متفرقات للألباني-196
كلام الشيخ عن صفة العلو و الآية التي يتوهم منها معارضتها لهذه الصفة وهي قوله تعالى " وهو معكم أينما كنتم " .
الشيخ : كان وُجِّه السؤال فيما سبق من الجلسات حول صفة العلو لله عز وجل والأية التي يتوهّم الكثيرون منها أنها تنافي صفة العلو لله تبارك وتعالى ألا وهي قوله عز وجل (( وهو معكم أينما كنتم )) فيجب أن نعلم في هذا الصدد أن الله تبارك وتعالى له كل صفات الكمال وهو مُنزّه عن جميع صفات النقصان.
1 - كلام الشيخ عن صفة العلو و الآية التي يتوهم منها معارضتها لهذه الصفة وهي قوله تعالى " وهو معكم أينما كنتم " . أستمع حفظ
ذكر الشيخ لصفة الفوقية وأنها من الصفات التي تثبت لله تعالى بالعقل فضلا عن النقل .
الشيخ : وأن صفات الكمال منها ما هو معلوم بمجرّد العقل والفطرة السليمة، وهذا قليل، مثل كون الله عز وجل فوق المخلوقات كلها فهذا يُعرف بمجرد العلم بأن الله عز وجل يليق به كل صفات الكمال كأن يكون الله عز وجل فوق المخلوقات ولا العكس فهو مما يعرف ببديهة العقل.
ومع ذلك فقد جاءت النصوص الكثيرة في الكتاب والسنّة تصرّح تصريحا ليس بعده تصريح بأن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها، وبعض هذه النصوص تُبيّن بأنه فوق العرش بصورة خاصة، فأية (( الرحمن على العرش استوى )) التي تكرّرت في عديد من الأيات الكريمة أشهر من أن تُذكر.
فالعرش خلق من خلق الله عز وجل بل هو أعظم مخلوقات الله تبارك وتعالى، فتنصيص رب العالمين على أنه فوق العرش العظيم هو من العقائد التي يجب على المسلم أن يتبنّاها ولا أن، ولا يجوز له أن ينحرف عن دِلالتها الظاهرة إلى المعاني المخترَعَة المبتدعة والتي يذهب إليها كثير من علماء الكلام المعروفين بانحرافهم عما كان عليه السلف الصالح من الإيمان بأيات الصفات كلها وأحاديث الصفات كلها دون أي تحريف أو تأويل.
ومع ذلك فقد جاءت النصوص الكثيرة في الكتاب والسنّة تصرّح تصريحا ليس بعده تصريح بأن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها، وبعض هذه النصوص تُبيّن بأنه فوق العرش بصورة خاصة، فأية (( الرحمن على العرش استوى )) التي تكرّرت في عديد من الأيات الكريمة أشهر من أن تُذكر.
فالعرش خلق من خلق الله عز وجل بل هو أعظم مخلوقات الله تبارك وتعالى، فتنصيص رب العالمين على أنه فوق العرش العظيم هو من العقائد التي يجب على المسلم أن يتبنّاها ولا أن، ولا يجوز له أن ينحرف عن دِلالتها الظاهرة إلى المعاني المخترَعَة المبتدعة والتي يذهب إليها كثير من علماء الكلام المعروفين بانحرافهم عما كان عليه السلف الصالح من الإيمان بأيات الصفات كلها وأحاديث الصفات كلها دون أي تحريف أو تأويل.
ذكر الشيخ لأثر الإمام مالك في الإستواء وأن الواجب إثبات هذه الصفة من غير تمثيل .
الشيخ : وقد تواتر أو على الأقل اشتهر عن الإمام مالك رحمه الله أنه جاءه رجل فقال يا مالك (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى؟ فكان جوابه رحمه الله أن قال " الإستواء معلوم - يعني لغة وهو العلو، الإستواء لغة معناه العلو هكذا يعني الإمام مالك بقوله - الإستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة " ، " والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة " "والسؤال عنه" أي عن الكيف بدعة، فالإمام مالك رحمه الله يُقرّر في جوابه هذا للسائل العقيدة السلفية الجامعة لكل صفات الله عز وجل، فهي تُثْبَت كما جاءت وبالمعنى الثابت لغة ولكن لا.
تمثيلها وتشبيهها لأن الله عز وجل يقول في القرأن الكريم (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ففي الأية نفي وهو تنزيه (( ليس كمثله شيء )) وفي الأية إثبات لصفتين من صفات الله عز وجل وهو أنه سميع بصير، فسَمْعه لا يُشبِه الأسماع وبصره لا يشبه الأبصار (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) .
كذلك بهذه الأية حين قال تعالى (( ليس كمثله شيء )) منفي عنه مشابهته للحوادث ومشابهة الحوادث له ولكن ذلك لا يعني أن ننفي عنه الصفات التي أثبتها تبارك وتعالى لنفسه.
ومن هنا جاء انحراف الذين انحرفوا عن طريقة السلف الصالح وهو من عدم جمعهم بين التنزيه والتثبيت للصفات لأن الأية نفت وأثبتت، نفت شيئا وأثبتت شيئا، فلا يكون الإيمان بالله عز وجل إلا بالإيمان بهذين الأمرين اللذين ذكرهم الله في هذه الأية، تنزيه وإثبات، تنزيه الله عز وجل عن مشابهته للحوادث وإثبات الصفات لله عز وجل التي أثبتها الله عز وجل لنفسه.
فصفات الله كثيرة وهي مبثوثة في نصوص الكتاب والسنة، وفي بعضها اتفاق وفي كثير منها اختلاف.
تمثيلها وتشبيهها لأن الله عز وجل يقول في القرأن الكريم (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ففي الأية نفي وهو تنزيه (( ليس كمثله شيء )) وفي الأية إثبات لصفتين من صفات الله عز وجل وهو أنه سميع بصير، فسَمْعه لا يُشبِه الأسماع وبصره لا يشبه الأبصار (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) .
كذلك بهذه الأية حين قال تعالى (( ليس كمثله شيء )) منفي عنه مشابهته للحوادث ومشابهة الحوادث له ولكن ذلك لا يعني أن ننفي عنه الصفات التي أثبتها تبارك وتعالى لنفسه.
ومن هنا جاء انحراف الذين انحرفوا عن طريقة السلف الصالح وهو من عدم جمعهم بين التنزيه والتثبيت للصفات لأن الأية نفت وأثبتت، نفت شيئا وأثبتت شيئا، فلا يكون الإيمان بالله عز وجل إلا بالإيمان بهذين الأمرين اللذين ذكرهم الله في هذه الأية، تنزيه وإثبات، تنزيه الله عز وجل عن مشابهته للحوادث وإثبات الصفات لله عز وجل التي أثبتها الله عز وجل لنفسه.
فصفات الله كثيرة وهي مبثوثة في نصوص الكتاب والسنة، وفي بعضها اتفاق وفي كثير منها اختلاف.
كلام الشيخ عن الفرق التي أنكرت صفة العلو لله تعالى وتأويلهم للنصوص التي جاءت في ذلك .
الشيخ : ويهمنا الأن البحث بصورة خاصة في صفة من هذه الصفات التي اختلف فيها المسلمون منذ أن وُجِدَت المعتزلة وتأثّر من تأثّر بهم ممن ينتمي إلى مذهب أهل السنة كالأشاعرة بصورة خاصة، فالمعتزلة أنكروا كثيرا من الصفات الثابتة في الكتاب والسنة.
يهمنا البحث الأن في صفة العلو لله العلي الغفار، فقد ذهبت المعتزلة وتبعتهم الأشاعرة ثم لحقهم في ذلك جميع المسلمين الذين هم اليوم على وجه الأرض إلا قليلا منهم وهم أهل الحديث.
