعة حسنة هذا أبعد ما يكون صحة أن ينسب إلى رجل عادي مثلي فضلا أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي في الأصل أفصح من نطق بالضاد ثم إن الله عز وجل ميزه بأنه أوتي جوامع الكلم، هذا الدليل وحده يكفي لإبطال تأويل الحديث بقولهم من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، الوجه الثاني الذي يدل على بطلان هذا التأويل لهذا الحديث الذي هدموا به حديثا صحيحا بعمومه ألا وهو قوله ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) كذلك الوجه الثاني فإننا نقول إن هذا الوجه يؤكد هذا البطلان ذلك التفسير السابق لأننا نقول عفوا يؤكد الوجه الثاني على أنه لا يصح لهم أن يتخذوا الحديث دليلا على أن في الإسلام بدعة حسنة حتى لو سلمنا لهم بصحة تفسيرهم للحديث فنقول لهم هبوا أن معنا من سن في الإسلام سنة حسنة ، من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، هبوا جدلا أن الأمر كذلك لكننا نجد أن الحديث ذكر السنتين بوصفين أو بصفتين متباينتين الصفة الأولى حسنة والصفة الأخرى سيئة، تُرى ما هو السبيل لمعرفة السنة الحسنة من السنة السيئة، ما هو الطريق لتمييز هذه السنة الحسنة من السنة السيئة ؟ أهو العقل ؟ الجواب لا، أهو العادة التي وجدنا عليها الآباء والأجداد أيضا سيقولون لا، إذًا أهو الشرع ؟ سيقولون نعم هو الشرع لا ريب .
إذ الأمر كذلك فنحن نسلم إذا كان هذا هو التفسير لهذا الانتباه لوصف السنة بأنها حسنة وبأنها سيئة إذًا ليس الأمر بوصف السنة التي بمعنى البدعة أنها حسنة أو أنها سيئة راجع لعقول الناس وأهوائهم وعاداتهم أو عواطفهم وإنما المرجع في كل ذلك إنما هو الشرع، إذا كان الأمر كذلك فنحن نقول لهم هاتوا بدعة بمعنى لغوي أي حدثت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهاتوا الدليل من الشرع على أن هذه البدعة حسنة حتى نتفق جميعا على أنه يوجد في الإسلام مثل هذه البدعة لأن الخطر يكمن في تبني القول بالبدعة الحسنة من جهة تحكيم عقولنا وأهواءنا على استحسان بعض البدع لما ذكرته آنفا أنه حينذاك هذا الموضوع ينافي التوحيد الخالص لله تبارك وتعالى الذي من أجل هذه المنافاة قال الله عز وجل في حق النصارى (( اتخذوا ورهبانهم أربابا من دون الله )) فإذا كانت البدعة التي يحسّنها بعض الناس استحسان من عند أنفسهم ثم تابعهم ناس على ذلك فهو التشريع في الشرع بدون دليل، أما إذا سلموا معنا أن السنة الحسنة هي التي جاء وصفها أو قام الدليل الشرعي على وصفها بأنها حسنة فحينئذ نحن لا نكون في الحالة متبعين لأهواء الناس وعاداتهم وعقولهم وإنما نكون متبعين للشرع الذي أقام الدليل على استحسان هذه البدعة بذاتها .
ذكر الأمثلة على السنة المستحسنة شرعا لا اجتهاداً و استحساناً عقلا .
الشيخ : أضرب لكم بعض الأمثلة الموضحة لهذه الحقيقة الهامة فأقول مثلا لعلنا جميعا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لما فتح خيبر صالح اليهود على شروط ومن تلك الشروط أن سلّم لهم خيبر يعملون فيها على طريقة المزارعة ولهم نصف الخارج منها وللرسول عليه السلام وأصحابه النصف الآخر وكان مما شرط عليهم أن قال لهم عليه الصلاة والسلام ( إننا نقركم فيها ما نشاء ) يعني تعلمون أن خيبر فتحت عنوة بالسيف وأن .
وأصحابها وسكانها صاروا عبيدا للرسول عليه الصلاة والسلام أي أسرى لكن رأى الرسول عليه الصلاة والسلام من مصلحة المسلمين يومئذ أن تبقى خيبر تحت يد اليهود يزرعونها ويستصلحونها للمسلمين لهم النصف ولليهود النصف الآخر لكن قال لهم نقركم فيها ما نشاء يعني المدة التي نراها ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واليهود لا يزالون في خيبر وجاء من بعد ذلك أبو بكر وتوفي وهم كذلك ثم جاء عمر وهم كذلك إلى أن بدا لعمر أن يخرجهم من خيبر فأنذرهم وأمرهم أن يحملوا ما استطاعوا من المتاع الخفيف الحمل لأنهم كانوا قد شورطوا على أن يُقرّوا ما شاؤوا وقد بدا للخليفة خليفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يخرجهم من خيبر، هذا هو المثال الذي يبين لكم السنة الحسنة في المعنى الأول الصحيح والبدعة الحسنة في تفسير الجماعة إذا ما رأوا لفظة حسنة فنقول لا شك أن عمر فعل شيئا لم يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه أخرج اليهود من خيبر حيث أقرهم الرسول عليه السلام فيها ومات عنهم وهم فيها وكذلك أبو بكر من بعد الرسول عليه السلام ما أخرجهم منها فإخراج عمر لليهود هو أمر جديد لا شك ولا ريب في ذلك فما حكم هذا الأمر؟ أنسميه بدعة؟ نحن نقول لا أمّا هم فيسمونها بدعة ويصفونها بأنها بدعة حسنة، نقول لا بأس مادام أن الدليل قام على شرعية فعل عمر فهو ليس في اصطلاحنا ليس بدعة وإنما هو في اصطلاحكم بدعة، في اصطلاحنا ليس بدعة لأن عمر نفذ أمرا من أوامر الرسول عليه السلام ذلك أولا في صريح قوله عليه السلام ( أخرجوا اليهود من جزيرة العرب ) وثانيا لاحظ الشرط السابق ( نقركم فيها ما نشاء ) ، انتهت مشيئة المسلمين فأخرجوهم من خيبر فإذًا عمر لم يحدث أمرا في الدين وإنما نفذ أمرا سابقا من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ألا وهو قوله ( أخرجوا اليهود من جزيرة العرب ) نحن لا نسمح لأنفسنا أن نقول بأن عمر ابتدع في دين الله ما لم يكن منه أما الذين يقولون بالبدعة الحسنة والسيئة فهم ولو لفظا يقولون ابتدع عمر، ماذا؟ أخرج اليهود من خيبر، لكن هذه بدعة حسنة وربما لا يخطر في بالهم الجواب السابق أنه نفذ أمرا صدر من الرسول عليه الصلاة والسلام لكن يأتون بالدليل العام ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) إلى آخر الحديث.
