متفرقات للألباني-207
خطبة الحاجة للشيخ .
السائل : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم، أما بعد، فهذه، هذا اللقاء من جملة اللقاءات المتعدّدة التي تُعقد مع فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني والذي يزور البلاد بدعوة من جمعية إحياء التراث الإسلامي ونسأل الله عز وجل أن ينفعنا في هذه الجلسة والموضوع الذي نرجو أن يتحدث فيه فضيلة الشيخ هو ما هو العلم؟ يعني مع المقصود بكلمة العلم؟ ومن هم العلماء؟ وكيف التوصل إلى معرفة العلم الصحيح من غيره؟ وبعد ذلك إن شاء الله نستمع إلى أسئلة أخرى والتي ستكون مكتوبة على ورق.
الشيخ : إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد،
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وبعد.
الشيخ : إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد،
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وبعد.
ذكر الشيخ للسبب الباعث على هذا الموضوع .
الشيخ : فإن الباعث على البحث في العلم النافع، العلم الشرعي الذي تقوم به الحجّة على المسلم إنما هو ما نسمعه ما بين آونة وأخرى من فتاوى تصدر من بعض من يُظن أنهم من أهل العلم وفي الغالب تكون هذه الفتاوى مخالفة لما جرى عليه عمل الأئمة السابقين من السلف الصالح والأئمة المجتهدين. وكان أقرب مثال وقع لي أنفا سؤال كنت سئلت عنه فيما مضى من بعض الجلسات
كلام الشيخ على معنى قوله تعالى : ( وفي سبيل الله ) في آية مصاريف الزكاة .
ألا وهو معنى (( وفي سبيل الله )) في أية مصاريف الزكاة (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) إلى أخر الأية ثم قال تعالى (( وفي سبيل الله )) ، كان السؤال هل في سبيل الله يختص بالجهاد في سبيل الله أم يشمل أيضا مصالح أخرى للمسلمين كبناء المساجد والمدارس واتخاذ المرافق والمنافع العامة للمسلمين؟ فهل في سبيل الله في هذا الموضع من أية مصاريف الزكاة يشمل غير الجهاد في سبييل الله مما ألمحنا إليه أنفا فيجوز إذًا كانت الأية تشمل تلك الأمور فيجوز للغنيّ أن يُعطيَ ماله لبناء مسجد أو لبناء مدرسة أو مستشفى أو غير ذلك؟ فكان جوابي أن معنى قول الله عز وجل في هذه الأية الكريمة (( وفي سبيل الله )) خاص في مسألتين اثنتين لا ثالث لهما.
الأولى ما هو معروف لدى الجميع ألا وهو الجهاد في سبيل الله، فهذا مصرف من مصارف الزكاة يصرفه المكلّف بها في سبيل الله، في الجهاد في سبل الله.
الأمر الثاني مما جاء الدليل الشرعي ليُوسّع كلمة (( وفي سبيل الله )) فيُدخل في هذه الجملة إنفاق المال في الإحجاج للفقير إلى بيت الله الحرام، فيكون معنى (( وفي سبيل الله )) أي في الجهاد والحج، ولم يأت عن أحد من السلف بل ولا الأئمة المجتهدين توسعة لهذه الجملة بأكثر من الأمرين المذكورين (( وفي سبيل الله )) أي في الجهاد في سبيل الله وفي الإحجاج أيضا للفقير المحتاج إلى بيت الله الحرام.
الأمر الثاني هذا الإحجاج للفقير قد جاء فيه حديث صحيح في سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد وغيرهما أن رجلا من الصحابة يُعرف بأبي طلْق حجّ مع النبي صلى الله عليه وأله وسلم حجّة الوداع فلما رجع جاءت زوجته إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم تشكوه إليه عليه الصلاة والسلام وقالت يا رسول الله إن زوجي أبا طلق لم يحجّجني على جمله فلان، فأرسل الرسول عليه السلام خلف أبي طلْق فسأله عن هذه الفتوى، فقال يا رسول الله جملي هذا أعددته في سبيل الله عز وجل فقال عليه الصلاة والسلام لو أنك أحججتها عليه لكان ذلك في سبيل الله، فأخذ الإمام أحمد رحمه الله من بين الأئمة الأخرين الذين حصَروا معنى (( وفي سبيل الله )) في الجهاد في سبيل الله أخذ الإمام أحمد من هذا الحديث معنى أخر فأضافه إلى المعنى ألأول فقال (( وفي سبيل الله )) أي الجهاد والإحجاج أيضا في سبيل الله، كما دل عليه هذا الحديث الصحيح.
لم يأت عن أحد من السلف معنى أوسع من هذا المعنى الذي سمعتموه وهو الإحجاج بينما نجد اليوم فتاوى تصدُر من هنا وهناك أن معنى هذه الجملة (( وفي سبيل الله )) واسع بحيث يدخل كل المصالح التي يَنتفع فيها المسلمون ومن ذلك ما أشرنا إليه أنفا بناء المساجد والمدارس ونحو ذلك.
هذا كان السبب لإثارة هذا البحث الأن وهو.
الأولى ما هو معروف لدى الجميع ألا وهو الجهاد في سبيل الله، فهذا مصرف من مصارف الزكاة يصرفه المكلّف بها في سبيل الله، في الجهاد في سبل الله.
الأمر الثاني مما جاء الدليل الشرعي ليُوسّع كلمة (( وفي سبيل الله )) فيُدخل في هذه الجملة إنفاق المال في الإحجاج للفقير إلى بيت الله الحرام، فيكون معنى (( وفي سبيل الله )) أي في الجهاد والحج، ولم يأت عن أحد من السلف بل ولا الأئمة المجتهدين توسعة لهذه الجملة بأكثر من الأمرين المذكورين (( وفي سبيل الله )) أي في الجهاد في سبيل الله وفي الإحجاج أيضا للفقير المحتاج إلى بيت الله الحرام.
الأمر الثاني هذا الإحجاج للفقير قد جاء فيه حديث صحيح في سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد وغيرهما أن رجلا من الصحابة يُعرف بأبي طلْق حجّ مع النبي صلى الله عليه وأله وسلم حجّة الوداع فلما رجع جاءت زوجته إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم تشكوه إليه عليه الصلاة والسلام وقالت يا رسول الله إن زوجي أبا طلق لم يحجّجني على جمله فلان، فأرسل الرسول عليه السلام خلف أبي طلْق فسأله عن هذه الفتوى، فقال يا رسول الله جملي هذا أعددته في سبيل الله عز وجل فقال عليه الصلاة والسلام لو أنك أحججتها عليه لكان ذلك في سبيل الله، فأخذ الإمام أحمد رحمه الله من بين الأئمة الأخرين الذين حصَروا معنى (( وفي سبيل الله )) في الجهاد في سبيل الله أخذ الإمام أحمد من هذا الحديث معنى أخر فأضافه إلى المعنى ألأول فقال (( وفي سبيل الله )) أي الجهاد والإحجاج أيضا في سبيل الله، كما دل عليه هذا الحديث الصحيح.
لم يأت عن أحد من السلف معنى أوسع من هذا المعنى الذي سمعتموه وهو الإحجاج بينما نجد اليوم فتاوى تصدُر من هنا وهناك أن معنى هذه الجملة (( وفي سبيل الله )) واسع بحيث يدخل كل المصالح التي يَنتفع فيها المسلمون ومن ذلك ما أشرنا إليه أنفا بناء المساجد والمدارس ونحو ذلك.
هذا كان السبب لإثارة هذا البحث الأن وهو.
كلام الشيخ على العلم النافع والعلماء، ومن هم العلماء ؟
الشيخ : ما هو العلم الذي يذكره الله عز وجل في غيرما أية ويشيد الرسول عليه السلام بفضله في أحاديث كثيرة، الله عز وجل يقول مثلا (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) (( يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) الرسول صلى الله عليه وأله وسلم يقول مثلا ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ) والأحاديث في هذا كثيرة وكثيرة جدا منها قوله عليه السلام ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) فما هو هذا العلم الذي مدح الله عز وجل أهله ثم أكّد ذلك نبيه عليه الصلاة والسلام في الأحاديث الكثيرة أهو مجرد أن نسمع قولا لعالم مهما كان شأن هذا العالم يفسر لنا أية أو يفسر لنا حديثا تفسيرا لم يسبق إليه من علماء السلف الصالح ومن جاؤوا من بعدهم أو من كان منهم من الأئمة المجتهدين وأتباعهم الذين سلكوا طريق الأولين هل هذا هو من العلم في شيء؟ الجواب نسمعه من كلام بن قيم الجوزية رحمه الله تعالى فإنه يقول " العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه " ما هو العلم؟ كلام عرب واضح مبين، العلم قال الله أول مرتبة هذه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ثم قال الصحابة وهذا طبعا إذا اتفقوا على شيء كان اتفاقهم حجة كما أوضحنا ذلك في كلمة سابقة منذ بياني قريبة استدلالا بمثل قوله تبارك وتعالى (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فسبيل المؤمنين هو سبيل الصحابة الكرام، فلا يجوز مخالفتهم فالعلم إذًا إنما نأخذه من قول الله عز وجل ثم من قول نبيه صلى الله عليه وأله وسلم ثم مما جاءنا عن أصحابه الكرام، فإذا جاء مفسر إلى أية مثل هذه الأية (( وفي سبيل الله )) فوسّع المعنى توسعة دخل فيها صرف أموال الزكاة في بناء المساجد، صرف أموال الزكاة في بناء المدارس وهكذا لا ينبغي أن ننصاع لمثل هذه التوسعة أو لمثل هذا التفسير لأنه تفسير بالرأي مخالف لتفسير السلف الصالح، لو رجعنا إلى كتب التفسير لا سيما من، ما كان منها من الأمهات ومن المراجع الأساسية التي يعتمد عليها كل المفسرين الذين جاؤوا من بعدهم كتفسير بن جرير الطبري، محمد بن جرير الطبري المفسر والمحدث والمؤرخ المشهور أو رجعنا في ذلك إلى تفسير الحافظ بن كثير الدمشقي أيضا المفسّر والمحدث والمؤرخ، لم نجد لمثل هذا التفسير لجملة (( وفي سبيل الله )) أنه بالمعنى العام الشامل لكل طرق الخير وإنما وجدنا فيهما وفي غيرهما من كتب التفسير بل وكتب الفقه أيضا في سبيل الله الجهاد والحج إلى بيت الله الحرام فحينما نجد مثل هذا التوسع فلا ينبغي لنا أن نتقبل مثله لأنه خلاف ما كان عليه سلفنا الصالح وقد ذكرنا أكثر من مرة بأننا حينما ندعو الناس إلى اتباع كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فإنما ينبغي أن يكون اتباعنا لهذين المصدرين على ما كان عليه سلفنا الصالح فهما لهما وتصريفا لهما في حياتهم المباركة، فحينما نراجع تفسير هذه الأية لا نجد هذا التوسع فيكون هذا التفسير فيه انحراف عما كان عليه السلف الصالح وهذا وحده يكفي لنتبين خطأ مثل هذا التفسير، كثيرا ما نسمع أيضا فتاوى تخالف ما كان عليه السلف الصالح والأئمة الأربعة وغيرهم مما يذهب إليه بعض الكتاب الإسلاميين اليوم زعموا من باب التيسير والتوسعة على الناس فلا بد أنكم سمعتم من يصرح بإباحة ألات الطرب مع أن العلماء قديما وأتبعهم حديثا يفسرون قوله تعالى (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )) فسروا لهو الحديث بالغناء الذي فيه إلهاء للذين يتعاطون هذا الغناء عن القيام بواجبات إسلامية كثيرة وقد يكون منها المحافظة على الصلاة فحينما يأتي بعض الناس يفسرون هذا التفسير (( لهو الحديث )) بالكلام الذي يخالف الشريعة مثلا أو فيه إثارة الغوغاء والضوضاء على كلام الله فقط ولا يفسرونه أيضا بأنه الغناء أيضا مع مجيء الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم في تحريم ألات الطرب مما يؤيد هذا التفسير الوارد عن السلف أن من (( لهو الحديث )) هو الغناء فمن تلك الأحاديث مثلا ولست في صددها كلها ما أخرجه البخاري في صحيحه تعليقا ووصله جمع كبير من المحدثين بالسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أنه قال ( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرا ) أي الزنا ( والحرير ) أي الحرير الحيواني والمسمى في بعض البلاد بالبلدي أي غير النباتي ( يستحلون الحرا والحرير والمعازف يمسون في لهو ولعب ويصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير ) نسمع اليوم كثيرا من الناس من يعلنها صريحة إما كتابة أو محاضرة بأن ألات الطرب جائزة على ما تفنن الكفار الأوروربيين اليوم من ابتكار ألات كثيرة وكثيرة جدا إذا سمعها السامع انهارت قواه وذهبت معاليه الإسلامية والمروءة الإسلامية وصار لا يهتم بما يقع هناك من فسق أو فجور.