فالمعتزلة والأشاعرة و أكثر المسلمين اليوم يُنكرون أن يكون الله تبارك وتعالى فوق مخلوقاته كلِّها بل يُصَرِّحون بأن الله عز وجل في كل مكان وأن الله تبارك وتعالى موجود في كل الوجود، أما في الأيات الكثيرة والأحاديث الأكثر التي تثبت لله صفة عُلُوِّهِ على خلقه فهم يتأولونها بتآويل يُعطِّلون معانيها أي هذه التآويل تؤدي بهم إلى إنكار حقائق هذه المعاني التي تضمّنتها النصوص المشار إليها من الكتاب والسنّة.
فمثلا من هذه النصوص الصريحة في إثبات العلوّ لله عز وجل الأية السابقة (( الرحمن على العرش استوى )) فهم يُؤوّلون هذه الأية فيُعطِّلون معنى العلو فيها بقولهم (( الرحمن على العرش استوى )) أي استولى، هكذا يُفسّرون الأية (( الرحمن على العرش استوى )) يعني استولى من الإستيلاء ويحتجون على ما ذهبوا إليه من التأويل المذكور بشعر معروف وهو :
" استوى بِشْر على العراق *** بغير سيف ودم مهراق " .
"استوى بشر على العراق" بمعنى استولى هكذا يُفسِّرون الأية الكريمة (( الرحمن على العرش استوى )) معناه عندهم استولى.
وهم حينما يُفسّرون هذا التفسير لا يتنبّهون مع الأسف الشديد إلى أنهم صحّ فيهم المثل العامي " كان تحت المطر صار تحت المزراب " لأنهم بزعمهم نزّهوا الله من أن يكون فوق المخلوقات بزعمهم أنه هذا لا يليق بالله عز وجل لأننا إذا قلنا إنه فوق المخلوقات حصرناه في مكان، هذه شبهتهم وسنأتي على إبطالها قريبا إن شاء الله، فرارا من هذا الزعم الذي زعموه أنه يلزم من وصف الله بأنه فوق المخلوقات تحجيزه في مكان فرّوا بزعمهم من هذا ووقعوا فيما هو شر منه، وذلك حينما فسّروا استوى بمعنى استولى، فإن معناه أن الله عز وجل قبل ذلك لم يكن مستوليا لأنه في بعض الأيات المتعلقة باستواء الرب على عرشه قال تعالى (( ثم استوى العرش )) ، (( خلق سبع سموات ثم استوى على العرش )) وكلنا يعلم أن ثم تفيد التراخي فبعد أن خلق السموات والأرض استولى على العرش ومعناه أن قبل ذلك لم يكن مستوليا ولازم هذا أنه كان عاجزا عن الإستيلاء شأن الخالق الأكبر سبحانه وتعالى كشأن بِشْر الذي ضربوا به المثل فقالوا في الشعر : " استوى بِشْر على العراق " هذا بلا شك معناه لم يكن قبل ذلك مستويا، ولماذا؟ لأنه لم يكن قادر على الإستيلاء ولذلك قال " استوى بِشْر على العراق *** بغير سيف ودم مهراق " ، فكلمة استوى بمعنى استولى فيه تعجيز لرب العالمين لم يتنبهوا له لأنه (( ثم استوى )) أي ثم استولى وقبل ذلك ماذا كان؟ كان غير مُسْتول، مع أن المسلم بمجرد أن يستحضر عظمة الله تبارك وتعالى وأنه قادر على كل شيء، مجرد استحضاره لهذا المعنى يعلم أنه ما يخلق شيئا إلا وهو مسيطر عليه لا تنفك سيطرته عنه لحظة مهما دَقَّت وصغُرت.
فإذًا هم بزعمهم في سبيل تنزيه الله عن المعنى الخاطئ الذي قام في نفوسهم وقعوا في تنقيص الله عز وجل وفي نسبتهم له إلى العجز والتقصير لأنه لم يكن مستوْليا على العرش ولو لحظة من الزمن ثم استولى على العرش وهذا ضلال لا يحتاج إلى كبير شرح.
يهمنا البحث الأن في صفة العلو لله العلي الغفار، فقد ذهبت المعتزلة وتبعتهم الأشاعرة ثم لحقهم في ذلك جميع المسلمين الذين هم اليوم على وجه الأرض إلا قليلا منهم وهم أهل الحديث.
فالمعتزلة والأشاعرة و أكثر المسلمين اليوم يُنكرون أن يكون الله تبارك وتعالى فوق مخلوقاته كلِّها بل يُصَرِّحون بأن الله عز وجل في كل مكان وأن الله تبارك وتعالى موجود في كل الوجود، أما في الأيات الكثيرة والأحاديث الأكثر التي تثبت لله صفة عُلُوِّهِ على خلقه فهم يتأولونها بتآويل يُعطِّلون معانيها أي هذه التآويل تؤدي بهم إلى إنكار حقائق هذه المعاني التي تضمّنتها النصوص المشار إليها من الكتاب والسنّة.
فمثلا من هذه النصوص الصريحة في إثبات العلوّ لله عز وجل الأية السابقة (( الرحمن على العرش استوى )) فهم يُؤوّلون هذه الأية فيُعطِّلون معنى العلو فيها بقولهم (( الرحمن على العرش استوى )) أي استولى، هكذا يُفسّرون الأية (( الرحمن على العرش استوى )) يعني استولى من الإستيلاء ويحتجون على ما ذهبوا إليه من التأويل المذكور بشعر معروف وهو :
" استوى بِشْر على العراق *** بغير سيف ودم مهراق " .
"استوى بشر على العراق" بمعنى استولى هكذا يُفسِّرون الأية الكريمة (( الرحمن على العرش استوى )) معناه عندهم استولى.
وهم حينما يُفسّرون هذا التفسير لا يتنبّهون مع الأسف الشديد إلى أنهم صحّ فيهم المثل العامي " كان تحت المطر صار تحت المزراب " لأنهم بزعمهم نزّهوا الله من أن يكون فوق المخلوقات بزعمهم أنه هذا لا يليق بالله عز وجل لأننا إذا قلنا إنه فوق المخلوقات حصرناه في مكان، هذه شبهتهم وسنأتي على إبطالها قريبا إن شاء الله، فرارا من هذا الزعم الذي زعموه أنه يلزم من وصف الله بأنه فوق المخلوقات تحجيزه في مكان فرّوا بزعمهم من هذا ووقعوا فيما هو شر منه، وذلك حينما فسّروا استوى بمعنى استولى، فإن معناه أن الله عز وجل قبل ذلك لم يكن مستوليا لأنه في بعض الأيات المتعلقة باستواء الرب على عرشه قال تعالى (( ثم استوى العرش )) ، (( خلق سبع سموات ثم استوى على العرش )) وكلنا يعلم أن ثم تفيد التراخي فبعد أن خلق السموات والأرض استولى على العرش ومعناه أن قبل ذلك لم يكن مستوليا ولازم هذا أنه كان عاجزا عن الإستيلاء شأن الخالق الأكبر سبحانه وتعالى كشأن بِشْر الذي ضربوا به المثل فقالوا في الشعر : " استوى بِشْر على العراق " هذا بلا شك معناه لم يكن قبل ذلك مستويا، ولماذا؟ لأنه لم يكن قادر على الإستيلاء ولذلك قال " استوى بِشْر على العراق *** بغير سيف ودم مهراق " ، فكلمة استوى بمعنى استولى فيه تعجيز لرب العالمين لم يتنبهوا له لأنه (( ثم استوى )) أي ثم استولى وقبل ذلك ماذا كان؟ كان غير مُسْتول، مع أن المسلم بمجرد أن يستحضر عظمة الله تبارك وتعالى وأنه قادر على كل شيء، مجرد استحضاره لهذا المعنى يعلم أنه ما يخلق شيئا إلا وهو مسيطر عليه لا تنفك سيطرته عنه لحظة مهما دَقَّت وصغُرت.