فنحن نقول حينذاك يبقى الخلاف بيننا وبينهم إذا لاحظوا هذا الوصف حسنة، سنة حسنة وأن الحسنة ليست هي التي يستحسنها الناس في عقولهم وإنما هي التي قام الدليل الشرعي على حسنها حينئذ يبقى الخلاف بيننا وبينهم خلافا لفظيا، هذه حقيقة يجب أن نعلمها ويجب أن نتخذها سبيلا لاستجلاب المخالفين إلى هذه الحقيقة الشرعية لأننا لا يهمنا الألفاظ بقدر ما تهمنا المعاني التي صبت وسبكت في هذه الألفاظ.
فإذا اتفقوا معنا أن هناك بدعة حسنة في الإسلام وأن الحسنة هي التي تعرف بطريق الإسلام فليسموها ما شاؤوا لكن نحن نربأ بأنفسنا أن نسمي تنفيذ عمر لأمر نبوي كريم أنه بدعة، هذا مثال، مثال آخر وهذا الذي يستشهد به جماهير هؤلاء الناس الذين يذهبون إلى أن في الإسلام بدعة حسنة يقولون جمع الصحابة للقرآن، نحن موقفنا تجاه هذا الأمر كموقفنا تماما تجاه إخراج عمر لليهود من خيبر، نقول مستنكرين أشد الاستنكار جمع القرآن بدعة؟ عياذا بالله من هذا الكلام لأنه مهما يكن وصف هذا الأمر الواجب الذي قامت إشارات في القرآن الكريم وفي السنة لضرورة المحافظة على القرآن بمثل قوله تعالى (( ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه )) فهنا إشارة إلى أن هناك كتابا، طيب سيكون هذا كتابا وكقوله عليه الصلاة والسلام ( بلغوا عني ولو آية ) فأي وسيلة تحقق هذه الغاية التي أمر بها ربنا عز وجل في القرآن والنبي عليه الصلاة والسلام في السنة فهي وسيلة واجبة اتخاذها ولذلك يقول العلماء والفقهاء كل ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب فجمع القرآن لا سيما حينما تعرض للضياع بضياع حملته هذا أمر من أوجب الواجبات لأنه لولم يقوموا بذلك لضاع الإسلام ولأصبح دين الإسلام كاليهودية والنصرانية لا سنام لها ولا خطام ليس لهم مرجع لو أراد أحدهم أن يعرف كلمة قالها موسى أو قالها عيسى عليهما الصلاة والسلام لكان ذلك أمرا مستحيلا فلولا أن الصحابة بادروا إلى جمع القرآن لأصاب كتابهم مثل ما أصاب الإنجيل والتوراة ولذلك قام في الواقع فعلوا مثل عمر فيما بعد قاموا بواجب تقتضيه أدلة الشريعة فهو ابتدع بدعة ؟ نحن نبرأ كما قلنا أن نسمي فعلهم هذا بأنه بدعة لكننا نقول قام بواجب لم يكن هذا الواجب قد قام المقتضي لتحقيقه في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام لذلك جاء في نفس الحديث بيانا للسبب المقتضي لجمع القرآن ألا وهو قوله لما استحرّ القتل في قرّاء اليمامة أي اشتد فيهم فقتل في يوم واحد سبعون قارئا، جاء عمر يعرض على أبي بكر الصديق جمع القرآن واتفقا على ذلك ثم أتيا بزيد بن ثابت فعرضا عليه فلم يزالا به حتى اقتنع وهنا حكمة بالغة ولكن لا تغني النذر مع الأسف، الحكمة البالغة أنه جمع القرآن الذي هو أسّ القرآن لأنه لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام لما كلف زيد بن ثابت أن يقوم بجمع القرآن قال لهما كيف تصنعان أو تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
انظروا الفرق بين الصحابة الذين فهموا خطر الابتداع في الدين كيف يخافون أنهم إن جمعوا القرآن يكونوا قد أحدثوا في الإسلام شيئا نكرا بينما تجد اليوم أجهل جاهل وأعلم عالم إذا قيل له لا تفعل كذا بيقل يا أخي شو فيها ما هو إلا ذكر الله والصلاة على الرسول عليه السلام، طيب جمع القرآن شو فيه ؟ فيه محافظة على الشريعة كلها فهم كانوا حذرين جدا جدا من الإحداث في الدين حتى ربما تركوا شيئا وهو يغلب عليه أنه سنة مشروعة خشية أن يبتدعوا في الإسلام ما لم يكن من السنة، فهذا مثلا عبد الله بن عمر بن الخطاب يسمّي صلاة الضحى بدعة فيضطر العلماء تجاه النصوص الكثيرة الصريحة في مشروعية صلاة الضحى من فعله عليه الصلاة والسلام ومن قوله أن يقولوا لعله يعني صلاة الضحى في المسجد صلاة الضحى في المسجد لأنه أخذت هذه الصلاة طابعا لم يكن في عهد الرسول عليه السلام لأنه الأصل في النوافل أن تصلى في البيوت كما قال عليه الصلاة والسلام ( فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) فانظروا الفرق بين السلف وبين الخلف، السلف يتورعون عن جمع القرآن خشية الابتداع في الدين والخلف يبتدعون ما شاءت أنفسهم وأهواؤهم والجواب مهيّأ شو فيها ذكر الله والصلاة على الرسول عليه السلام فيها شيء خطير جدا وهو الافتيات على الله وتقدم بين يدي رسول الله الذي هو المبلّغ عن الله، فإذا قلت هذه بدعة حسنة ولو ما فعلها الرسول ولو ما فعلها الصحابة ولو ما فعلها الأئمة الأربعة معناها أنت عم بتشرع شيء من نفسك وتعرض عن الحجج القاطعة بأنه هذا الشيء إحداث في الدين وضلالة ولذلك فجمع الصحابة للقرآن ليس بدعة في الدين بل هو أمر واجب قام به عمر وأبو بكر الصديق وتبعهم على ذلك كاتب وحي الرسول زيد بن ثابت وأجمع الصحابة على ذلك لما رأوا أنه من ضروريات الدين .
