بدأالشيخ بخطبة الحاجة .
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )).
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .
أرجو من الأستاذ البنا أن يعيد علي السؤال .
ماذا تقول في الدولة التي تحكم بما أنزل الله وفيها أخطاء ومعاصي ظاهرة ودولة تحكم بالدستور المستورد وأيهم كافر ؟
الشيخ : لعلنا تكلمنا في جلسة سابقة عن الكفر أو الشرك وأنه قسمان أحدهما كفر اعتقادي والآخر كفر عملي والكفر الاعتقادي له علاقة بعقيدة الإنسان فكل من استحل بقلبه وتبنى نظاما أو قانونا أو شريعة لم يأت بها الله تبارك وتعالى ولم يشرعها لعباده فهذا كفره كفر ردة ،كفره كفر اعتقادي أي صاحبه لا يكون مسلما لأنه تبنى واعتقد بقلبه خلاف شريعة ربه وأما من تبنى شريعة الله تبارك وتعالى نظاما وحكما فهذا مسلم له ما لنا وعليه ما علينا ومما له علينا ما جاء في الحديث الصحيح من حديث تميم الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم ( الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة ) قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) فمن كان يتبنى الإسلام دينا ونظاما وقانونا ورأينا فيه ما لا يخلوا منه حاكم من التقصير أو من الخطأ أو نحو ذلك فواجبنا أن نناصحه وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ما استطعنا إلى ذلك سبيلا والحاكم الأول الذي تبنى غير الإسلام دستورا ونظاما فالواجب على من كان تحت رايته أن يرحل وأن يهاجر منه إلى بلدة يسود فيها الحكم بالإسلام وهذا أيضا في حدود القاعدة العامة وهي الاستطاعة (( فاتقوا الله ما استطعتم )) وكما قال عليه السلام ( ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) .
السائل : طيب وإن كان لا يستحل يعني إن كان يرى أن ذلك الحكم مضطر إليه وهو مؤمن أن الحكم ما أنزل الله هو الواجب ... .
الشيخ : ... ما أرى الآن أن نعيد البحث السابق بتفصيله خشية الملل ... لا سيما فيما يبدو أسئلة وإخواننا أيضا الآخرون عندهم أسئلة ... .
السائل : توضيح أحسن ولو إشارة ؟
الشيخ : نحن نقول كل من يتبنى غير الإسلام عقيدة فكفره كفر ردة وكل من يتبنى الإسلام عقيدة سواء كان حاكما أو محكوما فهذا مسلم كما ذكرت آنفا ولكن هذا الحاكم أو المحكوم إذا خالف شيئا بما جاء به الإسلام فهذه المخالفة تعتبر معصية ولا تعتبر كفرا مهما كان اقتراف المعاصي أو مهما كانت معصيته كبيرة ما دام أنه لا يستحل تلك المعصية بقلبه أي لا يقول هذا الشيء الذي أرتكبه ليس معصية وإيش حرام وإيش حلال لا يقول هذا ، إذا قال هذا فقد كفر وارتد عن دينه وعلى هذا يجب أن نفرق بين الكفر الذي هو كفر ردة وبين الكفر الذي هو كفر معصية كفر الردة له علاقة بالقلب يخالف قلبه شريعة الله وكفر المعصية قلبه مع شريعة الله ولكن عمله مع هواه وإلا لكان كل من عصى الله عز وجل كافرا كفر ردة وهذا ما لا يقوله مسلم .
ومن هذا القبيل النفاق ، من قبيل الكفر النفاق وهذا أيضا مما يخفى على كثير من الناس اليوم النفاق كالكفر منه نفاق اعتقادي ومنه نفاق عملي ونحن حينما نتذكر هذه الحقيقة يسهل علينا أن نفهم بعض أحاديث الشريعة وبدون ذلك يظل طالب العلم حيران ، مثلا الحديث المشهور ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان ) آية المنافق كيف نفهم هذا الاسم هنا في هذا الحديث المنافق أهو كما جاء في القرآن الكريم (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )) هل نقول إن من وعد فأخلف هو في الدرك الأسفل من النار قد يقول هذا من يجهل الحقائق الشرعية في المسميات الشرعية .
المنافق قد يكون نفاقه عمليا وقد يكون نفاقه اعتقاديا أنتم تعلمون أن من قال الله عز وجل فيهم إنهم في الدرك الأسفل من النار هم الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام هؤلاء من حيث ما وقر في قلوبهم كفار لأنهم أضمروا في قلوبهم الكفر بما أنزل الله لكن فيما يظهرون للناس يظهرون الإسلام فهم يصلون معهم ويصومون معهم ويتظاهرون بأحكام الإسلام لكن هم في قلوبهم كفارا فسموا منافقين لأنه يظهر خلاف ما يبطن لكن الذي يظهره حسن جميل وهو الإسلام والذي يبطنه ويضمره في قلبه هو الكفر العظيم هذا كفره كفر مخلد في النار وصاحبه في الدرك الأسفل من النار ، هل كذلك المنافق الذي ذكر في هذا الحديث وفي غيره كمثل قوله عليه السلام ( من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق ) هل هذا هو النفاق الذي أهله في الدرك الأسفل من النار في هذا الحديث والذي قبله ؟ الجواب لا، إذا كيف نفهم الحديث حديثنا هذا ( آية المنافق ) هذا المنافق نفاقه علمي كالكفر العلمي أي إنه يعمل خلاف اعتقاده المسلم يؤمن في قرارة قلبه أن الكذب حرام لا يجوز هكذا في قلبه لكن ماذا يفعل يفعل خلاف ما أضمر المنافق الكافر المرتد هو أيضا أظهر خلاف ما أضمر لكن ذاك أضمر شرا وأظهر خيرا أما المنافق المسلم فأضمر خيرا وأظهر شرا اعتقد خيرا وعمل شرا اعتقد أن الكذب حرام وأن المخاصمة حرام لكنه هو يخالف عقيدته فمن حيث تخالف عمل المسلم مع عقيدته من حيث خالف عمل المسلم غير الصالح مع عقيدته الصالحة ... منافقا فيشترك مع المنافق الكافر المرتد من حيث أن ظاهر عمله خلاف باطن ... فإذا آية المنافق ثلاث نستطيع أن نقول الآن ... نفاق اعتقادي حيث يبطن الكفر ويظهر الإسلام هذا في الدرك الأسفل من النار أما المسلم الذي يبطن الإيمان بكل ما جاء من عند الله عز وجل ولكنه يخالف بعمله قوله فهذا سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منافقا، إذا فالحاكم والمحكوم لا فرق في ذلك أبدا كل من كانت عقيدته سليمة ولكن وقع في شيء من أعماله ما يخالف به شريعته فهذا كفره كفر عملي ونفاقه نفاق عملي وأما من يظهر الإسلام ويبطن الكفر يظهر الإسلام كلاما ثم يتبنى ... هذا وهو في قرارة قلبه لا يطعن في الإسلام ... وما شابه ذلك فشتان بين هذا الذي هو الكافر ومنافق مخلد في الدرك الأسفل من النار وبين من آمن بما أنزل الله ولكنه خالف الله عز وجل في قليل أو كثير من أعماله فهو بذلك عاص وليس بكافر كفر ردة هذا ما يمكن أن يقال بمناسبة هذا السؤال .
