متفرقات للألباني-189
شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وجلس وكان متكئا فقال ألا وقول الزور قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت". رواه البخاري. وتحت الحديث تكلم على أهمية التوحيد وتقسيماته وبيان أنواع الشرك.
الشيخ : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) ثلاثا أي قالها ثلاث مرات قلنا بلى يا رسول الله قال ( الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور ) فمازال يكررها حتى قلنا ليته سكت رواه البخاري ومسلم والترمذي .
تكلمنا لكم في الدرس الماضي عن أكبر الكبائر وهو الإشراك بالله عز وجل وبيّنا لكم أن الشرك المنافي للتوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام كالتوحيد فالتوحيد الأول توحيد ربوبية وينافيه الشرك في الربوبية والتوحيد الثاني هو توحيد العبادة وبعضهم يقول توحيد الألوهية وكلاهما معنى واحد ومؤدى واحد والتوحيد الثالث توحيد الله عز وجل في صفاته فبيّنا أن المقصود من توحيد الربوبية هو اعتقاد أن الخالق لهذا الكون المربّي له هو الله رب العالمين لا شريك له ولا ند له، وذكرنا أن هذا التوحيد قلّ من يخل به من البشر قاطبة حتى العرب في الجاهلية كانوا لا يخلون به كانوا يؤمنون بأن الله الخالق للسماوات والأرض وحده لا ند له في ذلك ولا شريك وتوحيد الألوهية وتوحيد العبادة ذكرنا أن المقصود بذلك أن هذا الله الذي خلق السماوات والأرض وخلق الإنس والجن لا يستحق العبادة أحد سواه فمن عبد غير الله بأي نوع من أنواع العبادة كما شرحنا بعض الشيء في الدرس الماضي، فمن عبد غير الله بنوع من أنواع العبادات فيكون قد وقع في الشرك الأكبر لكن في الشرك في الألوهية والعبودية.
وقلنا في شرك الصفات أن تصف عبدا من عباد الله بصفة اختص الله بها عز وجل كصفة العلم بالغيب فالغيب كما نعلم جميعا لا يعلمه إلا الله وآيات كثيرة وردت في ذلك وأحاديث وذكرنا أيضا ما يسّر الله منها في الدرس الماضي والآن أريد أن ألفت نظركم إلى تقسيم آخر للشرك حتى لا تقعوا في شيء منه ولو أن هذا النوع من الشرك الذي قد يقع فيه بعض الناس هو أهون من الشرك من نوع من الأنواع الثلاثة السابقة الذكر فقد قسّم العلماء المحققون من علماء التوحيد الشرك قسمة أخرى فقالوا الشرك ينقسم إلى قسمين شرك اعتقادي أو قلبي وشرك لفظي فالشرك الأول الإعتقادي هو الذي يشمله هذا الحديث وتشمله الآيات الكثيرة التي من أهمها قوله تبارك وتعالى (( إن الله ليغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فهذا الشرك الذي لا يغفره الله أبدا هو الشرك الاعتقادي أو القلبي أي الشرك الذي استقر في قلب الإنسان وآمن به بعد أن أقيمت الحجة عليه، يجب أن نلاحظ هذا القيد، الكفر الذي لا يغفره الله هو الذي استقر في قلب صاحبه بعد أن أقيمت الحجة عليه فجحد هذه الحجة وأنكرها وضل معاندا ومتمسكا بكفره كما كان شأن المشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأمثال أبي جهل وأضرابه فهؤلاء تبينت لهم حقيقة الدعوة الإسلامية وأن ما دعى إليه الرسول عليه السلام من التوحيد أولا ومن ادّعائه النبوة صادقا ثانيا كل هذه الحقائق تبينت لهم فأنكروها وكما قال تعالى (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) هذا الكفر الذي إذا استقر في القلب بعد أن تقام عليه الحجة فهو الذي لا يغفره الله أبدا .
تكلمنا لكم في الدرس الماضي عن أكبر الكبائر وهو الإشراك بالله عز وجل وبيّنا لكم أن الشرك المنافي للتوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام كالتوحيد فالتوحيد الأول توحيد ربوبية وينافيه الشرك في الربوبية والتوحيد الثاني هو توحيد العبادة وبعضهم يقول توحيد الألوهية وكلاهما معنى واحد ومؤدى واحد والتوحيد الثالث توحيد الله عز وجل في صفاته فبيّنا أن المقصود من توحيد الربوبية هو اعتقاد أن الخالق لهذا الكون المربّي له هو الله رب العالمين لا شريك له ولا ند له، وذكرنا أن هذا التوحيد قلّ من يخل به من البشر قاطبة حتى العرب في الجاهلية كانوا لا يخلون به كانوا يؤمنون بأن الله الخالق للسماوات والأرض وحده لا ند له في ذلك ولا شريك وتوحيد الألوهية وتوحيد العبادة ذكرنا أن المقصود بذلك أن هذا الله الذي خلق السماوات والأرض وخلق الإنس والجن لا يستحق العبادة أحد سواه فمن عبد غير الله بأي نوع من أنواع العبادة كما شرحنا بعض الشيء في الدرس الماضي، فمن عبد غير الله بنوع من أنواع العبادات فيكون قد وقع في الشرك الأكبر لكن في الشرك في الألوهية والعبودية.
وقلنا في شرك الصفات أن تصف عبدا من عباد الله بصفة اختص الله بها عز وجل كصفة العلم بالغيب فالغيب كما نعلم جميعا لا يعلمه إلا الله وآيات كثيرة وردت في ذلك وأحاديث وذكرنا أيضا ما يسّر الله منها في الدرس الماضي والآن أريد أن ألفت نظركم إلى تقسيم آخر للشرك حتى لا تقعوا في شيء منه ولو أن هذا النوع من الشرك الذي قد يقع فيه بعض الناس هو أهون من الشرك من نوع من الأنواع الثلاثة السابقة الذكر فقد قسّم العلماء المحققون من علماء التوحيد الشرك قسمة أخرى فقالوا الشرك ينقسم إلى قسمين شرك اعتقادي أو قلبي وشرك لفظي فالشرك الأول الإعتقادي هو الذي يشمله هذا الحديث وتشمله الآيات الكثيرة التي من أهمها قوله تبارك وتعالى (( إن الله ليغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فهذا الشرك الذي لا يغفره الله أبدا هو الشرك الاعتقادي أو القلبي أي الشرك الذي استقر في قلب الإنسان وآمن به بعد أن أقيمت الحجة عليه، يجب أن نلاحظ هذا القيد، الكفر الذي لا يغفره الله هو الذي استقر في قلب صاحبه بعد أن أقيمت الحجة عليه فجحد هذه الحجة وأنكرها وضل معاندا ومتمسكا بكفره كما كان شأن المشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأمثال أبي جهل وأضرابه فهؤلاء تبينت لهم حقيقة الدعوة الإسلامية وأن ما دعى إليه الرسول عليه السلام من التوحيد أولا ومن ادّعائه النبوة صادقا ثانيا كل هذه الحقائق تبينت لهم فأنكروها وكما قال تعالى (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) هذا الكفر الذي إذا استقر في القلب بعد أن تقام عليه الحجة فهو الذي لا يغفره الله أبدا .
1 - شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وجلس وكان متكئا فقال ألا وقول الزور قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت". رواه البخاري. وتحت الحديث تكلم على أهمية التوحيد وتقسيماته وبيان أنواع الشرك. أستمع حفظ
بيان الكفر اللفظي مع ذكر بعض ضوابط التكفير.