فإذًا هم بزعمهم في سبيل تنزيه الله عن المعنى الخاطئ الذي قام في نفوسهم وقعوا في تنقيص الله عز وجل وفي نسبتهم له إلى العجز والتقصير لأنه لم يكن مستوْليا على العرش ولو لحظة من الزمن ثم استولى على العرش وهذا ضلال لا يحتاج إلى كبير شرح.
ذكر الشيخ للشبهة الذي أوقعتهم في هذا التأويل وتفنيده لها .
السائل : ما الذي أوصلهم إلى مثل هذا التأويل؟ زعموا بأنهم أرادوا الخلاص من جعل الله عز وجل في مكان وبظنّهم أن المسلم إذا أمن بقوله تعالى (( ثم استوى على العرش )) أي استعلى بظنّهم أن معنى هذه الأية أن الله عز وجل في مكان، وهذا ظن خاطئ ورأي عاطل لا ينبغي أن يتورط أو أن يغترّ به مسلم لأن الله تبارك وتعالى ليس في مكان، لا قبل المخلوقات ولا بعد المخلوقات، كان الله ولا شيء معه فالله تبارك وتعالى غني عن مخلوقاته فإنه تبارك وتعالى من أوصافه وهو الغني عن العالمين كما قال (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )) فكان الله كما نعلم جميعا ولا شيء معه ولا خلق معه ثم خلق المخلوقات كلها فقبل أن يخلق المخلوقات لم يكن في مكان قطعا لأن المكان وجد بوجود الخلق أما قبل وجود الخلق فلم يكن هناك مكان، فإذًا كان الله ولا خلق معه أي ولا مكان معه أيضا فلما خلق الله تبارك وتعالى المخلوقات وُجد المكان فهل حلّ في هذا المكان؟ حاشا لربنا أن يكون فقيرا محتاجا إلى شيء من خلقه فهو عز وجل من هذه الحيثية ليس في مكان وليس بحاجة إلى مكان فهو الأن كما عليه كان قبل وجود المكان، قبل وجود المكان لم يكن في مكان فهو كذلك بعد وجود المكان ليس في مكان.
هذه حقيقة بدهية وهؤلاء الذين يفسرون الأية السابقة استوى بمعنى استولى هم يريدون الفرار من إثبات المكان لله وليس هذا طريق هذا الفرار كما قيل :
" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " .
على المسلم أن يثبت أن الله عز وجل لم يكن في مكان وهو كذلك بعد أن خلق المكان ليس في مكان فاعتقاد المسلم أن الله فوق المخلوقات لا يعني أنه في مكان لأن المخلوقات محدودة في المدى، فكل شيء محدود من المخلوقات، فإذا كانت المخلوقات محدودة فما وراء المخلوقات عدم ليس هناك مكان، فإذا كنا نقول كان الله ولا شيء ولا مكان فإذًا هو لم يكن في مكان فهو كذلك أيضا مادام أنه وراء المخلوقات فهو ليس في مكان.
إذًا المشكلة التي اضطرتهم إلى تأويل عشرات النصوص من الكتاب والسنّة هو وهْم وخيال لأنهم يتوهّمون أن إثبات الفوقيّة لله معنى ذلك جعله في مكان، والفوقيّة التي هي صفة لله عز وجل لها علاقة بالله الأزلي القديم وليس لها علاقة بالحادث المخلوق الذي وُجِدَ بعد أن لم يكن.
هذا المخلوق محدود ففي حدوده المكان والزمان أما ما وراء هذا المخلوق فلا مكان ولا زمان، فأي شيء وراء هذا المخلوق ليس إلا الله تبارك وتعالى.
هذه حقيقة بدهية وهؤلاء الذين يفسرون الأية السابقة استوى بمعنى استولى هم يريدون الفرار من إثبات المكان لله وليس هذا طريق هذا الفرار كما قيل :
" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " .
على المسلم أن يثبت أن الله عز وجل لم يكن في مكان وهو كذلك بعد أن خلق المكان ليس في مكان فاعتقاد المسلم أن الله فوق المخلوقات لا يعني أنه في مكان لأن المخلوقات محدودة في المدى، فكل شيء محدود من المخلوقات، فإذا كانت المخلوقات محدودة فما وراء المخلوقات عدم ليس هناك مكان، فإذا كنا نقول كان الله ولا شيء ولا مكان فإذًا هو لم يكن في مكان فهو كذلك أيضا مادام أنه وراء المخلوقات فهو ليس في مكان.
إذًا المشكلة التي اضطرتهم إلى تأويل عشرات النصوص من الكتاب والسنّة هو وهْم وخيال لأنهم يتوهّمون أن إثبات الفوقيّة لله معنى ذلك جعله في مكان، والفوقيّة التي هي صفة لله عز وجل لها علاقة بالله الأزلي القديم وليس لها علاقة بالحادث المخلوق الذي وُجِدَ بعد أن لم يكن.
هذا المخلوق محدود ففي حدوده المكان والزمان أما ما وراء هذا المخلوق فلا مكان ولا زمان، فأي شيء وراء هذا المخلوق ليس إلا الله تبارك وتعالى.
بيان الشيخ أن النافين لصفة العلو لله تعالى إنما هم في الحقيقة يريدون نفي وجود الله تعالى .
الشيخ : ومن هنا يقول السّلف رضي الله عنهم كالإمام أحمد وعبد الله بن المبارك وغيرهم أن الذين ينفون صفة العلو عن الله تبارك وتعالى وأن الله ليس فوق مخلوقاته إنما يريدون إنكار وجود الله عز وجل ولكن بطريقة ملتوية ليست صحيحة في الإنكار فَهُم بدل أن يقولوا لا إله مطلقا يقولون مثلا الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه، فأين الله إذًا؟ لو قيل لأفصح العرب بيانا صف لنا المعدوم لم يستطع أن يصف المعدوم بأكثر مما يصف هؤلاء نفاة العلوّ، لا يستطيع هذا الفصيح أن يصف المعدوم بأكثر مما يصف هؤلاء الذين ينكرون صفة الله عز وجل إذ يقولون الله تبارك وتعالى لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه، إذًا وين الله؟ بعض الملوك العقلاء جمع في زمانه، أو بالتعبير الأدق بعض النواب نائب أحد الملوك هنا في دمشق جمع شيخ الإسلام ابن تيمية مع أمثال هؤلاء العلماء النفاة لصفة العلوّ، جمعهم في مجالس عديدة وجرى نقاش بين ابن تيمية رحمه الله وبين هؤلاء النفاة وسَمِعَ من ابن تيمية حُجَجُهُ وكلامه وسمع من الأخرين فقال ذلك النائب، نائب الملك في أخر الحديث، قال هؤلاء قوم ضيّعوا ربهم، هذا الرجل ما هو عالم لكنه عاقل، لمّا سمع حُجَج ابن تيمية في إثبات لله عز وجل وجودا وصفة، ومن صفاته أنه هو القاهر على عباده، وسمع حجج النفاة لهذه الصفة أن الله لا يوصف بأنه فوق، لا تحت ولا يمين ولا أمام ولا خلف ولا لا داخل العالم ولا خارجه وبعضهم يزيد على ذلك فيقول لا متصلا به ولا منفصلا عنه تأكيد للتعطيل، لمّا سمع هذا النائب أو الوالي بالتعبير العصري اليوم قال هؤلاء قوم ضيّعوا ربهم، هذه كلمة حق لأن الذي لا يعرف ربه فوق المخلوقات كلها معناه أنه لم يعرف ربه، لأنه إن لم يكن لا داخل العالم ولا خارجه فليس الكون إلا شيء يا هذا العالم المخلوق يا شيء خارج العالم المخلوق وليس هو إلا الله تبارك وتعالى.