حينما نسمع مثل هذه الفتاوى يجب أن نقف أمامها متسائلين ولا يجوز أن نقف أمامها مستسهلين لنقول لهم (( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) كيف توسعون معنى (( وفي سبيل الله )) بحيث أنه يدخل فيها بناء المساجد فلا يبقى غني يتبرع من ماله الكثير الوفير تبرعا فوق ما فرض الله عز وجل عليه من الزكاة فهو لا يعمل خيرا إلا في حدود الفرض أما التطوع فقد منع نفسه منه لأن هؤلاء العلماء أوجدوا له طريقا أنه كل سبيل خير تنفقه فيمكنك أن تعتبر ذلك من الزكاة المفروضة، وهكذا فالأمثلة تتعدد في تفسير نصوص من الكتاب ونصوص من السنة على خلاف ما كان عليه علماء المسلمين قديما فإذًا ما هو العلم حتى إذا قيل لنا قول فلا نقول والله أفتى بهذا فلان العالم، يجب أن نفهم العلم على حقيقته ما هو؟ وبذلك نعرف من هم العلماء، قد سمعتم أنفا " أن العلم قال الله قال رسول الله قال الصحابة " وليس العلم وهذا تسمعونه صراحة من بعض هؤلاء الذين يأتونكم بالفتاوى الجديدة بيقل لك هذا رأيي وأنت حر، ليس في الإسلام هذا رأيي وأنت حر وإنما عليك أن تفتي بما قال الله وما قال رسول الله وبما كان عليه سلفنا الصالح فإن كان ليس هناك رأي لهؤلاء العلماء الذين مضوا في مسألة جدت، والله هنا لا بد من الإجتهاد ولا بد من إبداء الرأي لكن الرأي المبني على تلك المصادر الثلاثة الكتاب والسنة والإجماع أما أن ينتصب الإنسان فيفتي بفتوى يخالف فيها من كان قبلنا من السلف بل ويخالف فيها نصوص الكتاب والسنة بتأويل هذه النصوص تأويلا يتفق مع ما يذهب إليه من الرأي وختاما يقول هذا رأيي، يقول أهل العلم " إذا جاء الأثر بطل النظر " ، " إذا جاء الأثر عن الله ورسوله أو أصحابه فلم يبق هناك مجال للنظر " ويقولون بعبارة أخرى " لا اجتهاد في مورد النص " و " إذا جاء نهر الله " أيضا يقولون بلسان عربي قديم " بطل نهر معقل " فهذا الرأي إنما يمكن أن يكون له وجاهة وأن يكون له قبول فيما إذا لم يخالف إما أية وإما حديث أو ما كان عليه السلف من تفسير أية أو من تفسير حديث صحيح، لذلك يجب أن نعرف كيف نتفقه وكيف نتعلم ونحن لا نفر كما يتوهم بعض الناس بل وقد يصرح بعضهم لا نريد من كل إنسان أن يصير عالما وفقيها في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فإن هذا ليس بالأمر المتيسر لأكثر الناس حتى لكثير من هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم لإبداء أراء لهم تخالف الكتاب والسنة ليس من السهل لأمثال هؤلاء أن يجتهدوا الإجتهاد الذي يستند على الكتاب وعلى السنة فالإعتماد عن كتاب لا بد فيه أن يرجع المعتمد إلى ما أشرنا إليه من كتب التفسير والإعتماد على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا بد في ذلك من الإعتماد على ما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا حينما يريد أن يجتهد وأن يبدي رأيه في مسألة حدثت، لا بد أن يكون استند إلى عمومات الأدلة من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وإلا فمن لم يكن بهذه المثابة لا يكون عالما لأن العلماء جميعا اتفقوا على أن العالم هو الذي يقول في كل ما يذهب إليه قال الله قال رسول الله والمقلد ليس عالما بإجماع العلماء، المقلد الذي يقول قال الشيخ الفلاني أو أفتى الشيخ الفلاني بكذا هذا ليس من العلم في شيء بل هذا من الجهل الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم في الحديث الصحيح وهو ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم : ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) هذا حديث صحيح وقد صرح فيه الرسول عليه الصلاة والسلام أن العلم ينقرض رويدا رويدا ولا يذهب العلم انتزاعا ينتزعه ربنا من أهل العلم والفضل وإنما يموت أهل العلم سنة الله في خلقه ثم يبقى ناس لا يعرفون من العلم شيئا وأعود لأذكركم " العلم قال الله قال رسول الله وليس قال فلان وأفتى فلان " وهذا هو واقعنا في العصر الحاضر لذلك ننصح إخواننا المسلمين جميعا وبخاصة من كان منهم معنا على هذا الخط والصراط المستقيم في اتباع كتاب الله وفي حديث رسول الله أن يسألوا هؤلاء المفتين لا أقول أن يجتهدوا هم وهم ليسوا أهل اجتهاد وإنما أن يسألوا المفتين حينما يفتونهم برأي لهم في مسألة، من أين جئت بهذا؟ إذا كان من لغة العصر الحاضر اليوم التدقيق في ما يتعلق بجمع الأموال ويلفتون النظر بأن من النظام الإسلامي أن يُحاسب الحكام والولاة الذين يثرون ويغتنون بعد أن انتصبوا في وظائفهم أن يُسألوا من أين لكم هذا المال؟ فأولى من المال العلم أن يقال لهم من أين جئتم بهذا الذي تفتون به الناس؟ إن قالوا قال الله قلنا لهم فسّروا لنا قول الله بما فسره السلف لا بما أنتم ترونه ويراه غيركم من أهل الرأي في هذا العصر وإذا قالوا لنا قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم نسألهم هل هذا الحديث صحيح أم ليس بصحيح فإذا قالوا هذا حديث صحيح فنحملهم تبعته وليس علينا نحن المسؤولية لأن المفروض أن يكونوا أهل أمانة فإذا أفتونا بحديث ضعيف وكان الواقع أنه حديث، يأتون بحديث كان واقعه ضعيفا وقالوا إنه حديث صحيح (( فعليهم ما حملوا )) لأنه هم المسؤولون عن أداء الأمانة إلى الناس، إذًا لا ننسى أن الناس جميعا طائفتان، مصرح بهما في القرأن حيث قال عز وجل (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أهل الذكر هم أهل القرأن لأن الذكر قد ذكر في غير هذه الأية واتفق العلماء من أجل ذلك على أن المقصود بالذكر هنا وهناك إنما هو القرأن فالله عز وجل حينما قال (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) كان المقصود بهذا الذكر هو القرأن الكريم كذلك لما قال عليه الصلاة والسلام في الأية السابقة التي قسمت الناس إلى علماء وغير علماء لما قال (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فالمقصود بالذكر في هذه الأية أيضا هو عين المقصود في الأية السابقة ألا وهو القرأن فإذا سألنا أهل القرأن وأيضا من البداهة في مكان أنه ليس ب، ليس المقصود بأهل القرأن هنا هم الذين يرتلون القرأن ويحفظون حروفه وأحكامه المتعلقة بعلم التجويد وقد يطربون فيه طربا غير مشروع لكنهم لا يفقهون شيئا من معاني ما يتلون، ليس المقصود بأهل القرأن هؤلاء الذين يحفظون حروفه دون معانيه وإنما المقصود بالقرأن إنما هم أهل العلم أي أهل الفهم بكتاب الله عز وجل وبحديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم لا يمكن إذا لم نقل لا يجوز لمسلم أن يتصور عالما بالقرأن بتفسيره وبمعانيه وهو جاهل بالسنة
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه " ما هو العلم؟ كلام عرب واضح مبين، العلم قال الله أول مرتبة هذه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ثم قال الصحابة وهذا طبعا إذا اتفقوا على شيء كان اتفاقهم حجة كما أوضحنا ذلك في كلمة سابقة منذ بياني قريبة استدلالا بمثل قوله تبارك وتعالى (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فسبيل المؤمنين هو سبيل الصحابة الكرام، فلا يجوز مخالفتهم فالعلم إذًا إنما نأخذه من قول الله عز وجل ثم من قول نبيه صلى الله عليه وأله وسلم ثم مما جاءنا عن أصحابه الكرام، فإذا جاء مفسر إلى أية مثل هذه الأية (( وفي سبيل الله )) فوسّع المعنى توسعة دخل فيها صرف أموال الزكاة في بناء المساجد، صرف أموال الزكاة في بناء المدارس وهكذا لا ينبغي أن ننصاع لمثل هذه التوسعة أو لمثل هذا التفسير لأنه تفسير بالرأي مخالف لتفسير السلف الصالح، لو رجعنا إلى كتب التفسير لا سيما من، ما كان منها من الأمهات ومن المراجع الأساسية التي يعتمد عليها كل المفسرين الذين جاؤوا من بعدهم كتفسير بن جرير الطبري، محمد بن جرير الطبري المفسر والمحدث والمؤرخ المشهور أو رجعنا في ذلك إلى تفسير الحافظ بن كثير الدمشقي أيضا المفسّر والمحدث والمؤرخ، لم نجد لمثل هذا التفسير لجملة (( وفي سبيل الله )) أنه بالمعنى العام الشامل لكل طرق الخير وإنما وجدنا فيهما وفي غيرهما من كتب التفسير بل وكتب الفقه أيضا في سبيل الله الجهاد والحج إلى بيت الله الحرام فحينما نجد مثل هذا التوسع فلا ينبغي لنا أن نتقبل مثله لأنه خلاف ما كان عليه سلفنا الصالح وقد ذكرنا أكثر من مرة بأننا حينما ندعو الناس إلى اتباع كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فإنما ينبغي أن يكون اتباعنا لهذين المصدرين على ما كان عليه سلفنا الصالح فهما لهما وتصريفا لهما في حياتهم المباركة، فحينما نراجع تفسير هذه الأية لا نجد هذا التوسع فيكون هذا التفسير فيه انحراف عما كان عليه السلف الصالح وهذا وحده يكفي لنتبين خطأ مثل هذا التفسير، كثيرا ما نسمع أيضا فتاوى تخالف ما كان عليه السلف الصالح والأئمة الأربعة وغيرهم مما يذهب إليه بعض الكتاب الإسلاميين اليوم زعموا من باب التيسير والتوسعة على الناس فلا بد أنكم سمعتم من يصرح بإباحة ألات الطرب مع أن العلماء قديما وأتبعهم حديثا يفسرون قوله تعالى (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )) فسروا لهو الحديث بالغناء الذي فيه إلهاء للذين يتعاطون هذا الغناء عن القيام بواجبات إسلامية كثيرة وقد يكون منها المحافظة على الصلاة فحينما يأتي بعض الناس يفسرون هذا التفسير (( لهو الحديث )) بالكلام الذي يخالف الشريعة مثلا أو فيه إثارة الغوغاء والضوضاء على كلام الله فقط ولا يفسرونه أيضا بأنه الغناء أيضا مع مجيء الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم في تحريم ألات الطرب مما يؤيد هذا التفسير الوارد عن السلف أن من (( لهو الحديث )) هو الغناء فمن تلك الأحاديث مثلا ولست في صددها كلها ما أخرجه البخاري في صحيحه تعليقا ووصله جمع كبير من المحدثين بالسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أنه قال ( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرا ) أي الزنا ( والحرير ) أي الحرير الحيواني والمسمى في بعض البلاد بالبلدي أي غير النباتي ( يستحلون الحرا والحرير والمعازف يمسون في لهو ولعب ويصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير ) نسمع اليوم كثيرا من الناس من يعلنها صريحة إما كتابة أو محاضرة بأن ألات الطرب جائزة على ما تفنن الكفار الأوروربيين اليوم من ابتكار ألات كثيرة وكثيرة جدا إذا سمعها السامع انهارت قواه وذهبت معاليه الإسلامية والمروءة الإسلامية وصار لا يهتم بما يقع هناك من فسق أو فجور.
حينما نسمع مثل هذه الفتاوى يجب أن نقف أمامها متسائلين ولا يجوز أن نقف أمامها مستسهلين لنقول لهم (( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) كيف توسعون معنى (( وفي سبيل الله )) بحيث أنه يدخل فيها بناء المساجد فلا يبقى غني يتبرع من ماله الكثير الوفير تبرعا فوق ما فرض الله عز وجل عليه من الزكاة فهو لا يعمل خيرا إلا في حدود الفرض أما التطوع فقد منع نفسه منه لأن هؤلاء العلماء أوجدوا له طريقا أنه كل سبيل خير تنفقه فيمكنك أن تعتبر ذلك من الزكاة المفروضة، وهكذا فالأمثلة تتعدد في تفسير نصوص من الكتاب ونصوص من السنة على خلاف ما كان عليه علماء المسلمين قديما فإذًا ما هو العلم حتى إذا قيل لنا قول فلا نقول والله أفتى بهذا فلان العالم، يجب أن نفهم العلم على حقيقته ما هو؟ وبذلك نعرف من هم العلماء، قد سمعتم أنفا " أن العلم قال الله قال رسول الله قال الصحابة " وليس العلم وهذا تسمعونه صراحة من بعض هؤلاء الذين يأتونكم بالفتاوى الجديدة بيقل لك هذا رأيي وأنت حر، ليس في الإسلام هذا رأيي وأنت حر وإنما عليك أن تفتي بما قال الله وما قال رسول الله وبما كان عليه سلفنا الصالح فإن كان ليس هناك رأي لهؤلاء العلماء الذين مضوا في مسألة جدت، والله هنا لا بد من الإجتهاد ولا بد من إبداء الرأي لكن الرأي المبني على تلك المصادر الثلاثة الكتاب والسنة والإجماع أما أن ينتصب الإنسان فيفتي بفتوى يخالف فيها من كان قبلنا من السلف بل ويخالف فيها نصوص الكتاب والسنة بتأويل هذه النصوص تأويلا يتفق مع ما يذهب إليه من الرأي وختاما يقول هذا رأيي، يقول أهل العلم " إذا جاء الأثر بطل النظر " ، " إذا جاء الأثر عن الله ورسوله أو أصحابه فلم يبق هناك مجال للنظر " ويقولون بعبارة أخرى " لا اجتهاد في مورد النص " و " إذا جاء نهر الله " أيضا يقولون بلسان عربي قديم " بطل نهر معقل " فهذا الرأي إنما يمكن أن يكون له وجاهة وأن يكون له قبول فيما إذا لم يخالف إما أية وإما حديث أو ما كان عليه السلف من تفسير أية أو من تفسير حديث صحيح، لذلك يجب أن نعرف كيف نتفقه وكيف نتعلم ونحن لا نفر كما يتوهم بعض الناس بل وقد يصرح بعضهم لا نريد من كل إنسان أن يصير عالما وفقيها في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فإن هذا ليس بالأمر المتيسر لأكثر الناس حتى لكثير من هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم لإبداء أراء لهم تخالف الكتاب والسنة ليس من السهل لأمثال هؤلاء أن يجتهدوا الإجتهاد الذي يستند على الكتاب وعلى السنة فالإعتماد عن كتاب لا بد فيه أن يرجع المعتمد إلى ما أشرنا إليه من كتب التفسير والإعتماد على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا بد في ذلك من الإعتماد على ما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا حينما يريد أن يجتهد وأن يبدي رأيه في مسألة حدثت، لا بد أن يكون استند إلى عمومات الأدلة من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وإلا فمن لم يكن بهذه المثابة لا يكون عالما لأن العلماء جميعا اتفقوا على أن العالم هو الذي يقول في كل ما يذهب إليه قال الله قال رسول الله والمقلد ليس عالما بإجماع العلماء، المقلد الذي يقول قال الشيخ الفلاني أو أفتى الشيخ الفلاني بكذا هذا ليس من العلم في شيء بل هذا من الجهل الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم في الحديث الصحيح وهو ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم : ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) هذا حديث صحيح وقد صرح فيه الرسول عليه الصلاة والسلام أن العلم ينقرض رويدا رويدا ولا يذهب العلم انتزاعا ينتزعه ربنا من أهل العلم والفضل وإنما يموت أهل العلم سنة الله في خلقه ثم يبقى ناس لا يعرفون من العلم شيئا وأعود لأذكركم " العلم قال الله قال رسول الله وليس قال فلان وأفتى فلان " وهذا هو واقعنا في العصر الحاضر لذلك ننصح إخواننا المسلمين جميعا وبخاصة من كان منهم معنا على هذا الخط والصراط المستقيم في اتباع كتاب الله وفي حديث رسول الله أن يسألوا هؤلاء المفتين لا أقول أن يجتهدوا هم وهم ليسوا أهل اجتهاد وإنما أن يسألوا المفتين حينما يفتونهم برأي لهم في مسألة، من أين جئت بهذا؟ إذا كان من لغة العصر الحاضر اليوم التدقيق في ما يتعلق بجمع الأموال ويلفتون النظر بأن من النظام الإسلامي أن يُحاسب الحكام والولاة الذين يثرون ويغتنون بعد أن انتصبوا في وظائفهم أن يُسألوا من أين لكم هذا المال؟ فأولى من المال العلم أن يقال لهم من أين جئتم بهذا الذي تفتون به الناس؟ إن قالوا قال الله قلنا لهم فسّروا لنا قول الله بما فسره السلف لا بما أنتم ترونه ويراه غيركم من أهل الرأي في هذا العصر وإذا قالوا لنا قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم نسألهم هل هذا الحديث صحيح أم ليس بصحيح فإذا قالوا هذا حديث صحيح فنحملهم تبعته وليس علينا نحن المسؤولية لأن المفروض أن يكونوا أهل أمانة فإذا أفتونا بحديث ضعيف وكان الواقع أنه حديث، يأتون بحديث كان واقعه ضعيفا وقالوا إنه حديث صحيح (( فعليهم ما حملوا )) لأنه هم المسؤولون عن أداء الأمانة إلى الناس، إذًا لا ننسى أن الناس جميعا طائفتان، مصرح بهما في القرأن حيث قال عز وجل (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أهل الذكر هم أهل القرأن لأن الذكر قد ذكر في غير هذه الأية واتفق العلماء من أجل ذلك على أن المقصود بالذكر هنا وهناك إنما هو القرأن فالله عز وجل حينما قال (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) كان المقصود بهذا الذكر هو القرأن الكريم كذلك لما قال عليه الصلاة والسلام في الأية السابقة التي قسمت الناس إلى علماء وغير علماء لما قال (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فالمقصود بالذكر في هذه الأية أيضا هو عين المقصود في الأية السابقة ألا وهو القرأن فإذا سألنا أهل القرأن وأيضا من البداهة في مكان أنه ليس ب، ليس المقصود بأهل القرأن هنا هم الذين يرتلون القرأن ويحفظون حروفه وأحكامه المتعلقة بعلم التجويد وقد يطربون فيه طربا غير مشروع لكنهم لا يفقهون شيئا من معاني ما يتلون، ليس المقصود بأهل القرأن هؤلاء الذين يحفظون حروفه دون معانيه وإنما المقصود بالقرأن إنما هم أهل العلم أي أهل الفهم بكتاب الله عز وجل وبحديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم لا يمكن إذا لم نقل لا يجوز لمسلم أن يتصور عالما بالقرأن بتفسيره وبمعانيه وهو جاهل بالسنة
تفسير الشيخ لقوله تعالى : (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) .