السائل : سؤال قريب منه هل يجوز أن يطلق على الفرق الموجودة في العصر الحاضر مثل القاديانية والشيعة وغيرهم وكذلك الذين يدعون إلى الإسلام ولكن بطرق مختلفة عن طريقة أهل السلف أنهم من أهل النار الذين يشملهم الحديث ( افترقت ... ) إلى آخره ؟
الشيخ : لا شك أن نعم ... .
2 - ماذا تقول في الدولة التي تحكم بما أنزل الله وفيها أخطاء ومعاصي ظاهرة ودولة تحكم بالدستور المستورد وأيهم كافر ؟ أستمع حفظ
هل يجوز أن يطلق على الفرق الموجودة في العصر الحاضر مثل القاديانية والشيعة وغيرهم وكذلك الذين يدعون إلى الإسلام ولكن بطرق مختلفة عن طريقة السلف أنهم من أهل النار الذين يشملهم الحديث (إفترقت .....إلخ) ؟
الشيخ : كل من خالف الإسلام وكان على بينة من هذه المخالفة فلا شك في ذلك أنه من تلك الفرق التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام وأن عددها اثنتين وسبعين فرقة .
أقول كل من تبيّنت له الحقيقة ثم خالفها فهو من أهل النار فإذا كانت المخالفة كما قلتا آنفا اعتقادا فهو من أهل النار المؤبدين فيها وإن كانت المخالفة ليست اعتقادا وإنما عملا فهو لا يخلد في النار بل حكمه إلى الله تبارك وتعالى كما جاء في حديث عبادة بن الصامت ( خمس صلوات الله كتبهن الله على العباد فمن أدّاها وأحسن أداءها وأتمّ خشوعها وركوعها وسجودها كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة ومن لم يؤدها ولم يتم خشوعها وركوعها وسجودها لم يكن له عند الله عهد إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له ) وهذا الحديث وأمثاله هو في الواقع كتفسير وتفصيل للآية التي ذكرناها في الأمس القريب (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الله )) فكل من كفر أو أشرك وهو على علم بأن هذا شرك في الإسلام فهو مخلد في النار ، وكل من عصى الله عز وجل عملا لا اعتقادا وهو على علم بذلك فهو يستحق العذاب من الله عز وجل ولكنه تحت مشيئته تبارك وتعالى ورحمته كما سمعتم في حديث عبادة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ، هذا هو الحكم ... للفرق الإسلامية كلها لكن لا يصار إلى التكفير ... إلا إذا تبيّن لنا نحن أنه كفر جحدا و ... لذلك نجد أئمة السنة وأئمة الحديث في الوقت الذي يذكرنا بتلك الفرق كالمعتزلة والخوارج والجبرية والمرجئة وغيرهم حينما يضللون هذه الفرق كلها لا يقطعون بكفرهم كفر ردّة، لذلك نجدهم يوثقون أفرادا من هؤلاء من حيث الصدق والرواية ولكن من جهة أخرى يحكمون عليهم بالضلالة في العقيدة لكنهم لا يكفرونهم لاحتمال أن يكون الأمر قد شبه لهم ، لاحتمال أن يكون لهم عذر عند الله عز وجل ونحن لا يهمنا ولا نستفيد شيئا ما من أن نحاول أن نكشف عن قلوب الناس وعما انطوت عليها نفوسهم وقلوبهم ذلك لأن الإسلام إنما يأمرنا أن نحكم بالظاهر والله عز وجل يتولى السرائر فمن أعلن لنا الكفر وأعرض ... ألحقناه بالكفار أما إذا اجتهد وأخطأ ولو كان خطؤه في أصل من أصول الشريعة وكان الله عز وجل يعلم حسن قصده ولا يعلم منه الجحد لما أنزل الله عز وجل في شريعته هذا ربنا عز وجل لا يؤاخذه على هذا ... لذلك تجد مثل عمران بن حطان من رؤوس الخوارج ومن الذين جاءت فيهم أحاديث رهيبة جدا مع ذلك فهو من الرواة الذين روى عنهم إمام المحدثين الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه فهذا معناه أن أئمتنا أئمة السنة حينما كانوا يحكمون بضلال تلك الفرق المخالفة للسنة وللسلف الصالح ما كانوا يكفّرونهم لأن التكفير أمر خطير جدا ولاحتمال أن يكون لهذا الذي ظهر لنا ضلاله وألحقناه بأهل الضلال ... أما أن نحكم بأنه مخلد في النار فهذا ... إلا إن جزم وصرح بما يوجب الكفر .
ومن هنا يمكننا أن نبحث حديثا يشكل على بعض الناس ، هذا الحديث الذي خرّجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط فلما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله وقال لهم أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله عليّ - الشاهد هنا فانتبهوا - قال فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا فإذا أنا مت فحرقوني في النار ثم ذروا نصفي في البحر ونصفي في الريح -فمات الرجل فحرقوه بالنار وأخذوا رماده نصفه في الريح الهائج نصفه في الآخر في البحر المائج- فقال الله تبارك وتعالى لذراته كوني فلانا فكان بشرا سويا قال الله عز وجل أي عبدي ما حملك على ما فعلت قال ربي خشيتك قال فقد غفرت لك ) هذا الحديث قد يشكل على البعض لأنه بظاهره يتعارض مع الآية السابقة (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) لاسيما بعد أن بيّنا لكم بالأمس القريب أن معنى يشرك أي يكفر بمعنى أنه يكفر ... الكفر فلا فرق بين الكفر والشرك كما تذكرون فهذا الرجل ماذا فعل إنه ألقي في نفسه وكان الذي ألقى ما ألقى في نفسه خوفه من ربه أنه إن أوصى تلك الوصية الجائرة التي يصعب على الإنسان أن يتصور وصية أعرق منها في الضلال ! خيل له أنه إذا نفذت وصيّته فحرّق بالنار ووزع رماد جسده نصفه في البحر ونصفه في الريح أن يضل على ربه وأن الله عز وجل لا يقدر عليه فكأنه نسي ذلك الحكم الذي ذكره الله في عز وجل في خاتمة سورة يس (( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها ... )) فهذا الرجل نسي هذه الحقيقة أن الله عز وجل الذي خلق الإنسان من عدم هو أيسر عليه لو كان هناك عنده ... أيسر عليه أن يعيده من هذه الذرات التي لم ... جسده نسي هذا الإنسان هذه الحقيقة لكن الذي نساه هو أمر حسن وهو خوفه من ربه تبارك وتعالى لذلك أوصى بما أوصى ونفذت وصيته فأعاده الله عز وجل كما كان بشرا سويا وقال له ما حملك على ما فعلت قال خشيتك فكأن الله عز وجل يقول له ما دام أن الذي حملك على ذلك الخطأ وعلى ذلك الضلال ... إنما هو خشيتك مني فاذهب فإني غفرت لك الشاهد هذا ميزان الله وهذا حكمه أما نحن فلنا الظاهر لو رأينا إنسانا أوصى بهذه الوصية لبادرنا بلا شك إلى تكفيره كفر ردّة وإذا ربنا عز وجل له معاملاته بميزانه الحكم العدل غير ميزاننا نحن القاصر العاجز المبني على ظواهر الأمور لذلك المعتزلة مثلا حينما أنكروا رؤية الله عز وجل في الآخرة لا شك أنهم ضلوا في ذلك ضلالا بعيدا وكان هذا الإنكار منهم من أسباب حكم أهل السنة عليهم بالضلال لكن ما حكم أهل السنة عليهم بالكفر والردة وكذلك نقول كما ذكرنا آنفا بالنسبة للمذاهب والطرق الأخرى ذلك منهم جمع بين ما يظهر من ضلالهم الذي لا مجال لنا من عدم ... لا بد منه وبين أن يكون هناك احتمالا أن الله عز وجل يعلم من بعض هؤلاء على الأقل عذرا لهم فيما ذهبوا إليه ، لذلك كان مذهب أهل السنة حقيقة الذين لا يغالون ولا يتشددون وإنما يمشون على خط الوسط هو تضليل من انحرف عن السنة دون قرن ذلك بالتكفير والإخراج عن الملة لأن هذا التكفير مبني على بواطن الأمور فيوكل الأمر إلى الله تبارك وتعالى غيره .
