متفرقات للألباني-214
تذكير الشيخ بقضية تسامح السلفيين فيما بينهم في مسألة قيام بعضهم لبعض مع بيان الأدلة في ذلك .
الشيخ : هناك في الواقع عدة قضايا ألاحظها فينبغي لفت النظر إليها والتذكير بها ، القضية الأولى هي تسامح إخواننا السلفيين بعضهم مع بعض ولا أقول بعضهم مع الآخرين فلهذا كلام آخر وإنما تساهل أو تسامح السلفيين بعضهم مع بعض في قيامهم بعضهم لبعض ... أنصح لهم بهذا التسامح لأنه قائم على خلاف السنة الصحيحة ألا وهي التي تقوم على عدة أحاديث بعضها صريح في الموضوع وبعضها يؤخذ منه منه ما يدل على الموضوع ثم هذا النوع من الصريح ينقسم إلى قسمين قسم يتعلق بالجالس وقسم يتعلق بالداخل ، أما القسم الذي يتعلق بالجالس فهو حديث أنس بن مالك الذي أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد والإمام أحمد في المسند وغيرهما بسند صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال " ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رؤية وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك " . ومن الأمور البدهية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحق الناس بالإكرام ما دام أن الله تبارك وتعالى أكرمه وفضله على سائر الأنام وجعله سيد الرسل الكرام فلو كان هذا القيام الذي اعتاده المسلمون اليوم لعظمائهم وكبارئهم ومشايخهم ... وسيلة مشروعة للإكرام لكان أحق الناس به نبينا عليه الصلاة والسلام وإذْ الأمر ليس كذلك بدليل حديث أنس السابق " كانوا لا يقومون لما يعلمون من كراهيته لذلك " فلو كان القيام وسيلة إكراما شرعا ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكرهه فكراهية الرسول صلى الله عليه وسلم لمثل هذا القيام يحمل على أقل الاحتمالات على الكراهة التي تفيد أقل ما تفيد عدم استحبابها فإذا ترك هذا القيام ولا يزال ألفت النظر إلى البحث ... لكن تحت عموم قول الله تبارك وتعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر )) ثم تكلمنا عن الرسول عليه السلام وهو أنه أحق الناس بالإكرام نتكلم الآن عن الصحابة الكرام فهم بلا شك أعرف الناس بمنازل العظماء من الرجال فكيف إذا كان أعظم الرجال ؟ فحينما نراهم لا يقومون له فذلك يؤكد أنهم كانوا فهموا منه عليه السلام كراهته لهذا القيام فإذا لنتصور الداخل مهما كان عظيما والجالس مهما كان مقدر للعظيم فسوف لا يكون الداخل أعلم ولا الجالس اليوم أشد تقديرا للعظماء من الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام .
هذا ما يتعلق بالجالس فهو لا يقوم للداخل ، أما الداخل نفسه فهو أحد رجلين إما أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كراهته لقيام الناس له فحين ذاك ... أن يحث الناس على البقاء ... له وإما أن يكون الرجل الآخر وهذا ما يصاب به جماهير الداخلين حينئذ يأتيهم الوعيد الشّديد ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) ولا أتصور إنسانا لا يحب القيام يعتب على من لا يقوم له إلا وفي قلبه نزعة من كبر فينصب عليه هذا الحديث بهذا الوعيد الشديد والحديث الآخر الذي يقول ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) ، والحديث طويل ... لما قال الرسول عليه السلام هذا الحديث قالوا يا رسول الله إن أحدنا يحب أن ترى عليها ثياب حسنة أذلك من الكبر قال ( لا ) قال آخر إنا أحدنا يحب أن ترى عليه نعلان حسنتان أذلك من الكبر ؟ قال ( لا ) والآخر إنا أحدنا يحب أن يرى في يده سوط حسن والسوط معروف ويسمى ... أذلك من الكبر ؟ قال ( لا ، إن الله جميل يحب الجمال ) قالوا فما الكبر يا رسول الله ؟ قال ( الكبر بطر الحق وغمص الناس ) وفي رواية ( وغمط الناس ) يعني غمص بالصاد أو بالطاء روايتان و المعنى واحد، فالكبر بطر الحق وغمط الناس أو غمص الناس وإذا عرفنا أن من الحق ألا يقوم الجالس للداخل ثم دخل الداخل ... من الجالسين أن يقوموا له وهو يعلم أن هذا أمر مكروه شرعا يخشى عليه أن يدخل في قوله عليه السلام ( الكبر بطر الحق ) وهذا المعنى الثاني المتعلق بالداخل الذي يحب أن يتمثل له الناس قياما فيه حديث يؤكد هذا المعنى لكن بطريق الاستنباط والنظر السليم ، فهناك حديث في صحيح الإمام مسلم من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ركب دابته يوما فرمته على الأرض فأصيب في عضده ولما حضرت صلاة الظهر لم يستطع أن يصلي بالناس قائما فجلس وقام الناس خلفه قياما فأشار إليهم وهو في الصلاة أن اجلسوا فجلسوا لما انقضت الصلاة قال لهم عليه الصلاة و السلام ( إن كدتم آنفا لتفعلن فعل فارس بعظمائها يقومون على رؤوس ملوكهم إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين ) ... في هذا الحديث في نقطتين منه ، الأولى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اعتبر قيام الصحابة في الصلاة خلفه وهو جالس في الصلاة ... منه اعتبرها صورة مشابهة لقيام جماعة كسرى ووزراء كسرى فوق رأسه تعظيما له وهو جالس على عرشه مع ملاحظة الفرق البعيد جدا جدا جدا بين الرسول عليه الصلاة و السلام وصحابته من جهة وبين كسرى وأهل مجلسه من جهة أخرى ذلك ما أشرت إليه أن الرسول عليه السلام جلس ... ثم جلوسه في الصلاة ليس خارج الصلاة يعني بين يدي الله عز جل ، والصحابة أيضا إنما قاموا في الصلاة وقاموا تحقيقا لركن من أركان الصلاة مما أمر الله عز وجل به في القرآن الكريم بقوله (( وقوموا لله قانتين )) أما كسرى فهو يجلس تعاظما وتكبرا على عرشه والناس يقومون من حوله قياما تعظيما له فشتان بين هؤلاء عملا وقصدا وبين أولئك عملا وقصدا مع ذلك قال لهم ( كدتم ) يعني قاربتم أن تفعلوا مثل ما فعلت فارس بعظمائها يقومون على رؤوس ملوكهم فلا شك أنه عليه السلام يعني كلامه عدل موزون دقيق ما قال فعلتم كما يفعل عظماء كسرى أو فارس بعظمائها لأنه فيه فرق كبير لكن مع ذلك فيه إشعار ... جدا أنه هذه الصورة ولو في الصلاة يجب أن تبتعدوا عنها حتى ما يكون فيه مشابهة في الظاهر مع اختلاف المقاصد بين الطائفتين لذلك قال لهم ( وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين ) المسألة الأولى هي هذه ، وأما النقطة الأخرى في هذا الحديث أنه أسقط ركنا من أركان الصلاة وهو القيام من المصلين خلف الإمام الجالس معذروا كي لا تظهر المشابهة الصورية الشخصية بين الإمام الجالس لعبادة الله والجماعة القائمين خلف هذا الإمام بعبادة الله حتى لا تظهر المشابهة الشكلية بين هؤلاء وبين رجال فارس في تعظيمهم لعظمائها وإذا وضح هذا وذاك يتبين لنا أن ما عليه جماهير المسلمين اليوم ككثير من المشايخ أنه إذا دخل الشيخ مثلا لا نقول الأمير ولا نقول الوزير لأن هؤلاء لهم حكم آخر كما قلت في ابتداء كلمتي هذه عند السلفيين مع بعضهم البعض فعلى الأقل السلفيون يجب أن يحيوا السنة دائما وأبدا وفعلى الأقل مع بعضهم البعض بعد ذلك مرتبة أخرى ممن يأنسون من غيرهم رشدا واستعدادا لتقبل السنة أما دخل أمير أو دخل وزير وليس هناك مجال ... للسنة حتى لو أظهروا السنة قد لا يبالي بها إطلاقا فحينئذ نقول ولسان حالنا يقول لا حول ولا قوة إلا بالله أما مع بعضنا البعض فهذا ما ينبغي أبدا لأن هذه ظاهرة وثنية دل على ذلك الحديث السابق ( إن كدتم لتفعلن آنفا فعل فارس بعظمائها ) على أنه هناك حديث في سنده ضعف وإن كان وجدت ما يشهد له وهو قوله عليه السلام ( لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظموا بعضهم بعضا ) ، بعض الناس يقولون بالنسبة لهذا الحديث أنه قال كما تقوم الأعاجم والأعاجم يقومون كما جاء في حديث جابر يقومون هكذا مدة طويلة وطويلة والملك جالس نقول هذا يفعله الأعاجم وما دونه أيضا يفعله الأعاجم أي هذا الذي ذكره الرسول عليه السلام في حديث جابر من قيام حاشية الملك عليه هكذا قياما وهو جالس هذا يفعله العظماء مع أعظمهم لكن القيام الآخر الذي نحن نتحدث فيه أيضا يفعله الأعاجم كما يفعله اليوم ولذلك فالتشبه حاصل في كل من الصورتين هذا ما يتعلق بالقيام للداخل .
المسألة الثانية القيام من المجلس للداخل ليجلس فيه هذه مسألة أخرى وفيه حديث في البخاري ومسلم ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ولكن تفسحوا وتوسعوا ) فالآن يدخل الداخل والمجلس ما شاء الله واسع فيقوم مثلا يقوم ... له ليجلس في مجلسه هذا خلاف الحديث ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ولكن تفسحوا وتوسعوا ) فإذا كان المجلس بطبيعة الحال واسع كما نرى في بلادكم ما شاء الله المجلس عبارة عن عديد من الغرف بالنسبة لبلادنا ... صار فيه ضغط وزحمة نتوسع هنا ... ولا تقوم الرجل من مجلسه للداخل ليجلس فيه روى هذا الحديث من الصحابة عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان يحدث بهذا الحديث إذا دخل وقام له الرجل من مجلسه فيقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ولكن تفسحوا وتوسعوا ) و يأبى أن يجلس في مكان الرجل الذي أخلى له ذلك المكان هذه مسألة أيضا نحب أن نتبه لها لا شك سواء في المسألة الأولى أو في المسألة الأخرى القصد هو إكرام للداخل لكن ينبغي أن نكرم الداخل بما شرع وليس بما ابتدع فالذي قال مثلا ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) هو الذي قال ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ... ) وهو الذي قال كان يكره أن يقام له تعظيما وإكراما، فينبغي أن نلاحظ ههذ المسألة الأولى والثانية وهناك مسألة ثالثة وما أكثر المسائل .