الشيخ : ولذلك يجب أن نستحضر في بالنا وفي خاطرنا أننا حينما نفسر هذه الأية (( فاسألوا أهل الذكر )) بأهل القرأن وأنه المقصود به أهل العلم بالقرأن والفهم لمعانيه يجب أن نستحضر أنهم أيضا على علم بالسنة وإلا فمن كان جاهلا بالسنة أو لا يميّز صحيحها من ضعيفها وضعيفها من موضوعها فهذا لا يمكنه أن يفقه القرأن بصورة باتة لا يمكن لإنسان أن يفسر القرأن إلا اعتمادا على سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا مما يدل عليه القرأن نفسه لأن الله عز وجل قد قال فيه مخاطبا به نبيه (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فبيان الرسول عليه السلام للقرأن هو سنته، هذا البيان إذا لم يعرفه العالم فلن يستطيع أبدا أن يفسر القرأن تفسيرا صحيحا ولذلك فنحن نرى في هذا العصر وقبل هذا العصر كثيرا من الناس لا يعرفون من السنة شيئا يذكر.
واجب العلماء أن يفتوا غير العلماء، واجب غير العلماء أن يسألوا أهل العلم بصريح هذه الأية فكلٌّ من القسمين عليه واجبه من ليس عالما (( فاسألوا أهل الذكر )) أهل العلم ومن كان من أهل العلم فعليه أن يبلغ هذا العلم وإلا شملته اللعنة التي جاء ذكرها في القرأن ووعيد حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ( من سُئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) ولذلك أي تحقيقا لوجوب السؤال ممن ليس بعالم أن يسأل أهل العلم قد قال عليه السلام في حديثه المعروف ( ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العيّ السؤال ) فإذا نحن سألنا من ليس عالما بالكتاب والسنة فلم نسأل عالما فإذا أفتانا هذا الذي ليس عالما بالكتاب والسنة أو أفتانا على خلاف الكتاب والسنة فلم يقدم إلينا علما فلا يجوز لنا حينئذ أن نتبعه وإلا بنكون ضللنا معه كما سمعتم في الحديث السابق ( إن الله عز وجل لا ينزع العلم انتزاعا من صدور العلم ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهّالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) فإذا كان هناك بعض الناس لا يهمهم أن يضلوا بسبب إفتائهم بالرأي المخالف للعلم الصحيح فينبغي على جماهير المسلمين الذين ليس، ليسوا من أهل العلم وواجبهم كما ذكرنا أن يسألوا فينبغي عليهم أن يتنبهوا وألا يضلوا مع من ضل من هؤلاء الذين يفتون بغير علم وسبيل ذلك هو أن نتأدب بأمر الله عز وجل في القران (( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) وإن لم يفعل كما يأمرنا ربنا في هذه الأية ضللنا مع الضالين وكنا من أهل الجحيم، نسأل الله عز وجل أن يحفظنا وإياكم من كل ما يضللنا ويخرجنا عن سواء السبيل ولعل في هذا القدر كفاية لبيان أن العلم النافع إنما هو قال الله قال رسول الله قال الصحابة.
السائل : شيخ ويلاحظ على الأسئلة التي جاءت أن الكثير منها قد طُرح في لقاءات سابقة كسياقة المرأة للسيارة مثلا وموضوع الخروج على الحكام المعاصرين وموضوع ستر الوجه بالنسبة للمرأة وأمور متعلقة بالصلاة ولذلك فهذه الأمور يعني نُرجؤها لأنها قد طُرحت في لقاءات أخرى وبالإمكان الحصول عليها من الأشرطة السابقة.
واجب العلماء أن يفتوا غير العلماء، واجب غير العلماء أن يسألوا أهل العلم بصريح هذه الأية فكلٌّ من القسمين عليه واجبه من ليس عالما (( فاسألوا أهل الذكر )) أهل العلم ومن كان من أهل العلم فعليه أن يبلغ هذا العلم وإلا شملته اللعنة التي جاء ذكرها في القرأن ووعيد حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ( من سُئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) ولذلك أي تحقيقا لوجوب السؤال ممن ليس بعالم أن يسأل أهل العلم قد قال عليه السلام في حديثه المعروف ( ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العيّ السؤال ) فإذا نحن سألنا من ليس عالما بالكتاب والسنة فلم نسأل عالما فإذا أفتانا هذا الذي ليس عالما بالكتاب والسنة أو أفتانا على خلاف الكتاب والسنة فلم يقدم إلينا علما فلا يجوز لنا حينئذ أن نتبعه وإلا بنكون ضللنا معه كما سمعتم في الحديث السابق ( إن الله عز وجل لا ينزع العلم انتزاعا من صدور العلم ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهّالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) فإذا كان هناك بعض الناس لا يهمهم أن يضلوا بسبب إفتائهم بالرأي المخالف للعلم الصحيح فينبغي على جماهير المسلمين الذين ليس، ليسوا من أهل العلم وواجبهم كما ذكرنا أن يسألوا فينبغي عليهم أن يتنبهوا وألا يضلوا مع من ضل من هؤلاء الذين يفتون بغير علم وسبيل ذلك هو أن نتأدب بأمر الله عز وجل في القران (( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) وإن لم يفعل كما يأمرنا ربنا في هذه الأية ضللنا مع الضالين وكنا من أهل الجحيم، نسأل الله عز وجل أن يحفظنا وإياكم من كل ما يضللنا ويخرجنا عن سواء السبيل ولعل في هذا القدر كفاية لبيان أن العلم النافع إنما هو قال الله قال رسول الله قال الصحابة.
السائل : شيخ ويلاحظ على الأسئلة التي جاءت أن الكثير منها قد طُرح في لقاءات سابقة كسياقة المرأة للسيارة مثلا وموضوع الخروج على الحكام المعاصرين وموضوع ستر الوجه بالنسبة للمرأة وأمور متعلقة بالصلاة ولذلك فهذه الأمور يعني نُرجؤها لأنها قد طُرحت في لقاءات أخرى وبالإمكان الحصول عليها من الأشرطة السابقة.
ما رأيكم فيمن يقول: ( إن الصحابة رجال ونحن رجال ) وقد اختلفوا فيما بينهم فكيف نرجع إليهم ؟
الشيخ : وهناك بعض الأسئلة الجليلة في مجمل الأسئلة تدور على أساس فضيلة الشيخ أنكم قلتم أننا يجب أن نتبع الكتاب والسنة لكن هناك من الناس من يقول بأننا يعني " لا ما لنا والصحابة فهم رجال ونحن رجال " " وهم اختلفوا فيما بينهم فكيف يكون مرجعا لهم وهم مختلفون فيما بينهم في أمور متعددة "
الشيخ : أنا أشرت في كلمتي السابقة أن الصحابة إذا كانوا على تفسير واحد لا يجوز الخروج عليهم أما إذا كان كما في سؤال السائل إذا الصحابة أنفسهم اختلفوا فحينذاك وجب على أهل العلم أن يقوموا بتحقيق نص من نصوص الكتاب الكريم ألا وهو قوله تبارك وتعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) بحثنا السابق كان يا إخواننا يجب أن تفهموا علينا جيدا ما نطرحه عليكم من النصائح والعلم، نحن نقول أية (( وفي سبيل الله )) قد فسرها المفسرون قديما، صحابة وتابعين وأئمة مجتهدين وبنوا عليها بعض الأحكام الفقهية على أن المقصود بها الجهاد في سبيل الله، قول أخر للإمام أحمد أنه أيضا يدخل فيه الحج في سبيل الله، ما أحد من الصحابة خالف في هذا إطلاقا ولذلك كان السؤال لا يرد فيما نحن فيه، قد يرد في مكان أخر فجوابه أنهم إن اختلفوا فصحيح حينذاك نحن رجال وهم رجال لكن هذا الذي يقول نحن رجال ما وزنه في العلم؟ هل هو هذا الذي قلنا إنه يفتي بما قال الله وما قال رسول الله ويدرس أقوال السلف ويعلف أنه المسألة هذه فيها قولين وإلا ما فيها إلا قول واحد، إن كان كذلك فقد يجوز أن يقول الإنسان " هم رجال ونحن رجال " وإن كان هذا فيه شيء من التزكية للنفس وذلك طبعا محذور شرعيا ولكن على كل حال إذا ما قاله بلسان القال فيمكن أن يقوله بلسان الحال فمن الذي يجوز أن يقول عن نفسه بلسان الحال " نحن رجال " ومتى يجوز له أن يقول " نحن رجال " كما هم رجال؟ الجواب أولا إنما يجوز أن يقول القائل من المتأخرين هم الصحابة رجال ونحن رجال إذا كان جرى على سيرهم وعلى خطتهم وعلى منهجهم من حيث عدم الإفتاء بالرأي وإنما بما جاء في الكتاب والسنة فإن كان هذا الذي يقول هم رجال ونحن رجال سار على هذا المنهج الذي جرى عليه أولئك الرجال جاز له أن يقول ولو بلسان الحال نحن رجال كما هم رجال هذا أولا
وثانيا متى يقول هذا؟ يقول هذا إذا اختلفوا أما إذا اتفقوا فليس هو برجل بل قوله نحن رجال دليل على أنه ليس من الرجال لأن الله عز وجل قد ذكر في الأية السابقة التي بينت بها على أنه لا يجوز لأحد اليوم أن يأتي بتفسير جديد لنص من قرأن الله القديم فُسّر على وجه الفلق فلا يجوز الأن أن نفسر نحن هذا النص بتفسير جديد لم يسبق إليه هذا يكون قد خارج على ما كان عليه أولئك الصحابة وهناك يتحقق فيه قول الله عز وجل وقول الرسول عليه السلام المعروف أما قول الله فهي الأية السابقة (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) لماذا ذكر الله عز وجل في هذه الأية (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) لماذا لم تكن الأية "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى" لماذا زاد هذه الجملة المعطوفة على الرسول وقال (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ذلك لما ذكرناه أنفا أن الصحابة الذي تلقوا العلم أي القرأن والحديث من الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة كانوا أفهم الناس عقولا وأطهر الناس قلوبا وأزكى الناس نفوسا ولذلك كانوا يبادرون إلى تطبيق أحكام الله عز وجل مهما كانت شديدة على النفس لا سيّما إذا كانت حديث عهد بالإسلام، هؤلاء الصحابة هم الذين تلقوا القرأن والسنة وفهموه وطبقوه إذا نحن جئنا في أخر الزمان فخالفناهم في فهمهم في عملهم انطبقت علينا تلك الأية (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فنكون قد اتبعنا سبيل غير سبيل المؤمنين ومثال الأن بين أيديكم إذا لم يوجد في السلف من قال (( وفي سبيل الله )) يدخل فيه كل المشاريع الخيرية فمعنى الذي يُفتي ويُفسّر الأية بهذه الكلية أنه خالف سبيل المؤمنين أما إذا اختلفوا كما جاء في السؤال فحينذاك لنا جواب ثاني وهو منصوص أيضا في القرأن الكريم (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) نعم.