3 - هل يجوز أن يطلق على الفرق الموجودة في العصر الحاضر مثل القاديانية والشيعة وغيرهم وكذلك الذين يدعون إلى الإسلام ولكن بطرق مختلفة عن طريقة السلف أنهم من أهل النار الذين يشملهم الحديث (إفترقت .....إلخ) ؟ أستمع حفظ
تعلمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة وأمره له أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم واليوم كثرت الجماعات حتى التبس الأمر على طالب العلم أي جماعة هي المقصودة في زماننا هذا نرجوا توضيح اسم الجماعة التي تدعوا إلى الكتاب والسنة حقيقة ليكون مع جماعتهم ؟
الشيخ : كأن هذا السؤال تكرار لما تحدثنا عنه بالأمس لكن الواقع أشعر من توارد هذه الأسئلة أن هناك في الجو خلافا شديدا هذا الخلاف هو الذي ... الأسئلة ويستدعي تكرارها وتكرار الجواب عليها .
ذكرنا أمس بأن الفرقة الناجية هي فرقة واحدة وذكرنا أيضا علامتها بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنها هي التي تكون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و ... الآن و أذكر حديثا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) قالوا يا رسول الله من هم هؤلاء الغرباء قال ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) هذا من صفة الفرقة الناجية أنهم يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ، فالسائل عليه أن ينظر في هذه الجماعات الكثيرة التي تنبأ عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث حذيفة، فمن هي الجماعة التي تدعو إلى التمسك بالكتاب والسنة قولا وعملا ، أقول قولا وعملا لأننا شرحنا لكم بالأمس بأن كل الطوائف مهما كانت بعيدة عن الكتاب والسنة يقولون نحن دعوتنا إلى الكتاب والسنة ولذلك فنحن لا نقنع بمجرد الكلام لأن الكلام الذي يخالف العمل هو أيضا من صفات المنافقين والله عز وجل يقول في القرآن الكريم (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) فكل الجماعات من حيث كلامهم كلهم يقولون الكتاب والسنة مبدأنا و شعارنا ودعوتنا قائمة على ذلك ولكن هل اقترن مع هذه الدعوة مع هذا الكلام العمل ؟ أظن أنكم إذا تذكرتم هذه الحقيقة سيتجلى لكم أن كل الجماعات ليسوا هناك وليسوا على الكتاب والسنة إلا من حيث الكلام فكثير منهم لست بحاجة إلى نخالطهم لتطلع على بعدهم في عبادتهم عن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل عن بعدهم عن العقيدة الصحيحة التي جاءت في الكتاب والسنة بل أنت إذا نظرت إليهم دلك مظهرهم على أنهم ليسوا من الكتاب والسنة في شيء فكثير منهم يستهينون بالمظاهر الإسلامية ولا يقيمون لها وزنا مطلقا فهذا من الكتاب والسنة ونحن نعلم جميعا أن من السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم ( احفوا الشارب وأعفوا اللحة وخالفوا اليهود والنصارى ) ومن أحاديثه عليه السلام التي هجرها حتى كثير من المتمسكين بالسنة قوله عليه السلام ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم )
السائل : فيه سؤال ... .
4 - تعلمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة وأمره له أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم واليوم كثرت الجماعات حتى التبس الأمر على طالب العلم أي جماعة هي المقصودة في زماننا هذا نرجوا توضيح اسم الجماعة التي تدعوا إلى الكتاب والسنة حقيقة ليكون مع جماعتهم ؟ أستمع حفظ
ما حكم صبغ اللحية وبأي صبغة وماذا على من لا يصبغ ؟
الشيخ : ... .
السائل : الآن ... .
الشيخ : فالرسول صلوات الله عليه وسلم يأمر في هذا الحديث بالصبغ فيقول ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) فأمرنا عليه الصلاة والسلام بأن نصبغ شيبتنا وهو عليه الصلاة و السلام لم يكن قد عمّ الشيب شعره وإنما كان هناك نحو عشر شعرات أصابها الشيب ومع ذلك فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصبغ بالحناء والكتم وكذلك فعل أبو بكر وعمر وغيرهما من الصحابة فالأمر بالصبغ هنا فيه أمر عجيب يغفل عنه الجماعات الإسلامية إلا من كان حريصا على التمسك بالسنة فعلا إن الشيب أمر من سنة الله عز وجل فرضه على البشر إذا ما وصلوا سنا معينة فهذا أمر يشترك فيه المسلم والكافر والصالح والطالح قد يشيب أحدهم قبل غيره فلا يدل ذلك على أنه أحسن أو أسوء من ذلك وقد يشيب المسلم قبل الكافر هذا أمر مفروض على الناس ولا يدل على شيء ولكنه بالنسبة للمسلم يدل على شيء ذلك أنه إذا شاب بادر إلى امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم المذكور آنفا فخالفوهم ، الشاهد أن الله عز وجل مع أنه فرض الشيب على جميع الناس كما قلنا مسلمين وكفارا صالحين وفجارا بحيث أنه لا يمكن أن يقول قائل فلان الشايب تشبه بخلال اليهود الشايب أو النصراني الشايب لا يمكن أن يقال هذا لم ؟ لأن هذا الشيب ليس من صنعه وليس من كسبه حتى يقال لم شبت وإنما الله عز وجل فرض الشيب على عباده مع ذلك هنا العبرة نجد الرسول صلى الله عليه وآله سلم قد أمر المسلم حينما يصيبه الشيب أن يصبغ لكي يخالف الكفار الذين يشيبون بحكم سنة الله ولكنهم لا يصبغون ... فالمسلم إذن عليه أن يثبت مخالفته للكفار حتى في أمر فرضه الله عليه وجبره عليه وهو الشيب لكن قال له خالف الكفار بالصبغ فكيف بمن يأتي إلى أمر فطره الله عليه ألا و هو أن ميزه على المرأة فخلق له اللحية وأمره بالمحافظة عليها وبإعفاءها فيأتي ويتشبه تشبها عكسيا هناك في الشيب قلنا لا يمكن أن نقول تشبيه المسلم بالكافر لأنه ... أما هنا فهو يحلق لحيته فيحقق التشبه بالكافر بكسبه وعمله ثم هو في ذلك مخالف لأمر نبيه صلى الله عليه وآله سلم أردت أن أشرح هذه النقطة لأعود بمناسبة هذا الحديث والسؤال الذي ... هناك لأقول أن الصبغ الذي أمر الرسول عليه السلام به هو أي صبغ كان باستثناء نوع واحد ولون واحد ألا وهو السواد فلا يجوز للمسلم الخائف من الله والعالم بحديث رسول الله والمتبع لسنته عليه الصلاة والسلام أن يصبغ شيبه بالسواد وذلك لحديثين اثنين الأول حديث مسلم في صحيحه في قصة والد أبي بكر الصديق أبي قحافة لما جيء به ولحيته بيضاء كالثغامة فأمر الرسول عليه السلام أهل أبا بكر أن يغيروا شيبه وأن يجنبوه السواد وبعض الناس يقولون هذا أمر خاص لهم فلسفة في هذه القضية ليس بحسنة ولا جميلة أبدا يقولون بأنه كان شديد الشيب لأنه مشبه بالحديث بأنه كالثغامة وهو نبت أبيض كالقطن بياضا فيفسرون هذا النهي أنه خاص بأبي قحافة فيأتيهم الحديث الذي يشمل كل المخالفين ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( سيكون في أمتي أقوام يصبغون بالسواد كحواصل الطير لا يريحون رائحة الجنة ) .