وأصحابها وسكانها صاروا عبيدا للرسول عليه الصلاة والسلام أي أسرى لكن رأى الرسول عليه الصلاة والسلام من مصلحة المسلمين يومئذ أن تبقى خيبر تحت يد اليهود يزرعونها ويستصلحونها للمسلمين لهم النصف ولليهود النصف الآخر لكن قال لهم نقركم فيها ما نشاء يعني المدة التي نراها ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واليهود لا يزالون في خيبر وجاء من بعد ذلك أبو بكر وتوفي وهم كذلك ثم جاء عمر وهم كذلك إلى أن بدا لعمر أن يخرجهم من خيبر فأنذرهم وأمرهم أن يحملوا ما استطاعوا من المتاع الخفيف الحمل لأنهم كانوا قد شورطوا على أن يُقرّوا ما شاؤوا وقد بدا للخليفة خليفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يخرجهم من خيبر، هذا هو المثال الذي يبين لكم السنة الحسنة في المعنى الأول الصحيح والبدعة الحسنة في تفسير الجماعة إذا ما رأوا لفظة حسنة فنقول لا شك أن عمر فعل شيئا لم يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه أخرج اليهود من خيبر حيث أقرهم الرسول عليه السلام فيها ومات عنهم وهم فيها وكذلك أبو بكر من بعد الرسول عليه السلام ما أخرجهم منها فإخراج عمر لليهود هو أمر جديد لا شك ولا ريب في ذلك فما حكم هذا الأمر؟ أنسميه بدعة؟ نحن نقول لا أمّا هم فيسمونها بدعة ويصفونها بأنها بدعة حسنة، نقول لا بأس مادام أن الدليل قام على شرعية فعل عمر فهو ليس في اصطلاحنا ليس بدعة وإنما هو في اصطلاحكم بدعة، في اصطلاحنا ليس بدعة لأن عمر نفذ أمرا من أوامر الرسول عليه السلام ذلك أولا في صريح قوله عليه السلام ( أخرجوا اليهود من جزيرة العرب ) وثانيا لاحظ الشرط السابق ( نقركم فيها ما نشاء ) ، انتهت مشيئة المسلمين فأخرجوهم من خيبر فإذًا عمر لم يحدث أمرا في الدين وإنما نفذ أمرا سابقا من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ألا وهو قوله ( أخرجوا اليهود من جزيرة العرب ) نحن لا نسمح لأنفسنا أن نقول بأن عمر ابتدع في دين الله ما لم يكن منه أما الذين يقولون بالبدعة الحسنة والسيئة فهم ولو لفظا يقولون ابتدع عمر، ماذا؟ أخرج اليهود من خيبر، لكن هذه بدعة حسنة وربما لا يخطر في بالهم الجواب السابق أنه نفذ أمرا صدر من الرسول عليه الصلاة والسلام لكن يأتون بالدليل العام ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) إلى آخر الحديث.
فنحن نقول حينذاك يبقى الخلاف بيننا وبينهم إذا لاحظوا هذا الوصف حسنة، سنة حسنة وأن الحسنة ليست هي التي يستحسنها الناس في عقولهم وإنما هي التي قام الدليل الشرعي على حسنها حينئذ يبقى الخلاف بيننا وبينهم خلافا لفظيا، هذه حقيقة يجب أن نعلمها ويجب أن نتخذها سبيلا لاستجلاب المخالفين إلى هذه الحقيقة الشرعية لأننا لا يهمنا الألفاظ بقدر ما تهمنا المعاني التي صبت وسبكت في هذه الألفاظ.
فإذا اتفقوا معنا أن هناك بدعة حسنة في الإسلام وأن الحسنة هي التي تعرف بطريق الإسلام فليسموها ما شاؤوا لكن نحن نربأ بأنفسنا أن نسمي تنفيذ عمر لأمر نبوي كريم أنه بدعة، هذا مثال، مثال آخر وهذا الذي يستشهد به جماهير هؤلاء الناس الذين يذهبون إلى أن في الإسلام بدعة حسنة يقولون جمع الصحابة للقرآن، نحن موقفنا تجاه هذا الأمر كموقفنا تماما تجاه إخراج عمر لليهود من خيبر، نقول مستنكرين أشد الاستنكار جمع القرآن بدعة؟ عياذا بالله من هذا الكلام لأنه مهما يكن وصف هذا الأمر الواجب الذي قامت إشارات في القرآن الكريم وفي السنة لضرورة المحافظة على القرآن بمثل قوله تعالى (( ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه )) فهنا إشارة إلى أن هناك كتابا، طيب سيكون هذا كتابا وكقوله عليه الصلاة والسلام ( بلغوا عني ولو آية ) فأي وسيلة تحقق هذه الغاية التي أمر بها ربنا عز وجل في القرآن والنبي عليه الصلاة والسلام في السنة فهي وسيلة واجبة اتخاذها ولذلك يقول العلماء والفقهاء كل ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب فجمع القرآن لا سيما حينما تعرض للضياع بضياع حملته هذا أمر من أوجب الواجبات لأنه لولم يقوموا بذلك لضاع الإسلام ولأصبح دين الإسلام كاليهودية والنصرانية لا سنام لها ولا خطام ليس لهم مرجع لو أراد أحدهم أن يعرف كلمة قالها موسى أو قالها عيسى عليهما الصلاة والسلام لكان ذلك أمرا مستحيلا فلولا أن الصحابة بادروا إلى جمع القرآن لأصاب كتابهم مثل ما أصاب الإنجيل والتوراة ولذلك قام في الواقع فعلوا مثل عمر فيما بعد قاموا بواجب تقتضيه أدلة الشريعة فهو ابتدع بدعة ؟ نحن نبرأ كما قلنا أن نسمي فعلهم هذا بأنه بدعة لكننا نقول قام بواجب لم يكن هذا الواجب قد قام المقتضي لتحقيقه في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام لذلك جاء في نفس الحديث بيانا للسبب المقتضي لجمع القرآن ألا وهو قوله لما استحرّ القتل في قرّاء اليمامة أي اشتد فيهم فقتل في يوم واحد سبعون قارئا، جاء عمر يعرض على أبي بكر الصديق جمع القرآن واتفقا على ذلك ثم أتيا بزيد بن ثابت فعرضا عليه فلم يزالا به حتى اقتنع وهنا حكمة بالغة ولكن لا تغني النذر مع الأسف، الحكمة البالغة أنه جمع القرآن الذي هو أسّ القرآن لأنه لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام لما كلف زيد بن ثابت أن يقوم بجمع القرآن قال لهما كيف تصنعان أو تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