فإذا عرفنا هذه الحقيقة عرفنا بالتالي يقينا أن لا ضرورة لتأويل الأية (( الرحمن على العرش استوى )) فلا نقول استوى بمعنى استولى لا نقول هكذا وإذا قلنا استوى بمعنى استعلى ليس معنى ذلك أننا جعلنا لله مكانا لأن المكان في الخلق والله وراء الخلق وفوق الخلق.
لذلك نجد الأحاديث فضلا عن الأيات الكثيرة تؤكد هذه الصفة الإلهية أن الله عز وجل فوق خلقه.
فإذا عرفنا هذه الحقيقة عرفنا بالتالي يقينا أن لا ضرورة لتأويل الأية (( الرحمن على العرش استوى )) فلا نقول استوى بمعنى استولى لا نقول هكذا وإذا قلنا استوى بمعنى استعلى ليس معنى ذلك أننا جعلنا لله مكانا لأن المكان في الخلق والله وراء الخلق وفوق الخلق.
لذلك نجد الأحاديث فضلا عن الأيات الكثيرة تؤكد هذه الصفة الإلهية أن الله عز وجل فوق خلقه.
6 - بيان الشيخ أن النافين لصفة العلو لله تعالى إنما هم في الحقيقة يريدون نفي وجود الله تعالى . أستمع حفظ
بيان الشيخ أن إنكار العلو لله تعالى هي طبيعة الملاحدة قديما و حديثا وذكره لبعض الأدلة على علوه سبحانه وتعالى .
الشيخ : ونجد أن إنكار الفوقية هي طبيعة الملاحدة قديما وحديثا فاسمعوا مثلا إلى قول فرعون حين قال لوزيره هامان (( ابنِ لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا )) يُكذِّب موسى عليه الصلاة والسلام ويريد أن يُكذِّبه ببرهان مادي يُخيِّل به على أتباعه الذين ألّهوه من دون الله تعالى بأن يبني قصرا شامخا رفيعا ممتدا هكذا في السماء، إيه ماذا يعني بهذا البناء الشاهق الرفيع؟ قال (( لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى )) الذي يقول، ماذا يقول موسى؟ يقول الله فوق (( وأني لأظنه كاذبا )) ، سأبني هذا البنيان الشامخ الرفيع ثم لا أجد الإله الذي يدعوكم موسى إلى عبادته من دوني فرعون يقول هكذا.
إذًا هذه الأية فيها إثبات حقيقة وهي التوحيد ووجود الله عز وجل وإثبات من كان يُنكر هذه الحقيقة، هذه الأية فيها إثبات أن الأنبياء والرسل وفي مقدمتهم موسى عليه الصلاة والسلام كان يثبت لله صفة الفوقية وصفة العلوّ والإستعلاء على عرشه وأنه دعا موسى فرعون وجُنْده إلى أن يؤمنوا بهذا الإله الموصوف بصفة الفوقية فكذّبه موسى بقوله (( وإني لأظنه كاذبا )) وفي الأية إثبات أن الذي يُنكر هذه الصفة، صفة الفوقية فإنما هو ملحد كفرعون تماما، هذه الأية من جملة تلك الأيات التي تثبت هذه الصفة، ويجب أن نتنبه لهذه الأية إذا تلوناها فنفهم أن فيها إثبات لهذه الصفة وردّ على فرعون الذي أنكرها في ردّه على موسى وقومه (( إني لأظنه كاذبا )) .
كذلك هناك أية (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )) فإذًا لله صفة العلوّ ولذلك يرفع العمل الصالح إليه.
كذلك وهذا من عجائب الأمور قال تعالى (( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )) فالملائكة تعرج هل معنى العروج النزول أم الصعود؟ الصعود، تعرج إلى من؟ إلى الله تبارك وتعالى، تُقدّم إليه ما سجّلته من أعمال الإنسان في الأرض، والأدهى من هذا كله أن المسلمين جميعا يؤمنون بأن الله عَرَجَ بنبيه إلى السموات العلى، إلى من عرج؟
هؤلاء الذين ضيّعوا أنفسهم، ضيّعوا ربهم فضيّعوا أنفسهم يُثبتون حقائق وينكرون حقائق، يثبتون هذه الحقيقة ويحتفلون بها كل سنة أن الله عَرَجَ بنبيه إليه وإلا إذا كان الله ليس له صفة العلوّ فإلى من عرج الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا كان كما يتوهمون الله موجود في كل مكان فإذًا الرسول هذا العروج لم يكن عروجه إلى الله لأن الله معنا في كل مكان، وسيأتي البحث على كل حال في قوله تعالى (( وهو معكم أينما كنتم )) .
إذًا فهذه الحقائق حينما يدخل التأويل تتعطل هذه الحقائق من أذهان الناس وتتبخّر ويصير أمرهم أنهم يُنكرون ما أثبت الله عز وجل في كتابه وما شرحه نبيه صلى الله عليه وسلم في حديثه.
فلنذكر مثلا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وهذا حديث أيضا يلهج به الناس ويروونه بمناسبات كثيرة كما يذكرون الإسراء و المعراج ثم لا يتنبّهون أبدا بأن فيه إثبات صفة الفوقية لله عز وجل، من منا لا يعرف قول الناس اليوم ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ( ارحموا من في الأرض ) هنا إذًا فيه أمران متَقابَلان أو شيء مقابل شيء، فشيء في الأرض وشيء في السماء ( ارحموا من في الأرض ) من هم من في الأرض؟ ممّا خلق الله عز وجل ( يرحمكم من في السماء ) من هو الذي في السماء؟ الله تبارك وتعالى.
فيُنكرون أيضا هذا الذي يلهجون به صباح مساء ليلا نهارا، الله في السماء وليس هذا مما اقتصر به الحديث ففي القرأن الكريم في سورة تبارك التي يسنّ قراءتها قبل النوم (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير )) إذًا الله في السماء فكيف يُقال الله في كل مكان؟
إذًا هذه الأية فيها إثبات حقيقة وهي التوحيد ووجود الله عز وجل وإثبات من كان يُنكر هذه الحقيقة، هذه الأية فيها إثبات أن الأنبياء والرسل وفي مقدمتهم موسى عليه الصلاة والسلام كان يثبت لله صفة الفوقية وصفة العلوّ والإستعلاء على عرشه وأنه دعا موسى فرعون وجُنْده إلى أن يؤمنوا بهذا الإله الموصوف بصفة الفوقية فكذّبه موسى بقوله (( وإني لأظنه كاذبا )) وفي الأية إثبات أن الذي يُنكر هذه الصفة، صفة الفوقية فإنما هو ملحد كفرعون تماما، هذه الأية من جملة تلك الأيات التي تثبت هذه الصفة، ويجب أن نتنبه لهذه الأية إذا تلوناها فنفهم أن فيها إثبات لهذه الصفة وردّ على فرعون الذي أنكرها في ردّه على موسى وقومه (( إني لأظنه كاذبا )) .
كذلك هناك أية (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )) فإذًا لله صفة العلوّ ولذلك يرفع العمل الصالح إليه.