إذا الأمر بالصبغ يدخل فيه كل لون إلا السّواد لنهي الرسول عليه الصلاة والسلام عن ذلك ، أعود فأقول إذا كان كل الجماعات تدعي الكتاب والسنة فالمهم في هذه الدعوة شيئان اثنان الأول أن تقترن دعواهم بالعمل بكتاب الله والسنة وليس فقط بالكلام و... ونحو ذلك والشيء الآخر أن يكون عملهم بالكتاب والسنة على التفصيل الذي شرحناه أمس وهو أن يتحروا السنة الصحيحة وأن لا يأخذوا الحديث من هنا وهناك فيقعون في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما شرحنا ذلك أيضا خلاصة القول لسنا بحاجة ... .
السائل : ... أن يكون متبعا في ذلك السلف الصالح المؤمنين لأنه ... في نفس الحديث ويعمل به يكون مخالفا لما يكون عليه السلف .
سائل آخر : يعني الشرط الثاني ... .
الشيخ : أي نعم ... أقول بشرط أن يكون القول مقرونا بالعمل أي أن يظهر اتباع السنة في منطلقهم في حياتهم كلها والشرط الثاني أن يتقصدوا معرفة ما صح عن الرسول عليه الصلاة والسلام من الأوامر والأحكام والنواهي ونحو ذلك والشرط الثالث والأخير أن يتلقوا شرح ذلك مما كان عليه السلف الصالح إما في منطلقهم في حياتهم أو في تشريحهم وبيانهم لكتاب الله ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل من المناسب أن أذكر بقضية هي من مشاكل الساعة هناك حديث في صحيح مسلم يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية ) فسمعنا أن بعض الناس يكفرون بسبب قول الرسول عليه السلام ( مات ميتة جاهلية ) يكفرون من مات وليس في عنقه بيعة هذه ضلالة جديدة عصرية باسم اتباع السنة ذلك لأن قول الرسول عليه السلام ( مات ميتة جاهلية ) لا يساوي تفسيرهم الذي يقول مات ميتة الكفار أي مات كافرا مرتدا خالدا في النار لا فقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) قال هذا تكفير من الرسول عليه السلام لأبي ذر حاشاه لكن معنى هذه العبارة هنا وهناك ( مات ميتة جاهلية ) ( إن فيك لجاهلية ) أي فيك خصلة من خصال الجاهلية يجب أن تتنزّه منها وأن لا تقع فيها فحديثنا ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية ) أي يموت كما كان يموت الكفار في الجاهلية ليس لهم رأس ليس لهم إمام يقودهم ويوجههم وكما قال عليه السلام ( إنما الإمام جنة يتقى به ) فكانوا يعيشون قبائل كما نعلم ذلك فالمسلمون إذا عاشوا هكذا وماتوا وليس في عنقهم بيعة مات أحدهم ميتة الجاهلية فإذا لا يعني الجاهلية أنه كافر مرتد خارج عن الدين هذه واحدة ، وأخرى قبلها ( مات وليس في عنقه بيعة ) كلنا اليوم مع الأسف نموت وليس في عنقنا بيعة لأنه ليس هناك خليفة مبايع من أهل الحل والعقد حتى يجب علينا إيش أن نبايعهم فإذن هل يشملنا هذا الوعيد ولو بالتفسير الصحيح الذي ذكرناه ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية ) الجواب أن هذا ... عنقه بيعة مبايعة مات ميتة جاهلية إذا اليوم لا يوجد خليفة فهل يشمل هذا الوعيد وهذا الوصف الشديد كل مسلم يعيش اليوم ولو كان حريصا على التمسك بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح وكان حريصا كل الحرص على استئناف الحياة الإسلامية وتحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة الخلافة الراشدة هل يشمل هذا الوعيد حتى أمثال هؤلاء ؟ الجواب إذا عرفنا أنّ معنى الحديث الواضح المتبادر ( من مات وليس في عنقه بيعة ) ... فليس معنى ذلك أننا في حل من أن نضل هكذا كالجاهلية الأولى ليس علينا رئيس ليس علينا خليفة إذا نستطيع أن نتوسع في فهم هذا الحديث فنقول من مات وليس في عنقه بيعة فعلا أو سعيا فعلا فهمنا سعيا بمعنى لا يفكر ولا يهتم ولا يسعى لإيجاد المجتمع الذي ينبثق منه هذا الرجل المبايع فيجب مبايعته حين ذلك أي إن هذا الحديث يمكن تفسيره بنحو حديث آخر ذكرته آنفا في مناسبة النفاق قال عليه الصلاة والسلام ( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات وهو على شعبة من النفاق ) إذا هذا الحديث وضّح أن الواجب على المسلم أن يباشر الغزو فإن لم يتمكن من ذلك كما هو واقعنا اليوم أيضا مع الأسف الشديد فعلى الأقل يحدّث نفسه بالغزو وتحديث النفس بالغزو يستلزم تحريك مشاعر الإنسان ليعمل ليتمكن من الغزو كذلك الحديث السابق من مات وليس في عنقه بيعة فعليه أن يسعى ليوجد المجتمع الذي ينبثق منه ذلك الرجل المبايع فيكون هو من جملة المبادرين إلى مبايعتهم نعم .