انظروا الفرق بين الصحابة الذين فهموا خطر الابتداع في الدين كيف يخافون أنهم إن جمعوا القرآن يكونوا قد أحدثوا في الإسلام شيئا نكرا بينما تجد اليوم أجهل جاهل وأعلم عالم إذا قيل له لا تفعل كذا بيقل يا أخي شو فيها ما هو إلا ذكر الله والصلاة على الرسول عليه السلام، طيب جمع القرآن شو فيه ؟ فيه محافظة على الشريعة كلها فهم كانوا حذرين جدا جدا من الإحداث في الدين حتى ربما تركوا شيئا وهو يغلب عليه أنه سنة مشروعة خشية أن يبتدعوا في الإسلام ما لم يكن من السنة، فهذا مثلا عبد الله بن عمر بن الخطاب يسمّي صلاة الضحى بدعة فيضطر العلماء تجاه النصوص الكثيرة الصريحة في مشروعية صلاة الضحى من فعله عليه الصلاة والسلام ومن قوله أن يقولوا لعله يعني صلاة الضحى في المسجد صلاة الضحى في المسجد لأنه أخذت هذه الصلاة طابعا لم يكن في عهد الرسول عليه السلام لأنه الأصل في النوافل أن تصلى في البيوت كما قال عليه الصلاة والسلام ( فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) فانظروا الفرق بين السلف وبين الخلف، السلف يتورعون عن جمع القرآن خشية الابتداع في الدين والخلف يبتدعون ما شاءت أنفسهم وأهواؤهم والجواب مهيّأ شو فيها ذكر الله والصلاة على الرسول عليه السلام فيها شيء خطير جدا وهو الافتيات على الله وتقدم بين يدي رسول الله الذي هو المبلّغ عن الله، فإذا قلت هذه بدعة حسنة ولو ما فعلها الرسول ولو ما فعلها الصحابة ولو ما فعلها الأئمة الأربعة معناها أنت عم بتشرع شيء من نفسك وتعرض عن الحجج القاطعة بأنه هذا الشيء إحداث في الدين وضلالة ولذلك فجمع الصحابة للقرآن ليس بدعة في الدين بل هو أمر واجب قام به عمر وأبو بكر الصديق وتبعهم على ذلك كاتب وحي الرسول زيد بن ثابت وأجمع الصحابة على ذلك لما رأوا أنه من ضروريات الدين .
الرد على من يستدل بقول عمر رضي الله عنه عن صلاة التراويح " نعمت البدعة هذه" على تحسين البدع .
الشيخ : من الأمثلة التي أيضا يوردونها صلاة أو أمر عمر بن الخطاب أبيّ بن كعب أن يصلي بالناس جماعةً صلاة التراويح في رمضان .
يقولون هذا أيضا بدعة ونحن نقول حاشى لعمر وللصحابة أن يتفقوا على شيء اسمه بدعة في الدين والرسول يقول ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) لكن الحقيقة أن موقف عمر في هذه الحادثة موقفه وموقف أبي بكر الصديق وموقف زيد بن ثابت في حادثة جمع القرآن وأن موقفه في هذه الحادثة هو نفس موقفه في حادث الإخراج اليهود من جزيرة العرب لم يأت بشيء من نفسه مستحسنا له بعقله وإنما حقق حكما شرعيا كان مقررا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وبيان هذا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما نعلم جميعا كان يصلي صلاة القيام في كل ليالي السنة لم يخص رمضان بقيام دون سائر الليالي هذا شيء وشيء ثاني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى ثلاث ليال في رمضان في آخر حياته عليه الصلاة والسلام صلى بالناس جماعة أي إن قيام الليل الذي كان من عادته عليه الصلاة والسلام أن يقومه وحده فهو في رمضان هذا أي آخر رمضان من حياته الكريمة صلاها مع الجماعة ثلاث ليال ولما اجتمعوا وصلوا خلفه عليه الصلاة والسلام ما أنكر ذلك بل أقرهم على هذا الاجتماع وفي الليلة الثانية كذلك وفي الليلة الثالثة كذلك وقد غص المسجد فلا يمكن أن يصلي ناس آخرون في هذا المسجد واجتمعوا في الليلة الرابعة وانتظروا الرسول عليه السلام كما هو وارد في صحيح البخاري ولما ملّوا من شدة من طول الانتظار أخذ بعض من لا صبر عنده يحصب، يرمي باب الرسول عليه السلام بالحصباء فخرج الرسول عليه السلام مغضبا وقال ( يا أيها الناس إنه لم يخف علي مكانكم هذا إني عمدا تركت إني خشيت أن تكتب عليكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) فنجد في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن أقرهم على الصلاة خلفه تلك الليالي الثلاث امتنع من الخروج في الليلة الرابعة للصلاة معهم وبهم وبيّن لهم السبب قائلا ( إني خشيت أن تكتب عليكم ) فهنا علّة هي التي منعت الرسول عليه الصلاة والسلام من المثابرة والمتابعة على صلاة التراويح جماعة، خشي عليه الصلاة والسلام أنه إن رأوا الرسول استمر على الإحياء جماعة أن يُلقى في نفوسهم أن هذا أمر حتم لازم لازب فدفعا لهذه الخشية ترك وما صلى وكل أهل العلم يعتقدون أن الدين بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام تمّ وكمل فلا يقبل الزيادة ولا النقص لذلك وجدنا عمر بن الخطاب عاد إلى إحياء تلك السنة التي أحياها الرسول عليه السلام بفعله المذكور ثم بقوله الآتي فأحيا تلك السنة لأنه الخشية زالت ومن القواعد الفقهية الأصولية " أن الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما " فحكم الامتناع كان قائما على الخشية فلما زالت الخشية زال حكم الامتناع وعاد إلى أصله المشروع، مشروع بفعله ثلاث ليال وتأكدت هذه الشرعية بقوله عليه السلام الذي أشرت إليه وهو ما رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى بهم في رمضان ثلاث ليال قال أو أربعة ثم قال ( من صلى العشاء مع الإمام ثم صلى قيام رمضان مع الإمام كتب الله له قيام ليلة ) هذا قول من الرسول عليه السلام فيه الحض على أمرين اثنين الأمر الأول معروف وهو صلاة الجماعة الفريضة مع الإمام والأمر الآخر حض الرسول عليه السلام المصلين للجماعة للعشاء أن يصلوا أيضا مع الإمام صلاة القيام وأن من جمع بين الجماعتين جماعة الفرض لصلاة العشاء وجماعة السُنة لصلاة التراويح كتب الله له قيام ليلة أجر قيام ليلة بتمامها وكمالها، هذا قول صدر من الرسول عليه الصلاة والسلام تأكيدا لمشروعية التجميع في صلاة التراويح في رمضان خلافا لمن يظن أنه الأفضل في صلاة التراويح في رمضان أن يصليها في بيته ومع أهله، لا هذا يخالف سنة الرسول العملية التي تركها للعلة التي خشي ويخالف قوله العام الموجه شريعة عامة إلى أمته وهو حضه عليه الصلاة والسلام على صلاة العشاء جماعة وصلاة القيام جماعة فيكون له ثواب قيام ليلة بتمامها.