هذا ما يتعلق بالجالس فهو لا يقوم للداخل ، أما الداخل نفسه فهو أحد رجلين إما أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كراهته لقيام الناس له فحين ذاك ... أن يحث الناس على البقاء ... له وإما أن يكون الرجل الآخر وهذا ما يصاب به جماهير الداخلين حينئذ يأتيهم الوعيد الشّديد ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) ولا أتصور إنسانا لا يحب القيام يعتب على من لا يقوم له إلا وفي قلبه نزعة من كبر فينصب عليه هذا الحديث بهذا الوعيد الشديد والحديث الآخر الذي يقول ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) ، والحديث طويل ... لما قال الرسول عليه السلام هذا الحديث قالوا يا رسول الله إن أحدنا يحب أن ترى عليها ثياب حسنة أذلك من الكبر قال ( لا ) قال آخر إنا أحدنا يحب أن ترى عليه نعلان حسنتان أذلك من الكبر ؟ قال ( لا ) والآخر إنا أحدنا يحب أن يرى في يده سوط حسن والسوط معروف ويسمى ... أذلك من الكبر ؟ قال ( لا ، إن الله جميل يحب الجمال ) قالوا فما الكبر يا رسول الله ؟ قال ( الكبر بطر الحق وغمص الناس ) وفي رواية ( وغمط الناس ) يعني غمص بالصاد أو بالطاء روايتان و المعنى واحد، فالكبر بطر الحق وغمط الناس أو غمص الناس وإذا عرفنا أن من الحق ألا يقوم الجالس للداخل ثم دخل الداخل ... من الجالسين أن يقوموا له وهو يعلم أن هذا أمر مكروه شرعا يخشى عليه أن يدخل في قوله عليه السلام ( الكبر بطر الحق ) وهذا المعنى الثاني المتعلق بالداخل الذي يحب أن يتمثل له الناس قياما فيه حديث يؤكد هذا المعنى لكن بطريق الاستنباط والنظر السليم ، فهناك حديث في صحيح الإمام مسلم من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ركب دابته يوما فرمته على الأرض فأصيب في عضده ولما حضرت صلاة الظهر لم يستطع أن يصلي بالناس قائما فجلس وقام الناس خلفه قياما فأشار إليهم وهو في الصلاة أن اجلسوا فجلسوا لما انقضت الصلاة قال لهم عليه الصلاة و السلام ( إن كدتم آنفا لتفعلن فعل فارس بعظمائها يقومون على رؤوس ملوكهم إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين ) ... في هذا الحديث في نقطتين منه ، الأولى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اعتبر قيام الصحابة في الصلاة خلفه وهو جالس في الصلاة ... منه اعتبرها صورة مشابهة لقيام جماعة كسرى ووزراء كسرى فوق رأسه تعظيما له وهو جالس على عرشه مع ملاحظة الفرق البعيد جدا جدا جدا بين الرسول عليه الصلاة و السلام وصحابته من جهة وبين كسرى وأهل مجلسه من جهة أخرى ذلك ما أشرت إليه أن الرسول عليه السلام جلس ... ثم جلوسه في الصلاة ليس خارج الصلاة يعني بين يدي الله عز جل ، والصحابة أيضا إنما قاموا في الصلاة وقاموا تحقيقا لركن من أركان الصلاة مما أمر الله عز وجل به في القرآن الكريم بقوله (( وقوموا لله قانتين )) أما كسرى فهو يجلس تعاظما وتكبرا على عرشه والناس يقومون من حوله قياما تعظيما له فشتان بين هؤلاء عملا وقصدا وبين أولئك عملا وقصدا مع ذلك قال لهم ( كدتم ) يعني قاربتم أن تفعلوا مثل ما فعلت فارس بعظمائها يقومون على رؤوس ملوكهم فلا شك أنه عليه السلام يعني كلامه عدل موزون دقيق ما قال فعلتم كما يفعل عظماء كسرى أو فارس بعظمائها لأنه فيه فرق كبير لكن مع ذلك فيه إشعار ... جدا أنه هذه الصورة ولو في الصلاة يجب أن تبتعدوا عنها حتى ما يكون فيه مشابهة في الظاهر مع اختلاف المقاصد بين الطائفتين لذلك قال لهم ( وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين ) المسألة الأولى هي هذه ، وأما النقطة الأخرى في هذا الحديث أنه أسقط ركنا من أركان الصلاة وهو القيام من المصلين خلف الإمام الجالس معذروا كي لا تظهر المشابهة الصورية الشخصية بين الإمام الجالس لعبادة الله والجماعة القائمين خلف هذا الإمام بعبادة الله حتى لا تظهر المشابهة الشكلية بين هؤلاء وبين رجال فارس في تعظيمهم لعظمائها وإذا وضح هذا وذاك يتبين لنا أن ما عليه جماهير المسلمين اليوم ككثير من المشايخ أنه إذا دخل الشيخ مثلا لا نقول الأمير ولا نقول الوزير لأن هؤلاء لهم حكم آخر كما قلت في ابتداء كلمتي هذه عند السلفيين مع بعضهم البعض فعلى الأقل السلفيون يجب أن يحيوا السنة دائما وأبدا وفعلى الأقل مع بعضهم البعض بعد ذلك مرتبة أخرى ممن يأنسون من غيرهم رشدا واستعدادا لتقبل السنة أما دخل أمير أو دخل وزير وليس هناك مجال ... للسنة حتى لو أظهروا السنة قد لا يبالي بها إطلاقا فحينئذ نقول ولسان حالنا يقول لا حول ولا قوة إلا بالله أما مع بعضنا البعض فهذا ما ينبغي أبدا لأن هذه ظاهرة وثنية دل على ذلك الحديث السابق ( إن كدتم لتفعلن آنفا فعل فارس بعظمائها ) على أنه هناك حديث في سنده ضعف وإن كان وجدت ما يشهد له وهو قوله عليه السلام ( لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظموا بعضهم بعضا ) ، بعض الناس يقولون بالنسبة لهذا الحديث أنه قال كما تقوم الأعاجم والأعاجم يقومون كما جاء في حديث جابر يقومون هكذا مدة طويلة وطويلة والملك جالس نقول هذا يفعله الأعاجم وما دونه أيضا يفعله الأعاجم أي هذا الذي ذكره الرسول عليه السلام في حديث جابر من قيام حاشية الملك عليه هكذا قياما وهو جالس هذا يفعله العظماء مع أعظمهم لكن القيام الآخر الذي نحن نتحدث فيه أيضا يفعله الأعاجم كما يفعله اليوم ولذلك فالتشبه حاصل في كل من الصورتين هذا ما يتعلق بالقيام للداخل .
المسألة الثانية القيام من المجلس للداخل ليجلس فيه هذه مسألة أخرى وفيه حديث في البخاري ومسلم ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ولكن تفسحوا وتوسعوا ) فالآن يدخل الداخل والمجلس ما شاء الله واسع فيقوم مثلا يقوم ... له ليجلس في مجلسه هذا خلاف الحديث ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ولكن تفسحوا وتوسعوا ) فإذا كان المجلس بطبيعة الحال واسع كما نرى في بلادكم ما شاء الله المجلس عبارة عن عديد من الغرف بالنسبة لبلادنا ... صار فيه ضغط وزحمة نتوسع هنا ... ولا تقوم الرجل من مجلسه للداخل ليجلس فيه روى هذا الحديث من الصحابة عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان يحدث بهذا الحديث إذا دخل وقام له الرجل من مجلسه فيقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ولكن تفسحوا وتوسعوا ) و يأبى أن يجلس في مكان الرجل الذي أخلى له ذلك المكان هذه مسألة أيضا نحب أن نتبه لها لا شك سواء في المسألة الأولى أو في المسألة الأخرى القصد هو إكرام للداخل لكن ينبغي أن نكرم الداخل بما شرع وليس بما ابتدع فالذي قال مثلا ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) هو الذي قال ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ... ) وهو الذي قال كان يكره أن يقام له تعظيما وإكراما، فينبغي أن نلاحظ ههذ المسألة الأولى والثانية وهناك مسألة ثالثة وما أكثر المسائل .
1 - تذكير الشيخ بقضية تسامح السلفيين فيما بينهم في مسألة قيام بعضهم لبعض مع بيان الأدلة في ذلك . أستمع حفظ
كلام الشيخ على مسألة تكرير السلام مع كل مصافحة وأنها بدعة .
الشيخ : والمسألة الثالثة منطلقي فيها هو من عند القاعدة الإسلامية العظيمة العامة ( و إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) وقوله عليه السلام ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) وقوله عليه السلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) ما هي هذه المسألة ؟ يدخل الداخل ويقول السلام عليكم ويصافح كمان المصافحة سنة ويأتي للثاني ويقول السلام عليكم مع كل مصافحة سلام وهكذا كم عدد الجالسين ؟ عشرة عشر سلامات هذا ليس من السنة إنما الداخل يدخل المجلس يلقي السلام ثم إذا أراد أن يتمم السنة يصافح الحاضرين وإن لم يتيسر إذا ما كان العدد عددا محصورا أما إذا كان فيه عدد كبير فيبقى فيه تكلف كبير بأن يصافح هذا المسلم كل الحاضرين معه ، الشاهد أن السنة إذا دخل الداخل المجلس أن يقول السلام عليكم ثم إن شاء أن يأتي بالأكمل والأفضل فيصافح الحاضرين لكن أن يقرن مع كل مصافحة سلاما فهذا من محدثات الأمور وقد عرفتم قول الرسول ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) هذا ما عندنا في البال من التذكير والذكرى تنفع المؤمنين .
هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصافح ؟
السائل : ... .
الشيخ : بالنسبة لإيش ؟
السائل : للمصافحة .
الشيخ : المصافحة .
السائل : هو وارد أنه كان يصافح في المسجد ... .
الشيخ : فيه عندنا قول أبي ذر الأنصاري " ما لقينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وصافحنا "
السائل : في المجالس و إلا ؟
الشيخ : اللقاء " ما لقينا " ليس في الحديث في المجالس وليس في الحديث في الطرقات ولا في أي مكان كان .
الشيخ : بالنسبة لإيش ؟
السائل : للمصافحة .
الشيخ : المصافحة .
السائل : هو وارد أنه كان يصافح في المسجد ... .
الشيخ : فيه عندنا قول أبي ذر الأنصاري " ما لقينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وصافحنا "
السائل : في المجالس و إلا ؟
الشيخ : اللقاء " ما لقينا " ليس في الحديث في المجالس وليس في الحديث في الطرقات ولا في أي مكان كان .
هل من أدب المجلس قطع كلام المتحدث بالسلام والمصاحفة ؟
السائل : ... ملاحظة عند بعض ... فيسلم ويقول السلام عليكم ثم يصافح ويقطع حديثه يعني هل هذا من أدب المجلس ... ؟
الشيخ : هو يقول غيرك ما هو أكثر من هذا يقول لا يجوز إلقاء السلام والدرس قائم لأن السلام يقطع المجلس ونحن باعتبارنا سلفيين لا نعمل عقولنا ولا نسلطها على أحاديث نبينا فإذا كان دلالة الحديث واضحة نبقى التكلم فيما ينافي هذه الدلالة هو أشبه ما يكون بالفلسفة مثلا لعلكم تعلمون جميعا الأحاديث التي فيها شرعية السلام على المصلي فيقابل هذا المشروع بفلسفة عقلية يقول يا أخي أنت عندما تسلم على المصلي تشغل باله ثم أنت تكلفه أن يرد عليك السلام إشارة بيده أو برأسه فأنت أشغلته عن الصلاة وأنا أجيب عن هذا بجوابين الأول ... " إذا ورد الأثر بطل النظر " " وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل " الشيء الثاني أن تصورنا أن إلقاء السلام على المصلي هو إشغال له عن الصلاة إنما هو قائم على أن الصلاة تعني غيبوبة عن الواقع كما يحكى عن بعضهم أنه لا يحس بمن حوله قد يكون كذلك أو قد يكون ذلك من الاستغراء في الخشوع والخضوع هو شيء طيب بلا شك لكن هذا لا يعني أن المصلي لازم يكون كذلك دائما وأبدا فلا يشعر بما يقع حوله لأن هذا خلاف سنة الرسول عليه السلام يقينا كما لو قال قائل وقد قيل في بعض كتب الفقه ... إغماض العينين في الصلاة هل هو من آداب الصلاة أم لا فكثيرا ممن عنده طرف من التصوف يقول باستحباب تغميض العينين في الصلاة لأنه يستجلب الخشوع فأتي الرد أن سيد الخاشعين عليه الصلاة والسلام لم يكن يغمض عيينه في الصلاة فكان يرى ما يجري حوله وكذلك لم يكن مستغرقا في الصلاة كل الاستغراق كما ذكرناه عن بعض الناس وإنما كان يقظا كان يلاحظ ما يقع خلفه وعن يمينه وعن يساره من أخطاء فيعلمهم بعد الصلاة .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته، بل وصل الأمر به عليه الصلاة والسلام في بعض الأحيان إلى أن يغير مخطط الصلاة التي كان فيها وكان خطط لها من تخفيف القراءة أو تخفيف الركوع والسجود لأمر يعرض فهناك مثلا حديث للإمام أحمد في مسنده بالسند الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة العصر يوما سجدة أطالها هو دائما سجداته طويلة بالنسبة للسجدات ... لكن تلك السجدة كانت أطول من الطويلة مما جعل بعض الصحابة الذين يصلون خلفه تحدثه نفسه ما بال الرسول عليه السلام أطال السجود هذه الإطالة غير المعتادة لعله جاءه الموت فرفع رأسه من السجود وأطل هكذا ليطمئن على نبيه وإذا به يرى منظرا عجبا يرى الحسن أو الحسين قد ركب ظهر الرسول عليه السلام وعلى التعبير الشامي "مكيف الولد " والرسول لا يتحرك ولا ... هكذا ولا هكذا بيده حتى ينزل المهم الصحابي هذا لماعرف أن الرسول على قيد الحياة فرجع إلى سجودع ولما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قالوا له يا رسول الله لقد سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها فقال عليه الصلاة والسلام ( إن ابني هذا كان قد ارتحلني فكرهت أن أعاجله ) هذا بلا شك التواضع هذا واللطف واللين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس غريبا وهو الذي أثنى عليه ربنا في القرآن فقال (( وإنك لعلى خلق عظيم )) والشاهد من هذا الحديث الصحيح هو أن الرسول عليه السلام ما كان مستغرقا في صلاته كل الاستغراق وإلا لما أحسّ بركوب ابنه على ظهره وبالتالي لما أطال السجدة أكثر من العادة لكنه أحس بأنه هناك ولد من أولاده الصغار ولد ابنته قد ركب عليه فهو لا يريد أن ينزله لذلك قال بكل تواضع ( كان قد ارتحلني ) يعني اتخذني راحلة كان باستطاعته يقول ركبني وانتهى الأمر يقول ( اتخذني راحلة ... ) ( إن ابني هذا كان قد اتخذني راحلة فكرهت أن أعجله ) خليه يكيف حتى يشبع ولما شبع منه ... رفع رأسه من السجود كذلك في صحيح البخاري وغيره أن الرسول عليه السلام كان يقول ( إني لأدخل في الصلاة أريد إطالتها فأسمع بكاء صبي فأوجز في القراءة لأفرغ له أمه ) فلاحظوا في هذا الحديث ماذا أولا الرسول سمع صوت الصبي ثم عمل بطبيعة الحال ... منطقية وسريعة جدا صوت هذا الصبي يدل على أن أمه معه في المسجد إذا فمعنى المحاكمة إذا الأم هذه سيشغل بالها وعقلها وراء صبيها لذلك أنا لازم أخفف الصلاة لأجل يفرغ الأم للصبي ولذلك كان يقرر في صلاة الصبح يقرأ ثلاثين آية على الأقل في الركعة وإذا به يقرأ بضع آيات ويخفف الركوع والسجود كل ذلك ليفرغ للصبي أمه ! هذا كله ولا مؤاخذة مقدمة ولو أنها طالت فهي لا تخلو من فائدة أنه إذا كان الرجل يصلي فألقى المسلم عليه السلام فيقال يا أخي هذا فيه إشغال له سنقول أشغلناه بالخير أم بالشر ؟ ابنه الحسن أو الحسين لما ركبه أشغله بالخير أو بالشر نحن لا ندرك الخير والشر إلا من طريق محمد عليه الصلاة والسلام فما دام أنه أقره فهذا من عطفه ومن رحمته بالصغار كما سمعتم في الحديث السابق ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) فما دام أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قد شرع لنا إلقاء السلام على المصلي فلا نقول أن في هذا الإلقاء تشغيلا له ... لأننا نقول أنه قد يكون من الصلاة ما يعده الناس بأنه من الصلاة والمثال بين أيديكم حينما قال عليه السلام في تلك الحادثة ( إن ابني هذا قد ارتحلني فكرهت أن أعجله ) ومن هذا الحديث القبيل أيضا حديث البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما وعلى عاتقه بنت ابنته وهي أمامة بنت زينب فحضرت الصلاة وهي على كتفه فلما جاء وقت الركوع أخذها أخذا رفيقا ووضعها على الأرض فلما قام إلى الركعة الثانية أعادها حيث كانت ... عليه السلام وهكذا حتى قضى الصلاة فلا نستطيع أن نقول أن هذه الحركات تنافي الصلاة وذلك الرد بالإشارة لا ينافي الصلاة بل نقول هذا وهذا كله من الصلاة لكن بالمفهوم النبوي لا بالمفهوم الخلفي هذا ، أخيرا أقول إذا دخل الداخل والمجلس ... والخطيب يخطب أو المدرس يدرس عليهم أو الفقيه يتكلم فما فيه أي مانع أن يقول السلام عليكم لأن كون هذا الفقيه يفقه الناس أو يعلمهم ليس هو بأعظم من الإمام في الصلاة أو الجماعة المقتدين وراء الإمام فقد شرع عليه الصلاة والسلام عن ربه إلقاء السلام على هذا المصلي ... كما أنه أيضا شرع إلقاء السلام على الجالسين في الحلقة يتدارسون القرآن أو يتدارسون العلم كما في مسند الإمام أحمد يبقى أخيرا المصافحة التي كان السؤال موجها إليها فأنا قلت أنه إذا كان فيه مصافحة متيسرة فيكون ذلك من تمام السلام يدخل فيسلم تسليمة واحدة كما يصافح الجالسين واحدا واحدا أما إذا كان العدد الله مبارك فيهم وهم كثر وفيه شيء من الحرج ... كل إنسان يعرف كيف تؤكل الكتف ... ما دام فيه حرج والحرج يرفع ما هو أكثر من هذه الفضيلة الشاهد من هذا كله أن المصافحة في بعض الأحيان توزع وليس في كل الأحيان فأنا أتكلم الآن في الفقه فدخل الداخل وسلم ورددت أنا عليه السلام ... الموضوع شيء هذا الداخل تمكن كما هو الواقع الآن سلم واستمر بالمصافحة ما ... المجلس إطلاقا فليس فيه إتمام المصافحة ... لا يوجد الحرج هو يدعم الفائدة العلمية بل في هذه المصافحة تحقيق لذاك الحديث الذي ذكرته آنفا وهو حديث أبي ذر قال " ما لقينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وصافحنا " وهذا ما عندي فيما سألت .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك .
الشيخ : هو يقول غيرك ما هو أكثر من هذا يقول لا يجوز إلقاء السلام والدرس قائم لأن السلام يقطع المجلس ونحن باعتبارنا سلفيين لا نعمل عقولنا ولا نسلطها على أحاديث نبينا فإذا كان دلالة الحديث واضحة نبقى التكلم فيما ينافي هذه الدلالة هو أشبه ما يكون بالفلسفة مثلا لعلكم تعلمون جميعا الأحاديث التي فيها شرعية السلام على المصلي فيقابل هذا المشروع بفلسفة عقلية يقول يا أخي أنت عندما تسلم على المصلي تشغل باله ثم أنت تكلفه أن يرد عليك السلام إشارة بيده أو برأسه فأنت أشغلته عن الصلاة وأنا أجيب عن هذا بجوابين الأول ... " إذا ورد الأثر بطل النظر " " وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل " الشيء الثاني أن تصورنا أن إلقاء السلام على المصلي هو إشغال له عن الصلاة إنما هو قائم على أن الصلاة تعني غيبوبة عن الواقع كما يحكى عن بعضهم أنه لا يحس بمن حوله قد يكون كذلك أو قد يكون ذلك من الاستغراء في الخشوع والخضوع هو شيء طيب بلا شك لكن هذا لا يعني أن المصلي لازم يكون كذلك دائما وأبدا فلا يشعر بما يقع حوله لأن هذا خلاف سنة الرسول عليه السلام يقينا كما لو قال قائل وقد قيل في بعض كتب الفقه ... إغماض العينين في الصلاة هل هو من آداب الصلاة أم لا فكثيرا ممن عنده طرف من التصوف يقول باستحباب تغميض العينين في الصلاة لأنه يستجلب الخشوع فأتي الرد أن سيد الخاشعين عليه الصلاة والسلام لم يكن يغمض عيينه في الصلاة فكان يرى ما يجري حوله وكذلك لم يكن مستغرقا في الصلاة كل الاستغراق كما ذكرناه عن بعض الناس وإنما كان يقظا كان يلاحظ ما يقع خلفه وعن يمينه وعن يساره من أخطاء فيعلمهم بعد الصلاة .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته، بل وصل الأمر به عليه الصلاة والسلام في بعض الأحيان إلى أن يغير مخطط الصلاة التي كان فيها وكان خطط لها من تخفيف القراءة أو تخفيف الركوع والسجود لأمر يعرض فهناك مثلا حديث للإمام أحمد في مسنده بالسند الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة العصر يوما سجدة أطالها هو دائما سجداته طويلة بالنسبة للسجدات ... لكن تلك السجدة كانت أطول من الطويلة مما جعل بعض الصحابة الذين يصلون خلفه تحدثه نفسه ما بال الرسول عليه السلام أطال السجود هذه الإطالة غير المعتادة لعله جاءه الموت فرفع رأسه من السجود وأطل هكذا ليطمئن على نبيه وإذا به يرى منظرا عجبا يرى الحسن أو الحسين قد ركب ظهر الرسول عليه السلام وعلى التعبير الشامي "مكيف الولد " والرسول لا يتحرك ولا ... هكذا ولا هكذا بيده حتى ينزل المهم الصحابي هذا لماعرف أن الرسول على قيد الحياة فرجع إلى سجودع ولما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قالوا له يا رسول الله لقد سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها فقال عليه الصلاة والسلام ( إن ابني هذا كان قد ارتحلني فكرهت أن أعاجله ) هذا بلا شك التواضع هذا واللطف واللين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس غريبا وهو الذي أثنى عليه ربنا في القرآن فقال (( وإنك لعلى خلق عظيم )) والشاهد من هذا الحديث الصحيح هو أن الرسول عليه السلام ما كان مستغرقا في صلاته كل الاستغراق وإلا لما أحسّ بركوب ابنه على ظهره وبالتالي لما أطال السجدة أكثر من العادة لكنه أحس بأنه هناك ولد من أولاده الصغار ولد ابنته قد ركب عليه فهو لا يريد أن ينزله لذلك قال بكل تواضع ( كان قد ارتحلني ) يعني اتخذني راحلة كان باستطاعته يقول ركبني وانتهى الأمر يقول ( اتخذني راحلة ... ) ( إن ابني هذا كان قد اتخذني راحلة فكرهت أن أعجله ) خليه يكيف حتى يشبع ولما شبع منه ... رفع رأسه من السجود كذلك في صحيح البخاري وغيره أن الرسول عليه السلام كان يقول ( إني لأدخل في الصلاة أريد إطالتها فأسمع بكاء صبي فأوجز في القراءة لأفرغ له أمه ) فلاحظوا في هذا الحديث ماذا أولا الرسول سمع صوت الصبي ثم عمل بطبيعة الحال ... منطقية وسريعة جدا صوت هذا الصبي يدل على أن أمه معه في المسجد إذا فمعنى المحاكمة إذا الأم هذه سيشغل بالها وعقلها وراء صبيها لذلك أنا لازم أخفف الصلاة لأجل يفرغ الأم للصبي ولذلك كان يقرر في صلاة الصبح يقرأ ثلاثين آية على الأقل في الركعة وإذا به يقرأ بضع آيات ويخفف الركوع والسجود كل ذلك ليفرغ للصبي أمه ! هذا كله ولا مؤاخذة مقدمة ولو أنها طالت فهي لا تخلو من فائدة أنه إذا كان الرجل يصلي فألقى المسلم عليه السلام فيقال يا أخي هذا فيه إشغال له سنقول أشغلناه بالخير أم بالشر ؟ ابنه الحسن أو الحسين لما ركبه أشغله بالخير أو بالشر نحن لا ندرك الخير والشر إلا من طريق محمد عليه الصلاة والسلام فما دام أنه أقره فهذا من عطفه ومن رحمته بالصغار كما سمعتم في الحديث السابق ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) فما دام أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قد شرع لنا إلقاء السلام على المصلي فلا نقول أن في هذا الإلقاء تشغيلا له ... لأننا نقول أنه قد يكون من الصلاة ما يعده الناس بأنه من الصلاة والمثال بين أيديكم حينما قال عليه السلام في تلك الحادثة ( إن ابني هذا قد ارتحلني فكرهت أن أعجله ) ومن هذا الحديث القبيل أيضا حديث البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما وعلى عاتقه بنت ابنته وهي أمامة بنت زينب فحضرت الصلاة وهي على كتفه فلما جاء وقت الركوع أخذها أخذا رفيقا ووضعها على الأرض فلما قام إلى الركعة الثانية أعادها حيث كانت ... عليه السلام وهكذا حتى قضى الصلاة فلا نستطيع أن نقول أن هذه الحركات تنافي الصلاة وذلك الرد بالإشارة لا ينافي الصلاة بل نقول هذا وهذا كله من الصلاة لكن بالمفهوم النبوي لا بالمفهوم الخلفي هذا ، أخيرا أقول إذا دخل الداخل والمجلس ... والخطيب يخطب أو المدرس يدرس عليهم أو الفقيه يتكلم فما فيه أي مانع أن يقول السلام عليكم لأن كون هذا الفقيه يفقه الناس أو يعلمهم ليس هو بأعظم من الإمام في الصلاة أو الجماعة المقتدين وراء الإمام فقد شرع عليه الصلاة والسلام عن ربه إلقاء السلام على هذا المصلي ... كما أنه أيضا شرع إلقاء السلام على الجالسين في الحلقة يتدارسون القرآن أو يتدارسون العلم كما في مسند الإمام أحمد يبقى أخيرا المصافحة التي كان السؤال موجها إليها فأنا قلت أنه إذا كان فيه مصافحة متيسرة فيكون ذلك من تمام السلام يدخل فيسلم تسليمة واحدة كما يصافح الجالسين واحدا واحدا أما إذا كان العدد الله مبارك فيهم وهم كثر وفيه شيء من الحرج ... كل إنسان يعرف كيف تؤكل الكتف ... ما دام فيه حرج والحرج يرفع ما هو أكثر من هذه الفضيلة الشاهد من هذا كله أن المصافحة في بعض الأحيان توزع وليس في كل الأحيان فأنا أتكلم الآن في الفقه فدخل الداخل وسلم ورددت أنا عليه السلام ... الموضوع شيء هذا الداخل تمكن كما هو الواقع الآن سلم واستمر بالمصافحة ما ... المجلس إطلاقا فليس فيه إتمام المصافحة ... لا يوجد الحرج هو يدعم الفائدة العلمية بل في هذه المصافحة تحقيق لذاك الحديث الذي ذكرته آنفا وهو حديث أبي ذر قال " ما لقينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وصافحنا " وهذا ما عندي فيما سألت .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك .
هل ثبتت المصافحة بعد الصلاة كما يفعله الناس اليوم ؟
السائل : ... فما بالك بالمصافحة بعد الصلاة ... كما هي العادة في بعض المساجد ... .
الشيخ : بالي فيها أنها بدعة محدثة وليست من باب الذي نحن فيه الآن ، هذه المصافحة كما أنت تذكر هي مصافحة لها علاقة بالخلاص والخروج من الصلاة وقد كان عليه السلام ضرورة صلى الألوف من الصلوات وما صافح أحدا منهم ولا أحد منهم صافحهم ، هذه المصافحة يدخل الرجلان إلى المسجد وكان تلاقيا وتصافحا وشبعا مصافحة فإذا ما سلم من الصلاة عاد فصافح أحدهما الآخر هذه المصافحة ليست للقاء الذي يمكن أن يستدل عليه بالحديث السابق ما لقينا إلا وصافحنا لأن الرجلين كانا تلاقيا وتصافحا ودخلا مع بعض إلى المسجد وصلى كل منهما بجانب الآخر فلما سلم الإمام تصافحا من جديد هذا بلا شك بدعة وتكلم عليها الفقهاء يعني كلام جيد وإن كان وجد هناك كما هو الشأن في كثير من البدع من قال إن هذه بدعة حسنة والأمر كما قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " .
الشيخ : بالي فيها أنها بدعة محدثة وليست من باب الذي نحن فيه الآن ، هذه المصافحة كما أنت تذكر هي مصافحة لها علاقة بالخلاص والخروج من الصلاة وقد كان عليه السلام ضرورة صلى الألوف من الصلوات وما صافح أحدا منهم ولا أحد منهم صافحهم ، هذه المصافحة يدخل الرجلان إلى المسجد وكان تلاقيا وتصافحا وشبعا مصافحة فإذا ما سلم من الصلاة عاد فصافح أحدهما الآخر هذه المصافحة ليست للقاء الذي يمكن أن يستدل عليه بالحديث السابق ما لقينا إلا وصافحنا لأن الرجلين كانا تلاقيا وتصافحا ودخلا مع بعض إلى المسجد وصلى كل منهما بجانب الآخر فلما سلم الإمام تصافحا من جديد هذا بلا شك بدعة وتكلم عليها الفقهاء يعني كلام جيد وإن كان وجد هناك كما هو الشأن في كثير من البدع من قال إن هذه بدعة حسنة والأمر كما قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " .
إذا دخل الرجل المسجد هل يبدأ بالسلام أو بتحية المسجد ؟مع بعض المداخلات .
السائل : ... .
الشيخ : ما يستفاد بارك الله فيك استفادة مطلقة بل لابد من التفصيل لأن المبدأ في السلام كما هو مذكور في حديث ( للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه ... ) فإذا دخل الداخل المسجد إما أن نتصور أنه تحقق اللقاء بينه وبين أحد الجالسين على الأقل أو أن نتصور أنه لم يلق أحد يعني نأخذ صورتين متباينتين تماما دخل المسجد فلقي أحدا دخل المسجد لم يلق أحدا ففي الصورة الأولى يبادره بالسلام تحقيقا لمبدأ الحقوق هذه ( للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه ... ) في الصورة أولى ما فيه لقاء ما فيه سلام بعد هذا نقول دخل الداخل للمسجد وفي زاوية مثلا اليمنى أو اليسرى شخص وهو بعيد عنه بحيث أنه لا يظهر معنى أنه أنه لقيه طبعا يبدأ بالصلاة سواء كان تحية أو كان فرض فإذا ذهب إليه تحقق حين ذاك أنه لقيه فيسلم عليه فحديث المسيء صلاته ليس فيه أنه لقي الرسول عليه السلام وعلى الرغم من ذلك بدأ بالصلاة ولا أقول التحية لأنه ليس في الحديث أنه بدأ بالتحية أي نعم لكن المهم أنه ليس في الحديث أنه لقي الرسول عليه السلام ومع ذلك بدأ بالصلاة ثم سلم عليه بل على العكس من ذلك في الحديث ... أن اللقاء لم يتحقق لأن الحديث يقول أنه بعد أن صلى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقوله أتى النبي كما لو قلنا لقي النبي فحينما لقيه عليه الصلاة والسلام بادره بالسلام فلذلك نستطيع أن نجمع بين قاعدة إذا لقيته فسلم عليه وبين حادثة المسيء صلاته بأن نفصل فنقول إن كان حين دخل المسجد لقي أحدا لابد أن يبادره بالسلام وإذا لم يلق لكن هناك بعيد عن مكان صلاته إنسان فذهب إليه فسلم عليه فيكون جمع بين الحديثين تماما أما أن نقول ( للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه ) إلا في المسجد فبدأ بالتحية ثم سلم عليه لا يصلح أبدا حديث المسيء في تخصيص ذلك المبدأ العام لمثل هذه الحادثة التي ... ذلك الوضوح الذي يصح أن يسلط على النص العام فيخصّصه بما عدا هذه الصورة ... .
السائل : ... .
الشيخ : بلا شك ولذلك قلنا في الحديث ثم أتى النبي إذن الرسول موجود .
السائل : ... يسلم على ... أو على القاعدين في المسجد ... أو أمامه ... يسلم عليه لكن هل يشرع أن يسلم إنسان على ... .
الشيخ : دون لقاء ؟ دون لقاء ؟
السائل : ... .
الشيخ : على كل حال يعني أنا أريد أن أفرق وسؤالك يوحي طبعا بهذا أريد أن أفرق أن الصلاة ... حين يدخل للمسجد ليس للمسجد وإنما هو لما يلقاهم من المصلين يعين مثلا أنا دخلت ووجدت واحداجالسا يقرأ فأنا لقيته فأسلم عليه أو دخلت والناس في الصلاة فوقفت فلقيت فقلت السلام عليكم لكن دخل وهناك في قبلة المسجد بعض الناس وأنا في مؤخرة المسجد فقلت السلام عليكم هذا لا يصلح في السنة فإذا السلام ... السلام للقاء لا للمسجد هذا هو القول الفصل في الموضوع ، المسيء صلاته لما أتى الرسول ولقيه سلم عليه هو ما سلم حين دخل المسجد ولا هذا معروف في السنة إطلاقا .
السائل : ... سلّم على الرسول في مسجد المدينة ... .
الشيخ : لا ، ما فيه نصوص لكن هذا يعني ... لا يمكن طرح مثل هذا لأنه سنجد حوادث تدل على التريث في مكان الحادثة ولم يقع ذلك في حادثة أخرى قد يختلف فيها الوضع بعض الاختلاف لكن ما دام ليس هناك مانع من اختلاف الصورتين إحداهما على الأخرى ... شكليا وما دام أن المشروع هناك في الحادثة الأولى مثلا هي داخلة تحت القاعدة الشرعية مثلا التي هي هنا فيما يتعلق بالسلام قوله الصلاة والسلام في غير ما حديث صحيح ( أفشوا السلام ) ما دام أن أفشوا السلام بينكم شمل المصلي في ... مسجد قباء ... التالي فيما عزوته لمسلم والإمام أحمد فلماذا لا يشمل المصلي في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام والمبدأ ماشي ( أفشوا السلام بينكم ) فإفشاء السلام يعني كما تعلم حتى لو فصل بينهم ... فدخلنا المسجد لماذا لا نسلم للقاء لا للمسجد وهذه ... .
السائل : ... .
الشيخ : هو إذا نحن طبقنا السنة أولا ... السنة كما قلنا قبل ما ... بالنسبة للقيام للداخل فأنا قلت كلمة طويلة خلاصتها أن هذا القيام كان يكرهه عليه الصلاة والسلام وكان أصحابه لا يقومون له لذلك لأنه ليس وسيلة إكرام في السنة فنحن على الأقل نفعل هذا الشيء بعضنا مع بعض استطعنا أن نوسّع الدائرة شوية يكون خير لكن مع الناس الذين لا يعرفون هذه السنة أو لا يتعرفون عليها لو عرفوها فحينئذ نقول أو لسان حالنا على الأقل يقول لا حول ولا قوة إلا بالله هذا قلت آنفا مع بسط وتفصيل فالآن بالنسبة للسلام إذا دخلنا مسجد لأهل السنة وهم قد تفقهوا بأنه السلام على المصلي سنة هذا أولا ، ثانيا ما نرفع صوتنا كما لو كنا في العراء أو في الصحراء أو في الدار أو في أي مكان وإنما بقدر ما نحقق هذه الشعيرة الإسلامية ( فأفشوا السلام بينكم ) فأنا إذا وقفت بجانب أبي خالد وهو آخر رجل في الصف فقلت السلام عليكم فيسمعني هو والثاني والثالث وانتهى الأمر أقول هذا إذا كنا في مسجد لأهل السنة أو في مكان فيه أهل السنة وهم يصلون ما فيه أي مانع من هذا أما لو نكون في مسجد له صبغة ثانية فهنا يأتي مجال الحكمة في الدعوة الحكمة في الدعوة ما تحملنا على أن نغير رأينا وعقيدتنا في المسألة نبقى نحن محتفظين بالمسألة ولو أننا لم نتمكن من تطبيقها لظروف وعوارض تعرض للإنسان فأنا مثلا شخصيا ما أبرّئ نفسي فقد أقوم لبعض الناس لكن هذا لا ينسيني أنه خلاف السنة فحيث استطعت تطبيقها طبقتها وحيث ... عذر تركتها وليكن السلام من هذا القبيل يعني ... .
السائل : ... أم تؤخذ على إطلاقها ؟
الشيخ : ... دائما تؤخذ على إطلاقها فيما يكون هناك تعارض إلا في سؤال طبعا ... مستثناة مثلا لو ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك الأمر المخالف لقوله أمام الناس ... أنه فعله بعد قوله فيكون والحالة هذه القاعدة لا تطبق وإنما يفسر النص القولي على ضوء التطبيق الفعلي ، هذا إذا كان الفعل بعد القول زائد الفعل بعد القول مع وجود الناس واضح هذا ؟ هذا قيد للقاعدة وهذا لا يلزم ... يسلم عليه في مثل هذه الصورة يعني مثلا هناك حديث صحيح أنه رؤي عليه الصلاة والسلام وهو يقضي حاجته مستدبر القبلة فذهب بعض العلماء إلى جواز استدبار القبلة عند قضاء الحاجة في البنيان لأن الرسول عليه السلام فعل ذلك لكن هذا كما ترى المفروض أنه هو يقضي حاجته وما أحد يشوفه ففلت بصر أحدهم ورآه فمثل هذه الحالة لا يجوز أبدا ونأتي إلى قوله عليه السلام كقاعدة عامة ( إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول أو غائط ) ... إلا في البنيان لأننا لا نعرف هذه الحادثة أولا ، و ثانيا هذه الحادثة وقعت ما أحد شايفه صدفة هذا الرجل شافه واللي شافه فعلا هو عبد الله بن عمر ذكر أنه صعد على سطح بيت حفصة اللي هي زوجة الرسول عليه السلام لأمر ما فشرد بصره وراح ... هذا لا يتصور أن الرسول جالس في هذه الوضعية من أجل الناس يشوفوه و ... حكم شرعي وأنه يجوز استقبال أو استدبار القبلة ... فلذلك هذه القاعدة ... باب خاص كما وصفت آنفا يمكن يشرح الموضوع شرحا ثانيا كأن يقال مثلا إذا كان نهى عن شيء ثم فعله ذلك وعلى مشهد من الناس ولعلكم شعرتم ماذا أقصد على مشهد من الناس ... لما يشوفون الرسول عليه السلام يفعل هذا الفعل يفهمون جوازه هذا بلا شك وبخلاف أنه فعله في فراغ في خلوته فحينئذ يقال هذا الفعل إذا كان يعراض نهيا يحمل النهي على التنزيه ، إن كان المخالف أمرا يحمل الأمر على الاستحباب وليس على الوجوب لكن هذه الأشياء ينبغي ملاحظتها أما القاعدة فهو القول يقدم على الفعل ... .
السائل : ... .
الشيخ : ما يستفاد بارك الله فيك استفادة مطلقة بل لابد من التفصيل لأن المبدأ في السلام كما هو مذكور في حديث ( للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه ... ) فإذا دخل الداخل المسجد إما أن نتصور أنه تحقق اللقاء بينه وبين أحد الجالسين على الأقل أو أن نتصور أنه لم يلق أحد يعني نأخذ صورتين متباينتين تماما دخل المسجد فلقي أحدا دخل المسجد لم يلق أحدا ففي الصورة الأولى يبادره بالسلام تحقيقا لمبدأ الحقوق هذه ( للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه ... ) في الصورة أولى ما فيه لقاء ما فيه سلام بعد هذا نقول دخل الداخل للمسجد وفي زاوية مثلا اليمنى أو اليسرى شخص وهو بعيد عنه بحيث أنه لا يظهر معنى أنه أنه لقيه طبعا يبدأ بالصلاة سواء كان تحية أو كان فرض فإذا ذهب إليه تحقق حين ذاك أنه لقيه فيسلم عليه فحديث المسيء صلاته ليس فيه أنه لقي الرسول عليه السلام وعلى الرغم من ذلك بدأ بالصلاة ولا أقول التحية لأنه ليس في الحديث أنه بدأ بالتحية أي نعم لكن المهم أنه ليس في الحديث أنه لقي الرسول عليه السلام ومع ذلك بدأ بالصلاة ثم سلم عليه بل على العكس من ذلك في الحديث ... أن اللقاء لم يتحقق لأن الحديث يقول أنه بعد أن صلى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقوله أتى النبي كما لو قلنا لقي النبي فحينما لقيه عليه الصلاة والسلام بادره بالسلام فلذلك نستطيع أن نجمع بين قاعدة إذا لقيته فسلم عليه وبين حادثة المسيء صلاته بأن نفصل فنقول إن كان حين دخل المسجد لقي أحدا لابد أن يبادره بالسلام وإذا لم يلق لكن هناك بعيد عن مكان صلاته إنسان فذهب إليه فسلم عليه فيكون جمع بين الحديثين تماما أما أن نقول ( للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه ) إلا في المسجد فبدأ بالتحية ثم سلم عليه لا يصلح أبدا حديث المسيء في تخصيص ذلك المبدأ العام لمثل هذه الحادثة التي ... ذلك الوضوح الذي يصح أن يسلط على النص العام فيخصّصه بما عدا هذه الصورة ... .
السائل : ... .
الشيخ : بلا شك ولذلك قلنا في الحديث ثم أتى النبي إذن الرسول موجود .
السائل : ... يسلم على ... أو على القاعدين في المسجد ... أو أمامه ... يسلم عليه لكن هل يشرع أن يسلم إنسان على ... .
الشيخ : دون لقاء ؟ دون لقاء ؟
السائل : ... .
الشيخ : على كل حال يعني أنا أريد أن أفرق وسؤالك يوحي طبعا بهذا أريد أن أفرق أن الصلاة ... حين يدخل للمسجد ليس للمسجد وإنما هو لما يلقاهم من المصلين يعين مثلا أنا دخلت ووجدت واحداجالسا يقرأ فأنا لقيته فأسلم عليه أو دخلت والناس في الصلاة فوقفت فلقيت فقلت السلام عليكم لكن دخل وهناك في قبلة المسجد بعض الناس وأنا في مؤخرة المسجد فقلت السلام عليكم هذا لا يصلح في السنة فإذا السلام ... السلام للقاء لا للمسجد هذا هو القول الفصل في الموضوع ، المسيء صلاته لما أتى الرسول ولقيه سلم عليه هو ما سلم حين دخل المسجد ولا هذا معروف في السنة إطلاقا .