ومشكلة جديدة اليوم أن كثيرا من الناس يعلمون أن المسألة فيها خلاف فعلا فكيف يتبنون قولا ويرجحونه على قول ليس اعتمادا على هذا الأمر الإلاهي وتنزيها له (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) لا يرجعون إلى الله والرسول ومعنى الأية كما هو معلوم لدى الجميع الرجوع إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذًا إلى ماذا يرجعون؟ والله هذا الأيسر، هذا الأصلح وهذا يعني بيشجع الناس على التمسك بالدين، أهكذا أمر رب العالمين في الأية؟ لا (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) فمن لم يرجع هذا المرجع ما يكون يعني في تعارض الأية أنه في قلبه زغل وفي إيمانه ضعف لذلك ينبغي نحن معشر المسلمين جميعا بالقسمين السابقين، من كان من أهل العلم حقا فسبيله أن يرجع إلى كتاب الله وحديث رسول الله وما اتفق عليه أصحاب رسول الله فإن تنازعوا رجع إلى كتاب الله وحديث رسول الله بحكم هذه الأية ومن كان من عامة الناس ليس من أهل العلم يرد الأية السابقة الذكر (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) من هم أهل الذكر؟ عرفنا بوضوح كما قال بن القيم " العلم قال الله قال رسوله " أهل الذكر أهل العلم بالقرأن وبالسنة، أما السؤال هذا فعما تنازعوا فيه، لقد تنازع الصحابة كثيرا في بعض المسائل الفرعية ولم يختلفوا والحمد لله في شيء من العقيدة بخلاف الخلف فلمّا تنازعوا رجع العلماء المسلمين وبخاصة منهم المجتهدين إلى القرأن وإلى السنة فرجّح كل منهم ما تبين له أنه الراجح فأرجو أن لا يختلط الأمر على أحد من الحاضرين بين وجوب اتباع الصحابة فيما اتفقوا عليه وعدم الخروج عليهم برأي جديد وبين ما إذا كانوا اختلفوا فحينذلك نقول أو يقولون هم رجال ونحن رجال بالشرط السابق أن يكونوا يتحاكمون إلى كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم.
الشيخ : أنا أشرت في كلمتي السابقة أن الصحابة إذا كانوا على تفسير واحد لا يجوز الخروج عليهم أما إذا كان كما في سؤال السائل إذا الصحابة أنفسهم اختلفوا فحينذاك وجب على أهل العلم أن يقوموا بتحقيق نص من نصوص الكتاب الكريم ألا وهو قوله تبارك وتعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) بحثنا السابق كان يا إخواننا يجب أن تفهموا علينا جيدا ما نطرحه عليكم من النصائح والعلم، نحن نقول أية (( وفي سبيل الله )) قد فسرها المفسرون قديما، صحابة وتابعين وأئمة مجتهدين وبنوا عليها بعض الأحكام الفقهية على أن المقصود بها الجهاد في سبيل الله، قول أخر للإمام أحمد أنه أيضا يدخل فيه الحج في سبيل الله، ما أحد من الصحابة خالف في هذا إطلاقا ولذلك كان السؤال لا يرد فيما نحن فيه، قد يرد في مكان أخر فجوابه أنهم إن اختلفوا فصحيح حينذاك نحن رجال وهم رجال لكن هذا الذي يقول نحن رجال ما وزنه في العلم؟ هل هو هذا الذي قلنا إنه يفتي بما قال الله وما قال رسول الله ويدرس أقوال السلف ويعلف أنه المسألة هذه فيها قولين وإلا ما فيها إلا قول واحد، إن كان كذلك فقد يجوز أن يقول الإنسان " هم رجال ونحن رجال " وإن كان هذا فيه شيء من التزكية للنفس وذلك طبعا محذور شرعيا ولكن على كل حال إذا ما قاله بلسان القال فيمكن أن يقوله بلسان الحال فمن الذي يجوز أن يقول عن نفسه بلسان الحال " نحن رجال " ومتى يجوز له أن يقول " نحن رجال " كما هم رجال؟ الجواب أولا إنما يجوز أن يقول القائل من المتأخرين هم الصحابة رجال ونحن رجال إذا كان جرى على سيرهم وعلى خطتهم وعلى منهجهم من حيث عدم الإفتاء بالرأي وإنما بما جاء في الكتاب والسنة فإن كان هذا الذي يقول هم رجال ونحن رجال سار على هذا المنهج الذي جرى عليه أولئك الرجال جاز له أن يقول ولو بلسان الحال نحن رجال كما هم رجال هذا أولا
وثانيا متى يقول هذا؟ يقول هذا إذا اختلفوا أما إذا اتفقوا فليس هو برجل بل قوله نحن رجال دليل على أنه ليس من الرجال لأن الله عز وجل قد ذكر في الأية السابقة التي بينت بها على أنه لا يجوز لأحد اليوم أن يأتي بتفسير جديد لنص من قرأن الله القديم فُسّر على وجه الفلق فلا يجوز الأن أن نفسر نحن هذا النص بتفسير جديد لم يسبق إليه هذا يكون قد خارج على ما كان عليه أولئك الصحابة وهناك يتحقق فيه قول الله عز وجل وقول الرسول عليه السلام المعروف أما قول الله فهي الأية السابقة (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) لماذا ذكر الله عز وجل في هذه الأية (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) لماذا لم تكن الأية "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى" لماذا زاد هذه الجملة المعطوفة على الرسول وقال (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ذلك لما ذكرناه أنفا أن الصحابة الذي تلقوا العلم أي القرأن والحديث من الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة كانوا أفهم الناس عقولا وأطهر الناس قلوبا وأزكى الناس نفوسا ولذلك كانوا يبادرون إلى تطبيق أحكام الله عز وجل مهما كانت شديدة على النفس لا سيّما إذا كانت حديث عهد بالإسلام، هؤلاء الصحابة هم الذين تلقوا القرأن والسنة وفهموه وطبقوه إذا نحن جئنا في أخر الزمان فخالفناهم في فهمهم في عملهم انطبقت علينا تلك الأية (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فنكون قد اتبعنا سبيل غير سبيل المؤمنين ومثال الأن بين أيديكم إذا لم يوجد في السلف من قال (( وفي سبيل الله )) يدخل فيه كل المشاريع الخيرية فمعنى الذي يُفتي ويُفسّر الأية بهذه الكلية أنه خالف سبيل المؤمنين أما إذا اختلفوا كما جاء في السؤال فحينذاك لنا جواب ثاني وهو منصوص أيضا في القرأن الكريم (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) نعم.
ومشكلة جديدة اليوم أن كثيرا من الناس يعلمون أن المسألة فيها خلاف فعلا فكيف يتبنون قولا ويرجحونه على قول ليس اعتمادا على هذا الأمر الإلاهي وتنزيها له (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) لا يرجعون إلى الله والرسول ومعنى الأية كما هو معلوم لدى الجميع الرجوع إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذًا إلى ماذا يرجعون؟ والله هذا الأيسر، هذا الأصلح وهذا يعني بيشجع الناس على التمسك بالدين، أهكذا أمر رب العالمين في الأية؟ لا (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) فمن لم يرجع هذا المرجع ما يكون يعني في تعارض الأية أنه في قلبه زغل وفي إيمانه ضعف لذلك ينبغي نحن معشر المسلمين جميعا بالقسمين السابقين، من كان من أهل العلم حقا فسبيله أن يرجع إلى كتاب الله وحديث رسول الله وما اتفق عليه أصحاب رسول الله فإن تنازعوا رجع إلى كتاب الله وحديث رسول الله بحكم هذه الأية ومن كان من عامة الناس ليس من أهل العلم يرد الأية السابقة الذكر (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) من هم أهل الذكر؟ عرفنا بوضوح كما قال بن القيم " العلم قال الله قال رسوله " أهل الذكر أهل العلم بالقرأن وبالسنة، أما السؤال هذا فعما تنازعوا فيه، لقد تنازع الصحابة كثيرا في بعض المسائل الفرعية ولم يختلفوا والحمد لله في شيء من العقيدة بخلاف الخلف فلمّا تنازعوا رجع العلماء المسلمين وبخاصة منهم المجتهدين إلى القرأن وإلى السنة فرجّح كل منهم ما تبين له أنه الراجح فأرجو أن لا يختلط الأمر على أحد من الحاضرين بين وجوب اتباع الصحابة فيما اتفقوا عليه وعدم الخروج عليهم برأي جديد وبين ما إذا كانوا اختلفوا فحينذلك نقول أو يقولون هم رجال ونحن رجال بالشرط السابق أن يكونوا يتحاكمون إلى كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم.
6 - ما رأيكم فيمن يقول: ( إن الصحابة رجال ونحن رجال ) وقد اختلفوا فيما بينهم فكيف نرجع إليهم ؟ أستمع حفظ
هل الصحابة اختلفوا في العقيدة ؟
السائل : الأن نرتبط بهذا الموضوع، هل الصحابة اختلفوا في العقيدة؟
الشيخ : سبق الجواب، سبق السيف العذل قلت أنفا أنه الصحابة اختلفوا في بعض المسائل الفرعية ولم يختلفوا والحمد لله في شيء من العقائد كما اختلف الخلف، السلف والحمد لله ليس فيهم معتزلي وليس فيه مرجئي ولا فيهم أشعري ولا فيهم ماتوريدي بل كلهم سلفيون كما نقول نحن اليوم لأنهم كلهم تبعوا سيد السلفيين وهو الرسول عليه السلام دون أن يميلوا يمينا أو يسارا دون أن يحكموا عقولهم وأراءهم في الأمور الغيبية فأنتم تعلمون مثلا المعتزلة أنكروا رؤية الله في الأخرة، بأي دليل؟ قالوا مش ممكن الإنسان العاجز الضعيف في نظر أن ينظر إلى الله الخالق القدير، ما في عندهم علم سوى " مش معقول " ربنا قد بيّن لنا أن يوم القيامة لها نظام يختلف عن نظام هذه الدنيا الفانية ولذلك أنبأنا بأمور غيبية لنؤمن بها ونسلم لها تسليما كما جاء في الأية السابقة ويسلموا تسليما لا أن نقول هذا مش معقول وهذا بعيد عن العقل والمنطق وقع في مثل هذه الإنحرافات المعتزلة والأشاعرة وغيرهم.
السائل : حياك الله
الشيخ : سبق الجواب، سبق السيف العذل قلت أنفا أنه الصحابة اختلفوا في بعض المسائل الفرعية ولم يختلفوا والحمد لله في شيء من العقائد كما اختلف الخلف، السلف والحمد لله ليس فيهم معتزلي وليس فيه مرجئي ولا فيهم أشعري ولا فيهم ماتوريدي بل كلهم سلفيون كما نقول نحن اليوم لأنهم كلهم تبعوا سيد السلفيين وهو الرسول عليه السلام دون أن يميلوا يمينا أو يسارا دون أن يحكموا عقولهم وأراءهم في الأمور الغيبية فأنتم تعلمون مثلا المعتزلة أنكروا رؤية الله في الأخرة، بأي دليل؟ قالوا مش ممكن الإنسان العاجز الضعيف في نظر أن ينظر إلى الله الخالق القدير، ما في عندهم علم سوى " مش معقول " ربنا قد بيّن لنا أن يوم القيامة لها نظام يختلف عن نظام هذه الدنيا الفانية ولذلك أنبأنا بأمور غيبية لنؤمن بها ونسلم لها تسليما كما جاء في الأية السابقة ويسلموا تسليما لا أن نقول هذا مش معقول وهذا بعيد عن العقل والمنطق وقع في مثل هذه الإنحرافات المعتزلة والأشاعرة وغيرهم.