الشيخ : أما القسم الثاني من هذا التقسيم الجديد الآن وهو كفر لفظي فالمقصود به أي كفر يتلفظ به صاحبه دون أن يعلم أنه كفر أو يعلم أنه كفر ولكنه لم يقصده بقلبه، هذا كفر لفظي وهو يشمل صورتين اثنتين أن يتلفظ بلسانه بالكفر وهو لا يقصده بقلبه وهذا يقع فيه جماهير الناس كما سنشرح لكم، والكفر الثاني أو من الكفر الثاني هو أن يتلفظ بالكفر ويعنيه ولكن لا يدري أنه كفر أو لا يتنبه له .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما الكفر اللفظ الذي ينطق به ولا يقصده فقد يكون قاصدا اللفظ أو جاهلا له لكن في كل من الصورتين هو لا يعني الكفر الذي هو كفر قلبي فالكفر الذي قد يتكلم به الإنسان ولا يعنيه ذلك هو الذي جاء ذكره في القرآن وبخصوص قصة عمار بن ياسر رضي الله عنه حينما نطق بالكفر ليتخلص من العذاب الأليم بين أيدي المشركين فمعلوم من التاريخ الإسلامي الأول أن المشركين كانوا ألقوا القبض فيما ألقوا القبض من الصحابة المعذبين كان في هؤلاء عمار بن ياسر فعذبوه عذابا شديدا كما عذبوا صاحبه بلالا الحبشي رضي الله عنهما أجمعين ولكن يبدو أن طاقات البشر وصبرهم يختلف بعضه عن بعض فعمار بن ياسر لم يصبر على ذلك العذاب ولمسوا ذلك منه أعني المشركين فعرضوا عليه أن ينال من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأن يسبه وأن يشتمه على أن يطلقوا سبيله فأجابهم على ما طلبوا منه بلسانه فقال عنه هو ساحر هو شاعر هو كذّاب ساحر فلما سمعوا منه كلمة الكفر أطلقوا سبيله وهو ما تكلم بها لولا أن أذاقوه العذاب الأليم ثم لما وجد الراحة ندم على ما تلفظ به من كلمة الكفر فذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشكو إليه ما صدر منه من سب النبي صلى الله عليه وسلم وشتمه فقال له عليه الصلاة والسلام ( كيف تجد قلبك؟ ) قال أجده مطمئنا بالإيمان فقال له عليه الصلاة والسلام ( فإن عادوا فعد ) أي إن عادوا إلى القبض عليك وصب العذاب الأليم فعد أنت إلى الخلاص منهم بهذه الكلمة التي يتلفظ بها فمك ولا يقر بها قلبك ( فإن عادوا فعد ) فدلنا هذا الحديث وبهذه المناسبة نزل قوله تعالى (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ))
فهذا لا مؤاخذة على تكلمه بكلمة الكفر فدل هذا الحديث وهذه الآية على أن الإنسان إذا اضطر إلى التلفظ بكلمة الكفر اضطرارا وقلبه مطمئن بالإيمان فهذا لا بأس عليه ونوع آخر.
السائل : ... .
الشيخ : ما فيه ... هذه أمور نسبية، هذه أمور نسبية الاضطرار مذكور في القرآن يشمل كثيرا من الأمور إلا ما اضطررتم إليه مثلا في أكل الميتة والمحرم فمن الذي يستطيع أن يحدد لكل إنسان نسبة معينة من الاضطرار وفي مثل هذا يقال ( استفت قلبك وإن أفتاك المفتون ) فإنسان بيأكل مثلا بيأكل مائة عصاية ولا بيشعر إنه مضطر إيش؟ إلى أن يستجيب لرغبات الكفار باللفظ وآخر ما بيتحمل خمسين وسرعان ما يتلفظ بلفظة الكفر فالطاقات البشرية مختلفة والمهم أن لا يتكلم بكلمة الكفر ويعنيها بقلبه .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما الكفر اللفظ الذي ينطق به ولا يقصده فقد يكون قاصدا اللفظ أو جاهلا له لكن في كل من الصورتين هو لا يعني الكفر الذي هو كفر قلبي فالكفر الذي قد يتكلم به الإنسان ولا يعنيه ذلك هو الذي جاء ذكره في القرآن وبخصوص قصة عمار بن ياسر رضي الله عنه حينما نطق بالكفر ليتخلص من العذاب الأليم بين أيدي المشركين فمعلوم من التاريخ الإسلامي الأول أن المشركين كانوا ألقوا القبض فيما ألقوا القبض من الصحابة المعذبين كان في هؤلاء عمار بن ياسر فعذبوه عذابا شديدا كما عذبوا صاحبه بلالا الحبشي رضي الله عنهما أجمعين ولكن يبدو أن طاقات البشر وصبرهم يختلف بعضه عن بعض فعمار بن ياسر لم يصبر على ذلك العذاب ولمسوا ذلك منه أعني المشركين فعرضوا عليه أن ينال من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأن يسبه وأن يشتمه على أن يطلقوا سبيله فأجابهم على ما طلبوا منه بلسانه فقال عنه هو ساحر هو شاعر هو كذّاب ساحر فلما سمعوا منه كلمة الكفر أطلقوا سبيله وهو ما تكلم بها لولا أن أذاقوه العذاب الأليم ثم لما وجد الراحة ندم على ما تلفظ به من كلمة الكفر فذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشكو إليه ما صدر منه من سب النبي صلى الله عليه وسلم وشتمه فقال له عليه الصلاة والسلام ( كيف تجد قلبك؟ ) قال أجده مطمئنا بالإيمان فقال له عليه الصلاة والسلام ( فإن عادوا فعد ) أي إن عادوا إلى القبض عليك وصب العذاب الأليم فعد أنت إلى الخلاص منهم بهذه الكلمة التي يتلفظ بها فمك ولا يقر بها قلبك ( فإن عادوا فعد ) فدلنا هذا الحديث وبهذه المناسبة نزل قوله تعالى (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ))
فهذا لا مؤاخذة على تكلمه بكلمة الكفر فدل هذا الحديث وهذه الآية على أن الإنسان إذا اضطر إلى التلفظ بكلمة الكفر اضطرارا وقلبه مطمئن بالإيمان فهذا لا بأس عليه ونوع آخر.
السائل : ... .
الشيخ : ما فيه ... هذه أمور نسبية، هذه أمور نسبية الاضطرار مذكور في القرآن يشمل كثيرا من الأمور إلا ما اضطررتم إليه مثلا في أكل الميتة والمحرم فمن الذي يستطيع أن يحدد لكل إنسان نسبة معينة من الاضطرار وفي مثل هذا يقال ( استفت قلبك وإن أفتاك المفتون ) فإنسان بيأكل مثلا بيأكل مائة عصاية ولا بيشعر إنه مضطر إيش؟ إلى أن يستجيب لرغبات الكفار باللفظ وآخر ما بيتحمل خمسين وسرعان ما يتلفظ بلفظة الكفر فالطاقات البشرية مختلفة والمهم أن لا يتكلم بكلمة الكفر ويعنيها بقلبه .
بيان النوع الثاني من أنواع الكفر اللفظي .