إذًا ماذا فعل عمر؟ لقد أحيا سنة من فعله عليه السلام مؤكدة بقوله كيف يقال إن عمر ابتدع في الإسلام بدعة لكن هذه بدعة حسنة، ولهم هنا شبهة أقوى مما سبق حكايته عنهم ولكنها أيضا شبهة داحضة ذلك أنه جاء في قصة إحياء عمر بن الخطاب لهذه السنة أنه خرج ثاني يوم فوجد الناس يصلون جماعة وراء إمام واحد أبيّ بن كعب رضي الله عنهما فقال " نعمة البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل "، فتمسك المستعجلون في الاستدلال بهذه الحادثة، تمسكوا بكلمة عمر " نعمة البدعة هذه " فقالوا هاه يوجد في الإسلام بدعة تمدح فنحن نذكرهم بأننا اتفقنا معكم جدلا بأن قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) لا يعني البدعة لكن قلنا لكم جدلا إن أصررتم على تفسيرها بمن ابتدع في الإسلام بدعة حسنة فنقبل منكم البدعة الحسنة، وأي بدعة حسنة أحسن من هذا التجميع الذي فعله عمر اتباعا منه لصلاة الرسول ثلاث ليال بأصحابه واتباعا منه لقول الرسول عليه السلام في حقه على التجميع، فإذًا هو لم يحدث شيئا في الدين لكان إذًا لم سماها بدعة؟ بدعة باعتبار ما كان من ترك الناس، لا يجتمعون في صلاة التراويح في خلافة عمر في خلافة أبي بكر الصديق وشيء من خلافة عمر.
وخلافة عمر وبعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان الناس هكذا يصلون زرافات ووحدانا فهو لما قال نعمة البدعة فيعني بالنسبة لما بين صلاة الرسول عليه السلام لصلاة التراويح جماعة وبين إحياء عمر لهذه الصلاة، سماها بدعة فهي بدعة لغوية نسبية بالنسبة لهذا الوقت الضيق لكنها ليست بدعة شرعية لأن الدليل قام على حسنها أي شرعا، قام الدليل على حسنها شرعا، فمن جاءنا بأمر حادث لم يكن في عهد الرسول عليه السلام ولا في عهد السلف الصالح وأتانا بالدليل الشرعي الملزم به بالأخذ بها هذه البدعة فنحن نقول حينذاك نحن نتقرب إلى الله بهذا الذي تسمونه بدعة لكن نخالفكم بهذه التسمية لأن الإسلام ذم الإبتداع في الدين ذما عاما فإذا وجد شيء قام الدليل على حسنه وعلى شرعيته فليس بدعة لأن الإسلام أمر بذلك، هذا الحديث ...
وقصة عمر بن الخطاب في إحيائه هما من أقوى الشبهات التي يتمسك بها الجماهير في استحسان بعض البدع في الدين وقد تبيّن لنا والحمد لله بوضوح أنه لا متمسك لهم في شيء من ذلك .
يقولون هذا أيضا بدعة ونحن نقول حاشى لعمر وللصحابة أن يتفقوا على شيء اسمه بدعة في الدين والرسول يقول ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) لكن الحقيقة أن موقف عمر في هذه الحادثة موقفه وموقف أبي بكر الصديق وموقف زيد بن ثابت في حادثة جمع القرآن وأن موقفه في هذه الحادثة هو نفس موقفه في حادث الإخراج اليهود من جزيرة العرب لم يأت بشيء من نفسه مستحسنا له بعقله وإنما حقق حكما شرعيا كان مقررا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وبيان هذا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما نعلم جميعا كان يصلي صلاة القيام في كل ليالي السنة لم يخص رمضان بقيام دون سائر الليالي هذا شيء وشيء ثاني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى ثلاث ليال في رمضان في آخر حياته عليه الصلاة والسلام صلى بالناس جماعة أي إن قيام الليل الذي كان من عادته عليه الصلاة والسلام أن يقومه وحده فهو في رمضان هذا أي آخر رمضان من حياته الكريمة صلاها مع الجماعة ثلاث ليال ولما اجتمعوا وصلوا خلفه عليه الصلاة والسلام ما أنكر ذلك بل أقرهم على هذا الاجتماع وفي الليلة الثانية كذلك وفي الليلة الثالثة كذلك وقد غص المسجد فلا يمكن أن يصلي ناس آخرون في هذا المسجد واجتمعوا في الليلة الرابعة وانتظروا الرسول عليه السلام كما هو وارد في صحيح البخاري ولما ملّوا من شدة من طول الانتظار أخذ بعض من لا صبر عنده يحصب، يرمي باب الرسول عليه السلام بالحصباء فخرج الرسول عليه السلام مغضبا وقال ( يا أيها الناس إنه لم يخف علي مكانكم هذا إني عمدا تركت إني خشيت أن تكتب عليكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) فنجد في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن أقرهم على الصلاة خلفه تلك الليالي الثلاث امتنع من الخروج في الليلة الرابعة للصلاة معهم وبهم وبيّن لهم السبب قائلا ( إني خشيت أن تكتب عليكم ) فهنا علّة هي التي منعت الرسول عليه الصلاة والسلام من المثابرة والمتابعة على صلاة التراويح جماعة، خشي عليه الصلاة والسلام أنه إن رأوا الرسول استمر على الإحياء جماعة أن يُلقى في نفوسهم أن هذا أمر حتم لازم لازب فدفعا لهذه الخشية ترك وما صلى وكل أهل العلم يعتقدون أن الدين بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام تمّ وكمل فلا يقبل الزيادة ولا النقص لذلك وجدنا عمر بن الخطاب عاد إلى إحياء تلك السنة التي أحياها الرسول عليه