ما حكم التوظف في الدوائر الحكومية سواء أكانت الحكومة إسلامية أم كافرة ؟
الشيخ : في الواقع أننا نحن في بلادنا والحكم هناك كما تعلمون حكم غير إسلامي محض ابتلينا بأمور كثيرة و كثيرة جدا نجد لبعضها مخرجا ولا نجد للبعض الآخر منها إلا الابتعاد عن الوظيفة والتوظف أصلا مثلا بعض إخواننا أساتذة ومعلمون في بعض المدارس منهم من يعلم ما يسمونه هناك بالتربية الدينية ومنهم من يعلم اللغة العربية النحو والصرف ونحو ذلك والأدب العربي فنحن نرى جازمين بأن الصواب الواجب بالنسبة لهؤلاء أن يضلوا في وظائفهم لأن من كان معلما للتربية الإسلامية فهو يستغل مركزه ووظيفته لتبيان التربية الإسلامية على الوجه الصحيح لاسيما إذا كان هذا الأستاذ من إخواننا السلفيين وإن كان من اختصاصه اللغة العربية ونحو ذلك والتاريخ الإسلامي فهناك مجال واسع وواسع جدا أيضا لبث الأفكار الإسلامية وبيان التاريخ الإسلامي الناصع وما قد دس فيه مما يشوّه سمعته و ... فنرى أن هذا من الواجب والواقع شهد بأن هذا الأمر كان من صالح الدعوة الإسلامية وليس من صالح الحكم الكافر الجاهل ذلك لأن الجماعة تنبهوا هناك فأخذوا يقيلونهم من وظائفهم فينقلون مثلا مدرس التربية الإسلامية فيضعونه موظفا فيما يسمونه هناك بالجمعية الاستهلاكية يعني عبارة عن مخزن كبير للبيع بين حوائج الناس ومنها الخضر ومنها الأقمشة ينقلون الأستاذ من وظيفة التعليم إلى وظيفة البيع والشراء حتى أساتذة التاريخ وحتى أستاذة اللغة العربية و منهم أحد إخواننا نقلوه إلى محافظة إلى البلدية أمور إدارية كتابية لماذا ؟ أقول مع الأسف انتبه هؤلاء إلى مالم ينتبه بعد بعض إخواننا السلفيين من خطورة هذا المركز للتعليم الذي يتمكن به المسلم من أن يبث الدعوة الإسلامية في نفس هذا التدريس ولو كان المنهج الحاكم السائد هو منهج كافر فكيف لا نقبل التوظف في عمل نحن نكون فيه عضوا صالحا لنشر العلم ، لنشر الوعي، لنشر الخلق الإسلامي ونحو ذلك نعم حينما تكون الوظيفة هي في أصلها مخالفة للشريعة فنحن ننهى عن ذلك كل النهي كالتوظف مثلا في البنوك التي فيها إعانة على ارتكاب ما هو من الكبائر وهو الربا ،أما إذا كانت الوظيفة في نفسها أقل ما يقال فيها شرعا إنها جائزة ويتمكن الأستاذ الموظف فيها من القيام ببعض ما يجب عليه فنحن لا نقول إن هذه الوظيفة جائزة بل نقول إنها واجبة وجوبا كفائيا إذا قام به البعض سقط عن الباقين لعلي أجبت عن هذا السؤال ؟
ما حكم الدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة والجامعات الأخرى إسلامية كانت أم علمية مع وجود المنكرات والمخالفات التي تعرفها وتسمع عنها ؟
الشيخ : خير جواب يحضرني في هذا هو الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( مثل القائم على حدود الله والقائم فيها كمثل قوم ركبوا سفينة فكانت طائفة بأعلاها وطائفة في أدناها فكان هؤلاء إذا أردوا أن يستقوا مروا بالطائفة التي في أعلاها -فقالوا ذات يوم لو أننا خرقنا من أسفل السفينة خرقا وأرحنا الجماعة التي هم في أعلى السفينة من صعودنا و نزولنا قال عليه الصلاة - فإن هم أخذوا بأيديهم نجوا وأنجوا وإن هم تركوهم وشأنهم هلكوا و أهلكوا ... ) هذا مثال المجتمع الذي مثل له بالسفينة ومثال المنكر الذي يقع في هذا المجتمع الذي مثل له بالحفر في قعر السفينة فإنه لا يخفى إذا ترك هؤلاء الذين أرادوا إراحة الآخرين بطريق غير سليم بأن يحفروا من قعر السفينة لا شك أن الماء سيدخل في السفينة وسيعمهم الغرق جميعا لذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم أتخيل كأنه يعالج مشكلتنا الحاضرة فنحن في مجتمع فيه مفاسد فأنا قلت عمدا أن من كان في المجتمع يحكم فيه بغير ما أنزل الله أصالة فعليه أن ينتقل إلى مجتمع يحكّم فيه الإسلام ولو بشيء من التقصير فالشر ليس كله في مرتبة واحدة ، فإذا كان هذا المجتمع الإسلامي فيه شرور فيه آثام فيه منكرات فليس الخلاص من ذلك بخرق هذا المجتمع و ... بلبلة أو قلقلة أو مفسدة أو فتنة وإنما ذلك كما أشار الرسول عليه السلام في هذا الحديث بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم هذا الحديث ألح ودندن حول المرتبة الأولى من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو التغيير باليد حيث قال عليه الصلاة والسلام ( فإن هم أخذوا بأيديهم نجوا وأنجوا ... ) إلى آخر الحديث فأخذوا بأيديهم هذا أول مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما هو في الحديث المشهور ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) ففي هذا الحديث التصريح بأن مراتب الإنكار والأمر ثلاثة فلا يجوز للمسلم المخلص لدينه أن يتمسك بالمرتبة الأولى ويغض الطرف عن المرتبة الثانية والثالثة لأن هذا معناه - لا سمح الله - إيمان ببعض الكتاب وكفر ببعض وحينئذ يجد هذا الذي يتحرج من المشاركة في طلب العلم في الجامعات الإسلامية أو إذا كان أستاذا له اختصاص في بعض العلوم يتحرج من التدريس فيها فهذا يجد له متنفسا في بقية هذا الحديث ، عليه أولا أن ينكر المنكر بيده هذه هي أعلى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن إن لم يتيسر وهذا مع الأسف كلما اشتد الفساد كلما اضمحل القيام بهذه المرتبة ولكن ليس معنى ذلك أنه يأتي بعده الكفر هناك إنكار في المرتبة الثانية ( فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ... ) هنا نقول هل يوجد مسلم لا يزال الإيمان حيا في قلبه هل يوجد مسلم لا يزال الإيمان حيا في قلبه وأنا أقول وأعنى ما أقول لا يزال الإيمان حيا في قلبه لا ينكر المنكر بقلبه فهذا لا أتصوره لا أتصور مسلما لا يزال الإيمان عامرا في قلبه أنه لا ينكر