السائل : ... سلّم على الرسول في مسجد المدينة ... .
الشيخ : لا ، ما فيه نصوص لكن هذا يعني ... لا يمكن طرح مثل هذا لأنه سنجد حوادث تدل على التريث في مكان الحادثة ولم يقع ذلك في حادثة أخرى قد يختلف فيها الوضع بعض الاختلاف لكن ما دام ليس هناك مانع من اختلاف الصورتين إحداهما على الأخرى ... شكليا وما دام أن المشروع هناك في الحادثة الأولى مثلا هي داخلة تحت القاعدة الشرعية مثلا التي هي هنا فيما يتعلق بالسلام قوله الصلاة والسلام في غير ما حديث صحيح ( أفشوا السلام ) ما دام أن أفشوا السلام بينكم شمل المصلي في ... مسجد قباء ... التالي فيما عزوته لمسلم والإمام أحمد فلماذا لا يشمل المصلي في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام والمبدأ ماشي ( أفشوا السلام بينكم ) فإفشاء السلام يعني كما تعلم حتى لو فصل بينهم ... فدخلنا المسجد لماذا لا نسلم للقاء لا للمسجد وهذه ... .
السائل : ... .
الشيخ : هو إذا نحن طبقنا السنة أولا ... السنة كما قلنا قبل ما ... بالنسبة للقيام للداخل فأنا قلت كلمة طويلة خلاصتها أن هذا القيام كان يكرهه عليه الصلاة والسلام وكان أصحابه لا يقومون له لذلك لأنه ليس وسيلة إكرام في السنة فنحن على الأقل نفعل هذا الشيء بعضنا مع بعض استطعنا أن نوسّع الدائرة شوية يكون خير لكن مع الناس الذين لا يعرفون هذه السنة أو لا يتعرفون عليها لو عرفوها فحينئذ نقول أو لسان حالنا على الأقل يقول لا حول ولا قوة إلا بالله هذا قلت آنفا مع بسط وتفصيل فالآن بالنسبة للسلام إذا دخلنا مسجد لأهل السنة وهم قد تفقهوا بأنه السلام على المصلي سنة هذا أولا ، ثانيا ما نرفع صوتنا كما لو كنا في العراء أو في الصحراء أو في الدار أو في أي مكان وإنما بقدر ما نحقق هذه الشعيرة الإسلامية ( فأفشوا السلام بينكم ) فأنا إذا وقفت بجانب أبي خالد وهو آخر رجل في الصف فقلت السلام عليكم فيسمعني هو والثاني والثالث وانتهى الأمر أقول هذا إذا كنا في مسجد لأهل السنة أو في مكان فيه أهل السنة وهم يصلون ما فيه أي مانع من هذا أما لو نكون في مسجد له صبغة ثانية فهنا يأتي مجال الحكمة في الدعوة الحكمة في الدعوة ما تحملنا على أن نغير رأينا وعقيدتنا في المسألة نبقى نحن محتفظين بالمسألة ولو أننا لم نتمكن من تطبيقها لظروف وعوارض تعرض للإنسان فأنا مثلا شخصيا ما أبرّئ نفسي فقد أقوم لبعض الناس لكن هذا لا ينسيني أنه خلاف السنة فحيث استطعت تطبيقها طبقتها وحيث ... عذر تركتها وليكن السلام من هذا القبيل يعني ... .
السائل : ... أم تؤخذ على إطلاقها ؟
الشيخ : ... دائما تؤخذ على إطلاقها فيما يكون هناك تعارض إلا في سؤال طبعا ... مستثناة مثلا لو ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك الأمر المخالف لقوله أمام الناس ... أنه فعله بعد قوله فيكون والحالة هذه القاعدة لا تطبق وإنما يفسر النص القولي على ضوء التطبيق الفعلي ، هذا إذا كان الفعل بعد القول زائد الفعل بعد القول مع وجود الناس واضح هذا ؟ هذا قيد للقاعدة وهذا لا يلزم ... يسلم عليه في مثل هذه الصورة يعني مثلا هناك حديث صحيح أنه رؤي عليه الصلاة والسلام وهو يقضي حاجته مستدبر القبلة فذهب بعض العلماء إلى جواز استدبار القبلة عند قضاء الحاجة في البنيان لأن الرسول عليه السلام فعل ذلك لكن هذا كما ترى المفروض أنه هو يقضي حاجته وما أحد يشوفه ففلت بصر أحدهم ورآه فمثل هذه الحالة لا يجوز أبدا ونأتي إلى قوله عليه السلام كقاعدة عامة ( إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول أو غائط ) ... إلا في البنيان لأننا لا نعرف هذه الحادثة أولا ، و ثانيا هذه الحادثة وقعت ما أحد شايفه صدفة هذا الرجل شافه واللي شافه فعلا هو عبد الله بن عمر ذكر أنه صعد على سطح بيت حفصة اللي هي زوجة الرسول عليه السلام لأمر ما فشرد بصره وراح ... هذا لا يتصور أن الرسول جالس في هذه الوضعية من أجل الناس يشوفوه و ... حكم شرعي وأنه يجوز استقبال أو استدبار القبلة ... فلذلك هذه القاعدة ... باب خاص كما وصفت آنفا يمكن يشرح الموضوع شرحا ثانيا كأن يقال مثلا إذا كان نهى عن شيء ثم فعله ذلك وعلى مشهد من الناس ولعلكم شعرتم ماذا أقصد على مشهد من الناس ... لما يشوفون الرسول عليه السلام يفعل هذا الفعل يفهمون جوازه هذا بلا شك وبخلاف أنه فعله في فراغ في خلوته فحينئذ يقال هذا الفعل إذا كان يعراض نهيا يحمل النهي على التنزيه ، إن كان المخالف أمرا يحمل الأمر على الاستحباب وليس على الوجوب لكن هذه الأشياء ينبغي ملاحظتها أما القاعدة فهو القول يقدم على الفعل ... .
السائل : ... .
ما المراد بقول ابن عباس رضي الله عنهما ( كفر دون كفر ) ؟
السائل : ... تعليقا على كلامك البارحة لما سئلت عن ... .
الشيخ : نعم ... الكفر الاعتقادي والكفر العملي نعم
السائل : وذكرت قول ابن عباس كفر دون كفر ... والشنقيطي وأيضا ... ؟
الشيخ : الصواب الذي نقطع به هو ما سمعت أمس ! أما هذه الشبهة فهي نسمعها من جماعة التكفير ... وأنا أقمت الحجة عليهم في نحو الصورة الآتية إذا كان هناك قاض يحكم بالشرع يحكم بالشرع مش بالقانون ولما رجعت إليه قضية من القضايا حكم بخلاف الشرع يأتي السؤال كفر هذا ؟ جماعة التكفير لم يسعهم رغم أنوفهم إلا أن يقولوا بعد شيء من التفكير لا ، ما كفر قلنا لهم لم ؟ أليس يصدق فيه أنه حكم بغير ما أنزل الله ؟ قال هذا عادة يحكم بالشرع وهذه المرة حكم بغير الشرع ، قلنا له طيّب ، في قضية أخرى أيضا اتبع هواه وحكم بغير الشرع أكفر؟ قالوا في الأول لكن بشيء من الزعل قلت له ثالث مرة وخامس مرة وخمسين مرة كفر قال إيه لما كثرت له العدد قال كفر ، لما قللت العدد قال ... يقدم رجلا ويؤخر أخرى قل لي ما الضابط عندك في أنه في المرة الأولى والثانية والثالثة ما كفر وفي الخامسة والخمسين كفر ما هو الضابط ؟ ألست نظرت في المرة الأولى والثانية والثالثة نظرت إلى أنه صحيح أنه خالف الشرع لكن نعتقد أنه في مخالفته للشرع مخالف للشرع مش يعني معاند للشرع وأنه هذا الشرع ما عاد يصلح في هذا الزمان وما شابه ذلك فهذا الرجل مهما تكررت حكوماته بغير ما أنزل الله فلا يزال هو هو من حيث العقيدة فما الذي جد عندكم بالنسبة لهذا الإنسان لما صورناه لكم أنه خمسين مرة حكم بغير ما أنزل الله ولو سألته هل ترى هذا الحكم حقا ؟ يقول لك لا ، طيب لماذا حكمت بغير ما أنزل الله ؟ الله يلعن الشيطان ، مثل الذي يشرب الخمر ... مثل السرقة و و و إلى آخره إيش الفرق بين هذا الذي لا يحكم بغير ما أنزل الله وبين هؤلاء الذين لا يطبقون أحكام الله في ذوات أنفسهم فهل تكرار الشيء له علاقة بالعقيدة ؟ لكن له علاقة بإيش الإثم .. ولذلك فالعقيدة لها علاقة بالقلب مثل الإيمان ... تعلقه الأول هو القلب ، كذلك اللي هو ضد الإيمان الكفر كمان علاقته بالقلب فالقضية ما لها علاقة إذن بكثرة وقوع الإنسان المؤمن بكثرة وقوعه في مخالفته للشرع أو القلة الحكم واحد ماشي لكن طبعا قلنا ... كفر أو ما كفر لكن ليس الحكم واحد اللي يخطئ مع ربه مثل الذي يخطيء معه خمسين مرة هذا بلا شك أشد إثما وعدوانا لكن البحث بالنسبة لقضية التكفير أو وقوع الإنسان في الكفر هذا له علاقة بالقلب فإذا عبر هذا الإنسان بلسانه عما وقر في قلبه أو قام هناك دليل قاطع على أنه رجل كافر في قلبه حكمنا بكفره ، أما كما هو شأن كثير من حكامنا اليوم فيه دلالات متناقضة وهم من ناحية بعضهم على الأقل يصومون ويصلون ويقوموا بشعائر الإسلام على كل حال هذا هو ... ما فيه فرق بين مرة أو مرتين أو خمسة أو عشرة المهم بعبارة أخرى قلت ... القضية لها علاقة تارة بالإسلام وتارة لها علاقة بالإيمان ، فإذا كان البحث في تكفير الذين لا يحكمون بما أنزل الله يعني ... الحكم بنسبة لعاقبة أمرهم عند الله هذا له علاقة بالإيمان ، وإذا كان الأمر متعلق بما يبدو لنا فهذا له علاقة بالإسلام الأحكام الظاهرة فأي إنسان ظهر منه ما يكفّر حكمنا عليه بالكفر وأمره إلى الله عز وجل ... الحكم هذا قد يكون خطأ وقد يكون صوابا واضح أو لا ؟
السائل : ... .
الشيخ : أقول هناك شيئان شيء اسمه إيمان وشيء اسمه إسلام ، الإيمان علاقته بالقلب ، الإسلام علاقته بالجوارح بالأعمال التي تظهر للناس فلو ظهر لنا عمل بالإنسان يشعرنا بأنه كافر في قرارة قلبه ... حكمنا حين ذاك بكفره وحسابه عند الله عرفت كيف؟ لكن إذا ظهر عندنا أنه رجل مسلم ويصلي و يصوم إلى آخره لكن فيه هناك دلالات ضعيفة على أنه ليس مسلما فنحن لا نغلب هذه الدلالات الضعيفة على تلك الدلالات القوية فإذا الجماعة هدول لما يقولون على الإطلاق من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون عند الله فمعنى هذا حكم على ما وقر في قلوبهم فهل يدل عدم العمل بحكم من أحكام الله أو بأكثر يدل على أن هذا انعقد الكفر في قلبه وجحد ما أنزل الله من شرعه؟ هذا لا يجوز وإلا لكان كل من يخالف حكم من أحكام الشرعية كافرا وذكرنا أمس نحن أمثلة ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) فكلما رأينا إنسانا يقاتل إنسانا أو جماعة تقاتل جماعة وكل من الطائفتين مسلمون نقول هذه الطائفة التي بغت تكون كافرة لأن الرسول قال ( كَفَر ) أو ( كُفْر ) لا ، وإنما ندرس المسألة بشيء من التأني هل هذا المسلم الذي يقتل أو يقاتل أخاه المسلم يرى ذلك أمرا جائزا حلالا خلاف ما شرع الله عز وجل من تحريم دم المسلم ؟ فإن كان أفصح في كلامه عن عقيدة باطلة فهو كافر حين ذاك أما مجرد أن نستند علامة ظاهرة منه فهذا خلاف أحكام الشرع .