السلام بفعله المذكور ثم بقوله الآتي فأحيا تلك السنة لأنه الخشية زالت ومن القواعد الفقهية الأصولية " أن الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما " فحكم الامتناع كان قائما على الخشية فلما زالت الخشية زال حكم الامتناع وعاد إلى أصله المشروع، مشروع بفعله ثلاث ليال وتأكدت هذه الشرعية بقوله عليه السلام الذي أشرت إليه وهو ما رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى بهم في رمضان ثلاث ليال قال أو أربعة ثم قال ( من صلى العشاء مع الإمام ثم صلى قيام رمضان مع الإمام كتب الله له قيام ليلة ) هذا قول من الرسول عليه السلام فيه الحض على أمرين اثنين الأمر الأول معروف وهو صلاة الجماعة الفريضة مع الإمام والأمر الآخر حض الرسول عليه السلام المصلين للجماعة للعشاء أن يصلوا أيضا مع الإمام صلاة القيام وأن من جمع بين الجماعتين جماعة الفرض لصلاة العشاء وجماعة السُنة لصلاة التراويح كتب الله له قيام ليلة أجر قيام ليلة بتمامها وكمالها، هذا قول صدر من الرسول عليه الصلاة والسلام تأكيدا لمشروعية التجميع في صلاة التراويح في رمضان خلافا لمن يظن أنه الأفضل في صلاة التراويح في رمضان أن يصليها في بيته ومع أهله، لا هذا يخالف سنة الرسول العملية التي تركها للعلة التي خشي ويخالف قوله العام الموجه شريعة عامة إلى أمته وهو حضه عليه الصلاة والسلام على صلاة العشاء جماعة وصلاة القيام جماعة فيكون له ثواب قيام ليلة بتمامها.
إذًا ماذا فعل عمر؟ لقد أحيا سنة من فعله عليه السلام مؤكدة بقوله كيف يقال إن عمر ابتدع في الإسلام بدعة لكن هذه بدعة حسنة، ولهم هنا شبهة أقوى مما سبق حكايته عنهم ولكنها أيضا شبهة داحضة ذلك أنه جاء في قصة إحياء عمر بن الخطاب لهذه السنة أنه خرج ثاني يوم فوجد الناس يصلون جماعة وراء إمام واحد أبيّ بن كعب رضي الله عنهما فقال " نعمة البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل "، فتمسك المستعجلون في الاستدلال بهذه الحادثة، تمسكوا بكلمة عمر " نعمة البدعة هذه " فقالوا هاه يوجد في الإسلام بدعة تمدح فنحن نذكرهم بأننا اتفقنا معكم جدلا بأن قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) لا يعني البدعة لكن قلنا لكم جدلا إن أصررتم على تفسيرها بمن ابتدع في الإسلام بدعة حسنة فنقبل منكم البدعة الحسنة، وأي بدعة حسنة أحسن من هذا التجميع الذي فعله عمر اتباعا منه لصلاة الرسول ثلاث ليال بأصحابه واتباعا منه لقول الرسول عليه السلام في حقه على التجميع، فإذًا هو لم يحدث شيئا في الدين لكان إذًا لم سماها بدعة؟ بدعة باعتبار ما كان من ترك الناس، لا يجتمعون في صلاة التراويح في خلافة عمر في خلافة أبي بكر الصديق وشيء من خلافة عمر.
وخلافة عمر وبعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان الناس هكذا يصلون زرافات ووحدانا فهو لما قال نعمة البدعة فيعني بالنسبة لما بين صلاة الرسول عليه السلام لصلاة التراويح جماعة وبين إحياء عمر لهذه الصلاة، سماها بدعة فهي بدعة لغوية نسبية بالنسبة لهذا الوقت الضيق لكنها ليست بدعة شرعية لأن الدليل قام على حسنها أي شرعا، قام الدليل على حسنها شرعا، فمن جاءنا بأمر حادث لم يكن في عهد الرسول عليه السلام ولا في عهد السلف الصالح وأتانا بالدليل الشرعي الملزم به بالأخذ بها هذه البدعة فنحن نقول حينذاك نحن نتقرب إلى الله بهذا الذي تسمونه بدعة لكن نخالفكم بهذه التسمية لأن الإسلام ذم الإبتداع في الدين ذما عاما فإذا وجد شيء قام الدليل على حسنه وعلى شرعيته فليس بدعة لأن الإسلام أمر بذلك، هذا الحديث ...
وقصة عمر بن الخطاب في إحيائه هما من أقوى الشبهات التي يتمسك بها الجماهير في استحسان بعض البدع في الدين وقد تبيّن لنا والحمد لله بوضوح أنه لا متمسك لهم في شيء من ذلك .
4 - الرد على من يستدل بقول عمر رضي الله عنه عن صلاة التراويح " نعمت البدعة هذه" على تحسين البدع . أستمع حفظ
الرد على من يستدل بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما رآه المسلمون حسنا فهو حسن" على تحسين البدع .
الشيخ : ويبقى شيء ثالث هام لا بد من التنبيه عليه وبذلك أنهي هذه الكلمة، هذا الشيء الهامّ هو ما اشتهر على ألسنة العوام بل كثير من الخواص من قولهم قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ) ( ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ) والجواب عن هذا من وجهين اثنين الأول أن هذا ليس بحديث مرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فنسبته إلى النبي خطأ واضح لا يجوز أن يقع فيه المسلم وإنما رواه جماعة من أئمة الحديث كأبي داود الطيالسي والإمام أحمد في مستندهما وغيرهما بإسناد حسن من حديث ابن مسعود موقوفا عليه من قوله وليس من قول النبي عليه الصلاة والسلام، هذا الجواب رقم واحد .