المنكر ولو بقلبه وهو أدنى درجات الإيمان كمال قلنا أنا أقول إذا مات الشعور بالمنكر وهذا مع الأسف الشديد موجود في بعض الناس الذين افتنوا بالدنيا وشهواتها وتكالبوا على لذاتها فهؤلاء لا ... منكرا ولو بقلوبهم وأنا أضرب لهذا مثلا كيف تنطمس القلوب ولا يبقى فيها ذرة من إيمان لأنهم جهلوا ما شرع الله واعتادوا الحياة المنكرة لا شك أن المنكر عمليا درجات فنحن نجد في سوريا بعض المظاهر التي تسترعي انتباه أمثالنا نجد مثلا فتاة تمشي في الطريق وهي في آخر درجة من الخلاعة تمر بها امرأة أخرى دونها في لخلاعة هي خليعة هي متبرجة ولكنها دونها في الخلاعة لكن الفرق بين الأولى والأخرى أن الأولى أخذت بمظاهر الخلاعة الحديثة أما الأخرى فأخذت بمظاهر الخلاعة القديمة يعني صارت الموضة موضة قديمة مثلا كانوا قديما يلبسون الملاءة أو الجلباب القصير إلى نصف الساق الآن طاح هذا كله وصار إلى الركبتين وربما إلى ما فوق الركبتين فإذا مرت مثل هذه بتلك التي لا تزال تحتفظ بالحجاب القديم وهو ليس شرعيا فتمر الأولى بهذه فإذا جاوزتها التفتت هذه وهي تظن أنها متمسكة بالشرعية التفت لتنظر مستنكرة فهذا يوحي إلينا بماذا ؟ أنها مات الشعور منها بالمنكر الذي هي فيه هذا أمر خطير جدا و شغلت فقط بالمنكر الأكبر هذا الإحساس فقط هو الذي لا يزال حيا فيها أما الشعور بأنها كشفت عن ساقيها وكشف عن شيء شعرها وربما عنقها هذا لم يحدث شيئا مذكورا في قلبها لذلك إذا كان المسلم الحريص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيجب ألا يقف شرعا عند المرتبة الأولى فإذا نظر ولم يتمكن من الإنكار من المرتبة الأولى فله فسحة قد جعل الله له فسحة أن ينكر بلسانه وإن فرضنا أنه ... فمه أيضا ولم يستطع أن ينكر المنكر بلسانه فالله لا يؤاخذه لأن الأحكام الشرعية كلها منوطة بالاستطاعة ومنها هذه المنازل والمراتب فقد صرح فإن لم يستطع فإن لم يستطع ( من رأى منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) إذا لا أتصور مسلما غيورا يدخل الجامعة تعلما أو تعليما والفرصة متاحة له يعلم ما يعتقد أنه الحق من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يتعاطى هذا التدريس لأنه يرى المنكرات قد جعل الله عز وجل لهذه المنكرات ... علاجا تغير المنكر إن استطعت بيدك وإلا فبلسانك وإلا فبقلبك وذلك أضعف الإيمان ولا ينجيه الفرار من الواقع يعني إذا لم يرض بنفسه أن يدخل الجامعة مثلا ليتعلم أو يعلم لأنه لا يستطيع أن ينكر بيده بل ولا يستطيع أن ينكر بلسانه فلا فرق بين كونه في الجامعة من هذه الحيثية وبين كونه خارج الجامعة فنحن محاطون بالمنكرات أينما ذهبنا وأينما حللنا فما هو المخرج ؟ المخرج هو الحديث نفسه بمراتبه الثلاثة لذلك فالتعلل بانتشار المنكرات في المدارس وفي الجامعات لمفاصلتها ومبيانتها هذا لا نرى له وجها من الشرع ما دام أن مراتب الإنكار واضحة وهي ثلاثة كما ذكرنا ، نعم قد يكون بعض الناس يشعر بضعف في نفسه فيخشى على نفسه الفتنة أنا أقول حين ذاك حسب هذا الإنسان الذي يخاف على نفسه الفتنة لا يخاف أنه لا يستطيع أن ينكر فقط وإنما يخاف هو أن ينحرف مع المنحرفين وأن يضل مع الضالين حينئذ نقول لك أيضا اتق الله ما استطعت تخاف على نفسك فابتعد عن مواطن الخوف ولكن لا تجعل ذلك شريعة ولا تجعل ذلك نظاما تفرضه فرضا وتوجبه إيجابا على كل المسلمين لأن الناس ليسوا متساوين في ذلك فنحن نعلم مثلا أن من نصائح النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر أن قال له ( يا أبا ذر إني أراك ضعيفا فلا تتولى على اثنين ) لا تكن أميرا ورئيسا على اثنين ليه ؟ عنده ضعف شخصية والذي يريد أو الذي ينبغي أن يكون أميرا ينبغي أن يكون حازما قويا الإرادة فلكل حالة لبوسها فإذا كان أحدنا يخاف على نفسه أن يدخل مجتمعا خاصا فيه منكرات لا لأنه لا يستطيع أن ينكر بالمرتبة الأولى ولا المرتبة الثانية هذا لا عذر له بعد أن أفصح الشارع له بإنكار المنكر ولو بقلبه ولكن لو كان خشي على نفسه الانحراف والضلال مع الضالين الذين ... فحينئذ نقول له هذا وشأنك أما أن تجعل هذا مذهبا ودعوة تفرض ذلك على الناس فهذا فيه خراب الدنيا والدين في آن واحد لأن هذه الجامعات مهما كان فيها من الانحراف ومهما كان فيها من المنكرات فنظامها لا يزال إسلاميا وأقل ما يقال فيها إن الخير فيها غالب على الشر وهكذا الدنيا الدنيا كلها الخير فيها والشر فالمجتمع الصالح هو الذي يغلب الخير فيه الشر والعكس بالعكس ، أما أن يتطلب الإنسان خاصة في آخر الزمان مجتمعا خاليا من المنكرات فهذا لا سبيل إليه من أجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام أي بيان لما قلته من التفصيل الإنسان يخشى على نفسه هذا له شأن وبين أن يفرض ذلك على غيره فليس له ذلك قال عليه الصلاة والسلام ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) فهذه المخالطة تتطلب جهادا بلا شكّ ومن الجهاد أن يصون نفسه عن الانحراف ومن الجهاد أن يأمر بالمعروف على التفصيل السابق فمن لا يستطيع أن يحافظ على نفسه ... عليها فله أن يلزم المسجد ولا يخرج منه إلا لبيته لأن الناس لا يفترض عليهم جميعا أن يكونوا دعاة وأن يكونوا منطلقين هذا واجب أو فرض كفاية فليس هو فرض عين يجب على كل فرد من أفراد المسلمين إذن الذي يخشى على نفسه له شأن لكن لا يفرض ذلك على غيره فالواقع يكذب هذا الفرض ككثير من الناس وأنا منهم عشت الجامعة وما تأثرت بها بل أثرت فيها وكذلك غيري لا يزال كذلك فلماذا نفرض على الناس أمورا ... ثم يتغيرون ... كل الناس هم كذلك هذا أعتقد أنه انحراف خطير جدا له ما بعده نسأل الله عز وجل أن يحفظنا منه ومن أمثاله غيره .