السائل : حياك الله
هل الشارع اسم من أسماء الله ؟
السائل : تذكر أحيانا في كتبك وكتب كذلك شيخ الإسلام بن تيمية كلمة " الشارع " فهل هذا اسم من أسماء الله؟
الشيخ : هذا ليس إسما من أسماء الله لكن هذا إخبار عن وصف (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) نحن نقول مثلا بكل بساطة ولا إنكار ولا جحود الله موجود فهل اسم موجود من أسماء الله عز وجل؟ طبعا لا، الذي ينكره العلماء أنه لا يجوز تسمية الله عز وجل وصفه إلا بما سمّى ووصف به نفسه لا يعنون الجملة الخبرية التي يطلقها الإنسان ثم لا يقف عندها فيصف الله عز وجل بأنه من أسمائه أنه موجود ومن أسمائه بأنه شارع وإنما هو يخبر خبرا محضا وهذا ما يبينه بن تيمية الذي يقول السائل بأنه يستعمل كلمة " الشارع " لأن هذا إخبار عن معنى قائم في الذهن يعبر عنه الإنسان فالله عز وجل إذا قال قائل ليس بمفقود ليس بمعدوم لا يكون قد أطلق إسما على الله أو صفة من صفات الله لكنه بهذه الكلمة ليس بمعدوم يعبر عن كلمة الباقي أو اسم الباقي والحي القيوم ونحو ذلك لهذا لا ينكر مثل هذا الإستعمال إذا لم يستعمل على أنه اسم جاء عن السلف أو أنه صفة جاءت في الشرع منصوصا عليها
الشيخ : هذا ليس إسما من أسماء الله لكن هذا إخبار عن وصف (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) نحن نقول مثلا بكل بساطة ولا إنكار ولا جحود الله موجود فهل اسم موجود من أسماء الله عز وجل؟ طبعا لا، الذي ينكره العلماء أنه لا يجوز تسمية الله عز وجل وصفه إلا بما سمّى ووصف به نفسه لا يعنون الجملة الخبرية التي يطلقها الإنسان ثم لا يقف عندها فيصف الله عز وجل بأنه من أسمائه أنه موجود ومن أسمائه بأنه شارع وإنما هو يخبر خبرا محضا وهذا ما يبينه بن تيمية الذي يقول السائل بأنه يستعمل كلمة " الشارع " لأن هذا إخبار عن معنى قائم في الذهن يعبر عنه الإنسان فالله عز وجل إذا قال قائل ليس بمفقود ليس بمعدوم لا يكون قد أطلق إسما على الله أو صفة من صفات الله لكنه بهذه الكلمة ليس بمعدوم يعبر عن كلمة الباقي أو اسم الباقي والحي القيوم ونحو ذلك لهذا لا ينكر مثل هذا الإستعمال إذا لم يستعمل على أنه اسم جاء عن السلف أو أنه صفة جاءت في الشرع منصوصا عليها
يتهم البعض السلفيين بأنهم يهتمون فقط بقضية التوحيد وخاصة توحيد الأسماء والصفات أكثر من غير ذلك فلماذا ؟
السائل : يشاع أو يتهم البعض السلفيين بأنهم مهتمين فقط في قضية التوحيد وخاصة توحيد الأسماء والصفات أكثر من غيرها فلماذا؟
الشيخ : هذا السؤال نلاحظ في الحقيقة أن فيه اعتدالا وأرجو أن يكون السائل قد قصد ذلك ولم يكن منه " رمية من غير رام " كما يقال لأنه جاء في ختام السؤال أكثر من غير ذلك فنقول صدقت وهل هذا خطأ أن يهتم الدعاة السلفيون بدعوة المسلمين إلى أسّ الإسلام ألا وهو التوحيد أكثر من غير ذلك مما هو دون ذلك بكثير فهذا يعني هو سؤال فيه إشارة إلى أنه هذا خطأ، إن كان الأمر كذلك فالسائل هو المخطئ، لماذا لو سألنا لو سألنا أي واحد من هؤلاء الذين ينقمون على السلفيين اهتمامهم بالتوحيد وما يتفرع منه من محاربة الشركيات والوثنيات والخرافات والعقائد الباطلة، إذا قلنا لهؤلاء المنكرين فأي شيء ينبغي أن نهتم أكثر؟ أنا أتحداه أن يقولوا أنه هناك شيء أهم من هذا، نعم في هناك أشياء هامة وهامة كثيرة جدا وقد لا يستطيع أن يقوم بالدعوة إليها أو بفهمها شخص واحد بل ولا أشخاص بل قد لا يستطيع أن يقوم بها جماعة واحدة وإنما جماعات وكما قيل " العلم إن طلبته كثير *** والعمر عن تحصيله قصير
فقدم الأهم منه فالأهم *** " فإذا كان الداعية السلفي لا يستطيع أن يبحث مثلا في السياسة وفي الإقتصاد وفي ... أشياء تسمى اليوم في العصر الحاضر الإجتماعات لا يستطيع لأنه لم يعط الإنسان قدرة تتسع وحافظة تتسع لكل ما يجب أن يعلمه جماعة المسلمين فيحيط به فرد من أفراده، هذا أمر مستحيل والله عز وجل يقول (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) فإذًا على كل مسلم أن يقوم بواجب من الواجبات خاصة إذا كانت واجبات عينية فإذا انتهى منها قام بواجبات كفائية أما لماذا فلان يعمل في كذا ولا يعمل في كذا؟ هذا خطأ منْ منْ من الناس مهما أحسنتم الظن به يقوم بكل شيء يجب أن يقوم به المسلم، هذا أمر مستحيل خاصة في باب الفروض الكفائية مثلا أولئك الذين نراهم يشتغلون مثلا بالناحية السياسية الإسلامية زعموا، لماذا لا يهتمون بإصلاح عقائد المسلمين ويعيش الفرد الواحد منهم في حزبهم وفي جماعتهم بضع سنين أو أكثر ثم يخرج بعد ذلك لم يفقه العقيدة لم يفقه معنى لا إله إلا الله التي فهمها العرب في أول الإسلام وهم لا يزالون في كفرهم وفي ضلالهم لكنهم بعد أن فهموها كفروا بها كما قال الله عز وجل حكاية عنهم أنهم قالوا (( أجعل الألهة إله واحدا إن هذا لشيء عجاب )) المسلمون اليوم كثير منهم جدا لا يفقهون هذه الكلمة فلماذا هؤلاء الذين يشتغلون زعموا بالسياسة ويشتغلون زعموا بالتربية لماذا لا يُعنون بإصلاح العقيدة؟ لماذا لا يعنون بتصفية الإسلام مما دخل فيه؟ من أحاديث ضعيفة موضوعة ومن عقائد منحرفة ولماذا ولماذا هذا أسئلة لا تنتهي أبدا، نحن نكتفي بأن أمثال هؤلاء إذا عملوا بالواجب نشكرهم على ذلك لأن هذا واجب من الواجبات الكفائية ولكن بشرط أن لا يحاربوا أولئك الناس الذين يقولون عنهم بأنهم صرفوا حياتهم في الدعوة للتوحيد وهذا فيه شيء من الإنصاف وإلا كثيرا ما سمعنا بل رأيناه مطبوعا على رسالة هناك في الأردن يقولون وماذا عند السلفيين سوى أنه تحريك الإصبع سنة وتعليق الساعة الدقاقة في المسجد بدعة، وهو هذا الذي يكتب هذا يعلم أن هؤلاء السلفيين يعالجون أهم قضية اليوم يحتاجها العالم الإسلامي ألا وهي معرفة أولا توحيد الله عز وجل في عبادته وفي أسمائه وصفاته
وثانيا إفراد الرسول عليه السلام في اتباعه دون الناس أجمعين، هذا هو معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، السلفيون بفضل الله أنعم الله عليهم أنهم يدعون إلى هذا الإخلاص لله عز وجل في توحيده وإلى إفراد الرسول عليه السلام في اتباعه دون غيره حتى الأنبياء والرسل فضلا عمن دونهم من العلماء والصالحين ولعلكم تذكرون والشيء بالشيء يذكر، حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الذي أخرجه الإمام أحمد في المسند وغيره أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم ( رأى في يد عمر يوما صحيفة يقرأ فيها قال ما هذه؟ قال هذه صحيفة من التوراة كتبها لي رجل من اليهود فقال عليه الصلاة والسلام وهو غضبان ، أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى والذي نفس محمد بيده لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي ) موسى لو كان حيا ما استطاع أن يتبع إلا الرسول عليه الصلاة و السلام، من يتبع اليوم جماهير المسلمين؟ هل يتبعون الرسول عليه السلام؟ من المؤسف أن أقول بكل صراحة خذ أي شيخ تعتقدون فيه العلم قل له صف لي كيف كان رسول الله يصلي حتى أصلي صلاته إن كان منصفا فسيبادرك بالقول أنا مذهبي شافعي وإن كان حنفيا سيقول أنا مذهبي حنفي، إذا سألته عن أركان الوضوء وشروط الوضوء سيقول أنا حنفي في أربعة، إذا كان شافعي فسيقول هي ستة، يا أخي دلني كيف الرسول عليه السلام توضأ؟ لا يعرفون الرسول عليه السلام وانقطعت الصلة مع الأسف الشديد بينهم وبين الرسول فاتبع غير الرسول حقيقة بينما كان واجبهم أن يفردوا الرسول عليه السلام بالإتباع تماما كما يفردون الله بالعبادة لأنه هذا حق الله وهو عبادته وحده لا شريط له وهذا حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اتباعه وحده لا شريك له أيضا في هذا الإتباع، لا نجد اليوم علماء المسلمين يخلصون للرسول عليه السلام في اتباعه بل بتخذون معه أتباع كثيرين وكثير، متبعين كثيرين وكثيرين جدا إذًا نحن ندعو إلى تفهيم المسلمين حقيقة هذه الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلى أولئك الذين يشتغلون بما دون ذلك من الإسلام أن لا يحاربوا هذه الدعوة لأنه دعوة لا تساوي كما يقول عندنا في الشام " قشرة بصلة " إذا لم يؤمنوا بهذا التوحيد الذي بينه الله تبارك وتعالى في كتابه وشرحه نبينا صلى الله عليه وسلم في سنته، ربنا يقول (( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )) (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) اليوم مئات الألوف من المسلمين يصلون ليس فقط في الصلوات الخمس بل يصلون والناس نيام، يحجون إلى بيت الله الحرام وليس فقط حجة الإسلام بل قد يحجون في كل عام ومع ذلك ففي بيت الله الحرام نسمع الشرك يعمل عمله،ما فائدة هذه العبادات إذا كان ربنا عز وجل يصرح في كتابه كما سمعتم (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) وقال عز وجل في حق الكفار (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )) إذًا نحن إن كان يجوز لنا أن نفخر بأننا ندعو في أكثر أمورنا ودعوتنا إلى التوحيد وتوحيد الأسماء والصفات، إن كان يجوز لنا أن نفخر بذلك فنحن فخورون جدا لأننا نحقق نصا في القرأن (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) فعلى الأخرين أن لا يحاربوا هذه الدعوة بل ينقادوا معها حتى يستفيدوا من جهود أخرى التي هي دون تلك الدعوة بدرجات سحيقة وسحيقة جدا. نعم.
الشيخ : هذا السؤال نلاحظ في الحقيقة أن فيه اعتدالا وأرجو أن يكون السائل قد قصد ذلك ولم يكن منه " رمية من غير رام " كما يقال لأنه جاء في ختام السؤال أكثر من غير ذلك فنقول صدقت وهل هذا خطأ أن يهتم الدعاة السلفيون بدعوة المسلمين إلى أسّ الإسلام ألا وهو التوحيد أكثر من غير ذلك مما هو دون ذلك بكثير فهذا يعني هو سؤال فيه إشارة إلى أنه هذا خطأ، إن كان الأمر كذلك فالسائل هو المخطئ، لماذا لو سألنا لو سألنا أي واحد من هؤلاء الذين ينقمون على السلفيين اهتمامهم بالتوحيد وما يتفرع منه من محاربة الشركيات والوثنيات والخرافات والعقائد الباطلة، إذا قلنا لهؤلاء المنكرين فأي شيء ينبغي أن نهتم أكثر؟ أنا أتحداه أن يقولوا أنه هناك شيء أهم من هذا، نعم في هناك أشياء هامة وهامة كثيرة جدا وقد لا يستطيع أن يقوم بالدعوة إليها أو بفهمها شخص واحد بل ولا أشخاص بل قد لا يستطيع أن يقوم بها جماعة واحدة وإنما جماعات وكما قيل " العلم إن طلبته كثير *** والعمر عن تحصيله قصير
فقدم الأهم منه فالأهم *** " فإذا كان الداعية السلفي لا يستطيع أن يبحث مثلا في السياسة وفي الإقتصاد وفي ... أشياء تسمى اليوم في العصر الحاضر الإجتماعات لا يستطيع لأنه لم يعط الإنسان قدرة تتسع وحافظة تتسع لكل ما يجب أن يعلمه جماعة المسلمين فيحيط به فرد من أفراده، هذا أمر مستحيل والله عز وجل يقول (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) فإذًا على كل مسلم أن يقوم بواجب من الواجبات خاصة إذا كانت واجبات عينية فإذا انتهى منها قام بواجبات كفائية أما لماذا فلان يعمل في كذا ولا يعمل في كذا؟ هذا خطأ منْ منْ من الناس مهما أحسنتم الظن به يقوم بكل شيء يجب أن يقوم به المسلم، هذا أمر مستحيل خاصة في باب الفروض الكفائية مثلا أولئك الذين نراهم يشتغلون مثلا بالناحية السياسية الإسلامية زعموا، لماذا لا يهتمون بإصلاح عقائد المسلمين ويعيش الفرد الواحد منهم في حزبهم وفي جماعتهم بضع سنين أو أكثر ثم يخرج بعد ذلك لم يفقه العقيدة لم يفقه معنى لا إله إلا الله التي فهمها العرب في أول الإسلام وهم لا يزالون في كفرهم وفي ضلالهم لكنهم بعد أن فهموها كفروا بها كما قال الله عز وجل حكاية عنهم أنهم قالوا (( أجعل الألهة إله واحدا إن هذا لشيء عجاب )) المسلمون اليوم كثير منهم جدا لا يفقهون هذه الكلمة فلماذا هؤلاء الذين يشتغلون زعموا بالسياسة ويشتغلون زعموا بالتربية لماذا لا يُعنون بإصلاح العقيدة؟ لماذا لا يعنون بتصفية الإسلام مما دخل فيه؟ من أحاديث ضعيفة موضوعة ومن عقائد منحرفة ولماذا ولماذا هذا أسئلة لا تنتهي أبدا، نحن نكتفي بأن أمثال هؤلاء إذا عملوا بالواجب نشكرهم على ذلك لأن هذا واجب من الواجبات الكفائية ولكن بشرط أن لا يحاربوا أولئك الناس الذين يقولون عنهم بأنهم صرفوا حياتهم في الدعوة للتوحيد وهذا فيه شيء من الإنصاف وإلا كثيرا ما سمعنا بل رأيناه مطبوعا على رسالة هناك في الأردن يقولون وماذا عند السلفيين سوى أنه تحريك الإصبع سنة وتعليق الساعة الدقاقة في المسجد بدعة، وهو هذا الذي يكتب هذا يعلم أن هؤلاء السلفيين يعالجون أهم قضية اليوم يحتاجها العالم الإسلامي ألا وهي معرفة أولا توحيد الله عز وجل في عبادته وفي أسمائه وصفاته
وثانيا إفراد الرسول عليه السلام في اتباعه دون الناس أجمعين، هذا هو معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، السلفيون بفضل الله أنعم الله عليهم أنهم يدعون إلى هذا الإخلاص لله عز وجل في توحيده وإلى إفراد الرسول عليه السلام في اتباعه دون غيره حتى الأنبياء والرسل فضلا عمن دونهم من العلماء والصالحين ولعلكم تذكرون والشيء بالشيء يذكر، حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الذي أخرجه الإمام أحمد في المسند وغيره أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم ( رأى في يد عمر يوما صحيفة يقرأ فيها قال ما هذه؟ قال هذه صحيفة من التوراة كتبها لي رجل من اليهود فقال عليه الصلاة والسلام وهو غضبان ، أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى والذي نفس محمد بيده لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي ) موسى لو كان حيا ما استطاع أن يتبع إلا الرسول عليه الصلاة و السلام، من يتبع اليوم جماهير المسلمين؟ هل يتبعون الرسول عليه السلام؟ من المؤسف أن أقول بكل صراحة خذ أي شيخ تعتقدون فيه العلم قل له صف لي كيف كان رسول الله يصلي حتى أصلي صلاته إن كان منصفا فسيبادرك بالقول أنا مذهبي شافعي وإن كان حنفيا سيقول أنا مذهبي حنفي، إذا سألته عن أركان الوضوء وشروط الوضوء سيقول أنا حنفي في أربعة، إذا كان شافعي فسيقول هي ستة، يا أخي دلني كيف الرسول عليه السلام توضأ؟ لا يعرفون الرسول عليه السلام وانقطعت الصلة مع الأسف الشديد بينهم وبين الرسول فاتبع غير الرسول حقيقة بينما كان واجبهم أن يفردوا الرسول عليه السلام بالإتباع تماما كما يفردون الله بالعبادة لأنه هذا حق الله وهو عبادته وحده لا شريط له وهذا حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اتباعه وحده لا شريك له أيضا في هذا الإتباع، لا نجد اليوم علماء المسلمين يخلصون للرسول عليه السلام في اتباعه بل بتخذون معه أتباع كثيرين وكثير، متبعين كثيرين وكثيرين جدا إذًا نحن ندعو إلى تفهيم المسلمين حقيقة هذه الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلى أولئك الذين يشتغلون بما دون ذلك من الإسلام أن لا يحاربوا هذه الدعوة لأنه دعوة لا تساوي كما يقول عندنا في الشام " قشرة بصلة " إذا لم يؤمنوا بهذا التوحيد الذي بينه الله تبارك وتعالى في كتابه وشرحه نبينا صلى الله عليه وسلم في سنته، ربنا يقول (( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )) (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) اليوم مئات الألوف من المسلمين يصلون ليس فقط في الصلوات الخمس بل يصلون والناس نيام، يحجون إلى بيت الله الحرام وليس فقط حجة الإسلام بل قد يحجون في كل عام ومع ذلك ففي بيت الله الحرام نسمع الشرك يعمل عمله،ما فائدة هذه العبادات إذا كان ربنا عز وجل يصرح في كتابه كما سمعتم (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) وقال عز وجل في حق الكفار (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )) إذًا نحن إن كان يجوز لنا أن نفخر بأننا ندعو في أكثر أمورنا ودعوتنا إلى التوحيد وتوحيد الأسماء والصفات، إن كان يجوز لنا أن نفخر بذلك فنحن فخورون جدا لأننا نحقق نصا في القرأن (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) فعلى الأخرين أن لا يحاربوا هذه الدعوة بل ينقادوا معها حتى يستفيدوا من جهود أخرى التي هي دون تلك الدعوة بدرجات سحيقة وسحيقة جدا. نعم.