الجواب رقم اثنين أن هذا الحديث مع كونه موقوفا فليست دلالته عامة لجميع المسلمين في كل زمان ومكان وإنما دلالته خاصة بطائفة من المسلمين هم الذين خاطبهم رب العالمين في القرآن الكريم بقوله مباشرة (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) وهم أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، هؤلاء هم المقصودون بقول ابن مسعود " ما رآه المسلمون " فـ" أل " في المسلمون ليست للإستغراق والشمول وإنما هو للعهد ذلك لأن أيضا لهذا الحديث مع كونه موقوفا مناسبة إذا عرفنا أيضا هذه المناسبة يتحدد المعنى الصحيح لهذه الجملة، ذلك أن ابن مسعود رضي الله عنه قال هذه الكلمة بمناسبة اختيار الصحابة لأبي بكر الصديق وانتخابهم خليفة له بدون خلاف ونزاع بينهم فقال ابن مسعود " إن الله تبارك وتعالى بعث إلينا نبيه صلى الله عليه وآله وسلم رسولا وجعل له وزراء وأنصارا فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن " إذًا فالمسلمون ههنا قيل بمناسبة ذكر أصحاب الرسول عليه السلام من المهاجرين والأنصار الذين هم نخبة أصحاب الرسول عليه السلام فحتى لا يدخل - قص المروحة - حتى لا يدخل في هذا اللفظ كل صحابي ولو كان جاء إلى الرسول عليه السلام وأمن به ثم عاد إلى باديته ولم يخالط الرسول عليه السلام مخالطة كثيرة بحيث أنه يتفقه في الدين تفقها واسعا لا يشمل هذا الحديث إلا الوزراء والأنصار الذين جعلهم الله عز وجل قوة ودعما للرسول عليه السلام في دعوته الأولون في بلده والآخرون في دار هجرته المهاجرون في مكة والأنصار في المدينة فالله عز وجل نصر نبيه عليه الصلاة والسلام بهذين الطائفتين فهؤلاء اجتمعوا على اختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة عليهم فقال ابن مسعود " فما رأه المسلمون " أي هؤلاء المهاجرون والأنصار " حسنا " أي من اختيار الصديق خليفة فهو حسن فأين الاستدلال بهذا الحديث، أجهل واحد يرى شيئا حسنا في عقله مع جهله العميق بالشريعة بيقل لك يا أخي هاي المسلمين يفعلون هذا .
من هؤلاء المسلمون قد يكون العامة دون الخاصة ثم إن كان هناك خاصة مهما هؤلاء الخاصة هم الذين سدوا باب الاجتهاد في التفقه في الدين ليسوا هم السلف الصالح ...
لسببين اثنين الأول أنه موقوف والموقوف لا تقوم به حجة والسبب الآخر هو أنه عنى بالمسلمون طائفة معينة من الصحابة، طبقة من الصحابة وهم المهاجرون والأنصار فإن قال هذا الحديث في كل بدعة يبتدعها بعض الناس ثم يتبع الناس بعضهم بعضا هذا إدخال للحديث فيما لم يقصده قائله وهو عبد الله بن مسعود نفسه رضي الله عنه ولعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
السائل : سؤال سؤال يتعلق بنفس الموضوع، يقول السائل .
الجواب رقم اثنين أن هذا الحديث مع كونه موقوفا فليست دلالته عامة لجميع المسلمين في كل زمان ومكان وإنما دلالته خاصة بطائفة من المسلمين هم الذين خاطبهم رب العالمين في القرآن الكريم بقوله مباشرة (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) وهم أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، هؤلاء هم المقصودون بقول ابن مسعود " ما رآه المسلمون " فـ" أل " في المسلمون ليست للإستغراق والشمول وإنما هو للعهد ذلك لأن أيضا لهذا الحديث مع كونه موقوفا مناسبة إذا عرفنا أيضا هذه المناسبة يتحدد المعنى الصحيح لهذه الجملة، ذلك أن ابن مسعود رضي الله عنه قال هذه الكلمة بمناسبة اختيار الصحابة لأبي بكر الصديق وانتخابهم خليفة له بدون خلاف ونزاع بينهم فقال ابن مسعود " إن الله تبارك وتعالى بعث إلينا نبيه صلى الله عليه وآله وسلم رسولا وجعل له وزراء وأنصارا فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن " إذًا فالمسلمون ههنا قيل بمناسبة ذكر أصحاب الرسول عليه السلام من المهاجرين والأنصار الذين هم نخبة أصحاب الرسول عليه السلام فحتى لا يدخل - قص المروحة - حتى لا يدخل في هذا اللفظ كل صحابي ولو كان جاء إلى الرسول عليه السلام وأمن به ثم عاد إلى باديته ولم يخالط الرسول عليه السلام مخالطة كثيرة بحيث أنه يتفقه في الدين تفقها واسعا لا يشمل هذا الحديث إلا الوزراء والأنصار الذين جعلهم الله عز وجل قوة ودعما للرسول عليه السلام في دعوته الأولون في بلده والآخرون في دار هجرته المهاجرون في مكة والأنصار في المدينة فالله عز وجل نصر نبيه عليه الصلاة والسلام بهذين الطائفتين فهؤلاء اجتمعوا على اختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة عليهم فقال ابن مسعود " فما رأه المسلمون " أي هؤلاء المهاجرون والأنصار " حسنا " أي من اختيار الصديق خليفة فهو حسن فأين الاستدلال بهذا الحديث، أجهل واحد يرى شيئا حسنا في عقله مع جهله العميق بالشريعة بيقل لك يا أخي هاي المسلمين يفعلون هذا .
من هؤلاء المسلمون قد يكون العامة دون الخاصة ثم إن كان هناك خاصة مهما هؤلاء الخاصة هم الذين سدوا باب الاجتهاد في التفقه في الدين ليسوا هم السلف الصالح ...
لسببين اثنين الأول أنه موقوف والموقوف لا تقوم به حجة والسبب الآخر هو أنه عنى بالمسلمون طائفة معينة من الصحابة، طبقة من الصحابة وهم المهاجرون والأنصار فإن قال هذا الحديث في كل بدعة يبتدعها بعض الناس ثم يتبع الناس بعضهم بعضا هذا إدخال للحديث فيما لم يقصده قائله وهو عبد الله بن مسعود نفسه رضي الله عنه ولعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
السائل : سؤال سؤال يتعلق بنفس الموضوع، يقول السائل .