كذلك وهذا من عجائب الأمور قال تعالى (( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )) فالملائكة تعرج هل معنى العروج النزول أم الصعود؟ الصعود، تعرج إلى من؟ إلى الله تبارك وتعالى، تُقدّم إليه ما سجّلته من أعمال الإنسان في الأرض، والأدهى من هذا كله أن المسلمين جميعا يؤمنون بأن الله عَرَجَ بنبيه إلى السموات العلى، إلى من عرج؟
هؤلاء الذين ضيّعوا أنفسهم، ضيّعوا ربهم فضيّعوا أنفسهم يُثبتون حقائق وينكرون حقائق، يثبتون هذه الحقيقة ويحتفلون بها كل سنة أن الله عَرَجَ بنبيه إليه وإلا إذا كان الله ليس له صفة العلوّ فإلى من عرج الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا كان كما يتوهمون الله موجود في كل مكان فإذًا الرسول هذا العروج لم يكن عروجه إلى الله لأن الله معنا في كل مكان، وسيأتي البحث على كل حال في قوله تعالى (( وهو معكم أينما كنتم )) .
إذًا فهذه الحقائق حينما يدخل التأويل تتعطل هذه الحقائق من أذهان الناس وتتبخّر ويصير أمرهم أنهم يُنكرون ما أثبت الله عز وجل في كتابه وما شرحه نبيه صلى الله عليه وسلم في حديثه.
فلنذكر مثلا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وهذا حديث أيضا يلهج به الناس ويروونه بمناسبات كثيرة كما يذكرون الإسراء و المعراج ثم لا يتنبّهون أبدا بأن فيه إثبات صفة الفوقية لله عز وجل، من منا لا يعرف قول الناس اليوم ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ( ارحموا من في الأرض ) هنا إذًا فيه أمران متَقابَلان أو شيء مقابل شيء، فشيء في الأرض وشيء في السماء ( ارحموا من في الأرض ) من هم من في الأرض؟ ممّا خلق الله عز وجل ( يرحمكم من في السماء ) من هو الذي في السماء؟ الله تبارك وتعالى.
فيُنكرون أيضا هذا الذي يلهجون به صباح مساء ليلا نهارا، الله في السماء وليس هذا مما اقتصر به الحديث ففي القرأن الكريم في سورة تبارك التي يسنّ قراءتها قبل النوم (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير )) إذًا الله في السماء فكيف يُقال الله في كل مكان؟
7 - بيان الشيخ أن إنكار العلو لله تعالى هي طبيعة الملاحدة قديما و حديثا وذكره لبعض الأدلة على علوه سبحانه وتعالى . أستمع حفظ
ذكر الشيخ لحديث الجارية وتأويل النفاة له و رده عليهم في ذلك وكذلك آية " أأمنتم من في السماء " .
الشيخ : وإذا استحضرنا هذه الأية وما قبلها من أيات وأحاديث حينئذ يحسن بنا أن نأتي إلى حديث الجارية الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث معاوية بن الحكم السُّلمي، وإذا أردنا أن نعرف انحراف المسلمين اليوم إلا من شاء الله وقليل ما هم عن السنّة فاذْكرن أن هذا السؤال لا يجوز عند المشايخ، هذا السؤال الذي وَجَّهَه الرسول عليه السلام على سبيل الإختبار والإمتحان إلى الجارية لا يجوز لمسلم أن يتلفّظ به فضلا عن أن يمتحن به الناس كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام.
وإذا لم يجوز السؤال لم يجز الجواب عندهم، فكما أنه لا يجوز توجيه السؤال الذي وجّهه الرسول عليه السلام إلى الجارية أين الله؟ كذلك لا يجوز أن يكون الجواب الله في السماء، مع أن الجارية التي أجابت بهذا الجواب شهد الرسول لها بالإيمان، والعجيب أن تعرفوا أن المشايخ إذا قيل لهم كيف لا تُجيزون السؤال ولا تُصحِّحون الجواب مع أنه الرسول سأل وأقرّ الجواب قال هذا مجاراة من الرسول للجارية أي إن الجارية مثل البدوية يعني ما هي مثقفة ولا هي متعلّمة ولذلك فهو نزل إلى مستواها - كما يقال اليوم - وكلّمها بالمنطق الذي هي تفهمه فهو قال لها ( أين الله ) على اعتبار أنه عقلها مادي، تفهم الأسئلة المادية وجاوبت جوابا ماديا وقالت في السماء وتعني - هذه تأويلات المشايخ اليوم - تعني أنه فيه بالأرض أصنام تُعبد من دون الله فالله غير هذه الأصنان، أما أن الله في السماء لا، الله لا يوصف بأنه في السماء على الرغم من أن الرسول عليه السلام سأل هذا السؤال وقالت الجارية في السماء فالجواب خطأ، فإذا قيل لهم كيف يقرّ الرسول عليه السلام الخطأ، هنا دارت حماليق عيونهم، كأنهم حيارى لا يُبصرون بها، وهذه حقيقة كل إنسان ينحرف عن النور الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وأله وسلم فيُصبح يشكّ في البدهيّات، في الحقائق، فمن البديهات أن الرسول لا يُقِرّ الخطأ ولا يُقِرّ الباطل، فكيف استساغوا أن يقولوا أنه الرسول أقرّ هذا الخطأ لأنه الجارية، جارية غير مثقّفة، هذا لو سُلِّم تأويلهم، ومع ذلك فتأويلهم من أبطل الباطل لأن الجارية في الحقيقة، قد جاوبت بنص القرأن الكريم.
وهذا مما يؤسف له أن الجارية راعية الغنم بتكون عارفة بما يجوز لله عز وجل من الصفات أكثر من أهل العلم المتخصّصين في دراسة التوحيد لأن الجارية التي قالت الله في السماء تُعيد القرأن (( أأمنتم من في السماء )) فمن هو الذي في السماء؟ الله إذًا الجارية جاوبت بجواب تلقّته من القرأن وإذا كنّا نحن كأشخاص غير مثقّفين، غير متعلمين وغير دارسين للقرأن كما ينبغي فقد تخفى علينا هذه الأية لكن ما بال العلماء والمشايخ الذين يدرسون القرأن ليلا نهارا ويدرسون علم التوحيد، ألا يتلون هذه الأية (( أأمنتم من في السماء )) إلى أخرها؟ نعم يتلون هذه الأية ولكن مِعْوَل التأويل الذي هو مِعْوَل هدّام لا يزال بأيديهم ولذلك فقد جاؤوا إلى هذه الأية أيضا فتأوّلوها في جملة الأيات التي تأوّلوها، تعرفوا شو قالوا (( أأمنتم من في السماء )) أي الملائكة، الله ما له علاقة بالأية، (( أأمنتم من في السماء )) يعني الملائكة، طيب والله؟ هل من صفات الملائكة تمام الأية (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا )) ؟ فهذه الصفات التي هي صفات رب العالمين أيضا نقلوها عنه إلى بعض خلقه ألا وهم الملائكة، شو سبب هذا التأويل؟ هو نفس سبب تأويل استوى بمعنى استولى مع أنه تأويل استوى بمعنى استولى أفحش وأخطر من تأويل (( أأمنتم من في السماء )) ليش؟ لأن وصف الملائكة بمثل هذه الصفة يُمكن على تأويل أن الله يقدرّهم على ذلك أي (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )) يعني أن الله يأمر الملائكة فتخسف الأرض بمن فيها، ممكن أن تُعطى هذه الصفة للملائكة لكن الصفة الأساسية لمن؟ لله عز وجل، لكن تأويل استوى بمعنى استولى عرفتم بأنه باطل من أكثر من جهة واحدة.