9 - يتهم البعض السلفيين بأنهم يهتمون فقط بقضية التوحيد وخاصة توحيد الأسماء والصفات أكثر من غير ذلك فلماذا ؟ أستمع حفظ
ما حكم من يساعد على نشر كتب الأشاعرة وغيرهم من الفرق الضالة ؟
السائل : يقول السائل ما حكم من يساعد في نشر كتب الأشاعرة وغيرهم من الكتب الضالة؟
الشيخ : هذا السؤال لا بد من توضيح الجواب عليه، إذا كان الذي يطبع هذه الكتب ليتعلم الناس فيها عامة الناس يتفقهوا بما فيها من كلام بل من علم الكلام فهذا طبعا يصدق فيه الشطر الثاني من قول الله عز وجل في القرأن الكريم (( وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) ففي هذا النشر تعاون على الإثم والعدوان أما إذا كان النشر في حدود.
الشيخ : هذا السؤال لا بد من توضيح الجواب عليه، إذا كان الذي يطبع هذه الكتب ليتعلم الناس فيها عامة الناس يتفقهوا بما فيها من كلام بل من علم الكلام فهذا طبعا يصدق فيه الشطر الثاني من قول الله عز وجل في القرأن الكريم (( وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) ففي هذا النشر تعاون على الإثم والعدوان أما إذا كان النشر في حدود.
هل يقال فلان شهيد أو استشهد في سبيل الله ؟
السائل : أن يقال فلان شهيد أو استشهد في سبيل الله
الشيخ : الشهيد في الإسلام يا إخواننا الكرام له حالتان إما أن تكون شهادته حقيقية وإما أن تكون شهادته حكمية وليست حقيقية، الشهادة شهادتان الشهادة الأولى هو القتيل من المسلمين يقع شهيدا في المعركة وهو يقاتل في سبيل الله وهذا هو الشهيد حقيقة وهذا له أحكام معروفة في الإسلام فهو لا يغسل ولا يكفن ويدفن في ثيابه التي تضمخت بالدماء الزكية ويدفن في المكان الذي وقع فيه صريعا، هذه أحكام خاصة للشهيد في المعركة ثم هناك شهادة حكمية ولا يترتب من ورائها شيء من هذه الأحكام المتعلقة بالشهادة أو الشهيد الحقيقي، هذا النوع من الشهادة وهي الشهادة الحكمية إنما تؤخذ بطبيعة الحال من ما حكم الشارع الحكيم بأن من اتصف بكذا فهو شهيد مثلا يقول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم ( من مات دون ماله فهو شهيد ) ( ومن مات دون دمه فهو شهيد ) و ( من مات دون عرضه فهو شهيد ) ( من قتله بطنه فهو شهيد ) ( من قُتل بالغرق أو الهدّ ) الهدم ( فهو شهيد ) ( من قُتل بداء السل فهو شهيد ) ( المرأة الجمعاء تموت في نُفاسها فهي شهيدة ) هذه بعض النماذج مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أطلق عليه اسم شهيد ومع ذلك فالعلماء مجمعون على أن هذا الإطلاق لا يعطيه فضيلة الشهيد حقيقة الذي مات في المعركة وإنما هو من باب التقريب في الفضل يعني هؤلاء الذين أطلق عليهم الرسول عليه السلام أنهم أو أن كل واحد منهم شهيد له فضل لا يساويه في ذلك سائر الناس الذين لا يموتون في حالة من هذه الأحوال.
ألسنتكم جاهدوا المشركين بأنفسكم وأموالكم وألسنتكم فهذا الذي يؤلف المقالات أو يطبع الرسالات في الرد على الكفار المشركين، هذا نوع من الجهاد بلا شك، هذا الذي يساعد هؤلاء بماله فهو إيضا نوع من الجهاد في سبيل الله عز وجل لكن لا يسمى شرعا إذا مات والحالة هذه إنه شهيد ذلك لأن الشهادة حكم شرعي لا يجوز إطلاقه على كل من جاهد في سبيل الله نوعا من أنواع الجهاد وإنما هو الوقوف مع النص، نحن نضرب لكم مثلا برجل قلما ولدت النساء مثله في الجهاد بالمعنى العام ألا وهو شيخ الإسلام بن تيمية ويكفيكم أنه مات في السجن محبوسا ظلما وعدوانا لأنه كان يصدع في الحق ولا تأخذه في الله لومة لائم، فأرونا أي كتاب من كتب علماء المسلمين الذين يترجمون لهذا الرجل ويبينون أنه كان أمة وحده، وصفوه بابن تيمية الشهيد، الشهيد بن تيمية، الحق والحق أقول إن هذه الكلمة أصبحت اليوم مبتذلة إلى درجة نضحك نحن من بعض الناس أن رجلا قتل أخر ظلما وبغيا وعدوانا فيأتي أخر فيقتل القاتل وإذا بهذا القاتل الذي صار قتيلا وأخذ جزاءه في الدنيا حينما يحمل على النعش وعلى الرؤوس تسمع الناس يقولون والشهيد حبيب الله فأصبحت الشهادة كلمة مذلولة، عندنا في سوريا كان شاعت قصة رجل في الحرب مع اليهود اسمه "جون جمال" يمكن سمعتم باسمه، هذا الرجل نصراني وأصبح بين الناس حتى المسلمين بجهلهم وضلالهم وبعدهم عن الإسلام الشهيد جون جمال وحتى اطلق اسمه على مدرسة ولافتة كبيرة " مدرسة الشهيد جون جمال "، ما الذي سوغ هذا الإنفراط البالغ في إطلاق هذا الإسم حتى على الكافر تساهلنا نحن في استعمال هذه الكلمة حتى أدخلنا فيها أو تحتها أي معنى له يعني منزلته في الإسلام، هذا لا يجوز إسلاميا، يجب أن نقف كما قال تعالى (( تلك حدود الله فلا تعتدوها )) ... (( فلا تعتدوها )) (( ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه )) فنحن إذًا خلاصة الكلام لا نطلق لقب أو اسم الشهيد إلا على ما جاء في السنة بأنه شهيد مهما كان عمله عظيما كما ضربنا لكم مثلا بهذا الرجل العظيم ألا وهو شيخ الإسلام بن تيمية الذي مات وهو سجين، لا نقول عنه إنه شهيد وإن كنا نريد أن نطلق هذه الكلمة على بعض الناس من الأبطال الذين أبلوا بلاء حسنا في سبيل خدمة الإسلام ومحاربة أعداء الإسلام لقلنا الشهيد بن تيمية ولكن حاشى لله أن نعظم الناس بألفاظ ما جاء الإذن لنا في شريعة الله عز وجل أن نستعملها وفي ذلك عبرة لمن يعتبر وذكرى لمن يتذكر.
السائل : أخر ... أواخر.
الشيخ : الشهيد في الإسلام يا إخواننا الكرام له حالتان إما أن تكون شهادته حقيقية وإما أن تكون شهادته حكمية وليست حقيقية، الشهادة شهادتان الشهادة الأولى هو القتيل من المسلمين يقع شهيدا في المعركة وهو يقاتل في سبيل الله وهذا هو الشهيد حقيقة وهذا له أحكام معروفة في الإسلام فهو لا يغسل ولا يكفن ويدفن في ثيابه التي تضمخت بالدماء الزكية ويدفن في المكان الذي وقع فيه صريعا، هذه أحكام خاصة للشهيد في المعركة ثم هناك شهادة حكمية ولا يترتب من ورائها شيء من هذه الأحكام المتعلقة بالشهادة أو الشهيد الحقيقي، هذا النوع من الشهادة وهي الشهادة الحكمية إنما تؤخذ بطبيعة الحال من ما حكم الشارع الحكيم بأن من اتصف بكذا فهو شهيد مثلا يقول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم ( من مات دون ماله فهو شهيد ) ( ومن مات دون دمه فهو شهيد ) و ( من مات دون عرضه فهو شهيد ) ( من قتله بطنه فهو شهيد ) ( من قُتل بالغرق أو الهدّ ) الهدم ( فهو شهيد ) ( من قُتل بداء السل فهو شهيد ) ( المرأة الجمعاء تموت في نُفاسها فهي شهيدة ) هذه بعض النماذج مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أطلق عليه اسم شهيد ومع ذلك فالعلماء مجمعون على أن هذا الإطلاق لا يعطيه فضيلة الشهيد حقيقة الذي مات في المعركة وإنما هو من باب التقريب في الفضل يعني هؤلاء الذين أطلق عليهم الرسول عليه السلام أنهم أو أن كل واحد منهم شهيد له فضل لا يساويه في ذلك سائر الناس الذين لا يموتون في حالة من هذه الأحوال.
ألسنتكم جاهدوا المشركين بأنفسكم وأموالكم وألسنتكم فهذا الذي يؤلف المقالات أو يطبع الرسالات في الرد على الكفار المشركين، هذا نوع من الجهاد بلا شك، هذا الذي يساعد هؤلاء بماله فهو إيضا نوع من الجهاد في سبيل الله عز وجل لكن لا يسمى شرعا إذا مات والحالة هذه إنه شهيد ذلك لأن الشهادة حكم شرعي لا يجوز إطلاقه على كل من جاهد في سبيل الله نوعا من أنواع الجهاد وإنما هو الوقوف مع النص، نحن نضرب لكم مثلا برجل قلما ولدت النساء مثله في الجهاد بالمعنى العام ألا وهو شيخ الإسلام بن تيمية ويكفيكم أنه مات في السجن محبوسا ظلما وعدوانا لأنه كان يصدع في الحق ولا تأخذه في الله لومة لائم، فأرونا أي كتاب من كتب علماء المسلمين الذين يترجمون لهذا الرجل ويبينون أنه كان أمة وحده، وصفوه بابن تيمية الشهيد، الشهيد بن تيمية، الحق والحق أقول إن هذه الكلمة أصبحت اليوم مبتذلة إلى درجة نضحك نحن من بعض الناس أن رجلا قتل أخر ظلما وبغيا وعدوانا فيأتي أخر فيقتل القاتل وإذا بهذا القاتل الذي صار قتيلا وأخذ جزاءه في الدنيا حينما يحمل على النعش وعلى الرؤوس تسمع الناس يقولون والشهيد حبيب الله فأصبحت الشهادة كلمة مذلولة، عندنا في سوريا كان شاعت قصة رجل في الحرب مع اليهود اسمه "جون جمال" يمكن سمعتم باسمه، هذا الرجل نصراني وأصبح بين الناس حتى المسلمين بجهلهم وضلالهم وبعدهم عن الإسلام الشهيد جون جمال وحتى اطلق اسمه على مدرسة ولافتة كبيرة " مدرسة الشهيد جون جمال "، ما الذي سوغ هذا الإنفراط البالغ في إطلاق هذا الإسم حتى على الكافر تساهلنا نحن في استعمال هذه الكلمة حتى أدخلنا فيها أو تحتها أي معنى له يعني منزلته في الإسلام، هذا لا يجوز إسلاميا، يجب أن نقف كما قال تعالى (( تلك حدود الله فلا تعتدوها )) ... (( فلا تعتدوها )) (( ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه )) فنحن إذًا خلاصة الكلام لا نطلق لقب أو اسم الشهيد إلا على ما جاء في السنة بأنه شهيد مهما كان عمله عظيما كما ضربنا لكم مثلا بهذا الرجل العظيم ألا وهو شيخ الإسلام بن تيمية الذي مات وهو سجين، لا نقول عنه إنه شهيد وإن كنا نريد أن نطلق هذه الكلمة على بعض الناس من الأبطال الذين أبلوا بلاء حسنا في سبيل خدمة الإسلام ومحاربة أعداء الإسلام لقلنا الشهيد بن تيمية ولكن حاشى لله أن نعظم الناس بألفاظ ما جاء الإذن لنا في شريعة الله عز وجل أن نستعملها وفي ذلك عبرة لمن يعتبر وذكرى لمن يتذكر.