5 - الرد على من يستدل بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما رآه المسلمون حسنا فهو حسن" على تحسين البدع . أستمع حفظ
نعلم أن الأمم قد تكالبت على المسلمين والقاعدة الشرعية تقول ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فا معنى هذه القاعدة؟
السائل : نعلم أن الأمم تكالبت على المسلمين والقاعدة الشرعية تقول ما لا يتم الواجب به " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " فهل البحث في ... هو الأمر المطلوب من هذه القاعدة أم أن هناك طريق آخر مطلوب من المسلمين؟ وما هو؟
الشيخ : إنّ السائل مع الأسف لم يفهم خطورة البدعة، فقد قلنا إن الابتداع في الدين هو مشاركة من المبتدع لرب العالمين في أخص صفات ربوبيته ألا هو الأمر الذي أنكره الله عز وجل على المشركين السابقين حين قال (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) (( اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )) هذا من جهة من جهة أخرى نقول لهذا السائل وأمثاله إن مجابهة هؤلاء الذين تكالبوا على المسلمين لا يكون بإبقاء القديم على قدمه سواء كان خطأ أم صوابا كان توحيدا أم شركا، فلا بد ولعل السائل ما حضر كلمتنا السابقة في كيف يستطيع المسلمون أن يقيموا دولة الإسلام في أرضهم وأنهم لا يستطيعون ذلك قبل أن يقيموها في قلوبهم فمن هذه الإقامة التي يجب على كل فرد أن يحققها في نفسه تأتي خطورة هذا البحث الذي سمعه وحين ذاك سيشعر بأن تكالب الكفار والدول الكبيرة في ضلالها وفي قوتها المادية ليس هو لأن المسلمين مسلمون حقا وإنما لأنهم انصرفوا عن شرعهم بعاملين اثنين ذكرتهما آنفا وهو سوء فهمهم لدينهم وسوء تطبيقهم لما فهموه من هذا الدين، وقد أشار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذه الحقيقة حين قال ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) فالعلاج هو الدين لكن أي دين هذا ؟ هذا الذي يختلف فيه المسلمون، لا يزالون في كلمة التوحيد، لا يزالون في رب العالمين يجهلون أين هو بل كما قال ذلك الأمير الذكي الكيس حينما أحضر شيخ الإسلام ابن تيمية وخصومه المخالفين له في التوحيد وفي صفات رب العالمين الذي هو من تمام التوحيد فجرى البحث بحضور ذلك الأمير ولما جاء موضوع علو الله على خلقه واستواءه على عرشه قال المشائخ الحاضرون الله ليس له مكان، الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه، هذا الأمير الكيّس ما هو عالم لكنه عاقل قال لشيخ الإسلام ابن تيمية وهو يضحك عليهم قال هؤلاء قوم أضاعوا ربهم .
هذه حقيقة اليوم منتشرة في المسلمين، فهؤلاء المسلمون الذين يخاطبهم رب العالمين على لسان نبيه ( سلّط الله عليهم ذلا لا ينزعه عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم ) كيف الرجوع إلى الدين إذا كانوا العقيدة بعد لا يزالون قد تلقوها من علم الكلام المخالف للقرآن وللسنة، لذلك أرجو من السائل أن يتفهم هذه الحقيقة وأن يعلم يقينا أن هذا التكالب على المسلمين ما سببه إلا ابتعادهم عن الدين وابتعادهم عن الدين له سببان أحدهما سوء فهمهم والآخر سوء تطبيقهم إياه لذلك قلنا في سابق كلامنا لا بد من التصفية والتربية .
السائل : يعطيك العافية .
الشيخ : إنّ السائل مع الأسف لم يفهم خطورة البدعة، فقد قلنا إن الابتداع في الدين هو مشاركة من المبتدع لرب العالمين في أخص صفات ربوبيته ألا هو الأمر الذي أنكره الله عز وجل على المشركين السابقين حين قال (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) (( اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )) هذا من جهة من جهة أخرى نقول لهذا السائل وأمثاله إن مجابهة هؤلاء الذين تكالبوا على المسلمين لا يكون بإبقاء القديم على قدمه سواء كان خطأ أم صوابا كان توحيدا أم شركا، فلا بد ولعل السائل ما حضر كلمتنا السابقة في كيف يستطيع المسلمون أن يقيموا دولة الإسلام في أرضهم وأنهم لا يستطيعون ذلك قبل أن يقيموها في قلوبهم فمن هذه الإقامة التي يجب على كل فرد أن يحققها في نفسه تأتي خطورة هذا البحث الذي سمعه وحين ذاك سيشعر بأن تكالب الكفار والدول الكبيرة في ضلالها وفي قوتها المادية ليس هو لأن المسلمين مسلمون حقا وإنما لأنهم انصرفوا عن شرعهم بعاملين اثنين ذكرتهما آنفا وهو سوء فهمهم لدينهم وسوء تطبيقهم لما فهموه من هذا الدين، وقد أشار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذه الحقيقة حين قال ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) فالعلاج هو الدين لكن أي دين هذا ؟ هذا الذي يختلف فيه المسلمون، لا يزالون في كلمة التوحيد، لا يزالون في رب العالمين يجهلون أين هو بل كما قال ذلك الأمير الذكي الكيس حينما أحضر شيخ الإسلام ابن تيمية وخصومه المخالفين له في التوحيد وفي صفات رب العالمين الذي هو من تمام التوحيد فجرى البحث بحضور ذلك الأمير ولما جاء موضوع علو الله على خلقه واستواءه على عرشه قال المشائخ الحاضرون الله ليس له مكان، الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه، هذا الأمير الكيّس ما هو عالم لكنه عاقل قال لشيخ الإسلام ابن تيمية وهو يضحك عليهم قال هؤلاء قوم أضاعوا ربهم .
هذه حقيقة اليوم منتشرة في المسلمين، فهؤلاء المسلمون الذين يخاطبهم رب العالمين على لسان نبيه ( سلّط الله عليهم ذلا لا ينزعه عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم ) كيف الرجوع إلى الدين إذا كانوا العقيدة بعد لا يزالون قد تلقوها من علم الكلام المخالف للقرآن وللسنة، لذلك أرجو من السائل أن يتفهم هذه الحقيقة وأن يعلم يقينا أن هذا التكالب على المسلمين ما سببه إلا ابتعادهم عن الدين وابتعادهم عن الدين له سببان أحدهما سوء فهمهم والآخر سوء تطبيقهم إياه لذلك قلنا في سابق كلامنا لا بد من التصفية والتربية .
السائل : يعطيك العافية .
اضيفت في - 2008-06-18