الشيخ : نوع آخر من الكفر اللفظي ليس كالنوع الأول من حيث أنه لا يؤاخذ، هو يؤاخذ على تلفظه بكلمة الكفر لكنه لا يؤاخذ على سبيل أنه كفر اعتقادا لأنه لم يعتقد ما تظمنته كلمة الكفر من ذلك مثلا ما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا في الصحابة يوما فقام رجل منهم فقال له كلمة لم يلق لها بالا ما شاء الله وشئت يا رسول الله، ما شاء الله وشئت يا رسول الله فقال له عليه السلام وهو في حالة شديدة من الغضب ( أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ) قل ما شاء الله وحده، قال عليه السلام ( أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ) وفي رواية أخرى ( قل ما شاء الله ثم شئت ) والقصة الأخرى أو الحديث الآخر أن رجلا من الصحابة جاء ذات يوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحكى له رؤية رأها بالأمس قال رأيت أني أمشي في بعض طرق المدينة فلقيت رجلا من اليهود فقلت له نعم القوم أنتم معشر يهود لولا أنكم تشركون بالله فتقولون عزير بن الله فأجابه اليهودي، هذا في المنام، ونعم أنتم معشر المسلمون لولا أنكم تشركون بالله فتقولون ما شاء الله وشاء محمد، قال ثم تابع طريقه فلقي رجلا من النصارى فقال له نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون ما شاء الله وشاء محمد .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أه، عفوا، قال الصحابي الرائي للرؤية لذلك النصراني الذي لقيه في الطريق نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون عيسى ابن الله فأجابه ذلك النصراني ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون ما شاء الله وشاء محمد، فقال له عليه السلام ( هل قصصت رؤياك على أحد؟ ) قال لا فجمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه ثم وقف فيهم خطيبا وقص عليهم هذه الرؤيا التي سمعها من ذلك الصحابي وقال لهم عليه الصلاة والسلام ( كنت أسمعكم وأنتم تقولون ما شاء الله وشاء محمد فكنت أستحيي منكم فلا يقولنّ أحدكم ما شاء الله وشاء محمد ولكن ليقل ما شاء الله وحده ) ولكن ليقل ما شاء الله وحده .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله. فهذا الحديث وذاك يفيدنا أن المسلم المؤمن بالله ورسوله قد يتكلم بكلمة الكفر وهو لا يدري ولا يشعر وأكبر دليل على هذا الصحابة أنفسهم الذي طهرهم الله عز وجل من دنس الشرك إلى نور الإيمان ومع ذلك فاستمر بعضهم يقول كلمة الكفر، الكفر شرعا وهو ما شاء الله وشاء محمد، فما استمر آخرون منهم وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه استمر يحلف بأبيه حتى سمعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحلف بأبيه يوما فقال له ( لا تحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفا فليحلف بالله أو يصمت ) ( لا تحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) أي يسكت، وتأكيدا لهذا النهي عن الحلف لغير الله عز وجل قال عليه الصلاة والسلام ( من حلف بغير الله فقد كفر ) وفي رواية ( فقد أشرك ) فيقول عمر وهذا الذي قاله هو المفروض في كل مسلم قال " فبعد أن نهاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحلف بغير الله فوالله ما ذكرته لا حاكيا ولا قاصدا " أي الحلف بالله ما عاد الحلف بغير الله ما عاد صدر من عمر بن الخطاب لا قاصدا كما كان من قبل يفعل ولا آثرا ناقلا له عن غيره حتى على سبيل الحكاية ما عاد يحلف عمر بن الخطاب بغير الله عز وجل لأنه علم نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عنه واعتباره إياه كفرا وشركا فهذه الأحاديث تدل على أن نوعا من الكفر لا يكفر به الإنسان كفرا يخرج به عن الدين فهذا النوع اصطلح العلماء على تسميته بالكفر اللفظي لأنه لا يقصد ما يبدو من الكفر القلبي من هذا اللفظ، ذاك الإنسان الأول الذي قال للرسول عليه الصلاة والسلام ما شاء الله وشئت يا رسول الله قال له ( أجعلتني لله ندا ) هل قصد فعلا ذلك الصحابي أن يجعل رسول الله ندا وهو يعلم قول الله (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) نحن نقطع دون أي شك أو ريب أن هذا الصحابي ما قصد بقلبه أن يجعل رسول الله شريكا لله في مشيئته وفي إرادته لأنه كان قد تفقه في الإسلام وفي الإسلام آيات ونصوص كثيرة تدل على أن مشيئة العبد بعد مشيئة الرب تبارك وتعالى كما في قوله عز وجل (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله )) ولكن مع هذا الإعتقاد الذي لا نشك أنه كان قد استقر في ذلك الصحابي أخطأ بلسانه فقال للرسول عليه السلام ما شاء الله وشئت يا رسول الله فكان ينبغي أن يقول كما علمه الرسول عليه السلام ( ما شاء الله ثم شئت ) فثم في اللغة العربية تعطي معنى أدق من الواو العاطفة ما شاء الله أولا ثم ما شئت أنت يا رسول الله في المرتبة الثانية والدنيا بعد مشيئة الله عز وجل، لم يحسن أن يقول هذا وإنما قال ما شاء الله وشئت فاعتبره عليه السلام شركا ولكن ما اعتبره شركا قلبيا وإلا لكان أمر ذلك الصحابي أن يجدد إيمانه فاعتبره فقط شركا لفظيا لأنه فعلا قال ما شاء الله وشئت لأنه لفظ في الأسلوب العربي يسوّي بين مشيئة الرسول ومشيئة الله، هذا شرك وهذا كفر ولكن لمّا كان لا يقصده بقلبه أطلق على هذا النوع من الشرك بأنه شرك لفظي، هذا النوع من الشرك يقع فيه جماهير الناس اليوم ولكن مع الأسف الشديد بعضهم يقعون في هذا النوع من الشرك في الشرك القلبي أيضا وإليكم البيان والتنبيه، تسمعون كثيرا من الناس ولا مؤاخذة خاصة إخواننا الفلسطينيين بتلاقيهم بيلهجوا دائما بالحلف بالشرف بشرفي ولا يعتبرون ذلك شيئا مطلقا .