نحن نعلم أن الرسول عليه السلام أنكر على الصحابي لما قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله أنكر عليه وقال لما اعتذر بأنه ما قالها إلا تقية أو خوفا من القتل أو نحو ذلك قال ( هلا شققت عن قلبه ! ) مع أنه لو درست الموضوع كان ... بشيء من الروية والتؤدة والتفكير لوجدنا هذا الصحابي خاصة على منطق الجماعة التكفير لرأيناه محقا لماذا ؟ لأنه قبل أن يمسّه حد السيف كان يقاتل المسلم والمسلمين كان كافرا فلما كاد أن يمسه السيف قال أشهد أن لا إله إلا الله فالظاهر يدل على أنه هذا الرجل فعلا ما قال هذه الكلمة الطيبة إلا تعوذا من القتل مع ذلك فالرسول عليه السلام بماذا تمسّك حينما اعترض على هذا الصحابي وأنكر عليه قال لا إله إلا الله ، أما قالها تعوذا قالها إيمانا هذا بينه وبين ربه المهم أنه هذه الكلمة عصمة نحن هؤلاء الحكام على الأقل بعضهم ... ليس فقط يشهدون بل يصلون ويصومون إلى آخره لكن ... يحكمون بغير ما أنزل الله مانبرر لهم الحكم هذا لكن من الأصول أنه لا يجوز أن نكفر مسلما سواء كان حاكما من هؤلاء الحكام أو قاضيا من قضاة المسلمين و كثيرا ما يحكم هؤلاء بغير ما أنزل الله فما نكفرهم وإنما حسبنا أن نقول هؤلاء يخالفون الشريعة وكان لا يحكم بما أنزل الله فإن استطعنا على أن نقنعهم و نحملهم على أن يحكموا بما أنزل الله فبها ونعمت ما استطعنا فنتم نحن ماشين في طريقنا حتى نتمكن من إقامة الدولة المسلمة ... فما الفائدة الآن من إعلام لو فرضنا أن هذه حقيقة جدلا أن كل هؤلاء الحكام كفار شو نسوي ! نثور ثورة أنا لا أعتقد أن في الإسلام فيه ثورة و إنما نمشي على الطريقة التي سلكها الرسول عليه السلام حتى كتل الجماعة وأقام على أساس الجماعة ... الدولة المسلمة والتاريخ يعيد نفسه ويجب نحن نجعل التاريخ نفسه فنمشي بنفس الطريق الذي سلكه الرسول عليه السلام يعني لابد من تأسيس القاعدة وإلا فهذه الثورات وهذه الطفرات ... رجعنا القهقرى هذا لوكان في الدعوة في نفسها صحيحة فكيف وهي باطلة ليس عندنا دليل أبدا يحملنا على أن نكفر من نرى منه إسلاما ولا نرى منه من جهة أخرى إعراضا عن العمل بالإسلام قضية عمل مقصرون ... كل هذا نقول به أما أنهم كفار وهم يصلون هذا ما ينفع !
الشيخ : نعم ... الكفر الاعتقادي والكفر العملي نعم
السائل : وذكرت قول ابن عباس كفر دون كفر ... والشنقيطي وأيضا ... ؟
الشيخ : الصواب الذي نقطع به هو ما سمعت أمس ! أما هذه الشبهة فهي نسمعها من جماعة التكفير ... وأنا أقمت الحجة عليهم في نحو الصورة الآتية إذا كان هناك قاض يحكم بالشرع يحكم بالشرع مش بالقانون ولما رجعت إليه قضية من القضايا حكم بخلاف الشرع يأتي السؤال كفر هذا ؟ جماعة التكفير لم يسعهم رغم أنوفهم إلا أن يقولوا بعد شيء من التفكير لا ، ما كفر قلنا لهم لم ؟ أليس يصدق فيه أنه حكم بغير ما أنزل الله ؟ قال هذا عادة يحكم بالشرع وهذه المرة حكم بغير الشرع ، قلنا له طيّب ، في قضية أخرى أيضا اتبع هواه وحكم بغير الشرع أكفر؟ قالوا في الأول لكن بشيء من الزعل قلت له ثالث مرة وخامس مرة وخمسين مرة كفر قال إيه لما كثرت له العدد قال كفر ، لما قللت العدد قال ... يقدم رجلا ويؤخر أخرى قل لي ما الضابط عندك في أنه في المرة الأولى والثانية والثالثة ما كفر وفي الخامسة والخمسين كفر ما هو الضابط ؟ ألست نظرت في المرة الأولى والثانية والثالثة نظرت إلى أنه صحيح أنه خالف الشرع لكن نعتقد أنه في مخالفته للشرع مخالف للشرع مش يعني معاند للشرع وأنه هذا الشرع ما عاد يصلح في هذا الزمان وما شابه ذلك فهذا الرجل مهما تكررت حكوماته بغير ما أنزل الله فلا يزال هو هو من حيث العقيدة فما الذي جد عندكم بالنسبة لهذا الإنسان لما صورناه لكم أنه خمسين مرة حكم بغير ما أنزل الله ولو سألته هل ترى هذا الحكم حقا ؟ يقول لك لا ، طيب لماذا حكمت بغير ما أنزل الله ؟ الله يلعن الشيطان ، مثل الذي يشرب الخمر ... مثل السرقة و و و إلى آخره إيش الفرق بين هذا الذي لا يحكم بغير ما أنزل الله وبين هؤلاء الذين لا يطبقون أحكام الله في ذوات أنفسهم فهل تكرار الشيء له علاقة بالعقيدة ؟ لكن له علاقة بإيش الإثم .. ولذلك فالعقيدة لها علاقة بالقلب مثل الإيمان ... تعلقه الأول هو القلب ، كذلك اللي هو ضد الإيمان الكفر كمان علاقته بالقلب فالقضية ما لها علاقة إذن بكثرة وقوع الإنسان المؤمن بكثرة وقوعه في مخالفته للشرع أو القلة الحكم واحد ماشي لكن طبعا قلنا ... كفر أو ما كفر لكن ليس الحكم واحد اللي يخطئ مع ربه مثل الذي يخطيء معه خمسين مرة هذا بلا شك أشد إثما وعدوانا لكن البحث بالنسبة لقضية التكفير أو وقوع الإنسان في الكفر هذا له علاقة بالقلب فإذا عبر هذا الإنسان بلسانه عما وقر في قلبه أو قام هناك دليل قاطع على أنه رجل كافر في قلبه حكمنا بكفره ، أما كما هو شأن كثير من حكامنا اليوم فيه دلالات متناقضة وهم من ناحية بعضهم على الأقل يصومون ويصلون ويقوموا بشعائر الإسلام على كل حال هذا هو ... ما فيه فرق بين مرة أو مرتين أو خمسة أو عشرة المهم بعبارة أخرى قلت ... القضية لها علاقة تارة بالإسلام وتارة لها علاقة بالإيمان ، فإذا كان البحث في تكفير الذين لا يحكمون بما أنزل الله يعني ... الحكم بنسبة لعاقبة أمرهم عند الله هذا له علاقة بالإيمان ، وإذا كان الأمر متعلق بما يبدو لنا فهذا له علاقة بالإسلام الأحكام الظاهرة فأي إنسان ظهر منه ما يكفّر حكمنا عليه بالكفر وأمره إلى الله عز وجل ... الحكم هذا قد يكون خطأ وقد يكون صوابا واضح أو لا ؟
السائل : ... .
الشيخ : أقول هناك شيئان شيء اسمه إيمان وشيء اسمه إسلام ، الإيمان علاقته بالقلب ، الإسلام علاقته بالجوارح بالأعمال التي تظهر للناس فلو ظهر لنا عمل بالإنسان يشعرنا بأنه كافر في قرارة قلبه ... حكمنا حين ذاك بكفره وحسابه عند الله عرفت كيف؟ لكن إذا ظهر عندنا أنه رجل مسلم ويصلي و يصوم إلى آخره لكن فيه هناك دلالات ضعيفة على أنه ليس مسلما فنحن لا نغلب هذه الدلالات الضعيفة على تلك الدلالات القوية فإذا الجماعة هدول لما يقولون على الإطلاق من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون عند الله فمعنى هذا حكم على ما وقر في قلوبهم فهل يدل عدم العمل بحكم من أحكام الله أو بأكثر يدل على أن هذا انعقد الكفر في قلبه وجحد ما أنزل الله من شرعه؟ هذا لا يجوز وإلا لكان كل من يخالف حكم من أحكام الشرعية كافرا وذكرنا أمس نحن أمثلة ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) فكلما رأينا إنسانا يقاتل إنسانا أو جماعة تقاتل جماعة وكل من الطائفتين مسلمون نقول هذه الطائفة التي بغت تكون كافرة لأن الرسول قال ( كَفَر ) أو ( كُفْر ) لا ، وإنما ندرس المسألة بشيء من التأني هل هذا المسلم الذي يقتل أو يقاتل أخاه المسلم يرى ذلك أمرا جائزا حلالا خلاف ما شرع الله عز وجل من تحريم دم المسلم ؟ فإن كان أفصح في كلامه عن عقيدة باطلة فهو كافر حين ذاك أما مجرد أن نستند علامة ظاهرة منه فهذا خلاف أحكام الشرع .
نحن نعلم أن الرسول عليه السلام أنكر على الصحابي لما قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله أنكر عليه وقال لما اعتذر بأنه ما قالها إلا تقية أو خوفا من القتل أو نحو ذلك قال ( هلا شققت عن قلبه ! ) مع أنه لو درست الموضوع كان ... بشيء من الروية والتؤدة والتفكير لوجدنا هذا الصحابي خاصة على منطق الجماعة التكفير لرأيناه محقا لماذا ؟ لأنه قبل أن يمسّه حد السيف كان يقاتل المسلم والمسلمين كان كافرا فلما كاد أن يمسه السيف قال أشهد أن لا إله إلا الله فالظاهر يدل على أنه هذا الرجل فعلا ما قال هذه الكلمة الطيبة إلا تعوذا من القتل مع ذلك فالرسول عليه السلام بماذا تمسّك حينما اعترض على هذا الصحابي وأنكر عليه قال لا إله إلا الله ، أما قالها تعوذا قالها إيمانا هذا بينه وبين ربه المهم أنه هذه الكلمة عصمة نحن هؤلاء الحكام على الأقل بعضهم ... ليس فقط يشهدون بل يصلون ويصومون إلى آخره لكن ... يحكمون بغير ما أنزل الله مانبرر لهم الحكم هذا لكن من الأصول أنه لا يجوز أن نكفر مسلما سواء كان حاكما من هؤلاء الحكام أو قاضيا من قضاة المسلمين و كثيرا ما يحكم هؤلاء بغير ما أنزل الله فما نكفرهم وإنما حسبنا أن نقول هؤلاء يخالفون الشريعة وكان لا يحكم بما أنزل الله فإن استطعنا على أن نقنعهم و نحملهم على أن يحكموا بما أنزل الله فبها ونعمت ما استطعنا فنتم نحن ماشين في طريقنا حتى نتمكن من إقامة الدولة المسلمة ... فما الفائدة الآن من إعلام لو فرضنا أن هذه حقيقة جدلا أن كل هؤلاء الحكام كفار شو نسوي ! نثور ثورة أنا لا أعتقد أن في الإسلام فيه ثورة و إنما نمشي على الطريقة التي سلكها الرسول عليه السلام حتى كتل الجماعة وأقام على أساس الجماعة ... الدولة المسلمة والتاريخ يعيد نفسه ويجب نحن نجعل التاريخ نفسه فنمشي بنفس الطريق الذي سلكه الرسول عليه السلام يعني لابد من تأسيس القاعدة وإلا فهذه الثورات وهذه الطفرات ... رجعنا القهقرى هذا لوكان في الدعوة في نفسها صحيحة فكيف وهي باطلة ليس عندنا دليل أبدا يحملنا على أن نكفر من نرى منه إسلاما ولا نرى منه من جهة أخرى إعراضا عن العمل بالإسلام قضية عمل مقصرون ... كل هذا نقول به أما أنهم كفار وهم يصلون هذا ما ينفع !
مناقشة في الكفر البواح .
السائل : شيخ أول تعقيب ما ذكرت ... بالرد أيضا على هذا قول قول التكرار ... وابن عباس حكموا في كثير من القضايا وليست قضية واحدة ... .
الشيخ : هذا تعقيب أو تأييد ... تفضل بس اسأله تأييد أو تعقيب !
السائل : أوافق ... .
الشيخ : وهو ... .
السائل : على ما ذكرت ..
الشيخ : طبعا طبعا .
السائل : ... .
الشيخ : ... .
السائل : هذا يؤيد ما ذكرت ... يقولون أيضا ... الأشخاص وأتينا في التفسير أو الحكم على ... هل هو كفر دون كفر أو كفر بواح ... ؟
الشيخ : الكفر البواح هو ... قوله بجحد قسم من الشريعة إذا ما جحد الشريعة كلها بعدين الخروج هذا الذي يبيح الخروج ما الفائدة أنا أقول مرة أخرى !
السائل : أنا معك ... السؤال الحكم ... الحكم بين ... خاصة إلحاق ... .
الشيخ : هذا كفر بواح يا أخي عم نقول لك نحن ...
السائل : هذا كفر بواح ... .
الشيخ : وأنا قلت آنفا من تضاعيف كلامي أنا إذا سمعنا من الرجل كلاما من فمه يقول هذا الإسلام ما عاد يصلح للحكم إلى آخره فهذا كافر كفر ردة لا نشك فيه ، لكن بحثنا فيمن لا نسمع منه مثل هذا الكلام ومن جهة أخرى نرى له عملا بالإسلام في كثير من النواحي فهذا كيف نكفره ولم نسمع منه شيئا ونلزمه بتكفير !
السائل : نحن اتفقنا على ذلك لكن نأتي الآن إلى نموذج آخر ... .
الشيخ : النموذج الآخر أنا أشرت إليه آنفا وأنت الآن وضّحت النموذج قلنا لك هذا كفر بواح ... .
السائل : ... التأول يكون ... جاهل ... .