السائل : أخر ... أواخر.
يشيع البعض بأنكم تضعفون وتصححون دون ضوابط والدليل على ذلك أنكم أحيانا تتشددون في التصحيح وأحيانا تتشددون في التضعيف وأحيانا تصححون وتضعفون في صحيح الجامع وتقولون رجعنا عن كذا وكذا فما قولكم ؟
السائل : يُشيع البعض لأنكم تضعفون وتصححون دون ضوابط والدليل على ذلك أنكم أحيانا تتشددون في التصحيح وأحيانا تتشددون في التضعيف وأحيانا تصححون في الصحيح وتضعفون في الصحيح الجامع ؟
الشيخ : نعم
السائل : وتقولون رجعنا عن كذا وكذا فما قولكم؟
الشيخ : نقول من كان من أهل العلم فنحن مستعدون لنناقشه فيما يدعيه أما إذا كان ليس من أهل العلم فلا وزن لكلامه، هذا من جهة، من جهة أخرى أنا أعترف وأقول كما قلت أنفا إن جاز لي أن افتخر فأنا أفتخر لأنه إذا تبيّن لي الخطأ رجعت عنه ولا أصر عليه كما يفعل غيري ومن المؤسف جدا أن تنقلب الفضيلة اليوم مع بعض الناس إلى قباحة أو قبيحة بل ربما إلى رذيلة فماذا في الإنسان إذا تبين له خطؤه في كتاب فتراجع عنه لا سيما في مثل هذا العلم العزو للحديث والتصحيح والتضعيف الذي أعرض عنه ملايين علماء المسلمين طيلة هذه القرون الطويلة، لماذا؟ لصعوبته وأنا أضرب لكم مثلا بسيطا جدا ولو أنه له علاقة بالمصطلح لكنه واضح المثال، الحديث ينقسم عند علماء الحديث وأقول الصحيح ينقسم إلى صحيح بذاته وصحيح لغيره وكذلك الحديث الحسن ينقسم عند أهل العلم إلى حديث حسن لذاته وحسن لغيره وهنا البحث الأن ما معنى هذا حديث حسن لذاته وحديث حسن لغيره؟ معناه أن هذا الحديث ليس له سند صحيح لكن له سند صحيح هذا تعريف ماذا؟ الحديث الحسن لذاته والحديث الحسن لذاته هو الذي توفرت فيه شروط الحديث الصحيح كلها لكن أحد رواته قل ضبطه وحفظه عن مستوى حفظ وضبط راوي الحديث الصحيح لذلك قالوا عن حديثه حديث حسن لذاته يأتي بعد ذلك المثال في النهاية الحديث الحسن لغيره ما هو؟ يعني هو الحديث الذي ليس له إسناد صحيح فيأتي الشيخ الألباني مع غيره الذي موضوع في قفص الإتهام يأتي إلى حديث فيقف على إسناده فيضعفه ويمضي زمن ويمضي زمن وهو يقول أنه هذا حديث ضعيف وإذا به وهو منغمس كل حياته لدراسة المخطوطات فضلا عن المطبوعات وإذا به يرى لهذا الحديث طريق أخرى وأقل ما يفيد هذه الطريق الأخرى ذلك الحديث الذي هو ضعيف أنه يرفعه من الضعف إلى مرتبة الحسن لغيره فأقول في كتاب أخر هذا حديث حسن، إيه لما قلت من قبل أنه ضعيف ثم قلت أخيرا في كتاب أخر أنه حسن؟ لأنه تبيّن لي شيء كنت لا أعلمه وإن كان الإنسان بطبيعة الحال كما وصفه الله عز وجل (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) لكن أصدق ما يصدق مثل هذا النص هو بالنسبة للذي يشتغل في علم الحديث لكثرة الطرق بالألوف المؤلفة ولذلك فالواجب على الإنسان أن يبحث في حدود ما يستطيع وأنا فعلت ربما لا أقول هذا مدحا بل بيانا للواقع، بحثت وفتشت عن طرق الحديث بصورة يمكن لا وجود له في العصر الحاضر وكثير من أهل الإنصاف والعلم يعترفون بهذه الحقيقة لكن هل أنا أحطت بكل شيء علما هيهات هيهات فاتني ويفوتني الشيء الكثير، هذا مثال بسيط فالذي يجهل هذه الحقيقة إيه ليه الألباني ضعّف الحديث في الكتاب الفلاني ثم صححه في الكتاب الفلاني، هذا مثال للحديث الي ضعفته في كتاب وقوته في كتاب أخر والعكس أيضا صحيح يقع أي ربما أصحح حديثا في كتاب وتمضي السنين وإذا به أكتشف علة خفية في ذلك الإسناد الذي كنت صححته فأنقد نفسي بنفسي وقد ينقدني غيري فأستفيده منه فأعلنها صريحة أنه هذا الحديث ضعيف السند، إن كان في مجال للبيان فعلت ذلك وبيّنت وفصّلت القول ومجال ذلك في الكتابان المشهوران سلسلة الأحاديث الصحيحة وسلسلة الأحاديث الضعيفة وإن كان ما في مجال اقتصرت لبيان المرتبة كما جريت على ذلك في صحيح الجامع وضعيف الجامع.
هذه الأمور أهل العلم لا يكادون يتنبهون لها فضلا عن طلبة العلم فضلا عمن دونهم لذلك أنا أنصح إخواننا طلبة العلم جميعا مهما كانت اتجاهاتهم وحزبيتهم عافانا الله وإياهم أن يتريثوا في النقد وأن يتساءلوا في أنفسهم كما جاءني نقد من بعض الإخوان في بعض الليالي التي سهرناها في الخارج أنه مثلا ينتقدني في حديث أنه حديث الطيرة يعني ( وما منا إلا ) من إيه يصيبه الطيرة ( ثم يذهبه الله بالتوكل ) فكتب إليّ يعني قرابة صفحة يقول أنت أخطأ حينما ذكرت ( وما منا ) هذا ليس من الحديث وإنما هذا مدرج على حسب ما نقل هو فقط قلت والله هذه خطيئة ( وما منا ) من أحد إلا ويخطئ لما رجعت إلى الحديث الذي أردت في السلسلة وإذا أنا أشرت الكلام الذي هو يواجهني به ويقول أنه هذه الجملة مدرجة فكيف أنت صحّحتها وإذا بي أجد الكلام هناك في الصحيحة أشير إلى الإدراج وأنقل كلام بعض الأئمة الذين هو نقل عنهم أنه هذه الزيادة مدرجة ولكني أتبنى رأي علماء أخرين أنه هذا ليس مدرجا لأنه جاي في صلب الكلام، هذا المثال يعني من الأمثلة فصرّوا بعض إخواننا بإنكار وكأنه المقصود هو مجرد الإنكار وليس البحث العلمي، خلاصة القول، قد أصحّح حديثا ثم يتبيّن لي علة فيما بعد والعلل كثيرة في هذا العلم قد يكون مثلا هناك إرسال خفي والإرسال الخفي من العلل التي يقول بعض أهل العلم أنه معرفة علل الحديث من حيث الإرسال هو أدق أنواع علم الحديث، من الذي يعرف هذا المجال؟ وأهميته؟ وكونه قد يخفى على أكبر العلماء؟ ما يعرف ذلك إلا الذي مارس الأمر بنفسه، خلاصة القول أنه هذا السؤال الذي سمعته الأن ليس هو بالأمر الجديد، تأتينا رسائل ومناقشات كثيرة والجواب باختصار، أن الذي ينقل هذا النقد ما أظنه من أهل العلم وإن حسنت الظن به فهو من شبابنا المسلم المتحمس ثم ينطلق بدون وعي إلى النقد، هذا إذا كان ليس من أهل الشحناء والبغضاء الذين ابتلينا بهم في بعض البلاد ونسأل الله عز وجل أن يصلح ذوات نفوسنا وأن يطهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد وأن يجمعنا على كتاب الله وهدي رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم.
السائل : هذا سؤال آخَر ، آخِر سؤال.
الشيخ : نعم
السائل : وتقولون رجعنا عن كذا وكذا فما قولكم؟
الشيخ : نقول من كان من أهل العلم فنحن مستعدون لنناقشه فيما يدعيه أما إذا كان ليس من أهل العلم فلا وزن لكلامه، هذا من جهة، من جهة أخرى أنا أعترف وأقول كما قلت أنفا إن جاز لي أن افتخر فأنا أفتخر لأنه إذا تبيّن لي الخطأ رجعت عنه ولا أصر عليه كما يفعل غيري ومن المؤسف جدا أن تنقلب الفضيلة اليوم مع بعض الناس إلى قباحة أو قبيحة بل ربما إلى رذيلة فماذا في الإنسان إذا تبين له خطؤه في كتاب فتراجع عنه لا سيما في مثل هذا العلم العزو للحديث والتصحيح والتضعيف الذي أعرض عنه ملايين علماء المسلمين طيلة هذه القرون الطويلة، لماذا؟ لصعوبته وأنا أضرب لكم مثلا بسيطا جدا ولو أنه له علاقة بالمصطلح لكنه واضح المثال، الحديث ينقسم عند علماء الحديث وأقول الصحيح ينقسم إلى صحيح بذاته وصحيح لغيره وكذلك الحديث الحسن ينقسم عند أهل العلم إلى حديث حسن لذاته وحسن لغيره وهنا البحث الأن ما معنى هذا حديث حسن لذاته وحديث حسن لغيره؟ معناه أن هذا الحديث ليس له سند صحيح لكن له سند صحيح هذا تعريف ماذا؟ الحديث الحسن لذاته والحديث الحسن لذاته هو الذي توفرت فيه شروط الحديث الصحيح كلها لكن أحد رواته قل ضبطه وحفظه عن مستوى حفظ وضبط راوي الحديث الصحيح لذلك قالوا عن حديثه حديث حسن لذاته يأتي بعد ذلك المثال في النهاية الحديث الحسن لغيره ما هو؟ يعني هو الحديث الذي ليس له إسناد صحيح فيأتي الشيخ الألباني مع غيره الذي موضوع في قفص الإتهام يأتي إلى حديث فيقف على إسناده فيضعفه ويمضي زمن ويمضي زمن وهو يقول أنه هذا حديث ضعيف وإذا به وهو منغمس كل حياته لدراسة المخطوطات فضلا عن المطبوعات وإذا به يرى لهذا الحديث طريق أخرى وأقل ما يفيد هذه الطريق الأخرى ذلك الحديث الذي هو ضعيف أنه يرفعه من الضعف إلى مرتبة الحسن لغيره فأقول في كتاب أخر هذا حديث حسن، إيه لما قلت من قبل أنه ضعيف ثم قلت أخيرا في كتاب أخر أنه حسن؟ لأنه تبيّن لي شيء كنت لا أعلمه وإن كان الإنسان بطبيعة الحال كما وصفه الله عز وجل (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) لكن أصدق ما يصدق مثل هذا النص هو بالنسبة للذي يشتغل في علم الحديث لكثرة الطرق بالألوف المؤلفة ولذلك فالواجب على الإنسان أن يبحث في حدود ما يستطيع وأنا فعلت ربما لا أقول هذا مدحا بل بيانا للواقع، بحثت وفتشت عن طرق الحديث بصورة يمكن لا وجود له في العصر الحاضر وكثير من أهل الإنصاف والعلم يعترفون بهذه الحقيقة لكن هل أنا أحطت بكل شيء علما هيهات هيهات فاتني ويفوتني الشيء الكثير، هذا مثال بسيط فالذي يجهل هذه الحقيقة إيه ليه الألباني ضعّف الحديث في الكتاب الفلاني ثم صححه في الكتاب الفلاني، هذا مثال للحديث الي ضعفته في كتاب وقوته في كتاب أخر والعكس أيضا صحيح يقع أي ربما أصحح حديثا في كتاب وتمضي السنين وإذا به أكتشف علة خفية في ذلك الإسناد الذي كنت صححته فأنقد نفسي بنفسي وقد ينقدني غيري فأستفيده منه فأعلنها صريحة أنه هذا الحديث ضعيف السند، إن كان في مجال للبيان فعلت ذلك وبيّنت وفصّلت القول ومجال ذلك في الكتابان المشهوران سلسلة الأحاديث الصحيحة وسلسلة الأحاديث الضعيفة وإن كان ما في مجال اقتصرت لبيان المرتبة كما جريت على ذلك في صحيح الجامع وضعيف الجامع.
هذه الأمور أهل العلم لا يكادون يتنبهون لها فضلا عن طلبة العلم فضلا عمن دونهم لذلك أنا أنصح إخواننا طلبة العلم جميعا مهما كانت اتجاهاتهم وحزبيتهم عافانا الله وإياهم أن يتريثوا في النقد وأن يتساءلوا في أنفسهم كما جاءني نقد من بعض الإخوان في بعض الليالي التي سهرناها في الخارج أنه مثلا ينتقدني في حديث أنه حديث الطيرة يعني ( وما منا إلا ) من إيه يصيبه الطيرة ( ثم يذهبه الله بالتوكل ) فكتب إليّ يعني قرابة صفحة يقول أنت أخطأ حينما ذكرت ( وما منا ) هذا ليس من الحديث وإنما هذا مدرج على حسب ما نقل هو فقط قلت والله هذه خطيئة ( وما منا ) من أحد إلا ويخطئ لما رجعت إلى الحديث الذي أردت في السلسلة وإذا أنا أشرت الكلام الذي هو يواجهني به ويقول أنه هذه الجملة مدرجة فكيف أنت صحّحتها وإذا بي أجد الكلام هناك في الصحيحة أشير إلى الإدراج وأنقل كلام بعض الأئمة الذين هو نقل عنهم أنه هذه الزيادة مدرجة ولكني أتبنى رأي علماء أخرين أنه هذا ليس مدرجا لأنه جاي في صلب الكلام، هذا المثال يعني من الأمثلة فصرّوا بعض إخواننا بإنكار وكأنه المقصود هو مجرد الإنكار وليس البحث العلمي، خلاصة القول، قد أصحّح حديثا ثم يتبيّن لي علة فيما بعد والعلل كثيرة في هذا العلم قد يكون مثلا هناك إرسال خفي والإرسال الخفي من العلل التي يقول بعض أهل العلم أنه معرفة علل الحديث من حيث الإرسال هو أدق أنواع علم الحديث، من الذي يعرف هذا المجال؟ وأهميته؟ وكونه قد يخفى على أكبر العلماء؟ ما يعرف ذلك إلا الذي مارس الأمر بنفسه، خلاصة القول أنه هذا السؤال الذي سمعته الأن ليس هو بالأمر الجديد، تأتينا رسائل ومناقشات كثيرة والجواب باختصار، أن الذي ينقل هذا النقد ما أظنه من أهل العلم وإن حسنت الظن به فهو من شبابنا المسلم المتحمس ثم ينطلق بدون وعي إلى النقد، هذا إذا كان ليس من أهل الشحناء والبغضاء الذين ابتلينا بهم في بعض البلاد ونسأل الله عز وجل أن يصلح ذوات نفوسنا وأن يطهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد وأن يجمعنا على كتاب الله وهدي رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم.