فالحلف بغير الله سواء حلفت بشرفك أو بشرف أبيك أو جدك أو برأس أبوك أو بأي شيء آخر سوى الله عز وجل فهو شرك، ونحن أيضا الشوام مانا خالصين إنما أنا أحببت أن أنبه على حلف معين وهو بالشرف، نحن أيضا نحلف هذا اليمين ونقول .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أه، عفوا، قال الصحابي الرائي للرؤية لذلك النصراني الذي لقيه في الطريق نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون عيسى ابن الله فأجابه ذلك النصراني ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون ما شاء الله وشاء محمد، فقال له عليه السلام ( هل قصصت رؤياك على أحد؟ ) قال لا فجمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه ثم وقف فيهم خطيبا وقص عليهم هذه الرؤيا التي سمعها من ذلك الصحابي وقال لهم عليه الصلاة والسلام ( كنت أسمعكم وأنتم تقولون ما شاء الله وشاء محمد فكنت أستحيي منكم فلا يقولنّ أحدكم ما شاء الله وشاء محمد ولكن ليقل ما شاء الله وحده ) ولكن ليقل ما شاء الله وحده .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله. فهذا الحديث وذاك يفيدنا أن المسلم المؤمن بالله ورسوله قد يتكلم بكلمة الكفر وهو لا يدري ولا يشعر وأكبر دليل على هذا الصحابة أنفسهم الذي طهرهم الله عز وجل من دنس الشرك إلى نور الإيمان ومع ذلك فاستمر بعضهم يقول كلمة الكفر، الكفر شرعا وهو ما شاء الله وشاء محمد، فما استمر آخرون منهم وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه استمر يحلف بأبيه حتى سمعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحلف بأبيه يوما فقال له ( لا تحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفا فليحلف بالله أو يصمت ) ( لا تحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) أي يسكت، وتأكيدا لهذا النهي عن الحلف لغير الله عز وجل قال عليه الصلاة والسلام ( من حلف بغير الله فقد كفر ) وفي رواية ( فقد أشرك ) فيقول عمر وهذا الذي قاله هو المفروض في كل مسلم قال " فبعد أن نهاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحلف بغير الله فوالله ما ذكرته لا حاكيا ولا قاصدا " أي الحلف بالله ما عاد الحلف بغير الله ما عاد صدر من عمر بن الخطاب لا قاصدا كما كان من قبل يفعل ولا آثرا ناقلا له عن غيره حتى على سبيل الحكاية ما عاد يحلف عمر بن الخطاب بغير الله عز وجل لأنه علم نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عنه واعتباره إياه كفرا وشركا فهذه الأحاديث تدل على أن نوعا من الكفر لا يكفر به الإنسان كفرا يخرج به عن الدين فهذا النوع اصطلح العلماء على تسميته بالكفر اللفظي لأنه لا يقصد ما يبدو من الكفر القلبي من هذا اللفظ، ذاك الإنسان الأول الذي قال للرسول عليه الصلاة والسلام ما شاء الله وشئت يا رسول الله قال له ( أجعلتني لله ندا ) هل قصد فعلا ذلك الصحابي أن يجعل رسول الله ندا وهو يعلم قول الله (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) نحن نقطع دون أي شك أو ريب أن هذا الصحابي ما قصد بقلبه أن يجعل رسول الله شريكا لله في مشيئته وفي إرادته لأنه كان قد تفقه في الإسلام وفي الإسلام آيات ونصوص كثيرة تدل على أن مشيئة العبد بعد مشيئة الرب تبارك وتعالى كما في قوله عز وجل (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله )) ولكن مع هذا الإعتقاد الذي لا نشك أنه كان قد استقر في ذلك الصحابي أخطأ بلسانه فقال للرسول عليه السلام ما شاء الله وشئت يا رسول الله فكان ينبغي أن يقول كما علمه الرسول عليه السلام ( ما شاء الله ثم شئت ) فثم في اللغة العربية تعطي معنى أدق من الواو العاطفة ما شاء الله أولا ثم ما شئت أنت يا رسول الله في المرتبة الثانية والدنيا بعد مشيئة الله عز وجل، لم يحسن أن يقول هذا وإنما قال ما شاء الله وشئت فاعتبره عليه السلام شركا ولكن ما اعتبره شركا قلبيا وإلا لكان أمر ذلك الصحابي أن يجدد إيمانه فاعتبره فقط شركا لفظيا لأنه فعلا قال ما شاء الله وشئت لأنه لفظ في الأسلوب العربي يسوّي بين مشيئة الرسول ومشيئة الله، هذا شرك وهذا كفر ولكن لمّا كان لا يقصده بقلبه أطلق على هذا النوع من الشرك بأنه شرك لفظي، هذا النوع من الشرك يقع فيه جماهير الناس اليوم ولكن مع الأسف الشديد بعضهم يقعون في هذا النوع من الشرك في الشرك القلبي أيضا وإليكم البيان والتنبيه، تسمعون كثيرا من الناس ولا مؤاخذة خاصة إخواننا الفلسطينيين بتلاقيهم بيلهجوا دائما بالحلف بالشرف بشرفي ولا يعتبرون ذلك شيئا مطلقا .
فالحلف بغير الله سواء حلفت بشرفك أو بشرف أبيك أو جدك أو برأس أبوك أو بأي شيء آخر سوى الله عز وجل فهو شرك، ونحن أيضا الشوام مانا خالصين إنما أنا أحببت أن أنبه على حلف معين وهو بالشرف، نحن أيضا نحلف هذا اليمين ونقول .
بيان أن الكفر اللفظي قد يصل إلى الكفر الاعتقادي .
الشيخ : "وحياة رأس أبي"، هذا الحلف كله من النوع اللفظي الذي لا يكفر به صاحبه ولكن مع الأسف بعض الحالفين بغير الله يقعون في عين الشرك القلبي وذلك يكون من النوع الذي صورته أن بعض الناس من الجهلة المغرقين في الضلال يقول بعضهم عليّ حق فينكره عليه فيحلفه بالله فيحلف كذبا ولا يبالي، تحلف بالسوجي بطاح الجمل يخشاه لا يحلف كذابا ويضطر أحيانا أن يعترف بالحق الذي كان من قبل منكرا له حينما يطلب منه أن يحلف بالسوجي أو أمثاله هذا معناه أن هذا الجاهل يخشى الوليّ أو الرجل الصالح أن يبتليه ببلوى في بدنه في أهله أكثر مما يخشى الله عز وجل وهذا شرك عجيب جدا لا يخاف الله فيحلف به كاذبا ويخاف عبد من عباد الله فلا يحلف به كاذبا إذًا هذا النوع من الحالفين بغير الله قد جمع شركين، الشرك اللفظي والشرك القلبي .
مثال للشرك اللفظي يقع فيه كثير من الخطباء ألا وهو قولهم" بسم الله و الوطن" مع بيان بعض الأحاديث الضعيفة في موضوع الوطن مع بيان المحبة الحقيقة للوطن .
الشيخ : ومن النوع الذي يكثر من الخطباء اليوم الذين لا يبالون بالأحكام الشرعية من الشرك اللفظي هو أن يذكر اسم الله أن تفتح المجالس والمحاضر باسم الله والوطن، أليس هذا واقعا كلكم يسمع هذا، هذا من الشرك اللفظي لأنه إذا كان رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قد أنكر أن يقول ما شاء الله وشئت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي اعتبر الله طاعته من طاعة الله واعتبر طاعته طاعة لله مع ذلك قال له أجعلتني لله ندا فكيف يقرن الوطن مع اسم الله تبارك وتعالى وما هو هذا الوطن ليته كان الوطن الإسلامي العام الذي لا حدود له وإنما هو قطعة أرض قد تكون اليوم تحت أيدينا فتصبح بعد يوم تحت أيدي غيرنا مع الأسف الشديد فلا يجوز إذًا أن يقول القائل بسم الله والوطن وإنما بسم الله وحده ولا يذهبن بال أحد ما إلى أنه معنى هذا الكلام أنه لا ينبغي لا أقول تقديس الوطن وإنما أقول لا يذهبن بال أحد إلى أن معنى هذا الكلام أنه لا يجب الاهتمام بالوطن وبالحفاظ عليه، لا ليس هذا المقصود كما أنه لما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذلك الصحابي ( أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ) لم يقصد من ذلك محمد نفسه أن ينكر نفسه لأن ذلك الصحابي قرن محمد عليه السلام مع ربه، فحينما أمر أن يذكر الله وحده في هذه العبارة .
لا بد أن تفرق في لفظك وفي تعبيرك بين المشيئتين فتقول ما شاء الله ثم ما شاء فلان، كذلك نقول نحن إذا كان لا يجوز كما ذكرنا لكم أن يقول المسلم ما، بسم الله والوطن فليس معنى ذلك أن الوطن لا قيمة له وأن الوطن لا ينبغي المحافظة عليه لا ولكن ليس الوطن بأعظم شأنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان رسول الله لم يشأ ولم يرد أن تذكر مشيئته بمشئة الله عز وجل معا فمن باب أولى وأحرى أن لا يرضى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يذكر الوطن وشأنه ما ذكرنا مع اسم الله تبارك وتعالى وبهذه المناسبة أريد أن أذكّر بأن حديث " حب الوطن من الإيمان " هذا حديث ما أنزل الله به من سلطان، هذا حديث بتعبير أهل الحديث لا أصل له أي ليس له إسناد إطلاقا وإنما بعض الناس ذكره في بعض الكتب قاصدا أو ساهيا ثم ورثه الخلف عمن قبله دون أن يعلموا وزن هذا الحديث عند أهل العلم بالحديث وسار على ألسنة الناس وشاع حتى أصبح كأنه حديث متواتر عند الناس وحقيقة أمره أنه كحديث آخر ولكن هذا شأنه ألطف من الأول لأنه لم يشع ولم يذع ذيوع الحديث الأول وإنما هو معروف عند الخاصة أمثالنا ولكن معروف بأنه أيضا كسابقه لا أصل له وهو حب الهرة من الإيمان فهناك حديثان على وزان واحد " حب الوطن من الإيمان " و " حب الهرة من الإيمان " .