إذًا فالمؤمن يجوز أولا إقتداء بالرسول صلى الله عليه وأله وسلم أن يسأل أين الله؟ ثم يجب عليه أن يكون الجواب جواب الجارية الله في السماء، ليه؟ لأن الأيات والأحاديث متضافرة متوافرة على إثبات صفة العلوّ لله تبارك وتعالى.
وإذا لم يجوز السؤال لم يجز الجواب عندهم، فكما أنه لا يجوز توجيه السؤال الذي وجّهه الرسول عليه السلام إلى الجارية أين الله؟ كذلك لا يجوز أن يكون الجواب الله في السماء، مع أن الجارية التي أجابت بهذا الجواب شهد الرسول لها بالإيمان، والعجيب أن تعرفوا أن المشايخ إذا قيل لهم كيف لا تُجيزون السؤال ولا تُصحِّحون الجواب مع أنه الرسول سأل وأقرّ الجواب قال هذا مجاراة من الرسول للجارية أي إن الجارية مثل البدوية يعني ما هي مثقفة ولا هي متعلّمة ولذلك فهو نزل إلى مستواها - كما يقال اليوم - وكلّمها بالمنطق الذي هي تفهمه فهو قال لها ( أين الله ) على اعتبار أنه عقلها مادي، تفهم الأسئلة المادية وجاوبت جوابا ماديا وقالت في السماء وتعني - هذه تأويلات المشايخ اليوم - تعني أنه فيه بالأرض أصنام تُعبد من دون الله فالله غير هذه الأصنان، أما أن الله في السماء لا، الله لا يوصف بأنه في السماء على الرغم من أن الرسول عليه السلام سأل هذا السؤال وقالت الجارية في السماء فالجواب خطأ، فإذا قيل لهم كيف يقرّ الرسول عليه السلام الخطأ، هنا دارت حماليق عيونهم، كأنهم حيارى لا يُبصرون بها، وهذه حقيقة كل إنسان ينحرف عن النور الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وأله وسلم فيُصبح يشكّ في البدهيّات، في الحقائق، فمن البديهات أن الرسول لا يُقِرّ الخطأ ولا يُقِرّ الباطل، فكيف استساغوا أن يقولوا أنه الرسول أقرّ هذا الخطأ لأنه الجارية، جارية غير مثقّفة، هذا لو سُلِّم تأويلهم، ومع ذلك فتأويلهم من أبطل الباطل لأن الجارية في الحقيقة، قد جاوبت بنص القرأن الكريم.
وهذا مما يؤسف له أن الجارية راعية الغنم بتكون عارفة بما يجوز لله عز وجل من الصفات أكثر من أهل العلم المتخصّصين في دراسة التوحيد لأن الجارية التي قالت الله في السماء تُعيد القرأن (( أأمنتم من في السماء )) فمن هو الذي في السماء؟ الله إذًا الجارية جاوبت بجواب تلقّته من القرأن وإذا كنّا نحن كأشخاص غير مثقّفين، غير متعلمين وغير دارسين للقرأن كما ينبغي فقد تخفى علينا هذه الأية لكن ما بال العلماء والمشايخ الذين يدرسون القرأن ليلا نهارا ويدرسون علم التوحيد، ألا يتلون هذه الأية (( أأمنتم من في السماء )) إلى أخرها؟ نعم يتلون هذه الأية ولكن مِعْوَل التأويل الذي هو مِعْوَل هدّام لا يزال بأيديهم ولذلك فقد جاؤوا إلى هذه الأية أيضا فتأوّلوها في جملة الأيات التي تأوّلوها، تعرفوا شو قالوا (( أأمنتم من في السماء )) أي الملائكة، الله ما له علاقة بالأية، (( أأمنتم من في السماء )) يعني الملائكة، طيب والله؟ هل من صفات الملائكة تمام الأية (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا )) ؟ فهذه الصفات التي هي صفات رب العالمين أيضا نقلوها عنه إلى بعض خلقه ألا وهم الملائكة، شو سبب هذا التأويل؟ هو نفس سبب تأويل استوى بمعنى استولى مع أنه تأويل استوى بمعنى استولى أفحش وأخطر من تأويل (( أأمنتم من في السماء )) ليش؟ لأن وصف الملائكة بمثل هذه الصفة يُمكن على تأويل أن الله يقدرّهم على ذلك أي (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )) يعني أن الله يأمر الملائكة فتخسف الأرض بمن فيها، ممكن أن تُعطى هذه الصفة للملائكة لكن الصفة الأساسية لمن؟ لله عز وجل، لكن تأويل استوى بمعنى استولى عرفتم بأنه باطل من أكثر من جهة واحدة.
إذًا فالمؤمن يجوز أولا إقتداء بالرسول صلى الله عليه وأله وسلم أن يسأل أين الله؟ ثم يجب عليه أن يكون الجواب جواب الجارية الله في السماء، ليه؟ لأن الأيات والأحاديث متضافرة متوافرة على إثبات صفة العلوّ لله تبارك وتعالى.
8 - ذكر الشيخ لحديث الجارية وتأويل النفاة له و رده عليهم في ذلك وكذلك آية " أأمنتم من في السماء " . أستمع حفظ
تفسير الشيخ للآية " أأمنتم من في السماء " .
الشيخ : هنا في الأية وفي جواب الجارية بيان لا بد منه (( أأمنتم من في السماء )) السماء في اللغة لها عدة معان، فالمطر سماء والسقف سماء والسّحاب سماء وسبع سموات طباقا، سموات إلى أخره، فأي معنى هل هو المراد في قوله تعالى (( أأمنتم من في السماء )) ؟ يجب أن نذْكر أن المقصود بهذه السماء في هذه الأية خاصة هي العلو المطلق حتى تكون هذه الأية متماشية في معناها مع (( الرحمن على العرش استوى )) ذلك لأن العرش فوق المخلوقات كلها، فوق السموات، فليس وراء العرش خلق مطلقا، ليس وراء العرش إلا خالق العرش وخالق الكون كله سبحانه وتعالى.
فحينما نقرأ (( أأمنتم من في السماء )) يجب أن لا نستحضر السماء بمعنى ظرف لأنه هذا الإستحضار صار معنا مثل ما صار مع غيرنا حينئذ إذا بدنا نقول الله في السماء يعني في هذا الخلق الذي خلقه فمعناه أنه حصرناه في مكان لكن المقصود بالسماء هنا هو العلوّ المطلق أي خارج المخلوقات أي فوق العرش (( الرحمن على العرش استوى )) .
الأيات والأحاديث و أقول السلف والأئمة كلها تمشي على إثبات هذه الحقيقة وهي أن لله صفة العلو.
ومن لطائف الأيات الواردة في هذه المسألة هي أن الله عز وجل يصف عباده بقوله (( يخافون ربهم من فوقهم )) وهذا في الحقيقة كأنه امتحان لنا غير مباشر، نحن الذين نفترض في أنفسنا أننا نخاف من ربنا فتُسيطر أحيانا علينا خشية الله وعظمته، فهل نلاحظ أن هذا الرب العظيم هو فوقنا أم هو ممازج ومخالط لنا؟ ربنا بيقول هنا في صفات المؤمنين (( يخافون ربهم من في فوقهم )) .
إذًا من صفات المؤمنين ما أجابت به الجارية في حديث السابق الله في السماء لإنه يقول ربنا تبارك وتعالى في حق المؤمنين (( يخافون ربهم من فوقهم )) .
هذه العقيدة لا يوجد في الكتاب ولا في السنّة ما يخالفها أو ما يضطرّنا أن نسلك فيها سبيل المتأولين لها، وإنما لهم بعض الشبهات.