الشيخ : كونه جاهلا هذا بحث ثانٍ أقول لك لو واحد كفر جهلا هذا ليس بكافر عند الله وبالتالي أنا لا أستطيع أن أكفّره إلا بعد إقامة الحجة هذه قضية أخرى تماما وهذا مما ذكرناه مع طوئف من جماعة التكفير الحديث الذي جاء في الصحيحن من طريق أبي سعيد الخدري وغيره أنه ( كان فيمن قبلكم رجل حضرته الوفاة فجمع بنيه حوله فقال لهم أي أب كنت لكم قالوا خيرا أب قال فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله عليّ لعذبني عذابا شديدا فإذا أنا مت فخذوني وحرقوني بالنار ثم ذروا نصفي في الريح ونصفي في البحر ... ) فلما مات الرجل ونفذوا هذه الوصية هذه يمكن لا يتصور أغرق في الجهل وفي الضلال منها أنه حرقوه في النار وذروا نصف الرماد في الريح ... ونصفه الثاني في البحر الهائج نفذوا الوصية يقول الرسول عليه السلام في الحديث ( فقال الله عز وجل لذراته كوني فلانا فكان بشرا سويا قال الله عز وجل أي عبدي ما حملك على ما فعلت قال رب خشيتك قال اذهب فقد غفرت لك ) الآن هذا الحديث أمثال هؤلاء المتعجّلين أو الجاهلين رأسا يقولون هذا حديث باطل لأنه مخالف للقرآن الكريم والقرآن يقول (( إن الله لا يغفر لمن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الله )) وصدق الله هذا نص ومبدأ أنه لا يغفر لمشرك ولعلكم تعلمون جميعا أن مقصود المشرك هنا الكافر وليس المقصود به المشرك اللغوي وهو الذي يجعل مع الله آله آخر المقصود به الكافر أي نوع كان كفره حتى لو لم يكن مشركا يعبد الله وحده لا شريك له لكن مثلا ينكر الإسلام ، نبوة الرسول عليه السلام أو ينكر بعض آيات القرآن أو أي شيء يكفر به المسلم فهذا مشرك ولو كان لغة ليس بمشرك .
الشاهد فهذا الذي أوصى بهذه الوصية الجائرة في عرف العلماء والفقهاء وعلماء التوحيد إلى آخره كفر لما قال ( لئن قدر الله عليّ ليعذبني ) فهذا معناه أنه شك في قدرة الله عز وجل وكأنه كان مثله هو المقصود بقوله تعالى في آخر سورة يس (( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم ... )) إلى آخر الآية مع ذلك نجد أن ربنا عز وجل عامله معاملة خاصة غفر له بالرغم أنه و قع في الشرك وفي الكفر لم ؟ لأن هذا الإنسان نرى في نفس الحديث اعترافه بأنه مذنب مع ربه فهو مؤمن بالله ومؤمن بأن الله إن عذبه فهو عادل فيه وخوفه حمله على أن يكفر بتكفير خاص من هذا العذاب الذي يستحقه فأوصى بتلك الوصية الجائرة فلما علم الله عز وجل أن هذا الإنسان معترف بالله وبعدالة الله وباستحقاق عذاب الله وهذا الذي حمله على هذه الوصية الجائرة وخوفه من عذاب الله قال له اذهب فقد غفرت لك فإذا الغرض من هنا ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه وتلبسه فنحن نعرف مثلا ممن يعرفون عند العلماء بأهل الفترة فأهل الفترة كفار في واقع أمرهم لكن لا يعاملون عند الله عز وجل معالمة الكفار لأنهم لم تبلغهم الدعوة (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) فإذا يجب الفصل بين أنه رجل يكفر وهو يعلم وبين إنسان والله ما يعلم أن هذا كفر فهذه المسألة اتركها جانبا ... مش فهمان أن هذا كفر أنا أقول الحقيقة وقلتها منذ أسبوعين هناك في قطر في نقاش مع بعض العلماء حول أهل الفترة ومن هم أهل الفترة لأنه جاء حديث المشهور حديث لما جاء رجل وسأل الرسول عليه السلام عن أبيه فقال ( أبوك في النار ) فرجع السائل طبعا حزينا فناداه الرسول عليه السلام فقال له ( إن أبي وأباك في النار ) يعني السؤال هل هذا حديث صحيح ؟ قلنا طبعا حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ولو شواهد كثيرة قال ألا يتعارض هذا مع قوله تعالى (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) قلنا لا ، الآية تفيد أن من لم تبلغه دعوة الرسول فهو غير معذب ، لكن الحديث لا يفيد أن هذا الرجل ما بلغته الدعوة بالعكس الحديث يفيد لما حكم الرسول عليه السلام على أبيه وأب السائل بالنار ذلك يفيد أنه ليس من أهل الفترة بل أهل الدعوة وهذا واضح من عديد من الأحاديث الثابتة من الرسول عليه السلام وحسبنا أن العرب كان عندهم بيت الله الحرام الذي بنى الكعبة إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام كما هو مصرح فيه بالقرآن فإذا هؤلاء بلغتهم الدعوة بالمقدار الذي تقوم الحجة عليهم أما من لم تبلغه الدعوة فهذا لا سبيل للحكم عليه لأنه كافر مخلد في النار وإن كان هو في واقع الأمر كافر واستطردنا في البحث لأنه استغربوا بعض الناس أنه يكون هؤلاء بلغتهم الدعوة يعني الذين كانوا من قبل بعثة الرسول عليه السلام ... قلت يا جماعة أليس قد بلغتنا الدعوة مع أنه ما جاءنا رسول الله مباشرة وإنما جاءتنا الدعوة قال نعم قلت له مع ذلك أنا أعتقد في هذا العصر هناك الملايين من البشر ما بغلتهم دعوة الإسلام بل أعتقد في المسلمين من لم تبغله الدعوة هؤلاء الذين يستغيثون بالله ويشركون بالله صباحا مساء إلى آخره والمشايخ الذين يفترض فيهم أنه يكونون مرشدين لهم وهداة لهم يقولون هذاما فيه أي شيء وهذا توسل وهذا جائز وإلى آخره فهل بلغتهم الدعوة مع قلة ... التوحيد في هذا العالم الإسلامي الذي يقولون بلغت تسعمائة مليون مسلم فإذا قضية كونه له عذر أو ليس له عذر أو مثلا بلغه أن هذا كفر أو ما بلغه شيء آخر هذا لأن البحث لما يدور في هذا المجال هو بالنسبة لأناس يعلمون أن الإسلام يأمر بإقامة الحدود مثلا بقتل القاتل وإقامة الحد على الزاني إن كان محصنا ... على التفصيل المعروف هذا كله معروف لديهم البحث يكون في هذا المجال ولما يأتي الذي ما عنده علم يأخذ ... البحث اتجاه آخر بلا شك .
الشيخ : هذا تعقيب أو تأييد ... تفضل بس اسأله تأييد أو تعقيب !
السائل : أوافق ... .
الشيخ : وهو ... .
السائل : على ما ذكرت ..
الشيخ : طبعا طبعا .
السائل : ... .
الشيخ : ... .
السائل : هذا يؤيد ما ذكرت ... يقولون أيضا ... الأشخاص وأتينا في التفسير أو الحكم على ... هل هو كفر دون كفر أو كفر بواح ... ؟
الشيخ : الكفر البواح هو ... قوله بجحد قسم من الشريعة إذا ما جحد الشريعة كلها بعدين الخروج هذا الذي يبيح الخروج ما الفائدة أنا أقول مرة أخرى !
السائل : أنا معك ... السؤال الحكم ... الحكم بين ... خاصة إلحاق ... .
الشيخ : هذا كفر بواح يا أخي عم نقول لك نحن ...
السائل : هذا كفر بواح ... .
الشيخ : وأنا قلت آنفا من تضاعيف كلامي أنا إذا سمعنا من الرجل كلاما من فمه يقول هذا الإسلام ما عاد يصلح للحكم إلى آخره فهذا كافر كفر ردة لا نشك فيه ، لكن بحثنا فيمن لا نسمع منه مثل هذا الكلام ومن جهة أخرى نرى له عملا بالإسلام في كثير من النواحي فهذا كيف نكفره ولم نسمع منه شيئا ونلزمه بتكفير !
السائل : نحن اتفقنا على ذلك لكن نأتي الآن إلى نموذج آخر ... .
الشيخ : النموذج الآخر أنا أشرت إليه آنفا وأنت الآن وضّحت النموذج قلنا لك هذا كفر بواح ... .
السائل : ... التأول يكون ... جاهل ... .
الشيخ : كونه جاهلا هذا بحث ثانٍ أقول لك لو واحد كفر جهلا هذا ليس بكافر عند الله وبالتالي أنا لا أستطيع أن أكفّره إلا بعد إقامة الحجة هذه قضية أخرى تماما وهذا مما ذكرناه مع طوئف من جماعة التكفير الحديث الذي جاء في الصحيحن من طريق أبي سعيد الخدري وغيره أنه ( كان فيمن قبلكم رجل حضرته الوفاة فجمع بنيه حوله فقال لهم أي أب كنت لكم قالوا خيرا أب قال فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله عليّ لعذبني عذابا شديدا فإذا أنا مت فخذوني وحرقوني بالنار ثم ذروا نصفي في الريح ونصفي في البحر ... ) فلما مات الرجل ونفذوا هذه الوصية هذه يمكن لا يتصور أغرق في الجهل وفي الضلال منها أنه حرقوه في النار وذروا نصف الرماد في الريح ... ونصفه الثاني في البحر الهائج نفذوا الوصية يقول الرسول عليه السلام في الحديث ( فقال الله عز وجل لذراته كوني فلانا فكان بشرا سويا قال الله عز وجل أي عبدي ما حملك على ما فعلت قال رب خشيتك قال اذهب فقد غفرت لك ) الآن هذا الحديث أمثال هؤلاء المتعجّلين أو الجاهلين رأسا يقولون هذا حديث باطل لأنه مخالف للقرآن الكريم والقرآن يقول (( إن الله لا يغفر لمن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الله )) وصدق الله هذا نص ومبدأ أنه لا يغفر لمشرك ولعلكم تعلمون جميعا أن مقصود المشرك هنا الكافر وليس المقصود به المشرك اللغوي وهو الذي يجعل مع الله آله آخر المقصود به الكافر أي نوع كان كفره حتى لو لم يكن مشركا يعبد الله وحده لا شريك له لكن مثلا ينكر الإسلام ، نبوة الرسول عليه السلام أو ينكر بعض آيات القرآن أو أي شيء يكفر به المسلم فهذا مشرك ولو كان لغة ليس بمشرك .
الشاهد فهذا الذي أوصى بهذه الوصية الجائرة في عرف العلماء والفقهاء وعلماء التوحيد إلى آخره كفر لما قال ( لئن قدر الله عليّ ليعذبني ) فهذا معناه أنه شك في قدرة الله عز وجل وكأنه كان مثله هو المقصود بقوله تعالى في آخر سورة يس (( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم ... )) إلى آخر الآية مع ذلك نجد أن ربنا عز وجل عامله معاملة خاصة غفر له بالرغم أنه و قع في الشرك وفي الكفر لم ؟ لأن هذا الإنسان نرى في نفس الحديث اعترافه بأنه مذنب مع ربه فهو مؤمن بالله ومؤمن بأن الله إن عذبه فهو عادل فيه وخوفه حمله على أن يكفر بتكفير خاص من هذا العذاب الذي يستحقه فأوصى بتلك الوصية الجائرة فلما علم الله عز وجل أن هذا الإنسان معترف بالله وبعدالة الله وباستحقاق عذاب الله وهذا الذي حمله على هذه الوصية الجائرة وخوفه من عذاب الله قال له اذهب فقد غفرت لك فإذا الغرض من هنا ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه وتلبسه فنحن نعرف مثلا ممن يعرفون عند العلماء بأهل الفترة فأهل الفترة كفار في واقع أمرهم لكن لا يعاملون عند الله عز وجل معالمة الكفار لأنهم لم تبلغهم الدعوة (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) فإذا يجب الفصل بين أنه رجل يكفر وهو يعلم وبين إنسان والله ما يعلم أن هذا كفر فهذه المسألة اتركها جانبا ... مش فهمان أن هذا كفر أنا أقول الحقيقة وقلتها منذ أسبوعين هناك في قطر في نقاش مع بعض العلماء حول أهل الفترة ومن هم أهل الفترة لأنه جاء حديث المشهور حديث لما جاء رجل وسأل الرسول عليه السلام عن أبيه فقال ( أبوك في النار ) فرجع السائل طبعا حزينا فناداه الرسول عليه السلام فقال له ( إن أبي وأباك في النار ) يعني السؤال هل هذا حديث صحيح ؟ قلنا طبعا حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ولو شواهد كثيرة قال ألا يتعارض هذا مع قوله تعالى (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) قلنا لا ، الآية تفيد أن من لم تبلغه دعوة الرسول فهو غير معذب ، لكن الحديث لا يفيد أن هذا الرجل ما بلغته الدعوة بالعكس الحديث يفيد لما حكم الرسول عليه السلام على أبيه وأب السائل بالنار ذلك يفيد أنه ليس من أهل الفترة بل أهل الدعوة وهذا واضح من عديد من الأحاديث الثابتة من الرسول عليه السلام وحسبنا أن العرب كان عندهم بيت الله الحرام الذي بنى الكعبة إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام كما هو مصرح فيه بالقرآن فإذا هؤلاء بلغتهم الدعوة بالمقدار الذي تقوم الحجة عليهم أما من لم تبلغه الدعوة فهذا لا سبيل للحكم عليه لأنه كافر مخلد في النار وإن كان هو في واقع الأمر كافر واستطردنا في البحث لأنه استغربوا بعض الناس أنه يكون هؤلاء بلغتهم الدعوة يعني الذين كانوا من قبل بعثة الرسول عليه السلام ... قلت يا جماعة أليس قد بلغتنا الدعوة مع أنه ما جاءنا رسول الله مباشرة وإنما جاءتنا الدعوة قال نعم قلت له مع ذلك أنا أعتقد في هذا العصر هناك الملايين من البشر ما بغلتهم دعوة الإسلام بل أعتقد في المسلمين من لم تبغله الدعوة هؤلاء الذين يستغيثون بالله ويشركون بالله صباحا مساء إلى آخره والمشايخ الذين يفترض فيهم أنه يكونون مرشدين لهم وهداة لهم يقولون هذاما فيه أي شيء وهذا توسل وهذا جائز وإلى آخره فهل بلغتهم الدعوة مع قلة ... التوحيد في هذا العالم الإسلامي الذي يقولون بلغت تسعمائة مليون مسلم فإذا قضية كونه له عذر أو ليس له عذر أو مثلا بلغه أن هذا كفر أو ما بلغه شيء آخر هذا لأن البحث لما يدور في هذا المجال هو بالنسبة لأناس يعلمون أن الإسلام يأمر بإقامة الحدود مثلا بقتل القاتل وإقامة الحد على الزاني إن كان محصنا ... على التفصيل المعروف هذا كله معروف لديهم البحث يكون في هذا المجال ولما يأتي الذي ما عنده علم يأخذ ... البحث اتجاه آخر بلا شك .