السائل : هذا سؤال آخَر ، آخِر سؤال.
12 - يشيع البعض بأنكم تضعفون وتصححون دون ضوابط والدليل على ذلك أنكم أحيانا تتشددون في التصحيح وأحيانا تتشددون في التضعيف وأحيانا تصححون وتضعفون في صحيح الجامع وتقولون رجعنا عن كذا وكذا فما قولكم ؟ أستمع حفظ
كيف يكون الرد على من يقول أنتم معشر السلفيين تنكرون التقليد وأنتم تقلدون الألباني بقولكم صححه وحسنه وضعفه مع أنه يخالف في بعض الأحيان أئمة الحديث كابن حجر والذهبي وغيرهما ؟
السائل : يقول كيف يكون الرد على من يقول أنتم معشر السلفيين أو السلفيون تنكرون التقليد وأنتم تقلدون الألباني بقولكم صححه وحسنه وضعفه مع أنه يخالف في بعض الأحيان أئمة الحديث كابن حجر والذهبي وغيرهما؟
الشيخ : شوف هذا السؤال، أظن سمعتموه ماذا يفعل المسلم إذا وجد العلماء قد اختلفوا في حديث ما تصحيحا وتضعيفا؟ لا بد له على طريقة السائل من أن يقلّد إما الذي صحح وإما الذي ضعّف ثم هو ليس بين يديه من يساعده أو يبصره على ترجيح قول من القولين على الأخر لكن يوجد هناك رجل ابتلي بالناس وابتلي الناس به أنه خصّص حياته لهذا العلم واقتنع بعض الشباب المسلم بأنه هذا الرجل على شيء من هذا العلم فيسمّي السائل أو من يشير إليه أنه هذو الشباب في العالم الإسلامي كله بيدعوا أنه هم سلفيين ما بيقلدوا وها هم يقلدون الألباني، طيب من يقلدون إذًا؟ يقلدون الذين ماتوا واختلفوا وتركوا لنا هذا الإختلاف لا بد لهم من أن يتبنوا رأيا من الرأيين صحيح أو ضعيف فإذ وجد إنسان يقرب لهم وجهة الإختلاف ويبيّن هذا سبب التضعيف وهذا سبب التصحيح ثم يعمل عملية ترجيح فهل هذا يكون يعني خير من الله عز وجل أن قيض لهم إنسانا يبعث لهم هذا العلم من جديد ويبصر الشباب المسلم ويحركهم ليعملوا بعلم الحديث، لا أقول أمرا يعني أو لا أكتم سرا كما يقال قبل ثلاثين سنة لم يكن في العالم الإسلامي عالم كاتب خطيب يذكر حديثا في خطبته أو في كتابه أو في أي مجال من مجالات العلم يقول رواه البخاري ورواه مسلم أو رواه فلان وصحّحه فلان أو إذا جاب حديث يقول كمان إسناده ضعيف، هذا ليس له ذكر إطلاقا في العالم الإسلامي كله قبل ثلث قرن من الزمان لكن اليوم الحمد لله تجد النشاط في الإعتناء بالحديث وتخريجه وحتى البعض يحاول أن يصحّح وهو لمّا يبلغ مرحلة التصحيح والتضعيف معناه صار في العالم الإسلامي حركة علميّة عجيبة جدا يعرف هذا كبار السن من أمثالي، أما أنتم فتعيشون الأن في بحبوحة من العلم في هذا العلم الشريف ألا وهو علم الحديث، الخلاصة نعود إلى هذا السؤال يقولون يقلدون الألباني، قلنا لا بد من التقليد على حد تعبيري، لكن علماء الأصول والفقه في الأصول وبخاصة منهم الإمام الصنعاني الأمير الصنعاني له رسالة سمّاها "تيسير الإجتهاد" أو "في تيسير الإجتهاد" يذكر هناك أن الرجل حينما يسمع عالما يقول في حديث ما إنه حديث صحيح أو في حديث ما يقول حديث ضعيف فعلى من لا علم عنده أن يتبعه وأن اتباعه هذا ليس تقليدا وإنما هو اتباع ويفصل القول هناك بناء على علم الحديث خلاصة ذلك أن الرجل إذا قال لك عن رجل ما لا تعرفه هذا رجل حسن المعاملة لا بأس أن تشاركه فأطعته في هذا وانطلقت لتشاركه، هذا ليس اسمه تقليد وإنما هو اتباع، التقليد هو أن تسلم قيادة عقلك وتفكيرك لمن تقلده دون أن تجتهد يا تَرى هذا الرجل عالم؟ رجل صادق في ما ينقل؟ هذا هو التقليد لما تغمض عيونك لأنه التقليد يقول أهل العلم مشتق من إيش؟ من القلادة، كأنه ب ... قلادة من عنقك وب ... في عنقه وانتهى كل شيء وهذا طبيعة الإيش؟ المقلدين ولذلك سمعنا بمناسبة البحث السابق في أية (( وفي سبيل الله )) أنه سمعنا من أحد العلماء أنه ما في مانع أنه نخرج الزكاة ونعطيها لبناء المساجد أو بناء مستشفيات وذكر أثر معروف وأنا ذكرته في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ( من قلّد عالما لقي الله سالما ) فهو إيش ساوى؟ قلّد هذا العالم، مجرد ما قال له هيك خلاص كأنه هو مع النص ويسلموا تسليما، ليس كذلك شأن من يحاول أن يتبصر أنه هذا الرجل إلي بيقول هذا حرام أو بيقول حلال أو بيقول حديث صحيح أو ضعيف بيحاول يستوثق منه هل هو متمكن في هذا العلم؟ هل هناك مجال لمناقشته أو لا مجال، طبعا ما بيطمئن بيتبعه فلا يقال في هذا مقلد كما جاء في سؤال السائل لكن إذا كان ما اقتنع بهذا لأنه ليس من أهل العلم بطبيعة الحال فأنا أقول له ماذا تفعل أنت؟ أنت تقلد وهؤلاء يقلدون لكن هؤلاء يقلدون على شيء من البصيرة أما أنت فكما نرى كثيرا من الناس اليوم يقولون بقول هذا العالم بدون دليل وبكرة يقولون بقول ذلك العالم بدون دليل أما الدليل فيوصلك إلى اتباع الحق حيث كان سواء كان لك أو كان عليك، هذا مما تيسر من الجواب عن الأسئلة المقدمة وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم للصواب واتباعه حيثما كان ومع من كان والسلام عليكم ورحمة الله.
السائل : في النهاية يعني نرجو الله عز وجل أن ينفعنا بما سمعنا ونقول يعني إذا كان ... دعوة مميزات فإن الدعوة السلفية امتازت بأنها هي الوحيدة التي كتبت في التوحيد وبيان الشرك والأنحراف وهي الوحيدة أيضا علماءها قديما وحديثا كتبوا في التصحيح والتضعيف وكل الناس أو كل الدعوات الموجودة الأن ما قرأنا لأحدهم كتاب يعتد فيه في قضايا التوحيد والشرك أو في قضايا التصحيح والتضعيف وهذا من فضل الله عز وجل علينا وجزاكم الله خيرا.
الشيخ : شوف هذا السؤال، أظن سمعتموه ماذا يفعل المسلم إذا وجد العلماء قد اختلفوا في حديث ما تصحيحا وتضعيفا؟ لا بد له على طريقة السائل من أن يقلّد إما الذي صحح وإما الذي ضعّف ثم هو ليس بين يديه من يساعده أو يبصره على ترجيح قول من القولين على الأخر لكن يوجد هناك رجل ابتلي بالناس وابتلي الناس به أنه خصّص حياته لهذا العلم واقتنع بعض الشباب المسلم بأنه هذا الرجل على شيء من هذا العلم فيسمّي السائل أو من يشير إليه أنه هذو الشباب في العالم الإسلامي كله بيدعوا أنه هم سلفيين ما بيقلدوا وها هم يقلدون الألباني، طيب من يقلدون إذًا؟ يقلدون الذين ماتوا واختلفوا وتركوا لنا هذا الإختلاف لا بد لهم من أن يتبنوا رأيا من الرأيين صحيح أو ضعيف فإذ وجد إنسان يقرب لهم وجهة الإختلاف ويبيّن هذا سبب التضعيف وهذا سبب التصحيح ثم يعمل عملية ترجيح فهل هذا يكون يعني خير من الله عز وجل أن قيض لهم إنسانا يبعث لهم هذا العلم من جديد ويبصر الشباب المسلم ويحركهم ليعملوا بعلم الحديث، لا أقول أمرا يعني أو لا أكتم سرا كما يقال قبل ثلاثين سنة لم يكن في العالم الإسلامي عالم كاتب خطيب يذكر حديثا في خطبته أو في كتابه أو في أي مجال من مجالات العلم يقول رواه البخاري ورواه مسلم أو رواه فلان وصحّحه فلان أو إذا جاب حديث يقول كمان إسناده ضعيف، هذا ليس له ذكر إطلاقا في العالم الإسلامي كله قبل ثلث قرن من الزمان لكن اليوم الحمد لله تجد النشاط في الإعتناء بالحديث وتخريجه وحتى البعض يحاول أن يصحّح وهو لمّا يبلغ مرحلة التصحيح والتضعيف معناه صار في العالم الإسلامي حركة علميّة عجيبة جدا يعرف هذا كبار السن من أمثالي، أما أنتم فتعيشون الأن في بحبوحة من العلم في هذا العلم الشريف ألا وهو علم الحديث، الخلاصة نعود إلى هذا السؤال يقولون يقلدون الألباني، قلنا لا بد من التقليد على حد تعبيري، لكن علماء الأصول والفقه في الأصول وبخاصة منهم الإمام الصنعاني الأمير الصنعاني له رسالة سمّاها "تيسير الإجتهاد" أو "في تيسير الإجتهاد" يذكر هناك أن الرجل حينما يسمع عالما يقول في حديث ما إنه حديث صحيح أو في حديث ما يقول حديث ضعيف فعلى من لا علم عنده أن يتبعه وأن اتباعه هذا ليس تقليدا وإنما هو اتباع ويفصل القول هناك بناء على علم الحديث خلاصة ذلك أن الرجل إذا قال لك عن رجل ما لا تعرفه هذا رجل حسن المعاملة لا بأس أن تشاركه فأطعته في هذا وانطلقت لتشاركه، هذا ليس اسمه تقليد وإنما هو اتباع، التقليد هو أن تسلم قيادة عقلك وتفكيرك لمن تقلده دون أن تجتهد يا تَرى هذا الرجل عالم؟ رجل صادق في ما ينقل؟ هذا هو التقليد لما تغمض عيونك لأنه التقليد يقول أهل العلم مشتق من إيش؟ من القلادة، كأنه ب ... قلادة من عنقك وب ... في عنقه وانتهى كل شيء وهذا طبيعة الإيش؟ المقلدين ولذلك سمعنا بمناسبة البحث السابق في أية (( وفي سبيل الله )) أنه سمعنا من أحد العلماء أنه ما في مانع أنه نخرج الزكاة ونعطيها لبناء المساجد أو بناء مستشفيات وذكر أثر معروف وأنا ذكرته في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ( من قلّد عالما لقي الله سالما ) فهو إيش ساوى؟ قلّد هذا العالم، مجرد ما قال له هيك خلاص كأنه هو مع النص ويسلموا تسليما، ليس كذلك شأن من يحاول أن يتبصر أنه هذا الرجل إلي بيقول هذا حرام أو بيقول حلال أو بيقول حديث صحيح أو ضعيف بيحاول يستوثق منه هل هو متمكن في هذا العلم؟ هل هناك مجال لمناقشته أو لا مجال، طبعا ما بيطمئن بيتبعه فلا يقال في هذا مقلد كما جاء في سؤال السائل لكن إذا كان ما اقتنع بهذا لأنه ليس من أهل العلم بطبيعة الحال فأنا أقول له ماذا تفعل أنت؟ أنت تقلد وهؤلاء يقلدون لكن هؤلاء يقلدون على شيء من البصيرة أما أنت فكما نرى كثيرا من الناس اليوم يقولون بقول هذا العالم بدون دليل وبكرة يقولون بقول ذلك العالم بدون دليل أما الدليل فيوصلك إلى اتباع الحق حيث كان سواء كان لك أو كان عليك، هذا مما تيسر من الجواب عن الأسئلة المقدمة وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم للصواب واتباعه حيثما كان ومع من كان والسلام عليكم ورحمة الله.
السائل : في النهاية يعني نرجو الله عز وجل أن ينفعنا بما سمعنا ونقول يعني إذا كان ... دعوة مميزات فإن الدعوة السلفية امتازت بأنها هي الوحيدة التي كتبت في التوحيد وبيان الشرك والأنحراف وهي الوحيدة أيضا علماءها قديما وحديثا كتبوا في التصحيح والتضعيف وكل الناس أو كل الدعوات الموجودة الأن ما قرأنا لأحدهم كتاب يعتد فيه في قضايا التوحيد والشرك أو في قضايا التصحيح والتضعيف وهذا من فضل الله عز وجل علينا وجزاكم الله خيرا.
اضيفت في - 2008-06-18