السائل : ... .
الشيخ : لا ليس في الحب، " النظافة من الإيمان " النظافة من الإيمان هذا حديث أيضا مشهور ولكنه ضعيف السند وليس كسابقيه، السابقان لا أصل لهما وكذلك أريد أن أذكر بمناسبة حب الوطن من الإيمان وقولنا فيه أنه لا أصل له ليس معنى هذا الكلام أن حب الوطن ليس من الواجب على الإنسان، هناك فرق بين أن يكون حب الوطن غريزيا فطريا طبيعيا في الإنسان في البشرية كلها لا فرق بين مؤمن وكافر، هذا شيء وبين أن يأتي الحديث أو الرسول فيقول عن هذا الشيء الغريزي الفطري في الإنسان كله يقول هذا من الإيمان، إذًا من إيمان الألمان أنهم دافعوا عن بلادهم حتى خربوها بأيديهم فهذا من الإيمان؟ لقد أشار الله عز وجل في آية من القرآن أن حب الوطن هو كحب النفس وكحب الحياة (( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم )) ليش؟ لأنه طبيعة البشر التعلق بالحياة والتعلق بالوطن فبطبيعة الإنسان يتعلق إذًا بوطنه سواء كان مؤمنا أو كافرا فإذًا حب الوطن ليس شعارا يتميز به المسلم على غيره بل هو يشترك فيه مع غيره فلا فرق في ذلك بل مع الأسف الشديد نرى كثيرا من الكفار يفوقون كثيرا من المسلمين في حبهم لأوطانهم لكن الفارق بين المسلم وبين الكافر في حب الوطن الغريزي أن المسلم يشوب حبه لوطنه بعقيدة مسلمة مؤمنة فهو يفترق عن الحب الغريزي للوطن الذي يشترك فيه الكفار لأنه لا يحب الوطن للوطن لأنه أرض من نوع أرضها مثلا ترابها أحمر أو أرضها مخضرة أو فيها الأنهار تجري وهكذا وإنما يحبها لغيرها، يحبها كوسيلة لنشر كلمة الله في الأرض وليجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى .
هذا هو الفرق بين حب المؤمن لوطنه وبين حب الكافر لوطنه فالمسلم يحب الوطن ولكنه حينما يرى أن هذا الوطن عاد بلاء عليه ووباء وهو يدعه ويفتش عن أرض أخرى يتخذه وطنا له وإذا هذه الحقيقة بجانبيها أشار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أشار إلى إحداهما بهجرته من مكة إلى المدينة وأشار إلى الأخرى بقوله لما هاجر منها ووقف على الجبل مطلا عليها وخاطبها بقوله عليه الصلاة والسلام ( أما إنك أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلي ولولا أن قومي أخرجوك منك ما خرجت ) ولكن لا نستطيع أن نسوي بين مكة المقدسة وبين اي بلدة أخرى على وجه الأرض فمكة حرم حرمه الله عز وجل وبلاد مقدسة قدسها هي أفضل أرض الله على وجه الأرض إطلاقا فإذا أحبها الإنسان لذاتها لا يكون كالذي يحب وطنه أي وطن آخر لأنها مما اصطفاه الله عز وجل على خيرها من البلاد، الشاهد أن الشرك اللفظي له صور عديدة جدا فعلى المسلم أن لا يقع في شيء منها وإذا رأى أخاه المسلم قد تلبس بشيء منها أن ينبهه وأن ينصحه وهذا شيء كثير وكثير جدا فأنتم تسمعون الناس اليوم يقول بعضهم بعضهم لبعض لأدنى مناسبة ما لي غير الله وأنت هاي هي بذاتها ما شاء الله وشئت بل أفظع "ما لي غير الله وأنت" ... "إيد الله وإيدك" "توكلت على الله وعليك" كل هذا شرك فإن قصده كما أشرنا بعض الجهال فهو شرك أكبر شرك قلبي وإن لم يقصده كما هو شأن غالب الناس فهو شرك لفظي ولكن .
لا بد أن تفرق في لفظك وفي تعبيرك بين المشيئتين فتقول ما شاء الله ثم ما شاء فلان، كذلك نقول نحن إذا كان لا يجوز كما ذكرنا لكم أن يقول المسلم ما، بسم الله والوطن فليس معنى ذلك أن الوطن لا قيمة له وأن الوطن لا ينبغي المحافظة عليه لا ولكن ليس الوطن بأعظم شأنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان رسول الله لم يشأ ولم يرد أن تذكر مشيئته بمشئة الله عز وجل معا فمن باب أولى وأحرى أن لا يرضى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يذكر الوطن وشأنه ما ذكرنا مع اسم الله تبارك وتعالى وبهذه المناسبة أريد أن أذكّر بأن حديث " حب الوطن من الإيمان " هذا حديث ما أنزل الله به من سلطان، هذا حديث بتعبير أهل الحديث لا أصل له أي ليس له إسناد إطلاقا وإنما بعض الناس ذكره في بعض الكتب قاصدا أو ساهيا ثم ورثه الخلف عمن قبله دون أن يعلموا وزن هذا الحديث عند أهل العلم بالحديث وسار على ألسنة الناس وشاع حتى أصبح كأنه حديث متواتر عند الناس وحقيقة أمره أنه كحديث آخر ولكن هذا شأنه ألطف من الأول لأنه لم يشع ولم يذع ذيوع الحديث الأول وإنما هو معروف عند الخاصة أمثالنا ولكن معروف بأنه أيضا كسابقه لا أصل له وهو حب الهرة من الإيمان فهناك حديثان على وزان واحد " حب الوطن من الإيمان " و " حب الهرة من الإيمان " .
السائل : ... .
الشيخ : لا ليس في الحب، " النظافة من الإيمان " النظافة من الإيمان هذا حديث أيضا مشهور ولكنه ضعيف السند وليس كسابقيه، السابقان لا أصل لهما وكذلك أريد أن أذكر بمناسبة حب الوطن من الإيمان وقولنا فيه أنه لا أصل له ليس معنى هذا الكلام أن حب الوطن ليس من الواجب على الإنسان، هناك فرق بين أن يكون حب الوطن غريزيا فطريا طبيعيا في الإنسان في البشرية كلها لا فرق بين مؤمن وكافر، هذا شيء وبين أن يأتي الحديث أو الرسول فيقول عن هذا الشيء الغريزي الفطري في الإنسان كله يقول هذا من الإيمان، إذًا من إيمان الألمان أنهم دافعوا عن بلادهم حتى خربوها بأيديهم فهذا من الإيمان؟ لقد أشار الله عز وجل في آية من القرآن أن حب الوطن هو كحب النفس وكحب الحياة (( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم )) ليش؟ لأنه طبيعة البشر التعلق بالحياة والتعلق بالوطن فبطبيعة الإنسان يتعلق إذًا بوطنه سواء كان مؤمنا أو كافرا فإذًا حب الوطن ليس شعارا يتميز به المسلم على غيره بل هو يشترك فيه مع غيره فلا فرق في ذلك بل مع الأسف الشديد نرى كثيرا من الكفار يفوقون كثيرا من المسلمين في حبهم لأوطانهم لكن الفارق بين المسلم وبين الكافر في حب الوطن الغريزي أن المسلم يشوب حبه لوطنه بعقيدة مسلمة مؤمنة فهو يفترق عن الحب الغريزي للوطن الذي يشترك فيه الكفار لأنه لا يحب الوطن للوطن لأنه أرض من نوع أرضها مثلا ترابها أحمر أو أرضها مخضرة أو فيها الأنهار تجري وهكذا وإنما يحبها لغيرها، يحبها كوسيلة لنشر كلمة الله في الأرض وليجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى .
هذا هو الفرق بين حب المؤمن لوطنه وبين حب الكافر لوطنه فالمسلم يحب الوطن ولكنه حينما يرى أن هذا الوطن عاد بلاء عليه ووباء وهو يدعه ويفتش عن أرض أخرى يتخذه وطنا له وإذا هذه الحقيقة بجانبيها أشار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أشار إلى إحداهما بهجرته من مكة إلى المدينة وأشار إلى الأخرى بقوله لما هاجر منها ووقف على الجبل مطلا عليها وخاطبها بقوله عليه الصلاة والسلام ( أما إنك أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلي ولولا أن قومي أخرجوك منك ما خرجت ) ولكن لا نستطيع أن نسوي بين مكة المقدسة وبين اي بلدة أخرى على وجه الأرض فمكة حرم حرمه الله عز وجل وبلاد مقدسة قدسها هي أفضل أرض الله على وجه الأرض إطلاقا فإذا أحبها الإنسان لذاتها لا يكون كالذي يحب وطنه أي وطن آخر لأنها مما اصطفاه الله عز وجل على خيرها من البلاد، الشاهد أن الشرك اللفظي له صور عديدة جدا فعلى المسلم أن لا يقع في شيء منها وإذا رأى أخاه المسلم قد تلبس بشيء منها أن ينبهه وأن ينصحه وهذا شيء كثير وكثير جدا فأنتم تسمعون الناس اليوم يقول بعضهم بعضهم لبعض لأدنى مناسبة ما لي غير الله وأنت هاي هي بذاتها ما شاء الله وشئت بل أفظع "ما لي غير الله وأنت" ... "إيد الله وإيدك" "توكلت على الله وعليك" كل هذا شرك فإن قصده كما أشرنا بعض الجهال فهو شرك أكبر شرك قلبي وإن لم يقصده كما هو شأن غالب الناس فهو شرك لفظي ولكن .
5 - مثال للشرك اللفظي يقع فيه كثير من الخطباء ألا وهو قولهم" بسم الله و الوطن" مع بيان بعض الأحاديث الضعيفة في موضوع الوطن مع بيان المحبة الحقيقة للوطن . أستمع حفظ
تحذير الشيخ من التساهل بالشرك اللفظي مع التنبيه على أهمية الظاهر وأن له تعلق بالباطن.
الشيخ : حذار أن يقول أحد مادام أنه شرك لفظي معليشي أنا لكان أفعل هذا الشيء لأنه العبرة بما في القلوب، هذا خطأ يقع فيه كثير من الناس فيجب أن نعلم أن الله عز وجل حينما بعث نبيه صلى الله عليه وآله وسلم لإصلاح القلوب وتطهيرها من دنس الشرك والكفر لم يبعثه فقط لهذا الإصلاح بل إصلاحه عليه الصلاة والسلام أوسع وأشمل من ذلك فقد تعدّى إصلاحه القلوب إلى إصلاحه الأعمال والألفاظ ولذلك فالحديث الذي يرويه بعضهم ناقصا قاصرا لعله من أسباب انحراف الناس عن هذه الحقيقة وهي أن الشارع يُعنى أيضا بإصلاح الألفاظ والأعمال نحو إصلاحه للقلوب، ذلك الحديث هو قوله عليه الصلاة والسلام ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) في الحديث تتمة لا يذكرها كثيرون وهي ( أعمالكم ) ( ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) يجب أن لا ننسى هذه الحقيقة فالله عز وجل لا ينظر فقط إلى القلب بل وإلى العمل أيضا ولفظك عمل فإن كان خيرا فهو خير وإن كان شرا فهو شر ولا يغنيك أن تقول قلبي طاهر قلبي نظيف كما يفعل كثيرون ممن يبتلون بالتشبه بالكفار والتشبه أنواع ولا يخلو إلا القليل من هذا التشبه ولكن أفظع صور التشبه وضع البرنيطة على الرأس لأنها كالغطاء على شخصية هذا المسلم بأنه كافر وهذا شعاره ينطق بذلك فحينما تنكر ذلك عليه يبادرك بقوله قلبه طيب إيمانه طيب وقد يحتج بالحديث السّابق يرويه مبتورا ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ) ويعتبر الصورة التي هو صوّرها أي الإنسان بأن لبس البرنيطة هذه لكن لا إنما مقصود الحديث الصورة التي صوره الله فيها فقد يكون أسود البشرة ... ونحو ذلك فلا ينظر الله عز وجل إلى هذه الصور التي هو فطر الناس عليها ولكن ينظر إلى قلوبهم التي أمروا بإصلاحها وتعميرها بالإيمان وإلى أعمالهم أيضا إن كانت صالحة فاثابهم عليها خيرا وإلا فالعكس بالعكس فإذًا ربنا ينظر أيضا إلى الأعمال ليس فقط إلى القلوب هذه يجب أن لا ننساها في مثل هذه المسائل، طبعا نحن نصلي ونصوم ونتصدق ونحج من كان يستطيع هذه كلها أعمال فلا ننساها ولكن في مثل مناسبة البحث في المسألة ... بها الإنسان ولا يعني معناها بيقل لك نيتي طيبة والله لا ينظر إلا إلى ما في القلوب نقول هذا الجواب خطأ، الشارع الحكيم ينظر أيضا إلى الأعمال ومن الأعمال الألفاظ .
السائل : ... .
الشيخ : أفصح ماذا تريد من الحديث ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : ... .
الشيخ : ... تكمّل الحديث أفصح ماذا تريد من الحديث؟
السائل : قصدي أنه عدم مبالاة في الكلام الآن
الشيخ : يعني أنت فهمت من البحث في هذا كله أنه هذا كفر لفظي معليشي .
السائل : لا .
الشيخ : إذًا؟
السائل : إذًا إنه تأييد لهذا ..
الشيخ : ... من قبل هذا .
السائل : ... .
الشيخ : أفصح ماذا تريد من الحديث ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : ... .
الشيخ : ... تكمّل الحديث أفصح ماذا تريد من الحديث؟
السائل : قصدي أنه عدم مبالاة في الكلام الآن
الشيخ : يعني أنت فهمت من البحث في هذا كله أنه هذا كفر لفظي معليشي .
السائل : لا .
الشيخ : إذًا؟
السائل : إذًا إنه تأييد لهذا ..
الشيخ : ... من قبل هذا .
التنبيه على خطورة اللسان مع بيان أهمية الألفاظ في الدين الإسلامي.
الشيخ : الأستاذ هنا يلفت النظر إلى حديث مروي في الصحيحين في البخاري ومسلم وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا ) أي سبعين سنة وأفظع كلام يتكلم به الإنسان هو ما يمس مقام الألوهية والربوبية بمثل هذه الكلمات التي رويناها في بعض الأحاديث ومن مثل هذه الكلمات التي نمثل بها مما يقع فيه بعض الناس اليوم "توكلت على الله وعليك" هذه حقيقتها شرك في الألوهية لأن الله يقول (( وعلى الله فليتوكل المتوكلون )) .
السائل : (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) .