فحينما نقرأ (( أأمنتم من في السماء )) يجب أن لا نستحضر السماء بمعنى ظرف لأنه هذا الإستحضار صار معنا مثل ما صار مع غيرنا حينئذ إذا بدنا نقول الله في السماء يعني في هذا الخلق الذي خلقه فمعناه أنه حصرناه في مكان لكن المقصود بالسماء هنا هو العلوّ المطلق أي خارج المخلوقات أي فوق العرش (( الرحمن على العرش استوى )) .
الأيات والأحاديث و أقول السلف والأئمة كلها تمشي على إثبات هذه الحقيقة وهي أن لله صفة العلو.
ومن لطائف الأيات الواردة في هذه المسألة هي أن الله عز وجل يصف عباده بقوله (( يخافون ربهم من فوقهم )) وهذا في الحقيقة كأنه امتحان لنا غير مباشر، نحن الذين نفترض في أنفسنا أننا نخاف من ربنا فتُسيطر أحيانا علينا خشية الله وعظمته، فهل نلاحظ أن هذا الرب العظيم هو فوقنا أم هو ممازج ومخالط لنا؟ ربنا بيقول هنا في صفات المؤمنين (( يخافون ربهم من في فوقهم )) .
إذًا من صفات المؤمنين ما أجابت به الجارية في حديث السابق الله في السماء لإنه يقول ربنا تبارك وتعالى في حق المؤمنين (( يخافون ربهم من فوقهم )) .
هذه العقيدة لا يوجد في الكتاب ولا في السنّة ما يخالفها أو ما يضطرّنا أن نسلك فيها سبيل المتأولين لها، وإنما لهم بعض الشبهات.
ذكر الشيخ لبعض شبه المعطلة ورده عليها منها قوله تعالى :" وهو معكم أينما كنتم " وبيانه المراد بالمعية في الآية .
الشيخ : من هذه الشبهات الأية السابقة (( وهو معكم أينما كنتم )) فيجب أن نعلم أن هذه الأية مثل قوله تبارك وتعالى لموسى وهارون (( إنني معكما أسمع وأرى )) الأية فيها تفسير المعيّة المذكورة فيها (( إنني معكما أسمع وأرى )) أي علما ورؤية، ليس معنى الأية إنني معكما يعني مخالط لكما مثل هارون مع موسى، موسى مع هارون، رب العالمين لو كان كذلك لكان كلامه وخطابه لهما، لو كان الله مع العباد يعني مُخالط لهم ومُمازج لهم دائما وأبدا لكان قول الله لهما (( إنني معكما أسمع وأرى )) تحصيل حاصل لأنه لو كان الأمر كما يقول المعطّلة أن الله في كل مكان، فإذًا حيث كان موسى وهارون فالله معهما فشو معنى قوله ربنا عز وجل لموسى وهارون (( إنني معكما )) إذا كان هو معهما دائما وأبدا؟ لا، هذه معيّة صفة ليست معيّة ذات، (( إنني معكما )) بصفة أسمع وأرى.
كذلك (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) هذه معية أيضا معية صفة، مع الذي اتقوا إعانة ونصرة وتوفيقا ونحو ذلك من الصفات التي لا تليق إلا بالمؤمنين.
هناك معية عامة (( إنني معكما )) معية خاصة (( أسمع وأرى )) ، (( إن الله مع الذين اتقوا والذي هم محسنون )) معية خاصة أيضا بالنسبة للمتقين والمحسنين وهناك معية عامة هي ما أفادته الأية السابقة (( وهو معكم أينما كنتم )) ، أي هو معكم بعلمه هكذا فسّر الأية علماء السلف رضي الله عنهم، (( وهو معكم )) بعلمه ((أينما كنتم )) تفسيرها في أية (( لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء )) .
كذلك (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) هذه معية أيضا معية صفة، مع الذي اتقوا إعانة ونصرة وتوفيقا ونحو ذلك من الصفات التي لا تليق إلا بالمؤمنين.
هناك معية عامة (( إنني معكما )) معية خاصة (( أسمع وأرى )) ، (( إن الله مع الذين اتقوا والذي هم محسنون )) معية خاصة أيضا بالنسبة للمتقين والمحسنين وهناك معية عامة هي ما أفادته الأية السابقة (( وهو معكم أينما كنتم )) ، أي هو معكم بعلمه هكذا فسّر الأية علماء السلف رضي الله عنهم، (( وهو معكم )) بعلمه ((أينما كنتم )) تفسيرها في أية (( لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء )) .
10 - ذكر الشيخ لبعض شبه المعطلة ورده عليها منها قوله تعالى :" وهو معكم أينما كنتم " وبيانه المراد بالمعية في الآية . أستمع حفظ
سياق الشيخ أثر ابن المبارك في إثبات الفوقية والمعية لله تعالى .
الشيخ : وما أحسن قول شيخ الإمام أحمد رحمه الله واسمه عبد الله بن المبارك من كبار أئمة الحديث والفقهاء والمجاهدين في سبيل الله كان يقول كلمة موجزة جمع فيها الإشارة إلى الأيات التي تُثبت لله صفة العلوّ فوق مخلوقاته والإشارة إلى الأيات التي تُثبت أن الله عز وجل مع مخلوقاته بعلمه تلك الكلمة هي قوله رحمه الله " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته " هذا في الجملة الأولى، الجملة الثانية قال " بائن من خلقه " ، في الجملة الثالثة " وهو معهم بعلمه " .
المسلم إذا حفظ هذه الكلمة لإمام السنّة عبد الله بن المبارك جمع هذا البحث وكل البحوث التي طرقها علماء السلف في ذهنه بأوجز عبارة " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته بائن من خلقه وهو معهم بعلمه " .
فإذا جاءتنا أية (( وهو معكم أينما كنتم )) عرفنها شو الجواب؟ بعلمه، وإذا قيل إن الله عز وجل موجود في كل مكان كما يقال اليوم قلنا لا، أئمة السلف وفيهم عبد الله بن المبارك يقول : " الله فوق عرشه بذاته بائن من خلقه " يعني مفصول عنهم، يعني غنيّ عنهم ليس مخالطا لهم.
المسلم إذا حفظ هذه الكلمة لإمام السنّة عبد الله بن المبارك جمع هذا البحث وكل البحوث التي طرقها علماء السلف في ذهنه بأوجز عبارة " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته بائن من خلقه وهو معهم بعلمه " .
فإذا جاءتنا أية (( وهو معكم أينما كنتم )) عرفنها شو الجواب؟ بعلمه، وإذا قيل إن الله عز وجل موجود في كل مكان كما يقال اليوم قلنا لا، أئمة السلف وفيهم عبد الله بن المبارك يقول : " الله فوق عرشه بذاته بائن من خلقه " يعني مفصول عنهم، يعني غنيّ عنهم ليس مخالطا لهم.
رد الشيخ على الصوفية في عقيدتهم الحلولية .
الشيخ : ليس كما يقول غلاة الصوفية : "إن الله تبارك وتعالى في خلقه ممزوج مع خلقه امتزاج الماء في الثلج وامتزاج الزبدة بالحليب" ها الوحدة هذه هي الله، زعْم الصوفية "وما الله إلا راهب في كنيسة" هكذا يقولون، "وما الله في التَّمثال إلا كثَلْجة" الله في المثال مثل الثلج ... تمام الشعر ماني حافظه الأن، هكذا يقول ابن عربي في "الفتوحات المكية" وفي "فصوص الحكم"، "وما الله بالتمثال إلا كثلجة بها الماء"، بيقدر أحد يفصل بين الماء والثلج؟ الماء والثلج مشكلين وحدة، ها الوحدة هي الثلج، مثال هذا الكون هو الله فليس هناك خالق ولا مخلوق وليس هناك وجودان، وجود واجب الوجود وهو الله ووجود ممكن حادث وهو المخلوق، لا قال في صريح العبارة "كل ما تراه بعينك فهو الله"، الذين يُنكرون صفات الله وعلوّ الله على خلقه يلتقون مع الصوفية في هذه الضلالة الكبرى لأن علماء الكلام وعلماء الفقه، صحيح لا يؤمنون بوحدة الوجود التي يقول بها الصوفية لكنهم يلتقون معهم، فهم يقولون الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود وهذه هي وحدة الوجود تماما.