ما حكم من يجحد شيئا من الحكم بأحكام الشريعة ؟
السائل : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم توصّلنا شيخ إلى أن إذا حكم الحاكم أكثر من مرة بغير ما أنزل الله غير معتقد بهذا الحكم وإنما لشهوة أو ... أن هذا يعتبر كفر دون كفر كما جاء عن ابن عباس و عدم تحديده بمرة أو مرتين طيب على ذلك ذكرتم شيئا ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : ذكرتم إذا جحد الحاكم بلسانه يمكن أن يطلق عليه هذا الكفر وذكرتم شيئا عن موضوع الجهل ... إذا سمعنا من يجحد شيئا في الحكم بالنسبة للحكم في الشريعة الإسلامية فهل نتأكد أنه ليس جاهلا قبل أن نحكم عليه أو نقول أن هذا كافر أو أن حكمنا عليه بالكفر لا يقتضي أنه كافر عند الله سبحانه وتعالى فهل هناك فرق بين ... ؟
الشيخ : أنت تقول بأنه نطق بجحد شيء معلوم من الشرع فمجرد أن يجحد حكمنا نحن عليه الكفر لأننا مكلفون شرعا بأن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر ، أما افتراض أنه قد يكون معذورا عند الله بسبب جهله هذا أمر وارد بلا شك لكن هل ظهر لنا جهله أو علمه أو على الأقل هل غلب على ظننا أنه جحد ما يعلمه من الإسلام أم غلب على ظننا أنه أنكر أو جحد ما لا يعلمه فإننا نحكم بما يغلب على الظن ثم أمره إلى الله تبارك وتعالى وقد قلت في أثناء كلامي على هذه المسألة فيما تقدم أن هناك قضيتين قضية إيمان وقضية إسلام ، الإيمان يتعلق بالقلب والإسلام يتعلق بالجوارح وما يظهره الإنسان فالإيمان أمره إلى الله فهو يعلم السرائر يعلم السر وأخفى ، الإسلام هو الذي نحن كلفنا به فما دام أن الصورة الآن المعروضة هي أن حاكما جحد شيئا من الإسلام ... ونؤاخذه بجحده فإذا كان جاهلا فأمره إلى الله عز وجل ونحن جهلنا هذا الجهل ولم نعلم به وإذا علمنا جهله وأن إنكاره وجحده إنما كان بعذر الجهل علمناه وأقمنا عليه الحجة إن كان لدينا مجال لذلك وإلا فهذا التأخر أمره إلى الله عز وجل فإذن نحن ندور مع ما يظهر لنا وباطنه أمره إلى الله أما الذي يخفى عنا فنحن لسنا مكلفين به والذي يؤكد لنا هذا ما يزيده قوة أننا نعلم أن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن العهود الأخرى كان فيه طائفة من الناس يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وهم الذين عرفوا شرعا بالمنافقين ووصفهم رب العالمين بأنهم في الدرك الأسفل من النار عرف الرسول عليه السلام بعض هؤلاء المنافقين وأعطى أسماءهم لصاحب سره حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ومع ذلك لم يعاملهم معاملة الجاحدين المعلنين للكفر وإنما أجرى عليهم حكم الإسلام الظاهر فما دام أنهم كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيمون الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصومون وو إلى آخر ما هناك من الأحكام فما دام أنهم كانوا يجرون على هذه الأحكام الشرعية فاعتبرهم الرسول عليه السلام مسلمين وعاملهم مسلمين ولم يستأصل شأفتهم لأنه قد يظهر أحيانا من فلتات لسانهم ما ينبئ عن باطن كفرهم كما أشار إلى ذلك ربنا عز وجل في قوله (( ولتعرفنهم في لحن القول )) فإذا ... لنا لأنه ما دام الرجل أي رجل كان يظهر منه ما يدل على إسلامه فإذا اقترن مع ذلك شيء قد يدل على جحده وكفره ولكنه ليس بصريح فنحن لا نتمسك بهذا الذي يظهر منه أو قد يظهر منه مما يكفر به ما دام أنه ليس صريحا وإنما على العكس من ذلك نغلب على هذا ما هو ظاهر منه من الاعتراف بالشهادتين ولوازمهما بل وبالمحافظة على بعض الشعائر الإسلامية كالصلاة والصوم ونحو ذلك ، فإذا الحكم إنما هو بما يظهر للإنسان ظهورا واضحا فنحن ندينه به فإن كان عن علم أي جحد عن علم أطلقنا عليه حكم الكفر وإن كان من جهل أقمنا عليه الحجة فإن رجع فبها وإلا فنظل عند ما حكمنا عليه بالكفر ، وهناك مثال مشهور بين العلماء تارك الصلاة مثلا فمكانة الصلاة شعيرة من شعائر الإسلام والمفروض أنه لا يمكن لمسلم أن يجهل فرضية الصلوات الخمس فإذا ما جيء بتارك الصلاة إلى الحاكم المسلم أمر بالصلاة وأن يحافظ عليها ويستتاب من تركه إياه فإن تاب رجع وأناب وذلك هو المطلوب وإن أصر على تركه للصلاة فحينئذ يقتل وقد اختلف العلماء أنهم في هذه الحالة يقتل حدا أم كفرا على قولين مشهورين ، والصواب أنه يقتل كفرا ذلك لأن هناك قرينة قوية جدا في هذا الذي خير بين أن يصلي يتوب إلى الله ويصلي وإلا فالموت أمامه فإذا آثر الموت على الصلاة ذلك أكبر دليل على أنه أو على أن تركه للصلاة كان عن عقيدة ولم يكن عن إهمال أو عن كسل لأنه لو كان عن إهمال أو كسل فسيعود إلى الصلاة ويؤثر الصلاة و لو كسلا على الموت الذي صار أقرب إليه من شراك نعله فحينما نراه في مثل هذا الإنسان يؤثر القتل على أن يصلي فدليل على أنه جاحد للصلاة ، ولذلك كان الأرجح من قولي العلماء في هذا الشخص أنه يقتل كفرا وليس حدا وهكذا العلماء يجرون على اعتبار ما يظهر من الإنسان فإذا ظهر منه العناد والإصرار على الكفر فهو الكافر وإلا فيعامل معاملة المسلمين ولو أنه ممكن يكون هناك أشياء قد تدل على خلاف ما ... إسلامه كما ذكرنا من شأن المنافقين ... .
الشيخ : كيف ؟
السائل : ذكرتم إذا جحد الحاكم بلسانه يمكن أن يطلق عليه هذا الكفر وذكرتم شيئا عن موضوع الجهل ... إذا سمعنا من يجحد شيئا في الحكم بالنسبة للحكم في الشريعة الإسلامية فهل نتأكد أنه ليس جاهلا قبل أن نحكم عليه أو نقول أن هذا كافر أو أن حكمنا عليه بالكفر لا يقتضي أنه كافر عند الله سبحانه وتعالى فهل هناك فرق بين ... ؟
الشيخ : أنت تقول بأنه نطق بجحد شيء معلوم من الشرع فمجرد أن يجحد حكمنا نحن عليه الكفر لأننا مكلفون شرعا بأن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر ، أما افتراض أنه قد يكون معذورا عند الله بسبب جهله هذا أمر وارد بلا شك لكن هل ظهر لنا جهله أو علمه أو على الأقل هل غلب على ظننا أنه جحد ما يعلمه من الإسلام أم غلب على ظننا أنه أنكر أو جحد ما لا يعلمه فإننا نحكم بما يغلب على الظن ثم أمره إلى الله تبارك وتعالى وقد قلت في أثناء كلامي على هذه المسألة فيما تقدم أن هناك قضيتين قضية إيمان وقضية إسلام ، الإيمان يتعلق بالقلب والإسلام يتعلق بالجوارح وما يظهره الإنسان فالإيمان أمره إلى الله فهو يعلم السرائر يعلم السر وأخفى ، الإسلام هو الذي نحن كلفنا به فما دام أن الصورة الآن المعروضة هي أن حاكما جحد شيئا من الإسلام ... ونؤاخذه بجحده فإذا كان جاهلا فأمره إلى الله عز وجل ونحن جهلنا هذا الجهل ولم نعلم به وإذا علمنا جهله وأن إنكاره وجحده إنما كان بعذر الجهل علمناه وأقمنا عليه الحجة إن كان لدينا مجال لذلك وإلا فهذا التأخر أمره إلى الله عز وجل فإذن نحن ندور مع ما يظهر لنا وباطنه أمره إلى الله أما الذي يخفى عنا فنحن لسنا مكلفين به والذي يؤكد لنا هذا ما يزيده قوة أننا نعلم أن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن العهود الأخرى كان فيه طائفة من الناس يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وهم الذين عرفوا شرعا بالمنافقين ووصفهم رب العالمين بأنهم في الدرك الأسفل من النار عرف الرسول عليه السلام بعض هؤلاء المنافقين وأعطى أسماءهم لصاحب سره حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ومع ذلك لم يعاملهم معاملة الجاحدين المعلنين للكفر وإنما أجرى عليهم حكم الإسلام الظاهر فما دام أنهم كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيمون الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصومون وو إلى آخر ما هناك من الأحكام فما دام أنهم كانوا يجرون على هذه الأحكام الشرعية فاعتبرهم الرسول عليه السلام مسلمين وعاملهم مسلمين ولم يستأصل شأفتهم لأنه قد يظهر أحيانا من فلتات لسانهم ما ينبئ عن باطن كفرهم كما أشار إلى ذلك ربنا عز وجل في قوله (( ولتعرفنهم في لحن القول )) فإذا ... لنا لأنه ما دام الرجل أي رجل كان يظهر منه ما يدل على إسلامه فإذا اقترن مع ذلك شيء قد يدل على جحده وكفره ولكنه ليس بصريح فنحن لا نتمسك بهذا الذي يظهر منه أو قد يظهر منه مما يكفر به ما دام أنه ليس صريحا وإنما على العكس من ذلك نغلب على هذا ما هو ظاهر منه من الاعتراف بالشهادتين ولوازمهما بل وبالمحافظة على بعض الشعائر الإسلامية كالصلاة والصوم ونحو ذلك ، فإذا الحكم إنما هو بما يظهر للإنسان ظهورا واضحا فنحن ندينه به فإن كان عن علم أي جحد عن علم أطلقنا عليه حكم الكفر وإن كان من جهل أقمنا عليه الحجة فإن رجع فبها وإلا فنظل عند ما حكمنا عليه بالكفر ، وهناك مثال مشهور بين العلماء تارك الصلاة مثلا فمكانة الصلاة شعيرة من شعائر الإسلام والمفروض أنه لا يمكن لمسلم أن يجهل فرضية الصلوات الخمس فإذا ما جيء بتارك الصلاة إلى الحاكم المسلم أمر بالصلاة وأن يحافظ عليها ويستتاب من تركه إياه فإن تاب رجع وأناب وذلك هو المطلوب وإن أصر على تركه للصلاة فحينئذ يقتل وقد اختلف العلماء أنهم في هذه الحالة يقتل حدا أم كفرا على قولين مشهورين ، والصواب أنه يقتل كفرا ذلك لأن هناك قرينة قوية جدا في هذا الذي خير بين أن يصلي يتوب إلى الله ويصلي وإلا فالموت أمامه فإذا آثر الموت على الصلاة ذلك أكبر دليل على أنه أو على أن تركه للصلاة كان عن عقيدة ولم يكن عن إهمال أو عن كسل لأنه لو كان عن إهمال أو كسل فسيعود إلى الصلاة ويؤثر الصلاة و لو كسلا على الموت الذي صار أقرب إليه من شراك نعله فحينما نراه في مثل هذا الإنسان يؤثر القتل على أن يصلي فدليل على أنه جاحد للصلاة ، ولذلك كان الأرجح من قولي العلماء في هذا الشخص أنه يقتل كفرا وليس حدا وهكذا العلماء يجرون على اعتبار ما يظهر من الإنسان فإذا ظهر منه العناد والإصرار على الكفر فهو الكافر وإلا فيعامل معاملة المسلمين ولو أنه ممكن يكون هناك أشياء قد تدل على خلاف ما ... إسلامه كما ذكرنا من شأن المنافقين ... .
اضيفت في - 2008-06-18