الشيخ : (( وعلى الله )) أيضا (( فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) هذا كقوله (( إياك نعبد وإياك نستعين )) أي كما أنه هذه الآية تفيد لا نعبد غيرك ولا نستعين بغيرك كذلك لا نتوكّل على غيرك وإنما نتوكل عليك ... فيقول " توكلت على الله وعليك " وبإيش توكل عليك؟ بأبسط مسألة، هاي كانت تصير معنا لما كنا نشتغل بمهنة الساعات يدور المسكين عند الساعاتيين الكثر ويرجع لعندي أخيرا يقول غشوني ما نصحوني إلخ وبعد هذه المقدمة كلها بيقول " توكلنا على الله وعليك " وممكن أنا أكون غشاش مثل ها الغشاشين هالي الله بلاهم فيه .
فهذا التوكل على غير الله لو كان قلبيا فهو كفر مرتد عن دينه ولكن نظن بالناس خيرا فنقول إنهم لا يقصدون إنما اللفظ خطأ، وهذا اللفظ يجب الابتعاد عنه وهذا مما يدخل في قوله عليه السلام ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا ) فقلت إن الله عز وجل بعث الرسول عليه السلام لإصلاح القلوب والأعمال والألفاظ كل هذا داخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام المحكي في القرآن (( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ))، هذا من الإصلاح أول إصلاح هو إصلاح القلوب، ثاني إصلاح إصلاح الأعمال ثالث إصلاح إصلاح الألفاظ ولقد بلغ عناية الشرع الإسلامي بتهذيب الألفاظ إلى مستوى لا يخطر في بال البشرية إطلاقا ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( لايقولنّ أحدكم خبثت نفسي ولكن لقست ) ( لايقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن لقست ) هذا شيء عجيب الإنسان نفسه خبيثة لقوله تعالى (( وإن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )) وهذا قليل فالنفس الأمّارة بالسّوء هي بلا شك خبيثة مع ذلك يقول الرسول عليه السلام معنى الحديث وشرحه إذا وجد أحدكم في نفسه خبثا بحيث أنه شعر بأن نفسه خبيثة فلا يعبر عن هذا الشعور وعن هذا الوجدان باللفظ الخبيث فلا يقل خبثت نفسي مع أنها خبيثة ولكن ماذا يقول؟ لقست ومعنى لقست خبثت فهذا أدب رفيع جدا جدا لا يرضى لك رسول الله أن تتلفظ عن نفسك الخبيثة بلفظ خبثت أو هي خبيثة وإنما يرشدك ويأمرك بأن تقول لقست نفسي والمعنى واحد ولكن اللفظ مختلف وكل واحد منا يشعر بأن لفظ لقست ألطف بكثير من لفظ خبثت، فماذا نقول عن رب العالمين إذا كان رسول الله بوحي من الله يؤدبنا أن نكون مع نفسنا الخبيثة متأدبين فلا نستعمل لفظة خبيث وإنما نقول لقست فكيف يجوز لمسلم أن يتلفظ بمثل هذه الألفاظ أو أن يحلف بغير الله أن يعظّم غير الله فيحلف به دونه والواجب عليه أن يحلف بالله لأن الحلف معناه تعظيم للمحلوفين فكيف يجوز لغير المسلم أن ينسى الله فلا يحلف به أو أن يقرن معه قوله في مثل هذه الأمثلة التي وردناها، هذه الأمثلة كلها تدخل في الشرك الثاني وهو الشرك في الألفاظ.
السائل : (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) .
الشيخ : (( وعلى الله )) أيضا (( فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) هذا كقوله (( إياك نعبد وإياك نستعين )) أي كما أنه هذه الآية تفيد لا نعبد غيرك ولا نستعين بغيرك كذلك لا نتوكّل على غيرك وإنما نتوكل عليك ... فيقول " توكلت على الله وعليك " وبإيش توكل عليك؟ بأبسط مسألة، هاي كانت تصير معنا لما كنا نشتغل بمهنة الساعات يدور المسكين عند الساعاتيين الكثر ويرجع لعندي أخيرا يقول غشوني ما نصحوني إلخ وبعد هذه المقدمة كلها بيقول " توكلنا على الله وعليك " وممكن أنا أكون غشاش مثل ها الغشاشين هالي الله بلاهم فيه .
فهذا التوكل على غير الله لو كان قلبيا فهو كفر مرتد عن دينه ولكن نظن بالناس خيرا فنقول إنهم لا يقصدون إنما اللفظ خطأ، وهذا اللفظ يجب الابتعاد عنه وهذا مما يدخل في قوله عليه السلام ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا ) فقلت إن الله عز وجل بعث الرسول عليه السلام لإصلاح القلوب والأعمال والألفاظ كل هذا داخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام المحكي في القرآن (( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ))، هذا من الإصلاح أول إصلاح هو إصلاح القلوب، ثاني إصلاح إصلاح الأعمال ثالث إصلاح إصلاح الألفاظ ولقد بلغ عناية الشرع الإسلامي بتهذيب الألفاظ إلى مستوى لا يخطر في بال البشرية إطلاقا ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( لايقولنّ أحدكم خبثت نفسي ولكن لقست ) ( لايقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن لقست ) هذا شيء عجيب الإنسان نفسه خبيثة لقوله تعالى (( وإن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )) وهذا قليل فالنفس الأمّارة بالسّوء هي بلا شك خبيثة مع ذلك يقول الرسول عليه السلام معنى الحديث وشرحه إذا وجد أحدكم في نفسه خبثا بحيث أنه شعر بأن نفسه خبيثة فلا يعبر عن هذا الشعور وعن هذا الوجدان باللفظ الخبيث فلا يقل خبثت نفسي مع أنها خبيثة ولكن ماذا يقول؟ لقست ومعنى لقست خبثت فهذا أدب رفيع جدا جدا لا يرضى لك رسول الله أن تتلفظ عن نفسك الخبيثة بلفظ خبثت أو هي خبيثة وإنما يرشدك ويأمرك بأن تقول لقست نفسي والمعنى واحد ولكن اللفظ مختلف وكل واحد منا يشعر بأن لفظ لقست ألطف بكثير من لفظ خبثت، فماذا نقول عن رب العالمين إذا كان رسول الله بوحي من الله يؤدبنا أن نكون مع نفسنا الخبيثة متأدبين فلا نستعمل لفظة خبيث وإنما نقول لقست فكيف يجوز لمسلم أن يتلفظ بمثل هذه الألفاظ أو أن يحلف بغير الله أن يعظّم غير الله فيحلف به دونه والواجب عليه أن يحلف بالله لأن الحلف معناه تعظيم للمحلوفين فكيف يجوز لغير المسلم أن ينسى الله فلا يحلف به أو أن يقرن معه قوله في مثل هذه الأمثلة التي وردناها، هذه الأمثلة كلها تدخل في الشرك الثاني وهو الشرك في الألفاظ.
بيان ملخص ما تقدم.
الشيخ : يتلخص معنا من هذا الدرس والدرس الماضي أن الشرك ينقسم في حقيقته إلى ثلاثة أقسام وهو في هذا كالتوحيد ينقسم إلى ستة أقسام فما نافى أي قسم من هذه الأقسام فهو شركٌ توحيد الربوبية توحيد العبودية أو الألوهية وتوحيد الصفات وتقسيم ثان هو الأول تقسيم شرك القلب والاعتقاد والشرك أو الكفر في الألفاظ فما كان شركا في الإعتقاد فهو ردة عن الدين وما كان شركا في الألفاظ فهو حرام ولا يصل أمره إلى أن يكفر به صاحبه فحينما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الذي بين أيدينا أكبر الكبائر الإشراك بالله، أي نوع من القسمين قصد؟ أالشرك القلبي أم الشرك اللفظي؟ الشرك القلبي لأنه هذا هو أكبر الكبائر، هذا هو النوع الأول من الكبائر المذكورة في هذا الحديث .