لذلك يجب الإيمان بأن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها وأنه على العرش استوى وأنه مستغن عن العالمين ليس ممازجا ومخالطا للخلق كما تعتقد الصوفية وكما تُعطيه العبارة الشائعة اليوم بين الناس أجمعين، من منكم ما بيسمع الله موجود في كل مكان؟ من منكم ما بيسمع الله موجود في كل موجود؟ وهذا هو الكفر بعينه، ولا أحد ينتبه كأنه الناس مخدّرون أو مسحورون يقولون خلاف ما أجمع عليه علماء السلف وفيهم الأئمة الأربعة، مثلا أبو حنيفة في كتاب الفقه الأكبر المنسوب إليه وأقول المنسوب إليه لأنه الحقيقة لا يثبت هذا الكتاب ولا يثبت أن أبا حنفية ترك كتابا بعده ولكن هكذا أتباعه ينسِبون هذا الكتاب إليه ومحققوهم يقولون المنسوب إلى أبي حنيفة، مع ذلك ففيه توحيد فهو يقول "من أنكر أن الله ليس في السماء فقد كفر" وهذا ليس بالغريب لأنه يُنكر أن، قول الله (( أأمنتم من في السماء )) ويُنكر الأيات الكثيرة التي أشرنا إلى بعضها والتي هي صريحة لأن الله عز وجل فوق السماوات كلها وفوق العرش استوى.
هذا ما يحسن القول فيه بمناسبة هذه المسألة الخطيرة، وقبل أن ننتقل إلى غيرها فإذا كان عند أحد من الحاضرين سؤال أو استفسار حول هذا الموضوع فنسمعه ونجيب عنه إن شاء الله.
لذلك يجب الإيمان بأن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها وأنه على العرش استوى وأنه مستغن عن العالمين ليس ممازجا ومخالطا للخلق كما تعتقد الصوفية وكما تُعطيه العبارة الشائعة اليوم بين الناس أجمعين، من منكم ما بيسمع الله موجود في كل مكان؟ من منكم ما بيسمع الله موجود في كل موجود؟ وهذا هو الكفر بعينه، ولا أحد ينتبه كأنه الناس مخدّرون أو مسحورون يقولون خلاف ما أجمع عليه علماء السلف وفيهم الأئمة الأربعة، مثلا أبو حنيفة في كتاب الفقه الأكبر المنسوب إليه وأقول المنسوب إليه لأنه الحقيقة لا يثبت هذا الكتاب ولا يثبت أن أبا حنفية ترك كتابا بعده ولكن هكذا أتباعه ينسِبون هذا الكتاب إليه ومحققوهم يقولون المنسوب إلى أبي حنيفة، مع ذلك ففيه توحيد فهو يقول "من أنكر أن الله ليس في السماء فقد كفر" وهذا ليس بالغريب لأنه يُنكر أن، قول الله (( أأمنتم من في السماء )) ويُنكر الأيات الكثيرة التي أشرنا إلى بعضها والتي هي صريحة لأن الله عز وجل فوق السماوات كلها وفوق العرش استوى.
هذا ما يحسن القول فيه بمناسبة هذه المسألة الخطيرة، وقبل أن ننتقل إلى غيرها فإذا كان عند أحد من الحاضرين سؤال أو استفسار حول هذا الموضوع فنسمعه ونجيب عنه إن شاء الله.
ما معنى الآية " وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله " ؟
السائلة : ما معنى الأية (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )) ؟
الشيخ : أي نعم.
السائلة : شو بقى ... .
الشيخ : " إله " معناه معبود، إله معبود فهو معبود في السماء ومعبود في الأرض، ما فيها شيء الأية، معبود في السماء ومعبود، نعم؟
السائلة : ... السماوات والأرض
الشيخ : إله السموات وإله الأرض.
السائلة : ... .
الشيخ : هو رب السماوات، الرب يجب أن نذْكر الرب معناه غير الإله، الرب هو الخالق المربّي أما الإله فهو المعبود بحق، ولذلك فليس كل من يؤمن بالله ربا يؤمن به إلها، كمان هذه من الأشياء اللي الناس غافلين عنها، لو قال قائل من الملاحدة أو الكفار "أمنت بأنه لا رب إلا الله"، ما بيصير مسلم إنما يجب أن يقول "أمنت بأنه لا إله إلا الله" ليه؟ لأنه معنى "لا إله" أخفّ من معنى "لا رب" لأن المشركين الذين بُعِث إليهم رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ودعاهم إلى ما دعاهم إليه من أنه لا إله إلا الله فكفروا، قال تعالى (( وإذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون )) لكن في الأية الأخرى (( ولئن سألتهم من خلق السموات و الأرض ليقولن الله )) إذًا هم ليسوا منكرين لوجود الله، هم معتقدين بأن هذا الكون له ربا خالقا ولكن ما هم معتقدين أنه العبادة يجب أن تُوَجَّه إلى هذا الرب وحده، فلا إله إلا الله هو أرقى بكثير مما لو قال القائل "لا رب إلا الله"، لا رب إلا الله أي لا خالق إلا الله، المشرك كان يقول لا خالق إلا الله بنص القرأن لكان لم كفر؟ لأنه عبد غير الله مع الله فجعل له شريكا في العبادة.
الشيخ : أي نعم.
السائلة : شو بقى ... .
الشيخ : " إله " معناه معبود، إله معبود فهو معبود في السماء ومعبود في الأرض، ما فيها شيء الأية، معبود في السماء ومعبود، نعم؟
السائلة : ... السماوات والأرض
الشيخ : إله السموات وإله الأرض.
السائلة : ... .
الشيخ : هو رب السماوات، الرب يجب أن نذْكر الرب معناه غير الإله، الرب هو الخالق المربّي أما الإله فهو المعبود بحق، ولذلك فليس كل من يؤمن بالله ربا يؤمن به إلها، كمان هذه من الأشياء اللي الناس غافلين عنها، لو قال قائل من الملاحدة أو الكفار "أمنت بأنه لا رب إلا الله"، ما بيصير مسلم إنما يجب أن يقول "أمنت بأنه لا إله إلا الله" ليه؟ لأنه معنى "لا إله" أخفّ من معنى "لا رب" لأن المشركين الذين بُعِث إليهم رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ودعاهم إلى ما دعاهم إليه من أنه لا إله إلا الله فكفروا، قال تعالى (( وإذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون )) لكن في الأية الأخرى (( ولئن سألتهم من خلق السموات و الأرض ليقولن الله )) إذًا هم ليسوا منكرين لوجود الله، هم معتقدين بأن هذا الكون له ربا خالقا ولكن ما هم معتقدين أنه العبادة يجب أن تُوَجَّه إلى هذا الرب وحده، فلا إله إلا الله هو أرقى بكثير مما لو قال القائل "لا رب إلا الله"، لا رب إلا الله أي لا خالق إلا الله، المشرك كان يقول لا خالق إلا الله بنص القرأن لكان لم كفر؟ لأنه عبد غير الله مع الله فجعل له شريكا في العبادة.
اضيفت في - 2008-06-18