7 - ما حكم الدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة والجامعات الأخرى إسلامية كانت أم علمية مع وجود المنكرات والمخالفات التي تعرفها وتسمع عنها ؟ أستمع حفظ
ما معنى حديث حذيفة رضي الله عنه الذي ذكرته ، حيث أن السفينة قد كثر فيها الخرق ولا نستطيع الأخذ على أيديهم فبدل أن نغرق معهم فعلينا أن بمغادرتها ؟
الشيخ : ... يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ... بأهوائهم وبأفهامهم كيف ينحرفون عن السنة قال عليه الصلاة والسلام ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ... ) لا تزال طائفة أي قليلة ثم الحديث السابق ذكرت لكم في الغرباء من هم ؟ ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي بعدي ) هؤلاء على ... زائدة أنا اقول ... هؤلاء يحكمون على الأمة كلها بالغلط والواقع أنه ... وهذا أيضا يذكرني بحديث ( من قال ... ) والحديث في صحيح مسلم ( من قال هلك الناس فهو أهْلَكُهم ) أو ( فهو أَهْلَكم ) روايتان ، ولكل من الروايتين معنى جميل جدا أما الرواية الأولى فهو ( أهْلَكُهم ) يعني هو أشد ضلالا منهم أما الرواية الثانية فهي أبدع أي هو سبب هلاكهم لأنه يدعهم وضلالهم ثم ينزوي عنهم بعيدا كما قال الأستاذ هنا ، نحن أجبنا عن هذا قلنا إن الحديث دندن حول تغيير المنكر هناك بالمرتبة الأولى ولكن إذا كان ليس في الاستطاعة ذلك ماذا نفعل ؟ من الذي قال أننا نخرج من هذا المجتمع ولا ننتقل من المرتبة الأولى إلى المرتبة الثانية بل من الذي قال لا ننتقل من المرتبة الثانية إلى المرتبة الثالثة أين محل هذا الحديث ؟ المراتب ثلاثة محل هذا الحديث في المجتمعات التي فيها المنكر قل أو كثر إن قل المنكر قل الآمرون يعني القضية عرض وطلب كما يقال وإن كثر المنكر كثر المنكرون ولكن هؤلاء المنكرون هم الحريصون على تطبيق الشريعة فعلا بحذافيرها لا يأخذون نصا ويدعون النصوص وإنما يجمعون بين النصوص كلها فيأتي هؤلاء بحديث واحد يأمرنا أن ندع الناس في ضلالهم وبإمكاننا نحن أن ننكر المنكر ولو بالمرتبة الدنيا لا يوجد مثل هذا الحديث أبدا بل على العكس من ذلك حديث ابن عمر السابق الذكر ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) فهذا يدعو المسلم إلى أن يكون كما يقولون اليوم بلغة العصر الحاضر اجتماعيا أن لا يكون انعزاليا كما هو مذهب الصوفية ، فالصوفية مذهب سهل ورخيص لأنه معناه ترك الجهاد الذي منه اللسان كما قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح ( جاهدوا المشركين بأنفسهم وأموالكم وألسنتكم ) فالإنزواء والإنطواء والخروج مثلا في بلاد مهجورة أو صحارى قفراء هذا أمر سهل لكن هل يظن هؤلاء بأنه سيضل هؤلاء الأفراد في الصحراء يعيشون ما شاء الله من سنين بل من قرون ويستمرون على الصفاء والنقاوة أن سيعيد التاريخ نفسه ويبدأ ... يذر قرنه فماذا يفعلون يظلون ينتقلون مكان إلى آخر ليس هذا من مذهب الرسول عليه السلام ( وإنما عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاسية ) طبعا عليكم بالجماعة سيقول هؤلاء الجماعة المتمسكة بالكتاب والسنة نقول نعم والقضية نسبية هاتوا جماعة متمسّكة بالكتاب والسنة أحسن من غيرها لنقول لكم اذهبوا إليها أما أن تخرجوا من هؤلاء وتكونوا لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء فهذا انحراف خطير جدا .
8 - ما معنى حديث حذيفة رضي الله عنه الذي ذكرته ، حيث أن السفينة قد كثر فيها الخرق ولا نستطيع الأخذ على أيديهم فبدل أن نغرق معهم فعلينا أن بمغادرتها ؟ أستمع حفظ
فضيلة الأستاذ هناك خلاف بين بعض الإخوان فحواه أن الذي يطوف بالمقابر كافر مرتد عن دينه تطلق زوجه وغيرها من الأحكام المتعلقة بالكافر؛ فالرجاء من فضيلتكم توضيح ذلك الأمر ؟
الشيخ : الواقع أن طبيعتي أني أمل التكرار وأنا أحس بأن الأسئلة تدور حول قضية لكن لا أنسى أن الأمر يتطلب هذا التكرار أنا قلت آنفا أن واجبنا أن نحكم بأن هذا ضلال وهذا كفر إذا جاء في النص أنه كفر وأنه ضلال لكن ليست وظيفتنا أن نحكم على الناس بأنهم مرتدون عن دينهم لأن هذا خلاف السلف الصالح كما ذكرنا لكم المعتزلة أنكروا نصوصا كثيرة من الكتاب والسنة وربت لكم مثلا إنكارهم رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة مع ذلك ما كُفروا وذكرنا لكم قصة التي أوصى أولاده بأن يحرقوه بالنار وكيف أن الله غفر له فنحن واجبنا أن ننصح الناس كجماعة لسنا لعانين ولسنا مكفرين وإنما نحن هداة نهدي الناس إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الذي يطوف حول القبر لا يشك أبدا أن هذا كفر وهذا الذي ينذر لغير الله ويذبح لغير الله لا نشك أنه كفر وضلال كيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ( ملعون من نذر لغير الله ) هذه بلايا عمت البلاد الإسلامية كلها لكن أولا أين النص الشرعي الذي يلزمنا أن نحكم بكفر هؤلاء وهم يجهلون أكثر علماء الدنيا يسكتون عن هذه الطامات بل بعضهم يبررها بحجة دعوهم نيتهم طيبة ! نيتهم طيبة ! ذلك هو الضلال المبين هم في الواقع خراب ... لكن إن كان لهم عذر فعذرهم الجهل سيقول بعض الناس لكن هذا الجهل لا يعذر به صاحبه نقول نعم حينما يعيش هذا الجاهل بين جماعة من أهل العلم بالكتاب والسنة وهم قائمون بالنصح كما دللنا في مطلع ... هذه فحين ذاك لا يعذر هؤلاء لأنهم سمعوا العلماء ينذرونهم دائما وأبدا أن هذا الذي يفعلونه هو الكفر والشرك بعينه لكن هؤلاء الذين يسمّيهم بعض السلفيين بالقبوريين هؤلاء محاطون بناس هم الذين يضللونهم وهم الذين يفهمونهم أن هذا ليس من الكفر في شيء إذا نحن غرضنا أن نلعم الناس وأن نهديهم ، أما تكفيرهم فيعود إلى الله تبارك وتعالى لأنني أعتقد أنه لا خلاف بين أهل السنة والسلف الصالح بصورة خاصة أن الكفر لا يدان به صاحبه إلا بعد قيام الحجة وأكثر هؤلاء الناس لم تقم عليهم الحجة لماذا ؟ لأن العالم الإسلامي يعد ثمانمائة مليون مسلم فكم هم عدد أهل السنة والجماعة وبخاصة الذين أتيح لهم أن يتصلوا بهذا العالم ... الطويل وأن ينصحوهم ويبينوا لهم هذه الضلالات هذا أقل من القليل إذا أنا أريد أن أذكر بقضية قد تخفى على بعض الناس قد يتوهم بعض الناس أن الأوربيين مثلا والأمريكيين الذين لا يعرفون عن الإسلام إلا اسمه يسمعون القرآن من الإذاعة يتوهم بعض المسلمين اليوم أنهم قد أقيمت الحجة عليهم لماذا ؟ لأنهم يسمعون القرآن ، طيب يسمعون القرآن لكن لا يفقهون منه شيئا فهل أقيمت الحجة عليهم ؟ الجواب لا وهذه حقيقة ما أظن أحدا يستطيع أن يماري أو يجادل فيها إذا كان الأمر كذلك فأنا أذكر بحقيقة أخرى إن العرب دعك من العجم ، إن العرب أنفسهم أصبحوا أعجاما في لغتهم والدليل أن كثيرا من العلماء لا يزالون يفهمون الآيات التي تنهى عن عبادة غير الله عز وجل أن المقصود بها فقط أن لا تصلي لغير الله أن لا تسجد لغير الله فإذا صليت لغير الله وسجدت لغير الله فهذا هو الكفر أما إذا دعوت غير الله واستعنت بغير الله فلا يزالون يفهمون أن هذا ليس من الشرك في شيء وهم خاصة فأقول العرب اليوم لبعد العهد عن لغتهم التي نزل بها القرآن لا يكادون يفقهون هذا القرآن له معنى فماذا نقول عن الأعاجم وهم الأغلبية الساحقة في هذا العدد الضخم من المسلمين ؟ إذا يا جماعة تصوروا قبل أن تحكموا بتكفير زيد أو بكر من الناس هل أقيمت الحجة عليهم والحجة من الكتاب والسنة ومن أهل العلم وقد قلت في مناسبة قريبة إن بعض طلابنا يتوهم أنه صار من أهل العلم وأنه بمجرد أنه اتصل مع أحد أولئك الضالين لاسيما ذلك إذا كان ... نفسه بمنظار مكبر يرى نفسه في قمة العلم فيأتي طالب صغير ويقول أنت مشرك وأنت ضال وزائغ إلى آخره فيظن أنه بمثل هذه الكلمات السريعة قد أقام عليه الحجة ! ونحن نلاحظ في الشام وفي غير الشام أن بعض إخواننا المبتدئين في هذا العلم ما يكاد يجلس مع أحد أولئك الضالين ونحكم بأنهم ضالون ويتكلم كلمتين ثلاثة وينهزم ليه ؟ لأنه ما قرأ أصول اللغة العربية ولا آداباها ولا قرأ أصول الفقه ولا أصول الحديث ولا أي شيء من هذه العلوم فهو يأتيه من هذه العلوم التي أتقنها ولكنه لم يستفيد شيئا منها فيظن هذا الطالب السّلفي بأنه أقام الحجة لذلك عليكم بالتحفظ يكفيكم أن تدلوا الناس بقدر ما أوتيتم من علم على أن هذا ضلال وهذا كفر وهذا هدى وهذا سنة أما هذا كفر وأنت كفرت هذا أولا لا نستطيع أن نحكم به شرعا وثانيا لا فائدة منه بل هذا تنفير وقد قال عليه السلام في أقل من ذلك ( إن منكم منفرين ) هذا ما يسر الله .
9 - فضيلة الأستاذ هناك خلاف بين بعض الإخوان فحواه أن الذي يطوف بالمقابر كافر مرتد عن دينه تطلق زوجه وغيرها من الأحكام المتعلقة بالكافر؛ فالرجاء من فضيلتكم توضيح ذلك الأمر ؟ أستمع حفظ
من الإخوان من يصر على الصلاة بنعليه داخل المسجد وعلى فراش الزل فما رأي فضيلتكم وما حكم السنة في ذلك؟
الشيخ : لكن كلمة الفراش ؟
السائل : الفراش الزل ... .
الشيخ : كلمة الفراش الزل هذا يذكرني ببيان لا بد منه وليس تكرارا قد ناقشت بعض إخواننا أهل الحديث في مكة في هذه ... حول هذه المسألة فهو يتحمس كإخوان آخرين بدخول هذه المساجد المفروشة بنعليه والصلاة فيها تمكسا بالسنة فقلت له أولا أليس بإمكانك أن تطبق السنة هذه خارج هذه المساجد أو في غير هذه المساجد من مساجد أخرى مفروشة بالرمال والحصباء ؟ قال نعم قلت هذه واحدة ، الثانية ألست تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم له في هذه القضية سنتان تارة يصلي حافيا وتارة يصلي متنعلا فأنت إذا صليت في هذا المسجد مثلا حافيا ما خالفت السنة بل أنت متنقل من سنة إلى سنة لو أن الرسول عليه السلام صلى طيلة حياته متنعلا قد يمكن أن يكون لهؤلاء عذر في هذا التعصب بالصلاة بالنعلين في المساجد المفروشة أما وهم يعلمون أن السنة هنا على وجهين أنه عليه السلام تارة يصلي متنعلا وتارة يصلي حافيا فأنت إذا صليت حافيا في هذه المساجد وتحاشيت إثارة مشاكل وفتن بين قلوب المسلمين لا تكون خالفت سنة سيد المرسلين بل أنت في السنة حينما تصلي في المسجد حافيا في السنة ما دام أنك لم تعرض عن سنة أخرى وهي سنة الصلاة في النعال هذه الثانية ، والأمر الثالث وهو أهم في الواقع تعرض للمسلمين أحكام تعرض للمسلمين أمور هذه الأمور تتطلب أحكاما جديدة لا يصح معالجتها بنفس المعالجة السابقة ... أريد أن أقول مسجد الرسول صلوات الله وسلامه عليه كان مفروشا بالرمال فجاء هذا الحكم بالصلاة بالنعال ولو في المسجد كما هو معلوم لدى الجميع وكذلك جاء حكم آخر فظن أن إخواننا المهتمين بالصلاة بالنعال في هذه المساجد يعرفونه ولكنهم غافلون عنه قال عليه الصلاة والسلام ( البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ) أقول لهم الآن من عادة الصحابة بناء على هذ الحديث أن أحدهم إذا كان يصلي وبدره البصاق وغلبه البصاق تفل عن يساره تحت قدمه اليسرى ثم دفنه في الرمل هكذا كانوا وهكذا حديث الرسول فأقول لإخواننا هؤلاء أتفعلون هذا ! إذا كان أحدكم يصلي في مسجد الرسول وبدا له البصاق فهل يبصق تنفيذا لبعض الأحاديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم ( إذا قام أحدكم يصلي فبدره البصاق فلا يتفل تجاهه فإن الله بينه وبين القبلة ولا عن يمينه ولكن ليتفل عن يساره تحت قدمه اليسرى ) أقول لهم هل تنفذون هذا الأمر النبوي ولعلهم يقولون الأمر هنا يفيد الوجوب كما يقولون في غيره سواء قالوا يفيد الوجوب أو دون ذلك هل تنفذونه في مثل هذه المساجد المفروشة حسن ظني بهم يضطرني أن أقول إنهم لا يقولون بذلك حسن الظن يحملني أن أقول لا يقولون بذلك لأن هذا جمود يستحيي المعروفون بالجمود على الظاهر أن يقولوا بمثل هذا الظاهر أنه يصلي في المسجد النبوي مثلا أو أي مسجد ولو كهذا بدره البصاق فهو ينفذ أمر الرسول عليه السلام فيتفل على البساط لكن الحديث يقول فليدفنه وهنا غير ممكن إذا هذا الحديث ... فنقول كما أن هذا الحكم في هذا الحديث تغير لأننا لو طبقناه حرفيا لوثنا وقذرنا البساط وما نجسناه لأن بصاق المسلم بصورة خاصة ليس نجسا ولكنه قذر ... .