شرح قوله صلى الله عليه وسلم "....وعقوق الوالدين ". تكلم الشيخ على عقوق الوالدين.
الشيخ : ثم قال عليه الصلاة والسلام ( وعقوق الوالدين ) سبق أن شرحنا فلا نقف كثيرا عند عقوق الوالدين فعقوق الوالدين معروف عند كل الناس لا فرق في ذلك بين أميّ وقارئ وبين عالم وجاهل إلا في ناحية واحدة هي التي شرحتها لكم في درس مضى وأنبّه الآن عليه تنبيها سريعا كي لا نقف عنده كثيرا، عقوق الوالدين هو مخالفتهما في طاعة الله عز وجل يعني لو لم يكن لك والد فأنت تعصي الله عز وجل في أمر ما هذا الأمر مع أمر الله إياك به، يأمرك به والدك فتخالفه ففي هذه المخالفة مخالفة تكون عاقا لوالديك لأنك جمعت بين مخالفتين أومعصيتين، معصية الرب ومعصية الوالد أما إذا كان والدك يأمرك بأمر لم يسبق أن الشارع الحكيم أمرك به فأنت عاص لوالدك غير مطيع له، فأنت مذنب ولكن لا تُسمّى عاقا لأن العقوق هو شدة المخالفة والمبالغة في المخالفة وذلك صورته بأن يجتمع فيك مخالفتان مخالفة لله ومخالفة لأحد الوالدين، تفضل .
ما صحة حديث " لا يقاد والد بولده" ؟
السائل : لا يقاد والد بولده ولا سيد بعبده ؟
الشيخ : حديث ( لا يقاد والد بولده ) هذا حديث صحيح أما سيد بعبده فهذه الزيادة ليست في الحديث المعروف بالصحة ( لا يقاد والد بولده ) هذا حديث صحيح .
السائل : ... .
الشيخ : إيه ممكن لكن هذا ... فيما بعد الدرس .
الشيخ : حديث ( لا يقاد والد بولده ) هذا حديث صحيح أما سيد بعبده فهذه الزيادة ليست في الحديث المعروف بالصحة ( لا يقاد والد بولده ) هذا حديث صحيح .
السائل : ... .
الشيخ : إيه ممكن لكن هذا ... فيما بعد الدرس .
شرح بقية الحديث" .....وجلس وكان متكئا فقال ألا وقول الزور قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت".
الشيخ : ثم قال أبو بكرة في تمام الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئا أخذ راحته مستريح عليه الصلاة والسلام بالاتكاء فجلس الجلوس الطبيعي مهتما بما سيحدث الناس به ألا وهو قول الراوي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ألا وقول الزور وشهادة الزور ) هذا من أكبر الكبائر، ذكره الرسول عليه السلام بعد الإشراك بالله في هذا الحديث وبعد عقوق الوالدين وأعطى أهمية لشهادة الزور وقول الزور أكثر من الأهمّية التي أعطاها لما قبلها من الخصال، عقوق الوالدين والإشراك بالله حيث أنه عليه السلام كان متكئا هكذا فجلس حينما وصل إلى هذه الجملة فقال ( ألا وقول الزور وشهادة الزور ) فمازال يكررها حتى قلنا ليته سكت، كررها مش مرة ولا مرتين مرارا كثيرة حتى تمنى أصحابه عليه الصلاة والسلام إشفاقا منهم عليه أن يسكت ويستريح من هذا التكرار فدل هذا الصنيع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أن شهادة الزور وقول الزور أي الكذب هو من الكبائر ومن الأمور التي لها الأثر البالغ في إفساد المجتمع فإن كثيرا من الناس بسبب شهادة الزور وقول الزور يخلطون الأنساب، يدّعون بأن فلانا هو زوج فلان وهي حرام عليه فيحكم القاضي بشهادة الزور هذه فيواطئها وقد يأتي وراء ذلك نسل ويكون النسل من أولاد الزنا وهذا يقال أيضا في الأموال وفي الحقوق الأخرى كل ذلك أثر من أثار شهادة الزور وقول الزور وكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجلوسه بعد أن كان متكئا يشير إلى الأضرار الاجتماعية التي تنتج من وراء انتشار قول الزور وشهادة الزور في مجتمع ما، ثم هذا الحديث ذكر ثلاثة أنواع من الإشراك بالله عز وجل بينما هناك أحاديث أخرى تضم أنواعا أخرى إلى هذه الأنواع الثلاثة المذكورة .
السائل : كبائر .
الشيخ : من الكبائر نعم، فكيف ذلك ؟ فمثلا يذكر في بعض الأحاديث ولعل ذلك يأتي الليلة بعضها يذكر السحر ويذكر الفرار من الزحف ونحو ذلك من الكبائر فهل هناك خلاف بين هذا الحديث الذي اقتصر على ذكر الثلاث من الكبائر وبين أحاديث أخرى ذكر فيها سبعة من الكبائر وربما صرح في بعضها بقوله الكبائر سبع فهل هناك خلاف بين حديث يذكر ثلاثا منها وبين حديث أو أحاديث أخرى يذكر أكثر منها ؟ الجواب لا خلاف لأن العدد لا مفهوم له في اللغة لا سيما حينما يأتي نص آخر فيه عدد أكثر من العدد الأول فالعدد لا مفهوم له، إذا قال العربي عندي ثلاثة دراهم أو عندي ثلاثة دور، هذا لا ينفي أن يكون عنده أكثر من ذلك ولكن ينفي أن يكون عنده أقل من ذلك فحينما يقول الرسول عليه السلام مثلا ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة ... ) هذا لا ينفي أن يكون التفضيل أكثر من خمس وعشرين درجة ولكننا نحن لا يجوز أن نتكلم بغير علم فإذا جاء الحديث بعدد الخمس والعشرين وقفنا عنده ولكننا إذا رأينا حديثا آخر ذكر بدل خمس وعشرين سبع وعشرين لا نقول هناك خلاف بين العددين بين الخمس والعشرين والسبع والعشرين .
السائل : كبائر .
الشيخ : من الكبائر نعم، فكيف ذلك ؟ فمثلا يذكر في بعض الأحاديث ولعل ذلك يأتي الليلة بعضها يذكر السحر ويذكر الفرار من الزحف ونحو ذلك من الكبائر فهل هناك خلاف بين هذا الحديث الذي اقتصر على ذكر الثلاث من الكبائر وبين أحاديث أخرى ذكر فيها سبعة من الكبائر وربما صرح في بعضها بقوله الكبائر سبع فهل هناك خلاف بين حديث يذكر ثلاثا منها وبين حديث أو أحاديث أخرى يذكر أكثر منها ؟ الجواب لا خلاف لأن العدد لا مفهوم له في اللغة لا سيما حينما يأتي نص آخر فيه عدد أكثر من العدد الأول فالعدد لا مفهوم له، إذا قال العربي عندي ثلاثة دراهم أو عندي ثلاثة دور، هذا لا ينفي أن يكون عنده أكثر من ذلك ولكن ينفي أن يكون عنده أقل من ذلك فحينما يقول الرسول عليه السلام مثلا ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة ... ) هذا لا ينفي أن يكون التفضيل أكثر من خمس وعشرين درجة ولكننا نحن لا يجوز أن نتكلم بغير علم فإذا جاء الحديث بعدد الخمس والعشرين وقفنا عنده ولكننا إذا رأينا حديثا آخر ذكر بدل خمس وعشرين سبع وعشرين لا نقول هناك خلاف بين العددين بين الخمس والعشرين والسبع والعشرين .
اضيفت في - 2008-06-18